• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الإسلام في مواجهة العلمانية

الإسلام في مواجهة العلمانية
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/5/2022 ميلادي - 20/10/1443 هجري

الزيارات: 15242

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسلام في مواجهة العلمانية


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثيرًا.

 

أمَّا بَعْدُ:

فإن الدولَ الغربية قامت بالغزو الثقافي والفكري للبلاد الإسلامية للقضاء على الإسلام، والعلمانية نوع من أنواع الغزو الفكري، وقد قامت الدول الغربية بتصدير الفكر العلماني إلى الدول الإسلامية، مِن أجل ذلك أحببت أن أُذَكرَ نفسي وإخواني الكرام بحقيقة العلمانية وآثارها الخطيرة على المسلمين.

 

معنى كلمة العلمانية:

كلمة العلمانية لا توجد في معاجم اللغة العربية القديمة، وقد وردت في بعض المعاجم الحديثة ومن ذلك ما ورد في المعجم الوسيط ( العَلْماني ): نِسْبَة إِلَى الْعَلْم بِمَعْنى الْعَالَم ( أي الدنيا ) وَهُوَ خلاف الديني أَو الكَهَنُوتي؛ (المعجم الوسيط ـ جـ2 صـ647).

 

نشأة العلمانية:

العلمانية مصطلح أوربي النشأة صيغ حديثًا في الفكر الغربي في منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكر ثوري بريطاني يُدعى جورج يعقوب هوليوك، وذلك في سنة 1851م؛ حيث يعتبر هذا المفكر هو أول من صاغ مصطلح العلمانية كنظرية فلسفية، ثم انتقل هذا المصطلح إلى اللغة العربية حديثًا مع مترجمات الفلسفة المادية، وظهرت العلمانية في أوروبا لأول مرة في عصر النهضة، كرد فِعل لاتجاه العصور الوسطى التي ساد فيها اتجاه الناس نحو الرهبانية؛ ( دراسات في العِلمانية لعزت عبد المجيد أبو بركة صـ12،وصـ30 ).

 

تعريف العلمانية عند الدول الغربية:

تقول دائرة المعارف البريطانية مادة (secularism ) العلمانية: هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها.

 

وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبةٌ شديدة في العزوف عن الدنيا والتأمل في الله واليوم الآخر، وفي مقاومة هذه الرغبة أخذت العلمانية تعرِض نفسَها من خلال تنمية النزعة الإنسانية؛ حيث بدأ الناسُ في عصر النهضة يظهرون تعلُّقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة.

 

وظل الاتجاه إلى العلمانية يتطوَّر باستمرار خلال التاريخ الحديث كله، باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية.

 

المعنى الصحيح للعلمانية:

هو فصلُ الدين عن جميع جوانب الحياة، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعِلمية، سواءٌ بالنسبة للأمة أو الأفراد، ثم تختلف الدول أو الأفراد في موقفها من الدين بمفهومه الضيق المحدود، فبعضها تسمح به، كالمجتمعات الديمقراطية الليبرالية، وتسمى منهجها ( العلمانية المعتدلة )؛ أي: إنها مجتمعات لا دينية، ولكنها غير معادية للدين، وذلك مقابل ما يُسمى ( العلمانية المتطرفة) أي المضادة للدين، ويعنون بها المجتمعات الشيوعية وما شاكلها، وبالنسبة للإسلام ليس هناك فرق بين المسميين (العلمانية المعتدلة والعلمانية المتطرفة)، فكل ما ليس دينيًّا من ا لمبادئ والتطبيقات، فهو في الحقيقة مضاد للدين، فالإسلام واللادينية نقيضان لا يجتمعان أبدًا، ولا واسطة بينهما.

 

مفهوم خاطئ للعلمانية:

لفظ العلمانية ترجمةٌ خاطئةٌ لكلمة (secularism ) في الإنجليزية أو (secularite ) بالفرنسية، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ العِلْم ومشتقاته على الإطلاق.

 

ثم إن زيادة الألف والنون غير قياسية في اللغة العربية، أي في الاسم المنسوب، وإنما جاءت سماعًا ثم كثرت في كلام المتأخرين كقولهم (روحاني، وجسماني، ونوراني) والترجمة الصحيحة لكلمة العِلمانية هي (اللادينية)، أو (الدنيوية).

 

العلمانية والعِلْم في اللغة الإنجليزية:

إذا نظرنا إلى كلمة العلمانية بجميع مشتقاتها في معاجم اللغة الإنجليزية نجد أنها تختلف تمامًا عن معني كلمة العِلْم بجميع مشتقاتها، فنقول وبالله تعالى التوفيق:

بالنسبة لكلمة العلمانية، فمشتقاتها كما يلي:

شيء دنيوي ( اسم ):Secularity / عدم المبالاة بالدين ( اسم ): Secularism

يجعله دنيويًّا ( فِعل ):Secularize / الإشباع بالنزعة الدنيوية (اسم ): Secularization

غير ديني ( صفة ): Secular ( المورد لمنير البعلبكي صـ827 )

 

وأما بالنسبة لكلمة العِلْم، فنقول:

العِلْم ( اسم ): Science / المذهب العِلْمي ( اسم ): Scientism

 

عِلْمي ( صفة ) Sciential / (صفة) Scientific / رَجُلٌ عَالِمٌ ( اسم ) Scientist ( المورد لمنير البعلبكي صـ819 ).

 

الفرق بين العلمانية والعِلْمية:

انتهز بعض العلمانيين فرصة الترجمة الخاطئة لكلمة ( العلمانية )، محاولين أن يجعلوها مرادفة لـ ( العِلْمية )، وقالوا: إن العلمانية تعنى استخدام العلم والعقل، موهمين بذلك أو مصرحين بأن الإسلام ضد العقل والعلم! وهذه مغالطة مكشوفة فإن البون شاسع بين العلمية والعلمانية.

 

( العِلْمية ) وجهة تنتسب إلى العلم، وتحتكم إليه، في كل مجالات الحياة وشؤونها، مادية وأدبية، مدنية وعسكرية، سياسية واقتصادية، فردية واجتماعية.

 

(والعِلْميون ) من الناس هم الذين يتبنون هذه الوجهة، فيحترمون ما يقرره العلم، وينزلون على حكمه، ويكيفون حياتهم وفقًا لمقتضاه، أما غيرهم، فيمضون في طريقهم، تبعًا للأهواء والعواطف ( الشخصية ) أو ( الحزبية) أو للافتراضات والأوهام، أو تقليدًا لغيرهم، دون فحص ولا اختبار.

 

ونريد بـ ( العلم ) هنا، ما قامت عليه الأدلة القاطعة، فكم من قضايا أدخلت تحت عنوان (العلم) وهي ليست من العلم في شيء.

 

فائدة مهمة:

اعلم أخي المسلم الكريم أن العِلم اليقيني لا يتعارض مع نصوص القرآن الكريم أو السُّنة النبوية الصحيحة.

 

الإسلام دين العِلْم:

نحن المسلمين أولى الناس باحترام العِلم، وتبني العِلْمية في كل أمورنا، فالدين عندنا علم، والعلم عندنا دين، ولم يعرف تراثنا صراعًا بين الدين والعِلم، كما عرفه الغرب، الذي أدار رحى الحرب بينهما قرونًا، كان من آثارها محاكم التفتيش وأهوالها التي يندى لها جبين التاريخ، ومعجزة نبي الإسلام لمن تكن آية كونية، تخضع لها الأعناق مقهورة، بل آية عليمة، تذعن لها العقول مقتنعة، وهي القرآن الكريم. ولما طلب مشركو العرب من النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون له آية حسية، كما كان للأنبياء من قبله، كان الرد الإلهي عليهم: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ ( العنكبوت: 51 ).

 

وحسبنا أن أول سورة نزلت في القرآن، بدأت بقوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (العلق: 1).

 

والقرآن ينشئ العقلية العلمية التي تعتبر التفكر عبادة، والعلم فريضة، وترى الإنسان والتاريخ والكون كله، مسرحًا للنظر والتأمل؛ قال تعالى: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون﴾ (الذاريات: 20: 21).

 

وقال سبحانه: ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ﴾ (الأعراف: 185).

 

وقال جل شأنه: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ ( العنكبوت: 20 ).

 

أسباب ظهور العلمانية:

يمكن أن نوجز أسباب ظهور العلمانية فيما يلي:

(1) طغيان رجال الكنيسة الديني.

(2) طغيان رجال الكنيسة السياسي.

(3) الصراع بين رجال الكنيسة والعلماء.

(4) قيام الثورة الفرنسية الكبرى.

(5) ظهور نظرية تطور المخلوقات.

(6) تشجيع اليهود للعلمانية.

 

وسوف نتحدث عن هذه الأسباب بإيجاز، فنقول وبالله تعالى التوفيق:

(1) طغيان رجال الكنيسة الديني:

عاشت أوروبا في القرون الوسطى فترة قاسية، تحت طغيان رجال الكنيسة وهيمنتهم، وفساد أحوالهم، واستغلال السلطة الدينية لتحقيق أهوائهم، وإرضاء شهواتهم، تحت قناع القداسة التي يضفونها على أنفسهم، ويهيمنون بها على الأمة الساذجة، ثم اضطهادهم الشنيع لكل من يخالف أوامر أو تعليمات الكنيسة المبتدعة في الدين، والتي ما أنزل الله بها من سلطان، حتى لو كانت أمورًا تتصل بحقائق كونية تثبتها التجارب والمشاهد العلمية.

 

إنَّ الإيمان بالله الواحد الأحد الذي لا إله غيره ولا معبود بحق سواه، وإن عيسى عبد الله ورسوله، قد تحول في عقيدة النصارى إلى إيمان باله مثلث يتجسد، أو يحلُّ بالإنسان ذي ثلاثة أقانيم (الأب والابن والروح القُدُس).

 

وذلك أنه منذ مجمع نيقية سنة 325م والكنيسة تمارس الطغيان الديني والإرهاب في أبشع صوره، ففرضت بطغيانها هذا عقيدة التثليث قهرًا، وحرَّمت ولعنت مخالفيها، بل سفكت دماء من ظفرت به من الموحدين، وأذاقتهم صنوف التعذيب وألوان النكال.

 

ونصَّبت الكنيسة نفسها عن طريق المجامع المقدسة "إلهًا" يُحِلُّ ويُحرِّمُ، ينسخُ ويضيف، وليس لأحد حق الاعتراض، أو على الأقل حق إبداء الرأي كائنًا من كان، وإلا فالحرمان مصيره، واللعنة عقوبته؛ لأنه كافر.

 

وقد كان الختان واجبًا فأصبح حرامًا، وكانت الميتة محرمة فأصبحت مباحة، وكانت التماثيل شركًا ووثنية فأصبحت تعبيرًا عن التقوى، وكان زواج رجال الدين حلالًا فأصبح محظورًا، وكان أخذ الأموال من الأتباع منكرًا فأصبحت الضرائب الكنسية فرضًا لازمًا، وأمورٌ كثيرة نقلتها المجامع من الحل إلى الحرمة أو العكس دون أن يكون لديها من الله سلطان، أو ترى في ذلك حرجًا.

 

وأضافت الكنيسة إلى عقيدة التثليث عقائد وآراء أخرى تحكم البديهة باستحالتها ولكن لا مناص من الإيمان بها والإقرار بشرعيتها على الصورة التي توافق هوى الكنيسة، وعززت الكنيسة سلطتها الدينية الطاغية بادعاء حقوق لا يملكها إلا الله؛ مثل: حق الغفران، وحق الحرمان، ولم تتردد في استعمال هذه الحقوق واستغلالها.

 

صكوك الغفران:

أصبح غفران الذنوب بدعة عجيبة، وذلك أنه إذا أراد البابا أن يبني كنيسة أو يجمع مالًا لشيءٍ ما؛ طبع صكوك الغفران ووزعها على أتباعه ليبيعوها للناس؛ كالذين يبيعون أسهم الشركات. وبالصك فراغٌ تُرِكَ ليُكتب به اسم الذي سيغفر ذنبه، والعجيب أن هذا الصك يَغفر لمشتريه ما تقدم من الذنوب وما تأخر، فهو بعبارة أخرى إذن بارتكاب كل الجرائم بعد أن ضُمنت الجنة لهذا المحظوظ.

 

الاعتراف:

ولم تقف قضية غفران الذنوب عند هذه الصكوك، بل سرعان ما دخلها عنصر جديد فاضح، وذلك ما يُسمى "الاعتراف"، فكان على المذنب أن يعترفَ بذنبه، في خلوة مع قسيسه؛ ليستطيع هذا القسيس أن يغفر له ذنبه؛ (مجلة الجامعة الإسلامية جـ115صـ:242:237).

 

(2) طغيان رجال الكنيسة السياسي:

بلغت سلطة البابا الدينية المهيمنة على ذوي السلطة الإدارية والسياسية أوجها، حتى كان باستطاعة البابا أن يتوج الملوك والأباطرة، وأن يخلع تيجانهم إذا نازعوه ورفضوا أوامره، وأن يحرمهم من الدين، وأن يحرم شعوبهم الذين يوالونهم، ولا يستجيبون لأوامر الخلع البابوية، حتى إن البابا "جريجوري" السابع خلْع الإمبراطور الألماني "هنري الرابع" وحرمه، وأحلَّ أتباعه والأمراء من ولائهم له، وحرضهم عليه، فعقد الأمراء اجتماعًا قرروا فيه أنه إذا لم يحصل الإمبراطور على مغفرة البابا، فإنه سيفقد عرشه إلى الأبد، فاضطر الإمبراطور "هنري الرابع" حفاظًا على عرشه أن يسعى لاسترضاء البابا سنة (1077م)، فاجتاز جبال الألب في شتاء بارد مسافرًا إلى البابا الذي كان في قلعته بمرتفعات كانوسا في تسكانيا، وظل واقفًا في الثلج في فناء القلعة ثلاثة أيام، وهو في لباس الرهبان، حافي القدمين، عاري الرأس، يحمل عكازه مظهرًا ندمه وتوبته، حتى ظفر بعفو البابا، وحصل على رضاه؛ (مجلة الجامعة الإسلامية جـ115صـ:245).

 

(3) الصراع بين رجال الكنيسة والعلماء:

الصراع بين الدين والعِلْم مشكلة من أعمق وأعقد المشكلات في التاريخ الفكري الأوروبي، وذلك أن الكنيسة كانت هي صاحبة السلطة طوال القرون الوسطى في أوروبا حتى قامت النهضة العلمية هناك.

 

وفي هذه الأثناء وقعت الحروب الصليبية بين المسلمين والأوروبيين، واستمرت طوال القرنين الحادي عشر، والثاني عشر الميلادي، واحتك الصليبيون خلالها بالمسلمين ووقفوا على صفات الإسلام وروعته في جميع مجالات العلوم والفنون، في الأندلس والشمال الإفريقي وصقلية وغيرها، حيث كانت المدارس والجامعات المتعددة في كل مكان في بلاد المسلمين، يؤمها طلاب العلم، ومنهم الأوروبيون الذين وفدوا يتعلمون من الأساتذة المسلمين، وترجمت بعض الكتب إلى اللغة الإنجليزية، فلما عاد أولئك الأوروبيين الذين تأثروا بنور الإسلام وعرفوا أن الكنيسة ورجالها عملة مزيفة، ووسيلة للدجل والتحكم الظالم في عباد الله، أخذ هؤلاء يقاومون الكنيسة ودينها المزيف وأعلنوا اكتشافاتهم العِلْمية والجغرافية، والعلوم الطبيعية التي تحرمها الكنيسة، عند ذلك اشتد الصراع بين رجال العِلم ورجال الكنيسة، الذين أخذوا يُكفّرون ويقتلون ويحرقون ويشردون العلماء والمكتشفين، وأنشأت الكنيسة محاكم للتفتيش لملاحقة حملة الأفكار المخالفة لآرائها وأفكارها، ومكث هذا الصراع عِدة قرون، وانتهى بإبعاد الكنيسة ورجالها عن التدخل في نظم الحياة وشؤون الدولة، فالدين - بمعنى أوضح - مهمته داخل جدران الكنيسة فقط ولا داعي لوجوده خارجها، ويكون لرجال الدولة والعِلم إدارة شؤون الحياة بالأسلوب الذي يناسبهم سواء أكان متفقًا مع مبادئ الدين أم لا؟! (مجلة الجامعة الإسلامية جـ115صـ246:245).

 

(4) قيام الثورة الفرنسية:

نتيجة لوضع الكنيسة ودينها المحرف، ووقوفها ضد مطالب الناس، قامت الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789م.

 

ونتج عن هذه الثورة نتائج بالغة الخطورة، فقد ظهرت لأول مرة في تاريخ أوروبا المسيحية دولة جمهورية، لا دينية، تقوم فلسفتها على الحكم باسم الشعب - وليس باسم الله - وعلى الحرية الشخصية بدلًا من التقيد بالأخلاق الدينية، وعلى دستور وضعي بدلًا من قرارات الكنيسة، وقامت الثورة بأعمال غريبة على عصرها، فقد حلت الجمعيات الدينية، وطردت الرهبان والراهبات، وصادرت أموال الكنيسة، وألغت كل امتيازاتها، وحُوربت العقائد الدينية عَلنًا وبشدة، وقد امتدت هذه الثورة إلى كل بلاد الغرب؛ (مجلة الجامعة الإسلامية جـ115صـ247:246).

 

(5) ظهور نظرية تطور المخلوقات:

في سنة 1859م نشر الباحث الإنجليزي تشارلز داروين كتابه أصل الأنواع الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب، وقد جعلت نظريته كون الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها، فأحدث ذلك ضجة لم يحدثها أي مؤلف آخر في التاريخ الأوروبي قاطبة، وهذه النظرية أدت إلى انهيار العقيدة الدينية، ونشر الإلحاد في أوروبا، وقد استغلها اليهود استغلالًا كبيرًا.

 

والنظرية في جوهرها فرضية بيولوجية أبعد شيء عن أن تكون نظرية فلسفية عامة، كما أنها بعيدة عن أن تكون حقيقة علمية ثابتة، وقد قال أحد العلماء الغربيين في النظرية الداروينية: (أبوها الكفر وأمها القذارة).

 

والنظرية الداروينية باطلة بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وباطلة بجميع الكتب السماوية، وباطلة بإجماع المسلمين في كل زمان ومكان، وباطلة بالعقل الصحيح، وبالفطرة السليمة من الشذوذ والانحراف.

 

فبنو آدم وجميع الحيوانات والطيور، وجميع ما في البراري والبحار، من آلاف السنين وهي على ما هي عليه لم تتغير أشكالها ولا أسماؤها.

 

ومذهب داروين باطل لعدم مشاهدة أي ارتقاء من أي نوع من مخلوقات الله، فمن الذي عاش آلاف السنين حتى شاهد تغير الإنسان من خلية إلى حشرة إلى حيوان إلى قرد كما يزعم داروين، وهو الذي لم يعش سوى أقل من 75 سنة.

 

قال تعالى: ﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ (الكهف: 51).

 

والنظرية باطلة بقوله سبحانه: ﴿ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ (البقرة:36).

 

فالله تعالى إنما أهبط من الجنة أدميًّا يعقل ولم يُهبط حشرة، ثم صارت حيوانًا لا يعقل ثم صار قردًا؛ (مجلة الجامعة الإسلامية جـ115صـ249:248).

 

(6) تشجيع اليهود للعلمانية:

فرحت المنظمات الماسونية اليهودية بدعوة الفصل بين الدين والدولة وسارعوا في إسقاط الحكومات التي تسيطر عليها الكنيسة، وإنشاء حكومات أخرى متحررة من قيود الدين، وقد كانت الثورة الفرنسية أولى الخطوات في هذا السبيل، وقد تلتها ثورات متعددة في مختلف الأقطار الأوربية استطاعت الفصل بين الدين والدولة، وتحويل التعليم الغربي كله إلى تعليم علماني.

وهكذا تدخل اليهود في المجتمع الأوربي بعد أن انقطعوا عنه، وقد كان أول قرار لأول حكومة علمانية في أوربا وهي (الجمعية الوطنية الفرنسية) هو اعتبار اليهود المقيمين في فرنسا مواطنين لهم كل حقوق المواطن وعليهم جميع واجباته.

 

فالعلمانية هي السيف المسلط الذي حطم به اليهود القيد الذي يفصلهم في كل مجتمع، ويحول بينهم وبين السيطرة على مقدراته.

 

يقول أحد الباحثين الغربيين: إن الفصل بين الدولة والدين في الدول الغربية ساعد على انصهار اليهود في هذه المجتمعات.

 

لقد حُلت المشكلة اليهودية في دول غرب أوربا بتحرر الدولة من الدين، ولكن مع تحرر اليهود من الاضطهاد سيطرت اليهودية على المجتمع بأسره، وأصبحنا نواجه مشكلة تحرير المجتمع من اليهودية.

 

ويقول أحد الباحثين الغربيين: إن اليهود يرفضون سيطرة الدين على الدولة أو الكنيسة على الدولة؛ لأن هذا معناه أن تصبح الديانة المسيحية على أولادهم، لذلك كانوا أول من نادى بفصل الكنيسة على الدولة.

 

وسرعان ما سيطر اليهود على ميادين الفكر والثقافة والطب والعِلْم والصحافة، وتركوا لغيرهم مراكز السلطة، وإن كانوا يحركونها من خلال محافلهم الماسونية، وما ينشرون فيها من فساد لتحطيم كل القيم الإنسانية.

 

لقد أدرك اليهود أنهم لن يستطيعوا السيطرة على أوروبا إلا من خلال نشر الإلحاد بالله والكفر بجميع الأمور الغيبية، وإقامة الحسابات الرياضية والرغبات المادية؛ قال حكماء اليهود في بروتوكولاتهم: (يجب علينا أن ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول غير اليهود، وأن نضع مكانها عمليات حسابية ورغبات مادية)؛ (بروتوكولات حكماء صهيون صـ159:158).

 

وأدركوا كذلك أنهم لن يحقِّقوا هذا الهدف إلا من خلال المنظمات الماسونية التي تأخذ على عاتقها محاربة الدين في كل مكان.

 

فقد جاء في إحدى الكلمات التي أُلقيت في مؤتمر الشرق الأعظم الماسوني، قول أحدُ أقطاب اليهود: (يجب ألا تقتصر الماسونية على شعب دون غيره، ولتحقيق الماسونية العالمية يجب سحق عدونا الأزلي الذي هو الدين مع إزالة رجاله)، ولذا فقد أفسد اليهود حياة أوربا الفكرية والعقائدية والأخلاقية والاجتماعية؛ (العلمانية وأثرها في أوربا للدكتور محمد رشاد عبد العزيز صـ88: صـ91)

 

آثار العلمانية على الدول الغربية:

على الرغم من أن الحضارة العلمانية الغربية قد قدمت للإنسان كل وسائل الراحة وكل أسباب التقدم المادي، فإنها فشلت في أن تقدم له شيئًا واحدًا وهو السعادة والطمأنينة والسكينة، بل العكس قدمت للإنسان هناك مزيدًا من التعاسة والقلق والبؤس والتمزق والاكتئاب، وذلك لأن السعادة والسكينة أمور تتعلق بالروح، والروح لا يشبعها إلا الإيمان بخالقها، والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.

 

إن إبعاد الدين عن مجالات الحياة في المجتمعات الغربية كان - ولا يزال - من أهم الأسباب التي أدت إلى الحيرة والضياع.

 

ويمكن أن نوجز آثار العلمانية في المجتمعات الغربية مما هو مشاهَدٌ وملموسٌ فيما يلي:

(1) الانغماس في شرب الخمور والإدمان على المخدرات.

 

(2) انتشار الأمراض العصبية والنفسية.

 

(3) انتشار الجرائم بمختلف أنواعها كالسرقات، والاغتصاب، والشذوذ الجنسي، والقتل وغيرها.

 

(4) تأجيج الغرائز الجنسية بين الجنسين.

 

(5) انتشار الأمراض المخيفة كالزهري، والسيلان، وأخيرًا يبتلي الله تلك المجتمعات بالطاعون الجديد وهو مرض "الإيدز".

 

(6) انتشار ظاهرة الانتحار.

إن الغرب يعيش حياة الضنك والقلق، فلا طمأنينة له ولا راحة، ولا انشراح لصدور أهله، بل صدورهم في ضيق وقلق وحيرة، وما ذلك إلا لضلالهم وبعدهم عن الله، وإن تنعموا ظاهرًا في الحياة الدنيا.

 

(7) انخفاض نسبة الزواج بدرجة كبيرة جدًّا، وفترات الاختيار التي تسبقه قد تمتد سنين، وفي هذه الفترة يمارس فيها الزنا والفحش، وغالبًا ما تنتهي فترات الاختيار بالاكتفاء بما حصل فيها، ثم الانتقال إلى اختيار آخر أو العدول عن فكرة الزواج إلى فكرة المعاشرة الحرة الاختيارية بينهما دون أعباء الزواج، وحتى إذا اختاروا الزواج فهم ينفرون من الأطفال، وقد بلغ الأمر أن أكثرهم إذا رزق بأطفال فإنهم غالبًا لا يصطحبونهم في فترات عطلة نهاية الأسبوع؛ حتى يستمتعوا وحدهم بالنزهة دون ضجيج الأولاد.

 

أما المجتمع فهو يعاني من التفكك والانحلال، وانعدام العلاقات بين الجيران حتى إن الواحد إذا مات لا يُعرف إلا من رائحته النتنة التي تتصاعد بعد أيام من موته؛ (العلمانية وموقف الإسلام منها لحمود بن أحمد الرحيلي صـ364:360).

 

عوامل انتقال العلمانية إلى العالم الإسلامي:

بدأت فكرة العلمانية تغزو العالم الإسلامي منذ أكثر من قرن من الزمان، لكنها لم تتمكن إلا في بداية القرن العشرين الميلادي، حين طبقت - على مستوى الدولة - على أنقاض الخلافة العثمانية ثم سرت إلى أكثر بلدان العالم الإسلامي، وكانت هناك عدة عوامل رئيسة ساعدت على ظهور انتقال العلمانية إلى العالم الإسلامي أهمها:

 

(1) انحراف كثير من المسلمين عن العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسُّنة، ومن هنا كثرت البدع والخرافات والشعوذة والأهواء، وقلَّ الفقه في الدين بينهم.

 

(2) سيطرة الاستعمار العسكري الغربي على معظم العالم الإسلامي.

 

حرصت الدول الغربية منذ وطئت أقدامها أراضي المسلمين على نشر العلمانية بأكثر من سبيل. وكان أهم مجالات نشرها ووسائلها فيما يلي:

 

1- في التعليم وله في ذلك أكثر من سبيل أهمها:

(أ) حصر التعليم الديني وحصاره ماديًّا ومعنويًّا.

(ب) البعثات العلمية للأبناء المسلمين إلى الدول غير الإسلامية وحقق ذلك نتائجه المقصودة.

(ج) نشر المدارس الأجنبية في البلاد الإسلامية.

(د) تمييع المناهج الإسلامية باسم التطور.

(هـ) نشر الاختلاط بين الجنسين في مراحل التعليم وقد بدؤوا بها في الجامعات.

 

2- في الإعلام والإعلام يخاطب الملايين من الناس ببرامجه، وأكثر هذه الملايين ساذجة تؤثر فيها الكلمة مقروءة أو مسموعة أو منظورة.

 

3- إبعاد الإسلام عن مجال التطبيق.

 

ومما يدل على دور الاستعمار الغربي في نقل العلمانية إلى البلدان الإسلامية أن أول عمل قام به الإنجليز في الهند هو إلغاء الشريعة الإسلامية، وأول عمل قام به نابليون في مصر هو تعطيل الشريعة الإسلامية، وإحلال القانون الفرنسي محلها، وأول عمل قام به المخطط اليهودي الصليبي في تركيا هو إلغاء الشريعة الإسلامية ثم إعلان تركيا دولة لا دينية.

 

وأخيرًا غادر المستعمرون ديار المسلمين بعد أن خلفوا على تركتهم ورثة مخلصين؛ ليحافظوا عليها، ولأنهم يتمكنون من العمل في صالحهم أكثر مما يتمكنون هم بأنفسهم.

 

(3) انتشار حركة المستشرقين والمبشرين(المنصرين) في العالم الإسلامي.

المقصود بالمستشرقين: هم علماء الغرب الذين عكفوا على دراسة كل ما يتعلق بالشرق من عِلْم ولغة وحضارة.

 

والمقصود بالمبشرين: هم رجال الدين المسيحي الذين يعملون على نشر الديانة المسيحية بين المسلمين.

 

للمستشرقين والمبشرين (المنصرين) أهدافٌ مشتركة، ولهم وسائل متداخلة، ويمكن القول بأن ميدان المستشرقين الأساسي هو الثقافة والفكر، بينما يركز المبشرون جهودهم في النواحي الاجتماعية والتربوية.

 

وقد نقل المبشرون (المنصِّرون) العلمانية من خلال نشراتهم وكتبهم، ومن خلال التمثيليات والأفلام، ومن خلال المدارس المختلفة التي بدأت بالأجنبية، ثم كان تأثيرهم على مناهج التعليم الوطنية.

 

ووسائل المبشرين في هذا المجال كثيرة نذكر منها:

(1) استخدام الطب كوسيلة للتنصير.

 

(2) استخدام أعمال الخير والخدمات الاجتماعية: كإنشاء ملاجئ للأيتام، ومراكز رعاية اجتماعية للفقراء والمحتاجين.

 

(3) استخدام الطلبة وعامة الناس في التنصير.

 

(4) استخدام الرشوة.

 

(5) استخدام المكتبات والصحافة والنوادي والجمعيات.

 

(6) الاهتمام بالمرأة المسلمة وذلك بمحاولة إبعادها عن عقيدتها وإغرائها بتقليد المرأة الغربية.

 

(7) المؤتمرات المشتركة والبعثات الخارجية.

 

(8) إنشاء الحضانات والمدارس والجامعات الأجنبية.

 

(9) استخدام القوة أحيانًا.

إلى غير ذلك من الأساليب التي استخدمها المبشرون (المنصرون) في الوصول إلى غاياتهم.

 

(4) ظهور النزعات القومية وتفكك الدولة العثمانية الإسلامية.

 

(5) إلغاء الخلافة العثمانية الإسلامية على يد مصطفى كمال أتاتورك في 3 مارس عام 1924؛ (العلمانية وموقف الإسلام منها لحمود الرحيلي صـ373:365)، (دراسات في العلمانية ـ للدكتور عزت أبو بركة صـ396:331).

 

آثار العلمانية على العالم الإسلامي:

كان لتسرب العلمانية إلى المجتمعات الإسلامية أسوأ الأثر على المسلمين في دينهم ودنياهم، ويمكن أن نوجز بعض الآثار السيئة التي جنتها المجتمعات الإسلامية من تطبيق العلمانية:

 

(1) رفض التحاكم إلى كتاب الله تعالى، وإقصاء الشريعة الإسلامية عن كافة مجالات الحياة، والاستعاضة عن ذلك بالقوانين الوضعية المقتبسة عن أنظمة الكفار، واعتبار الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية تخلفًا ورجعية.

 

(2) جعل التعليم خادمًا لنشر الفكر العلماني وذلك بالطرق التالية:

أ- بث الأفكار العلمانية في ثنايا المواد الدراسية.

 

ب- تقليص الفترة الزمنية المتاحة للمادة الدينية إلى أقصى حد ممكن، وتكون في آخر اليوم الدراسي وقد لا تؤثر في تقديرات الطلاب.

 

ج- منع تدريس نصوص معينة لأنها واضحة صريحة في كشف باطلهم وتزييف ضلالاتهم.

 

د- تحريف النصوص الشرعية عن طريق تقديم شروح قصيرة وناقصة لها، بحيث تبدو وكأنها تؤيد الفكر العلماني، أو على الأقل لا تعارضه.

 

(3) إذابة الفوارق بين حملة الرسالة الصحيحة، وهم المسلمون، وبين أهل التحريف والتبديل والإلحاد، وصهر الجميع في إطار واحد. فالمسلم والنصراني، واليهودي، والشيوعي، والمجوسي، وغيرهم يتساوون أمام القانون، لا فضل لأحدٍ على الآخر إلا بمقدار الاستجابة لهذا الفكر العلماني.

 

(4) نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية، وتهديم بنيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية وذلك عن طريق:

أ- القوانين الوضعية التي تبيح الرذيلة ولا تعاقب عليها.

 

ب- وسائل الإعلام المختلفة التي لا تكل ولا تمل من محاربة الفضيلة ونشر الرذيلة.

 

ج- محاربة الحجاب وفرض السفور والاختلاط في المدارس والجامعات والمصالح والهيئات.

 

إن أعداء الإسلام لم يكتفوا بإبعاد الشريعة الإسلامية عن مجالات الأنظمة السياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية فحسب، بل تمادوا في الاعتداء على أنظمة الأسرة المسلمة، وهذا أمر في غاية الخطورة؛ لأن تلك الأنظمة جاءت ملائمة لطبيعة الإنسان وغرائزه، حتى لا يحيد ويصرف تلك الغرائز في المحرمات.

 

(5) الدعوة إلى القومية أو الوطنية: وهي دعوة تعمل على تجميع الناس تحت جامع من الجنس، أو اللغة، أو التاريخ، أو المكان، أو المصالح المشتركة، أو وحدة الحياة الاقتصادية، على ألا يكون الدين عاملًا من عوامل الاجتماع، بل الدين من منظار هذه الدعوة يُعدُّ عاملًا من عوامل التفرق والشقاق، ولا شك أَنَّ الفكرة القومية أو الوطنية وفدت إلى ديار المسلمين من الغرب، والذي دعا إليها أشخاص ليسوا بمسلمين، ولقد أثارت الدعوة إلى القومية طوائف أخرى تعيش في المنطقة، ودفعتها لأن ترفع نفس الراية، ففي السودان دعا سكان الجنوب إلى بعث القومية الزنجية، وفي الشمال الإفريقي ارتفعت أصوات بقومية بربرية؛ كرد فعل للقومية العربية، وفي العراق دعا سكان الشمال إلى بعث القومية الكردية، وفي الهند ظهر مسلمون يفخرون بالانتساب إلى القومية الهندية، وهكذا كانت الآثار القومية السيئة لا حد لها، وبدل أن تكون طريقا لوحدة عربية شاملة، كما زعم دعاتها، أصبحت من عوامل بث الاضطرابات والتفرق بين الأمة الإسلامية.

 

(6) الدعوة إلى أخذ الحضارة الغربية دون وعي ولا تمييز.

قام بهذه الفكرة كثيرٌ من دعاة التضليل للأمة الإسلامية عند ضعف المسلمين وتفرقهم، حيث زعموا أن سبيل التقدم والنهضة، هو السير خلف ركاب الغربيين، والأخذ بمنهجهم وطريقتهم في كل شيء، حتى نكون مثلهم في الحضارة الحديثة، بخيرها وشرها، ونتيجة لتلك الدعوات المغرضة من أدعياء الفكر، ذهب كثير من أبناء المسلمين إلى الدول الأوروبية، لإكمال تعليمهم، وغالبًا ما يتأثر هؤلاء الطلاب بعادات الغرب وأفكاره.

 

(7) الادعاء بأن الشريعة الإسلامية لا تتوافق مع الحضارة الحديثة.

وهذا الزعم جاء نتيجة لاحتكاك أبناء الأمة الإسلامية بالحضارة الغربية الحديثة، فظنوا - جهلًا - أن الإسلام لا يتوافق مع الحياة العصرية، ولا ينسجم مع متطلبات الإنسان في هذا العصر، بل قالوا: إن الشريعة الإسلامية هي السبب في التخلف والرجعية، وأن السبيل إلى التخلص من هذا الداء، والنهوض بالأمة إلى التقدم والحضارة هو نبذ الإسلام وتعاليمه؛ (العلمانية وموقف الإسلام منها لحمود الرحيلي صـ393:387).

 

مظاهر العلمانية في العالم الإسلامي:

سوف نذكر بعضًا من المظاهر والاتجاهات العِلمانية في العالم العربي والإسلامي:

(1) مصر: دخلت العِلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت عام 1798م، وقد أشار إليها الجبرتي في تاريخه - الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر وأحداثها - بعبارات تدور حول معنى العِلمانية، وإن لم تذكر اللفظة صراحة، أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يُدعى إلياس بُقطر في مُعجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827م، وأدخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م، وكان هذا الخديوي مفتونًا بالغرب، وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا.

 

(2) الهند: حتى سنة 1791م كانت الأحكام وفق الشريعة الإسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة بتدبير الإنجليز، وانتهت تمامًا في أواسط القرن التاسع عشر.

 

(3) الجزائر: إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830م.

 

(4) تونس: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906م.

 

(5) المغرب: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م.

 

(6) تركيا: لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك، وإن كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة.

 

(7) العراق والشام: ألغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيهما.

 

(8) معظم إفريقيا: فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار.

 

(9) إندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرقي آسيا: دول علمانية.

 

(10) انتشار الأحزاب العلمانية والنزعات القومية: حزب البعث، الحزب القومي السوري، النزعة الفرعونية بمصر، النزعة الطورانية بتركيا، والقومية العربية؛ (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة جـ2 صـ682:681).

 

حكْم الإسلام في العلمانية:

الإسلام يرفض العلمانية رفضًا قاطعًا، سواء أكانت العلمانية بمعنى فصل الدين عن الحياة، أم بمعنى اللادينية؛ لأنها دعوة ضد الإسلام.

 

فالدولة في الإسلام ضرورة لا بد منها، وذلك لإنفاذ الأحكام الشرعية، وصيانة الحقوق، ووصول الدين إلى أهدافه وأغراضه في حفظ الدين والنفوس والعقول والأعراض والمال وغيرها.

 

أمَّا إذا أبعد الإسلام عن الحكم وعطلت صلاحياته، فستصبح كثيرٌ من أحكامه وتشريعاته حبرًا على ورق؛ لأنه لا يمكن تنفيذ تلك الأحكام من قبل الفرد وحده، وذلك كالجهاد في سبيل الله تعالى، وتنفيذ القصاص، وجباية الزكاة، وتأمين الطرق، ونشر الأمن، وفض الخصومات وما شابه ذلك.

 

إن الإسلام جاء عقيدة تنظم علاقة الناس بربهم، وشريعة تدير جميع شئون الحياة كلها، والدين عند الله تعالى هو الإسلام، والإسلام كما يدلُّ عليه اسمه هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك.

 

وقد شملت أوامر الله ونواهيه الحياة بأسرها، فليس هناك جانب من جوانب الحياة أو شيء من نظمها إلا ولله تعالى فيه حكم، فحياتنا العقدية، والاجتماعية، والتربوية والاقتصادية، والسياسية، وضع لنا أصول التعامل فيها، وفصل لنا بعض جوانبها تفصيلًا؛ قال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ (النحل:89).

 

ويمكن أن نوجز حكْم الإسلام في العلمانية كما يلي:

(1) العلمانية من الجانب العقدي تعني التنكر للدين وعدم الإيمان به، وترك العمل بأحكامه، وحدوده، وهذا كفر صريح.

 

(2) العلمانية في الجانب التشريعي تعني فصل الدين عن الدولة، أو فصل الدين عن الحياة كلها، وهذا يعني الحكم بغير ما أنزل الله.

 

وقد فصَّلَ علماء العقيدة الحكْم بهذا على النحو التالي:

(أ) إذا وقع الحكم بغير ما أنزل الله تعالى والحاكم (سواء أكان فردًا أم مجموعة) يرى أن حكم الله غير صالح أو غير جدير، أو أن حكم القوانين أصلح وأتم وأشمل لما يحتاجه الناس، أو اعتقد أن حكم القوانين مساوية لحكم الله ورسوله، أو اعتقد جواز الحكم بما يخالف حكم الله ورسوله، ونحو ذلك، فهو كفر اعتقاد مخرجٌ عن الملة، وهو من نواقض الإسلام.

 

(ب) وإذا وقع الحكم عن جهل، أو ضعف، أو لهوى في نفس صاحبه، أو لغرض دنيوي، مع الاعتقاد بأن حكم الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أحق وأصلح وأجدر، وأنه أفضل من القوانين الوضعية، فهذا كفرٌ عملي، (لا يُخرج صاحبه عن الإسلام)، وهو فسق وظلم تقام الحجة على صاحبه، ويبين له الحق، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى، ويرجع إليه.

 

ويدل على ذلك فهم السلف لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (المائدة:44).

 

روى ابنُ جرير الطبري عن ابن عباس قوله: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، قَالَ: مَن جَحَدَ ما أنزلَ اللهُ فقد كَفَرَ، ومَن أقرَّ به ولم يحكم، فهو ظالمٌ فاسقٌ، (إسناده حسن) (تفسير الطبري جـ 10صـ 357حديث 12063).

 

قال عكرمة (رحمه الله): عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، معناه: ومن لم يحكم بما أنزل اللهُ جاحدًا به فقد كفر، ومن أقرّ به ولم يحكم به فهو ظالمٌ فاسقٌ؛ (تفسير البغوي جـ 3صـ 61).

 

روى ابنُ جرير الطبري عن طاوس: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، قال: ليس بكفرٍ ينقل عن الملَّة؛ (إسناده صحيح) (تفسير الطبري جـ 10صـ 355حديث 12052).

 

قال الإمام أبو العز الحنفي (رحمه الله): وَهُنَا أَمْرٌ يَجِبُ أَنْ يُتَفَطَّنَ لَهُ، وَهُوَ: أَنَّ الْحُكْمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَدْ يَكُونُ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْصِيَةً: كَبِيرَةً أَوْ صَغِيرَةً، وَيَكُونُ كُفْرًا: إِمَّا مَجَازِيًّا، وَإِمَّا كُفْرًا أَصْغَرَ، عَلَى الْقَوْلَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ. وَذَلِكَ بِحَسَبِ حَالِ الْحَاكِمِ: فَإِنَّهُ إِنِ اعْتَقَدَ أَنَّ الْحُكْمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ غَيْرُ وَاجِبٍ، وَأَنَّهُ مُخَيَّرٌ فِيهِ، أَوِ اسْتَهَانَ بِهِ مَعَ تَيَقُّنِهِ أَنَّهُ حُكْمُ اللَّهِ -: فَهَذَا كَفْرٌ أَكْبَرُ. وَإِنِ اعْتَقَدَ وُجُوبَ الْحُكْمِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَعَلِمَهُ فِي هَذِهِ الْوَاقِعَةِ، وَعَدَلَ عَنْهُ مَعَ اعْتِرَافِهِ بِأَنَّهُ مُسْتَحِقٌّ لِلْعُقُوبَةِ، فَهَذَا عَاصٍ، وَيُسَمَّى كَافِرًا كُفْرًا مَجَازِيًّا، أَوْ كُفْرًا أَصْغَرَ. وَإِنْ جَهِلَ حُكْمَ اللَّهِ فِيهَا، مَعَ بَذْلِ جُهْدِهِ وَاسْتِفْرَاغِ وُسْعِهِ فِي مَعْرِفَةِ الْحُكْمِ وَأَخْطَأَهُ، فَهَذَا مُخْطِئٌ، لَهُ أَجْرٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ، وَخَطَؤُهُ مَغْفُورٌ؛ (شرح العقيد الطحاوية لأبي العز الحنفي جـ2صـ45).

 

ومن المعلوم أن الحكْمَ بما أنزل الله تعالى في الشريعة الإسلامية يعني الحكْم بالكتاب والسُّنة على السواء.

 

كما يدل على ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ (النساء:59).

 

(3) العلمانية من الجانب الأخلاقي تعني: الانفلات والفوضى في إشاعة الفاحشة والرذيلة والشذوذ، والاستهانة بالدين والفضيلة، وسنن الهدى، وهذا ضلال مبين وفساد في الأرض، ومن العلمانيين من يرى أن السُّنن والآداب الشرعية والأخلاق الإسلامية إنما هي تقاليد موروثة، وهذا تصور جاهلي منحرف.

 

العلمانية في حُكْمِ الإسلام دعوةٌ مرفوضةٌ؛ لأنها دعوة إلى حُكْمِ الجاهلية، أي إلى الحكْم بما وضعَ الناسُ، لا بما أنزل اللهُ، واللهُ تعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (المائدة:50:48)؛ (العلمانية وموقف الإسلام منها ـ لحمود الرحيلي صـ400:394).

 

أسألُ اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا العمل خالصًاَ لوجهه الكريم، وأن يجعله ذُخْرًَا لي عنده يوم القيامة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رَبِّ العالمين.

 

وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحْبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العلمانية جهل في الأحكام وتطاول على الرحمن
  • العلمانية ومخافة الخطف
  • اللعبة العلمانية في مواجهة التراث في مصر
  • حقيقة العلمانية
  • العلمانية وحد السرقة والحرية والإرث
  • علماء الإسلام أمام فتنة العلمانية في العصر الحديث

مختارات من الشبكة

  • باكستان: مؤتمر عن الإسلام في أوروبا يرى مواجهة الإسلام للتحديات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الإسلام دين جميع الأنبياء، ومن ابتغى غير الإسلام فهو كافر من أهل النار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحرب في الإسلام لحماية النفوس وفي غير الإسلام لقطع الرؤوس: غزوة تبوك نموذجا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا اختيار الإسلام دينا؟ الاختيار بين الإسلام والمعتقدات الأخرى (كالنصرانية واليهودية والهندوسية والبوذية..) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لو فهموا الإسلام لما قالوا نسوية (منهج الإسلام في التعامل مع مظالم المرأة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • كلمات حول الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اليابان وتعاليم الإسلام وكيفية حل الإسلام للمشاكل القديمة والمعاصرة (باللغة اليابانية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقاييس جمال النص في صدر الإسلام وموقف الإسلام من الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الإسلام (بني الإسلام على خمس)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب