• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

رهبانية القساوسة والكهان بين الجوع والشذوذ الجنسي وتعذيب الجسد المهان

رهبانية القساوسة والكهان بين الجوع والشذوذ الجنسي وتعذيب الجسد المهان
د. عوض الله عبده شراقه

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/5/2014 ميلادي - 19/7/1435 هجري

الزيارات: 64625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رهبانية القساوسة والكهان

بين الجوع والشذوذ الجنسي وتعذيب الجسد المهان

 

وقف المدرِّس في إحدى المدارس الثانوية الحكومية بمصر وهو يحصر غياب الطالبات في أحد الفصول، وسأل عن سر التغيُّب الدائم لإحدى الطالبات النصرانيات، فقالت له إحداهن: إن هذه الطالبة قد ترهبَنت، وتركت المدرسة، ودخلت الدير، فلما سألها: لماذا؟ قالت: لكي تخدم الرب؟ فتساءل في نفسِه:

وهل خدمة الرب لا تكون إلا في الدير؟!

وماذا تفعل هذه الصغيرة فيه؟!

ولماذا تمتنع عن مباهج الحياة وتترهبن؟!

وهل الانعزال عن العالَم، والعيش في مكان يكاد يخلو من التمتع بطيبات الحياة هو الدين الصحيح؟!

وهل هذا التحول الخطير في حياة الإنسان وانعزاله عن الدنيا سيُرضِي ربه؟!

فما هي الرهبانية؟

وماذا يفعل الرهبان في الأديرة والصوامع؟

وما هو موقف الإسلام من الرهبنة؟

فكانت هذه المقالة التي تجيب عن كل هذه التساؤلات.

 

أولاً: ما هي الرهبانية؟

الرَّهبانية: هي التخلي عن أشغال الدنيا، وترك ملاذِّها، والزُّهد فيها، والعزلة عن أهلها، مع الاستغراق في العبادة؛ (انظر المعجم الوسيط).

 

وفي معجم كلمات القرآن: إنها مغالاة في التعبد والتقشف، فهي انقطاع عن العالَم، وعن أطايب الطعام والشراب واللباس، والتفرغ للعبادة.

 

يقول زكي شنودة: الرهبانية نظام يرمي إلى التقرب إلى الله، للبعد عن متاع الدنيا، وهجر الناس، والانقطاع في الصحاري البعيدة، وإفناء قُوَى الجسد، وحرمانه مما يلزمه من إشباع؛ كي يغنى وتستحيل قواه العضوية إلى مجرد فكرة؛ (موسوعة تاريخ الأقباط ج 1 - ص 1: 18).

 

وهكذا يرى النصارى أن هجر الدنيا والانقطاع في الصحاري والأديرة هو سبيل الوصول إلى رضا الله، ووسيلةُ ذلك الرهبانية.

 

فماذا عن موقف الإسلام ونبيه منها؟

النبي صلى الله عليه وسلم يرفض التشدد والغلو في العبادة، وهما أساس الرهبنة:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((لا تشددوا على أنفسكم فيشدِّد اللهُ عليكم؛ فإن قومًا شددوا على أنفسهم، فشدَّد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار، ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ﴾))؛ رواه أبو داود.

 

(لا تشددوا على أنفسكم)؛ أي: بالأعمال الشاقة، كصوم الدهر، وإحياء الليل كله، واعتزال النساء؛ لئلا تضعفوا عن العبادة وأداء الحقوق والفرائض.

 

(فيشدد الله عليكم)؛ أي: يفرضها عليكم فتقعوا في الشدة، أو بأن يُفوِّت عليكم بعض ما وجب عليكم بسبب ضعفكم من تحمل المشاق؛ كذا قاله الشراح.

 

وهذا المعنى هو الملائم للتعليل بقوله (فإن قومًا)؛ أي: من بني إسرائيل، (شددوا على أنفسهم) بالعبادات الشاقة، والرياضات الصعبة، والمجاهدات التامة، فشدد الله عليهم بإتمامها والقيام بحقوقها، وقيل: شددوا حين أُمِروا بذبح بقرة، فسألوه عن لونها وسنها وغير ذلك من صفاتها، (فشدد الله عليهم) بأن أمرهم بذبح بقرة على صفة لم توجد على تلك الصفة إلا بقرة واحدة لم يبعها صاحبها إلا بملء جلدها ذهبًا.

 

قوله: (فتلك بقاياهم في الصوامع): جمع صومعة، وهي موضع عبادة الرهبان من النصارى.

 

قيل: هو بناء صغير على شكل دائرة، وهو ما يُسمِّيه الرهبان والقساوسة بالقلاية.

 

(والديار): جمع الدير، وهو الكنيسة.

 

(ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها)؛ أي: ما فرضناها (عليهم)، من ترك التلذذ بالأطعمة، وترك التزوج، واعتزال الناس، والتوطن في رؤوس الجبال والمواضع البعيدة عن العمران، والاقتصار على هذا يدل على أن الاستثناء فيما بعده، وهو قوله تعالى: ﴿ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾ استثناءٌ منقطع؛ أي: ولكنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله.

 

قال تعالى: ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾؛ أي: لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها، وضيعوا، وكفروا بدين عيسى، فتهوَّدوا وتنصَّروا ودخلوا في دين ملوكهم وتركوا الترهب، وأقام منهم أناسٌ على دين عيسى عليه الصلاة والسلام حتى أدركوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فآمَنوا به، فذلك قوله - عز وجل -: ﴿ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾.

 

• وثبت في الصحيحين أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - رُوِي أنهم: عثمان بن مظعون، وعلي بن طلحة، وعبدالله بن عمرو بن العاص - ذهبوا إلى بعض بيوته ليسألوا أزواجه عن عبادته، فكأنهم تقالُّوها؛ (أي عدُّوها قليلة)، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر؟ فقال أحدهم: أما أنا، فأصوم لا أُفطِر، وقال آخر: أما أنا، فأقوم لا أنام، وقال ثالث: أما أنا، فلا أتزوج النساء، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا، فقال: ((ما بال رجال يقول أحدهم كذا وكذا، لكني أصوم وأُفطِر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء؛ فمَن رغِب عن سنتي، فليس مني)).

 

ومما نلمحه من فوائد هذا الحديث أن مخالفة هَدْيه والتشدد والمغالاة في التعبد، يؤدي إلى الإخلال بباقي الحقوق والالتزامات التي أمر الله بمراعاتها، والتي منها حقوق الزوجات والأبناء.

 

• ولَمَّا رأى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عمرو بن العاص يختم القرآن في كل ليلةٍ، نهاه عن ذلك وقال له: ((في كل شهر))، فأبَى، وقال: إني أريد أن أستمتع بقوتي وشبابي، فقال له صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في عشرٍ))، فأبى، فقال: ((ففي كل أسبوعٍ))، فلما كبِر قال: ليتني قبِلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

• وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قائمًا في الشمس، فقال: ((ما هذا؟))، قالوا: هذا أبو إسرائيل، نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال: ((مُروه فليجلس، وليستظل، وليتكلم، وليتم صومه)).

 

• وثبت في صحيح مسلم عن النبي أنه كان يقول في خطبته: ((خير الكلام كلام الله، وخير الهَدْي هَدْي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)).

 

قال صاحب كتاب "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح":

والرهبانية حادثةٌ بعد زمن المسيح عليه الصلاة والسلام، فلم يدعُ إليها؛ وإنما هي مما ابتدعَتْه النصارى في دينِها، حتى خرجت عن حدود الفطرة والعقل إلى ضروبٍ من الغلو تشبه ما كان عليه رهبان الهند والترك من الأمم الوثنية التي لم تعرف النبوَّات، فاشتغلت بتحصيل كمال النفوس برياضات مبتدَعة، فظهر الزهد الغالي في مقابل الإفراط في تعاطي الشهوات، وكلا طرفَي قصد الأمور ذميم، فأصل البدعة مأخوذ عن أمم لم تعرف النبوات، وقد سَرَت هذه الطريقة إلى دين النصارى، ومنه إلى متصوفة المسلمين الذين غلَوا في الطرائق الزهدية غلوًّا خرج عن حد الاعتدال، والبدعة شر، وإن كان فاعلها حسن النية سليم القصد.

 

وقد ذمَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ترك المباحات تعبدًا كما تقدم في حديث النفر الذين سألوا عن عبادته صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ إذ تركُ المباحات من الأطعمة والأنكحة... إلخ بنية التعبُّد - بدعةٌ تَرْكِية، من الترك المضاد للأخذ.

 

وعند أحمد - رحمه الله - في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: ((الحنيفية السمحة)).

 

وعنده أيضًا في المسند من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعًا: ((إني لم أُبعَث باليهودية ولا بالنصرانية؛ ولكني بُعِثت بالحنيفية السمحة)).

 

والإفراط مظنَّة المَلَل والترك؛ فإن النفس سريعة النفور، فليس من حسن السياسة حملها على وتيرة واحدة؛ لئلا تنقلب من ضد إلى ضد، فلا إفراط ولا تفريط، ولذلك كانت أمة الإسلام خير الأمم؛ لوسطية أخبارها وأحكامها وسياساتها وأخلاقها، وكان أهل السنة خير الفرق لوسطيَّتهم في ذلك.

 

والبدن آلة التكليف، فإن لم تعط الآلة حظَّها من الاستجمام تعطَّلت عن أداء وظيفتها، وقد أمر الله - عز وجل - رسلَه، صفوةَ خلقه، بتعاطي الطيبات، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، فالطيبات: غذاء الأبدان، والصالحات غذاء الأرواح.

 

وجعل النكاح لهم سنة، فقال: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38].

 

ومع تشديد الرهبان على أنفسهم بالتزام ما لا يلزم، لم يوفوا به، فتوجَّه الذم إليهم من جهة الابتداع أولاً، ومن جهة عدم التزامه ثانيًا.

 

"فإن قيل: قوله تعالى: ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [الحديد: 27]، يدل على أنهم لو رعَوها حقَّ رعايتها لكانوا ممدوحين.

 

قيل: ليس في الكلام ما يدل على ذلك، بل يدل على أنهم مع عدم الرعاية يستحقون من الذم ما لا يستحقونه بدون ذلك، فيكون ذمُّ مَن ابتدع البدعة ولم يَرْعَها حق رعايتها أعظمَ مِن ذم مَن رعاها، وإن لم يكن واحدٌ منهما محمودًا بل مذمومًا؛ مثل نصارى بني تغلب ونحوهم ممن دخل في النصرانية ولم يقوموا بواجباتها، بل أخذوا منها ما وافق أهواءهم، فكان كفرهم وذمهم أغلظ ممن هو أقل شرًّا منهم، والنار دركات، كما أن الجنة درجات"؛ اهـ، الجواب الصحيح، (1/383).

 

الرهبنة والكبت الجنسي والشذوذ (وشهد شاهد من أهلهم):

وأما شيوع الفساد والإباحية في الأديرة، فأعظم من أن تحيط بسرده المجلدات، فكيف لراهبٍ أن يقضي عقودًا من عمره بلا رغبة جنسية؟!

 

أجاب عن هذا السؤال القمص "هابيل توفيق"، راعي كنيسة بولس الرسول، قال في تصريحات خاصة لـ(صوت الأمة):

إن الرهبان يمارسون العادة السرية لإفراغ الكبت الجنسي الذي يُعانون منه، بما يحمله من طاقة ملحَّة، وطالب هابيل بمنع زيارات الأقباط للأديرة؛ لأن الراهب من وجهة نظرِه شخصٌ مات عن العالَم.

وقال هابيل: إن الكثير من النساء تنام على الأرض في الأديرة وتنكشف عوراتهن مما يثير بشدة غرائز الرهبان.

 

ومن جانبه قال الدكتور حنين عبدالمسيح:

إن الرهبنة خرجت من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لتنتشر في بقية دول العالَم، وهي بدعة لم يسلم من مبادئها الهدَّامة سوى الكنيسة الإنجيلية.

 

ويُرجِع حنين عبدالمسيح ظهور الرهبنة إلى أحد القساوسة، ويُدعَى أنطونيوس، المولود عام 251 ميلادية، ويحكي عبدالمسيح أن سبب رهبنة أنطونيوس أنه شاهد امرأةً تغتسلُ في النهر وعاتبها؛ لأنها تتكشفُ أمامه فنهرَتْه المرأة قائلةً إذا أردت العبادة، فاذهب إلى الصحراء، وهو ما حدث؛ حيث ذهب أنطونيوس إلى الصحراء، وظل بها 25 عامًا متصلة، وهرب من الزواج، مع أن الإنجيل يقول: (ليكن الزواج مكرمًا عند كل أحد، والمضجع غير بخس).

 

ويُؤكِّد الدكتور حنين أن للرهبان سقطات جنسية قديمًا وحديثًا؛ ففي سيرة الأنبا مكاريوس الكبير أن فتاةً ذهبت إليه لتُشفَى من شيطانٍ تلبَّسها، وتصادَف أن حضر معها في نفس التوقيت راهبٌ شابٌّ، وعندما حل الليل رأى مكاريوس هذا الراهب يفعل الخطيئة مع الفتاة الشابة، ولم يُوبِّخه مكاريوس على هذه الفعلة الشنعاء، وكان يقول: إذا كان أحد من الرهبان يسكن مع صبي، فلا يقدر أن يحفظ أفكاره؛ لأن للصِّبية (منظر جميل) مثل النساء يحرك الشهوة.

 

وعن العصر الحديث يُؤكِّد الدكتور حنين عبدالمسيح أن فضيحة راهب دير المحرق بأسيوط هي أبلغ دليل على فساد نظام الرهبنة.

 

في حين قال - مَن يعتبره بعض الأقباط من مفكِّريهم في مصر - كمال غبريال: إن الرهبان اختاروا أن يعيشوا على الكفاف دون حياة جنسية، فهذا حقهم، إلا أن هذا يخالف قوانين الطبيعة، فالتاريخ يشهد في جميع فتراته على الفضائح الكثيرة التي كانت تنتشر داخل دُور العبادة بين الرهبان والراهبات، ولا تزال مثل هذه الفضائح تنشرها الجرائد كل حين.

 

اعتراف الفاتيكان بفضائح القساوسة والرهبان، تقرير نشر سنة 2001م:

قلت (أي كاتب المقال): وقد تناقلت وكالات الأنباء تقريرًا تحت عنوان: "الفاتيكان يعترف باغتصاب راهبات من قِبَل قساوسة".

 

وقد نصَّ التقرير على أن الفاتيكان "اعترف بصحة تقارير صحفية تحدَّثت عن انتهاكات أخلاقية في صفوف الكنيسة، وقالت: إن قساوسة ورجال دين كبارًا أرغموا راهبات على ممارسة الجنس معهم، وتعرَّضت بعض الراهبات للاغتصاب، وأجبرت أخريات على الإجهاض، في مقابل إعطائهن شهادات للعمل في المناطق الممتازة، أو مقابل إجازتهن لتلقي دراسات متقدمة.

 

وقال الفاتيكان في بيان له: إن القضية محدودة ومتعلقة بمنطقة جغرافية محددة، لكنه لم يُشِر إلى هذه المنطقة الجغرافية، وكانت التقارير أكدت أن هذه الانتهاكات موجودة في 23 بلدًا، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، والفلبين، والهند، وإيرلندا، وإيطاليا نفسها.

 

وقال تقرير نقلته صحيفة لاريببليكا الإيطالية: إن بعض الراهبات أُجبِرن على أخذ حبوب منع الحمل.

 

وأشار إلى أن معظم حالات الاعتداء الجنسي على الراهبات حدثت في إفريقيا؛ حيث يعرف عن الراهبات أنهن آمنات من الإصابة بفيروس الإيدز المنتشر في القارَّة السمراء.

 

وقد أعدَّت التقرير الذي تحدث عن حالات محددة بالأسماء، وحالات تورط أصحابها - راهبةٌ وطبيبة تدعى ماورا أودونوهو، وقدمت الراهبة تقريرها إلى رئيس مجمع الفاتيكان للأوامر الدينية الكاردينال مارتينز سومالو في فبراير/ شباط عام 1995.

 

وأشارت أودونوهو إلى أدلة واضحة على اتهاماتِها، وقالت: إنه في إحدى الحالات أجبَر قسيسٌ راهبة على الإجهاض مما أدى إلى موتِها، ثم قام بنفسه بعمل قدَّاس لها.

 

وبشأن إفريقيا قال تقريرها: إن الراهبات هناك لا يستطِعن رفضَ أوامر القساوسة بهذا الشأن، وأكَّدت أن عددًا من القساوسة هناك مارسوا الجنس مع الراهبات؛ خوفًا من إصابتهم بالإيدز إذا مارسوه مع العاهرات، وتُرغَم الراهبات على تناول حبوبٍ لمنع الحمل.

 

لكنها قالت: إن مؤسسة دينية اكتشفت وجود حالتَي حمل دفعة واحدة بين راهباتها العاملات هناك، وتم طرد 20 راهبة أخريات من السلك الكنسي؛ لأنهن حملن دون أن يتعرض الرجال المسؤولون عن ذلك لأي عقاب، وإن الراهبات المطرودات تواجهن خطر السقوط في الدعارة.

 

وأشار التقرير إلى أن الأسقف المحلي لإحدى المناطق طرد رئيسةَ دير عندما اشتكت له من أن 29 راهبه من راهبات الدير حبالى، بعد أن أُرغِمن على ممارسة الجنس مع القساوسة.

 

ووصل الحال في أحد المجتمعات الإفريفية أن طلب الأساقفة والقساوسة من الأهالي أن يُوفِّروا لهم الراهبات لتقديم خدمات الجنس، وعندما رفض الأهالي احتجَّ القسس بأنهم بذلك سيضطرُّون للذهاب إلى القرية القريبة للبحث عن النساء؛ (انظر: الغريزة الجنسية بين اليهودية والمسيحية والإسلام؛ د/ علي سيد أحمد الفرسيس، ص116).

 

بل الأمر الأخطر من ذلك هو تفشِّي الشذوذ الجنسي في هذه الكنائس، ففي بعض الأخبار - وهي قليل من كثير - أن نحوًا من ثلاثة آلاف من القساوسة وُوجِهوا باتِّهامات التحرش الجنسي بالأطفال.

 

وقد وُجِّهت انتقادات شديدة للكاردينال (لو) لعدم معاقبة القس السابق في بوسطن، جون جيوجان، الذي يعتقد بأنه تحرش بنحو مائة شخص خلال عشرين عامًا، بل اكتفى بنقله إلى أبرشية أخرى، حتى البابا بندكت، والبابا فرانسيس، اعتذرا عن أفعال بعض القساوسة القذرة مع الأطفال.

 

وقد كلَّفت هذه الفضائحُ الكنيسةَ مبالغَ طائلة، وصلت إلى مليار دولار؛ حيث اضطرت لعقد تسوية خارج المحكمة في عددٍ من القضايا، وذكر أن عددًا من الأبرشيات قد أفلست تمامًا بسبب الفضائح.

 

وعُقِدت مؤتمراتٌ في بعض الكنائس، اعترف فيها كثيرٌ من ضحايا الاعتداءات الجنسية من قِبَل الكهنة والقساوسة عليهن، ورَوَوا قصصَ هذه الاعتداءات، حتى إن واحدةً منهن شهِدت بأن كاهنًا اعتدى عليها بعد أن صادقته أسرتُها، وقالت: "إن هذه الجريمة خلفت آثارًا عميقة في روحها؛ إذ إنها لم تكن تعتقد يومًا ما أن مثل هذه الاعتداءات يمكن أن تحدث من رجال الدين، مما أصابها بجروح نفسية عميقة".

 

جماجم أطفال زنا القساوسة مع الراهبات تحت الأنقاض:

ولا تندهش - أخي القارئ - بعد ذلك إذا علمتَ أن المُنقِّبين عن الآثار وجدوا في بعض الأديرة في فرنسا عظامًا وجماجم لأطفال صغار كانوا نتاجًا لحمل سفاحٍ بين بعض الراهبات والقساوسة، ووُئِدوا بعد ولادتهم؛ إذ الأمهات مشغولات بالعبادة، أما الآباء، فهم كالبهائم، لا يعنيهم إلا فعل الرذيلة، وليكن بعد ذلك ما يكون!

 

وقد أورد القاضي عبدالجبَّار الهمذاني في كتاب "تثبيت دلائل النبوة" ما يلي:

(ومن سيرتهم أن النساء الديرانيات العابدات يَطُفْن على الرهبان الذين انقطعوا في الأديرة ويُبِحْن لهم أعراضهن رحمةً بهم، ومَن فعل هذا منهن كان عندهم مشكورًا محمودًا، ويدعى له بالخير، بل ويقال للفاعلة: لا ينسَى لك المسيح هذه الرحمة والرأفة)!

 

ولعل سماحهم بممارسة الرذيلة في الأديرة هو أحد أسرارهم المقدَّسة، التي لا يَبُوحون بها إلا لمن ارتقى الدرجات العليا في سلم الكهانة.

 

ومن نتائج التعاليم الكنسية في الرهبنة تعذيب الجسد وقذارته:

أما النتائج المباشرة للتعاليم التي تلقَّاها آباء الكنيسة الأوائل، باعتبارها أوامر لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، والتي لا بد للرهبان من ممارستها، فكانت من أهمها:

السقوط في مستنقع القذارة؛ حيث القذارة من الإيمان:

فقد شاع في طول عالَم النصرانية وعَرْضِه روحٌ تستهدف ترك الدنيا وما فيها، والانقطاع للآخرة، حتى لقد شاع القول بأنه ما دام هذا العالَم سيهلِك وسيزول، فلماذا التفكير في أموره؟!

 

ساد جوٌّ من الزهد العجيب، ويدلنا التاريخ على كثير من القديسين الذين تركوا أجسادهم نهبًا للحشرات والهوام تدينًا، ولا عجب، فقد امتنع بعضهم عن الاستحمام، أو غسل الأيدي والأطراف طوال حياته، وشاع المثل القائل بأن "القذارة من الإيمان" قرونًا عدة.

 

وتتَّضِح لنا آثار هذه التعاليم، وهذا المثل الذي شاع في عالم النصرانية، من الصورة التي عاشها كثيرٌ من كبار رجال الكنيسة، بل كثير من القديسين الذين يُفتَرض فيهم بطبيعة الحال أن يكونوا المُثُل العليا لشعوبهم.

 

يقول الأستاذ العلامة أندروديكسون دايت: إن الحياة في الأوساخ والقاذورات كانت تعتبر - في نظرِ عددٍ من القديسين الذين أعطوا للمجتمع الأوربي ووضعوا مبادئ كنسيَّة - دليلاً على القداسة والتقوى.

 

وجاء في كتاب صلوات الكنيسة الرومانية أن القديس (هلاريون) عاش طوال حياته في قذارة جسدية مطلقة.

 

ولقد مجَّد القديس إثناسيوس صديقه القديس "أنطونيو"؛ لأنه لم يغسِل قدمَيْه قط، وإن أكثر الدلائل المثيرة الدالة على قداسة القديس "إبراهيم" تشير إلى أنه لم يغسل يدَيْه وقدمَيْه لمدة خمسين عامًا طوالاً.

 

وأما الأنبا أرسانيوس، فكان يضع الخوص المعطن النتن في قلايته؛ ليشم رائحته العفنة، ويهمل جسده، حتى يمرض، وكان يعتبر ذلك تعويضًا لِمَا تنعَّم به من روائح ذكية في العالم الفاني.

 

وأما القديسة "سلفيا"، فلم تغسِل أي جزءٍ من جسدها قط، غير أصابعها.

 

وأقامت القديسة "يوفراكسيا" في دير لم تغتسِل راهباتُه قط تبعًا للتعاليم الدينية.

 

وكانت القديسة "مريم المصرية" عنوانًا على القذارة.

 

وأما القديس "شمعون ستايلامتيز"، فلم يكن له نظيرٌ قط في القذارة في أي زمان أو مكان، وإن أقل ما يمكن أن يقال فيه: إنه كان يعيش في أوساخ وقذارات لا يحتملها زائره أندروديكسون دايت.

 

وهذه صورة من ملايين الصور للقذارة والجهل والضياع التي كانت تعيش فيها أوروبا قبل أن يأخذ الإسلام بيدها، ولا أريد أن أسترسل في نقل المزيد من هذه الصور؛ حتى لا أزيد القارئ اشمئزازًا، ولكن يكفي أن أذكر في هذا المقام أن محكمة التفتيش الدينية قد هدَمت - في القرن السادس عشر بعد طرد المسلمين من إسبانيا - الحمامات التي كان المسلمون قد أنشؤوها، سواء العامة أو الخاصة، باعتبارها من مخلفات الكفار.

 

الرهبنة وتعذيب الجسد وقهره:

لا شك أن الرهبانية المتطرِّفة نظرت للجسد نظرةَ احتقار واشمئزاز، جعلت بعض القساوسة المتطرِّفين يُغالون في تعذيب أجسادهم، ويتركونها نهبًا للأمراض، ومرتعًا للأوبئة حتى الموت؛ زعمًا منهم أن في هذا التعذيب والقهر تقرُّبًا لربهم.

 

وإليك - أخي القارئ - بعض الأمثلة المجنونة الدالة على تصرفاتهم إزاء أجسادهم:

• هذا هو الأنبا أنطونيوس، الذي اعتاد شرب الماء العكر، وأوصى بتعجيز الجسد وإضعافه وإيلامه، يقول:

اجعَل أكلك مرة واحدة في النهار لقيام الجسد لا للشهوة، وأضعِف جسدك كمَثَل مَن هو ملقًى على الفراش، فتهرب الأوجاع عنك، ولندع اللسان ييبس من العطش، ولتضيق البطن التي اتسعت من الامتلاء بالأطعمة الشهية؛ لأن هذا مرضي عند الله، وكان يقول: إني قضيت زماني آكل مقدار رغيف من الشعير، وأشرب ماءً عكرًا بقدر.

 

أما الأنبا مكاريوس الكبير، فقد اعتاد شرب الماء النتن، ويمنع تلميذه الذي يتحرق من شدة العطش من الشرب.

 

وهذا هو الأب أمونيوس الطويل الذي قطع أذنه، وحرق أطرافه بالحديد المحمي بالنار.

 

وأما الأنبا مقار الإسكندراني، فقد كان يتعرَّى لمدة ستة شهور، ليعرض جسده للدغ الناموس، حتى يتورم بالكامل، كأنه مصاب بداء الفيل.

 

أما الأب إسحاق قس القلالي، فقد كان يأكل رماد المبخرة مع الخبز، ويرفض الأكل الطبيعي حتى في مرضه.

 

وعن الأب بينور حدِّث ولا حرج، فقد ظل 30 سنة يشرب المياه المُرَّة، ويأكل الخبز الجاف مع خمس زيتونات يوميًّا.

 

وأما الأب هيلاريون الغزاوي تلميذ الأنبا أنطونيوس، فقد كان يدعو جسده: (الحمار)، ويتوعده بالجوع والعطش والإرهاق، قائلاً له: يا حمار، أنا سأبطل رفسك، ولن أطعمك شعيرًا، بل تبنًا، سأضعفك بالجوع والعطش، سأرهقك بأحمال ثقيلة في الحر والبرد، حتى تشغل فكرك بالطعام أكثر من الشهوة؛ (انظر: فردوس الآباء، ج1، طبعة 3/1984، ص 209).

 

وفي النهاية نقول: الحمد لله على نعمة الإسلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تقرير يفضح اعتداءات جنسية مارسها القساوسة ضد يتامى في أيرلندا
  • التحذير من ظاهرة الشذوذ الجنسي
  • خطر الشذوذ (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الربانية بين الدنيوية والرهبانية (4-4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الربانية بين الدنيوية والرهبانية (3 - 4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الربانية بين الدنيوية والرهبانية (2 - 4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الربانية بين الدنيوية والرهبانية (1-4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إن الرهبانية لم تكتب علينا!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طرد الجوع عن المسلم (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشكلة استمرار حالة الجوع(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • لغة الخرافة الاقتصادية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الجوع بين دعاة التفاؤل ودعاة التشاؤم(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • تحديات الجوع والفقر(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 


تعليقات الزوار
1- سبحان الله عما يشركون
Ahmed Yoolah - Djibouti 31-10-2016 10:39 AM

الحمد لله علي نعمة الإسلام وسلامة العقل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب