جلاء العينين بنظم عقيدة الرازيين

جلاء العينين بنظم عقيدة الرازيين:

أبي حاتم وأبي زُرعة

(وهو نظم لكتاب أصل السنة واعتقاد الدين لابن أبي حاتم رحمه الله تعالى)

1 يقول ذو التفريط والتقصير

وراجي عفو ربه الغفورِ

2 محمدٌ إلى حميسان انتمى

بدأتُ باسم الله رافع السما

3 فالحمد للإله ذي الكمالِ

جَلّ عن النظير والمثالِ

4 حمدًا له بعدد النجومِ

وعدِّ قطر الماء في الغيومِ

5 ثم الصلاة والسلام الأبدي

على النبي المصطفى محمدِ

6 وآله وصحبه الأطهارِ

ما كُوِّر الليل على النهارِ

7 وبعد هذي درة مفيدهْ

في أصل دين الله والعقيدهْ

8 حاويةٌ كتاب أصل السُّنَّةِ

مع اعتقاد الدين ذي المحجةِّ

9 رواية الرازي الإمام الحنظلي

نجلِ أبي حاتمٍ المُبَجلِ

10 فإنه قيّد ما عنه سألْ

محمدًا والده الفَذَّ الأجلْ

11 مع أبي زُرْعَة ذي المعالي

عليهما الرضوان في المآلِ

12 ما أدركا عليه في الأمصارِ

مِن مذهب الأئمة الأخيارِ

13 في أصل دين ربنا تعالى

وما يدينان به فقالا

14 لَكم لقينا مِن إمامٍ بازِ

في مصر والعراق والحجازِ

15 ويَمَنٍ والشام ذي الآياتِ

فكان من مذهبهم ما يأتي

16 قالوا لنا الإيمان قول وعَمَلْ

يزيدُ بالطاعاتِ يدنو بالزَلَلْ

17 والقول في القرآن ذي البيانِ

فغير مخلوق بلا توانِ

18 وأنّهُ بكاملِ الجهاتِ

كلام ربي منزل الآياتِ

19 والقَدَرُ المحتوم مِن خير وشرّْ

مِن ربنا القدير خالق البَشَرْ

20 وأنّ خير الأمةِ المعصومهْ

بعد النبي شامخ الأرومهْ

21 صِدِّيقها الأتقى رفيق الغارِ

شيخُ المهاجرين والأنصارِ

22 وبعده الفاروق ذو الحَزْمِ الأغرْ

غيظ العِدا والمُلْهَمُ البَرُّ عُمَرْ

23 يليهما عثمان ذو النورينِ

والجود والحياء دون مَيْنِ

24 رابعهمُ الهُمامُ ذو القَدْرِ العلي

ووالد السبطينِ أقضاها عَلي

25 وهؤلاءِ الخلفاءُ الراشدونْ

أئمةُ الدينِ الهداةُ المُهْتَدونْ

26 وأن مَنْ بشرهم نبيُنا

بجنّةِ الخُلدِ كما قد بَيّنَا

27 بأنهم مِن الصّحاب عَشَرَهْ

فهو كما يقول خيرُ البَرَرَهْ

28 ونطلب الرحمةَ للجميعِ

مِن صحبة المُشَفَّع الشفيعِ

29 وما جرى من الخلافِ واشتَهَرْ

بينهمُ نُمسكُ عما قدْ شَجَرْ

30 وأنّ ربنا على العرش استوى

وبائنٌ مِن خَلْقهِ كما حوى

31 كتابُه في وصفه سبحانَهْ

أو وصف مجتباهُ ذي المكانهْ

32 هذا بلا كيفٍ وأنّه لَحقْ

يحيطُ علمُهُ بكلِّ ما خَلَقْ

33 وأنّه السميعُ والبصيرُ

ليسَ لَهُ مثل ولا نظيرُ

34 وأنه جَلَّ يُرى في الآخرهْ

لأهل جنةٍ بعينٍ ناضرهْ

35 يُسمعهم كلامَه كما وَرَد

كما وكيف شاء ربُنا الأحد

36 والنار والجنة حق وهما

مخلوقتان جلّ مَن سواهما

37 لا تفنيان أبدًا والجنَّهْ

ثواب أوليائه ذي المِنّهْ

38 والنار للعاصي عقوبة سِوى

مَن يرحم اللهُ وفضله حوى

39 نؤمن بالصراط والميزانِ

حقًّا وللميزان كفتانِ

40 تُوزَنُ أعمال العباد كلها

حسنها لو دَقّ أو سيئها

41 والحوض حقٌّ والشفاعة هما

لأحمد المحمود رواء الظما

42 وأنَ مِن أمتنا جماعهْ

حتمًا سيخرجون بالشفاعهْ

43 مِن بعد أن يُطهروا بالنارِ

أعاذنا الباري مِن البوارِ

44 حقٌّ عذاب القبر والكِرامُ

الكاتبون ما جنى الأنامُ

45 ومُنكَرٌ ومثلُهُ نكيرُ

والبعثُ بعد الموت والمصيرُ

46 ومَنْ أتى الكبائرَ المشئومةَ

من العباد يدخل المَشيئَةَ

47 لا يُكْفَرَنّ مسلم بذنبِ

سرائرُ العباد عند الربِّ

48 وأنّ فرض الحجِّ والجِهادِ

دومًا مع أئمةِ الرشادِ

49 لا يبطلان ما بقت جماعهْ

مع ولاة الأمر حتى الساعهْ

50 ولا نرى القتال حال الفتنةِ

ولا خروجنا على الأئمةِ

51 لكلِّ مَن ولاه ربي أمرنا

السمع والطاعة مِن جنابنا

52 لا ننزعنَّ يدَنا من طاعهْ

ونَتْبَعُ السُّنّةَ والجماعَهْ

53 نجتنب الشذوذ والخلافا

وفُرقةً تورثنا إتلافا

54 ودفع ما يلزم من سوائمِ

في ذمّةٍ إلى إمامٍ قائمِ

55 والناس مؤمنون في أحكامِهمْ

وإرثِهم، وسرُّهم لربهمْ

56 مَن قال إني مؤمنُ حقًا فهو

مبتدعٌ فالله يدري أمرَهُ

57 أو قال إني مؤمِنٌ عند الإلهْ

فإنه لكاذبٌ فيما ادعاه

58 ومَن يقول مؤمن بالله قدْ

أصاب فيما قال فافهم ما وَرَدْ

59 إيماننا الجازمُ أنّ المُرْجِئَهْ

في بدعة كبيرة بئس الفِئَهْ

60 كذاك قولنا في القَدريّهْ

ومِنهمُ بدعته كفريّهْ

61 بوصفهِ جهلًا لربنا الحنونْ

لا يدري ما يكون قبل أنْ يكونْ

62 وقولنا في الفرقة الجَهْمِيّهْ

فإنهم كفار لا مريّهْ

63 روافضٌ قد رفضوا الإسلاما

أما الذي أشهروا الحساما

64 ومرقوا في الدين كالرميّهْ

فهم خوارجٌ بلا رويّهْ

65 من يدّعي أن كلام القاهِرْ

مخلوقُ فهو بالعظيم كافرْ

66 كفرًا يكون مخرجًا للملةِ

ومَنْ يكنْ ذا فهمِ للمقالةِ

67 وشَكَّ في تكفيرهِ فكافرْ

حَذِّرْ هُديتَ يا أخي وحاذِرْ

68 ومَن يشك في كلام اللهِ

فظلَّ واقفًا بقولٍ واهي

69 لا أدري مخلوقٌ كلام ذي المِنَنْ

أو غير مخلوقٍ فجهميٌّ ومَنْ

70 يكون وقفه لجهلهِ ظَهَرْ

عَلِّمْهُ بَدِّعْهُ ولا تَقُلْ كَفَرْ

71 روى أبو محمد فاسمع وعِ

عن أبِهِ في وسم أهل البدعِ

72 وقيعة منهم لأهل الأثرِ

رغم اتباعهم لخير البشرِ

73 ونبَزت بعضُ الفئاتِ العاصيهْ

أهل الأثرْ جهلًا ببعض التسميهْ

74 فجُعلتْ لِمَنْ غوى علامهْ

سُحقًا لهم وبئست الظُلامهُ

75 "حَشْويّةٌ" بزعم أهل الزندقهْ

كي يُبطلوا آثار طه المشرقهْ

76 والرمي بالتشبيه في الصفاتِ

علامةُ الجهميّةِ العُتاةِ

77 ونبزهم بأنهم "جَبْريّه"

علامة للفرقة القدرية

78 ومَن تدثر بدعة الإرجاءِ

أجارنا المولى من البلاءِ

79 نبزهمُ بقولهِ "مُخالفهْ"

كذاك "نقصانية" بئس السفهْ

80 "نواصبٌ" علامةٌ للرافضهْ

وكلها لهدي ربي رافضهْ

81 وليس لاحِق بأهلِ السنّهْ

سوى اسمها الوحيد ذا لأنهّْ

82 يُحال جمع هذه الأسامي

في حقهم أولي المقام السامي

83 وقد رأيتُ الرازيين يزجُرانْ

عن بدعٍ وأهل زيغٍ يهجرانْ

84 يُغلّطانِ رأيَهم بشدّةِ

لبُعدِ قولِهم عن المَحَجَّةِ

85 ويُنكرانِ وضعهم للكُتُبِ

بالرأي دون مُسكةٍ عن النبي

86 وينهيانِ عن جلوسِ الناسِ

مع صاحب الكلام ذي المِراسِ

87 أو نظرٍ في كتبهِ وقالا

لا يُفلحُ الذي لرأيٍ مالا

88 قال أبو محمد: به أقولْ

قلتُ: كذاك كل أرباب النقولْ

89 والحمد لله على التمامِ

ثم صلاة الله في الختامِ

90 على النبي المصطفى الإمامِ

وآله وصحبه الكرامِ

91 ما سُبِّح المولى وما بدر طلعْ

أو ظل سُنيٌّ يُقارع البدعْ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي