• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

قول رب الشمس عن الشمس

قول رب الشمس عن الشمس
زينب جويل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/11/2012 ميلادي - 25/12/1433 هجري

الزيارات: 34288

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(قول رب الشمس عن الشمس)


 

وبعد قصة خلْق الكون، وذِكر قول ربِّنا وخالقنا في الأرض، نذكر الآن (قول رب الشمس عن الشمس).

 

قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [العنكبوت: 61].

 

"يقول تعالى مقرِّرًا أنه لا إله إلا هو؛ لأن المشركين الذين يعبدون معه غيرَه معترفون بأنه المستقل بخلْق السموات والأرض، والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرزاق لعباده، ومقدِّر آجالهم واختلافها، واختلاف أرزاقهم، ففاوَت بينهم؛ فمنهم الغني، والفقير، وهو العليم بما يُصلح كلاًّ منهم، ومَن يستحقُّ الغنى ممن يستحق الفقر، فذكر أنه المستقل بخلْق الأشياء المُنفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك، فلِمَ يعبد غيره؟ ولِمَ يتوكَّل على غيره؟

 

فكما أنه الواحد في مُلكه، فليكن الواحد في عبادته، وكثيرًا ما يقرِّر تعالى مقام الألوهية بالاعتراف بتوحيد الربوبيَّة، وقد كان المشركون يعترفون بذلك؛ كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبَّيك لا شريكَ لك إلا شريكًا هو لك، تَملِكه وما ملَك".

 

في هذه الآية دَلالة على أن الله وحده خالق هذه الشمس، ويعلم بذلك الكفار، ولا يخفى على أحدٍ.

 

قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 29].

 

يخبر - تبارَك وتعالى - أنه ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ﴾؛ يعني: يأخذ منه في النهار، فيطول ذاك، ويَقصر هذا، وهذا يكون زمن الصيف، يطول النهار إلى الغاية، ثم يَشرع في النقص، فيطول الليل، ويقصر النهار، وهذا يكون في زمن الشتاء.

 

﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾؛ قيل: إلى غاية محدودة، وقيل: إلى يوم القيامة، وكلا المعنيين صحيحٌ، ويستشهد للقول الأول بحديث أبي ذرٍّ - رضي الله تعالى عنه - الذي في الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا أبا ذر، أتدري أين تذهب هذه الشمس؟))، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنها تذهب فتَسجد تحت العرش، ثم تَستأذن ربَّها، فيُوشك أن يُقال لها: ارجعي من حيث جِئتِ)).

 

وقوله: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ كقوله: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحج: 70]، ومعنى هذا: أنه تعالى الخالق العالم بجميع الأشياء.

 

وهنا دليل واضح أن الشمس هي التي تتحرَّك وليست الأرض كما يزعمون.

 

قال تعالى: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 39 - 40].

 

﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ ﴾: من حيث مسيره، ﴿ مَنَازِلَ ﴾: ثمانية وعشرين منزلاً في ثمانٍ وعشرين ليلة من كلِّ شهر، ويَستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يومًا، وليلة إن كان تسعة وعشرين يومًا، ﴿ حَتَّى عَادَ ﴾: في آخر منازله في رأي العين، ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾: كعود الشماريخ إذا عتَق فإنه يَرِقُّ ويتقوَّس ويَصفرُّ.

 

وفي هاتين الآيتين دَلالة على أن سبب تعاقُب الليل والنهار، هو جَريان الشمس والقمر، وأنْ لا أحد منهما يُدرك الآخر.

 

فكلمة "يجري، ويَسْبَحون"، أُطلقِت على الشمس وعلى القمر معًا، فلماذا يريدون ثبات الشمس، ويُحرِّكون القمر مع أن كلام الله واضحٌ؟!

 

قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت: 37].

 

يقول تعالى منبِّهًا خلْقه على قدرته العظيمة، وأنه الذي لا نظيرَ له، وأنه على كل شيء قدير: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ ؛ أي: إنه خلَق الليل بظلامه، والنهار بضيائه، وهما متعاقبان لا يَفتُران، والشمس ونورها وإشراقها، والقمر وضياؤه، وتقدير منازله في فلكه، واختلاف سيره في سمائه؛ ليُعرَف - باختلاف سَيْره وسَيْر الشمس - مقاديرُ الليل والنهار والجُمَع، والشهور والأعوام، ويتبيَّن بذلك حلول الحقوق وأوقات العبادات والمعاملات، ثم لَمَّا كان الشمس والقمر أحسنَ الأجرام المشاهدة في العالم العلوي والسفلي، نبَّه تعالى على أنهما مخلوقان عبدان من عبيده، تحت قهره وتسخيره، فقال: ﴿ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾؛ أي: ولا تُشركوا به، فما تنفعكم عبادتكم له مع عبادتكم لغيره؛ فإنه لا يَغفر أن يُشرَك به.

 

في هذه الآية دلالة على أن الشمس والقمر من مخلوقات الله، ومن آياته الدالة على وحدانيَّته، فلا يجوز عبادة أحدٍ منهما بالسجود وغيره، بل علينا بعبادة من خلقهما وأبدَع صُنعهما.

 

قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39].

 

في هذه الآية أمرٌ للنبي بالصبر والتسبيح، ومعنى التسبيح في هذه الآية: الصلاة، وهي صلاة الفجر والعصر، وهنا نُسِب الفعل للشمس دليلاً على أنها هي التي تَطلُع، وهي التي تَغرب بإذن الله، فإن الله تعالى نسَب الطلوع والغروب إليها، ألا يَعلم مَن خلَق وهو اللطيف الخبير؟!

 

قال تعالى: ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ [الرحمن: 5].

 

وقوله تعالى: ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾؛ أي: يَجريان متعاقبين بحساب مُقنَّن، لا يختلف ولا يَضطرب؛ ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40]، وقال تعالى: ﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم ﴾ [الأنعام: 96].

 

وعن عِكرمة أنه قال: "لو جعَل الله نور جميع أبصار الإنس والجن، والدوابِّ والطَّير في عيني عبدٍ، ثم كشَف حجابًا واحدًا من سبعين حجابًا دون الشمس، لَما استطاع أن ينظر إليها، ونور الشمس جزءٌ من سبعين جزءًا من نور الكرسي، ونور الكرسي جزء من سبعين جزءًا من نور العرش، ونور العرش جزء من سبعين جزءًا من نور السِّتر، فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربِّه الكريم عيانًا؟"؛ رواه ابن أبي حاتم.

 

أي: يَجريان بحساب، ليس جَرْيهما عشوائيًّا؛ إنما يَجريان بحسابٍ وبتقدير، ونظامٍ مُحكم.

 

قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 16].

 

أي: إن الله جعل القمر مضيئًا مشرقًا بنورٍ آخرَ غير نور الشمس.

 

وجعل الشمس سراجًا ومصباحًا مضيئًا وقَّادًا بخلاف القمر.

 

قال تعالى: ﴿ وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 8 - 9].

 

قال تعالى: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1].

 

في هاتين الآيتين دَلالة على ما سيحدث يوم القيامة من ذَهاب نور الشمس والقمر، وإدراك كلِّ واحد منهما الآخرَ في هذا اليوم العصيب.

 

صورة كسوف الشمس:


صورة خسوف القمر:

 

قال تعالى: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴾ [الشمس: 1 - 2].

 

أقسَم الله هنا بالشمس ونهارها؛ لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار.

 

قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 258].

 

في هذه الآية دَلالة على حركة الشمس أيضًا، فإن المُؤتَى به هو الشمس.

 

قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 78].

 

﴿ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي ﴾؛ أي: هذا المنير الطالع ربي، ﴿ هَذَا أَكْبَرُ ﴾؛ أي: جِرمًا من النجم ومن القمر، وأكثر إضاءةً، ﴿ فَلَمَّا أَفَلَتْ ﴾؛ أي: غابت، ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ .

 

قال تعالى: ﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [الأنعام: 96].

 

في هذه الآية تأكيد أن الشمس والقمر يَجريان بنظامٍ مُحكم دقيق، يمكِّن من حساب الزمن‏،‏ والتأريخ للأحداث، ولأداء العبادات في أوقاتها‏.‏

 

يَجريان بحساب مقنَّن مقدَّر، لا يتغيَّر ولا يَضطرب‏،‏ بل لكلٍّ منهما منازلُ يَسلكها في الصيف والشتاء‏،‏ فيترتَّب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولاً وقِصَرًا.

 

قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5].

 

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ [الرعد: 2].

 

أي: أجرَى الله لكم الشمس والقمر نعمةً منه عليكم، ورحمة منه بكم؛ لتَعلموا عدد السنين والحساب، وتعرِفوا الليل من النهار.

 

قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار ﴾ [إبراهيم: 33].

 

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ﴾؛ أي يسيران لا يَفتُران ليلاً ولا نهارًا؛ ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40]. ﴿ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].


فالشمس والقمر يتعاقبان، والليل والنهار يتعارَضان، فتارة يأخذ هذا من هذا، فيطول، ثم يأخذ الآخر من هذا، فيَقصر؛ ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ [الحج: 61].

 

﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [الزمر: 5].

 

أي: يدوم سَيرهما في هذا الكون الفسيح من غير توقُّفٍ، وأيضًا دوام نفْعهما واستمرار فوائدهما على هذا الكون.

 

ومعنى الآية: هو تسخير الشمس والقمر، وأن حركتهما وسَيرهما دائمٌ من أجل ذلك الإنسان، وجعل ذلك في خدمة الإنسان في هذه الحياة دائمًا إلى أن يَرِث الله الأرض ومن عليها، وفي هذا تشريف للإنسان، فالكون كله مسخَّر لخدمته؛ ليكون هو عبدًا لله تعالى وحده لا شريك له، وبذلك كمال شرفِه، وعُلو منزلته.

 

قال تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78].

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾؛ أي من وقت زوالها، ﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾: إقبال الظُّلمة؛ أي: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾: صلاة الصبح، ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾: تَشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.


قال تعالى: ﴿ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17].

 

قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴾ [الكهف: 86].

 

قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴾ [الكهف: 90].

 

هنا في هذه الآيات يَنسب الله - سبحانه وتعالى - الغروب والطلوع للشمس، (ينسب الفعل)، فدلَّ على أنها هي المتحركة وليست الأرض.

 

قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾  [الحج: 18].

 

يُخبر الله تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فإنه يَسجد لعظَمته كلُّ شيء طوعًا وكرهًا، وسجود كل شيء مما يختص به؛ كما قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ﴾ [النحل: 48]، وقال ها هنا: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ [الحج: 18]؛ أي: من الملائكة في أقطار السموات، والحيوانات في جميع الجهات، ومن الإنس والجن، والدوابِّ والطير؛ ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الإسراء: 44].

 

وقوله: ﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ ﴾ [الأعراف: 54]: إنما ذكر هذه على التنصيص؛ لأنها قد عُبِدت من دون الله، فبيَّن أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مسخَّرة؛ ﴿ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ﴾ [فصلت: 37].

 

وقوله: ﴿ وَالدَّوَابُّ ﴾؛ أي: الحيوانات كلها، وقوله: ﴿ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾؛ أي: يَسجد لله طوعًا مختارًا متعبدًا بذلك، ﴿ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾؛ أي: ممن امتنَع وأبى واستكبَر، ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾.

 

قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴾ [الفرقان: 45].

 

﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾: تنظر، (إلى) فعْل ﴿ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ﴾: من وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس، ﴿ وَلَوْ شَاءَ﴾ ربك، ﴿ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ﴾: مقيمًا لا يزول بطلوع الشمس، ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ ﴾؛ أي: الظل ﴿دَلِيلًا﴾، فلولا الشمس ما عُرِف الظل.


أي: لولا أن الله جعل الشمس تَطلُع عليه، لَما عُرِف الظلُّ، فإن الضدَّ لا يُعرَف إلا بالضدِّ.

 

فوائد الشمس:


1- معرفة عدد السنين والحساب.

2- معرفة مواقيت الصلاة.

3- الضوء والدِّفء والحرارة.

4- مفيدة للعظام؛ لأجل فيتامين د الذي يساعد - بإذن الله - على امتصاص الكالسيوم.

5- مفيدة للنبات لتصنيع المادة الخضراء.

6- مطهِّرة.

7- علاج لحالات الاكتئاب - بإذن الله.

8- مفيدة للإنسان والحيوان والنبات، وأيضًا الجماد.

 

خلاصة القول في الشمس:


1- أن الشمس تجري بحساب معلوم محسوب؛ كما أخبر تعالى.

2- أن الشمس من خلْق الله، تسجد له، فلا يجوز لأحدٍ أن يَسجد لها.

3- أن الكفار يعلمون أن خالق الكون كله هو الله - سبحانه - ومع ذلك يعبدون غيره.

4- أن سبب تعاقُب الليل والنهار هو جَريان الشمس والقمر.

5- من أدلة دَوران الشمس أن الله قرَن الشمس والقمر في الآيات، ونسَب إليهما الحركة والجَريان.

6- أن الآيات كلها تَنسب الفعل للشمس، لا كما يقول مُدَّعو ثباتِها.

7- أن الشمس لها مشرق ومَغرب، ومكان للسجود لله.

8- أن هذا الخلق العظيم ومنه الشمس، خُلِق للإنسان تشريفًا له، والمطلوب منه هو عبادة خالق هذا الكون العظيم.

 

9- أن الشمس ستتغيَّر، وتغيُّرُها من علامات يوم القيامة؛ كطلوعها من مغربها - بإذن الله - وذَهاب نورها، واجتماعها مع القمر، فنسأل الله العافية ألاَّ نُدرك هذا اليوم.

10- أن الشمس والقمر لا يَنكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، بل الخسوف والكسوف آية من آيات الله، يُحذِّرنا الله بهما من عقابه، فكما أن هناك أيامًا نرجو فيها الرحمة والمغفرة، كذلك هناك أيام نخاف فيها من عذاب الله، ومن هذه الأيام أيام الخسوف والكسوف؛ لذا أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة والعبادة؛ حتى يُعافينا الله من كلِّ سوءٍ.

 

صورة خسوف الشمس الكلي والجزئي:


11- أن الشمس تطلُع بين قرَني شيطان؛ لذلك تَحرُم الصلاة وقت طلوعها وغروبها.

12- من قال بثبات الشمس ثبَّتها؛ لأنها إلهه من دون الله؛ لأجل ذلك جعلها مركز الكون، فلتعظيمهم للشمس ثبَّتوها وحرَّكوا الكون حولها.

13- الشيطان هو الذي أملى عليهم هذه الأفعال؛ حتى لا يُعبد الله - سبحانه - بل يُعبد إبليس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشمس آية من آيات الله تعالى.. عظمتها ومنافعها ومصيرها
  • كسوف الشمس والقمر آيات وعظات
  • أثر الشمس في الكون
  • حراء شمس متجددة

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • النهي عن قول المملوك: ربي وربتي وقول السيد: عبدي وأمتي ونحوهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قول: عباد الشمس(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • كسوف الشمس وخسوف القمر(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • الشمس في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إظهار التفسير الصواب وتبرئة الحواريين من الشك في قدرة ربهم في قولهم: {هل يستطيع ربك....}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم..}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتاب أذكار الصباح والمساء: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- قدرة الله
vivian - الجزائر 16-01-2014 07:32 PM

من خلال التدبر والتامل في خلق الله يصل الإنسان إلى الإيمان الحقيقي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب