• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نفحات تربوية من الخطب المنبرية (PDF)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أهمية العمل وضرورته
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حق الكبير في البر والإكرام (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    تفسير: (قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الحديث السابع: تفسير الحياء من الإيمان
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    كلمة في اجتماع الكلمة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تخريج حديث: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من مشاهد القيامة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الفيل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    خطبة: آداب المجالس
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه ...
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    آيات الصفات وأحاديثها
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    صحبة النور
    دحان القباتلي
  •  
    منهج أهل الحق وأهل الزيغ في التعامل مع المحكم ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    مواقيت الصلوات: الفرع الرابع: وقت صلاة العشاء
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

المحيط جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)

المحيط جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/8/2024 ميلادي - 6/2/1446 هجري

الزيارات: 953

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المُحِيطُ جل جلاله وتقدست أسماؤه

 

عَنَاصِرُ الموْضُوعِ:

أولًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوَيَّةُ لاسْمِ (المُحِيطِ).

ثانيًا: وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ.

ثالثًا: مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى.

رابعًا: ثَمَرَاتُ الإيِمَانِ بهذا الاسْمِ.

 

 

النِّيَّاتُ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَحْضِرَهَا الُمحَاضِرُ قَبْلَ إِلْقَاءِ هَذِهِ الُمحَاضَرَةِ:

أولًا: النِّيَّاتُ العَامَّةُ:

1- يَنْوي القيامَ بتبليغِ الناسِ شَيْئًا مِنْ دِينِ الله امْتِثَالًا لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «بلِّغُوا عَني ولَوْ آيةً»؛ رواه البخاري.

 

2- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ مَجْلِسِ العِلْمِ[1].

 

3- رَجَاءَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مَجْلِسِه ذلك مَغْفُورًا لَهُ[2].

 

4- يَنْوِي تَكْثِيرَ سَوَادِ المسْلِمِينَ والالتقاءَ بِعِبادِ الله المؤْمِنينَ.

 

5- يَنْوِي الاعْتِكَافَ فِي المسْجِدِ مُدةَ المحاضرة - عِنْدَ مَنْ يَرَى جَوَازَ ذَلِكَ مِنَ الفُقَهَاءِ - لَأَنَّ الاعْتِكَافَ هو الانْقِطَاعُ مُدَّةً للهِ في بيتِ الله.

 

6- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى أَجْرِ الخُطُوَاتِ إلى المسْجِدِ الذي سَيُلْقِي فيه المحَاضَرَةَ[3].

 

7- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ انْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، إذا كانَ سَيُلْقِي مُحَاضَرَتَه مثلًا مِنَ المغْرِبِ إلى العِشَاءِ، أَوْ مِنَ العَصْرِ إِلَى الَمغْرِبِ[4].

 

8- رَجَاءَ أَنْ يَهْدِي اللهُ بسببِ مُحَاضَرَتِه رَجُلًا، فَيَأْخُذَ مِثْلَ أَجْرِهِ[5].

 

9- يَنْوِي إرْشَادَ السَّائِليِنَ، وتَعْلِيمَ المحْتَاجِينَ، مِنْ خِلَالِ الرَّدِّ عَلَى أَسْئِلَةِ المسْتَفْتِينَ[6].

 

10- يَنْوِي القِيَامَ بِوَاجِبِ الأمرِ بالمعروفِ، وَالنهيِ عَنِ الُمنْكَرِ - بالحِكْمَةِ والموعظةِ الحسنةِ - إِنْ وُجِدَ مَا يَقْتَضِي ذلك(4).

 

11- يَنْوِي طَلَبَ النَّضْرَةِ الَمذْكُورَةِ فِي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْها»؛ رواه أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (6766).

 

ثُمَّ قَدْ يَفْتَحُ اللهُ عَلَى الُمحَاضِرِ بِنِيَّات صَالِحَةٍ أُخْرَى فَيَتَضَاعَفُ أَجْرُه لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيه.

 

ثانيًا: النِّيَّاتُ الخَاصَّةُ:

1- تَنْوِي تَعْرِيفَ المسْلِمِينَ بِمَعْنَى اسْمِ الله (الُمحِيطِ).

 

2- تَنْوِي حَثَّ المسْلِمِينَ عَلَى مُرَاقَبَةِ الله لأَنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَمُحِيطٌ.

 

3- تَنْوِي تَحْذِيرَ المسْلِمِينَ مِنَ الظُّلْمِ لأَنَّهُ مُحْيطٌ بِالعِبَادِ، وَقاَدِرٌ عَلْيهِمْ.

 

4- تَنْوِي حَثَّ المسْلِمِينَ عَلَى تَطْهِيرِ قُلُوبِهِم وَتَحْسِينِ نَوَايَاهُمْ؛ لأَنَّ اللهَ بِمَا في نُفُوسِهم مُحِيطٌ.

 

أولًا: الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُحِيطِ) [7]

حَاطَهُ يَحُوطُهُ حَوْطًا وحَيْطَةً وَحِيَاطَةً: حَفِظَهُ وَتَعَهَّدَهُ، واحَتَاطَ الرَّجُلُ: أَخَذَ في أُمُورِهِ بالأَجْزَمِ.

 

وَمَعَ فُلُانٍ حِيْطَةٌ لَكَ - ولا تَقُلْ عليك - أَيْ: تَحَنُّنٌ وتَعَطُّفٌ.

 

والحَائِطُ: الجِدَارُ لَأَنَّهُ يَحُوطُ ما فيه، والحُوَاطَةُ: حَظِيرَةٌ تُتَّخَذُ للطَّعَامِ.

 

وَكُلُّ مَنْ أَحْرَزَ شَيْئًا كُلَّه وَبَلَغَ عِلْمُهُ أَقْصَاه ُفَقَدْ أَحَاطِ بِهِ، يُقَالُ: هذا الأَمْرُ ما أَحَطْتُ بِهِ عِلْمًا.

 

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ [النمل: 22]؛ أَيْ: عَلِمْتُهُ مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِ، وَأُحِيطَ بِفُلَانٍ: إذ دَنَا هَلاَكُهُ فهو مُحَاطٌ بِهِ، قَالَ عز وجل: ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾ [الكهف: 42]؛ أَيْ: أَصَابَهُ مَا أَهْلَكَهُ وَأفْسَدَهُ[8].

 

وَقَالَ الزَّجَّاجِيُّ: «الُمحِيطُ في اللُّغَةِ اسْمُ الفَاعِلِ، مِنْ قَوْلِهم: أَحَاطَ فَلَانٌ بِالشَّيْءِ فهو مُحِيطٌ بِهِ إِذَا اسْتَوْلَى عليه، وضَمَّ جَمِيعَ أَقْطَارِهِ وَنَوَاحِيهِ، حَتَّى لا يُمْكِنُ التَّخَلُّصُ مِنْهُ ولا فَوْتُه»[9].

 

ثانيًا: وُرُودُه في القُرْآنِ الكَرِيمِ

وَرَدَ الاسْمُ ثَمَانيَةَ مَرَّاتٍ؛ مِنْهَا:

قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 19].

وَقَوْلُهُ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120].

وَقَوْلُهُ: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 126].

وَقَوْلُهُ: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ﴾ [فصلت: 54].

وَقَوْلُهُ: ﴿ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴾ [البروج: 20].

 

ثَالثًا: مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى :

قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: ﴿ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 19]: «بِمَعْنَى جَامِعُهم فَمُحِلٌّ بِهِمْ عُقُوبَتَهُ»[10].

 

وَقَالَ في قَوْلِهِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120]: «يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُ هَؤُلَاءِ الكُفَّارُ في عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ مِنَ الفَسَادِ والصَّدِّ عَنْ سَبِيلِهِ وَالعَدَاوَةِ لأَهْلِ دِينِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَعَاصٍ اللهُ مُحِيطٌ بِجَمِيعِهِ حَافِظٌ لَهُ، لا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ حَتَى يُوَفِّيهَم جَزَاءَهم عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، ويُذِيقَهم عُقُوبَتَهُ عَلَيْهِ»[11].

 

وَقَالَ فِي: ﴿ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ﴾ [فصلت: 54]: «يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَا إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ مِمَّا خَلَقَ مُحِيطٌ عِلْمًا بِجَمِيعِهِ وقُدْرَتِهِ عَلَيْهِ، لا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْءٍ مِنْهُ أَرَادَه فَيَفُوتُهُ، ولَكِنَّهُ المُقْتَدِرُ عَلَيْهِ العَالِمُ بِمَكَانِهِ»[12].

 

وَقَالَ الزَّجَّاجِيُّ: «... فاللهُ عز وجل مُحْيطٌ بالأَشْيَاءِ كُلِّهَا لأَنَّها تَحْتَ قُدْرَتِهِ، لَا يُمْكِنُ شَيْئًا مِنْهَا الخُرُوجُ عَنْ إِرَادَتِهِ فيه، ولا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى عز وجل: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]؛ أَيْ: عَلِمَ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى حَقِيقَتِهِ، بِجَمِيعِ صِفَاتِهِ فَلَمْ يَخْرُجْ شَيْءٌ مِنْهَا عَنْ عِلْمِهِ.

 

وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾، قَالَ الُمفَسِّرُونَ: تَأْويلُهُ: مُهْلِكُ الكَافِرِينَ، حَقِيقَتُهُ أَنَّهم لا يُعْجِزُونَهُ وَلَا يَفُوتُونَه، فهو مُحْيطٌ بهم».

 

ثُمَّ قَالَ: «وحَقِيقَةُ الإِحَاطَةِ بالشَّيءِ ضَمُّ أَقْطَارِهِ ونَوَاحِيهِ وتَصْيِيرِهِ وَسَطًا، كإحَاطَةِ البيتِ بِمَنْ فِيهِ، والأَوْعِيةِ بِمَا يَدُورُ عَلَيْهِ، ثُمَّ اتَّسَعَ فيه..»[13].

 

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: «(المُحِيطُ) هو الذي أَحَاطَتْ قُدْرَتُهُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ، وهو الذي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَأَحْصَى كُلَّ شيءٍ عَدَدًا»[14].

 

وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: «وَمِنْهَا (الُمحِيطُ) وَمَعْنَاهُ: الذي لا يُقْدَرُ على الفِرارِ منه، وهذه الصِّفَةُ لَيْسَتْ حَقًّا إِلَّا للهِ جَلَّ ثَنَاؤُه، وهي رَاجِعَةٌ إِلَى كَمَالِ العِلْمِ وَالقُدْرَةِ، وانْتِفَاءِ الغَفْلَةِ والعَجْزِ عَنْهُ»[15].

 

وَقَالَ السَّعْدِيُّ: «(الُمحِيطُ) بِكُلِّ شَيْءٍ عَلْمًا وَقُدْرَةً وَرَحَمَةً وَقَهْرًَا»[16].

 

رابعًا: ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ:

1- إِنَّ اللهَ تَعَالَى مُحِيطٌ بِعِبَادِهِ، لَا يَقْدِرُونَ عَلَى فَوْتِهِ أَوِ الفِرَارِ مِنْهُ، بَلْ «لَا مَلْجَأَ مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ»، كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم في دُعَاءِ الوِتْرِ وَغَيْرِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ تَخَافُ مِنْهُ تَفِرُّ مِنْهُ إِلَّا اللهَ تَعَالَى، فَإِنَّكَ تَفِرُّ إِلَيْهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50]، وَذَلِكَ لِتَمَامِ وَكَمَالِ قُدْرَتِهِ ـ: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 60].

 

وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ [الرحمن: 33]؛ أَيْ لَا تَسْتَطِيعُونَ هَرَبًا مِنْ أَمْرِ الله وَقَدَرِهِ بَلْ هو (مُحِيطٌ) بِكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْ حُكْمِهِ وَلَا النُّفُوذِ عَنْ حُكْمِهِ فِيكُمْ، أَيْنَما ذَهَبْتُمْ أُحِيطَ بِكُمْ، وَهَذَا في مَقَامِ الحَشْرِ، الملائِكَةُ مُحْدِقَةٌ بِالخَلَائِقِ سَبْعَ صُفُوفٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى الذَّهَابِ ﴿ لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾؛ أَيْ إِلَّا بَأَمْرِ الله: ﴿ يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ﴾ [القيامة: 10 - 12].

 

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 27][17].

 

وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

 

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَقْبِضُ اللهُ الأَرْضَ ويَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الَملِكُ، أَيْنَ مُلوكُ الأَرْضِ؟»[18].

 

2- إِنَّه سُبْحَانَهُ لا يَغِيبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْءٍ صغيرًا كَانَ أو كَبِيرًا، ظَاهِرًا كَانَ أَوْ بَاطِنًا، فإنَّه كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ﴾ [فصلت: 54][19].



[1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

[2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك.

[3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ».

وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً».

[4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ».

ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه».

[5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ».

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَىً كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا».

[6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ.

[7] النهج الأسمى (2/ 293-297).

[8] الصحاح (3/ 1121)، واللسان (2/ 1052) مادة (حوط).

[9] اشتقاق أسماء الله (ص: 46).

[10] جامع البيان (1/ 122).

[11] المصدر السابق (4/ 45).

[12] المصدر السابق (25/ 5).

[13] اشتقاق أسماء الله (ص: 46-47).

[14] شأن الدعاء (ص: 102).

[15] المنهاج (1/ 197 - 198)، وذكره في الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 40).

[16] تيسير الكريم (5/ 302).

[17] تفسير ابن كثير (4/ 274) وانظر اسمه (القدير).

[18] أخرجه البخاري (8/ 551)، وفي التوحيد (13/ 367-393)، ومسلم في صفات المنافقين (4/ 2148) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[19] انظر اسمه (العليم).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المحيط جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • المصور جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • المستعان جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • المنان جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • المقدم – المؤخر جل جلاله، وتقدست أسماؤه

مختارات من الشبكة

  • المنهل الروي بشرح منظومة الإمام اللغوي محمد بن يعقوب الشيرازي، صاحب القاموس المحيط، رحمه الله (ت: 817 هـ) في أنواع الحديث النبوي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، الرقيب، المهيمن، المحيط)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاني أسماء الله: الحسيب، الكافي، المحيط، الطيب، النور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نبذة في لهجات العرب وظاهرة الإبدال في "القاموس المحيط"(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب (ج1)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الفقر والبطالة والأمن في المحيط العربي (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي (ت 745 هـ) دراسة وتحقيقا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • البحث النحوي في القاموس المحيط للفيروز آبادي المتوفى (817 هـ)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • جزيرة موريشيوس (لؤلؤة المحيط الهندي)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/3/1447هـ - الساعة: 16:42
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب