• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

محبة أهل السنة للنبي صلى الله عليه وسلم

محبة أهل السنة للنبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/6/2022 ميلادي - 2/11/1443 هجري

الزيارات: 7342

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محبة أهل السنة للنبي صلى الله عليه وسلم

 

الحمد لله ربِّ العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا إله سواه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي اصطفاه واجتباه وهداه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فإن أهلَ السُّنة هم أكثر المسلمين محبة وتعظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ونستطيع أن نوجز علامات محبة أهل السنة وتعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم في الأمور الآتية:

(1) أهل السنة يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأفعال.

قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 31، 32].

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله؛ كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))؛ ولهذا قال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]؛ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 2، ص: 32].

 

وقال سبحانه: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56].

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بإقام الصلاة، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وإيتاء الزكاة، وهي: الإحسان إلى المخلوقين ضعفائهم وفقرائهم، وأن يكونوا في ذلك مطيعين للرسول، صلوات الله وسلامه عليه؛ أي: سالكين وراءه فيما به أمرهم، وتاركين ما عنه زجرهم، لعل الله يرحمهم بذلك، ولا شك أن من فعل ذلك أن الله سيرحمهم"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 6، ص: 81].

 

روى البخاري عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وصلُّوا كما رأيتموني أصلي))؛ [البخاري، حديث: 6008].

 

(2) أهل السنة يجتنبون ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ﴾؛ أي: ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار في شق، والشرع في شق، وذلك عن عمد منه بعدما ظهر له الحق وتبين له واتضح له، وقوله: ﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ هذا ملازم للصفة الأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لما أجمعت عليه الأمة المحمدية، فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقًا، فإنه قد ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ، تشريفًا لهم وتعظيمًا لنبيهم صلى الله عليه وسلم"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 2، ص: 412].

 

وقال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنًا أو ظاهرًا ﴿ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾؛ أي: في قلوبهم، من كفر أو نفاق أو بدعة، ﴿ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾؛ أي: في الدنيا، بقتل، أو حدٍّ، أو حبس، أو نحو ذلك"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 6، ص: 90].

 

قال سبحانه: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾؛ أي: مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمر بخير وإنما ينهى عن شر"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 67].

 

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى))؛ أي: امتنع عن قبول الدعوة؛ [البخاري حديث: 7280].

 

(3) أهل السنة يقدمون قول النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال جميع الناس.

قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].

 

قال عبدالله بن عباس: "قوله: ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]؛ أي: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة"؛ [تفسير الطبري، ج: 24ـ ص:352].

 

(4) أهل السنة يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من محبتهم للنفس والمال والولد.

روى الشيخان عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين))؛ [البخاري، حديث: 15، مسلم، حديث: 44].

 

(5) أهل السنة ينقادون لحكم النبي صلى الله عليه وسلم ويرضون به.

قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة: أنه لا يؤمن أحدٌ حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنًا وظاهرًا؛ ولهذا قال: ﴿ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾؛ أي: إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم، فلا يجدون في أنفسهم حرجًا مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن، فيسلمون لذلك تسليمًا كليًّا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة، كما ورد في الحديث: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به))"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 2، ص: 349].

 

(6) أهل السنة يتخذون النبي صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في جميع الأمور.

قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته، ومرابطته ومجاهدته، وانتظاره الفرج من ربه، عز وجل، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين؛ ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا، وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21]؛ أي: هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله؟ ولهذا قال: ﴿ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 6، ص: 391]".

 

(7) أهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس أول خلق الله تعالى.

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 30 - 32].

 

روى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة))؛ [حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني، حديث: 3933].

 

روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك))؛ [مسلم حديث 194].

 

(8) أهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء، وسيد الخلق أجمعين.

روى مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول مَن ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع))؛ [مسلم حديث: 2278].

 

(9) أهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم من البشر.

لقد عاش نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ومرض صلى الله عليه وسلم، ومات كما يموت الناس.

 

قال الله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 34].

 

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى - أصابه المرض - يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه، كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاءَ بركتها))؛ [البخاري حديث 5016].

 

• قال ابن حجر العسقلاني: "المعوذات هي: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، وسورة ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، وسورة ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾"؛ [فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، ج: 8، ص: 680].

 

معنى النفث: النفخ مع ريق لطيف يُجعل في اليدين عقب قراءة المعوذات.

 

• قال القاضي عياض رحمه الله: "فائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر"؛ [فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، ج: 10، ص: 208].

 

(10) أهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم شيئًا من أمور الغيب إلا بإذن الله تعالى.

قال الله تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ [الجن: 26، 27].

 

وقال جل شأنه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].

 

وقال تعالى حكاية عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 50].

 

وقال سبحانه حكاية عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188].

 

(11) أهل السنة لا يبالغون في مدح النبي صلى الله عليه وسلم بما ليس فيه.

• روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تُطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبدالله، ورسوله))؛ [البخاري حديث: 3445].

 

• الإطراء: الإفراط في المدح، ومجاوزة الحد فيه؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج: 6، ص: 565].

 

• قال الإمام ابن التين رحمه الله: "معنى قوله ((لا تطروني)): لا تمدحوني كمدح النصارى حتى غلا بعضهم في عيسى فجعله إلهًا مع الله، وبعضهم ادعى أنه هو الله وبعضهم ابن الله"؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج: 12، ص: 155].

 

• روى البخاري عن خالد بن ذكوان، قال: قالت الربيع بنت معوذ ابن عفراء، رضي الله عنها: ((جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات - بنات صغيرات - لنا، يضربن بالدف ويندبن - يذكرن الميت بأحسن أوصافه - من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين))؛ [البخاري حديث: 5147].

 

قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((دعي هذه))؛ أي: اتركي ما يتعلق بمدحي الذي فيه الإطراء المنهي عنه، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الجارية ما ذكرت من الإطراء؛ حيث أطلقت علم الغيب له صلى الله عليه وسلم، وهو صفة تختص بالله تعالى"؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 9، ص: 111].

 

وسطية أهل السنة في محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم:

أهل السنة وسط في محبتهم وتعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم بين أهل التفريط، الذين لم يُعطوا النبي صلى الله عليه وسلم منزلته الحقيقة في التعظيم، وبين أهل الغلو، الذين بالغوا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم بما ليس فيه، فزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، وأن الله تعالى قد خلق النبي صلى الله عليه وسلم من نور العرش؛ وسوف نذكر صورًا من الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

(1) قال محمد بن سعيد البوصيري (المتوفى عام 695 هـ) في قصيدة البردة، والتي يمدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم:

يا أكرمَ الخلق ما لي مَن ألوذُ به
سواك عند حلولِ الحادثِ العممِ
إن لم تكن في معادي آخذًا يدي
فضلًا وإلا فقًل: يا زلةَ القدمِ
فإن مِن جُودك الدنيا وضرتُها
ومِن علومك علمُ اللوح والقلمِ

(وضرتها)؛ أي: الدار الآخرة.

 

أخي الكريم: تأمَّل ما في هذه الأبيات من أمور الشرك بالله تعالى.

 

يستغيث البوصيري بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد إلا أنت، وهذا من الشرك بالله تعالى.

 

• قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "لم يترك البوصيري لله شيئًا ما دامت الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم"؛ [المفيد على كتاب التوحيد، لابن عثيمين، ج: 2، ص: 69].

 

(2) قال أحمد رضا البريلوي (زعيم الطائفة البريلوية بالهند): "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك الأرضين، ومالك الناس ومالك الأمم، ومالك الخلائق، وبيده مفاتيح النصر والمدد، وبيده مفاتيح الجنة والنار، وهو الذي يعز في الآخرة، ويكون صاحب القدرة والاختيار يوم القيامة، وهو الذي يكشف الكروب، ويدفع البلاء، وهو حافظ لأمته وناصر لها، وإليه ترفع الأيدي بالاستجداء".

 

• وقال أحمد رضا البريلوي أيضًا: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبرئ من السقم والآلام، والكاشف عن الأمة كلَّ خطبٍ وهو المحيي، وهو الدافع عن المعضلات، والنافع للخلق، والرافع للمراتب، وهو الحافظ والناصر، وهو دافع البلاء أيضًا، وهو الذي أبرد على الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم النار، وهو الذي يهب ويعطي، وحكمه نافذ وأمره جار في الكونين"؛ [وسطية أهل السنة بين الفرق، محمد كريم عبدالله، ص: 439].

 

ختامًا:

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة؛ ﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴾ [الشعراء: 87، 88]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تعظيم السلف للنبي صلى الله عليه وسلم من أخبار التابعين والعلماء
  • حديث سحر لبيد بن الأعصم للنبي صلى الله عليه وسلم
  • نماذج من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
  • مواقف من إيثار الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • في محبة الله ومحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم اتباع لا ابتداع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا اتباع النبي ومحبته وآل بيته (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الأربعون في محبة النبي صلى الله عليه وسلم وفضل الصلاة والسلام عليه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • {وألقيت عليك محبة مني}: كيف ألقيت على موسى المحبة وقد لقي من العداوة ما لقي؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)
  • كيف تكون محبتنا للنبي صلى الله عليه وسلم؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صور مشرقة من محبة الأمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب