التعريف بالمؤسسات الخيرية الخاصة في المملكة العربية السعودية وتطورها (1)

التعريف بالمؤسسات الخيرية الخاصة في المملكة العربية السعودية وتطورها (1)

المؤسسة الخيرية الخاصة هي كلُّ منشأة خيرية يكون غرضها الأساسي تقديم خدمة اجتماعية خيرية لأفراد أو جهات معينة، دون أن تستهدف تحقيق الربح المادي أو تحقيق أية أغراض أخرى تتعارض مع أحكام اللائحة أو القواعد التنفيذية، أو التعليمات الصادرة بمقتضاها (وزارة الشؤون الاجتماعية،1410هـ، ص:10)، وبالنظر إلى لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية الموافق عليها بقرار مجلس الوزراء رقم 107 في 25/ 6/ 1410هـ والقواعد التنفيذية للائحة المعتمدة من وزير العمل والشؤون الاجتماعية رقم 760 وتاريخ 30/ 1/ 1411هـ - نجد أن هناك فروقًا جوهرية بين المؤسسات الخيرية والجمعيات الخيرية، وهي كالآتي:

1- المؤسسات الخيرية يمكن أن تنشأ من قِبَل فرد أو مجموعة أفراد أو من شخص أو مجموعة أشخاص معنوية، أما الجمعيات الخيرية فتنشأ من هيئة أهلية تطوعية مكونة من 20 شخصًا فأكثر.

2- المؤسسات الخيرية لا تستفيد من الإعانات التي تقدمها الوزارة ولا يجوز لها جمع التبرعات، ويجوز لها قبول الهبات والوصايا، أما الجمعيات الخيرية فتستفيد من الإعانات التي تقدمها الوزارة، ويجوز لها قبول الهبات والوصايا وجمع التبرعات.

3- لا يوجد في اللوائح والقواعد التنفيذية نظام مفصل للتنظيم الإداري والمالي للمؤسسات الخيرية، وأما الجمعيات الخيرية فقد وضعت القواعد التنفيذية نظامًا مفصلاً لها.

وتتفق المؤسسات الخيرية والجمعيات الخيرية في النقاط الآتية:

1- لا تستهدفان الحصول على الربح المادي.
2- لا يجوز لهما الدخول في مضاربات مالية إلا بعد موافقة الوزارة.
3- لا يجوز لهما فتح فروع إلا بعد موافقة الوزارة، وحسب النظام الأساسي لهما.
4- يقتصر نشاطهما داخل مناطق المملكة العربية السعودية فقط.
5- يخضعان لإشراف ورقابة وزارة الشؤون الاجتماعية من حيث تعيين مجلس إدارة مؤقت لإدارتِها، ووقفت تنفيذ قراراتها، وحلها وتصفيتِها.

ويجدر التنبيه إلى أن المؤسسات الخيرية الخاصة الصادرة بموجب أمر ملكي لا تُطبق عليها اللوائح والقواعد التنفيذية السابقة حسب ما نصت عليه اللائحة في الفقرة (2)من المادة (25).

وحسب تقرير أسماء وعناوين المؤسسات الخيرية الصادر من الإدارة العامة للجمعيات والمؤسسات الخيرية في تاريخ 19/ 1/ 1432هـ فإن عدد المؤسسات الخيرية الخاصة (88) مؤسسة، منتشرة في سبع مناطق من مناطق المملكة العربية السعودية، ويتركز وجودها في منطقة الرياض بنسبة 61.36%، ثم منطقة مكة المكرمة بنسبة 19.32%، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 7.95%، ثم منطقة القصيم بنسبة 5.68%، ثم منطقة المدينة المنورة بنسبة 3.41% ثم منطقة عسير والحدود الشمالية بنسبة 1.13%، والجدول الآتي يوضح ذلك:

وقد تأسَّست أول مؤسسة خيرية خاصة عام 1416هـ، ويلاحظ في التسلسل الزمني لتأسيس المؤسسات الخيرية الخاصة أنها بدأت ببطء، ثم انطلقت بعد ذلك، حيث لم يتأسس حتى عام 1428هـ سوى (42) مؤسسة، وفي عامي 1429هـ و1430هـ فقط تم التصريح لـ (46) مؤسسة (يتضح ذلك من خلال الرسم البياني المرفق)، ويمكن تفسير ذلك بعدة أسباب منها:

1- تأثير خطط التنمية الخمسية السابعة والثامنة والتاسعة للمملكة العربية السعودية على زيادة عدد المؤسسات الخيرية الخاصة، فقد نصَّت الأسس الإستراتيجية لخطط التنمية السابعة (1420-1425هـ/ 2000-2004م) على: "ضرورة تطوير الخدمات التطوعية، وترسيخ مفهومها، وأهميتها لدى أفراد المجتمع، والارتقاء بوسائلها وأساليب أدائها" (وزارة الاقتصاد والتخطيط، بدون تاريخ، ص: 116)، وفي خطة التنمية الثامنة (1425-1430هـ/ 2005 - 2009م) تنصُّ على "تشجيع المؤسسات الخاصة والأفراد على الإسهام في الأعمال التطوعية والخيرية في المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية، وترسيخ مفهومها وأهميتها، والارتقاء بوسائل وأساليب أدائها" (وزارة الاقتصاد والتخطيط، بدون تاريخ، ص: 33)، وفي خطة التنمية التاسعة (1430-1435هـ/ 2010-2014م) تنص آلية التنفيذ الرئيسة على "الاهتمام بالبعد الاجتماعي لعملية التنمية، بتعزيز المشاركة الأهلية في عمليات التنمية والرعاية الاجتماعية، ودعم الفئات المحتاجة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وإيلاء اهتمام خاص لفئات الشباب والمرأة والطفل."؛ (وزارة الاقتصاد والتخطيط، بدون تاريخ، ص:21).

فلذا؛ لا عجب أن نجد عدد المؤسسات الخيرية الخاصة ارتفع من (3) مؤسسات في الفترة من (1416هـ - 1419هـ) ليصل إلى (31) مؤسسة في فترة خطة التنمية الخمسية السابعة؛ أي: بنسبة زيادة 900% (تسعة أضعاف العدد)، وفي خطة التنمية الخمسية الثامنة وصل عدد المؤسسات إلى (62) مؤسسة بنسبة زيادة 100% (ضعف العدد)، وفي خطة التنمية الخمسية التاسعة وصل عدد المؤسسات إلى (88) مؤسسة حتى الآن بنسبة زيادة 42%.

2- يعد قرار فصل قطاع العمل عن قطاع الشؤون الاجتماعية في عام (1425هـ / 2004 م) سببًا مهمًّا في زيادة عدد المؤسسات الخيرية والارتقاء بمستواها وذلك لوجود وزارة مختصة بالعمل الاجتماعي والخيري، حيث وصل عدد المؤسسات حتى عام 1424هـ - أي: خلال (8) سنوات - إلى (27) مؤسسة، وبعد انفصال الوزارة حتى عام 1430هـ - أي: خلال (6) سنوات - ارتفع عدد المؤسسات ليصل إلى (88) مؤسسة بنسبة زيادة 226% (ضعفي العدد وربع).

وأما المؤسسات الخيرية الصادرة بموجب أمر ملكي فقد وصل عددها إلى (12) مؤسسة، وهي:

1. مؤسسة الملك عبدالعزيز العامة.

2. مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع.

3. مؤسسة الملك فيصل الخيرية.

4. مؤسسة الملك خالد الخيرية.

5. مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي.

6. مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

7. صندوق المئوية.

8. مؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد.

9. مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية.

10. مؤسسة آل إبراهيم الخيرية.

11. مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.

12. مؤسسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن التويجري.