• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي

الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي
علي محمد سلمان العبيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/11/2014 ميلادي - 9/1/1436 هجري

الزيارات: 7194

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي


إن الأخوة الإيمانية ثابتةٌ مع المعاصي، ونرى الصلاة خلف كلِّ بَرٍّ وفاجر، والصلاة على مَن مات منهم، ولزوم الجُمعة والجماعات، والاجتماع في الدين وعدم التفرق فيه، والسمع والطاعة لولي الأمر وإن جار، والحج والجهاد معه.

 

عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفةَ، رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((إنه يُستَعمَل عليكم أمراء، فتعرفون وتُنكِرون، فمَن كرِه فقد برئ، ومَن أنكر فقد سلِم، ولكن مَن رضي وتابع))، قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: ((لا، ما أقاموا فيكم الصلاة))؛ رواه مسلم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [الجمعة: 9 - 11].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح، فكأنما قرَّب بَدَنة، ومَن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرَّب بقرة، ومَن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرَّب كبشًا أقرن، ومَن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرَّب دجاجة، ومَن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام، حضَرتِ الملائكةُ يستمعون الذِّكر))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة تفضلُ صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجةً))؛ أخرجه البخاري.

 

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيدِه، لقد هممتُ أن آمُرَ بحطبٍ فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيُؤذَّن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأُحرِّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيدِه، لو يعلم أحدُهم أنه يجد عرقًا سمينًا أو مِرْمَاتينِ حَسَنتين، لشهِد العِشاء))؛ أخرجه البخاري.

 

وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس صلاةٌ أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتَوْهما ولو حبوًا، لقد هممتُ أن آمر المؤذِّن فيقيم ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شعلاً من نار فأُحرِّق على مَن لا يخرج إلى الصلاة بعد))؛ أخرجه البخاري.

 

فالواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة، ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم، وإن رأى بعضهم ضالاًّ أو غاويًا وأمكن أن يهديَه ويُرشِدَه، فعل ذلك، وإلا فلا يكلف الله نفسًا إلا وُسْعَها، وإذا كان قادرًا على أن يولي في إمامة المسلمين الأفضل ولاَّه، وإن قدر أن يمنع مَن يُظهِر البدع والفجور منَعه، وإن لم يقدر على ذلك، فالصلاة خلف الأعلم بكتاب الله وسنة نبيه، الأسبق إلى طاعة الله ورسوله - أفضلُ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((يؤُمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً، فأعلَمُهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً، فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواءً، فأقدمهم سنًّا)).

 

وإن كان في هجرِه لمُظهِر البدعة والفجور مصلحةٌ راجحة، هجَره، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى تاب الله عليهم، وأما إذا ولى غيره بغير إذنه، وليس في ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية، كان تفويتُ هذه الجمعة والجماعة جهلاً وضلالاً، وكان قد رد بدعةً ببدعة، حتى إن المُصلِّي الجُمعة خلف الفاجر اختلف الناس في إعادته الصلاة، وكرهها أكثرهم، حتى قال أحمد بن حنبل في رواية عبدوس: مَن أعادها فهو مبتدع، وهذا أظهر القولين؛ لأن الصحابة لم يكونوا يُعِيدون الصلاة إذا صلَّوا خلف أهل الفجور والبدع، ولم يأمر الله تعالى قط أحدًا إذا صلى كما أمر بحسب استطاعته، أن يعيد الصلاة؛ ولهذا كان أصح قولي العلماء أن مَن صلى بحسب استطاعته ألا يعيد، حتى المتيمِّم - لخشية البرد ومن عدم الماء والتراب - إذا صلى بحسب حاله، والمحبوس، وذوو الأعذار النادرة والمعتادة، والمتصلة والمنقطعة، لا يجب على أحدٍ منهم أن يُعِيد الصلاة إذا صلَّى الأُولى بحسب استطاعته.

 

وقد ثبت في الصحيح أن الصحابة صلَّوا بغير ماء ولا تيمُّم، لما فقدت عائشة عقدَها، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة، بل أبلغ من ذلك أن مَن كان يترك الصلاة جهلاً بوجوبها لم يأمره بالقضاءِ، فعمر وعمَّار لما أجنبا، وعمر لم يصلِّ وعمار تمرَّغ كما تتمرغ الدابَّة، لم يأمرهما بالقضاء، وأبو ذر لما كان يجنب ولا يصلي، لم يأمره بالقضاء، والمستحاضة لما استحاضت حيضةً شديدةً منكرةً منعتْها الصلاة والصوم، لم يأمرها بالقضاء، والذين أكلوا في رمضان حتى يتبين لأحدهم الحبل الأبيض من الحبل الأسود، لم يأمرهم بالقضاء، وكانوا قد غلطوا في معنى الآية، فظنوا أن قوله تعالى: ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187] هو الحبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما هو سواد الليل وبياض النهار))، ولم يأمرهم بالقضاء، والمسيء في صلاته لم يأمره بإعادة ما تقدم من الصلوات، والذين صلَّوا إلى بيت المقدس بمكة والحبشة وغيرهما بعد أن نسخت (بالأمر بالصلاة إلى الكعبة، وصاروا يصلون إلى الصخرة حتى بلغهم النسخ)، لم يأمرهم بإعادة ما صلَّوا، وإن كان هؤلاء أعذر من غيرهم؛ لتمسكهم بشرع منسوخ.

 

وقد اختلف العلماء في خطاب الله ورسوله، هل يثبت حكمه في حق العبيد قبل البلاغ؟

على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره؛ قيل: يثبت، وقيل: لا يثبت، وقيل: يثبت المبتدأ دون الناسخ.

 

والصحيح ما دل عليه القرآن في قوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، وقوله: ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165]، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أحدٌ أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين))، فالمتأول والجاهل المعذور ليس حكمه حكم المعاند والفاجر، بل قد جعل الله لكل شيء قدرًا.

 

والاجتماع في الدين وعدم التفرق فيه:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 102، 103].

 

عن عبدالله هو ابن مسعود: "﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾، قال: أن يطاع فلا يعصى، وأن يُذكَر فلا ينسى، وأن يُشكَر فلا يُكفَر"؛ وهذا إسناد صحيح موقوف، وقد تابع مرة عليه عمرو بن ميمون عن ابن مسعود.

 

وقد رواه ابن مردويه من حديث يونس بن عبدالأعلى، عن ابن وهب عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾، قال: ((أن يطاع فلا يعصى، ويُشكَر فلا يكفر، ويُذكَر فلا ينسى)).

 

وكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث مسعر عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود مرفوعًا، فذكره، ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، كذا قال، والأظهر أنه موقوف، والله أعلم.

 

ثم قال ابن أبي حاتم: وروي نحوه عن مرة الهمداني، والربيع بن خثيم، وعمرو بن ميمون، وإبراهيم النخعي، وطاوس، والحسن، وقتادة، وأبي سنان، والسدي، نحو ذلك.

 

وروي عن أنس أنه قال: لا يتَّقِي العبدُ اللهَ حق تقاته حتى يخزن من لسانه.

 

وقد ذهب سعيد بن جبير، وأبو العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، ومقاتل بن حيان، وزيد بن أسلم، والسدي وغيرهم، إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16].

 

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾، قال: "لم تنسخ، ولكن ﴿ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ أن يجاهدوا في سبيله حق جهاده، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم".

 

وقوله: ﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾؛ أي: حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم؛ لتموتوا عليه؛ فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه مَن عاش على شيء مات عليه، ومَن مات على شيء بُعِث عليه، فعياذًا بالله من خلاف ذلك.

 

قال الإمام أحمد: حدثنا روح حدثنا شعبة قال: سمعت سليمان عن مجاهد أن الناس كانوا يطوفون بالبيت وابن عباس جالس معه مِحْجَن، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ولو أن قطرةً من الزَّقُّوم قطرت لأمرَّت على أهل الأرض عيشتَهم، فكيف بمن ليس له طعام إلا الزَّقُّوم؟!)).

 

وهكذا رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرق عن شعبة به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

 

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبدالرحمن بن عبدرب الكعبة، عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحب أن يُزَحزَح عن النار ويدخل الجنة، فلتُدرِكه منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه)).

 

وقال الإمام أحمد أيضًا: حدَّثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل))؛ ورواه مسلم من طريق الأعمش به.

 

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا أبو يونس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله قال: أنا عند ظنِّ عبدي بي، فإن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن شرًّا فله)).

 

وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من وجه آخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله - عز وجل -: أنا عند ظن عبدي بي)).

 

وقال الحافظ أبو بكر البزَّار: حدثنا محمد بن عبدالملك القرشي، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت - وأحسبه عن أنس - قال: كان رجل من الأنصار مريضًا، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فوافقه في السَّوْق فسلَّم عليه، فقال له: ((كيف أنت يا فلان؟))، قال: بخير يا رسول الله، أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمَّنه مما يخاف)).

 

ثم قال: لا نعلم رواه عن ثابت غير جعفر بن سليمان، وهكذا رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه من حديثه، ثم قال الترمذي: غريب، وقد رواه بعضهم عن ثابت مرسلاً.

 

فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام، قال: بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا أخر إلا قائمًا، ورواه النسائي في سننه عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث عن شعبة به، وترجم عليه، فقال: (باب كيف يخر للسجود)، ثم ساقه مثله - فقيل: معناه: على ألا أموت إلا مسلمًا، وقيل: معناه: على ألا أقتل إلا مقبلاً غير مدبر، وهو يرجع إلى الأول.

 

وقوله: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾، قيل: ﴿ بِحَبْلِ اللَّهِ ﴾؛ أي: بعهد الله، كما قال في الآية بعدها: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 112]؛ أي: بعهدِ وذمَّة، وقيل: ﴿ بِحَبْلِ اللَّهِ ﴾؛ يعني: القرآن، كما في حديث الحارث الأعور، عن علي مرفوعًا في صفة القرآن: ((هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم)).

 

وقد ورد في ذلك حديث خاصٌّ بهذا المعنى، فقال الإمام الحافظ أبو جعفر الطبري: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثنا أسباط بن محمد عن عبدالملك بن أبي سليمان العرزمي عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كتاب الله، هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض))؛ رواه الترمذي وأحمد.

 

وروى ابن مردويه من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن هو حبل الله المتين، وهو النور المُبِين، وهو الشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه))؛ وروي من حديث حذيفة وزيد بن أرقم نحو ذلك.

 

وقال وكيع: حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال: قال عبدالله: "إن هذا الصراط محتضَر، تحضره الشياطين، يا عبدالله، بهذا الطريق هلم إلى الطريق، فاعتصموا بحبل الله؛ فإن حبل الله القرآن".

 

وقوله: ﴿ وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾؛ أمرهم بالجماعة ونهاهم عن الفرقة، وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرُّق، والأمر بالاجتماع والائتلاف؛ كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا، وأن تناصحوا مَن ولاَّه الله أمركم، ويسخط لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)).

 

وقد ضمنت لهم العصمة - عند اتفاقهم - من الخطأ؛ كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضًا، وخيف عليهم الافتراق والاختلاف، وقد وقع ذلك في هذه الأمة، فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقةً، منها فرقة ناجية إلى الجنة ومسلَّمة من عذاب النار، وهم الذين على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

 

وقوله: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ إلى آخر الآية، وهذا السياق في شأن الأوس والخزرج، فإنه كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية، وعداوة شديدة وضغائن وإحن وذُحُول، طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم، فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه مَن دخل منهم، صاروا إخوانًا متحابِّينَ بجلال الله، متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى، قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62، 63]، وكانوا على شفا حفرة من النار بسبب كفرهم، فأبعدهم الله منها أن هداهم للإيمان، وقد امتنَّ عليهم بذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم قسم غنائم حنينٍ، فعتب مَن عتب منهم لما فضل عليهم في القسمةِ بما أراه الله، فخطبهم فقال: ((يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلاَّلاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرِّقين فألَّفكم الله بي، وعالةً فأغناكم الله بي))، كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنُّ.

 

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 77، 78].

 

عن عَرْفَجَة رضي الله عنه: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ستكون هَنَاتٌ وهَنَاتٌ، فمَن أراد أن يُفرِّق أمر هذه الأمة وهي جميعٌ، فاضرِبوه بالسيف كائنًا مَن كان))، وفي رواية: ((فاقتلوه))؛ أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وله في أخرى، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس، فقال: إنها ستكون بعدي هَنَاتٌ وهَنَاتٌ، فمَن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يُفرِّق أمةَ محمَّد كائنًا مَن كان فاقتلوه، فإن يدَ الله على الجماعة، والشيطان مع مَن فارق الجماعة يركض)).

 

والسمع والطاعة لولي الأمر وإن جار، والحج والجهاد معه:

عن العِرْباض بن سارية قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجرَ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظةً بليغة، ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب، قلنا - أو قالوا -: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودِّعٍ، فأَوْصنا، قال: ((أُوصِيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدًا حبشيًّا، فإنه مَن يَعِشْ منكم يرى بعدي اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإن كل محدثةٍ بدعة، وإن كل بدعةٍ ضلالة))؛ رواه الإمام أحمد في مسنده.

 

وحديث جَرِير بن عبدالله قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فلقَّنَني: (( فيما استطعت، والنصح لكل مسلم))؛ أخرجه البخاري.

 

وعن تَمِيم الداري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة)) ثلاثًا، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))؛ أخرجه مسلم.

 

قال المُناوي: ((الدين النصيحة))؛ أي: عِمادُه وقوامه النصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين، بُولِغ فيه حتى جعل الدين كلَّه إياها.

 

قال النووي:

هذا حديثٌ عظيم الشأن، وعليه مدار الإسلام، كما سنذكره من شرحه، وأما ما قاله جماعات من العلماء أنه أحد أرباع الإسلام؛ أي: أحد الأحاديث الأربعة التى تجمع أمور الإسلام، فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحدَه، وهذا الحديث من أفراد مسلم، وليس لتَميم الداري في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم شيءٌ، ولا له في مسلم عنه غير هذا الحديث، وقد تقدَّم في آخر مقدِّمة الكتاب بيانُ الاختلاف في نسبة تميم، وأنه داري أو ديري.

 

وأما شرح هذا الحديث، فقال الإمام أبو سليمان الخطابى - رحمه الله -: النصيحة كلمة جامعة، معناها حيازة الحظ للمنصوح له، قال: ويقال: هو من وجيز الأسماء، ومختصر الكلام، وليس في كلام العرب كلمةٌ مفردة يستوفَى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة، كما قالوا في الفلاح: ليس في كلامِ العرب كلمةٌ أجمع لخير الدنيا والآخرة منه، قال: وقيل: النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبَه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحرَّاه من صلاح المنصوح له، بما يسدُّه من خلل الثوب، قال: وقيل: إنها مأخوذة من نصحتُ العسل: إذا صفَّيتَه من الشمع، شبهوا تخليصَ القول من الغش بتخليص العسل من الخلط، قال: ومعنى الحديث: عماد الدين وقوامه النصحية؛ كقوله: ((الحج عرفة))؛ أي: عماده ومعظمه عرفة.

 

وأما تفسير النصيحة وأنواعها، فقد ذكر الخطابي وغيره من العلماء فيها كلامًا نفيسًا، أنا أضم بعضه إلى بعض مختصرًا، قالوا:

• أما النصيحة لله تعالى، فمعناها منصرف إلى الإيمان به، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه سبحانه وتعالى من جميع النقائص، والقيام بطاعته، واجتناب معصيته، والحب فيه والبغض فيه، وموالاة مَن أطاعه، ومعاداة من عصاه، وجهاد مَن كفر به، والاعتراف بنعمتِه وشكره عليها، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة، والحث عليها، والتلطف مع جميع الناس، أو مَن أمكن منهم عليها.

 

قال الخطابي - رحمه الله -:

وحقيقة هذه الإضافة راجعةٌ إلى العبد في نصحِه نفسه، فالله تعالى غنيٌّ عن نصح الناصح، وأما النصيحةُ لكتابه سبحانه وتعالى، فالإيمان بأن كلام الله تعالى وتنزيله لا يُشبِهُه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة، والذب عنه لتأويل المحرِّفين وتعرُّض الطاعنين، والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكامه، وتفهُّم علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه، والتفكُّر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابِهه، والبحث عن عمومه وخصوصه، وناسخه ومنسوخه، ونشر علومه، والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته.

 

• وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصديقُه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيًّا وميتًا، ومعاداة مَن عاداه، وموالاة مَن والاه، وإعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقُّه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطُّف في تعلُّمها وتعليمها، وإعظامها وإجلالها، والتأدُّب عند قراءتِها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابِهم إليها، والتخلُّق بأخلاقه، والتأدُّب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة مَن ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه، ونحو ذلك.

 

• وأما النصيحة لأئمة المسلمين، فمعاونتُهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتنبيهُهم وتذكيرهم برفقٍ ولطفٍ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج عليهم، وتألُّف قلوب الناس لطاعتهم.

 

قال الخطابي - رحمه الله -:

ومن النصيحة لهم الصلاةُ خلفهم، والجهاد معهم، وأداء الصدقات إليهم، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حَيْف أو سوء عِشْرة، وألا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يُدعَى لهم بالصلاح، وهذا كله على أن المراد بأئمة المسلمين الخلفاء، وغيرهم ممن يقوم بأمور المسلمين من أصحاب الولايات، وهذا هو المشهور، وحكاه أيضًا الخطابي، ثم قال: وقد يتأول ذلك على الأئمة، الذين هم علماء الدين، وأن من نصيحتهم قَبول ما روَوْه، وتقليدهم في الأحكام، وإحسان الظن بهم.

 

• وأما نصيحة عامة المسلمين، وهم مَن عدا ولاة الأمر، فإرشادهم لمصالحهم في آخرتِهم ودنياهم، وكف الأذى عنهم، فيُعلِّمهم ما يجهلونه من دينهم، ويُعِينُهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاَّتِهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، برفقٍ وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتخوُّلهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يجب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلُّق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة، وتنشيط هممهم إلى الطاعات، وقد كان في السلف رضى الله عنهم مَن تبلغُ به النصيحة إلى الإضرار بدنياه، والله أعلم، هذا آخر ما تلخَّص في تفسير النصيحة.

 

قال ابن بطال - رحمه الله - في هذا الحديث:

أن النصيحة تُسمَّى دينًا وإسلامًا، وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول، قال: والنصيحة فرضٌ يجزئ فيه مَن قام به ويسقط عن الباقين، قال: والنصيحة لازمةٌ على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يُقبَل نصحه ويُطاع أمره، وأمِن على نفسه المكروه، فإن خشي على نفسه أذًى، فهو في سَعَة، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأخوة الإيمانية
  • روضة الأخوة الإيمانية
  • خطبة المسجد النبوي 8/7/1432هـ - الأخوة الإيمانية
  • وسائل تحصين الأمة: تحقيق الأخوة الإسلامية
  • الأخوة الإيمانية: مواثيقها وحقوقها
  • الأخوة الإيمانية: فضائلها وعلاماتها (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من مقومات الأخوة الإيمانية .. العفو والصفح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مقومات الأخوة الإيمانية .. الإيثار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مقومات الأخوة الإيمانية .. المحبة والولاء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ثمرات الإخوة الإيمانية(مقالة - موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد)
  • ثمرات الإخوة الإيمانية(مقالة - موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد)
  • الأخوة الإيمانية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ميراث الجد مع الإخوة(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • الأخوة الحقيقية هي أخوة الدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استعمالات الأخوة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هدي النبي في التعامل مع الإخوة والأخوات(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب