أيان هيرسي علي.. المرأة الكاذبة

سيرتها الذاتية:
ولدت أيان هيرسي علي في 13 نوفمبر 1969م في الصومال[1]، ثم رحلت إلى نيروبي بكينيا، حيث درست بمدرسة بنات ثانوية تدعي بأنها مدرسة تعليم سعودي تتبنى التفسيرات السعودية الصارمة للإسلام[2].

هذا ما ذكرته موسوعة ويكيبيديا الحرة حولها، معلومات غير وافية، أفضل من وقف على تحري بداية طفولتها كريستوفر كالدويل[3] يقول: وبعمر خمس سنوات رحلت هي وأشقاؤها مع أبيها إلى منفاه السياسي في السعودية –كان أبوها مثقفًا سياسيًّا درس في إيطاليا، ورجع عضوًا ضمن الجبهة الديمقراطية لإنقاذ الصومال، ثم خرج بأسرته إلى المنفى السياسي في المملكة العربية السعودية، ثم إثيوبيا، ثم كينيا، ثم استقر في إنجلترا.

ثم حضرت فصلاً سكرتاريًّا في كلية فالي السكرتارية في نيروبي لمدة سنة واحدة[4].

انفتحت على الثقافة الغربية، قرأت سلسلة نانسي دريو Nancy Drew، التي تصور شخصية نسائية خيالية تستطيع أن تحل أصعب الألغاز، ولديها الحرية التي يتمتع بها الذكور. قالت هيرسي علي: إن هذه السلسلة كان لها أثر محوري في إعادة تعريفي، وتشكيلي بالرؤية الغربية[5].

ثم هاجرت إلى هولندا، عملت في تنظيف المراحيض، ودرست فصلاً دراسيًّا لسنة واحدة، وأعجبت بالمجتمع الهولندي[6].

ثم بعد ذلك درست علم السياسة في جامعة ليدن Leiden، وعملت بعد ذلك كمترجم صومالي هولندي مستقل، تقابل النساء الصوماليات في مراكز اللجوء، وفي الفنادق، تعرفهم بنظام الهجرة الهولندي، وتساعدهم في طلبات اللجوء[7].

بعد أن حصلت على درجة الماجستير في علم السياسة في نفس الجامعة، أصبحت زميلاً في مؤسسة ويردي بكمان Wiardi Beckman، ارتبطت بالأستاذ رود كول Ruud Koole بالمعهد العلمي لحزب العمال يسار الوسط PvdA، هذا الأستاذ كان معاونًا لها في أثناء الدراسة.

تصرح بأنها قارئة نهمة منذ الطفولة، وتطالع الكتب الجديدة، وطرق التفكير الجديدة شدت خيالها، وخوّفتها في نفس الوقت، وتصرح بأن عمل فرويد Freud’s work شدها لنظام أخلاقي بديل عن الدين، لذلك ما كانت تستند على دين[8].

بدأت تصرح بأنها ضاقت ذرعًا بالإسلام increasingly disenchanted with Islam على نحو متزايد[9].

نشاطها البرلماني:
بإيجاز شديد: بعد أن حصلت على اللجوء السياسي في هولندا في 1992م، وبعد ست سنوات انتخبت عضوًا في البرلمان الهولندي في 2003م، تمثل الحزب الشعبي للحرية والديمقراطية، طالبت بمطلبين أولهما مضحك، ومخز، والأخير محزن ومؤلم.

قالت بأنها تعارض ختان النساء "القطع التناسلي النسائي female genital cutting، وفي البرلمان الهولندي طالبت بعمليات مراقبة طبية سنوية إلزامية لكل البنات غير المختتنات[10].

مع العلم بأنها ذكرت أن جدتها قامت بختانها عندما كان عمرها خمس سنوات[11]، وطالبت في البرلمان الهولندي أيضًا في 2003م بتقييد الهجرة من العالم الإسلامي إلى أوربا عامة، وإلى هولندا خاصة، بحجة أن المهاجرين المسلمين عندما يمثلون أغلبية سيطالبون بتطبيق الشريعة[12].

وحدثت أزمة سياسية معها؛ لأنها كذبت كذبة بشأن مواطنتها الهولندية أدت لاستقالتها!

كذبة أولى:
روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا).

أتذكر بإلحاح هذا الحديث النبوي، لا سيما شطره الأخير، عندما طلبت أيان هيرسي اللجوء السياسي political asylum في هولندا، وتسلمت تصريح الإقامة residence permit. خلال ثلاثة أسابيع من وصولها لهولندا، قالت بأنها هربت من مقدشيو، وبأنها مكثت في مخيمات اللاجئين على الحدود بين الصومال وكينيا، الحقيقة أنها استقرت في كينيا بأمن وسلام وقت تفجر الحرب في العاصمة الصومالية، اعترفت بأنها كذبت بشأن قصة هروبها من مقدشيو!

كذبة ثانية:
في مايو 2006م، ذكر برنامج زيمبولا التلفزيوني Zembla أن هيرسي قدمت معلومات خاطئة حول اسمها الحقيقي[13].

قدمت اسمًا وتاريخ ميلاد خاطئين لسلطات الهجرة الهولندية، اسم أبيها هيرسي ماغان إيس Hirsi Magan Isse، حولته إلى هيرسي ماغان هيرسي علي Hirsi Magan. Hirsi Ali هي معروفة في الغرب باسمها المستعار أيان هيرسي علي، وقالت بأن ذلك كان ضروريًّا لكي تهرب من الانتقام من عشيرتها، وهذا سبب غير مقبول، وحسبت لها كذبة، وتزويرًا في أوراق رسمية[14].

كذبة ثالثة:
قدم البرنامج كذبة ثالثة حول السبب الرئيس للجوء، وبأن قصة هربها -أسرتها تقيم في إنجلترا- من الزواج الإجباري التي ادعتها، كانت كذبة كبرى، اعترفت هيرسي بأنها كذبت بشأن اسمها الكامل، وتاريخ ميلادها، والأسلوب الذي جاءت به إلى هولندا كهرب من زواج إجباري لا ترغب في تمامه، وذكرت ذلك علنًا في مقابلة في المجلة السياسية[15]دي تيج HP/De Tijd.

كذبة واحدة من هذه الكذبات الثلاث كفيلة، ليس فقط بأن تسقط عنها جنسيتها الهولندية، ولكن تحريم دخولها هولندا إطلاقًا، التخمين الإعلامي Media speculation بين أنها يمكن أن تفقد هويتها الهولندية Dutch citizenship بسبب احتيال من أجل الهوية identity fraud.

كان عضو البرلمان هيلبراند ناويجن Hilbrand Nawijn سأل الوزيرة رسميًّا حول وضع أيان هيرسي، فقالت الوزيرة بأنها تتحرى عملية تجنيس أيان هيرسي، وفي 16 مايو استقالت أيان هيرسي من عضوية البرلمان الهولندي، واعترفت بأنها كذبت في طلب لجوئها، وقالت ذلك في نفس اليوم في مؤتمر صحفي[16] لهذا تحركت ريتا فردونك بقوة، وحثت على حشد التأييد لمنع إبطال تصريح المواطنة الخاص بأيان هيرسي، وانطلق تحرك قوي تجاوز كل التوقعات لحث البرلمان على تمريره، كأنه حالة خاصة[17].

في 27 يونيو 2006م، أعلنت الحكومة الهولندية أن أيان هيرسي تبقى على مواطنتها الهولندية[18]، في نفس اليوم أبدت أيان أسفها لأنها ضللت الوزيرة ريتا فردونك عندما نقلت اسم ماغان، وأنها كذبت بشأن تاريخ الميلاد الخاطئ أيضًا[19].

كذبها الفكري:
قبل أن نتعرض لكذبها الفكري، يجدر بنا أن نلمح بمسار فكرها، ومعالم نشاطها: اعترفت أيان هيرسي بهذه الكذبات الثلاث، لكنها لم تعترف بأنها كذبت كذبات أكثر ضررًا، وأشد خطرًا، منذ أن أصبحت ملحدة [20] علنًا في 28 مايو 2002م.

في مقابلة مع مجلة داس مغاتسن السويسرية Das Magazin في سبتمبر 2006م، قالت أيان: إنني فقدت إيماني عندما جلست في مطعم إيطالي في مايو 2002م، وشربت قدح نبيذ، سألت نفسي لماذا يجب أن أحترق في النار، فقط لأني أشرب هذا!

يحرم الإسلام الخمر؛ قال تعالى: ﴿ يـأيّها الّذِين آمنُواْ إِنّما الْخمْرُ والْميْسِرُ والأنصابُ والأزْلامُ رِجْسٌ مّنْ عملِ الشّيْطانِ فاجْتنِبُوهُ لعلّكُمْ تُفْلِحُون ﴾ [المائدة: 90].

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة" (أخرجه البخاري ومسلم).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام، ومن شرب الخمر فمات وهو يدمنها ولم يتب منها لم يشربها في الآخرة" (رواه مسلم).

وقال الشاعر:

روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: حرمت الخمر ثلاث مرات: قدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عنهما، فأنزل اللّه: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ [البقرة: 219] إلى آخر الآية، فقال الناس: ما حرما علينا، إنما قال: ﴿ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾، وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين، أم أصحابه في المغرب، فخلط في قراءته، فأنزل اللّه آية أغلظ منها: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾ [النساء: 43]، فكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مغبق، ثم أنزلت آية أغلظ منها: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90] قالوا: انتهينا ربنا.

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران، فأمر بضربه، فمنا من يضربه بيده، ومنا من يضربه بنعله، ومنا من يضربه بثوبه، فلما انصرف قال رجل: ما له؟ أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم.

وبعد أن أعلنت هيرسي الإلحاد بفضل الآلة الإعلامية وتسليط الضوء، وإعدادها لعملها على أيدي أكبر المهرة الغربيين، صارت واحدةً من أهم النقّاد البارزين Notable modern critics، وصفتها مجلة تايم[21] الأمريكية بأنها واحدة من أهم مائة شخصية مؤثرة عالميًّا، ومن أبرز نقاد الإسلام العالميين، كتبت كتابها الأشهر"الكافرة".

أهم مضامين كتاباتها الاضطهاد الإسلامي Muslim persecution، اضطهاد شيعة المسلمين Persecution of Shia Muslims، الاضطهاد الإسلامي للمسيحيين Muslim persecution of Christians، الارتداد في الإسلامِ Apostasy in Islam الإسلام والعنف المنزلي Islam and domestic violence، الإسلام ومعاداة السامية Islam and antisemitism، الإسلام والعبودية Islam and slavery، حالات القتل لأجل الشرف Honor killings الموت بالرجم Death by stoning، مؤمنة بمساواة الجنسين، لا تركز إلا على أهل السنة والجماعة.

هي حاليًّا زميل في معهد العمل الأمريكي، هذا المعهد مجلس خبراء محافظ، تعمل من موقع مجهول في هولندا[22] في 2005م، تسلمت عدة جوائز لأعمالها؛ منها جائزة رائد[23]، خدمة حقوق الإنسان النرويجية، جائزة الحرية الدنماركية، جائزة الديمقراطية السويدية، وجائزة الشجاعة الأخلاقية والمواطنة العالمية.

في 15 مايو 2006م، ذكرت الأخبار أنها ستنتقل للولايات المتحدة في سبتمبر لتكتب كتابًا بعنوان الطريق المختصر إلى التنوير[24]، لمجلس خبراء محافظ conservative think tank، معهد العمل الأمريكي the American Enterprise Institute في النيويورك ريفيو[25] عدد 5 أكتوبر 2006م، ظهرت مع كوندوليزا رايس برفقة تيموثي جارتون آش Timothy Garton Ash وقالت بأنها تحترمها احترامًا هائلا لشجاعتها، وإخلاصها، ووضوحها، ومعهد العمل الأمريكي AEI، هو مجلس خبراء قريب من إدارة الرئيس السابق بوش، الذي يحس بنفس الشعور تجاه هيرسي، لدرجة أنها صارت زميلا في المعهد.

الكذب حول الإسلام:
قال تعالى: ﴿ ومنْ أظْلمُ مِمّنِ افْترى على اللّهِ الْكذِب وهُو يُدْعى إِلى الإِسْلامِ واللّهُ لا يهْدِي الْقوْم الظّالِمِين ﴾ [الصف: 7].

قالت بأن الضربة النهائية التي قضت على إيمانها قراءتها لبيان الإلحاد العام The Atheist Manifesto للفيلسوف هيرمان Herman Philipse. فتركت الإسلام renounced Islam وأصبحت ملحدة atheist في 2002.

وبدأت تنقد الإسلام، والثقافة الإسلامية، وتنشر الأخبار الكاذبة حول الإسلام، وتتردد على برامج التلفزيون، ومنتديات النقاش العامة من خلال برامج أعدت بدقة بالغة لاستغلالها أحسن الاستغلال في توظيف العمل الذي وضعت له، ركزت أفكارها في البيانات الجدلية حول الإسلام، ففي نوفمبر 2002 في مقابلة في الصحيفة الهولندية Trouw وصفت أيان هيرسي الإسلام بدين تخلف، غير متوافق مع الديمقراطية، وفي برنامج روندوم تين التلفزيوني Rondom Tien في 12 سبتمبر 2002، وفي برنامج الشؤون الحالية نوفا الهولندي Nova تحدت هيرسي تلاميذ مدرسة ابتدائية إسلامية للاختيار بين القرآن والدستور الهولندي، قامت بزيارة المدرسة الإسلامية لتفتن هؤلاء الصغار وتغريهم سلوكها، وهي ملء السمع والبصر في هولندا.

وأكدت أفكارها حول الإسلام في مقابلة في الإفنينغ ستاندارد لندن[26]Evening Standard، وصفت هيرسي الإسلام بالفاشية الجديدة the new fascism، وقالت إن قانون الشريعة يحكم على النساء التي تمارس الجنس قبل الزواج بالرجم حتى الموت stoned to death، وعلى الشواذ جنسيًّا بالضرب، تطلق الأحكام جزافًا بلا دليل، أي مسلم يعرف الحكم الشرعي على من تمارس الجنس قبل الزواج بالجلد، ليس كما تكذب هيرسي بالرجم، ثم إن الإسلام يجب ما قبله، هي لا تبين لهم ذلك، بل تزعم أن الإسلام يحاكمهم حتى على فترتهم التي قضوها قبل الإسلام، تنفيرًا وتخويفًا منه ثم تقول: وعلى المرتدين مثلي بالقتل apostates like me are killed، لسنا بصدد سرد الأحكام الفقهية الآن.

وقالت: إن قانون الشريعة عدائي للديمقراطية، وإنها كالنازية، وأوضحت أن المسلمين الأصوليين اختطفوا الإسلام hijacked Islam، وأن العنف متأصل في الإسلام؛ لأن المسلمين طائفة تدميرية تشرع الموت قتلا.

وفي مهرجان سدني[27] يونيو 2007 قالت: إنني لست مسلمة، وفقدت الخوف من القرآن، ومن الجحيم، وفقدت احترام مؤلف القرآن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهذا كذب؛ فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يؤلف القرآن؛ قال تعالى: ﴿ أفلا يتدبّرُون الْقُرْآن ولوْ كان مِنْ عِندِ غيْرِ اللّهِ لوجدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كثِيرًا ﴾ [النساء: 82].

وقال تعالى: ﴿ قُلْ أيّ شيْءٍ أكْبرُ شهادةً قُلِ اللّهِ شهِيدٌ بِيْنِي وبيْنكُمْ وأُوحِي إِليّ هـذا الْقُرْآنُ لاُنذِركُمْ بِهِ ومن بلغ أئِنّكُمْ لتشْهدُون أنّ مع اللّهِ آلِهةً أُخْرى قُل لاّ أشْهدُ قُلْ إِنّما هُو إِلـهٌ واحِدٌ وإِنّنِي برِيءٌ مّمّا تُشْرِكُون ﴾ [الأنعام: 19].

وقال تعالى: ﴿ وما كان هـذا الْقُرْآنُ أن يُفْترى مِن دُونِ اللّهِ ولـكِن تصْدِيق الّذِي بيْن يديْهِ وتفْصِيل الْكِتابِ لا ريْب فِيهِ مِن رّبّ الْعالمِين ﴾ [يونس: 37].

كذب حول القرآن الكريم:
القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم، قال تعالى: ﴿ إِنّ هـذا الْقُرْآن يِهْدِي لِلّتِي هِي أقْومُ ويُبشّرُ الْمُؤْمِنِين الّذِين يعْملُون الصّالِحاتِ أنّ لهُمْ أجْرًا كبِيرًا ﴾ [سورة: الإسراء - الآية: 9]، تكذب وتعتبره هيرسي سجلا تاريخيًّا، وكأي كتاب آخر[28]historical record and just another book.

تعتبره الكاذبة كتابًا تاريخيًّا، والآيات التي تعرضت لأحداث تاريخية في القرآن لا تمثل 30% على أكبر تقدير، وتجاهلت الأحكام والإعجاز العلمي، وفيه من كل شيء مثلا، قال تعالى: ﴿ ولقدْ صرّفْنا لِلنّاسِ فِي هـذا الْقُرْآنِ مِن كُلّ مثلٍ فأبى أكْثرُ النّاسِ إِلاّ كُفُورًا ﴾ [الإسراء: 89]، قال تعالى: ﴿ ولقدْ صرّفْنا فِي هـذا الْقُرْآنِ لِلنّاسِ مِن كُلّ مثلٍ وكان الإِنْسانُ أكْثر شيْءٍ جدلاً ﴾ [الكهف: 54].

وحالها كحال من يقول فيهم الله تعالى: ﴿ ولقدْ ضربْنا لِلنّاسِ فِي هـذا الْقُرْآنِ مِن كُلّ مثلٍ ولئِن جِئْتهُمْ بِآيةٍ لّيقُولنّ الّذِين كفرُواْ إِنْ أنتُمْ إِلاّ مُبْطِلُون ﴾ [الروم: 58].

قال تعالى: ﴿ قُل لّئِنِ اجْتمعتِ الإِنْسُ والْجِنّ على أن يأْتُواْ بِمِثْلِ هـذا الْقُرْآنِ لا يأْتُون بِمِثْلِهِ ولوْ كان بعْضُهُمْ لِبعْضٍ ظهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88] تعتبره كأي كتاب آخر، إذن لتكتب مثله!

كذب حول محمد صلى الله عليه وسلم:
انتقدت هيرسي محمدًا صلى الله عليه وسلم في مبادئه الأخلاقية، وفي شخصه، وفي يناير 2003 أخبرت هيرسي صحيفة ترو الهولندية Trouw بأن محمدًا بمعاييرنا الغربية منحرف pervert، إذ تزوج وهو في عمر 52 عائشة التي كانت بعمر ست سنوات، وأكملت تسع في وقت الزواج.

قضية زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها تثيرها مؤسسات غربية كثيرة، لا تمل من تكرارها، وكل رموز الاستشراق المعاصر لا بد من أن يثيروها، على سبيل المثال كرر فيزجيرالد نفس الكلام[29] بأسلوب آخر، وكرره سبنسر، ودانيال بايبس، وهذه هيرسي تكرره، ويتناسون أن البنت أيام التوراة كانت تتزوج وعمرها لم يتجاوز عشر سنوات[30]، وثبت علميًّا بأن البنت يمكن أن تتزوج في عمر ست سنوات، ويمكن أن تلد وهي أصغر من ذلك، لينا ميدينا Lina Medina أصغر أم في العالم هي من بيرو، بلغت خمس سنوات عندما ولدت طفلها في مستشفى ليما Lima's hospital في مايو   1939، الظروف الجغرافية والقرب من خط الاستواء أثر في تعجيل سن البلوغ، وأم المؤمنين عائشة كان سنها تسع سنوات، كانت بالغة، وكما أقر العلم بإمكانية الزواج، أقر الجاهليون بصحة هذا الزواج ولم يعترضوا، ولا يزال المستشرقون المعاصرون ينكرون الحقيقة العلمية في صحة هذا الزواج ظلمًا وتكبرًا، ولأننا لا نحسن دحض هذه الفرية علميًّا ولا تزال عادة الزواج مبكرًا سمة لا تقتصر على الشرق الأوسط، بل وفي البلاد التي تقترب من خط الاستواء، لا يزال أهلها في الصومال يمارسون ذلك، يعترض الغربيون لأن سن البلوغ يتأخر كثيرًا جدًّا لبرودة المناخ، لا غبار على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك كما ثبت علميًّا أن الفتاة يمكن أن تتزوج في عمر ست سنوات وتنجب في عمر أصغر من ذلك، يتجاهلون أنه كان متزوجًا بأم المؤمنين سودة بنت زمعة، وهي ثيب أيضًا بعد زواجه الأول من ثيب، فقبلها تزوج صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة، كان عمرها 40 سنة، وعمره 25، قضى محمد صلى الله عليه وسلم مرحلة فوران الشباب 18-24 لم يتزوج فيها، ولم يمارس ما يمارسه الشباب من الخطايا لا سيما في هذه المرحلة، وبعد ذلك يتزوج من ثيب 40 سنة، هذا يدحض أي شبهة حول زواجه من عائشة، ويدحض ما يحاولون أن يرموه به؟!.

هذه الفرية وغيرها من الادعاءات التي تفتريها أيان هيرسي في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، تم رصدها وقامت ضدها شكوى "شكوى ضد التمييز discrimination complaint" عندما وصفت محمدًا صلى الله عليه وسلم بالشذوذ الجنسي pedophile حُفِظت ضدها في 24 أبريل2003، قرر مكتب المدعي أن لا تمثل حالة تمييز، لأن نقدها "لا ينتج أية استنتاجات فيما يتعلق بالمسلمين، وهم ككيان مجموعة لا تنكر[31].

من المؤسف حتى الآن لم نستطع – لا في الغرب ولا في الشرق- أن نوضح أن حب محمد صلى الله عليه وسلم جزء من الإيمان، بل من أهم الأجزاء؛ لأن انتفاء وجوده انتفاء لوجود الإيمان!

روى البخاري من حديث أنسٍ في باب حب الرسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان، قال النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ‏((لا يُؤْمِنُ أحدُكُمْ حتّى أكُون أحبّ إِليْهِ مِنْ والِدِهِ وولدِهِ والنّاسِ أجْمعِين‏‏‏)).‏

بالرغم من تحقق هذا الحب في قلوب المسلمين إلا ترجمته فعليا لا تزال في مراحل متأخرة، لو استطعنا أن نوضح قول الشاعر:

إن الرسول لحي في ضمائرنا ♦♦♦ يسره ما يرى  سرًّا  وإعلانا

لتفهمت المحكمة الهولندية وربما تحكم بأنها قضية تمييز.

واصلت أيان هيرسي كذبها حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدى ذلك إلى دعوى lawsuit رفعها عدد من المسلمين ضدها في 2005، المحكمة المدنية في لاهاي برأت هيرسي من كل التهم، وذكرتها بأنها "كان يمكن أن تختار أفضل الكلمات[32]؛ لأن المسلمين بكل أسف عجزوا في هولندا أن يوضحوا للمحكمة، بأن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان.

استمرت في كذبها، ذكرت آراءها أيضًا حول شخصيته صلى الله عليه وسلم عندما سألتها ترو[33] Trouw أجابت: بمقياس معاييرنا الغربية، محمد مستبد tyrant، هو ضد حرية التعبير   freedom of expression، وكل أولئك "الزعماء العرب في الشرق الأوسط" مصابون بجنون العظمة megalomaniacs، والغريب أن العديد من الرجال المسلمينِ عنيفون[34]؟

تطلق الكذب جزافًا بلا أدلة، دليل غربي واحد، ومتفرد بين آلاف الأدلة التي تنصف محمدًا صلى الله عليه وسلم، دليل ينصف، وفي نفس الوقت ينسف مزاعمها الكاذبة، لتراجع مقاييس العظمة التي وضعها مايكل هارت كأعظم أسس لمعيار الشخصية الإنسانية العظيمة، لتسأل أو تتساءل لماذا ظل محمد صلى الله عليه وسلم أعظم العظماء في قائمة هارت بلا تنافس!

لأنه أعظم شخصية في العالم، لأنه كما وصفه ربه سبحانه وتعالى، وهو أعلم به، قال تعالى: ﴿ وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

كذب حول المرأة المسلمة:
كتبت فيلما أنتجه ثيو فان كوخ انتقد معاملة النساء في المجتمع الإسلامي، صورت فيه النساء وهي تعاني سوء الاستخدام وكأنه مقصور على المسلمين ومن أسس الإسلام، يعرض الفيلم ممثلة تلبس برقعا نصف شفاف، وكتبت على أجزاء من جسدها آيات قرآنية، تترجم هذه الآيات خضوع النساء، أثار الفيلم غضبًا شديدًا، قتل مخرج الفيلم في شارع أمستردام[35] في 2 نوفمبر 2004.

وفي نفس السنة أنتجت فرقة لاهاي "مغنو الراب" أغنية ضربة rap song، وتم توزيع الأغنية على الإنترنت، تضمنت القصائد الغنائية تهديدات عنيفة ضد حياة هيرسي، مغنو الراب حوكموا تحت المادة 121 من الرمز الإجرامي الهولندي، في 2005 حكموا عليهم بالخدمة الاجتماعية، وتم تعليق حكم بالسجن[36].

نشاطات متنوعة:
منذ أكتوبر 2007 واصلت عملها للمعهد الأمريكي AEI من مكان سري في هولندا، عودتها كانت نتيجة لقرار وزير العدل الهولندي هيرش بالين Ballin، الذي اتخذ قرارا بدأ تفعيله من الأول من أكتوبر 2007 بأن الحكومة الهولندية لن تدفع ثمن أمنها وهي في الخارج، وحتى لا يسقط عنها الأمن الحكومي آثرت العودة لهولندا عن الإقامة في الولايات المتحدة[37].

لأنها زارت إسرائيل في 4 مايو 2006 منحتها اللجنة اليهودية الأمريكية جائزة الشجاعة الأخلاقية[38].

الصور المسيئة:
دافعت هيرسي في محاضرة في برلين في 2006 عن الرسوم المسيئة[39]، ودانت الصحف التي امتنعت عن عرض هذه الرسوم المسيئة، ومدحت كل الصحف التي نشرتها، وادعت بأن الغاضبين المسلمين حركة إسلامية متشددة hard-line Islamist movement، وأنا لن أُذعن للاستبداد tyranny، ووبخت من امتنعوا عن نشر الرسوم احترامًا respect لشعور المسلمين، واتهمت احترامهم لمشاعر المسلمين بأنه إذعان للاستسلام demand for submission.

طالبت بإغلاق المدارس الإسلامية:
في مقابلة صحفية[40] في 2007 قالت: يجب أن نغلق المدارس الإسلامية، لأن هؤلاء يمكن أن يحكموا المجتمع الغربي خلال عقد من الزمن بقانون الشريعة الإسلامية، وتكذب قائلة: أنا ما رأيت شخصا يخرج من مدرسة كاثوليكية أو يهودية يدعو للعنف ضد النساء، أو ضد الشواذ جنسيا، أو يحتاج لقتل الأبرياء باسم الدين؛ لأنهم أولياء نعمتها تنكر ما فعله الكاثوليك في المسلمين في أسبانيا، وقد اعتذروا عنه رسميا، لأنها زارت إسرائيل تنكر ما يفعله اليهود بالفلسطينيين من إبادة وقتل واتهمت السلطة الفلسطينية بالفساد لأنها تسرق التبرعات المرسلة للفلسطينيين[41].

مقالات:
كتبت آلاف المقالات، على سبيل المثال هذا المقال[42] ضمن مؤسسة جون تيمبلتن John Templeton Foundation المتخصصة للمحادثات بين قادة العلماء والشخصيات العامة حول الأسئلة الكبيرة في الحياة الإنسانية تحدثت أيان هيرسي تحت عنوان "عفوا" وذكرت أن ملك المملكة السعودية، الملك المحبوب عبد الله بن عبد العزيز، ملك مستبد، وأن التدرج الديني الذي تدعمه المملكة يعزز قبضة الأسرة الحاكمة على القوة، وأن الأقلية الشيعية مضطهدة، وأن النساء ينتهكن، وأن المجتمع السعودي غير أخلاقي ويظلم العمالة الوافدة، واستمرت في هذا بإسهاب، ثم ختمت المقال بأن أمريكا فوضوية ناقصة، منحطة أحيانًا، وغالبًا ما تكون قاسية على الضعفاء، لكن المعايير الأخلاقية مرتفعة جدًّا.

محاضرات:
لا تكتفي أيان هيرسي بأحاديثها للإذاعة والتلفزيون، والصحافة، بل تتعدى ذلك لتحاضر محاضرات في مختلف الجامعات، على سبيل المثال في 17 أبريل 2007 ألقت هيرسي محاضرة في جامعة بيتسبيرغ تحت حراسة أمنية مشددة، بسبب احتجاجات الجالية الإسلامية المحلية[43].

مؤتمرات:
تشارك في مؤتمرات دولية كبيرة ببحوثها، وأوراقها، على سبيل المثال، في فبراير 2006 شاركت مع متخصصين آخرين في مؤتمر بيم فورتين التذكاري[44]Pim Fortuyn Memorial Conference حول الإسلام في لاهاي فبراير 17-19.

وفي مارس 2006 وقعت على البيان العام "معا كحزب جديد في المواجهة MANIFESTO: Together facing the new totalitarianism" ضمن أحد عشر فردًا، من بينهم كان سلمان رشدي، هؤلاء الذين وقعوا على البيان، كرد فعل على الاحتجاجات العنيفة التي انطلقت متصاعدة في العالم الإسلامي ضد الرسوم الدانمركية المسيئة.

في 2007 شاركت في مؤتمر القمة لعلمانية الإسلام Secular Islam Summit في سان بترسبرغ، شاركت في المؤتمر مع المفكرين الآخرين، منهم ابن الوراق، ووفاء سلطان، وإرشاد مانجي Irshad Manji.

أصدر المؤتمر بيانه بإعلان بيان سان بترسبرغ St Petersburg Declaration الذي يحث الحكومات العالمية، والمؤسسات المعنية بأن قانون الشريعة مرفوض، ومحاكم الفتوى مرفوضة، والقواعد الكتابية clerical rule، والإشارات الدينية مرفوضة، وأنهم يعارضون عقوبات الكفر blasphemy، والارتداد apostasy بموجب المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

نشرت مقتطفات مما ذكروه في صحف غطت المؤتمر كالوول ستريت The Wall Street Journal، والغارديان The Guardian في لندن[45]، وخاطب كل الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة في جنيف.

تكلمت في مؤتمر الأمم المتحدة "ضحايا الجهاد" Victims of Jihad، المؤتمر الذي نظمه الاتحاد الإنساني والأخلاقي الدولي[46]Simon Deng.


تباين الآراء حول كتابها:
في نقد كتابها "كافر Infidel"، وهذا الكتاب عبارة عن سيرتها الذاتية، تضاربت الآراء بين مادح رفعها لأعلى درجة، وساخط حطها لأدنى درجة، وصف كتابها يوشع مورافشيك[47] Muravchik Joseph Conrad.

وفي نقدها بعمل من الأدب عظيم، وقارنها بالروائي العظيم جوزيف كونراد لكتابها الكافر "سيرتها الذاتية" حللت الإكنوميست[48] The Economist شخصيتها جيدًا من خلال سيرة حياتها، وقالت بأنها جديرة بلقب المرأة الحرباء of chameleon woman، ومعروف عن الحرباء تلونها مع الظروف المختلفة بما يضمن استمرارها وتسترها، وهي صفة غير حميدة تدل على عدم التزام بالمبادئ.

كتابها الثاني: مختصر إلى التنوير[49] Shortcut to Enlightenment، خيال فلسفي حول زيارة محمد لمكتبة نيويورك العامة New York Public Library، جعلته يفحص أفكار فلاسفة التنوير المختلفين، ويوازن بينهم وبين حالة الإسلام اليوم، وبعد ذلك يصل إلى عدد من الاستنتاجات المهمة important conclusions.

نقدت ماريا جوليا[50] Maria Golia - مؤلفة كتاب القاهرة مدينة الرمل Cairo: City of Sand -أيان هيرسي علي، وفوزية أفضال خان Fawzia Afzal-Khan كتابها العذراء المحبوسة The Caged Virgin إعلان تحرير العبيد للنساء والإسلام يحطمون الأفكار الشائعة: النساء المسلمات يتكلمن.

تجميع الكتابات من قبل النساء المسلمات الأمريكيات المتحررات حررن من قبل فوزية أفضال خان Fawzia Afzal-Khan ظهرت المراجعة أخيرًا في ملحق التايمز الأدبي أغسطس 2009 Times Literary Supplement.

اعترضت ماريا جوليا على الختان، وطبقًا لمنظمة العفو الدولية Amnesty International  ،FGM كان على أية حال مستعملا من قبل الأطباء في إنجلترا والولايات المتّحدة في الخمسينات، كمعالجة للهستيريا hysteria، والسحاق lesbianism، والاستمناء masturbation والانحرافات المحسوسة الأخرى other perceived deviances في البنات والنساء.

واعترضت أيضًا على فكرة سوء الاستخدام الجنسي التي اعتبرتها أيان مقصورة على المسلمين، قالت جوليا: إن ذلك ليس إسلاميًّا بحد ذاته، بل إن النساء عرضة لكل أساليب سوء الاستخدام في كل الملل، والأماكن.

وأضافت أن لو كان هناك تحليل ثاقب لحطم أفكارها الشائعة المبتذلة بالتعميم banality of generalizations، اعتبرت جوليا كتاباتها صعود الخطابات المتحيزة ascendancy of divisive الخلافية في الصحافة وأجهزة الإعلام، والحاجة المطابقة للتحليل الثاقب الأكثر. جذّاب دائمًا، شديد أبدًا، يُحطّمُ الأفكار الشائعة تلقيح ضدّ ابتذال التعميم banality of generalizations.

وأما الختان circumcision، فبالنسبة لختان النساء، هذا الختان يمارس من قبل المسلمين واليهود، بالإضافة للختان الروتيني[51] الذي بدأ تتزايد مزاولته في الولايات المتحدة.

حتى لا تظهر بأنها تركز على نقد الإسلام فقط، فإنها تنقد بعض الأوضاع الهولندية، إذ طالبت هيرسي بالتحرك في المحاكم الهولندية لإلغاء الإعانة المالية المقدمة للحزب السياسي المسيحي البروتستانتي المحافظ، الذي لم يمنح النساء حقوقًا عضوية كاملة، وما زال يحجب حقوق تصويت من الأعضاء النساء، ذكرت هيرسي بأن أي حزب سياسي يميز ضد النساء، أو الشواذ جنسيًّا يجب أن يحرم من الدعم الحكومي[52].

لم تكتف هيرسي بذلك بل طالبت السلطات البلجيكية أن تمنع حزب Vlaams Belang، لأنه عنده نفس أفكار المتطرفين المسلمين بشأن مكانة النساء، وإخماد الشواذ، وبشأن الإجهاض، وطريقة التفكير هذه ستقود مباشرة للإبادة الجماعية[53] genocide.

رد زعماء حزب فلامس بيلانغ Vlaams Belang ببيانات صحفية دحض ادعاءاتها بإنكار الحزب يرفض على أية حال حقوق النساء أو الترويج للسياسات الإبادية.

رد زعيم هذا الحزب فرانك فانيك Vanhecke على ادعاءات هيرسي برسالة مفتوحة يصرح بأنها أقرب إلى حزبه بوجهات نظرها أكثر من قربها للتحرريين الفلمنكيين، ودعاها للتقاعد من ممارسة السياسة الهولندية[54].

معارضة التعليم الطائفي:
تقريبا في هولندا نصف المدارس دينية كاثوليكية، والنصف الآخر بروتستانتية لأسباب تاريخية تتلقى الدعم الحكومي، طالبت هيرسي قي نوفمبر 2003 بأن تمول الحكومة المدارس غير الدينية "العلمانية" وهذا جعلها تدخل في نزاع مع هانز ويغيل[55] Wiegel، كسبه الأخير.

نقد هيرسي على كذبها في الإذاعة:

في إذاعة الراديو الوطني العامة NPR، برنامج كلام الأمة Talk of the Nation مع نيل كونان Neil Conan قالت هي وكونان معا: الدليل التجريبي empirical evidence على أن النساء في العالم الإسلامي في أزمة، أنا أود أن أحيل توني[56] "المذيع" إلى تقرير التطوير الإنساني العربي. Arab Human Development report يقول ذلك التقرير إن العالم العربي/ الإسلامي عالم متخلف عقليًّا Arab/Islamic world is retarded عندما يتعلق الأمر بثلاثة عوامل: حرية الفرد The freedom of the individual، حق المعرفة knowledge، وإخضاع النساء ِ subjugation of women "انتقدها المعلق الصحافي[57] بسبب التعميم، التقرير يتكلم عن العالم العربي فقط، وليس عن العالم الإسلامي واتهمت بتضارب الآراء inconsistency لأنها حصلت على رخصة الهجرة بادعاء كاذب[58] في الوقت الذي تحذر فيه ضد الهجرة الجماعية علنًا.

وصفها كيلفورد ماي[59]Clifford D. May بأنها امرأة خطيرة، نحمد الله أنه بالرغم من خطورتها لم يتشنج أي شيخ كبير أو صغير، سني، أو شيعي ضد هذه المارقة، ويعلن إباحة دمها، كما فعل الخميني عندما أهدر دم سلمان رشدي، فحولته الفتوى من قزم صغير إلى عملاق كبير، ومع كل هذا ينبغي أن تناقش، وتستتاب، وإن لم ترجع من الكفر الصراح فلتتجنب تجريح مشاعر المسلمين.