• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / من ثمرات المواقع
علامة باركود

نظرية دراسة القرآن الكريم في مدرسة الإمام النحوي

أ. د. عبدالسلام حمدان اللوح

المصدر: موقع: النحوي
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/10/2010 ميلادي - 8/11/1431 هجري

الزيارات: 12065

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرية دراسة القرآن الكريم

في مدرسة الإمام النحوي

مقدم إلى المؤتمر العلمي الرابع " دور الجامعات في التنمية "

بجامعة الأقصى – غزة – فلسطين

The role of Al-Nahwi contemporary school of thought of studying the Qura’n in building a generation of believers.


Abstract

This study explores the school of thought built by Al-Nahwi and its expected role in developing a generation of Muslim believers. This exploration is conducted through studying the holy Qura’n and its implementation in real life. This study also shows how the University can benefit from Al-Nahwi’s school in several ways.

 

Additionally, it explores the life way of this scholar, his educational and cultural productions, and his influences on Islamic call and its aims and means. The findings invite researchers for further studies that benefit from this contemporary thought in developing a unified Muslim nation.

 

ملخص البحث

يعرض هذا البحث النظرية التي بناها الإمام العلامة الدكتور النحوي، وما لها من دور منشود في تنمية وبناء الجيل المؤمن، وذلك من خلال دراسة القرآن الكريم وممارسته في واقع الحياة، مع إبراز دور الجامعة في الاستفادة من أفكار هذه المدرسة في مجالات متعددة، وقد ظهرت لنا السيرة الذاتية لصاحب المدرسة مع إنتاجه الفكري والتربوي، وظهرت لنا نظريته العامة في الدعوة الإسلامية، بكل مكوناتها وتوابعها من وسائل وأساليب مساعدة لتحقيق الأهداف بأنواعها في التربية والتنمية والبناء مما يدعو الباحثين وطلاب العلم والدعاة إلى مزيد من الدراسة والبحث للاستفادة من هذا الفكر المعاصر في التنمية والبناء للأمة المسلمة الواحدة.


المقدمة

الحمد لله رب العالمين، سخَّر رجالاً يجددون أمر دينه، ويرثون الأنبياء في العلم والدعوة إلى الله عز وجل، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه و التابعين.


وبعد:

فإن الفكر الإسلامي قديماً وحديثاً له الدور الفاعل في نشر الصحوة الإسلامية، وتنمية وبناء الجيل المؤمن باعتباره الأصل والأساس لبناء المجتمع الإسلامي الفاضل، والذي يسعى بدوره إلى بناء وتكوين الأمة المسلمة الواحدة. ولا يقتصر الفكر الإسلامي على وسيلة واحدة من وسائل التنمية والبناء، وإنما يسلك جميع السبل التي يحتاجها قيام الأمة  المسلمة، ويعتمد على النهج والتخطيط الإيماني النابع من منهاج الله قرآناً وسُنة ولغة وواقعاً تعيشه الأمة.

 

وحديثنا اليوم مع مدرسة فكرية معاصرة للإمام العلامة الدكتور عدنان علي رضا النحوي، وذلك من خلال نتاجه الفكري الذي بلغ ما يزيد على مائة وعشرين كتاباً مطبوعاً ومنشوراً في العالم الإسلامي اليوم، وبعضها مترجم إلى عدة لغات، وهذه الثروة الفكرية منها ما يعرض ويفصّل النهج العام والنظرية العامة للدعوة الإسلامية، ومنها ما يوجز ذلك وييسره، ومنها ما يعرض أهم قضايا الإيمان والتوحيد في واقعنا المعاصر والنهج والخطة للدعوة والبلاغ، ومنها ما يعرض بعض القضايا الفكرية في الواقع وبعض أحداثه، ومنها ما يعرض الأدب الملتزم بالإسلام والنقد الأدبي مع الرد على المذاهب الأخرى، ومنها دواوين وملاحم شعرية، كل ذلك مع كون دراسته وتخصصه في ميدان الهندسة الكهربائية، فهو يمثل جامعة بفكره وعطائه المتواصل.

 

ودورنا اليوم مع هذا المفكر الإسلامي أن نعرض نظريته في دراسة القرآن الكريم، وما هو الدور المتوقع لهذه النظرية وتطبيقها في ميدان التنمية والبناء للجيل المؤمن الذي يبني بدوره الأمة المسلمة الواحدة. وسنتعرض لفكره ونتاجه العلمي الذي طرق به أبواب الجامعات والمعاهد العلمية، والمؤسسات التربوية والتنموية، والمكتبات العامة والخاصة ودور النشر والتوزيع، حتى أصبح هذا الفكر الإيماني في متناول الجميع.

 

ونتناول كذلك دور الجامعة في الاستفادة من هذا الفكر سواء كان ذلك في الرسائل الجامعية والبحوث العلمية، أو كان ذلك في توافر هذه المؤلفات في مكتبات الجامعات، أو بما تمثله هذه المؤلفات من مراجع لمقررات ومساقات جامعية، وإسهام ذلك في تنمية وبناء الجيل.

 

نتعرف من خلال دراستنا على الوسائل والأساليب التي يعتمدها في نظريته لتعليم القرآن تلاوة وحفظاً ومراجعة للحفظ، وتدبراً لمعاني كتاب الله، ثم العمل والممارسة الإيمانية لكتاب الله في واقع الحياة.

 

وتحقيقاً لما سبق من أهداف الدراسة كان لابد من وضع هذه الخطة الموجزة لتمثل هيكلية الدراسة والبحث وذلك فيما يلي:

المقدمة: وفيها طبيعة البحث وغايته والخطة الموجزة للدراسة.

المبحث الأول: فيه تعريف بالإمام العلامة صاحب المدرسة الفكرية المعاصرة، وإنتاجه الفكر، ودور الجامعات في الاستفادة من هذا الفكر.

المبحث الثاني: نظرية دراسة القرآن الكريم وتدبره.

المبحث الثالث: الدور المنشود لهذه النظرية في تنمية وبناء الجيل المؤمن.

الخاتمة: وفيها نتائج البحث وما تم التوصل إليه من نصائح وتوصيات.

والله ولي التوفيق،،،


المبحث الأول 

"التعريف بصاحب المدرسة الفكرية وإنتاجه الفكري واستفادة الجامعات من هذا الفكر" وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: التعريف بصاحب المدرسة:

يُعدُّ الإمام العلامة الدكتور عدنان علي رضا محمد النحوي من الأعلام البارزين في هذا العصر يعرفه العلماء والأدباء والشعراء والمفكرون والدعاة إلى الله في العالم الإسلامي، يعرفه أساتذة الجامعات وطلاب العلم والمعرفة، والآن مع مولده ونشأته:


ولد في مدينة "صفد" بشمال فلسطين عام 1346ه- الموافق 1928م، ونشأ في بيت دين وعلم، وفقه وأدب، وعطاء وجهاد، فوالده هو المجاهد والسياسي علي رضا محمد النحوي، وقد كان أجداده وأعمامه علماء وقضاة، ومفتين ورجال قانون وإدارة، وأدباء وشعراء، وقد نشأ هذا الإمام الداعية العالم بين أهله وذويه في صفد يرتوي الإيمان والعلم والأدب منذ نعومة أظفاره، وقد نظم الإمام الشعر سنة 1943م، وجاءت مؤلفاته الأدبية والفكرية والتربوية ودواوينه الشعرية لتبرز لنا تاريخ هذا العالم الفذ، وتاريخ بلده العريق مما كان له أثر فعّال في حياة الإمام العلامة حيث صُقل بصدق الرأي ووضوحه، وقوة التفكير والتأمل، وأمانة الكلمة والفكرة، وثبات الموقف على الحق، واستقامة المسيرة والنهج. ولمعرفة المزيد عن مرحلة الطفولة والشباب لعاملنا الفذ يمكن الرجوع إلى موقع الإنترنت: Alnahwi.comhttp/www.


نشاطه السياسي وعمله الوظيفي:

حياة الهجرة والشتات التي عاشها مفكرنا الإمام قد صقلت على الوعي السياسي حيث تعرّف على المجاهدين ورجال الثورة، ومتابعة الأخبار عن قرب ومن خلال قلب الحدث، فقد عاش المأساة والظلم والقهر، فقد هُدم بيته، وطورد والده، وذاق مرارة الرحيل والتشرد.

 

ويحتوي الموقع على شبكة الإنترنت وكذلك كتبه المنشورة على المزيد من الأحداث السياسية التي مرّ بها الإمام خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين الميلادي ممتداً إلى اليوم دون توقف. وبعد أن أنهى دراسته الجامعية في تخصص الهندسة الكهربائية عاد إلى سوريا ليبدأ حيات-ه الزوجية وعمله الوظيفي مهندساً ثم مديراً للإذاعة التي كانت في مرحلة الإنشاء، ثم أنتقل إلى السعودية ليعمل في وزارة الإعلام في الرياض مسئولاً عن محطات الإرسال، ثم تفرغ لإنشاء دار النحوي للنشر والتوزيع، وذلك لنشر الإنتاج الفكري والدعوي للإمام وتوزيعه، ثم حصل على درجة الدكتوراه في تخصص هندسة الاتصالات الكهربائية.


نشاطه الدعوي وميادينه:

قضى الإمام في ميدان الدعوة ما يزيد على نصف قرن، ينهل ويعطي، ولقد تعهّد أجيالاً وربىّ ناشئة، زار خلال المسيرة أقطاراً متعددة في العالم من خلال نشاط علمي أو دعوي أو فكري،أو أدبي، وحضر مؤتمرات متعددة، وقد تكون لهذا المفكر الإسلامي تصور واضح للدعوة الإسلامية ليبني من خلاله الجيل المؤمن والأمة المسلمة الواحدة، فأصبح لديه نهج يحمل نظرية عامة للدعوة الإسلامية، ودراسات تفصيلية لبنودها وعناصرها ومناهجها التطبيقية، نهج نابع من الكتاب والسُنة، يلبي حاجة الواقع، ويعين المسلم على النجاة من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة، وذلك لمن صحت نيته وصدقت عزيمته.

 

قدم هذا النهج مفصلاً في دراسات مطبوعة ومنشورة في أرجاء العالم الإسلامي بالإضافة إلى دراسات حول قضايا العالم الإسلامي من خلال كتب الأدب والشعر والملاحم، ليتكامل النهج بجميع نظرياته وغاياته ووسائله وأساليبه.

 

ويرى الإمام العلامة أن قضية فلسطين وغيرها من ديار الإسلام هي مسئولية كل مسلم والأمة المسلمة كلها، ولذلك لابد من جمع القوى لبناء الجيل المؤمن الواحد كالبنيان المرصوص وتنميته على أساس من منهاج الله. (الإنترنت: www.alnahwi.com "مع الداعية النحوي"، وانظر: (النحوي،1993، 3:13-16).


المطلب الثاني: الإنتاج الفكري للمؤلف " المؤلفات ":

بلغت مؤلفات هذا العالم الإمام ما يزيد على مائة وخمسة وعشرين كتاباً حتى مطلع عام 1431ه- الموافق 2010م، وهو مازال يعطي ويقدم وينصح ويتابع، وكتبه ومؤلفاته في ازدياد متواصل، تُرجم بعض هذه المؤلفات إلى الإنجليزية والتركية والأردية، منها كتب في الدعوة وفكرها ومناهجها، والتربية والبناء ومناهجه، والفقه في الدعوة وامتداده في الحياة، والإدارة، وسبعة كتب في التوحيد وموضوعاته الإيمانية ومناهج تطبيقها، ومنها كتب في دراسة قضايا الواقع الفكرية وأحداثه، ومنها كتب في الأدب الملتزم بالإسلام والنصح الأدبي، ومنها كتب في الرد على المذاهب الأدبية الغربية، ومنها الدواوين والملاحم الشعرية، ومنها كتب باللغة الإنجليزية.

 

وبهذا فإن ما أنتجه الإمام العلامة الدكتور النحوي يمثل موسوعة علمية واسعة، ولا نعلم أحداً في هذا العصر قد بلغت مؤلفاته هذا الكم الوافر، والعطاء المتواصل وهذا التنوع والعمق.

 

هذه الدراسات والمؤلفات المتعددة تمثل عصارة علم المؤلف الداعية وتجربته خلال نصف قرن، صاغها على صورة نظرية عامة للدعوة الإسلامية تقوم على قواعد الإيمان والتوحيد، وعلى المنهاج الربان-ي، ودراسة الواقع من خلاله، ثم تأتي بنود النظرية وعناصرها، بالإضافة إلى ما قدّمه من نهج مفصل لبعض ميادين النشاط، ونظام إداري، ومناهج تطبيقية ونماذج عملية، للفرد والجماعة والأمة.

 

ولا ننسى أن الدواوين الشعرية والملاحم للإمام العلامة تمثل فكره السياسي والإسلامي تجاه أهم قضايا العالم الإسلامي، ومن أبرزها وأهمها واقع قضية فلسطين، بلده الذي يحن إليه دوماً، ويدعو المسلمين إلى لقاء المؤمنين وبناء الجيل المؤمن ليعود للإسلام عزه ويسترجع حقه ومكانته التي أرادها الله.

 

ونذّكر بأن من قرأ لشاعرنا العلامة أبياتاً من الشعر سيظنه قطعاً يعيش في العصر العباسي أو قبله، وذلك لقوة شعره وجزالة ألفاظه، وسيعجب كل العجب إن عَلِم أن هذا  الإمام العلامة الشاعر الأديب المفكر الداعية ما زال حياً يستنشق أنفاس الشيخوخة، وما زال يقول شعراً ونثراً، ويؤلف كتباً، وينتج فكراً، يفوق في ذلك أهل زمانه، فهو رجل واحد في شخصه إلا أنه أمة في إنتاج-ه وعطائه وجهده، بل هو جامعة متحركة، كلَّ يوم تبني وتقدم جديداً  للأمة، وهو يمثل بذلك مدرسة دعوية، ولا يمثل عملاً حزبياً ولا سرياً.

 

ومن أراد الوقوف على مؤلفات الإمام مرتبة في مجموعات معنونة حسب تخصص كل مجموعة فليراجع موقع الإنترنت الخاص بالإمام العلامة.

المطلب الثالث: دور الجامعات في الاستفادة من فكر المدرسة:-

لقد كان للجامعات دور في الاستفادة من فكر مدرسة الإمام النحوي وذلك من عدة جوانب منها:

أولاً: الرسائل الجامعية والبحوث العلمية:

لقد نال فكر الإمام النحوي جانباً من الدراسات والرسائل الجامعية، ونالت أيضاً جانبا آخر من البحوث العلمية الأكاديمية لمرحلة ما فوق درجة الدكتوراه يقوم بها أساتذة جامعيون يشاركون بها في المؤتمرات، ونيل الدرجات الأكاديمية، إن دل ذلك فإنما يدل على مدى أهمية هذا الفكر المعاصر في خدمة منهاج الله والدعوة إليه، وكذلك في خدمة قضايا واقعنا المعاصر.

 

ويدل أيضاً على مدى عمق التجربة والخبرة للإمام العلامة صاحب هذه المدرسة الفكرية، وإن الكم والكيف الذي جاء به هذا الفكر لدليل على سعة اهتمامات الإمام، فما يجد جديد في واقعنا إلا وله ديوان أو ملحمة شعري-ة أو كتاب تتناول هذا الحدث أو ذاك، يصنّف الداء، ويضع الدواء، ويثير العزائم والهمم.

 

وإليك بعضاً مما استطعت الوقوف عليه من هذه الرسائل والبحوث:

1- الموقف السياسي في شعر عدنان النحوي.

دراسة للدكتور إبراهيم أبو دقة - كلية التربية الحكومية- غزة-  مقدم لمؤتمر قضايا الأدب والتحديات المعاصرة المنعقد في الجامعة الإسلامية بغزة.

 

2- البناء اللغوي لنموذج من شعر الغربة الإسلامي.

النموذج: ملحمة الغرباء للدكتور عدنان علي رضا النحوي/ بقلم الدكتور سعد أبو رضا - قدم هذا البحث في مؤتمر الأدب الإسلامي في جامعة عين شمس بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية ورابطة الأدب الإسلامي في الفترة ( 24-27-/4/1413ه- الموافق 20-23/10/1993م ).

 

3- الصورة الشعرية الإسلامية " عند الدكتور الشاعر / عدنان علي رضا النحوي " بقلم الأستاذ محمود الدغيم - قدم هذا البحث في " ندوة الأدب الإسلامي " التي أقامتها رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالتعاون مع مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية والتي عقدت يوم الاثنين 22 ربيع الأول 1994م وذلك بضياف-ة مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية.

 

4- الاغتراب والملحمية في شعر عدنان النحوي.

بحث لنيل الماجستير-  إعداد الطالب: عيسى بودوخة – إشراف: د. حسن كاتب – جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية - قسنطينة - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - قسم اللغة العربية والدراسات القرآنية - الجزائر -2001 / 2002م.

 

5- عدنان علي رضا النحوي ومنهجه في تحقيق قضايا عصره.

بحث لنيل درجة الماجستير-  إعداد: مريم عبد الوافي-  إشراف الأستاذة: سلمى تليلاني – جامعة الحسن الثاني - كلية الآداب والعلوم الإنسانية – المحمدية – شعبة الدراسات الإسلامية – 2002 / 2003م.

 

6- بحث لنيل درجة الماجستير عن شعر الدكتور/ عدنان علي رضا النحوي.

للآنسة: ليلى الشبيلي- كلية التربية للبنات- قسم اللغة العربية- منطقة جيزان- المملكة العربية السعودية. انظر ( الإنترنت،www. alnahwi.com ، مع الداعية النحوي ).

وهناك العديد من الأبحاث لنيل مختلف الدرجات العلمية من خلال فكر الإمام، ويصعب حصرها، ولا يتسع المقام لذكرها هنا.

 

ثانياً: توافر المؤلفات في مكتبات الجامعات:

لقد اهتمت الجامعات بهذا الفكر المعاصر، فحرصت على أن تجعله في مكتباتها المركزية، ليكون ذلك مرجعاً لطلاب العلم والمعرفة، سواء كان ذلك في ميدان الدعوة الإسلامية، أو في ميدان الأدب الإسلامي الملتزم مع النقد والرد على المذاهب الأدبية الأخرى، أو كان ذلك في ميدان القضايا الفكرية في الواقع وأحداثه من خلال الدواوين والملاحم الشعرية، بالإضافة إلى رسالته الأكاديمية في ميدان الهندسة الكهربائية.

 

فهذه المصنفات التي تزيد في عددها على الثمانين لا شك أنها تمثل ثروة علمية، ومراجع مهمة لهذه الميادين الفسيحة، وكم من طالب علم يجد حاجته وضالته في هذه المراجع المودعة في مكتبات الجامعات.

ولا تخلو مكتبة مركزية لجامعة من جامعاتنا المحلية التي أمكننا الاطلاع عليها إلا وفيها كمُ وفير من هذه المصنفات للإمام العلامة.

وأضرب مثلاً بالمكتبة المركزية للجامعة الإسلامية بغزة، وآخر بالمكتبة المركزية لجامعة الأقصى، لنرى مدى توافر هذا الإنتاج الفكري في هذه الجامعات لخدمة الطلاب والباحثين، وذلك فيما يلي:

1- المكتبة المركزية للجامعة الإسلامية:

بمطالعة الفهارس العامة للمكتبة للوقوف على مدى توفر مؤلفات الإمام العلامة الدكتور النحوي، فقد وجد الباحث قائمة من الكتب قد بلغت سبعة وستين كتاباً عدا النسخ المكررة ( الجامعة الإسلامية: المكتبة المركزية ).

 

2- المكتبة المركزية لجامعة الأقصى:

بعد الإطلاع على فهارس المكتبة، والاستعانة ببعض المشرفين عليها، وجد الباحث للإمام  الدكتور النحوي مجموعة من المؤلفات، بلغ عددها خمسة وأربعين كتاباً عدا النسخ المكررة ( جامعة الأقصى: المكتبة المركزية ).

 

هذان مثالان فقط، والأمثلة كثيرة لا يتسع المقام للتوسع في حصرها، والوقوف على جميعها، هذا في داخل الأرض المحتلة " فلسطين " فكيف بالجامعات المنفتحة على العالم الخارجي ؟ وكيف بالجامعات السعودية التي توجد في الموطن الحالي للإمام المؤلف؟ لا شك أن دور الجامعات هناك سيكون أكثر استفادة من هذا الإنتاج الفكري.

 

ثالثاً: مراجع لمقررات ومساقات جامعية :

لقد علم الباحث أن جامعة الأزهر بغزة قد اعتمدت كتاباً للإمام الدكتور النحوي ليكون مقرراً على الطلاب والطالبات، في مقرر العقيدة  "متطلب جامعة" أي يدرسه كل طلاب الجامعة على اختلاف تخصصاتهم، وهذا الكتاب هو "التوحيد و واقعنا المعاصر"وقد أعيد طبع الكتاب في فلسطين "قطاع غزة" ليكون متوفراً لدى طلاب الجامعة.

 

وقد سبق أن تقرر على طلاب الدراسات العليا- الدبلوم الخاص- بالجامعة الإسلامية بعض الموضوعات من كتب  الإمام النحوي مثل كتاب " الشورى لا الديمقراطية " وكتاب " منهج المؤمن بين العلم والتطبيق " بعنوان " لماذا ندرس منهاج الله ؟ " وكان ذلك في مادة  " ثقافة إسلامية ".

أما في السعودية مثلاً فقد علمت أن بعض أساتذة الجامعات قد طلبوا من الإمام العلامة أن يُعدَّ كتاباً في "الأسلوب والأسلوبية" ليكون مرجعاً للطلاب في مادة  "الأسلوب الأدبي".

وبالفعل نجد للإمام من خلال قائمة المصنفات كتاباً بهذا العنوان نفسه "الأسلوب والأسلوبية"، وكذلك كتاب "الأدب الإسلامي في إنسانيته وعالميته".

هذه بعض الأمثلة التي وقفت عليها في هذا الميدان، ولا شك أن الأمثلة أكثر وأعم مما ذكرت، لكن الحصار الذي نعيشه في فلسطين قد يحول بيننا وبين الانفتاح على العالم الخارجي بكل ما فيه من معارف وعلوم وحقائق.

وبهذا ندرك مدى استفادة الجامعة من هذا الفكر المعاصر للعلامة الدكتور النحوي، وذلك في البناء و التربية و الإعداد لهذا الجيل المعاصر، الذي هو أمل الأمة في رفع رايتها، وجعل كلمة الله فيها هي العليا.

 

ومما هو جدير بالذكر في ختام هذا المبحث أن لقب "الإمام العلامة" قد ناله الدكتور النحوي في اليوم العالمي للمكتبات وحقوق المؤلف الموافق 8 جمادى الأولى 1431هـ الموافق 22/ 4 / 2010م، حيث التقى جمع من العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات بفلسطين، واحتفلوا باليوم العالمي للمكتبات، وأجمعوا على تكريم هذا العالم المفكر بلقب "الإمام العلامة" وأرسلوا إليه إفادة موثقة بذلك إقراراً واعترافاً بجهده في خدمة العلم، والدعوة الإسلامية، والقضية الفلسطينية، وقضايا العالم الإسلامي، والأدب الإسلامي الملتزم.

 

سائلين المولى عز وجل أن يتقبل عمله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يثقّل به موازين حسناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


المبحث الثاني

" نظرية دراسة القرآن الكريم وتدبره": إن نظرية دراسة القرآن الكريم وتدبره مستمدة من الإيمان والتوحيد ومن منهاج الله تعالى، ومن حاجة واقع المسلمين اليوم، الواقع المرير الذي تعيشه أمتنا الإسلامية بما فيه من فواجع ونكبات وهزائم.

 

إن هذه النظرية تمثل جانباً من نظرية عامة للدعوة الإسلامية يعرضها الإمام الدكتور صاحب المدرسة، يعرضها بكل قوة وإصرار، بهدف أن تقع هذه النظرية لكل من يقرأ كتاباً من كتب هذه المدرسة، بالإضافة إلى أن هذه النظرية هي منطلق الفكر والمنهج، وهي القلب النابض لهذه المدرسة الفكرية المعاصرة، وأغلب كتب المدرسة تعرض جوانب متعددة من هذه النظرية العامة سواء أكان ذلك العرض للقاعدة الصلبة التي تنطلق منها النظرية أم لأسسها ولعناصرها أم لأهدافها أم لغيرها من الجوانب الأخرى.

 

إن نظرية دراسة القرآن الكريم وتدبره تمثل العصب الرئيسي والركن الأساسي الذي انطلقت منه ولأجله النظرية العامة للدعوة الإسلامية، لأنه يمثل سبيل النجاة في الدنيا والآخرة، يمثل الصراط المستقيم الذي أمر الله بإتباعه دون سائر السبل التي تبعدنا عن صراطه، ولذا فإننا ندعو الله في كل ركعة من صلاتنا أن يهدينا هذا الصراط المستقيم، بمعنى أن يَثبِّتنا عليه، ويزيدنا من الهداية إليه، لأنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وإن النظرية العام-ة قد بناها الإمام الدكتور الداعية من أجل أن تكون موجهاً قوياً للداعية والدعوة كلها، وترسم له الدرب، ونقطة الانطلاق والمراحل والوسائل والأساليب، وكل ذلك من منطلق قرآني لبناء الجيل المؤمن وتحقيق لقاء المؤمنين الذي يبني الأمة المسلمة الواحدة التي تقيم دين الله في الأرض، وتحقيق الأمن والأمان للبشرية جمعاء، بعيداً عن الشعارات والزخارف، بعيداً عن حب الدنيا والصراع عليها، بعيداً عن الفتن بكافة أشكالها وألوانها وتسميتها، بعيداً عن العصبيات الجاهلية والأهواء الشخصية.

 

يقول الإمام الدكتور: " إنها مسئولية الدعوة الإسلامية أن توفر للداعية سبيل أخذ الزاد المنهجي اللازم له في مي-دان الدعوة، إنها مسئولية مدرسة الإسلام أن توفر هذا الزاد المنهجي للداعية، وأن توفر له الوسائل والأساليب التي تمكنه من هذا الزاد، وأن توفر له بالإضافة إلى الزاد المنهجي التدريب المنهجي على ممارسته في الميدان، ثم يكون نزوله للميدان تدريباً نامياً مستمراً، يزيده إيماناً يفضل الله ورحمته لمن يريد له الهداية، ويزيده علماً وخبرة وتجارب، (النحوي:1997/ 1: 68).

 

ويقول في كتاب آخر: لقد بدأت هذه الدراسات بصورة مبدئية في ميدان العمل قبل أكثر من ثلاثين عاماً، ثم أخذت تنمو نظرياً وتطبيقياً ومناهج، وإننا نأمل أن نتابع الجهد بإذن الله ونحن نسعى إلى نمو الإتقان والإحسان على أسس راسخة ثابتة إن شاء الله "، (النحوي:1999/ 1: 22: 23).

 

هذه النظرية التي تكونت عبر الدراسات المتعددة وخلال السنوات الطويلة، يعتبرها الإمام بمثابة مصنع الأجيال المؤمنة، ولذلك يقول تحت عنوان "هل المسلمون اليوم قادرون على بناء مصنع الأجيال": وبإيجاز فإن جميع الكتب التي صدرت تمثل "النظرية العامة للدعوة الإسلامية" موجزاً وتفصيلاً، وسترتبط الكتب التي تصدر بعد ذلك بهذه النظرية العامة، فالكتب والدراسات جميعها كتب منهجية، تعرض النظرية والنهج، وتعرض كذلك المناهج التطبيقية والنماذج العملية، سواء أكان ذلك في الفكر والتصور، والإيمان والتوحيد، أم مشكلات الواقع الفكرية وأحداثه ووقائعه، أم الأدب وقضاياه، أم الفقه وامتداده، أم الدعوة والبلاغ، أم التربية والبناء، أم النهج والتخطيط والإدارة والنظام، وغير ذلك ،(النحوي:1999: 109).

 

وهكذا نرى كيف تم بناء مصنع الأجيال المؤمنة المتمثل في النظرية العامة للدعوة الإسلامية بكل مراحلها وعناصرها وبنودها، وذلك من خلال الإنتاج الفكري التربوي المرتبط بكتاب الله، هذا النهج الذي يهدف إلى بناء الجيل المؤمن ليبني بدوره الأمة المسلمة الواحدة، التي هي أمل كل مؤمن صادق ليعيش في ظلالها وربوعها بأمن وأمان وسلام، يعند ربه بطمأنينة وسكينة واستقرار.

 

والآن مع هذه النظرية العامة لنرى الهيكلية العامة لها، ولنرى الترابط والاتصال بين عناصرها وبنودها وقاعدتها الصلبة، ولنرى دور دراسة القرآن الكريم في هذه النظرية باعتباره المنقذ الوحيد لهذه الأمة من الفتن والضلال، وهو سبيل الرشاد والسداد والهدى  إنه الزاد الرئيسي للداعية وبداية انطلاقته، ومن القرآن الكريم وتدبره تنبع كل عناصر وبنود هذه النظرية العامة، ( النحوي: 1999/ 1: 247 ).

 

وقبل الاستعراض لهذه النظرية ببنودها نود التنبيه والتذكير والتأكيد على أن مراد الإمام بمصطلح "المنهاج الرباني" هو القرآن الكريم تلاوة وتدبراً ودراسة وحفظاً ومراجعة، بالإضافة إلى دراسة السُنة ودراسة اللغة العربية التي تمثل الوسيلة لدراسة القرآن والسُنة، وواضح أن داعينا قد جعل قضية الإيمان والتوحيد هي القاعدة التي تقوم عليها النظرية العامة للدعوة الإسلامية، هذه القاعدة التي تحمل سائر البنود، وتمتد في كل بند وكل عنصر وكل جزء، وتسري فيها كما يسري الدم في العروق. وتستمد هذه القاعدة من منهاج الله قرآناً وسُنة، فمنهاج الله يغذي إيمانه وينقيه، والإيمان يدفع إلى دراسة منهاج الله، وهكذا يمضي التأثير متبادلاً بين منهاج الله وبين الإيمان، والإيمان الصادق عامل أساسي في تدبر منهاج الله، ( النحوي: 1999/ 1: 173 ).

 

يعتبر الإمام قضية الإيمان والتوحيد تمثل القاعدة الصلبة للدعوة الإسلامية وجوهرها، والقضية الكبرى في حياة كل إنسان، والحقيقة الكبرى في الكون، والهدف الثابت الأول في الدعوة، والمنطلق والزاد الأول للداعية.

 

ثم ينبع من هذه القاعدة الصلبة ركنان رئيسيان وهما:

الركن الأول: المنهاج الرباني ودراسته دراسة منهجية:

يقول الإمام صاحب المدرسة: "لابد من وضع نهج وخطة لتدبُّر منهاج الله تدبراً حقيقياً، ونرى أن يتم ذلك من خلال نظرية المنهاج الفردي من ناحية، ونظرية منهج لقاء المؤمنين من ناحية أخرى، فالمنهاج الفردي يُقصد منه الدراسة والعلم، ومنهج لقاء المؤمنين يُقصد منه الإعداد والتدريب على خطوات أساسية وقواعد إيمانية، كل ذلك من خلال منهج متكامل مترابط.

 

ونهدف من ذلك إلى أن يعود المنهاج الرباني ليؤدي الدور الذي كان يؤديه في مدرسة النبوة الخاتمة، ليصوغ فكر المؤمن ونفسيته وشخصيته، وأساس دراسة المنهاج الرباني هو أن تكون دراسة متكاملة مترابطة.

 

وتقوم دراسة القرآن الكريم على التلاوة بأحكامها على أن يكون التدبر هو هدف كل أحكامها، ثم الدراسة مع التدبر، والحفظ مع التدبر والمراجعة، وتمضي التلاوة والدراسة والحفظ والمراجعة معاً وفق خطة متناسقة "، ( النحوي: 1999/ 1: 173-174 ).

 

الركن الثاني: دراسة الواقع دراسة منهجية من خلال المنهاج الرباني قرآناً وسُنة:

لقد كانت دراسة الواقع تمثل الركن الرئيسي الثاني لأن المنهاج الرباني، أنزله الله ليمارس في واقع الحياة، ولأن الواقع يجب أن يرد إلى منهاج الله، ويفهم من خلاله إنه ارتباط متكامل يشد بعضه بعضاً، يقول الإمام الدكتور: " ونرى التأثير المتبادل فالإيمان يدعو المسلم ليُقبل على دراسة منهاج الله وتدبره، ومنهاج الله يعود فيغذي الإيمان والتوحيد، وهكذا في تأثير متبادل ماض ما دام المسلم يصاحب منهاج الله صحبة منهجية، صحبة عمر وحياة.

 

ويعود المنهاج الرباني والإيمان والتوحيد يؤثران معاً في فهم الواقع ووعيه، حين يُردُّ إليهما، ليرسما معاً نهج دراسة الواقع وفهمه، وهذه القضايا الثلاث هي منطلق الدعاة وزادهم الأول، والتي هي أساس "المنهاج الفردي" و "منهج لقاء المؤمنين "، (النحوي:1999/1:175) وانظر(النحوي:1993/1)، (النحوي:1995/1)، (النحوي:2002/1).

 

ثم تأتي القضايا والمشكلات الرئيسة في الميدان جزءاً من هيكلية النظرية العامة، باعتبار أن هذه القضايا والمشكلات هي منطلق الدعاة إذا نزلوا ميدان الدعوة، إنهم سيجدون خللاً واسعاً يحتاج إلى علاج، ولو بدءوا بكل مشكلة جزئية يعالجونها بصورة فردية لطال الأمد، وما بلغوا الغاية ولكن جميع هذه المشكلات تعود في أصلها إلى واحدة أو أكثر من مشكلات أربع رئيسة:

أولها: الخلل في الإيمان والتوحيد عند الناس بسبب جهلهم بمنهاج الله، فلم يصح إيمانهم وتوحيدهم من خلال كتاب الله تعالى وسُنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

ثانيها: هجر الناس لمنهاج الله قرآناً وسُنة ولغة عربية - وهي مشكلة خطيرة وعلاجها يحتاج إلى نهج وخطة، معتمداً على نظرية المنهاج الفردي ونظرية منهج اللقاء، ليصح العلم ويصح التدريب والمعالج.

ثالثها: جهل الناس بالواقع، وعدم محاولة فهمه من خلال منهاج الله قرآناً وسُنة.


رابعها: مشكلة الخلل والاضطراب في ممارسة منهاج الله قرآناً وسُنة في واقع الحياة وميادينها المختلفة، وهذه المشكلة نتيجة طبيعية لوجود المشكلات الثلاث السابقة، ( النحوي:1993/1: 177 بتصرف).

فإذا نزل الدعاة إلى ميدان الدعوة لابد أن يُولوا هذه القضايا الرئيسة والمشكلات الكبرى أهمية خاصة في علاجها منطلقين من نهج وخطة تحقق الهدف والغاية في علاج هذه المشكلات.

 

وتتحول هذه المشكلات الرئيسة إلى أسس أربعة ينطلق منها الداعية بعد معالجتها في نفسه أولاً، وتوافرها لديه بشكل واضح وصحيح ومتكامل.

 

وهذه الأسس الأربعة هي: صفاء الإيمان والتوحيد، وصدق العلم بمنهاج الله، ووعي الواقع من خلال منهاج الله، وسلامة الممارسة الإيمانية  تمثل:

• العنصر الأول من " عناصر التنفيذ" لتتحقق سلامة الممارسة الإيمانية، وتتحقق الأهداف الربانية الثابتة في الواقع البشري وكذلك الأهداف المرحلية المتمثلة في عناصر التنفيذ الثمانية.

 

• العنصر الثاني: " المنهج الإيماني للتفكير ":

وهو منهج أمر الله به في كتابه تعالى في أكثر من آية وهو بذلك يتميز عن النهج المادي العلماني، ونهج الكافرين الملحدين،ولهذا المنهج الإيماني خصائص وآفاق وأساليب ونظرية خاصة به، وقد جعل صاحب المدرسة كتاباً خاصاً لهذا العنصر، انظر (النحوي: 2000 ).

 

• العنصر الثالث: النهج والتخطيط العام للدعوة الإسلامية:

إن القضية التي يعالجها التفكير الإيماني في العنصر السابق هي قضية الدعوة الإسلامية، فهو يبتدئ بالنهج والتخطيط العام لها، حتى يبتعد عن الارتجال وردود الفعل والاضطراب والتناقض، وهكذا يعتمد هذا العنصر كذلك على الأسس الأربعة في العنصر الأول ليصوب المسيرة بما أمر الله به في كتابه وسُنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

ويعتمد هذا العنصر على إخلاص النية، واستيعاب النظرية العامة للدعوة، وأسس النهج والتخطيط، والأهداف والمراحل والدرب، والوسائل وغيرها.

والنهج والتخطيط يحوّل الشعارات إلى عمل طاهر واع، وعقل مفكِّر في الواقع البشري، عمل يبلغ به المؤمنون الأهداف الربانية.

 

• العنصر الرابع: النهج والتخطيط لكل ميدان تخوضه الدعوة:

ينطلق النهج والتخطيط لكل ميدان من النهج الإيماني للتفكير الذي أمر الله به، ومن الأسس الأربعة، وهذا هو منطلق كل العناصر اللاحقة، والميادين متعددة، وقد تنمو وتتوسع مع الحياة، وتزداد تنوعاً وعدداً، ومن أمثلة هذه الميادين ما يلي:

1- ميدان الدعوة والبلاغ والبيان.

2- ميدان التربية والبناء والإعداد.

3- ميدان التدريب على الممارسة الإيمانية.

4- ميدان الأدب ودوره في الدعوة الإسلامية.

5- ميدان الجهاد في سبيل الله.

6- كل ميدان جديد تخوضه الدعوة، انظر (النحوي:1993/2).

 

• العنصر الخامس: الإدارة والنظام:

وهذا العنصر يتعلق بالمسئوليات والصلاحيات وحدودها، والإشراف والمتابعة، والتنسيق والتوجيه... وغيرها، انظر (النحوي:1999/2 ) وانظر(النحوي:1995/2:الباب الأول-  الفصل السادس).

 

• العنصر السادس: ميزان المؤمن:

إنه ميزان الإيمان، ميزان منهاج الله، حتى يزن المؤمن به نفسه والناس من حوله، وهو مرتبط بمنهاج الله وبالإيمان والتوحيد، ويهدف هذا الميزان أن يأخذ المسلم مكانه الحق، ولا يتجاوز إلى مكان غيره، ولا يحمل نفسه أكثر من وسعها الصادق الأمين، انظر (النحوي: 1995/1:الباب الخامس ).

 

• العنصر السابع: المؤسسات الإيمانية:

المؤسسات الإيمانية هي كل مؤسسة تقوم منذ بداية تكوينها على أساس الإيمان والتوحيد، وعلى أساس منهاج الله، ثم تمضي في ممارسة إيمانية تطبق من خلالها المنهاج الرباني في واقعها بنية صادقة لتكون جزءاً من بناء الأمة المسلمة، وصورة عملية تطبيقية لمنهاج الله، على أن تكون مرتبطة بالنهج العام والخطة الرئيسة للدعوة الإسلامية، ونهج  مدرسة لقاء المؤمنين وبناء الجيل المؤمن، وهذه مسئولية كل مسلم وكل داعية، وكل دعوة إسلامية، وكل مؤسسة تنتمي إلى الإسلام.

 

وهدف هذه المؤسسات أن يرى الناس الإسلام في صورته التطبيقية في الواقع، ومطابقة ذلك للصورة النظرية حتى تصبح الدعوة إلى الله ورسوله أقوى حجة، وأبعد أثراً، انظر (النحوي: 1999/1:214-215 ).

 

• العنصر الثامن: التقويم الدوري:

والتقويم يعني تحديد الأخطاء حتى تُجتنب، وتحديد الصواب حتى يُتبع، وتحديد مستوى الإتقان فيما هو صواب، ودرجة الإحسان فيها، ووسائل تنميته وتحسينه.

 

ويبدأ التقويم برد الأمور إلى قواعد الإيمان والتوحيد وإلى منهاج الله قرآناً وسُنة، ويمتد التقويم في حياة الأمة المسلمة إلى قيام الساعة لأنها مكلفة بمسئوليات ممتدة مع الزمن كله، انظر(النحوي: 1995/2- الفصل الأول)، انظر(النحوي:1997:الباب الثامن- الفصل الرابع).

 

ثم تمتد النظرية العامة للدعوة الإسلامية لتمضي على الصراط المستقيم من خلال نمو الإتقان والإحسان في الجهد البشري المؤمن، على أساس من الإيمان والتوحيد، ومنهاج الله قرآناً وسُنة، ووعي الواقع من خلال ذلك.

قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

 

ثم تكتمل النظرية العامة عند الإمام الدكتور بالهدف الأكبر والأسمى، وهو الدار الآخرة ورضوان الله والجنة والنجاة من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة. إنها نظرية نابعة من منهاج الله لتلبي حاجة الواقع، نظرية تذكر بالهدف الأكبر والأسمى إنه الجنة جزاء المؤمنين، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ﴾ [ التوبة: 111 ]، وبهذا الهدف الأكبر والأسمى ترتبط جميع الأهداف الربانية الثابتة، وكذلك الأهداف المرحلية، انظر (النحوي: 1999/1:227-234 ).

 

وهكذا نرى كيف تكونت هذه النظرية العامة من وحي كتاب الله وسُنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وكل جزء منها وكل بند من بنودها مرتبط بما قبله وبما بعده، وكل قضية منها نابعة من منهاج الله، فكان القرآن يمثل الركن الرئيسي والدور البارز الذي اعتمد عليه الدكتور النحوي في بناء هذه النظرية العامة للدعوة الإسلامية، وعليها بنى مدرسته الفكرية المعاصرة لتحقق الأهداف والغايات المنشودة والمرجوة بإذن الله تعالى.

وعود على ما وعدنا به من الوقوف مع نظرية المنهاج الفردي، ونظرية منهج اللقاء ليكتمل التصور عن دراسة كتاب الله وتدبره والتدرب عليه.

 

• أولاً: المنهاج الفردي: " للدراسة والتدبر":

إن الناظر في نموذج المنهاج الفردي يدرك أنه مكمل ومتمم لنظرية دراسة القرآن الكريم والسُنة النبوي-ة واللغة العربية كما هو في الركن الأول من النظرية العامة للدعوة الإسلامية، وكذلك دراسة الواقع من خلال المنهاج الرباني من خلال المنهاج الفردي محققة للركن الثاني من النظرية العامة، وهكذا فإن فقه الدعوة في المنهاج الفردي يعين الداعية على معرفة النظرية التي ينطلق منها ليحقق الأهداف والغايات المرجوة، وأما فقرة التدريب فإنها تحقق التدريب بأنواعه الفوري، والدوري، والمرحلي، والمستمر، حسب الخطة المعدة لذلك من خلال جداول تنفيذية لهذا التدريب.

 

وأما العلوم المساعدة في نظرية المنهاج الفردي فهي تساعد الداعية على معرفة علوم لها علاقة بفهم القرآن والسُنة والتاريخ الإسلامي وقواعد وأصول فقهية، فإلمامه بهذه العلوم يوسع أفقه في فهم دين الله والدعوة إليه.

 

يقول الإمام صاحب المدرسة: "إن المنهاج الفردي يقدم علماً بكل ما تحمل هذه اللفظة من معنى وعمق واتساع، ونقصد بالعلم مجموعة المعلومات التي تكون الحقائق الأساسية في الفكر والتصور والعقيدة والإيمان والسلوك والسعي"، (النحوي: 1995/1:114).

 

وإن كتاب " منهج المؤمن بين العلم والتطبيق للمؤلف، مخصص في عرض نظرية المنهاج الف-ردي بشكل واضح وميسر، وكذلك كتاب " المسئولية الفردية " وكتاب " لؤلؤة الإيمان ".

 

أما عن تدبر القرآن فقد أعد الإمام كتاباً خاصاً بذلك، أسماه " حتى تتدبر منهاج الله "، وقد لام الله على الذين لا يتدبرون القرآن فقال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [ محمد: 24]، وقال تعالى: ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ [النساء:25].

 

يقول الإمام صاحب المدرسة:

" إن هذا المنهج التطبيقي لدراسة وتدبر منهاج الله جزء من النهج العام الذي نقدمه للدعوة الإسلامية، ونرجو أن يعطي ثماره حين يطبّق بصورته المتكاملة دون إغفال أي جزء منه، وكلما أُغفل جزء منه قلت الثمار المرجوّة على قدر دور ذلك الجزء منه وأهميته "، (النحوي: 2002/2:205 ).


• ثانياً: "منهج لقاء المؤمنين":

إن منهج اللقاء يقوم على أساس من النظرية العامة للدعوة بقاعدتيها الكبيرتين وأسسها الأربعة وعناصرها الثمانية كما سبق عرضها في هذا المبحث، بل إن منهج اللقاء يمثل الناحية التطبيقية للنظرية العامة.

 

يقول الإمام صاحب المدرسة: " من النظرية العامة ينطلق منهج اللقاء في حياة المؤمنين ليكون وسيلة رئيسة للبناء والتربية، ولتحقيق أهداف هذا الدين العظيم "، (النحوي: 1993/4:18).

 

ونلاحظ أن منهج اللقاء أنه يُولي المنهاج الرباني وبالذات القرآن الكريم أهمية خاصة باعتباره النبع الأول لهذا الدين والمصدر الصافي النقي الذي ينهل منه الدعاة، ولا يشبع منه العلماء، ونلاحظ أن كل بند من بنود هذا المنهج وكل فقرة وعنصر منه يؤدي دوراً ويحقق أهدافاً منها علمية ومنها تدريبية ومنها عقائدية، ليحقق ذلك أهدافاً عامة في بناء فكر المؤمن، وتغذية إيمانه وعلمه، وكلمته ورأيه، وسلوكه ونهجه، حين يصوغ له ذلك كله منهاج الله، حين يؤدي منهاج الله دوره كما كان يؤديه في مدرسة النبوة، وكما يجب أن يؤديه في مسيرة الدعوة الإسلامية حتى تقوم الساعة، (النحوي: 1993/1:26).

 

وقد أعد الإمام الدكتور كتاباً خاصاً أسماه " منهج لقاء المؤمنين " يشرح فيه: " منهج اللقاء " قواعده وأهدافه، بنوده وإدارته، وخص فصلاً بعنوان: " مع كتاب الله " تلاوة ودراسة وحفظاً، وتطرق إلى الوسائل والأساليب التي تعين على تدبر منهاج الله.

 

وبهذا ندرك دور نظرية المنهاج الفردي ونظرية منهج اللقاء في العلم بكتاب الله ودراسته وتدبره، وظهرت لنا العلاقة بين هاتين النظريتين من جهة باعتبار أن كلاً منها متممة ومكملة للأخرى، وظهرت علاقة كل منهما مع النظرية العامة للدعوة الإسلامية، باعتبار أن هاتين تمثلان الناحية التطبيقية العملية الميدانية للنظرية العامة، كل ذلك خدمة لكتاب الله أولاً ثم لبناء وتنمية الجيل المؤمن في أمة مسلمة واحدة.


المبحث الثالث 

" الدور المنشود لهذه النظرية في تنمية وبناء الجيل المؤمن ": ظهر في المبحث السابق كيف نبعت النظرية العامة من القرآن الكريم، وارتبطت به ارتباطاً موثقاً، وهي قائمة على خدمة كتاب الله بالدرجة الأولى، فهي بذلك قد نشأت منه، وارتبطت به، وقامت على خدمته، والدعوة إليه، والعمل به في واقع الحياة البشرية، يؤكد ذلك نظرية المنهاج الفردي، ونظرية منهج اللقاء، اللتان تمثلان الجانب العلمي والعملي لنظرية الدعوة وممارستها.

 

وفي هذا المبحث نضع التصور للدور المنشود لهذه النظرية في تنمية وبناء الجيل المؤمن وذلك من خلال الإنتاج الفكري للإمام العلامة، من خلال الأهداف والغايات التي وضعها نصب عينيه، وقد رسم لها الدرب، وأعد لها الوسائل والأساليب التي تسهم بدور فاعل في أن تحقق النظرية العامة والأهداف التي جاءت من أجلها، يحوط ذلك عهد المؤمنين المرتبط بالعهد مع الله تعالى، الخاضع لشرعه وأحكامه، عهد يذّكر المؤمنين بأمور الدعوة الإسلامية، ويجمع جهود المؤمنين لبناء الجيل المؤمن، الذي يقيم الأمة المسلمة الواحدة في الأرض، عهد يتعهد ويربي، ويدرب المؤمن على قواعد الإيمان، ويعالج النفوس وأصحابها، عهد بالتزام النظرية العامة بكافة بنودها لتحقق أهدافها وغاياتها قدر الجهد والطاقة والوسع الصادق في الإنسان المؤمن. والآن مع الدور المنشود للنظرية العامة من خلال ما كتب الإمام الدكتور حيث كتب كتاباً خاصاً بالأهداف وهو " لقاء المؤمنين- الجزء الثاني " يقول فيه حول جلاء الأهداف وترابطها ومسئولية الفرد والجماعة والأمة عن ذلك: " لا يُعقل أن يسير المسلم في حياته الدنيا، ولا الجماعة ولا الأمة، دون أن يكون هناك أهداف واضحة جليّة، يؤمن بها الفرد والجماعة والأمة.

 

ولا تصدق هذه الأهداف إلا إذا كانت نابعة من منهاج الله تحمل معها الحجة والدليل منه، وتلبّي حاجة الواقع الذي يعيشه الناس.

 

إنها مسئولية كل مسلم أن يتأكد هو نفسه من وضوح هذه الأهداف، ومن أنها نابعة من منهاج الله، وأنها مترابطة متماسكة متناسقة، تقود كلها إلى صراط مستقيم حدده منهاج الله، وتقود كلها إلى الهدف الأسمى والأكبر "الجنة" إذا صدقت النية وصدق العزم.

 

إن وضوح الأهداف وجلاءها ضرورة هامة للفرد والجماعة والأمة، لتكون هذه الأهداف قاعدة أساسية للقاء المؤمنين الصادقين العاملين.

كيف يمكن أن يكون لقاء للمؤمنين إذا لم تتوحد الأهداف؟

إن جلاء الأهداف دليل على وعي الواقع ورده إلى منهاج الله، وهو دليل على صدق البصيرة وحسن التفكر والتدبر، وهو ضابط يحفظ الخطى من الانحراف، وكابح يكبح الأهواء والشهوات التي تعيش في ظلام المصطلحات العامة التي لا تدل على نهج ولا هدف "، انظر (النحوي: 1993/2:33-35).

 

ثم نجد الإمام صاحب المدرسة يقسّم الأهداف، وذلك حيث يقول: " إن للدعوة الإسلامية نوعين من الأهداف: نوع ثابت ممتد دائم، ونوع آخر نامٍ متطور إذا حققه أصبح وسيلة وقوة , والنوع الثابت من الأهداف، نريد أن نقسمه إلى قسمين أيضاً: الهدف الأول، الهدف الأكبر الذي يربط كل الأهداف بجميع تسميتها وأنواعها، بجميع أسسها وفروعها، وأصولها وتفاصيلها، إنه الهدف الأسمى الذي تنبع منه كل الأهداف الثابتة والنامية... وبهذا التصور يصبح للإنسان، وللجماعة، وللأمة، وللدعوة الإسلامية ثلاثة أنواع من الأهداف:

أ- الهدف الأول ، الأكبر، والأسمى هو "الجنة".

ب- الأهداف الثابتة.

ج- الأهداف المرحليّة.

 

وعلى هذه الأهداف، تقوم التربية والإعداد، منذ الطفولة، مع آيات وأحاديث، حتى تصبح الأهداف جزءاً من نهج وحياة، وعبادة وممارسة، لا مجرد شعار يحويه كتاب... "،(النحوي: 1993/2:52).

 

وحديثنا بالدرجة الأولى مع الأهداف الثابتة لنرى مدى ارتباطها ببعضها، ارتباط الروح بالجسد، وكل هدف منها يمهد للهدف الذي يليه، لنرى من خلال ذلك كيف أسهمت هذه الأهداف في الإعداد والتربية والبناء للجيل المؤمن، وذلك من خلال الدعوة إلى الله ورسوله إلى الإيمان والتوحيد، ليُعد هذا الجيل للقيام بواجب الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، وتكون الأمة المسلمة واحدة، ثم لتكون عمارة الأرض بحضارة الإيمان.

 

ومع هذه الأهداف بدءاً:

• بالهدف الأول:  الدعوة إلى الله ورسوله إلى الإيمان والتوحيد:

يقول الإمام الدكتور: " إن دعوة الناس إلى الإيمان بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، إلى سائر قواعد الإيمان كما بينها وحدّدها منهاج الله، إن الدعوة إلى هذا الأمر، تمثل الهدف الكبير في الحياة الدنيا... ولا هدف للمؤمنين في واقع الحياة الدنيا أكبر، ولا أوسع، ولا أشمل من هذا الهدف، فهو مرتبط مباشرة بالهدف الأول والأسمى، إن الدعوة إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ،إلى كتابه وسُنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، إلى منهاج الله، يمثل الطريق الممتد إلى الجنّة... ونود أن نؤكد أن نجاح الدعوة الإسلامية يتطلب التجرّد الكامل من أي دعوة عصبية، أو رابطة جاهلية، أو تكتل يمزّق رابطة الإيمان، ويوهن عرى الإسلام "،انظر(النحوي: 1993/2:98-99).

إنها دعوة تستمد نهجها وخصائصها وريّها وغذاءها من كتاب الله تعالى، ومن سُنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

 

• الهدف الثاني: الإعداد والتربية والبناء:

إن جنود الإيمان الذين استجابوا إلى الدعوة إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، لا يتركون هَمَلاً في الحياة، وإنما ترعاهم يد حانية، فهي أمانة لقاء المؤمنين، إنها أمانة الفرد المؤمن، وأمانة الأمة، وأمانة العلماء والسلطان، ليقوم هؤلاء جميعاً بمهمة الإعداد والتربية والبناء لأبناء الإسلام الذين لبُوا النداء، واستجابوا لرسالة السماء.

 

وقد أشار الإمام الدكتور إلى دور المساجد، والمنهاج الرباني في عملية البناء والتربية، وأشار الإمام إلى كتابه "دور المنهاج الرباني في الدعوة الإسلامية" في ميدان البناء والتربية، وإن أهم غاية للتربية والبناء هو إعداد الجيل المؤمن الذي يعي منهاج الله وعي إيمان تدبر وعلم، انظر(النحوي: 1993/2:141-150).

 

وأودّ أن أذّكر بأن للإمام كتابين خاصّين يخدمان هذا الهدف، وهما: الأول بعنوان " التربية في الإسلام " النظرية والمنهج، يزيد في صفحاته على أربعمائة صفحة، والثاني بعنوان " نهج الدعوة وخطة التربية والبناء ".

 

• الهدف الثالث: الطاقة البشرية " الجيل المؤمن ":

إن العمل الإسلامي كله يحتاج إلى الطاقة البشرية، القادرة القوية، الواعية العاملة، فلقاء المؤمنين يحتاج إلى الجهد البشري، إلى الطاقة البشرية، إلى الجيل المؤمن الرباني، لينهض إلى الجهاد في سبيل الله لبناء الأمة المسلمة الواحدة، وقيام حضارة الإيمان وعمارة الأرض بها. إنه الجيل المؤمن الذي يحمل الولاء النابع من الإيمان، كما عرضناه في الجزء الأول من "لقاء المؤمنين"، وعلى أساس من هذا الولاء تنشأ العلاقات والارتباطات، وتوجه الجهود، وتدفع الطاقات لتصب في مجرى واحد، لا يستغلها عدو، ولا يسخرها كافر، ولا يمزقها منافق، انظر(النحوي: 1993/2:165-187).

 

• الهدف الرابع: الجهاد في سبيل الله:

الجهاد وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وقوة من قواها، لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد الأحد، ويمضي الجيل المؤمن بالدعوة، بكل قواها، وسلامة نهجها، حتى تكون كلمة الله هي العليا.

 

إذن فالجهاد غاية من غايات الدعوة، وهدف من أهداف لقاء المؤمنين، يمتد على درب طويل لينقلنا إلى هدف ثابت آخر من أهداف لقاء المؤمنين، انظر(النحوي: 1993/2:217-278).

 

• الهدف الخامس: كلمة الله هي العليا في أمة مسلمة واحدة:

هذا الهدف العظيم، تمضي إليه الدعوة، ويمضي إليه الجهاد، وتمضي إليه الجهود. وهذا الهدف العظيم يحمل معه أقوى معاني الاستخلاف في الأرض، وأزكى معاني العبادة، وأصدق الأداء للأمانة، وأوفى القيام بالعهود.

 

وهذا الهدف مرتبط، متصل، متكامل، متناسق مع الأهداف السابقة التي عرضناها فيما سبق. والأمة الواحدة التي يحكمها منهاج الله في كل أمورها، الأمة الواحدة التي يصوغ لها منهاج الله خطّها ونهجها وتصوّراتها وأهدافها، هي ثمرة من ثمار الدعوة، وبركة من بركاتها، حين تنجح الدعوة في مسيرتها، وتصدق في إيمانها وعهدها، وتنتصر في وثباتها وميادينها، انظر (النحوي: 1993/2:281-312).

 

• الهدف السادس:-  حضارة الإيمان وعمارة الأرض بها:

توالت الرسل، ومضت رسالة الله في الأرض، ومضى المؤمنون العاملون في الأرض، مع رسالة الله، يعمرون الأرض، ويؤدون الأمانة،ويوفون بحق الخلافة، ويعبدون الله.

 

ويمضي لقاء المؤمنين، وعمَّار الأرض، على نهج رباني، يقيمون عمارة الإيمان، وحضارة الإيمان، جهداً متصلاً، وعطاءً متواصلاً، وبناءً متماسكاً، يقيمه الرسل والأنبياء، ومعهم حُبذ الإيمان وعباد الرحمن، فالإنسان يَعْمُرُ الأرض بسعيه وجهده، وعُمران المؤمنين يتم من خلال العبادة والأمانة والاستخلاف والابتلاء.

 

ولأن هذه الحضارة في يد المؤمنين الصادقين فهي خير للناس كافة، ينقطع عنها الظلم والعدوان والفساد في الأرض، ذلك كله ثمرة إعداد وإيمان، وبناء وتربية، انظر (النحوي: 1993/2:315-347).

 

وبهذا نرى كيف أسهم الإمام صاحب هذه المدرسة الفكرية المعاصرة في وضع أهداف وغايات ترتبط جميعها بكتاب الله، وتهدف بترابطها لبناء جيل إيماني، يبني حضارة الإيمان، ويقوم بعمارة الأرض، وهذه هي حقيقة التنمية، كل ذلك من خلال القرآن الكريم ومدارسته وحفظه وتدبره والعمل به، حتى تكونت النظرية العامة للدعوة بأهدافها وغاياتها ومناهجها، ونماذجها، وأسسها وعناصرها.

فما أحوجنا في هذا الزمان، وفي كل زمان أن نلتقي لقاء المؤمنين لنبني حضارتنا، ونعمل على تنمية جيل إيماني ينشأ على الإيمان والتوحيد، ويتربى على مائدة القرآن الكريم، فيقوم بواجبه في بناء الأمة المسلمة الواحدة التي تكون فيها كلمة الله هي العليا.

ما أحوجنا أن ننهل جميعاً من نبع واحدِ صافِ لا كدر فيه، فنحقق غاياتنا، ونبني صرح أمتنا، ونرفع رايتنا، ونجعل كلمة الله هي العليا.


الخاتمة 

الحمد لله أولاً وأخراً، فبعونه وتوفيقه تتم الصالحات، وتنضج الثمرات، والحمد كله لله إذ وفقني لاختيار هذا الموضوع للمشاركة به في المؤتمر العلمي الرابع حول "دور الجامعات في التنمية " الذي تتبناه عمادة البحث العلمي بجامعة الأقصى - غزة - فلسطين.

 

وكان اختياري لهذا الموضوع لما له من دور منشود في تنمية وبناء الجيل المؤمن، مع إبراز دور الجامعة في الاستفادة من هذا الفكر في تنمية البناء والتكوين والتربية لهذا الجيل المعاصر.

 

ويمكن الوقوف على أهم النتائج لهذا البحث فيما يلي:

1- ظهرت لنا السيرة الذاتية للإمام العلامة صاحب هذه المدرسة الفكرية، ومكانته العلمية، وشهرته الفكرية.

2- ظهر لنا إنتاجه الفكري والعلمي والتربوي من خلال قائمة المؤلفات التي قام بإعدادها وطبعها ونشرها، وقد تجاوزت مائة وخمس وعشرين مؤلفاً، في مجالاتها وميادينها المتعددة.

3- ظهر لنا مدى استفادة الجامعة من هذا الفكر في مجال الرسائل الجامعية، والبحوث العلمية الأكاديمية، مع توفر الفكر في المكتبات المركزية للجامعات، واعتبار بعض هذه المؤلفات مراجع لمقررات ومساقات جامعية.

4- ظهرت نظرية دراسة القرآن الكريم وتدبره، ومدى ارتباط ذلك بالنظرية العامة للدعوة الإسلامية.

5- ظهرت النظرية العامة للدعوة الإسلامية بقاعدتها الصلبة، وركنيها الرئيسين، وأسسها الأربعة، وعناصرها الثمانية، وكل ذلك نابع من منهاج الله قرآناً وسُنة، ليبني بذلك الجيل المؤمن في أمة مسلمة واحدة.

6- ظهرت نظرية المنهاج الفردي، ونظرية منهج اللقاء لتمثل الوسيلة والعامل المساعد في بناء وتنمية الجيل المؤمن، من خلال منهاج الله تعالى علماً وتدبراً وممارسة في واقع الحياة.

7- ظهر الدور المنشود لنظرية دراسة القرآن الكريم في تنمية وبناء الجيل المؤمن، وذلك من خلال الأهداف التي جعلها الإمام صاحب المدرسة غاية يصبوا إليها كل مؤمن صادق، وقد جعلها في ثلاثة أنواع وهي:

أ) الهدف الأكبر والأسمى وهو " الجنّة ".

ب) الأهداف الثابتة.

ج) الأهداف المرحلية.

 

• النصائح والتوصيات :

يوصي الباحث بأن يتوجه الباحثون وأساتذة الجامعات وطلاب العلم بكافة مستوياتهم وتخصصاتهم للاستفادة من هذا الفكر المعاصر للإمام العلامة صاحب المدرسة، سواء أكان ذلك بدراسات متخصصة حوله، أم بصقل دراساتهم وتدعيمها من خلاله، أم بتوجيه الطلاب لهذا الفكر المعاصر، وذلك إسهاماً في تحقيق الأهداف المنشودة في تنمية الجيل المؤمن، لبناء الأمة المسلمة الواحدة، لتكون كلمة الله هي العليا.


قائمة المراجع

أ‌- الجامعة الإسلامية - غزة -  المكتبة المركزية.

ب‌- جامعة الأقصى - غزة -  المكتبة المركزية.

ت‌- موقع الإنترنت ( www. alnahwi.com ) "مع الداعية النحوي".

ث‌- النحوي، عدنان: 1993:

1- دور المنهاج الرباني في الدعوة الإسلامية، الطبعة السادسة، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

2- لقاء المؤمنين، الجزء الثاني، الطبعة الثالثة، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

3- ديوان مهرجان القصيد، الطبعة الأولى، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

4- منهج لقاء المؤمنين، الطبعة الأولى، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

ج- النحوي، عدنان: 1995:

1- منهج المؤمن بين العلم والتطبيق، الطبعة الخامسة، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

2- واقع المسلمين أمراض وعلاج، الطبعة الثالثة، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

3- "قبسات من الكتاب والسُنة تدبر وظلال "، الجزء الأول، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

د- النحوي، عدنان: 1997:

النظرية العامة للدعوة الإسلامية "نهج الدعوة وخطة التربية والبناء"، الطبعة الرابعة، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

هـ-  النحوي، عدنان: 1999:

1- موجز النظرية العامة للدعوة الإسلامية والنهج العام وأساس لقاء المؤمنين، الطبعة الثالثة، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

2- فقه الإدارة الإيمانية، الطبعة الأولى، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

و- النحوي، عدنان: 2000:

النهج الإيماني للتفكير، الطبعة الأولى، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

ي-  النحوي، عدنان: 2002:

1- "قبسات من الكتاب والسُنة تدبر وظلال "، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

2- حتى نتدبر منهاج الله، الطبعة الأولى، دار النحوي للنشر والتوزيع، الرياض.

ز- الاحتفال باليوم العالمي للمكتبات وحقوق المؤلف- بفلسطين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسرار تذييل الآيات في الربع الأول من سورة التوبة (1)
  • ابن هشام النحوي
  • أربع جوائز عظيمة لمن يتدارس القرآن
  • إشكالات في ترجمة دلالات الأصوات المشاكلة للمعنى في القرآن الكريم (دراسة نقدية تحليلية)

مختارات من الشبكة

  • مقدمة في مفهوم النظرية والنظرية التربوية ونظرية المنهج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحصيل المعنى في النظرية التصورية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خواص القرآن الكريم - دراسة نظرية تطبيقية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • النواسخ الفعلية: دراسة نظرية تطبيقية من القرآن الكريم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المصاحبة اللغوية وأثرها في تحديد الدلالة في القرآن الكريم - دراسة نظرية تطبيقية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الموازنة بين نظرية العامل ونظرية تضافر القرائن في الدرس النحوي (PDF)(كتاب - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • لفظة القرآن في القرآن الكريم (دراسة موضوعية )(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أسماء القرآن وأوصافه في القرآن الكريم " جمع ودراسة "(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكرا للأستاذ عبدالسلام اللوح!!!
إبراهيم برهوم - PS 26-10-2010 08:00 AM

صاحب البحث هو الدكتور عبد السلام اللوح والحائز على الأستاذية في علم التفسيروعلومه, وبحسب علمي أنه الوحيد في فلسطين الذي نال هذا الشرف في الجامعات الفلسطينية, والشكر موصول لشيخه الإمام العلامة الدكتور عدنان النحوي والذي مافتئ يعلم ويوجه ويربي الشباب المؤمن ليكون طاقة وغرسا ينفع دينه وأمته ,ولاشك أن الأمة مطالبة بوقفه مع الإمام العلامة النحوي, لتعطيه شيئا من حقوقه المهضومة جراء حزبية بغيضة أفسدت مصالح البلاد والعباد, وهذا أهم ما يوصي به الباحث الأستاذ الدكتورعبدالسلام اللوح في بحثه القيم فيقول حفظه الله:((
يوصي الباحث بأن يتوجه الباحثون وأساتذة الجامعات وطلاب العلم بكافة مستوياتهم وتخصصاتهم للاستفادة من هذا الفكر المعاصر للإمام العلامة صاحب المدرسة، سواء أكان ذلك بدراسات متخصصة حوله، أم بصقل دراساتهم وتدعيمها من خلاله، أم بتوجيه الطلاب لهذا الفكر المعاصر، وذلك إسهاماً في تحقيق الأهداف المنشودة في تنمية الجيل المؤمن، لبناء الأمة المسلمة الواحدة، لتكون كلمة الله هي العليا.))

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب