• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الإيمان بالقدر خيره وشره
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    الأمثال الكامنة في القرآن
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (6)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: السميع
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    سفيه لم يجد مسافها
    محمد تبركان
  •  
    ليس من الضروري
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    خطبة: إذا أحبك الله
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    هل الخلافة وسيلة أم غاية؟
    إبراهيم الدميجي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / روافد
علامة باركود

روافد التغيير الثقافي في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب

د. أحمد بن عبدالعزيز الحليبي

المصدر: الدرعية: العددان 18/ 19، جمادى الآخرة - رمضان 1423هـ/ سبتمبر - ديسمبر 2002م
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/1/2011 ميلادي - 5/2/1432 هجري

الزيارات: 34860

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

روافد التغيير الثقافي في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب

 

إنه من المفيد جدًّا لمتابِع مُجرَيات التغيير الثقافي والحضاري في الجزيرة العربية، ابتداءً من مُنتَصَف القرن الثاني الهجري - أن يتفهَّم ما سبقها في مدَّة قرنَين من الزمن أو تزيد قليلاً من دَوَاعٍ للتغيير، سياسية كانت أم اجتماعية أم دينية؛ لأن هذا التفهُّم سيُمَكِّن من التعرُّف على حقائق الأوضاع السيئة التي قامت لها سوق نافِقَة في إقليم نجد في تلك المدَّة.

 

ويمنح هذا المتابِعَ قناعةً بأن الحال كان يتطلَّب تغييرًا سريعًا وشاملاً لتلك الأوضاع التي بلغت حدًّا مُؤسِفًا من الإسفاف بالإنسان والانحطاط به في الجانب الفكري والحضاري، قد يكون أعظم تدهورًا مما بلغه الجانب العقدي؛ إذ إن نتائج الممارَسات العَقَدية الباطلة آنذاك كانت تنعكس بالسلب على التصوُّرات والمفاهيم والقِيَم والنشاط العلمي وطرائق الحياة التي تمثِّل الجانب الفكري والحضاري.

 

إذا كان ذلك مفيدًا للمُتابِع، فإنه من الضروري أن يُدرِك هذه الدواعي بدقَّة وحصافة كلُّ مَن حمل لواء التغيير، وتطلَّع إلى الإصلاح؛ لأنه سيساعده على إنجاز عملية التغيير بحكمة ووعي وأدنى جهد.

 

هذه العملية التي تتمُّ عن طريق التخلُّص من مفاسد تلك الدواعي وإزالتها وإحلال بديل صحيح من المبادئ والقِيَم والمناهج والنُّظُم مكانها، فهل كان محمد بن عبدالوهَّاب الذي حمل هذا اللواء، وقاد سفينة الدعوة إلى الله - تعالى - وتصدَّى للتغيير مبصرًا لهذه الدواعي التي كانت تُحِيط به من كل جانب كأمواج مُتلاطِمة في بحار مظلِمة؟ وهل كان مهيَّأً ذاتيًّا لمواجهة هذه الأوضاع الفاسدة التي كانت مواجهتها من قبيل المغامرة؛ نظرًا لفداحة الأوضاع وتردِّيها إلى درجة مُذهِلة؟ وهل كان مُدرِكًا على أيِّ قدرٍ كانت هذه الدواعي من الفساد؟

 

إن من حقِّ كلِّ مَن يَرقُب حركة التغيير الثقافي في مجتمع الجزيرة العربية التي بدأت أحداثها في المنتصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، ولا تزال جهودها مُتواصِلة في المحافظة على ثمارها الطيبة - أن يَقِفَ على الروافد التي أسهمت بكلِّ فعالية وموضوعية في صياغة هذه الحركة من خلال بناء شخصية محمد بن عبدالوهَّاب وتصوُّراته ونظرته لذلك الواقع السيِّئ من حوله، وتقديره لدرجة فساده وانحرافه، وقناعته بضرورة معالجته؛ فهو الذي حمل لواء الإصلاح، وقاد حركة التغيير التي شملت الجانب الثقافيَّ بكلِّ منظومته؛ لذا فإن هذه الدراسة ستتناول بشيء من التحليل والاستقراء أبرزَ الروافد التي بنتْ شخصيةَ الإمام محمد بن عبدالوهَّاب، وساعدتْه على القيام بعملية التغيير الثقافي في الجزيرة العربية.

 

المبحث الأول: الثقافة الواسعة:

تتنوَّع شخصية الإنسان، فتشمَل جوانب متعدِّدة؛ منها: الجانب الثقافي الذي يحتوي على مجموعة من الصفات الفكرية والقِيَم الخُلُقية التي يتلقَّاها هذا الإنسان منذ ولادته في البيئة التي يعيش فيها، والمحيط الذي يتنقَّل في جَنَبَاته[1]، ولا ريب أن هذه الثقافة تتَّسع وتضيق لسببين: الأول: ذاتي يتَّصل باستعدادات الإنسان وقدراته الشخصية على استيعابٍ أكثر لعناصر الثقافة وإدراكٍ لحقائقها ومَرامِيها، هذه الاستعدادات والقدرات مُتفاوِتة بين الناس من جهة الخِلْقَة، إلاَّ أنها قابلة للصقل والنموِّ، وتُسهِم الموهبة في إظهار هذا التفاوت.

والآخَر: خارجي يتمثَّل في العوامل الاجتماعية المتاحة التي تتعلَّق بتربية هذا الإنسان وتنشئته وتعليمه؛ فإن الإنسان يخضع لتأثيرها في توسيع مَدارِكه وبناء مفاهيمه وترقيته ثقافيًّا.

 

لقد كان محمد بن عبدالوهَّاب على جانب واسع من الثقافة قبل أن يبدأ حركة الإصلاح والتغيير في الدرعية، ويهمَّ على بناء المشروع الحضاري في نجد ثم في الجزيرة العربية بمؤازرةٍ من الأمير محمد بن سعود وابنه عبدالعزيز؛ لأن الحكم بسعة ثقافة محمد بن عبدالوهَّاب في هذه الحقبة من حياته يقتضيه ما نحن بصَدَدِه من توضيح حقيقة التهيُّؤ عنده، واستكشاف درجة الاستعداد التي بلغها إزاء ما عزم القيام به من تغيير شمولي وثقافي لتلك الأوضاع السيئة التي عانت منها نجد في تلك الحقبة، لكن إصدار هذا الحكم يتطلَّب التعرُّف على صفاته الشخصية المؤثِّرة، ودراسة أهمِّ المناهل التي صدَرت منها ثقافته، وأهم مؤثِّراتها على شخصيته.

 

إن مَن يتأمَّل المصادر العلمية التي كُتِبت عن الإمام محمد بن عبدالوهَّاب ينتهي إلى نتيجةٍ مؤكَّدة هي: أن ثقافته - في عبارة مجملة - كانت نتاج مؤهِّلات نفسية عالية، وقدرات ذاتية فائقة، استُثمِرت بورود مناهل متعدِّدة وتلقِّي عناصر متنوِّعة، هذه النتيجة قد يكون ذكرها قبل عرض مقدِّماتها تجاوزًا لقانون المنطق الذي يبدأ بالمقدمات وينتهي إلى النتيجة، إلاَّ أننا بإزاء شموخ هذه الشخصية لا نكون قد تجاوزنا هذا القانون أو تعجَّلنا على القارئ؛ لأننا لا نطرح أمرًا عقليًّا يحتاج إلى هذه الترتيب المنطقي، أو نبحث في أمر غامض يحتاج إلى مزيد إقناع؛ إذ شهرة هذه الشخصية وكثرة ما كُتِب عنها لم تجعل هذه النتيجة من قبيل الغامض الذي يتطلَّب وضوحه مثل هذا التدرج، وإن كانت هذه الشهرة وكثرة الكتابة لا تُعفِينا عن التفصيل الذي يُبرِز لنا أحد الروافد التي أسهمت في بناء هذه الشخصية، وأهَّلتها للاضطلاع بمهمة الإصلاح، والتغيير الثقافي.

 

وإذا ما أُرِيد الحديث عن شخصية محمد بن عبدالوهَّاب الذاتية، نجد أنه قد توافَر فيها الصفات العقلية المؤثِّرة والقدرات الفائقة التي ساعدته على سرعة الفهم وقوة النقد واتِّساع العلم؛ فقد كان حادَّ الفهم، وقَّاد الذهن، سريع الحفظ، فصيحًا فَطِنًا، أظهر منذ نعومة أظافره رغبةً شديدة في طلب العلم، فأدرك من علم التفسير والحديث حظًّا وافرًا، وشرح الله صدره لدراسة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه[2].

 

وأعانه الوضع الاقتصادي لأسرته على صرف جُلِّ وقته في الاطِّلاع على علوم عصره، وأبدى شغفًا عظيمًا باقتناء الكتب مع صِغَر سنه؛ فقد أُثِر عنه أنه كان يكتب في المجلس الواحد كراسًا من غير أن يتعب، فيَحار مَن يراه لسرعة حفظه وسرعة كتابته[3].

 

توافرت له همة عالية، وعزيمة قوية، ونضج مبكر ساعدته مع ما توافَر لديه من حدَّة الذكاء، وتوقُّد الذهن، وقوَّة الحفظ، وفصاحة اللسان، وسرعة الفهم على أن يستثمر مرحلة الطفولة الغضَّة ذات القابلية للبناء الذاتي والتأسيس العلمي والتكوين الفكري دون عبثية أو لهوٍ يُضَيِّعان عليه أسنى فُرَص عمره ونشاط فكره، ويفوِّتان عليه طموحه في طلب العلم[4]، وتوسيع مجالات الدراسة والتحصيل بما يتناسب مع مستواه الذهني وسعة مداركه، متجاوِزًا بذلك ما كان يقتصر عليه آباؤه وأجداده وسائر علماء نجد من علوم ومتون[5].

 

وتعدَّدت المناهل التي استمدَّ منها محمد بن عبدالوهَّاب ثقافته، وأثَّرت بقوَّة في بناء شخصيته، وأسهمت بجلاء في تهذيبها والارتقاء بمَلَكَاتها واستعداداتها، فكان أبرز ما أفاد منها:

1- البيئة العلمية:

ينتمي محمد بن عبدالوهَّاب إلى أسرة مُوغِلة في التحضُّر، هي أسرة آل مشرف التي كانت تقطن بلدة أشيقر إحدى مراكز العلم في نجد في القرنين العاشر والحادي عشر من الهجرة، ومنه انتقلت إلى منطقة العارض بنجد، وكان ممَّا اشتهرت به عنايتها بالعلم الشرعي[6] والفتيا والتعليم.

درج محمد بن عبدالوهَّاب في دوحة هذه الأسرة العلمية العريقة التي كانت تُعنَى بالعلم، وتحتفِي بأهله، وتهيَّأ له جوٌّ أسري مشجِّع على التعلُّم؛ فأسرته كانت تتمتَّع بوضع اقتصادي يسمح لأبنائها بالتفرُّغ لطلب العلم، وبوضع علمي يُساعِد على المضيِّ في التحصيل والمثابرة فيه؛ إذ كَثُر فيها العلماء في زمنٍ قلَّ فيه مَن يُحسِن القراءة والكتابة، منهم جدُّه سليمان بن علي، الذي كانت له في زمانه اليد الطُّولَى في العلم، وانتهتْ إليه في نجد الرئاسة فيه، وضُرِبت إليه آباط الإبل، صنَّف ودرَّس وأفتى.

ووالده عبد الوهَّاب كان عالمًا فقيهًا، ولي القضاء في بلدة العُيَيْنَة ثم في بلدة حُرَيمِلاء، وعمه إبراهيم وابنه عبدالرحمن كانَا عالمين فقيهين، وهكذا بقية أقاربه[7].

 

ارتشف محمد بن عبدالوهَّاب من مناهل هذه البيئة العلمية، وصار يحلو له بعد أن أصبح صبيًّا أن يشهد مجالس العلم التي تنعقد في منزل والده، ويحضرها عددٌ من العلماء الذين يمضون الوقت في جدال فقهي أو نقاش ديني، وأن يراقب هذه المجالس عن كَثَبٍ؛ فيُنصِت لأحاديث القوم وحوارهم[8]، وينتفع بما يسمع ويدرك من علوم تُطرَح وتُناقَش ويُدار فيها الرأي، أو يُتابِع مُجرَيات القضاء؛ فيعلم خفايا بعض القضايا وكثيرًا من الأحكام التي كان ينظر فيها أبوه، ويحكم بها في مجلس القضاء[9].

وبدأ تعلُّمه على يد والده في سنٍّ مبكِّرة من طفولته فلم يبلغ العاشرة من عمره إلا وقد حفظ القرآن الكريم، ثم قرأ عليه الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وكان أبوه يَتَوسَّم فيه خيرًا كثيرًا، ويتعجَّب من فهمه وإدراكه مع صِغَرِ سنِّه، فقد ظلَّ يُواصِل دراسته ومناقشته لوالده في المسائل الفقهية حتى تفوَّق في فهم كثيرٍ منها.

 

يقول والده عنه معبِّرًا عن هذا التفوُّق: إنه استفاد من ولده محمد فوائد من الأحكام[10]، ويقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن موضِّحًا مدَى ما بلغه من فهم قويٍّ لدقائق فقه الإمام أحمد وهو شابٌّ، إنه: "صار يُناظِر أباه وعمَّه في بعض المسائل بالدليل، على بعض الروايات عن الإمام أحمد والوجوه عن الأصحاب، فتخرَّج عليهما في الفقه، وناظَرَهما في مسائل قرأها في "الشرح الكبير" و"المغني" و"الإنصاف"؛ لما فيهما من مخالفة ما في "متن المنتهى" و"الإقناع""[11].

 

وإذا ما قوَّمنا ما حَظِي به الإمام محمد بن عبدالوهَّاب في طفولته من آثار هذه البيئة العلمية المنفردة في ذلك الوَسَط الذي تعجُّ أرجاؤه بالأمِّيَّة والجهل - أدركنا سرَّ تفوُّقه على أترابه من الجيل الذي عاصَرَه في سعة مدراكه وثقافته[12]، وأثر مرحلة الطفولة في ترسيخ الأفكار والمفاهيم، وأن ما تعارَف عليه الناس من أن العلم في الصِّغَر كالنقْش في الحَجَر ملحوظة صحيحة[13].

 

2- رحلاته العلمية:

لم يكتفِ محمد بن عبدالوهَّاب بما تعلَّمه علي يد علماء أسرته، وهو الذي يحمل همَّة عالية تفُوق ما كان ممكنًا تعلُّمه في نجدٍ آنذاك من العلم الشرعي؛ لذا تطلَّعتْ نفسه التي لم ترتوِ بعدُ من العلم، وطموحه الذي لم يقنعه القليل المُتَاح إلى الرحلة ولقيا العلماء ودراسة علوم أخرى لم تكن معهودة عند علماء قومه الذين اقتصروا في الغالب على علم الفقه؛ لذا لجأ إلى الارتحال من أجل الاستزادة في العلم والتوسُّع في فنونه.

فقد ذكرت المصادر معلومات مختَصَرة عن رحلاته العلمية؛ ومن أهمها رحلته العلمية الثانية التي لا بُدَّ من الوقوف عندها؛ نظرًا لما أدَّته من دور مُثْمِر في تكوينه العلمي والفكري والنفسي؛ فهي تُعطِي الدارس لشخصية الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب تصوُّرًا واضحًا ومُتَكامِلاً عن ألوان الثقافات التي نَهَلَ منها، والمصادر التي عرَّفته بأحوال المسلمين، وغذَّت قناعته بضرورة الإصلاح والتغيير بشكلٍ شامل وجريء، في زمن عزَّت فيه شمولية الطرح وجرأة المواجهة في التغيير في معظم بقاع المسلمين[14].

 

بدأ محمد بن عبدالوهَّاب رحلته بالحج إلى بيت الله الحرام، وهي الحجة الثانية بعد حجة الفريضة التي كانت بعد بلوغه مباشرة، ثم عاد بعدها ليُكمِل تعليمه على والده، ويدرس عليه فقه الإمام أحمد[15].

وفي مكة أخذ الحديث من الشيخ عبدالله بن سالم البصري[16]، ثم أقام في المدينة المنورة حينًا، أخذ فيها العلم من الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف النجدي، والشيخ محمد حياة السندي، والشيخ عبداللطيف العفالق الأحسائي، والشيخ محمد العفالق الأحسائي، ثم خرج من المدينة إلى نجد، وقصد البصرة أكثر من مرَّة، وفي رحلته هذه سمع الحديث والفقه من جماعة كثيرين من علمائها؛ منهم الشيخ محمد المجموعي، وقرأ بها النحو وأتقنه، والكثير من كتب اللغة والحديث.

 

ومرَّ في طريق عودته إلى نجد بالأحساء، وكان فيها فحول العلماء في الفقه وأصول الدين، وقد حاوَرَهم وناقَشَهم، ونزل فيها على الشيخ عبدالله بن محمد بن عبداللطيف أحد كبار علماء الأحساء في وقته[17]، وأَخَذ منه وتدارَس معه بعض المسائل العلمية وناظَرَه، والتقى فيها مع الشيخ عبدالله بن محمد بن فيروز، وسُرَّ بما وجد عنده من كتب شيخ الإسلام بن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم[18].

 

ولا ريب أن الرحلات العلمية التي قام بها محمد بن عبدالوهَّاب كانت على جانب كبير من الأهمية في حياته، وأن أثرها على تكوين شخصيته الثقافية كان واضحًا فيما يلي:

• زيادة معرفته الدينية: تهيَّأ لمحمد بن عبدالوهَّاب في هذه الرحلات مناخ تعليمي مختلف عمَّا أَلِفَه في مسقط رأسه العُيَيْنَة من الاقتصار على الفقه الحنبلي، ووجد ضالَّته في تنوُّع العلوم وكثرة العلماء وتعدُّد الحلقات العلمية، ولا سيَّما في المسجد النبوي بالمدينة المنورة؛ حيث يكثر العلماء، وتتبايَن مشاربهم وأنواع علومهم، فكانت فرصة سانحة للتسلُّح بالعلم النافع، ويختار ما ينفعه من فنونه؛ لذا كانت المدة التي قضاها في المدينة ذات تأثير علمي عميق في نفسه؛ لأن المدينة آنذاك كانت ملتقى العلماء وطلاب العلم من مختلف أقطار العالم الإسلامي، ومكانًا مهيَّأً بأنواع العلوم والمعارف؛ مما حفَّزَه على الدراسة في حِلَق العلم المختلفة، والاطِّلاع على كتب العلم المتوافرة[19]، وفعلاً حصل الشيخ محمد فيها على بغيته العلمية، وحاز من علمائها على عدد من إجازاتهم في كتب متنوِّعة.

 

ذكر حفيده الشيخ سليمان بن عبدالله أن جدَّه الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب: "أجازه كلٌّ من الشيخ علي أفندي الداغستاني، وعبدالله بن إبراهيم بن يوسف النجدي، وعبداللطيف العفالق الأحسائي، في كلِّ ما حَوَاه ثَبَتُ الشيخ عبد الباقي أبي المواهب الحنبلي قراءةً وتعلُّمًا وتعليمًا من "صحيح البخاري" بسنده إلى مؤلفه، و"صحيح مسلم" بسنده إلى مؤلفه، وشروح كلٍّ منهما، و"سنن الترمذي" بسنده، و"سنن أبي داود" بسنده، و"سنن ابن ماجه" بسنده، و"سنن النسائي الكبرى" بسنده، و"سنن الدارمي" ومؤلفاته بالسند، وسلسلة العربية عن أبي الأسود عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكتب النووي كلها، و"ألفية العراقي"، و"الترغيب والترهيب"، و"الخلاصة"؛ لابن مالك، و"سيرة ابن هشام" وسائر كتبه، ومؤلفات ابن حجر العسقلاني، وكتب القاضي عياض، وكتب القراءات، وكتاب "الغنية"؛ لعبدالقادر الجيلي، وكتاب "القاموس" بالسند إلى مؤلفه، و"مسند الشافعي"، و"موطأ مالك"، و"مسند الإمام أحمد"، و"مسند أبي داود"، ومعاجم الطبراني، وكتب السيوطي، وفقه الحنابلة وسلسلتها وأصولهم"[20]، وقد أجازَه الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف من طريقين في الحديث[21].

أضف إلى هذا أنه تيسَّر له في رحلاته أن يبحث مع فحول العلماء بعض المسائل ويناقشهم فيها، كما حدث له ذلك في الأحساء بحضور عددٍ من مشايخها في مسائل الاعتقاد، وناظَر فيها[22]؛ مما قوَّى من شخصيته العلمية، ووسَّع آفاقَه الذهنية، وزاد من حصيلته الثقافية.

 

• بناء قناعة ذاتية راسخة بالحاجة إلى التغيير والإصلاح: لا ريب أن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب قد استفاد من رحلاته العلمية التي طافَ فيها عددًا من أمصار المسلمين القريبة من إقليم نجد بصيرةً بواقع الحال، ورأى أثناء تنقُّله بين البلدان التي زارها أوضاعًا مشابهة لما كان يتألم من مَرْآه في العارض من مظاهر الشرك والابتداع في الدين، واكتسب بذلك حصانةً فكرية من هذه الأوضار؛ لأن هذه الرحلات كشفت له حقائقها، وجلَّت له أغراض معظِّميها من الجهلة والأفَّاكين والمنتَفِعين، وأبانت له مجافاتها للدين، ولا يمكن أن يكتسب مثل هذا مَن كان قد أَلِفَها، ونشأ على إجلالها، وظن أنها من شعائر الدين، ولم يرَ مَن ينكرها، وقد راج الجهل وانطمست البصيرة.

 

بل إنه ازداد قناعةً بأهمية التغيير وضرورته على ما كان قد "تحقق له من معرفة التوحيد ومعرفة نواقضه وما وقع فيه كثيرٌ من الناس من هذه البدع المضلَّة قبل رحلته هذه، وصار يُنكِر هذه الأشياء، واستحسن الناس ما يقول، لكن لم ينهوا عمَّا فعل الجاهلون، ولم يزيلوا ما أحدث المبتدعون، ولما رأى أنه لا يغني القول، ولم يتلقَّ الرؤساء الحق بالقول"[23] والفعل، تجهَّز لرحلته؛ نظرًا إلى أن الإصرار على التغيير يتطلَّب مزيدًا من العلم والتشاور مع العلماء والاستفادة من تجاربهم في الدعوة والإصلاح.

 

• توسيع مداركه ومعرفته بأحوال الناس وفهمه لما آل إليه واقع المسلمين[24]: أسهمت هذه الرحلات التي استغرقت قريبًا من عشرين سنة من فترة شبابه (ما بين عام 1127 هـ إلى عام 1147 هـ تقريبًا) في إتمام نضجه، وتوسيع ثقافته، واستيعاب كثيرٍ من التجارِب والمشاهدات أثناء تطوافه وتنقُّله من مصرٍ إلى آخر واتِّصاله بعلمائها ومُدَارسته معهم لقضايا المسلمين وشؤونهم، فاطَّلع على الانحراف الديني الذي عانى منه العالم الإسلامي، فكان ممَّا أثَّر في نفسه كثيرًا، وأصابها بالحسرة والألم ما رآه في نجدٍ وفي الأمصار الأخرى التي ارتحل إليها من شِرْكيَّات وبِدَع لا تتَّفق مع ما يؤمن به من التوحيد الخالص، ولا تنسجم مع روح الإسلام الصحيحة والوحدانية السليمة التي جاء بها الإسلام[25].

 

أدرك محمد بن عبدالوهَّاب بعد فراغه من جولاته العلمية ودراساته الواسعة والمديدة - أن هناك قدرًا من التشابه في مظاهر الانحراف العَقَدي والفكري التي شاهدها في كثيرٍ من البلدان التي زارها، وأن الإسلام مهدَّد بالاضمحلال لما تطرَّق إلى أسسه وأصوله من بِدَع ولوثَات أخفتْ حقيقة الدين الإسلامي الصحيحة، وتطابَق رأيه مع آراء بعض العلماء الذين لقيهم بأن هذه المظاهر بعيدة عن الإسلام، منافية للكتاب والسنة؛ فتولَّدت عنده فكرة لزوم تطهير الدين الحنيف من سفاسف العابثين بقواعده وتعاليمه، وضرورة إرجاعه إلى صفائه ونقاوته[26].

 

وعاد محمد بن عبدالوهَّاب من رحلاته بأفكار وتصوُّرات جديدة كانت وليدة هذه الرحلات الطويلة والشاقَّة إلى حواضر العلم في الجزيرة العربية، ونتيجة لدراسته لمشكلات المسلمين الدينية والدنيوية عن قرب، واطِّلاعه بنفسه على تيارات الفقه والتصوُّف والفلسفة وعلم الكلام التي كانت تموج بها الجزيرة العربية، وقد صقلت بحقٍّ هذه الأسفارُ تفكيرَ الشيخ، وأمدَّته بثقافة واسعة، تجلَّت معالمها أثناء شرحه لأهداف دعوته، وردِّه على منتقديها[27].

و"وسعت من أُفُقِه، ونبَّهته إلى الأخطاء الشائعة في العالم الإسلامي، وجعلته يصمِّم على القيام بدعوته الإصلاحية، فوق ما استفاد فيها من الدراسات العلمية والتلقِّي عن مشاهير العلماء في مختَلف العواصم الإسلامية"[28] التي رحل إليها.

 

3- العلماء الذين اتَّصل بهم:

استفاد محمد بن عبدالوهَّاب من هؤلاء العلماء الذين لقيهم في التزوُّد لدعوته، ومن مناهجهم العلمية وتجاربهم في الدعوة ثقةً في طريق سيره إلى التغيير، وكان لبعضهم تأثيرٌ خاص على شخصيته، ولا سيَّما على جانبها الفكري، منهم:

• الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف النجدي: ينتمي إلى إحدى أُسَر المجمعة في سدير، ارتحل إلى المدينة مع أبيه واستقرَّ بها، كان عالمًا في الفقه الحنبلي والحديث الشريف، لازَمَه الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، وأخذ عنه قدرًا كبيرًا من العلم، تأثَّر به في تكوين شخصيته، والتقى معه في أفكاره حول عقيدة التوحيد، والحاجة إلى الإصلاح، وعدم الرضى بما عليه بعض أهل نجد من الشرك وتعظيم القبور والأوثان، واتَّفق معه على ضرورة التغيير لهذه الأوضاع الدينية السيئة عن طريق التعليم، يدلُّ عليه ما ذكره ابن بشر في "تاريخه": قال الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب: كنت عنده يومًا، فقال لي: أتريد أن أريك سلاحًا أعددته للمجمعة؟ قلت: نعم، فأدخَلَني منزلاً فيه كتب كثيرة، فقال: هذا الذي أعددنا لها، وهو الذي عرَّفه بالشيخ محمد حياة السندي، وأوصى الشيخ به خيرًا، ممتَدِحًا فطنته ومواهبه وتفهُّمه الصحيح لتعاليم الإسلام[29].

وكان من المعجَبِين بشيخ الإسلام ابن تيميَّة الذي عُرِف بفكره الأصيل وعلمه الواسع، وقطعًا أنه شجَّع تلميذه محمد بن عبدالوهَّاب على مواصلة قراءة مؤلفاته والانتفاع بعلمه[30].

 

• الشيخ محمد حياة السندي: أحد علماء الحديث، كان يتمتَّع بعقل نيِّر، وشخصية مستقلَّة في الفهم، وحسٍّ مُرهَف تجاه ما رُزِئت به الأمة الإسلامية في ذلك الزمن من أدواء في عقيدتها ومنهجها العلمي، وغيرة شديدة على عقيدتها ونقائها.

لازَمَه محمد بن عبدالوهَّاب واستفاد منه في منهجه الإصلاحي، أعطاه من وقته وعنايته حظًّا أوفر بعد أن رأى فيه قوةً وذكاءً ومضاءَ عزيمةٍ وعلوَّ نفسٍ، ورَسَم له طريق العلم الصحيح، محذِّرًا له من الخلود إلى منهج التقليد الذي سلكه غالب علماء ذلك العصر، وكان سببًا في جمود الفكر، وبطء حركة العلم وتوقُّف الاجتهاد، وعلَّمه المنهج الصحيح في طلب العلم، وكيف يسير في طريق الدعوة إلى الله - تعالى[31].

قال عنه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن: "كان له أكبر الأثر في توجيه الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب إلى إخلاصِ توحيدِ عبادةِ الله، والتخلُّص من رقِّ التقليد الأعمى، والاشتغال بالكتاب والسنة"[32].

لقد كان انعكاس هذا التوجيه قناعةً راسخة عنده بدأت تظهر دلائلها في المدينة المنورة حينما امتعض تلك الممارسات الشركية التي كانت تُفعَل عند قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعاء واستغاثة به، يدلُّ له ما ذكره ابن بشر في "تاريخه": "أن الشيخ محمد وقف يومًا عند الحجرة النبوية عند أناس يدعون ويستغيثون عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فرآه الشيخ محمد - حياة السندي - فأتى إليه، وقال: ما تقول؟ قال: إن هؤلاء متبَّر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون"[33].

واتَّجهت هذه الدلائل على قناعته تلك إلى تنفيذ وعمل أثناء طلبه للعلم في البصرة بعد ارتحاله إليها من المدينة.

 

• الشيخ محمد المجموعي: عالم جليل من أهل المجموعة: قرية من قرى البصرة، قرأ عليه الشيخ في عدة علوم، وزاد بالاتِّصال به بصيرةً وإدراكًا لواقع الحال؛ لما وجد عنده من فهم ووعي لما قد حدث في الأمة من انحراف عَقَدي، وتأييد على إنكار ما ظهر في مجتمعات المسلمين من شرك وابتداع في الدين، واستحسان لما انتهى إليه من قناعة بضرورة الدعوة إلى الله - تعالى - وإصلاح لتلك الأوضاع المؤسِفة[34].

 

4- القراءة الواسعة والعميقة:

هي زاد أصحاب الهمم العالية ممَّن سلَكُوا طريق الإصلاح والتغيير تترجَّح حاجتهم إليه على قدر حاجتهم إلى زاد الجسم من الطعام؛ لأنه غذاء الروح والعقل، الذي يعود إليه صلاح الإنسان ونور عقله واستقامة أحواله.

 

واصَل محمد بن عبدالوهَّاب بعد عودته من رحلة الحج الأولى إلى العُيَيْنَة تعلُّمه على يد والده فقه الإمام أحمد، وكان آنذاك صغير السن قد تجاوَز الثانية عشرة من عمره بقليل، ولا ريب أن هذا السن بداية مرحلة الشباب التي هي من أهم مراحل بناء الشخصية العلمية المستقلَّة في عمر الإنسان المسلم، هذا البناء الذي يتطلَّب مزيدًا من المثابرة والجهد في الإلمام بحصيلة كبيرة من العلم الشرعي؛ فقد اغتنم محمد بن عبدالوهَّاب هذه المرحلة فانكبَّ - كما يذكر الشيخ حسين بن غنام - على صِغَر سنِّه على مطالعة كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، فشرح الله صدره بمعرفة التوحيد ومعرفة نواقضه التي تضلُّ عن سبيله[35].

 

وساعَدَه على الانتفاع من القراءة ما كان يتمتَّع به من ذهن صافٍ، وفهم عميق، وذكاء نادر، كان ينفذ بذهنه وعقله إلى ما وراء النصوص، ويميِّز به بين الحق والبهرج، فأُعجِب بكتب ابن تيميَّة وابن القيِّم، ومال إليها[36]، وتأثَّر بها في منهجه التغييري.

 

كانت قراءته في العُيَيْنَة تمثِّل المرحلة الأولى من قراءاته الواسعة، عُنِيت ببناء الذات، ومحاولة الارتقاء بها عن طريق التزوُّد من المعارف المختلفة، فهذه القراءة لا تعدو ذلك وإن بدتْ على هذا الشابِّ المثقَّف علامات النضوج الفكري في وقتٍ مبكِّر، وتفتَّق عنها فهمٌ حرَّك في نفسه لَوْعَة الغَيْرَة على جانب التوحيد ونقائه: "فأخذ ينكر تلك البِدَع المستحدَثة من الشرك الذي كان قد فشَا في نواحٍ من نجد بعد أن تبيَّن له مناقضتها للتوحيد الخالص، إلاَّ أن هذا الشاب لا يزال غضًّا يصعب عليه التغيير، ويحتاج إلى زيادة تسلُّح بالعلم لمواجهة المتشبِّثين بهذه البدع؛ لذا رأى أن الأمر لم يتمَّ له على ما كان يريد، فرحل في طلب العلم إلى ما يليه من الأمصار، حتى بلغ فيه شأوًا فاقَ فيه شيوخه"[37].

بعد عودته من هذه الرحلة العلمية المضنية استقرَّ في بلدة حُرَيمِلاء التي انتقل إليها والده، وواصل فيها قراءته للكتب العلمية المختلفة.

فقد ذكر عنه الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف أنه بعد عودته كان "يخلو بنفسه، ويعكف على دراسة الكتاب والسنة وتفاسير علماء السلف الأجلاَّء وشروحهم للحديث والسنة، وذلك بتدبُّر وإمعان، فبلغ الغاية القُصوَى والطريقة المُثلَى في معرفة معاني الكتاب والسنة واستنباط ما فيها من الأسرار الشرعية والأحكام الدينية، وأكبَّ معهما على مطالعة مؤلَّفات شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيميَّة ومؤلفات تلميذه محمد ابن قيِّم الجوزية، وكَثُر منه وهو مقيم في حُرَيمِلاء الإنكارُ للبِدَع والشِّرْكيَّات الموجودة في حُرَيمِلاء والمنتشرة في ذلك الزمن بنجد"[38].

 

ولعل أبرز ما استفاده من كثرة قراءته ما يلي:

1- معرفته لحقيقة حال كثيرٍ من الناس وما هم عليه من الضلال، وتمييزه بين التوحيد الصحيح ونواقضه من الشرك العظيم الذي وقع فيه هؤلاء[39].

يقول حفيده الشيخ عبدالرحمن بن حسن مبيِّنًا أثر القراءة في تأسيس وعي الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، وإدراكه لواقع الحال الذي عليه بعض أهل نجد في ذلك الزمن: "إنه في ابتداء طلبه للعلم وتحصيله في فن الفقه وغيره لم يتبيَّن له الضلال الذي كان الناس عليه من عبادة غير الله: من جن أو غائب أو طاغوت أو شجر أو حجر أو غير ذلك، ثم إن الله جعل له نهمة في مطالعة كتب التفسير والحديث، وتبيَّن له من معاني الآيات المُحْكَمات والأحاديث الصحيحة أن هذا الذي وقع فيه الناس من هذا الشرك أنه الشرك الذي بعث الله لأجله رسلَه، وأنزل كتبَه بالنهي عنه، وأنه الشرك الذي لا يغفره الله لِمَن لم يتب منه"[40].

 

2- وضوح رؤيته للحق ورسوخ نزعته إلى الإصلاح، فقد منحتْه قراءتُه الواسعة في كتب التفسير والحديث وسيرة السلف الصالح، ووقوفه على الدليل من الكتاب والسنة وضوحًا في الرؤية، وتمسُّكًا بالحق، وصلابةً في الدعوة، وصمودًا في المحنة، وصبرًا على الأذى، ورسوخًا في نزعته إلى الإصلاح والتغيير[41].

فلولا هذه المحصلة من الثقافة الشرعية الواسعة لَمَا استطاع الثبات في وجه التحدِّيات والمصاعب التي لقيها أثناء مباشرته للدعوة في ميدان العمل والتغيير.

 

نعم، تمكَّن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب من خلال هذه الروافد المتعدِّدة أن يُلِمَّ بثقافة عصره، وأن يوسِّع مصادر علومه ومعارفه، وأن يكتسب خبرةً ودرايةً في مجال الدعوة والإصلاح، محقِّقًا بذلك لنفسه ثقافة ذاتية تولَّدت عنها قناعته بأنه: لا مخرج من الأوضاع السلبية السائدة إلا عن طريق التغيير؛ لأن الاستمرار على هذه الأوضاع يعني الاضمحلال والهلاك.

يقول الأستاذ رفيق العجم: إن تثقُّفَ الشيخ من عدَّة مناهل ومعاينته أوضاع المسلمين في عدَّة أماكن جعله يندفع بدعوةٍ تمثِّل ضميرَ الأمة، ويطرح فكرًا ينطوي على الخلاص والتجديد في قضاياها[42].

فكانت هذه الثقافة الواسعة المستمَدَّة من الكتاب والسنة أحد المؤهِّلات التي حرص الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب على حيازتها استعدادًا للنهوض بحركته التغييرية الإصلاحية في نجد والجزيرة العربية، وكانت عدَّته التي تأهَّب بها لمواجهة كلِّ الصعوبات.

يقول الشيخ ابن بدران: "ولمَّا امتلأ وَطْبُه من الآثار وعلم السنة، وبرع في مذهب الإمام أحمد أخذ ينصر الحق، ويحارب البِدَع، ويُقاوِم ما أدخله الجاهلون في هذا الدين الحنيف والشريعة السمحاء"[43].

 

المبحث الثاني: الاستثمار الأمثل للعقل في فهم دلالة النصوص الشرعية:

نشأ محمد بن عبدالوهَّاب في أجواء من الانغلاق الفكري والجمود العلمي، كانت تُهَيمِن بمناخها على مسيرة الحياة العلمية وطرائق التفكير في نجد آنذاك؛ وقد تأثَّر لِدَاته بهذا المناخ، فنشؤوا فقهاء تقليديين متمسِّكين بحرفية النصوص، لا يتجاوزونها استقلالاً إلى الأخْذ مباشرة من دلالة الكتاب والسنة، لكن محمد بن عبدالوهَّاب الذي بدأ حياته العلمية على وفق هذا النمط المتوارَث[44] استطاع أن يفلت من أغلالها وأثقالها بعد أن أحاطته عناية الله - تعالى - وأبصر بنور عقله، وأدرك بثاقب نظره، واستفاد من حصيلة ما تعلَّمه وفهم مَن لقيه من علماء الأمصار أن هذا الانغلاق الفكري والجمود العلمي تعطيلٌ لمنحة العقل التي تفضَّل بها الله - تعالى - على خلقه، وإعاقة لحركة العلم نحو محاربة الجهل والخرافات والأباطيل؛ لذا تميَّز على أقرانه، بل فاقَ بعض مَن تعلَّم عليه بالتفكير المنضبط والعقلية المستقلَّة والبصيرة الواسعة[45].

"وبلغ - كما يذكر الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ - الغاية القُصوَى والطريقة المُثْلَى في معرفة معاني الكتاب والسنة واستنباط ما فيهما من الأسرار الشرعية والأحكام الدينية"[46].

وقد بدأتْ تتبيَّن ملامح هذا التميُّز في مرحلة شبابه، ونضجت مع استكماله للطلب، وتجلَّت في أعماله الإصلاحية التغييرية.

 

لقد كان هذا التحوُّل في ملامح شخصية محمد بن عبدالوهَّاب رافدًا قويًّا في حركته التغييرية لأوضاع الركود الفكري والجمود على إرث الماضي، والانسياق مع مسار التقليد، وتعطيل العقل عن وظيفة النظر والفهم والاستدلال التي خُلِق لها، وهو حينما دعا إلى تحرير الفكر، وأعلن حربًا لا هَوادَة فيها على المقلِّدين والخرافيين، إنما أراد من ذلك تحرير عقلية زمانه من ربقة البدعة التي صاغتها صياغة خرافية، وأسلمتها إلى قبول تلك الانحرافات العقدية[47].

 

وقد تصدَّى لهؤلاء وصَمَد أمامهم، مُعلِنًا أن دلالة الكتاب والسنة ظاهرة في احترام العقل، ومحاربة الخرافات، وأن باب الاجتهاد مفتوح أمام كلِّ مقتَدِر، ومندِّدًا بكلِّ المظاهر الشركية والبدعية الشائعة في عصره، ومبيِّنًا وجهَ مخالفتها لتعاليم الإسلام، وهو إنما عمد إلى هذا المنهج لأنه يدرك أن قفل باب الاجتهاد سيؤدِّي إلى تجميد الفكر وكَبْتِ الاستنتاج، وأن عدم إنكار هذه المظاهر وتسفيه معظِّميها سيدفع العامة إلى الاعتقاد في الخرافات، وتقبُّل البدع، وتلقُّف الضلالات في سرعة ويُسْرٍ، ثم لا تلبث هذه الخرافات وتلك البِدَع أن تصبح تقليدًا وعرفًا، ثم لا يلبث التقليد والعرف أن يتحوَّلاَ إلى عقيدة أو إلى ما يشبه العقيدة[48].

 

إنه لا يؤمن على مَن يمشي مكبًّا على وجهه، ليس له هادٍ من الشرع يهديه، ولا مُسْكَة من عقل يبصر بها - أن يقع فيما وقع فيه غيره من المفتونين بهذه المظاهر وتلك البِدَع والخرافات، صحيحٌ أن الهدف الرئيس لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب هو تصفية التوحيد من الشرك وتنقية العبادة من البدعة، والعودة بالمجتمع إلى الإسلام، إلاَّ أنه كان يُدرِك أن هذا الأمر لن يتحقَّق عن طريق التقليد المحض والجمود على الموروث، والاستمرار في الجهل وتعطيل العقل عن حقِّه في إدراك دلالة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة، وكان يرجو أن يستنير فكر الإنسان في بلاده بأنوار العلم، وأن يرتقي به عن الاستسلام للخرافة والأباطيل، ولا ريب أن ذلك كان يتطلَّب من الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب مزيدًا من الجهد وهو يحاول تخليص العقل من غلِّ الجمود الذي استسلم له المنتسِبون إلى العلم، وتطوير العقل من الركود على إجلال عادات القبيلة وأعراف البداوة التي تمثَّلت بشكلها الفطري[49] والساذج في الغالبية من سكان نجد؛ فإنه في ظل ركود العلم، والإعراض عن النظر في آيات الله، والفهم، لا مندوحة لمثل هؤلاء - ولاسيما العامة - عن تقليد الرؤساء والسادة، والجمود على علوم الماضين؛ إذ يصعب على مثلهم الانتقال عن المألوف والعادة[50].

 

أراد الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب من النهج الذي سلكه في تحرير الفكر والارتقاء به، أن يدلف من خلاله إلى تجديد العقل الإسلامي وتطويره في نطاق دائرة القرآن والسنة، وأن يقرِّر بأن التفكير في حدود الإسلام مباح، بل لازم مفروض[51]، لا في ظل الانطلاق بالعقل دون التقيُّد بالنصِّ الصحيح؛ إذ لا يُؤمَن عليه حينئذ من الزَّلَل والوقوع في الخطأ، فقد أثبت الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب بمنهجه هذا أنه: "مجدِّد من الطراز الأول، وخيرُ خَلَفٍ للإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية، وكأسلافه فقد نبذ بشدَّةٍ المذاهبَ العقلية للفلاسفة والمعتزلة، وأصرَّ على أن القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة يجب أن يُقبَلاَ، ويُعمَل بهما حسب معانيهما الحرفية السهلة دون جدال، وتبعًا لذلك فقد أكَّد الأهمية العظمى لنصوص القرآن السهلة غير منمَّقة بالتفسيرات الغامضة وشروح التفسيرات التي هي عُرْضَة للخطأ ضرورةً؛ إذ إنها من أصل بشري"[52].

 

وأراد أيضًا أن يُقبِل العقل على القرآن الكريم والسنة المطهَّرة متدبِّرًا ومتفقِّهًا ومتلقِّيًا ومعظِّمًا لهما، ومقدِّمًا دلالتهما على سائر الأقوال، فإن العقل كما يقول سيد قطب: "ليس منفيًّا ولا مطرودًا ولا مهملاً في مجال التلقِّي عن الوحي، وفهم ما يتلقَّى، وإدراك ما من شأنه أن يدركه، مع التسليم بما هو خارج عن مجاله، ولكنه كذلك ليس هو الحكم الأخير، وما دام النص محكمًا فالمدلول الصريح للنصِّ من غير تأويل هو الحكم، وعلى العقل أن يتلقى مقرَّراته هو من مدلول هذا النص الصريح، ويقيِّم منهجه على أساسه"[53].

 

إن ابن عبدالوهَّاب - بمسلكه هذا - رفع من قدر العقل الذي هو مناط التكليف، وإليه يتَّجه دليل السمع، ونفَخ من جديد روح تعظيم النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في نفوس الناس[54]، وأكَّد تبَعِية العقل لهما، "وجعل العقل سائرًا وراء النقل يعزِّزه ويقوِّيه، ولا يستقلُّ بالاستدلال عنه، بل يُقَرِّب فهم معاني النصوص"[55]، ويوضحها.

 

ولعلنا ندرك قيمة هذا المسلك وفعاليته إذا تصوَّرنا الحاجة الماسَّة إليه في تلك الفترة الزمنية التي "فشا فيها الجهل بالنصوص الشرعية، وجمد فيها الفقهاء على مختَصَرات في الفقه خالية في الغالب من الدليل أو التعليل، وبالَغ الناس في تعظيم هذه المختَصَرات، وتقليد مؤلِّفيها من المتأخِّرين في كلِّ مذهب حتى صار لا يُؤخَذ الحكم الشرعي إلا منها، ولا يُقبَل إلاَّ ما وافَقَها، وما عداه فيُرفَض ويُردُّ على صاحبه"[56].

 

إن محمد بن عبدالوهَّاب دعا إلى الانتفاع بالعقل بدلاً من تعطيله، وهذا الانتفاع لا يكون مأمونًا من الخطأ إلا إذا كان مُنْقَادًا للنقل الصحيح غير مؤوِّل له، والعلة تعود إلى أن العقل اجتهاد وتجريب، وكل اجتهاد وتجريب عرضة للخطأ، بخلاف النص الصحيح فإنه يقين لأنه وحي... إذًا لا بُدَّ أن يكون العقل شاهدًا على التصديق والإذعان، لا ناقضًا ولا رافضًا ولا مؤوِّلاً لما اشتمل عليه القرآن والسنة الصحيحة[57]؛ لذا فإنه "لا سبيل - عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب ومن قبله من علماء السلف - إلى معرفة العقيدة والأحكام وكلِّ ما يتَّصل بها إجمالاً وتفصيلاً، واعتقادًا واستدلالاً - إلا من القرآن والسنة المبيِّنة له، والسير في مسارهما، فما يقرِّره القرآن وما تشرحه السنة مقبول لا يصحُّ ردُّه، وردُّه خلع للربقة، فليس للعقل سلطان في تأويل القرآن وتفسيره أو تخريجه إلا بالقدر الذي تؤدِّي إليه العبارات، وما تضافرت عليه الأخبار، وإذا كان للعقل سلطان بعد ذلك فهو في التصديق والإذعان، وبيان تقريب المنقول من المعقول، وعدم المنافرة بينهما، فالعقل يكون شاهدًا، ولا يكون حاكمًا، ويكون مقرِّرًا مؤيِّدًا، ولا يكون ناقضًا ولا رافضًا، ويكون موضِّحًا لما اشتمل عليه القرآن من الأدلة"[58] والمعاني، لا متجاهلاً لها، ولا محمِّلاً لها على ما لا تحمله معانيه؛ لذا يمكن القول: "إن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب كان في منهجه العَقَديِّ متمسِّكًا بمحضِ القرآن والسنة، لا يخوض فيهما بالتأويل والفلسفة، ولا يدخلهما في عقيدته"[59].

 

لقد ضلَّت طوائف من المسلمين بسبب سوء التأويل لمعاني القرآن والسنة، واتخاذهم العقل أصلاً في التفسير مقدمًا على الشرع، فإذا ظهر تعارض بينهما أوَّلوا النص إلى ما يُوافِق مقتضى العقل، وحادُوا عن التأويل الصحيح القائم على إيضاح المقصود من اللفظ دون تكلُّفٍ يؤدِّي إلى صرف اللفظ إلى معنى غير مقصود أو معنى باطن، وعلى الاحتكام إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مكتفين بها، وتطويح المفاهيم العقلية لها[60].

 

إن محمد بن عبدالوهَّاب رأى أن استثمار العقل في فهم دلالة القرآن والسنة يكون في نطاق هذا التأويل الصحيح، "وأن الأسلوب الأمثل في فهم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هو أسلوب العقل العربي الذي نزل القرآن بلغته، فما عرف العرب في فهم آية أو حديث طريقًا غير طريق الدلالات اللفظية للكلمات، دون تحليل الكلمات وتشريحها والنظر إليها من جميع الزوايا، وفي كلِّ الصور والأشكال، مفردة ومركَّبة... وما وقع في وهم عربي في صدر الإسلام أن لمعاني القرآن الكريم ظاهرًا وباطنًا، وأن الظاهر يُراد به عامة الناس، أمَّا الباطن فهو لخاصَّتهم... ومن ثَمَّ يكون للعامَّة حساب في الأحكام والتشريع، وللخاصة حساب خاص في الأحكام والتكاليف... وما وقع في فهم عربي خالص العروبة شيء من هذا، وإنما حدث ذلك حين امتدَّ ظلُّ الإسلام إلى آفاق فارس والروم فاحتكَّت العقول الجديدة بما فيها من موروثات العقائد المختلفة بالدين الإسلامي، وأثارت في سمائه الصافية كثيرًا من غيوم الشك وسُحُب الضلال... إن القرآن في الذروة من الفصاحة والبيان، لا يضلُّ فيه عقل، ولا يضطرب عنده رأي"[61].

 

قال - تعالى -: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ [الزمر: 28]، وقال - تعالى -: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1]، وقال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾ [القمر: 17].

فكم كانت آيات القرآن متتابِعة في الدعوة إلى التعقُّل والتفكُّر والتبصُّر والتدبُّر والاعتبار؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الرعد: 4]، وقال - تعالى -: ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وقال - تعالى -: ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].

 

وكم كانت آيات القرآن مقنعة، لا تستمدُّ قوَّتها في مخاطبة العقل وإقناعه من سلطة الوحي وحدها، وإنما يستمدُّها من مجموعة البراهين المنطقية المصحوبة بقوَّة الإقناع التي لا نجدها في غيرها من البراهين[62]، فقد احترم القرآن العقل، وربَّاه على الاحتكام إلى الدليل والحجة، وأتاح لمداركه مجالاً واسعًا شمل كلَّ مظاهر الخلق، ووضع حدًّا للعقل في تلقِّي معطيات الوحي من العقائد وفهمها؛ بحيث يتبعه ولا يستقلُّ عنه، واستهدف بذلك عصمته من أن يعصف به التيار العقلاني الذي بالَغ في العقل إلى حدٍّ كبير، وجعل له الأثر البالغ في كلِّ شيء إلى درجة أنه عمد إلى تأويل كثيرٍ من نصوص القرآن إذا تعارضت في ظاهرها مع نظر العقل[63]، وانتهى إلى تعطيل صفات الله بحجة عدم إدراك العقل لها، وحمايته من أن يقع فريسة النظرة السطحية الخرافية[64] التي أدَّت إلى الفتنة بالقبور، وتقديس الأولياء والجُهَّال، أو استهواء الشبهة الذي أدَّى إلى تحريفِ النصوص إلى غير مدلولها، أو تأثير الهوى الذي غالبًا ما يهوي بعقل الغافل عن القرآن في درَكٍ من الضلالة والبدعة والخرافة لا يُعلَم مداه.

 

لقد أنكر محمد بن عبدالوهَّاب الجمود على متون العلماء السابقين والقناعة بتكرارها، وتبرَّأ من مسالك التقديس للأولياء والتبرُّك بالقبور وتعظيمها، ورأى أن ذلك ناشئ عن تعطيل العقل لوظيفته في الفهم والتجديد والإبداع التي فرضها القرآن، والاستسلام لمجرَّد الظن والتقليد، وأخذ يحثُّ في دعوته من خلال مواعظه ورسائله ومؤلفاته ودروسه على ضرورة استثمار العقل في معرفة معاني النصوص الشرعية ومدلولاتها وصولاً إلى التصديق والإذعان القائمَين على الإدراك واليقين، ولا سيَّما في المعتقدات والتصوُّرات؛ فأحدَث - كما يرى الدكتور عبدالله بن محمد العجلان - بذلك حركةً فكريةً عظيمةً في نجد ذات أصول شرعية ثابتة[65]، كانت - كما يرى الدكتور مصطفى الشكعة - محلَّ إعجاب المستشرقين حتى أن دوزي شبَّهها بثورة المصلح البروتستانتي مارتن لوثر؛ لالتقاء كلٍّ من المصلحَين على محاربة البِدَع والخرافات التي أُقحِمت على الدين[66] في مجتمعيهما.

 

لقد فتح هذا الأفق الفكر الواسع للمُصلِح محمد بن عبدالوهَّاب المجالَ لتطوير الحياة العقلية والعلمية في نجد، بل في الجزيرة العربية، وهيَّأ ذهنية الإنسان لمسايرتها رَكْبَ التقدُّم والتطوُّر المدني، وإن لم يكن هذا واضحًا في الانفتاح على مُعطَيَات الحضارة الغربية التي كانت في بداية نهضتها، فإنه كان ظاهرًا في التغيير الثقافي الذي شَهِدته العقلية في نظرتها إلى حقيقة التوحيد والعبادة، وفي منهجية التعليم التي أصبحت تقوم على تعظيم الكتاب والسنة وإثبات حق العقل في فهم المراد منهما، والاجتهاد بالنظر في الأدلة، وتبين حكم الله - تعالى - في المسائل العارضة.

 

كما أننا لا نجد في آثار هذا المصلح ما يمنع من الاستفادة من مُعطَيَات الحضارة الغربية شريطة أن لا تتنافى مع الدين الحنيف، وإذا تبيَّن هذا لا نجد ثمَّة ما يدعو لتوجيه مأخَذ على الشيخ بأنه أهمل إصلاح الحياة العقلية والفكرية في نجد[67]، وهو الذي بذل قُصَارَى جهده في استثمار العقل وتحريره من غلِّ التقليد والعادات البالية وشوائب الشرك والبِدَع، والانطلاق به في مجال الاجتهاد إلى العمل الفكري الذي آتَى ثمارًا طيبة من الإبداع والتجديد والتطوير ظهرت آثارها في الجزيرة العربية فيما بعد.

 

المبحث الثالث: الدعوة إلى الاجتهاد والعمل بنصوص الكتاب والسنة:

استطاعت العقلية المتفتِّحة للشيخ محمد بن عبدالوهَّاب التي استثمرت العقل، وحرَّرته من غلِّ الجمود على الموروث، وأدركت مرامي الشريعة ومقاصدَها، وآمنت بشموليتها وقدرتها على معالجة مستجدَّات العصر ونوازله - أن تتجاوَز عوائق تجديد الفكر التي أحدثها التقليد المطلَق المتوارَث، وأن تنقذَ العقل من هلَكَة الحكم عليه بالعجز، وتحرِّرَه من قيود الإعاقة التي فُرِضت عليه زمنَ التخلُّف العلمي والركود الفكري، حين فتحت باب الاجتهاد الذي لم يبقَ منه إلا اسمه، وأصبحت دعواه بل دعوى إمكان وجوده ذنبًا لا يُغتَفَر، ونبذت التقليد الذي امتدَّ سلطانه على العامة والمتعلمين[68]؛ مما أدَّى إلى إيصاد باب الاجتهاد، فكم جنى إيصاد هذا الباب على العقل المسلم من جناية أصابته بالخمول والعقم، وقتلت فيه روح الإبداع والتجديد! وكم دفع بالمسلمين إلى استمرار التأخُّر والخضوع للجهل والتعايش مع الخرافات والأباطيل!

 

لقد آمَن محمد بن عبدالوهَّاب بالاجتهاد، ومارَسه ودعا إلى فتح أبوابه التي أوصدها بعض الفقهاء، وأراد من ذلك تجديدَ الفكر في نطاق الكتاب والسنة، وتطهير العقيدة مما علق بها من خرافات، وتنقيتها مما لصق بها من بِدَع وشبهات، وتخليص الفقه من غلِّ التقليد والجمود، وتطويره ليكون قادرًا على استيعاب الأحداث ومواجهة مشكلات الحياة، وهو بهذا المسلك يمثِّل ثورةً عارمةً على العرف العلمي السائد في ذلك الزمن استهدفت وضع الأمور في نصابها[69]، وإحداث تغيير في منهجية التفكير وطريقة البحث العلمي المتعارَف عليها بين العلماء، فإنه نتيجة للتخلُّف العلمي والجمود الفكري الذي سيطر على الأمة الإسلامية في القرون السابقة لقيام الشيخ بدعوته، شاع بين الناس أنه لا يجوز الاجتهاد، وأن باب الاجتهاد أُقفِل؛ ولعل ذلك يعود إلى قِلَّة العلماء المؤهَّلين الذين تتوافر فيهم شروط الاجتهاد التي قرَّرها علماء الأصول، وتوهَّم الناس بسبب رواج الجهل استحالةَ وجود شخص قادر على الاجتهاد؛ مما آلَ بالمنتسِبين إلى العلم منهم إلى التزام مسلك التقليد للعلماء السابقين، والاعتماد على كتبهم، وهجر دراسة الدليل، والتلكؤ في الاعتماد على النفس في فهم دلالة نصوص الكتاب والسنة[70]، والحذر من استنباط الحكم الشرعي منها مباشرة ولو في مسألة معينة.

 

لقد كان الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب جريئًا في ظلِّ هذه الأجواء عندما رفض مسلك التقليد المطلق الذي سار عليه علماء عصره، وتشدَّدوا في التمسُّك به، وعابوا على كلِّ مَن خالفه، ورضوا بأن يقصروا اهتمامهم وعنايتهم على تحقيق فقه الإمام أحمد وفقه الأئمة الآخَرين، ودراسة ما قاله فقهاء كلِّ مذهب، دراسة عارية عن سَوْقِ الأدلة من الكتاب والسنة[71].

 

ولنا أن نقف على وجه قناعة الشيخ بمسلك الاجتهاد، وندرك مدى المفارقة بين المسلكين إذا تأمَّلنا رسالته إلى شيخه عبدالله بن عبداللطيف الأحسائي الشافعي، وكان ممَّا ورد فيها قوله: "فإن الذي أنا عليه وأدعوكم إليه هو في الحقيقة الاقتداء بأهل العلم؛ فإنهم قد وصوا الناس بذلك، ومن أشهرهم كلامًا في ذلك إمامكم الشافعي، قال: لا بُدَّ أن تجدوا عندي ما يخالف الحديث، فكلُّ ما خالفه فأُشهِدكم أني قد رجعت عنه"[72].

وقوله في موضع آخر: "ولا خلاف بيني وبينكم أن أهل العلم إذا أجمعوا وجب اتباعهم، وإنما الشأن إذا اختلفوا هل يجب عليَّ أن أقبل الحقَّ ممَّن جاء به، وأردَّ المسألة إلى الله والرسول مقتديًا بأهل العلم، أو أنتحل بعضهم من غير حجة، وأزعم أن الصواب في قوله"[73].

 

ولا يعني حياده عن التقليد المطلق رفضه تقليد المذاهب الفقهية بالكلية، بل يعني رفض التعصُّب لهذه المذاهب وتقديمها على دلالة النصِّ القاطع، فإنه كان في منهجه الفقهي إذا لم يلقَ من النصوص القاطعة دليلاً اختار ما هو إلى الدليل أقرب، والتزم من أقوال مذهبه الإمام أحمد بن حنبل وغيرها من أقوال المذاهب الثلاثة الفقهية الأخرى أصوبها، ومن الأحكام أنسبها بالشريعة وأوفقها[74]، فهو قد صرَّح أنه مُتَّبِع لمذهب الإمام أحمد في قوله: "وأمَّا مذهبنا فمذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة"[75]، ويدلُّ على منهجه هذا عمليًّا مؤلفاته الفقهية التي تنتمي إلى المذهب الحنبلي معنًى ومضمونًا[76]، ومَن يتأمَّلها يصل إلى أن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب "في الفروع مذهبه حنبلي، غير جامد على تقليد الإمام أحمد ولا مَن دونه، بل إذا وجد دليلاً أخذ به، وترك أقوال المذهب، فهو مستقلُّ الفكر في العقيدة والفروع معًا"[77].

 

وهو كذلك لم ينكر تقليد المذاهب الفقهية الثلاثة الأخرى، فقد قال: "لا ننكر على أهل المذاهب الأربعة إذا لم يخالف نصَّ الكتاب والسنة وإجماع الأمة وقول جمهورها"[78]، وينكر ما عداها كمذهب الرافضة والزيدية والإمامية؛ لعدم ضبطها[79]، لكنه يرفض التعصُّب في تقليد مذهب من المذاهب المعتَبَرَة بعينه إذا تبيَّن أن الدليل مع غيره؛ لأن التقليد بعد قيام الحجة وظهور الدليل لِمَن يعلمه على خلاف قول المقلِّد مذمومٌ في القرآن الكريم؛ قال - تعالى -: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ [المائدة: 104]، وفي آيات أخرى كثيرة ذمَّ الله - تعالى - مَن أعرض عمَّا أنزله، وقنع بتقليد الآباء[80]، وحقيقة هذا النوع من التقليد أنه: "قبول رأي مَن لا يقوم به الحجة بلا حجة"[81].

 

لقد كان الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حاسمًا وواضحًا في التصدِّي للتعصُّب المذهبي؛ لأن هذا الوضع من التقليد يجعل الوصول إلى الحقِّ ضربًا من المحال، ويقود إلى ركون الفكر إلى التقليد[82] والتعصُّب للمذاهب والفقهاء، وهو ما يرفضه، وإذا كان قد أبدى تعظيمًا لبعض العلماء، فإنه في درجة لا ترتقي إلى شيء من التعصُّب لقوله، ومنه قوله: "لست والله أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظِّمُهم؛ مثل ابن القيِّم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصَى بها أوَّل أمَّته وآخِرَهم، وأرجو أني لا أردُّ الحقَّ إذا أتاني"[83]، ويؤكِّد على أن العمل بالمذهب وأقوال الفقهاء رهين موافقتها للنص، فيقول في رسالة بعثها إلى إسماعيل الجراعي من اليمن: "أمَّا المتأخِّرون - رحمهم الله؛ أي: من الفقهاء وغيرهم - فكتبهم عندنا، فنعمل بما وافَق النصَّ منها، وما لا يوافق النص لا نعمل به"[84].

 

وأثار منهجه هذا علماء[85] عصره الذين كانوا لا يرتضون هذا المنهج؛ فهم يرون أن أخْذ الأحكام ينبغي أن يكون من كتب المذاهب الفقهية، وأن المطالبة بالدليل لكلِّ قول والبحث عنه لا يستطيعونه، وأنهم يشعرون بقصورهم عن أخْذ الأحكام من أدلتها التفصيلية؛ لأنهم ليسوا من أهل الاجتهاد، ولا تتوافر فيهم شروطه المعتبرة، وأن من الأَحْوَط في الدين وأَلْيَق بحالهم تقليد علمائهم في المذهب؛ ولذلك عظم عليهم أمر دعوة الشيخ إلى العمل بالدليل، ونبذ التقليد المطلق لأقوال الفقهاء، فاتَّهموه بأنه يدَّعي الاجتهاد، وأن ادِّعاءه في عصر غياب المجتهدين مروقٌ عن الدين[86]، فكان ردُّ ابنه الشيخ عبدالله على مَن اتَّهم الشيخ بذلك واضحًا في دفع هذه التهمة: "لا نستحقُّ مرتبة الاجتهاد المطلق، ولا أحد منَّا يدَّعيها، إلا أننا في بعض المسائل إذا صحَّ لنا نصٌّ جليٌّ من كتاب أو سنَّة غير منسوخ ولا مخصَّص ولا معارَض بأقوى منه، وقال به أحد الأئمة - أخذنا به وتركنا المذهب كإرث الجدِّ والإخوة، فإنا نقدم الجد بالإرث وإن خالفه مذهب الحنابلة"[87].

 

ويؤكِّد الشيخ على منهجية العمل بالدليل؛ لأن ذلك أَدْعَى إلى تعظيم كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في نفس المتَّبِع والمقلِّد، فيقول: "ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلِّدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد ابن حنبل - رحمهم الله تعالى"[88].

 

وإذا كان الشيخ قد اتَّهمه علماء عصره بأنه يدَّعي الاجتهاد، فإن الدكتور محمد البهي قد ناقَضَهم في الرأي، فلم يرَ في مسلك الشيخ الفقهي إلا طورًا من أطوار التبعية لمذهب خاص، وأن حركته قامت على أساس التمذهب بمذهب الإمام أحمد بن حنبل[89]، والتقت معه على هذا الرأي مريم جميلة التي رأت أن الشيخ كان منحازًا متعصبًا للمذهب الحنبلي في الأمور الشرعية[90]، وهذا في ظنِّي يفسِّر عدم وضوح منهجية الشيخ الفقهية عندهما التي لا تنكر المذاهب الفقهية الأربعة، وتدعو إلى العمل بالدليل، ولا أدري حتى تسلم حركة الشيخ من عيب التمذهب في نظر الدكتور البهي هل كان ينتظر من الشيخ أن يدَّعي لنفسه المقدرة على الاجتهاد المطلق؟ أو يريده أن يحمل عامَّة الناس على ترك تقليد مذهب وما هم عاجزون عن الاجتهاد؛ ليخالف رأي جماهير الأمة في جواز تقليد العاجز[91] عن الاجتهاد في الفروع ممن لا تتوافر فيه شروطه، ولا أدري أيضًا ما مستند دعوى الدكتور البهي من أن حركة الشيخ قامت على مذهب الإمام أحمد، والمهتدية مريم جميلة من أن الشيخ كان منحازًا ومتعصبًا إليه، وهو الذي نبذ التقليد المطلق للمذاهب والتعصُّب لمذهب الإمام أحمد وغيره، ودعا إلى فتح باب الاجتهاد واتِّباع الدليل من الكتاب والسنة[92] حتى ثار عليه علماء عصره، ممن أَلِفُوا التقليد المطلق، وتعصَّبوا للمذاهب؟

 

وإذا كان الشيخ لم يدَّعِ لنفسه الاجتهاد المطلق، ولم يُؤثَر عنه كما يذكر الدكتور عبدالوهَّاب أبو سليمان اجتهادات لم يُسبَق إليها إلا أن منحى منهجه اجتهادي[93]، فإنه يرى إمكان الاجتهاد حسب الاستطاعة، فدون الاجتهاد المطلَق ما يُعرَف عند الأصوليين بالاجتهاد الخاصِّ واجتهاد المسألة، وهما بوسع بعض علماء عصره، فلِمَ الإعراض عنهما إلى التقليد مع القدرة على الاجتهاد؟ فلعل الذي حملهم على ذلك الخوف من خرق العرف السائد المانع من الاجتهاد بكلِّ أنواعه، وإلا فإن المجتهد الخاص إنسان قد عرف الحق بدليله، وأدَّى ما كُلِّف به من الاجتهاد[94].

 

وقد مارَس الشيخ الاجتهاد حسب وسعه، يقول الدكتور محمد بن عبدالله السلمان في هذا الشأن: "إذا نظرنا إلى الآثار الفقهية للشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، فإننا لا يمكن أبدًا أن نعدَّه من طبقة أصحاب الاجتهاد المطلَق، وإنما نعدُّه من طبقة المجتهد المنتسِب لمذهب معيَّن، فهو منتسِب للمذهب الحنبلي ومع ذلك فله اجتهادات تخرج به أحيانًا عن أقوال هذا المذهب إلى غيره"[95].

ومن أحوال ممارسته للاجتهاد ردُّه اختلاف الآراء، وتعارُض الأقوال داخل المذهب نفسه إلى الله والرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يرى أنه: "إذا اختلف كلام أحمد وكلام أصحابه، فنقول: في محل النزاع الرد إلى الله والرسول لا إلى كلام أصحابه، ولا إلى الراجح المرجَّح من الروايتين والقولين...".

ثم قال: "وبالجملة، فمتى رأيتَ الاختلاف فرُدَّه إلى الله والرسول، فإذا تبيَّن لك الحقُّ فاتبعه، فإن لم يتبيَّن واحتجت إلى العمل فقلِّد مَن تَثِقُ بعلمه ودينه"[96].

لقد كان الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب ينطلق في منهجه الاجتهادي الذي يُصِرُّ فيه على نبذ التقليد واعتماد الكتاب والسنة مصدرًا في استقاء العقائد والأحكام - من مبدأ واضح، هو "أن الله وحده مُشَرِّع العقائد، وهو الذي يحلِّل ويحرِّم، ومن ثَمَّ فليس كلام أحد حجةً في الدين إلا كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وكل مستوفٍ أدوات الاجتهاد له الحقُّ في أن يجتهد حسب فهمه لنصوص الكتاب وما صحَّ من السنة"[97].

 

وبحق، فإن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب كان رائدًا شجاعًا في فتح باب الاجتهاد في زمنٍ اعتاد المسلمون فيه التقليدَ، وتعرَّض فيه كلُّ مَن يحاول الاجتهاد من الفقهاء ولو اجتهاد مسألةٍ للإرهاب والإخافة؛ مما حالَ دون بذل جهود جدية وقوية لاطِّراحه، عدا ما بذله الشيخ محمد بن علي الشوكاني - وهو ممَّن نهض بالدعوة والإصلاح في اليمن - من جهد في محاربة التقليد والدعوة إلى الاجتهاد، وإن لم يتلقَّه عن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، فقد اجتهد في كتابه "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار" أن يفهم الأحاديث النبوية مباشرةً، وأن يستنبط الأحكام الشرعية منها ولو خالفت المذاهب الفقهية، مما أثار عليه علماء بلده، واضطرَّه إلى تأليف رسالة سماها: "القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد"[98]، للردِّ على حججهم وتفنيدها.

وقد توجد محاولة أخرى، إلا أنه "في الواقع كلَّما شعر المسلمون بضعفهم تشدَّدوا في التقليد الذي كان يعكس مخاوف مجتمعٍ آخِذ في الاضمحلال، يلجأ إلى فرض التقليد؛ أملاً في تضييق نطاق تأثير الاجتهاد والتجديد"[99] في الحياة.

 

لقد كانت نظرة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب مصيبة ومتجاوِزَة الزمن والوسط العلمي اللذين كانا يدوران في آفاق تقليدية ضيِّقة، وإطارات فكرية مغلَقة، ومن العجب أن ينشأ في مثل هذا الحال الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب الفقيه الذي تمتَّع بحرية فكرية، واجتهاد محلق، واتَّبع منهجًا يقوم على احترام نصوص الفقهاء، لكنه لم يتمسَّك بحرفيتها وتجاوزها إلى مدلول الكتاب والسنة[100] أخذًا وعملاً.

 

نشأ في مثل هذه البيئة ولم يتأثَّر بمنهجها القائم على التقليد المطلق وتعطيل العقل عن وظيفته في فهم مدلول النصوص واستنباط الأحكام منها؛ لأنه استطاع - بعد توفيق الله له - أن يَسْتَلهِم منهجه من اطِّلاعه الواسع على مناهج العلماء من سلَف الأمة، ومن اتِّصاله بالغيورين من المصلحين، ورأى أن الاجتهاد لازم من لوازم استثمار العقل والانتفاع بطاقاته، وآمَن بأهميته وضرورته، فكان من أبرز الروافد التي غذَّت فكرَه التغييري.

 

إنه ليس ممكنًا لصاحب فكرة تجديدية إصلاحية أن يجمع بين التقليد والتجديد؛ لأن المصلحين لا يكونون مجددين حين يقلدون، فالتقليد يدعوهم إلى الخنوع والإغفاء، وهو أشبه بالمخدِّر الذي يجعل الإنسان يستسلم لقيد الأحلام والخيالات في غفلة من صحوة الضمير[101] ووعي العقل.

 

لقد رأى الشيخ أن مساوئ إغلاق باب الاجتهاد عظيمة، ولعلنا لا نُبالِغ إذا قلنا: إن من أكبر مساوئه على الأمة ما يلي:

• ما لحق بالعقل المسلم من توقُّف، وحكم عليه بالجمود؛ مما أدَّى إلى محاصرة خلود الشريعة وامتدادها، وإعاقة كلِّ مُعطَيَات العقل الفقهية والفكرية والحضارية التي لا يزال العالم الإسلامي يُعانِي من آثارها السلبية إلى يومنا هذا، فعملية تعطيل العقل، وإلغاء الاعتبار، والاقتصار على تراث الماضي، ومنع امتداد الفكر إلى المستقبل - لم يوقف الاجتهاد الفقهي فقط، وإنما أوقف معه المجاهدات الفكرية على مختلف الأصعدة، ومكَّن لسيادة التقليد الجماعي، وعوَّد الأمة المحاكاة والرضى بالانحطاط الحضاري، ولا عجب؛ فإنه لا يمكن أن يُتصَوَّر تقدُّم ونهوض وتجديد في ظلِّ عقم الفكر وإعاقة العقل[102].

 

• ما طرأ على حياة المسلمين من تغيُّرات تجارية واجتماعية شتَّى؛ نتيجة التأثُّر بالتقدُّم العلمي في وسائل الإنتاج والصناعة، وبروز أحوال جديدة لا تستظلُّ بظلِّ الشريعة، ولم يتبيَّن للفقهاء الحكم الشرعي فيها، ولم يستنبطوا لها ما يناسبها من الأحكام الفقهية؛ مما فتح ثغرةً لولوج القوانين الوضعية[103]، وسوَّغ العمل بها، وأحوال أخرى لا تمتُّ إلى الإسلام بصلة، وإنما انتقلت إلى المسلمين عن طريق محاكاة اليهود والنصارى وتقليدهم؛ كالتعامل بالربا والتوسُّع في الاحتفال بالمناسبات والأعياد.

 

• ما أدَّى إلى ضياع شخصية الأمة الإسلامية وقدرتها على الفهم والحكم؛ فإن قفل باب الاجتهاد حوَّلها إلى أمة جامدة الفكر، ولا تعرف إلى التجديد والإبداع والابتكار في قضايا تنظيم الحياة وتطوير وسائلها وظروفها وقوَّتها العسكرية سبيلاً؛ مما أدَّى إلى انحطاط شأنها[104]، وفقدان هيبتها ومكانتها بين الأمم التي تسمو بازدهار العلم وتطويره.

إن فتح باب الاجتهاد ونبذ التقليد يُحْدِث نقلةً كبيرةً في جميع مجالات الحياة المختلفة، ويدفع بالعقل المسلم نحو العمل الدؤوب والفهم النيِّر والفكر المتحرِّر من التقليد والجمود على الماضي، والعطاء المتجدِّد المتجافي عن الركود والخمول، سواء في نطاق استنباط الأحكام الشرعية الذي كان محلَّ دعوة الشيخ إلى الاجتهاد، أم في محور النظريات الكونية واستثمار منافع الكون والانتفاع بخيراته التي أودعها الله - سبحانه - فيه خدمةً لبني الإنسان التي كانت من لازم هذه الدعوة[105].

 

وإذا كان التغيُّر اليوم ليس جليَّ الأثر، ولا متناسبًا مع الجهد الذي بذله الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب في الدعوة إلى الاجتهاد ونبذ التقليد بالمقارَنة مع واقع الأمة العملي والحضاري - فإن هذا يعود إلى عدم توافر وعي عام وسريع يستثمر فتح باب الاجتهاد في القضايا الفقهية، ويشجِّع على الإبداع في قضايا الحياة، وإلى بطء حركة التغيير الشاملة لمنهجية العقل السليم في التفكير، خاصة أن الشيخ تعرَّض في دعوته هذه لمعارضة شديدة وواسعة، استمرَّت في الصدِّ والتشويه طويلاً، ولا يزال لها ذيول إلى وقتنا هذا؛ مما أضعف أثرَها في الحياة العامة للأمة، لكنها أحدثت تأثيرًا في تفكير عدد من العلماء؛ كمحمد رشيد رضا مثلاً الذي أشار إلى أن من أهداف مجلته "المنار": "محاربة التعصُّب لمذهب من المذاهب، وما دخل على العقائد من بِدَع الاعتقاد في الأولياء، وما تأتيه طرق المتصوِّفة من بِدَع وضلالات"[106]، وغيره.

 

المبحث الرابع: التأثير بمنهج الإمامين ابن تيميَّة وابن القيِّم:

يكاد يُجْمِع كلُّ مَن كتب عن سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب ودعوته على أنه تأثَّر بمنهج الإمام ابن تيميَّة المتوفى عام 728 هـ في دعوته.

يقول الأستاذ أحمد أمين: "كان ابن تيميَّة إمامَه ومرشدَه وباعثَ تفكيره والموحيَ إليه بالاجتهاد والدعوة إلى الإصلاح"[107].

ويقول الدكتور محمد عبدالله ماضي: "إن آراء ابن تيميَّة وابن القيِّم كان لها أكبر الأثر في توجيه ابن عبدالوهَّاب والتأثير على حياته"[108].

إن هذا يدفع إلى التساؤل عن زمنِ تعرُّفه على الإمام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم، ومن أيِّ طريق عرفهما؟ وما الذي حمل الشيخ على التأثُّر بهما؟ وفيمَ تأثَّر بهما؟ كلُّ هذه التساؤلات تلوح في ذهن الدارس للوقوف على الامتداد الفكري للإمام ابن تيميَّة وابن القيِّم في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب التي أحدثت تغييرًا ثقافيًّا ملموسًا في الجزيرة العربية في العصر الحديث.

 

لقد كانت القراءة في كتب فقه علماء الحنابلة رغبةً في التوسُّع على ما كان يتعلَّمه الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب - طريقَه إلى التعرُّف إلى الإمام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم، فقد أعجب وهو ابن الثانية عشرة من عمره بكتبهما التي كانت في حوزة أسرته العلمية، ومالَ إليها، ولم يرَ فيما قرأ منها ما يعادلها[109].

 

وبعد رحلته العلمية ازدادت نهمته في القراءة، ولا سيَّما في مؤلفات الإمامَين، وقد وجد من الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن يوسف النجدي الذي لقيه وأخَذ منه في المدينة المنورة تأييدًا إلى المُضِيِّ في قراءتها بتمعُّن وفهْم دقيق؛ لتتحقَّق له الاستفادة من مؤلفات تقي الدين بن تيميَّة المفكِّر الأصيل الكبير العقل، الواسع الرواية والعميق الدراية، ومن تلميذه ابن القيِّم الذي سار على نهج أستاذه، وتولَّى نشر أفكاره، واعتمد منهجَه العلمي فيما كتب من مؤلفات[110].

 

وعُرِف بسَعَة العلم والفكر، يقول الأستاذ محمد بهجة الأثري: قادَه هذا الإرشاد إلى النهل من أصفى ينابيع المفاهيم الإسلامية، والتضلُّع من ريِّها الشافي، وأوصل أُفُقَه بأُفُقِ الإصلاح الذي ينشده، وسدَّده على النهج القويم والطريق المستقيم[111].

 

واصَل الشيخ بعد عودته من رحلته إلى وطنه، واستقراره في حُرَيمِلاء قراءةَ مؤلَّفات الإمام ابن تيمية، وانكبَّ على مطالعتها بشَغَفٍ بعد أن اتَّضحت وجهته وازداد إصرارُه على الإصلاح، وترسَّخت قناعته بضرورة التغيير العَقَدي والفكري، ولا سيَّما بعد أن رأى كثيرًا ممَّا نعاه ابن تيميَّة في مؤلفاته على أهل عصره من البِدَع والضلالات ومظاهر الشرك ماثلاً أمام عينيه في معتقدات قومه وأعمالهم، خاصة العامة منهم[112]؛ فازداد بذلك علمًا وتحقيقًا وعرفانًا، وقد كتب بيده كثيرًا منها، لا يزال بعضها بخطِّه محفوظًا بالمتحف البريطاني بلندن[113].

 

إن معرفة محمد بن عبدالوهَّاب الإمامَين ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم لم تكن مفاجأة لمثله، ولا غريبة على بيئته العلمية التي تُعنَى بالمذهب الحنبلي وعلمائه، فإن كلاًّ من ابن تيمية وابن القيِّم كانَا معروفَين عند علماء عصره لما يلي:

1- للصلة التعليمية القوية التي كانت تدفع بعدد كبير من علماء نجد لتلقِّي علومهم بالشام، والحصول على إجازاتهم من علماء الحنابلة المتوافِرين به، فمن العلماء النجديين الذين تلقَّوا علومهم بالشام الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة تلميذ مؤلف كتاب "الإنصاف في فقه الحنابلة" الشيخ علي بن سليمان المرداوي، والشيخ أبو نمي بن راجح تلميذ مؤلف "غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى" الشيخ مرعي بن يوسف، والشيخ زامل بن سلطان تلميذ مؤلف "الإقناع" الشيخ موسى الحجاوي، وغيرهم[114].

 

2- للعناية التي كان يُولِيها علماء نجد وغيرهم بمؤلفات الإمامين فقد كانت متوافِرة في مكتبات علماء أسرته وعلماء نجد عمومًا[115]، وقد وجد الشيخ في الأحساء من كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة وابن القيِّم ما سُرَّ به عند الشيخ عبدالله بن فيروز، وهو من فحول العلماء في ذلك الوقت[116]، فيبدو أن نسخ كتب الإمامين كانت متداولة بين العلماء، ولذلك سَهُل على الشيخ محمد أن يطَّلع عليها وينتفع منها.

 

3- لكون الإمامين من علماء الحنابلة النابهين في مذهب الإمام أحمد بن حنبل، لهما اجتهاداتهما وترجيحاتهما ومصنَّفاتهما المشهورة التي لا يمكن خفاؤها على طالب العلم الحريص على التمذهب بالمذهب الحنبلي ودراسة مسائله ووجوهه كمحمد بن عبدالوهَّاب[117].

 

4- لانتمائه من الناحية الفقهية إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي سهَّل له التعرُّف على فكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم في وقت مبكر جدًّا وفي موطنه نجد، ولإعجابه بمنحاهما الاجتهادي في الفروع[118].

لقد تتلمذ محمد بن عبدالوهَّاب على مؤلفات ابن تيميَّة وابن القيِّم عن طريق القراءة العميقة لمصنفاتهما رغم طول العهد بين عصريهما، وأمعن في فهمها ومال إليها؛ لأنها كانت تُعنَى بعرض فقه الإمام أحمد بن حنبل مقرونًا بالدليل من الكتاب والسنة، وتهتمُّ بمذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة، وورث من هذه القراءة خصائص الإمامين العلمية، وتأثَّر باتجاهاتهما المنهجية ونزعتهما الاجتهادية، وتشبَّع بمنهجهما أسلوبًا وفكرًا، وقد ظهر أثر هذا في اعتداده بأقوالهما غالبًا واستنارته بآرائهما، وفي تصحيح عقيدته وتحرير فكره، وتوجيه حياته ومنهج دعوته، وبدا هذا واضحًا في مؤلفاته وآرائه في الأصول والفروع[119]، التي أكثر فيها من النقل عنهما بشكلٍ ملحوظ[120].

 

لكن هذا لا يعني أنه كان يسلك معهما مسلك التقليد المطلق وهو الذي حارَبه، ووجد في مؤلفاتهما ما يشجعه ويؤازره، وقد أوضح هذا ابنه الشيخ عبدالله قائلاً: "إن الإمام ابن القيِّم وشيخه إمامَا حقٍّ من أهل السنة، وكتبهم عندنا من أعزِّ الكتب، إلا أنَّا غير مقلِّدين لهما في كلِّ مسألة، فإن كلَّ واحد يُؤخَذ من قوله ويُترَك إلاَّ نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومعلوم مخالفتنا لهما في عدَّة مسائل؛ منها: طلاق الثلاث بلفظ واحد في مجلس، فإنَّا نقول به تبعًا للأئمة الأربعة، ونرى الوقف صحيحًا والنذر جائزًا، ويجب الوفاء به في غير معصية"[121].

 

كان منهج الشيخ واضحًا، يقوم على أساس احترام العلماء، لكن لا يقدِّم على النص قولَ أحد منهم، فهو كما ذكر حفيده الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن: "لا يرى ترك السنن والأخبار النبوية لرأي فقيه ومذهب عالم خالَف ذلك باجتهاده، بل السنة أجلُّ في صدره وأعظم عنده من أن تُترَك لقول أحد كائنًا مَن كان"[122].

وهو بهذا المنهج لم يعلق في رقبته رِبْقَة تقليد الإمامين ابن تيميَّة وابن القيِّم، وإن كان يقتدي بهما، ويأخذ كثيرًا بأقوالهما متى وافقَا الكتاب والسنة حسب علمه[123].

 

إذًا لا جديد في تعرُّف محمد بن عبدالوهَّاب على الإمامين ابن تيميَّة وابن القيِّم، لكن تعرُّفه على منهجهما وانتفاعه بمعطَيَات فكرهما هو الجديد الذي كشفته ألمعية عقل الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، وحدَّة ذكائه، وفرط غيرته على الدين، وحرقته على أوضاع المسلمين السيئة التي نعى مثلَها شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة على قومه في عصره، لقد أُعجِب الشيخ بمسلك الإمامين الإصلاحي في الدعوة إلى الله - تعالى - ووجد في جهادهما ما قوَّى عزيمته على المضيِّ في الإصلاح والتغيير، والعودة إلى منهج السلف في العمل بالنصوص الشرعية[124]، والرد إليهما عند الاختلاف في الرأي، وتحقيق المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم.

 

ووجد الشيخ في الظروف السياسية والاجتماعية والفكرية السائدة في الشام زمن ابن تيميَّة شَبَهًا بما كان يشكو منه في مجتمع نجد من الفرقة والتناحر والتنافس على السلطة بين الإمارات الضعيفة التي قامت في المدن والقرى الصغيرة، وفقدان الأمن، وانتشار الفقر، وتفشِّي الجهل، وتدهور الوضع الفكري، وجمود الفكر على قوالب الفقهاء السابقين الثابتة، وغياب كثيرٍ من المبادئ والقِيَم عن واقع الحياة، ورواج المقالات الفاسدة؛ كمقولات أهل الاتحاد والحلول التي تبنَّاها بعض متصوِّفة معكال[125]، وممارسة الأعمال الشركية؛ كتقديس الأولياء وتعظيم الأضرحة، والعبادات المبتَدَعة؛ كبدعة التذكير ليلة الجمعة[126].

 

هذه الظروف التي عاشَها محمد بن عبدالوهَّاب في نجد كان يعيش ابن تيميَّة شبيهًا بها في الشام ومصر مع طول العهد بينهما، فقد نخرت عوامل التحلُّل والانهيار والتمزُّق جسد الدولة العباسية، وانتقلت السلطة فيها عمليًّا إلى المتغلِّبين على الخلفاء العباسيين من أمثال بني بُوَيْه الدَّيالِمَة والأتراك السلاجِقَة، ووطَّد الصليبيون أقدامهم في الشام، واستولوا على معظم حصونه وقِلاعه ومُدُنِه، وتمكَّن المسلمون من طردهم من أغلبها إلا أن الحرب استمرَّت معهم سجالاً، وعاد التتار يغزون الشام مرَّة أخرى إلى أن صدَّهم المسلمون، وعانى المجتمع في مصر والشام من القلق والاضطراب والتناقض والفساد الخلقي بسبب ما كان يموج به من كثرة الأجناس المختلفة في الطِّبَاع والعادات واللسان والمعتقد، ومع ما كان يزخر به كلٌّ من مجتمع مصر والشام من علماءٍ في جميع العلوم، إلا أن الطابع الغالب عليه هو العكوف على ما وصل إليه السابقون في فروع العلم، والانكباب على فهمه دون الخروج عن الروح التي تَسْرِي فيه، إذ كان باب الاجتهاد مغلقًا؛ مما جعل العلماء يكتفون بشرح مؤلفات السابقين واختصارها دون تطوير أو تجديد، وانتشر في هذا العصر آراء أهل الكلام، وقوي التصوف، واشتدَّ نفوذ رجاله على عامة الناس، وفي الجملة يمكن القول: بأن كلاًّ من ابن تيميَّة وابن عبدالوهَّاب عاشَا في عصرين يموجان بالاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي، ويزخران بالنزعات الفكرية المتباينة والاتجاهات العقائدية المتضارِبة ودعاة المذاهب الكلامية المختلفة والطرق الصوفية المتفرقة[127].

 

وإذا كان ثمَّة من فارق ظاهر بين العصرين ففي عمق المذهبية الكلامية وتعدُّد الطرق الصوفية والتوسُّع الفلسفي في عصر ابن تيمية؛ نظرًا لقوَّة الحركة العلمية، وتوافُر العلماء فيه، في حين اتَّسم عصر ابن عبدالوهَّاب بالتعصُّب للمذهب الفقهي والجمود عليه، والاعتماد على تقليد بعض المسالك الكلامية والطرق الصوفية؛ بسبب ضعف الحركة العلمية وغلَبَة الجهل وقِلَّة العلماء فيه.

 

لقد كان ابن تيميَّة يتمتَّع بعلم وافر في كثيرٍ من الفنون؛ فقد أجمع المؤرخون على أنه كان واسع الاطلاع على العلوم الشرعية والعقلية على حدٍّ سواء[128].

يقول الذهبي عنه: "كان يتوقَّد ذكاءً، وسماعاته في الحديث كثيرة، وشيوخه أكثر من مائتي شيخ، ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى، وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه، وأمَّا نقله للفقه ولمذاهب الصحابة والتابعين فضلاً عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير، وأمَّا معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرًا، ومعرفته بالسِّيَر والتاريخ فعَجَبٌ عجيب، وأمَّا شجاعته وجهاده وإقدامه فأمرٌ يتجاوَز الوصف"[129].

 

وكان يتميَّز بثقافة إسلامية عميقة بالدرجة الأولى، اتَّبع فيها منهج أهل السنة والجماعة اتِّباعًا دقيقًا، وخاصَّة منهج الإمام أحمد بن حنبل، وإن كان يأخذ عن كافة علماء المذاهب الفقهية وكبار المحدِّثين؛ مثل: البخاري، وأبي الشيخ الأصبهاني، واللالكائي، وأبي نصر السجزي، وابن خزيمة، والدارمي، وغيرهم، ويستفيد من كلِّ المفكِّرين والنظَّار فيما كان فيه التأييد والتدعيم لمذهب أهل السنة والجماعة[130].

 

واتَّصف إلى جانب ذلك بشخصية مستقلَّة، جمعت عدَّة صفات نادرًا ما تجتمع في شخص واحد: "فقد كان حرَّ التفكير في حدود الكتاب وصحيح السنة، طلق اللسان، قويَّ الحجة، شجاع القلب، لا يخشى أحدًا إلا الله، ولا يعبأ بسجن مظلم، ولا تعذيب مرهق، هاجَم الفقهاء الجامدين والمتصوفة الغلاة، ودعا إلى عدم الغلوِّ في زيارة القبور والأضرحة، وألَّف في ذلك الرسائل الكثيرة، ولم يعبأ إلا بما ورد في الكتاب والسنة، وخالَف إمامه أحمد بن حنبل حين أدَّاه اجتهاده إلى ذلك"[131].

 

إن حرية التفكير التي اتَّصف بها ابن تيميَّة كانت في خلوصه من رقِّ تقليد الأشخاص لذواتهم مهما كانوا منزلةً وفضلاً، ومن حبس العقل في قوالب المتكلمين والفلاسفة مهما بدت سائغة في المعنى منضبطة في المنطق؛ فإن كلاَ القيدين معرضان للزلل الذي لا يمكن السلامة منه إلا بالاعتصام بالقرآن والسنة، وتعظيم دلالتهما على ما سواهما من المفهوم والمعاني، وهو وإن حاوَر العقليين من أهل الكلام والفلسفة والمنطق وَفْقَ قوالبهم الكلامية والفلسفية والمنطقية، وأظهر متابعة لمناهج عصره في الجدل والحجاج العقلي - لم يتجاوَز جذورَه السلفية التي تمتدُّ إلى اجتهادات الصحابة والتابعين ثم الفقهاء المحدثين؛ أمثال: أبي حنيفة، والشافعي، ومالك، وابن حنبل، والبخاري، والدارمي، وابن قتيبة، وغيرهم، ولم يندَّ عن هذا الاتجاه قِيدَ أنملة.

 

ويدلُّ على هذه الصلة الوثيقة أن من أبرز معالم منهجه في حواره مع العقليين وأهل الكلام والمنطق استنادَه على قاعدة استنبطها من الاستدلال القرآني، خلاصتها: أن الحجة العقلية الصريحة لا تُناقِض الحجة الشرعية الصحيحة، وهو في استناده على هذه القاعدة يقدم النص على العقل، ويوجِّه الأنظار إلى الأصول العقلية في القرآن والحديث لبيان غناها الذاتي في البرهنة على صحة كافة القضايا العَقَدية، وصلاحها لأن تكون أساسًا يُغنِي عن الأساس الأرسطي الذي كان يعتمد عليه كثيرٌ من الفلاسفة كابن رشد مثلاً[132].

 

ولم يكتفِ ابن تيميَّة بتفنيد آراء المتكلمين وأهل المنطق، بل شدَّد النكير على التعصُّب للتقليد الذي سلَكه الفقهاء؛ فهو وإن كان حنبليًّا، فقد كان يدعو إلى الاجتهاد، وله اختيارات خالَف فيها المذهب حسب ما يقتضيه الدليل، وقد عبَّر عن قناعته بهذا المسلك في قوله: "ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن الله - سبحانه وتعالى - فرَض على الخلق طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يُوجِب على هذه الأمة طاعةَ أحدٍ بعينه في كلِّ ما يأمر به وينهى عنه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم"[133].

وهاجَم كذلك الصوفية والشيعة رافضًا مسلكهم في تعظيم القبور والمشاهد وشد الرحل من أجلها؛ استنادًا على قاعدة سدِّ الذريعة المفضية إلى الشرك، وعلى عدم ورود ما يدلُّ على جوازه في الكتاب والسنة وعمل الصحابة - رضي الله عنهم[134].

لقد كان يدفعه إلى اتخاذ مثل هذه المواقف الصارمة اعتقادُه بأن القرآن والحديث هما مصدرُ كلِّ الحقائق الدينية، وأن مسؤولية إيمان المسلمين تعود إلى المناهج العقيمة التي سلَكها المتكلمون والفلاسفة في تفسير القرآن وتأويله حسب أهوائهم، مخالفين في ذلك التأويل الوحيد الموثوق به، والمأثور عن السلف الصالح[135] الذي يستمدُّ الحق من ينابيع الدين الصافية قبل أن تعكرها المماحكات الكلامية والفلسفية بزمن طويل.

 

إن ابن تيميَّة في مواقفه هذه يُعَدُّ من أبرز المجدِّدين في عصور الرُّكود، ألهم منهجه عددًا من المصلحين - منهم الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب - الوعيَ الدقيق والفهمَ السديد، وابن تيميَّة وإن استخدم أسلوب النقد العلمي للأفكار الشائعة في عصره حول القضايا العقدية والفكرية، إلا أنه لم يستهدف منها كشف عيوب المذاهب العقلية ومناهج المتكلمين وقواعد المنطقيين التي تأثَّر بها المسلمون في النواحي العَقَدية والفكرية والاجتماعية بقدر ما كان يستهدف إصلاح النفوس والعقول من الناحية العَقَدية والفكرية، وإعادة بناء المجتمع على هدي القرآن وهدي السنة النبوية[136]، وتقويم المناهج العلمية وتهذيبها؛ لتكون ملتزمة بمنهج القرآن الكريم والسنة النبوية وخاضعة لهما.

 

إن المدرسة السلفية التي أحياها الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب في الجزيرة العربية في العصر الحديث تُعَدُّ امتدادًا لمدرسة شيخ الإسلام ابن تيميَّة التي يُمكِن أن تُوصَف بأنها من أروع الدعوات الإصلاحية تجديدًا، وأبعدها أثرًا في إصلاح الفكر الإسلامي[137]، أو كما يقول المستشرق (رد بيلي ويندر): "إنه يمكن النظر إليها على أنها مرحلة من مراحل التطوُّر التاريخي لدعوة الإمام ابن تيمية"[138].

 

ولعل الشيخ محمد بن علي الشوكاني - وهو من معاصري الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب والمتتبعين لدعوته أوَّل ظهورها - من أوائل المتنبِّهين لهذا التأثير الفكري والعملي؛ إذ يقول عن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب: "عاد إلى نجد، وصار يعمل باجتهادات جماعة عن متأخِّري الحنابلة كابن تيميَّة وابن القيِّم وأضرابهما، وهما من أشد الناس على معتقدي الأموات، وقد رأيت كتابًا من صاحب نجد أجاب به على بعض أهل العلم، وقد كاتَبَه وسأله بيانَ ما يعتقده، فرأيت جوابه مشتملاً على اعتقاد حسن، مُوافِق للكتاب والسنة"[139].

 

إن المتأمِّل في كلا الدعوتين يدرك بجهد يسير "أن فكرة المدرستين فكرة واحدة تمتدُّ جذورهما إلى السلف الصالح، وتتَّصل بمدرسة الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة، ويتَّضح هذا في اتفاقهما على التمسُّك بالكتاب والسنة، واتباع منهج السلف، وإسقاط الآراء الفلسفية المبنية على المنطق اليوناني، والابتعاد عن مسالك الطرق المؤدِّية إلى مجاهل الشطحات الصوفية، وسد الذرائع المؤدِّية إلى الشرك والمُوقِعة في البِدَع، والعمل على تنقية العقيدة من الشرك بأنواعه الثلاثة والبِدَع بصورها المختلفة[140].

 

ولا ريب أن هذا الاتِّفاق راجع إلى تأثُّر واضح وجلي من الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب بدعوة الإمام ابن تيمية، يدركه كلُّ دارس ومطَّلع على رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب ومؤلفاته حتى يكاد يلحظ تطابقها إلى درجة كبيرة مع ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم في قضايا التوحيد ومسائل الفقه، خصوصًا في فهم معنى التوحيد لله وأنواعه الثلاثة الذي كان محلَّ اهتمامٍ من ابن عبدالوهَّاب في حواره مع خصوم دعوته[141].

 

والتزام العمل بالدليل تحرُّرًا من ربقة التقليد؛ لذا يستطيع هذا الدارس أن يقول وباطمئنان: إن مفاهيم السلف الصالح لعقائد الإسلام المستمَدَّة من القرآن والسنة الصحيحة ونظرتهم الفقهية القائمة على أساس الاجتهاد في العمل بالدليل، ثم منهجية الإمام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم في الأصول والفروع - كانت التربة التي نبتت فيها أصول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، واستمدَّت منها غذاءَها الفكري، ومنهجَها العلمي[142].

 

بل لا يُستَبعد أن تكون خصوبتها حتى في العمل الدعوي هي التي دفعت بالشيخ محمد بن عبدالوهَّاب للقيام بحركته التغييرية لتلك الأوضاع المؤسِفة التي كانت تعيشها نجد في ذلك الزمن، والثبات على الحق في وجه كثيرٍ من المبتَدِعة المؤازَرين من قِبَل السلطة؛ لأنه وجد في هذه الدعوة وصاحبها الإمام ابن تيميَّة الأسوةَ الحسنة[143] والأرضيةَ الصالحة والمرجعَ العلمي لما كان يسعى إلى إصلاحه وتغييره، وفي هذا يقول المستشرق أجناس جولد تسهير: "ومن أثر مذهبه - أي: الإمام ابن تيميَّة - قيام إحدى الحركات الدينية الحديثة في الإسلام، وهي حركة محمد بن عبدالوهَّاب التي قامت في أواسط القرن الثامن عشر"[144].

 

لكن هذه الحركة التغييرية كانت أوفر نجاحًا من جهة الواقع العلمي والتأثير الفعلي من الحركة العلمية التي قام بها الإمامان ابن تيميَّة وابن القيِّم لأسباب كثيرة، أظهرها سببان:

الأول: البيئة التي ظهرت فيها الحركتان، فقد ظهر الإمام ابن تيميَّة في بيئة حضرية غارقة في النِّعَم مملوءة بالعلماء، ومثل هذه البيئة غير مهيَّأة لقبول التغيير والاستجابة بسرعة لدعوة جديدة[145]؛ نظرًا لكون أهلها منشغلين بشؤون الحياة ومباهجها، ومعتدِّين بحظوظهم من التعليم والمذاهب الكلامية والفقهية، خلافًا للبيئة التي ظهر فيها الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب؛ فقد كانت أكثر ملاءمة للتغيير؛ لأنها وجدت في الدعوة الإصلاحية الجديدة ما يخلِّصها من الأوضاع السيئة القائمة، وإن أبدى العلماء القِلَّة اعتراضًا على الدعوة، إلاَّ أنهم لم يمتلكوا الحُجَّة العلمية القوية، وما كانوا يعتمدون عليه من محضِ التقليد لم يمكنهم من الثبات في مواجهة الحُجَّة الدامغة المستَنِدة على الكتاب والسنة التي حاوَرَهم بها الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب.

 

الآخر: المستند الذي كانت تعتمد عليه الحركات بعد الله - تعالى - فقد اعتمد الإمام ابن تيميَّة على السنَد العلمي المتمثِّل في الجدل الديني والمناقشات الفقهية والكلامية، ولم يجد سَنَدًا سياسيًّا يؤازره، بخلاف الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب الذي كان يرى ضرورة السنَد السياسي إلى جانب السنَد العلمي لنجاح دعوته[146].

وقد أصاب في هذا حينما بحث عن النصرة السياسية، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وقد حظي بنصرة أمير الدرعية محمد بن سعود وابنه الإمام عبدالعزيز.

•      •      •

 

المراجع

1- أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب؛ للشيخ محمد حامد الفقي.

2- إرشاد الفحول؛ للشيخ محمد بن علي الشوكاني، دار الفكر.

3- إسلام بلا مذاهب؛ للدكتور مصطفى الشكعة.

4- أصول الإسلام ونظمه في السياسة والاجتماع؛ لهنري لاووست، ترجمة محمد عبدالعظيم علي، مكتبة ابن تيمية.

5- إعلام الموقعين عن رب العالمين؛ لابن قيِّم الجوزية، دار الجيل.

6- ابن عبدالوهَّاب في أبعاده الإصلاحية الإسلامية؛ للأستاذ رفيق العجم، مجلة الفكر العربي المعاصر، عدد مارس 1989 م.

7- الإسلام في النظرية والتطبيق؛ لمريم جميلة، مكتبة الفلاح بالكويت.

8- الاتجاهات الحديثة في الإسلام؛ للأستاذ محمد بهجة الأثري، المطبعة السلفية.

9- الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة؛ للأستاذ علي المحافظة، الأهلية للنشر.

10- الاجتهاد في الشريعة الإسلامية؛ للدكتور وهبة الزحيلي، أسبوع الفقه الإسلامي، جامعة الإمام.

11- الاجتهاد والتقليد في الإسلام؛ للدكتور طه جابر العلواني، أسبوع الفقه الإسلامي، جامعة الإمام.

12- الاجتهاد ومدى حاجتنا إليه في هذا العصر؛ للدكتور سيد محمد موسى، أسبوع الفقه الإسلامي، جامعة الإمام.

13- البدر الطالع بمحاسن مَن بعد القرن السابع، دار الكتاب الإسلامي بالقاهرة.

14- بين الديانات والحضارات؛ لطه المدور.

15- تأثير حركة الإصلاح الديني والاجتماعي في مصر بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب السلفية؛ للدكتور عبدالرحيم بن عبدالرحمن عبدالرحيم، الدارة، العدد الثاني، المحرم عام 1402 هـ.

16- تاريخ العرب الحديث والمعاصر؛ للدكتور عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم، دار الكتاب الجامعي.

17- تاريخ الفلسفة الإسلامية؛ للأستاذ ماجد فخري - بيروت: الدار المتحدة للنشر.

18- تاريخ نجد؛ للشيخ حسين بن غنام، تحقيق ناصر الدين الأسد.

19- تجديد الفكر الإسلامي؛ للدكتور محسن عبدالحميد، دار الصحوة.

20- التوضيح عن توحيد الخلاق؛ للشيخ سليمان بن عبدالله، دار طيبة.

21- الثقافة الإسلامية؛ للأستاذ محمد قطب وآخرين، جامعة الملك عبدالعزيز.

22- حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ للأستاذ جودت سعيد، دار الثقافة.

23- دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة؛ للدكتور محمد بديع شريف وآخَرين، الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية.

24- الدرر السنية في الأجوبة النجدية؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم.

25- الدعوة الوهابية وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث؛ للدكتور محمد كامل ظاهر، دار السلام.

26- الدولة السعودية الأولى؛ للدكتور عبدالرحيم بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم، دار الكتاب الجامعي.

27- الرسائل الشخصية، القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

28- زعماء الإصلاح في العصر الحديث؛ للأستاذ أحمد أمين - بيروت: دار الكتاب العربي.

29- شروط النهضة؛ لمالك بن نبي، دار الفكر.

30- الشعر في الجزيرة العربية؛ للدكتور عبدالله الحامد، دار الكتاب السعودي.

31- الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهَّاب ومنهجه في مباحث العقيدة؛ للدكتورة آمنة محمد نصير، دار الشروق.

32- الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حياته ودعوته؛ للدكتور عبدالله بن يوسف الشبل، جامعة الإمام.

33- الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب؛ للدكتور عبدالله بن عثيمين - الرياض: دار العلوم.

34- الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وبعض الجوانب التربوية والتعليمية في دعوته؛ لعبدالرحمن بن علي العريني، ضمن (سلسلة من أعلام التربية العربية الإسلامية)، مكتب التعاون الخليجي.

35- العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيميَّة؛ لأبي عبدالله محمد بن عبدالهادي، دار الكتب العلمية.

36- علماء نجد خلال ثمانية قرون؛ للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام.

37- عنوان المجد؛ لابن بشر.

38- العقيدة والشريعة في الإسلام، دار الرائد العربي.

39- الفتاوى، القسم الثالث، من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

40- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي؛ للشيخ محمد بن الحسن الثعالبي، دار التراث.

41- المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، دار إحياء التراث العربي.

42- المذاهب الإسلامية؛ للأستاذ محمد أحمد أبو زهرة، مكتبة الآداب.

43- النهضات الحديثة في جزيرة العرب؛ للدكتور محمد عبدالله ماضي، دار إحياء الكتب العربية.

44- الهدية السنية؛ جمع الشيخ سليمان بن سحمان، مكتبة التوفيق.

45- الوهابية أو الكفاح ضد الوثنية الجديدة، مجلة الخفجي، العدد الرابع، يوليو عام 1975م.

46- الوهابية حركة الفكر والدولة الإسلامية؛ للأستاذ عبدالرحمن بن سلميان الرويشد - الرياض، دار العلوم.

47- الوهابية دين ودولة؛ للدكتور عبدالحميد البطريق، حولية كلية البنات، العدد الرابع، يوليو عام 1964 م، جامعة عين شمس.

48- الوهابية منهج وتطبيق؛ الدكتور مصطفى الشكعة، بحث ضمن ندوة التغيير الحضاري لمنطقة الشرق الأوسط في العصر الحديث، المنعقدة في (11 - 14 ديسمبر عام 1976 م) في جامعة عين شمس.

49- حركة التجديد الإسلامي في العالم العربي الحديث؛ للدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى - الكويت: مكتبة الفلاح.

50- حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث؛ للدكتور عبدالله بن محمد العجلان.

51- حياة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب؛ للأستاذ حسين خلف الشيخ خزعل.

52- حياة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وآثاره العلمية؛ للشيخ محمد بن أحمد العقيلي، نادي أبها الأدبي.

53- خصائص التصور الإسلامي ومقوماته؛ لسيد قطب، دار الشروق.

54- خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب؛ للدكتور عبدالوهَّاب بن إبراهيم أبو سلميان، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

55- دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وأثرها في العالم الإسلامي - القصيم: دار البخاري.

56- فقه الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب؛ للشيخ صالح بن محمد الحسن، رسالة ماجستير.

57- قادة الفكر الإسلامي؛ للأستاذ عبدالله بن سعد الرويشد، مكتبة عيسى البابي الحلبي.

58- قواعد المنهج السلفي؛ للدكتور مصطفى حلمي، دار الأنصار.

59- مجلة المنار، مجلد/ 1.

60- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم.

61- محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث؛ للدكتور جمال الدين الشيال - القاهرة: معهد الدراسات العربية.

62- محاضرات في الفكر الإسلامي في مرحلته الثانية - القاهرة: دار الزيني.

63- محمد بن عبدالوهَّاب العقل الحر والقلب السليم؛ للأستاذ عبدالكريم الخطيب - مصر: دار الكتاب العربي.

64- محمد بن عبدالوهَّاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث، إدارة الثقافة والنشر - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

65- محمد بن عبدالوهَّاب مصلح مظلوم ومفترى عليه؛ للأستاذ مسعود الندوي، مطبعة زمزم.

66- مراجعات في الفكر والدعوة والحركة؛ للأستاذ عمر عبيد حسنة، الدار العالمية للكتاب الإسلامي.

67- مشاهير علماء نجد؛ للشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، دار اليمامة.

68- مصباح الظلام في الرد على مَن كذب على الشيخ الإمام؛ للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن.

69- مقارنة بين الغزالي وابن تيميَّة؛ للدكتور محمد رشاد سالم، الدار السلفية.

70- منهج ابن تيميَّة في موقفه من المتصوفة؛ للأستاذ رابح لطفي جمعة، الدارة العدد الأول، شوال عام 1405 هـ.

71- منهج التغيير الاجتماعي في الإسلام؛ للدكتور محسن عبدالحميد، مؤسسة الرسالة.



[1]- "شروط النهضة"؛ لمالك بن نبي، ص 83، دار الفكر.

[2]- "عنوان المجد"؛ لابن بشر، 1/ 19.

[3]- "تاريخ نجد"؛ للشيخ حسين بن غنام؛ تحقيق: ناصر الدين الأسد، 1/ 75، و"الدرر السنية في الأجوبة النجدية"؛ جمع: الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 1/ 375.

[4]- "حياة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وآثاره العلمية"؛ للشيخ محمد بن أحمد العقيلي/ 29، نادي أبها الأدبي.

[5]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وبعض الجوانب التربوية والتعليمية في دعوته"؛ لعبدالرحمن بن علي العريني، ضمن سلسلة من أعلام التربية العربية الإسلامية/ 199، مكتب التعاون الخليجي.

[6]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالله بن عثيمين، 25، 26- الرياض: دار العلوم.

[7]- "عنوان المجد"؛ لابن بشر، 1/ 114، و"الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالله بن عثيمين، ص 28، الرياض: دار العلوم.

[8]- "الوهَّابية دين ودولة"؛ للدكتور عبدالحميد البطريق، ص 42، حولية كلية البنات، العدد الرابع، يوليو عام 1964م، جامعة عين شمس.

[9]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالله بن عثيمين، ص 29 - الرياض: دار العلوم.

[10]- "تاريخ نجد"؛ للشيخ حسين بن غنام، 1/ 75.

[11]- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية": 12/ 6.

[12]- "تاريخ العرب الحديث والمعاصر"؛ للدكتور عبدالرحيم بن عبدالرحمن عبدالرحيم، ص 63، دار الكتاب الجامعي.

[13]- "حتى يغيروا ما بأنفسهم"؛ للأستاذ جودت سعد، ص 106، دار الثقافة.

[14]- "الدعوة الوهَّابية وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث"؛ للدكتور محمد كامل ضاهر، ص 34، دار السلام.

[15]- "مشاهير علماء نجد"؛ للشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، ص 22، دار اليمامة.

[16]- اختُلِف في إمكان أخذه منه، ويرجِّح الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري إمكانية ذلك، راجع بحثه: "حياة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وآثاره العلمية"، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، 1/ 129، 130، جامعة الإمام.

[17]- "تاريخ نجد"؛ للشيخ حسين بن غنام، 1/ 76، و"التوضيح عن توحيد الخلاق"؛ للشيخ سليمان بن عبدالله، ص 25، دار طيبة، و"عنوان المجد"؛ للشيخ عثمان بن بشر، 1/ 20- 21، و"الدرر السنية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 12/ 6- 9.

[18]- "الدرر السنية": جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 12/ 7- 8.

[19]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حياته وفكره"؛ للدكتور عبدالله الصالح العثيمين، ص 33، 35- الرياض: دار العلوم.

[20]- "التوضيح عن توحيد الخلاق": 26، دار طيبة.

[21]- "التوضيح عن توحيد الخلاق"؛ للشيخ سليمان بن عبدالله، ص 25، دار طيبة.

[22]- "الدرر السنية": جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 12/ 8.

[23]- "عنوان المجد"؛ للشيخ عثمان بن بشر، 1/ 20.

[24]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حياته وفكره"؛ للدكتور عبدالله صالح العثيمين، ص 32، الرياض، دار العلوم.

[25]- "محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث"؛ للدكتور جمال الدين الشيال، ص 56- 57، معهد الدراسات العربية بالقاهرة.

[26]- "بين الديانات والحضارات"؛ لطه المدور، 137.

[27]- "الدعوة الوهَّابية وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث"؛ للدكتور محمد كامل ضاهر، ص 7، دار السلام.

[28]- النهضات الحديثة في جزيرة العرب للدكتور محمد عبدالله ماضي، 1/ 31، دار إحياء الكتب العربية.

[29]- "عنوان المجد"؛ للشيخ عثمان بن بشر، 1/20، و"الدعوة الوهَّابية وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث"؛ للدكتور محمد كامل ضاهر/ 35، دار السلام.

[30]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حياته وفكره، ص 34، الرياض: دار العلوم.

[31]- "أثر الدعوة الوهَّابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب"؛ للشيخ محمد حامد الفقي، ص 46، 47.

[32]- "مصباح الظلام": ص 139، 140.

[33]- "عنوان المجد": 1/ 20- 21.

[34]- "عنوان المجد": 1/ 21.

[35]- "تاريخ نجد": 1/ 75- 76.

[36]- "قادة الفكر الإسلامي"؛ للأستاذ عبدالله بن سعد الرويشد، ص 191، مكتبة عيسى البابي الحلبي.

[37]- "تاريخ نجد"؛ للشيخ حسين بن غنام، 1/ 76، هذا النص المنقول عن الشيخ حسين بن غنام يدلُّ على أن الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب بدأ نشاطه في الدعوة العيينة قبل رحلته العلمية الثانية، وهو متوافق مع ما ذكره الشيخ عثمان بن بشر في تاريخه "عنوان المجد في تاريخ نجد"، 1/ 20، خلافًا لما نفاه الدكتور عبدالله العثيمين في كتابه: "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حياته وفكره": 31 من أن الشيخ حسين بن غنام "لا يشير إلى نشاط الشيخ محمد الوعظي في هذه المرحلة من حياته، وإنما يقول: إنه جهَر بدعوته أول مرة في البصرة".

[38]- "مشاهير علماء نجد"؛ للشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، 23، دار اليمامة.

[39]- "عنوان المجد"؛ للشيخ عثمان بن بشر، 1/ 20.

[40]- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 12/ 12.

[41]- "حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث"؛ للدكتور عبدالله بن محمد العجلان، ص 14.

[42]- "ابن عبدالوهَّاب في أبعاده الإصلاحية الإسلامية"؛ للأستاذ رفيق العجم، ص 38، "مجلة الفكر العربي المعاصر"، عدد مارس 1989 م.

[43]- "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل": 230، دار إحياء التراث العربي.

[44]- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 12/12.

[45]- "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالوهَّاب بن إبراهيم أبو سليمان، ص 383، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[46]- "مشاهير علماء نجد وغيرهم": 23، دار اليمامة.

[47]- "تجديد الفكر الإسلامي"؛ للدكتور محسن عبدالحميد، ص 75، دار الصحوة.

[48]- "تأثر حركة الإصلاح الديني والاجتماعي في مصر بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب السلفية"؛ للدكتور عبدالرحيم بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم، ص 109، الدارة، العدد الثاني، المحرم عام 1402 هـ.

[49]- "بين الديانات والحضارات"؛ للأستاذ طه المدور، ص 139.

[50]- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 1/ 387.

[51]- "النهضات الحديثة في جزيرة العرب"؛ للدكتور محمد عبدالله ماضي، 1/ 39، دار إحياء الكتب العربية.

[52]- "الإسلام بين النظرية والتطبيق"؛ لمريم جميلة، ص 98، مكتبة الفلاح بالكويت.

[53]- "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته": 22، دار الشروق.

[54]- "حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث"؛ للدكتور عبدالله بن محمد العجلان، ص 100.

[55]- "المذاهب الإسلامية"؛ للأستاذ محمد أحمد أبو زهرة، ص 316، مكتبة الآداب.

[56]- "حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث"؛ للدكتور عبدالله بن محمد العجلان، ص 71.

[57]- "الوهَّابية أو الكفاح ضد الوثنية الجديدة"، مجلة الخفجي، العدد الرابع، يوليو عام 1975 م، ص 10.

[58]- "المذاهب الإسلامية"؛ للأستاذ محمد أحمد أبو زهرة، ص 315 مكتبة الآداب.

[59]- "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي"؛ للشيخ محمد بن الحسن الثعالبي، 2/ 372، دار التراث.

[60]- "قواعد المنهج السلفي"؛ للدكتور مصطفى حلمي، ص 28، دار الأنصار.

[61]- "محمد بن عبدالوهَّاب العقل الحرب والقلب السليم"؛ للأستاذ عبدالكريم الخطيب، ص 95- 96، دار الكتاب العربي بمصر.

[62]- "أصول الإسلام ونظمه في السياسة والاجتماع"؛ لهنري لاووست؛ ترجمة محمد عبدالعظيم علي، ص 113، مكتبة ابن تيمية.

[63]- "منهج ابن تيمية في موقفه من المتصوفة"؛ للأستاذ رابح لطفي جمعة، ص 241، الدارة، العدد الأول، شوال عام 1405 هـ.

[64]- "منهج التغيير الاجتماعي في الإسلامي"؛ للدكتور محسن عبدالحميد، ص 49، مؤسسة الرسالة.

[65]- "حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث": 101.

[66]- "إسلام بلا مذهب": 569.

[67]- "إسلام بلا مذاهب"؛ للدكتور مصطفى الشكعة، 569.

[68]- "الاجتهاد ومدى حاجتنا إليه في هذا العصر"؛ للدكتور سيد محمد موسى، 93، أسبوع الفقه الإسلامي، جامعة الإمام.

[69]- "الوهَّابية منهج وتطبيق"؛ للدكتور مصطفى الشكعة، 11، بحث ضمن ندوة التغيير الحضاري لمنطقة الشرق الأوسط في العصر الحديث، المنعقدة في (11- 14 ديسمبر عام 1976 م) في جامعة عين شمس.

[70]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حياته ودعوته"؛ للدكتور عبدالله بن يوسف الشبل، 40، جامعة الإمام.

[71]- "علماء نجد خلال ثمانية قرون"؛ للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام، 1/ 17، 18.

[72]- "الرسائل الشخصية"، القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، 258، جامعة الإمام.

[73]- "الرسائل الشخصية"، القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، 258، جامعة الإمام.

[74]- "تاريخ نجد"؛ للشيخ حسين بن غنام، 1/ 34.

[75]- "الرسائل الشخصية"، القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، 107، جامعة الإمام.

[76]- "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالوهَّاب أبو سليمان، ص 398، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[77]- "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي"؛ للشيخ محمد بن الحسن الثعالبي، 2/ 373، دار التراث بالقاهرة.

[78]- "الرسائل الشخصية"، القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، ص 107، جامعة الإمام.

[79]- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 1/ 227.

[80]- "إعلام الموقعين عن رب العالمين"؛ لابن قيم الجوزية، 2/ 188، دار الجبل.

[81]- "إرشاد الفحول"؛ للشيخ محمد بن علي الشوكاني، 265، دار الفكر.

[82]- "الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهَّاب ومنهجه في مباحث العقيدة"؛ للدكتورة آمنة محمد نصير، ص 80، دار الشروق.

[83]- "الرسائل الشخصية": 252، القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[84]- "الرسائل الشخصية": القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، ص 100، جامعة الإمام.

[85]- منهم الشيخ محمد بن عفالق الأحسائي الذي ألَّف رسالةً في الرد على الشيخ سماها: "تهكم المقلدين بِمَن ادَّعى تجديد الدين"، توجد منه نسخة خطية في مكتبة برلين برقم/ 2157، وداود الخالدي سماها: "أشد الجهاد في إبطال الاجتهاد"، طبعت بمبي سنة 1305 هـ، وغيرها.

[86]- "حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث"؛ للدكتور عبدالله بن محمد العجلان، ص 135.

[87]- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 1/ 227.

[88]- "الرسائل الشخصية": القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، ص 96، جامعة الإمام.

[89]- "محاضرات في الفكر الإسلامي في مرحلته الثانية": 67، دار الزيني بالقاهرة.

[90]- "الإسلام في النظرية والتطبيق": 98، مكتب الفلاح بالكويت.

[91]- "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 20/ 204.

[92]- للاطلاع على نقاش آخر يمكن مراجعة كتاب "الحركة الوهَّابية" رد على مقالة الدكتور محمد البهي في نقد الوهَّابية للدكتور محمد خليل الهراس، 29- 38، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

[93]- "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالوهَّاب أبو سليمان، ص 392، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[94]- "الاجتهاد والتقليد في الإسلام"؛ للدكتور طه جابر العلواني، ص 72، أسبوع الفقه الإسلامي، جامعة الإمام.

[95]- "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وأثرها في العالم الإسلامي": ص 70، دار البخاري بالقصيم.

[96]- "الفتاوى": 32، 33، القسم الثالث، من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[97]- "حركة التجديد الإسلامي في العالم العربي الحديث"؛ للدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى، ص 29، مكتبة الفلاح بالكويت، وانظر: "دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة"؛ للدكتور محمد بديع شريف وآخرين، ص 19، الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية.

[98]- "زعماء الإصلاح في العصر الحديث"؛ للأستاذ أحمد أمين، ص 22، بيروت: دار الكتاب العربي.

[99]- "حركة التجديد الإسلامي في العالم العربي الحديث"؛ للدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى، ص 15، الكويت: مكتبة الفلاح.

[100]- "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالوهَّاب أبو سليمان، ص 383، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[101]- "الشعر في الجزيرة العربية"؛ للدكتور عبدالله الحامد، ص 17، دار الكتاب السعودي.

[102]- "مراجعات في الفكر والدعوة والحركة"؛ للأستاذ عمر عبيد حسنة، ص 96- 97، الدار العالمية للكتاب الإسلامي.

[103]- "الثقافة الإسلامية"؛ للأستاذ محمد قطب وآخرين، ص 46، جامعة الملك عبدالعزيز.

[104]- "حركة التجديد الإسلامي في العالم العربي الحديث"؛ للدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى، ص 29- الكويت: مكتبة الفلاح.

[105]- "الاجتهاد في الشريعة الإسلامية"؛ للدكتور وهبة الزحيلي، ص 165- 166، أسبوع الفقه الإسلامي، جامعة الإمام.

[106]- "مجلة المنار": مجلد/ 1، ص/ 11.

[107]- "زعماء الإصلاح في العصر الحديث": 13- بيروت: دار الكتاب العربي.

[108]- "النهضات الحديثة في جزيرة العرب": ص 30، دار إحياء الكتب العربية.

[109]- "قادة الفكر الإسلامي"؛ للأستاذ عبدالله بن سعد الرويشد، ص 191، مكتبة عيسى البابي الحلبي.

[110]- "الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة"؛ للأستاذ علي المحافظة، ص 38، الأهلية للنشر.

[111]- "محمد بن عبدالوهَّاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث": 27، إدارة الثقافة والنشر، جامعة الإمام.

[112]- "قادة الفكر الإسلامي"؛ للأستاذ عبدالله بن سعد الرويشد، ص 191، مكتبة عيسى البابي الحلبي.

[113]- "مشاهير علماء نجد"؛ للشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، ص 23، دار اليمامة.

[114]- "علماء نجد في ثمانية قرون"؛ للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام، 1/ 21.

[115]- "مشاهير علماء نجد"؛ للشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، ص 23، دار اليمامة.

[116]- "الدرر السنية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 12/ 7.

[117]- "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالوهَّاب بن إبراهيم أبو سليمان، ص 389، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[118]- "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالوهَّاب بن إبراهيم أبو سليمان، ص 390، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[119]- "الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب حياته ودعوته"؛ للدكتور عبدالله يوسف بن الشبل، ص 17، جامعة الإمام، وخصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب للدكتور عبدالوهَّاب بن إبراهيم أبو سليمان، ص 390، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[120]- "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب وأثرها في العالم الإسلامي"؛ للدكتور محمد بن عبدالله السلمان، ص 26، دار البخاري بالقصيم.

[121]- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 1/ 240.

[122]- " الهدية السنية"؛ جمع الشيخ سليمان بن سحمان، ص 79، مكتبة التوفيق.

[123]- "محمد بن عبدالوهَّاب مصلح مظلوم ومفترى عليه"؛ للأستاذ مسعود الندوي، ص 181، مطبعة زمزم.

[124]- "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للدكتور عبدالوهَّاب بن إبراهيم أبو سليمان، ص 390، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، جامعة الإمام.

[125]- "الرسائل الشخصية"، القسم الخامس ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، ص 189، جامعة الإمام.

[126]- "الرسائل الشخصية"، القسم الخامس ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، ص 234، جامعة الإمام.

[127]- "منهج ابن تيمية في موقفه من المتصوفة"؛ للأستاذ رابح لطفي جمعة، ص 233- 234، الدارة، العدد الأول، شوال عام 1405 هـ.

[128]- "مقارنة بين الغزالي وابن تيمية"؛ للدكتور محمد رشاد سالم، ص 21، الدار السلفية.

[129]- "العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية"؛ لأبي عبدالله محمد بن عبدالهادي، ص 23، دار الكتب العلمية.

[130]- "مقارنة بين الغزالي وابن تيمية"؛ للدكتور محمد رشاد سالم، ص 23- 24، الدار السلفية.

[131]- "زعماء الإصلاح في العصر الحديث"؛ للأستاذ أحمد أمين، ص 13، دار الكتاب العربي.

[132]- "قواعد المنهج السلفي"؛ للدكتور مصطفى حلمي، ص 109- 110، دار الأنصار.

[133]- "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية"؛ جمع الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، 20/ 210.

[134]- "حركة التجديد الإسلامي"؛ للدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى، ص 29، الكويت: مكتبة الفلاح، "دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة"؛ للدكتور محمد بديع شريف وآخرين، ص 8، الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية.

[135]- "تاريخ الفلسفة الإسلامية"؛ للأستاذ ماجد فخري، ص 432- 433، بيروت: الدار المتحدة للنشر.

[136]- "حركة التجديد الإسلامي"؛ للدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى، ص 16، مكتبة الفلاح بالكويت.

[137]- "الاتجاهات الحديثة في الإسلام"؛ للأستاذ محمد بهجة الأثري، ص 26، المطبعة السلفية.

[138]- "الدولة السعودية الأولى"؛ للدكتور عبدالرحيم بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم، 1/ 39، دار الكتاب الجامعي.

[139]- "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع": 2/ 6- 7، القاهرة: دار الكتاب الإسلامي.

[140]- "الوهَّابية حركة الفكر والدولة الإسلامية"؛ للأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد، ص 29، الرياض: دار العلوم.

[141]- "النهضات الحديثة في جزيرة العرب"؛ للدكتور محمد عبدالله ماضي، ص 38، دار إحياء الكتب العربية.

[142]- "الدعوة الوهَّابية وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث"؛ للدكتور محمد كامل ظاهر، ص 7، دار السلام.

[143]- "فقه الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للشيخ صالح بن محمد الحسن، 275، رسالة ماجستير.

[144]- "العقيدة والشريعة في الإسلام": 236، دار الرائد العربي.

[145]- "حياة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب"؛ للأستاذ حسين خلف الشيخ خزعل، ص 334.

[146]- "محاضرات عن الحركة الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث"؛ للدكتور جمال الدين الشيال، 6- 61، معهد الدراسات العربية بالقاهرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في دائرة المعارف الإسلامية
  • نقض شبهة استدل بها المخالفون من كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب
  • منح الوهاب في احتساب الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التاريخ
  • منهج الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب في كشف الشبهات
  • التعريف بكتاب: حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب
  • إجابات العلامة الشيخ عبدالوهاب الحافظ الشهير بدبس وزيت رحمه الله على أسئلة فقهية
  • دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب تجديد وإصلاح
  • فوائد مختصرة من أقوال الإمام محمد بن عبدالوهاب منتقاة من الدرر السنية
  • دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بين المعارضين والمؤيدين

مختارات من الشبكة

  • الهند عبر روافد فكرية غربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ما الروافد النقدية؟(استشارة - الاستشارات)
  • تضييق الإسلام لروافد الرق(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قبل إِرادة التغيير إدارة التغيير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إرادة التغيير تقتضي إدارة التغيير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المراسلات العلمية وأثرها التعليمي والدعوي بغرب إفريقيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثروة السمكية وسد فجوة الأمن الغذائي العربي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الرسائل في عصر التقانة(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • قيادة التغيير .. تغيير القناعات (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مهندسة الأجيال بين الأمس واليوم(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
المرواني - السعودية 12-03-2012 12:49 AM

مشكور على هذا الموضوع القيم
والذي استفدت أنا منه شخصيا في البحث المقرر علي في مادة المكتبة والبحث وأرجو منك السماح بأخذ البعض من مجهودك القيم
ووفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه وجميع المسلمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب