• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

من عقيدة البهائية: الطعن في أدلة الرسل

من عقيدة البهائية : الطعن في أدلة الرسل
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/4/2014 ميلادي - 5/6/1435 هجري

الزيارات: 8273

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من عقيدة البهائية

الطعن في أدلة الرسل


زعمت البهائية أن الأدلة على ربوبية الميرزا النوري أقوى من كل دليل في الوجود على ربوبية غيره، فيقول أبو الرذائل عن البهائية: "لو أنكرها أحد أصحاب تلك الديانات، ليستحيل عليه إثبات حقية دينه" وكرر هذا كثيرا، ويقول البهاء عن ربوبيته: "لو ينكر هذا الأمر، فأي أمر في الأرض قابل للإثبات، أو لائق للإقرار؟!"[1] يزعمون أن من ينكر البهائية فإنه لا يستطيع إثبات أن محمدا رسول الله، أو أن القرآن كتاب الله، ثم تطعن البهائية في أدلة ربوبية الرسل، وأكرر ما قلته وهو: أن رسل الله جمعيا ليست لهم شية من أثارة من وهم دليل تدل على أنهم آلهة، فما ادعى أحدهم هذا الكفر الأثيم، وإنما قالوا جميعًا: إنهم عباد الله ورسله، لا مظاهره، ولا مجاليه، ولا هياكله ولا أجساده!

 

رأيهم في براهين الرسالة الموسوية:

يقول أبو الرذائل: "إن التوراة الموجودة في يد اليهود ليس فيها ما هو منسوب إلى موسى إلا القليل[2]، أما أكثرها، فمن تأليف يوشع بن نون، وعزرا الكاهن، وفوق هذا فالصحيح منها محرف"[3].

 

وأبو الرذائل يناقض معبوده البهاء، فقد زعم هذا أن التوراة لم يمسسها تحريف.

 

أما الدليل العقلي، فيزعم أبو الرذائل أن كلمة موسى لم تؤثر إلا في أمة واحدة في مدى خمسة عشر قرنا، مما يدل على أن القوة الإلهية التي كانت معه أضعف من القوة الإلهية التي كانت مع البهاء! وأسائل البهائية: وأين هي الأمة البهائية؟!

 

أما البشارات، فيزعم أبو الرذائل، أنه لا توجد عن موسى بشارة واحدة في كتب الأديان التي كانت قبله مثل البوذية والبرهمية والزرادشتية والصابئة وما لهذه الفرق التي ذكرها أبو الرذائل من كتب إلا وفيها وثنية جاحدة ومجوسية طاغية تعبد الشيطان، وما للوثنية والمجوسية أن تبشرا برسول يدعو إلى الله. أما المعجزات، فيزعم أبو الرذائل أنه ليس لها من مصدر يثبتها سوى خمسة الأسفار المنسوبة إلى موسى، أو كلام المسيح، أو محمد في اعتقاد المسلمين ثم يحكم بضعف هذه المصادر.

 

رأيهم في براهين رسالة عيسى:

يقول أبو الرذائل عن الإنجيل: إنه ليس فيه من كلام الله سوى بضع صفحات، وما عدا هذا فأخبار وأحاديث دونت بعد رفع المسيح في أزمنة مختلفة! على حين ينكر البهاء تحريف الأناجيل، فأيهما نصدق؟! والبهائية تنتفع في جدالها بمثل هذا التناقض، وليت شعري - وهذا رأيهم في التوراة والإنجيل - كيف تدعونا البهائية إلى الثقة بكتاب معبودهم "الإيقان"؟ وقد بناه على تأويل نصوص من العهد القديم والجديد زاعما أنها تثبت أن الغلام المراهق "الباب" هو رب الجنود الموعود!

 

أما معجزات عيسى فيزعم أبو الرذائل: أنه ليس لها مصدر سوى أربعة الأناجيل التي لا تعتمد إلا على سند ضعيف، وأكثر نصوصها التي تتحدث عن المعجزات تنـزع إلى الرمزية التي توجب صرفها عن ظاهرها. أما الدليل العقلي، فيزعم أبو الرذائل: أن المسيحية لم تنفذ بقوة الكلمة الإلهية وإنما بقوة بطش قياصرة الرومان، وبحد السيف والإحراق، وباغتصاب لم يسبق له مثيل، وبتدوين مفتريات حدث بكثير من كبار المؤرخين إلى الشك في وجود المسيح[4]! ولكن أبا الرذائل ينفي في مكان آخر من كتابه نفسه ما أثبته هنا؛ إذ ينسب إلى النصرانية أنها نفذت وانتشر أمرها قبل إيمان قسطنطين، وأن إيمان قياصرة الرومان وجهدهم المبذول في سبيل نشر المسيحية لم يكن سوى تنفيذ للإرادة الإلهية.

 

أما البشارات الواردة في أسفار بني إسرائيل عن عيسى، فيقول عنها: "لا شك أن أكثر تلك البشارات لا تنطبق على ظهوره الأول" ثم يزعم أنه لن يجحد أحد بوجود عيسى بعد أن شهد له الرب البهي الأبهى، جل اسمه الأعلى! يعني شهادة الميرزا النوري! وهل يحتاج الحق في غلبه وقهره إلى باطل متهافت؟ وهل يحتاج نبي الله عيسى إلى خنزير زنديق كالبهاء يشهد له؟

 

الطعن في براهين الإسلام:

يستفتح أبو الرذائل الحديث عنها بكلام يتنزى تهكما وسخرية إذ يقول: "انظروا أيها الأحباء في أمر الإسلام، والأدلة التي يريد المسلمون أن يستدلوا بها على حقية سيدنا الرسول عليه السلام" ثم يستعرض هذه البراهين، ويقول: "أما الكتاب السماوي، والوحي الإلهي باعتقادهم - يعني المسلمين - فهو القرآن الشريف"[5] لمزة تنم عن جحود وحقد!

 

ثم يبهت القرآن بضعف الشأن من ناحيتي كميته ونسبته، فيقول عنه في أسلوب أضرم فيه الحقد مقته للقرآن: إنه لا يزيد عن مجلد واحد كتبه محمد في ثلاث وعشرين سنة، ومحمد كان من قريش، وهم أعظم العرب فصاحة وبلاغة! حتى عد أكثر العلماء فصاحة بيانه وبلاغة كلامه معجزة. ثم يقول أبو الرذائل: "ولكننا فندنا هذا الرأي في كتب عديدة". لكأنما يوزن الهدى ويقوم بثقل مجلداته! ويتجاهل الحقود المأفون أن كلمة حق واحدة في جذاذة صغيرة من أثارة جزء من ورقة، لا توزن بها آلاف المجلدات من الباطل، ولا تدنو من سماء جلالها كل كتب البهائية! ولسنا بصدد الدفاع عن القرآن؛ ففي كل كلمة منه حجة الحق القاهرة، وإنما بصدد بيان رأي هؤلاء الحاقدين.

 

أما الدليل العقلي، فخلاصته:

أن الإسلام لم يظهر ظهورا تاما إلا في القرنين الثاني والثالث من الهجرة[6]، ولكن البهائية ظهرت في أقل من هذا! والحقود الكذوب يتعامى هنا عن الحقيقة الرائعة التي أذهلت بإعجازها الرائع كبار مؤرخي العالم، تلك هي سرعة انتشار الإسلام بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ آية دعوة، وحسبنا هنا ما يقرره المستشرق "توماس أرنولد": "وبعد انقضاء مائة عام على وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصل أتباعه غربا إلى أسبانيا وشرقا إلى أن عبروا نهر السند، فما لبثوا أن وجدوا أنفسهم سادة على إمبراطورية أعظم من إمبراطورية روما في أوج قوتها"[7] و"أرنولد" يقرر حقيقة مشرقة، ستظل أشعتها ساطعة على جبين الزمن عزة خالدة، ولكن الحقد يعمي، ويصم! وإليك ما يقوله غوستاف لوبون في كتابه الكبير حضارة العرب: "قضى أعداء الإسلام من المؤرخين العجب من سرعة انتشار القرآن العظيمة". ثم أكد أن الإسلام انتشر بالدعوة وحدها لا بالسيف، وعزا سرعة انتشاره إلى ما يدعو إليه من توحيد خالص، وإلى نظامه الخلقي الرائع، وبعده عن الخرافات. ثم قول: "لم يكد القرن الأول من الهجرة ينقضي، حتى كانت راية النبي تخفق من الهند إلى المحيط الأطلنطي، ومن القفقاس إلى الخليج الفارسي، وكانت إسبانية التي هي إحدى الممالك النصرانية الكبرى في أوروبة خاضعة لشريعة محمد"[8].

 

وأبو الرذائل نفسه يعترف في موضع آخر بما أعماه الحقد عنه هنا فيقول: "بلغت فتوحات أمراء الإسلام في القرن الأول شرقا إلى فرغانة وغربا إلى سيسليا وأسبانيا، ولم يعهد من أمراء الإسلام إلا قليلا منهم: أنهم أجبروا أمة على قبول ديانتهم".

 

أما المعجزات، فيقول عنها: إنها هي القرآن، وقد استخف به الملعون من قبل. ثم إنه يطعن في أصح الأحاديث التي روت أنباء معجزات الرسول، ويبهت كثيرا من خيار الصحابة: بأنهم مرتشون كذبة دنسوا الذمم[9] - رمتني بدائها وانسلت - فالرشوة لم تتسلخ منها أيد، كما تسلخت أيدي البهائية، والكذب الدنيء لم يفجر كفجوره في البهائية. وأبو الرذائل هذا القزم المقيت كان إذ حبس عبدالبهاء عنه المال، يجحد قلمه ولسانه، إلى أن يدفع عبدالبهاء الثمن مرة أخرى، فيهب منتفخ الأوداج؛ ناعق الباطل. وكم من مرة استغاث به عبدالبهاء؛ لينافح عن البهائية خالعا عليه - كدأبه في نفاق الزلفى - أضخم الألقاب، وأفخم النعوت، غير أن الماكر الخبيث كان يعرف حقيقة عبدالبهاء، وتفاهة ما يلقبه به، فيظل مدعيا الصمم، حتى يصلصل الذهب في يده، وحينئذ تجره أغلال عبدالبهاء من عنقه على الوحل[10]!

 

على أن هناك نوعا خاصا من الأحاديث الموضوعة نجد أبا الرذائل يختصها بتمجيده، وهي تلك التي يزعم أنها تخبر عن انقضاء أجل الأمة المحمدية قبل أن تقوم القيامة، وتلك التي تتحدث عن أشراط وهمية للساعة[11] وهو يختص هذا النوع من الأحاديث بالتصديق الحفي؛ ليقرر بها أن أجل الأمة المحمدية قد انقضى، وأن الأمة البهائية هي الأمة الخالدة التي قامت بعدها؛ وليزعم أيضا أن الأحاديث التي تتحدث عن القيامة إنما تدل على ظهور الله سبحانه في جسد البهاء، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشر أمته بظهور الله في جسد البهاء. أما البشارات، فيزعم أن ما ورد منها في التوراة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يشبه نقطا تنضب من خلال الاستعارات المعقدة كالجلاميد الصلبة. أما ما ورد عنه في الإنجيل من بشارات فما هو إلا مقدمات وأشراط للتبشير بظهور "ميرزا حسين علي النوري"؛ لأنه هو رب القيامة[12]! وهو تكذيب صريح لما نص القرآن عليه - والبهائية في نفاقها تزعم أنها تؤمن بالقرآن - يقول ربنا سبحانه: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6] ويقول جل شأنه: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157].

 

علائم ظهور الله في جسد البهاء:

تزعم البهائية أن من علائم تجسد الحقيقة الإلهية في مظهرها الأتم الأكمل، أو ظهور الله سبحانه في هيكله البشري الأعظم يوم القيامة العظمى - أن يغشى الكفر العالم قبل ظهور صبح الهداية[13] ومعنى هذا أن العالم كله كان غريقا في الكفر قبل ظهور البهاء؛ لأنه يزعم أنه هو رب القيامة الكبرى. والواقع الملموس يكذب البهائية في زعمها الذي تستهدف من ورائه الحكم على المسلمين بالكفر، وعلى القرآن بانقضاء أجله. ثم إن البهائية تحكم بهذا على معبودها بالكفر، وعلى الإيقان بأنه كتاب كفر وكافر؛ لأنه مؤلف قبل القيامة الكبرى، وتحكم على "الباب والأحسائي والرشتي وقرة العين"، وحروف "حي" بالكفر أيضًا!..

 

ثم إنّا نسأل البهائية: أين الروح والملائكة الذين قاموا صفا صفا، وأين إشراق الأرض بنور ربها، والأرض في واقعها تتلمس تحت ركام ظلماتها شعاعة من النور؟!

 

وفي يوم القيامة يقف الخلق جميعا مؤمنهم، وكافرهم بين يدي الله خاشعين لا يتكلمون إلا من إذن له الرحمن، وقال صوابًا، فأين الذين فعلوا ذلك بين يدي البهاء، وهو الذي كان يضرب ويصفع على قفاه الغليظ، ويساق سوق البليد من البغال، ويسام الخسف والهوان؟

 

والله يقول عن الأمر يوم القيامة: ﴿ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾ [الانفطار: 19] وقد عاش البهاء مأمورا يأتمر بأمر غيره!

 

وتقول البهائية عن دلائل يوم القيامة: "وتمَّحى كافة البليات، وتنقشع سحب العقائد الخرافية، ويزول اختلاف الأديان، وتتحد الأمم على عبادة الرحمن، وتمحق وتـمَّحى عبادة الشيطان، ويبيد الرب بقدرته آثار الظلم والجور، وينشر مآثر العدل والإنصاف، فيقضي بين الأمم، ويتصف للشعوب".

 

وواقع العالم يحدثنا أن سماءه ملبدة بالبلاء والأرزاء، وواقعه يحدثنا أن سحب العقائد الخرافية ما أطبق ركامها إلا بعد ظهور البهاء؛ فالانقلاب الشيوعي حدث في عهد زعامة ابنه عبدالبهاء، والشيوعية إلحاد حقود يجحد بالله. والوجودية في عهرها الماجن، ومحادتها لله، وكفرها به، لم ينتشر وباؤها إلا بعد ظهور البهاء، وغيرهما، وغيرهما!

 

وما زالت الحرب مسعورة النار ضد الإسلام من الصليبية والصهيونية وما زالت الأمم المفتونة بقواها المادية ضالعة مع الشيطان تعبده بسفك الدماء، وعدوانها على كل المقدسات، وإزهاقها لكل حرية وفضيلة وحياة!

 

ثم يقولون: "وتنقضي أيام الحروب، فلا ترفع أمة على أمة سيفا"[14] والواقع يحدثنا بدموعه وجراحه ومآسيه: أنه قد اضطرمت عقب ظهور البهاء حربان عالميتان، أهلكتا الحرث والنسل، ودكتا معالم الحضارة الإنسانية. هذا إلى ما نشب من حروب طاحنات أخرى في عهد البهاء نفسه وعهد ابنه، ولم تعد السيوف ترفع، ولا الحراب تصوَّب، ولم يحدث هذا؟ والقنابل الذرية والصواريخ الجهنمية تهوي على الكون رعّادة فوّارة موّارة تصهر الحديد وتذيب الجبال. وتفني ألوف الألوف؟! وهل زال اختلاف الأديان، واتحدت الأمم على عبادة الرحمن؟

 

شيوعية تجتاح أقدس القيم، وتجحد بوجود الله، واستعمار ضاري المخالب، يعرق عظام الشعوب، وصهيونية باغية تكيد لكل خير وحق، ووجودية تسرف في مجانتها الطاغية، وأثرتها الباغية، وأوبئة خلقية مدمرة، وصواريخ تقتحم الفضاء بالمنايا الصواعق، هذا هو شأن العالم بعد ظهور البهاء، وانتشار كفره، وما سمعنا ببهائي واحد استنكر البغي الجائر على الشرق، ولكن الذي سمعناه هو: أن البهائية هللت باسم البهاء يوم أن دنست الصهيونية أرض فلسطين العربية، وساعة أن اعترف ترومان مسعور اللهفة بإسرائيل؛ إذ عد البهائيون هذا الاعتراف من أدلة ربوبية البهاء، وأنه مسيح الصهيونية الموعود.

 

وحي البهاء وصاحب وحيه:

يصور البهاء انبجاس الوحي في نفسه بقوله: "مر الشذى الروحاني من الصبح الصمداني، وهب نسيم الصباح من مدينة سبأ البقاء، وبمروره بشر النفس ببشارة جديدة وأتى بهدايا ثمينة لا عداد لها من قبل المحبوب، يكشف رمز المعاني من غير لفظ، وينطق بأسرار التبيان من دون لسان، ولقد تدفقت حياض عنايته في هذه الساعة على شأن يغتبط له روح القدس غاية الغبطة"[15]. ما مدينة سبأ البقاء؟ وما الصبح الصمداني؟ ثم لماذا يغتبط روح القدس؟ يريد البهاء أن تشير إلى أن روح القدس لم تسعد بتدفق فيوق وحيها كما سعدت، وهى في جسد البهاء!

 

ألا تشعر أن الرجل أشبه ما يكون "بمجذوب" تعتريه غواش تختل بقية الرمق من رشده؟! ويصف البهاء صاحب وحيه بأن قده لطيف، وقامته منيرة، أما وحيه، فيلقن بلابل أغصان الهجر والفراق النوح والأنين، ويعلمهم قواعد العشق وسحر الدلال! رجل يخدعنا بلحيته عن الأنثى المولعة المهجورة الخدر الهائمة في أعماقه!

 

نسخ البهائية للإسلام:

قال البهاء قبل أن يزعم أنه الرب: "طويت سماوات الأديان، وارتفعت سماء البيان" والبيان هو كتاب الباب. وعبدالبهاء يكذب أباه، فيزعم أن الباب لم يأت بشرع جديد! وحينما زعم البهاء أنه الرب زعم أن شريعته التي سرقها من الباب ناسخة لكل شريعة، فيقول عن نفسه: "وأنـزل لكم ما تبقى به أذكاركم، وأسماؤكم في كتاب لا يأخذه المحو، ولا تبدله شبهات المغرضين ضعوا ما عند القوم، وخذوا ما أمرتم به من لدن آمر قديم"؛ لأن الله سبحانه - كما تفتري البهائية - قد قدر محو كل دين، وإبطال كل ملة عند ظهوره - جل شأنه - في صورة البهاء[16]. ويقول البهاء: "يا ملأ الأرض اتركوا ما عندكم، وخذوا ما أمرتم به من لدن قوي أمين" ويقول بهائي كبير عن البهاء: "إنه معلم جميع العالم الموصل إلى نعمة عجيبة تفوق جميع ما تقدم من الفيوضات، وأن جميع الأوضاع الدينية راجعة إليه" ويقول" "في تعاليم موسى نرى أكمام الزهرة. وفي تعاليم محمد والمسيح نرى الزهرة متفتحة، وفي تعاليم بهاء الله نرى الثمرة من الزهرة، ولابد من سقوط الأكمام حتى تتفتح الزهرة، ولا بد وأن تسقط أوراق الزهرة؛ لتنمو وتنضج الثمرة"[17] يعني أنه يجب ترك الإسلام؛ لأنه أوراق الزهرة، أما البهائية فهي الثمرة!

 

أما علاقته بالبابية، فقد قرر البهاء أنها منسوخة أيضا، وينسب إلى الباب أنه قال عنه: "لا يعادل بكلمة منك ما نـزل في البيان. إنك أنت المقتدر على ما تشاء"[18] وهكذا ابتلى عبد الطاغوت بنسخ دينهم مرتين في أقل من ربع قرن. والثابت أن الباب هو معلم البهاء وربه في الخرافة! وأن البهاء ما ألف الإيقان إلا ليثبت أن الباب هو رب القيامة الكبرى.

 

شرعة الذل والنفاق والأحقاد:

من آيات الدين الحق أنه يقوم أمته بخصائص ذاتية، تجعل منها وحدة قوية، جلية المعالم، مشرقة السمات، مستقلة استقلالا تاما، فلا تنماع ذاتيتها في غيرها من الأمم، ولا تشتبه مقوماتها بأخرى، والعهد الأول الأعظم الذي يرتبط به كل فرد في هذه الأمة هو عهده مع الله وحده. إنه كمسلم يفني حياته في سبيل صيانة عهده مع الله، والمحافظة عليه. أما العهود الأخرى التي يرتبط بها مع الأفراد والجماعات، فإنها تكون تابعة لعهده مع الله لا تناقضه، ولا تقتحم بريبة ما قدسية الإيمان به. فإن رأى في عهد منها ما ينال من جلال عهده مع الله، امتنع عليه، وأثار الحرب ضده، وضد الذين يحاولون إرغامه، أو إرغام أخ له على أن يلتزم بالوفاء له! فالمسلم - إذن - في عقيدته، وفي خلقه، وفي سلوكه الفردي والجماعي، فيما يريده، أو يفكر فيه، فيما يرضى به، أو يغضب له أو منه، في ظاهره وفي باطنه، إنه في كل ذلك مرتبط كل الارتباط بعهده مع الله وحده، لا يحيد عنه، ولا يحاول التنكر له؛ لأن حريته وعزته وقوته وسعادته وحياته في أن يظل موصول الأسباب بالله. إما أن يحيا إنسان بهواه مع الرحمن، وبسلوكه مع الشيطان. وإما أن يقدم للدين عاطفة مقهورة مكبوتة، ولغير الدين عملًا يناهض دينه، ويعاديه. أما أن يعيش بباطنه - كما يخيل إليه - مع الله، وهو بظاهره مع غير الله، فهذه إنما تكون حياة إنسان مقطع الأوصال والأرحام، منفصل تمام الانفصال عن دينه، ورب دينه حياة إنسان يعيش بذاتين متناقضتين متنابذتين تجاذب إحداهما الأخرى أسباب المنافرة والمشاحنة والبغضاء، وهو بينهما موزع يتجرع الهزائم النكر، إلى أن يخر حطاما لا تنافحه حياة، ولا أثارة من حياة من طول وقسوة ذلك النـزاع المحتدم بين إرادة مقهورة يحبسها الخوف من أن تدفع إلى قول يعبر عنها، وعمل ينم عليها. وبين إرادة أخرى لا تنتسب إلى إرادته تحتم عليه أن يقول وأن يعمل ما لا يحب، وما لا يرضى، وما لا يوافق دينه. إن الدين الحق يوحد بين باطن الإنسان وظاهره، بين بواعثه وغاياته، بين إرادته وسلوكه، بين نيته وعمله، بين عقيدته وعبادته وخلقه، أي يجعل من الإنسان وحدة تامة تعبر بظاهرها عن باطنها، وبما تقوم به عن قوتها الملهمة الفادية لكل حق جليل، الباذلة لكل خير نبيل، فلا يقبل منا الدين إرادة خيرة، وعملا نـزاعا إلى خدمة الشر، أو عملا يلمع ظاهره بنضرة الخير، ووراءه نية يعوي فيها الشر؛ لهذا تجد الإسلام يحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

 

أما البهائية فإنها تفرض على أتباعها أن يعيشوا بذاتين متنافرتين متباغضتين، توجب عليهم أن يعيشوا بالعاطفة مع الدين، وبالعمل في سبيل نصر من يحاربون هذا الدين، وتدعوهم إلى أن يعيشوا بظاهر يتمرد على الباطن، وبباطن يلعن الظاهر. إلى أن يعيشوا وطابعهم العام الذاتي. كما يقال: "ازدواج الشخصية" يقول أبو الرذائل عن معبوده البهاء: إنه أمر البهائيين بالرضوخ لقوانين الدول، وحرضهم على طاعة الملوك والأمراء[19]: ويقول البهاء: "إن هذا الحزب إذا أقام في بلاد أي دولة يجب عليه أن يسلك مع تلك الدولة بالأمانة والصدق والصفاء. هذا ما نـزل من لدن آمر قديم"[20] ومن القوانين ما يصدر عن مادية الإلحاد ويفرضه، ومنها ما يوجب التفرقة بين المرء وأخيه الإنسان؛ لأن الله وهب لأحدهما الجلد الأبيض ووهب للآخر الأسمر. والقانون مسخر للزمان والمكان وهوى الإنسان.. وهناك طغاة بغاة يسحقون الآدمية بالجور، وينتهبون الأعراض بسطوة الشهوة، فكيف يحيا الإنسان بنصفين، أحدهما للرحمن، والآخر للشيطان؟!

 

إن البهائية بهذا النفاق الجبان الذليل تفرض على أتباعها أن يكونوا شيعا تلعن الشيعة منهم الأخرى، وتأتمر لتقضي عليها؛ فالبهائي الروسي يدين بالشيوعية، ويفتك بمن يحاول العدوان عليها؛ فمعبوده يفرض عليه طاعة القانون وطاعة الحاكم، وهكذا القانون في روسيا، وهكذا الحاكم. والبهائي الأمريكي يمكن للصهيونية، ويكدح في سبل تدمير الشيوعية وماديتها وأحقادها، ويسوم الملونين اضطهادا سد سمعه عن الرحمة؛ فهكذا القانون في أمريكا، وهكذا الحاكم! والبهائي الإنجليزي يعمل في سبيل أن يعب من دماء اليتامى، وأن يستعبد شعوب الأرض، وأن ينحسر ظل أمريكا وروسية عن الأرض! فهكذا القانون في إنجلترا، وهكذا الحاكم! والبهائي الفرنسي يجد لذة في الطغيان وفي سفك دماء الأبرار، وفي التنكيل بكل حر جثمت فرنسا على صدره باستعمارها.

 

والبهائي في إسرائيل - وهي مقر معبودهم - يفسد في الأرض، ويتاجر في العرض، ويقطع الثدي في فم الرضيع، ويكيد للحق وللخير، ويفجر بغيه على أصحاب الأرض الطيبة، ويسعى في سبيل أن يصبح النيل والفرات والمدينة المنورة مغدى ومراحا لذئاب الصهيونية.

 

فكهذا القانون، وهكذا الحاكم في إسرائيل، وقل كذلك: وهذا هو الدين! فالبهائي يتجاوب دينا وقانونا وحكما مع الصهيونية؛ لأنه عبد من عبيدها، وكان معبوده "ميرزا حسين علي" خيانة الصهيونية ولؤمها وكيدها، وكذلك كل بهائي في الشرق!

 

فهل بمثل ذلك الدين المزعوم تقام أمة، أو ينهض خلق، أو يحيا ضمير؟

 

وهل يمكن أن تتحقق به الوحدة بين الملل المتباعدة والأمم المتباينة ومعبود البهائية يمكن لبغي القانون، لا لعدالة الدين؟... فماذا بقى الدين، وقد عزل عن شئون الإنسان والحياة؟

 

لقد وضع البهاء هذه المبادئ تقية يدَّارأ بها البهائيون، وزلفى إلى الباطشين بحقوق الشعوب وكرامة الإنسانية، وتقليدًا للصليبية في قولها المنسوب ظلمًا إلى المسيح: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"[21] وضعه؛ ليجعل منه قناعا تخادع به البهائية؛ فَهَمُّ البهائية من وراء هذا النفاق كما يتهامس أربابها في جحورهم هو أن تصعد بهذا النفاق إلى القمة على أشلاء غير البهائيين وجماجمهم!!

 

أما أحقاد البهائية؛ فيبدو عرامها في سبابها الفاحش وهجوما المقذع للإسلام وللمسلمين، وقد تزعم البهائية أنها تنهي عن السب واللعن والفخار والشموخ والجدال[22]، وقد تفاخر بقول البهاء: "يجب على أهل الصفاء والوفاء أن يعاشروا جميع أهل العالم بالروح والريحان".

 

غير أن البهائية رغم هذا لا تستطيع أن تنكر أن كبار معبوديها "البهاء" و"عبدالبهاء" و"الجرفادقاني" كانوا أفحش الناس في السب واللعن وسلاطة اللسان وألأمهم في تأريث الأحقاد والأضغان، وافتراء البهتان على الناس! يصف البهاء من عارضوه من البابيين - وهم أمس الناس به رحما - بأنهم الملحدون الذين بدلوا نعمة الله كفرا، ومائدة السماء نفاقا، وبأنهم قادوا أولياءهم إلى بئس القرار، وبأنهم خامدون وأموات غير أحياء. فإذا كان هذا هو ظنه بإخوانه، فما بالك بظنه بالمسلمين؟ إنه يبهتهم بالإعراض عن الله والكفر به سبحانه، ولا لشيء إلا لأنهم آمنوا بالله - لا بعجل السامري - ربا وبمحمد خاتما للمرسلين، وكفروا بفرية البهاء أنه رب الأنام، ويبهتهم كلما جاء ذكرهم في كتابه بأنهم همج رعاع - وقد تكرر اتهامه لهم بهذا عدة مرات ومرات - وبأنهم لم يفهموا كلمة واحدة من القرآن، وبأنهم ضلوا، وأضلوا الناس، وبأنهم يعبدون الأوهام، ويتخذون من الظنون أربابا. ويبده أحد مجادليه بقوله: "يا أيها الجاهل الغير مطلع". بل يحكم صراحة على الخلق جميعا بالشرك ما عدا البهائيين إذ يقول: "إن الذي ما شرب من رحيقنا المختوم الذي فككنا ختمه باسمنا الحي القيوم، إنه ما فاز بأنوار التوحيد، وما عرف المقصود من كتب الله، وكان من المشركين"[23] ويتراءى عبدالبهاء بالدعاء لإخوته، فيقول: "رب لا تؤاخذهم بنفاقهم؛ لأنهم جهلاء بلهاء وسفهاء. لا يفرقون بين الخير والشر يتبعون شهوات أنفسهم، ويقتدون بأنقصهم وأجهلهم" ويقول: "سباع ضارية؛ يقتلون الرجال، ويفتكون بالأطفال، ويهتكون حرمة ربات الحجال، ويحرقون الأجسام، ويخرجون الأموات من الأجداث. رب فرق جمعهم وشتت شملهم" حتى وهو يزعم أنه بين يدي الله لا ينسى سفاهة حقده.

 

أما أبو الرذائل فيسب علماء المسلمين بقوله: "ما أصبرهم على نار العار، وما أصلب أعناقهم على تحمل ثقل الشنار" "تمادوا في غيهم، وأصروا على باطلهم، وتاهوا في ضلالهم، ومردوا في جهالتهم، وعموا في سكرتهم، وانهمكوا في غوايتهم"[24].

 

هذا هو دين البهائية في غلظ أحقاده الموروثة عن أربابه، فهل نظن أن البهاء كان صادقا في قوله: "عاشروا بالروح والريحان"؟! إني لأبصر وراء قوله سفاكا خاتلا يقبل أيتام فرائسه، وعلى شفتيه الباغيتين دماء آبائهم، وعلى نابيه أفلاذ من أكباد أمهاتهم!

 

الطبع يغلب التطبع:

ويأبى الله سبحانه إلا أن تقهر قدرته ذلك الدعي فيخط بيده ما يدمغه بأنه أفاك. وهكذا يجعل الله من فطرته التي فطر الناس عليها معجزة تدل على أنه القهار المهيمن. يقول البهاء، وهو يكتب كتابه الإيقان: "إنه كان كلما أراد الاختصار يفلت زمام القلم من يده"، وإذا كان الرب لا يستطيع أن يهيمن على قلمه، فكيف يهيمن على الخلق، والله جل شأنه يقول: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الأنفال: 24]. هذه هي الربوبية، وهذا هو سلطانها الأعظم، وينسب البهاء إلى نفسه أن عينه وقعت صدفة على أمر أنكره في كتاب كان قد قرأه مرتين من قبل، ولم تقع عيناه فيهما على ذلك المنكر وأنه بعد الاطلاع والمعرفة سيجيب من سألوه عما ورد في بعض الكتب. والعليم الخبير لا يعلم الأشياء صدفة، فهو بها العليم الخبير قبل أن تكون!! فبماذا تحكم على من يزعم أنه رب الملكوت؟ ثم هو يقرأ كتابا فلا يرى ما ينكره فيه إلا صدفة وبعد قراءته مرتين! لقد أعمى الحقد البهاء، ودمر رشده حبه لتحقير شأن الكتاب وصاحبه؛ فنسى أنه افترى أنه صاحب الوحي الأعظم، فكان أن حكم على نفسه بأنه بشرى ذاهل غافل! والله يصف إحاطة علمه سبحانه بالكليات والجزئيات في قوله جل شأنه: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

 

ويقول البهاء: "جرت العبرات من عيوني كالعيون، وسالت بحور الدم من قلبي" ولا ريب في أنك ستذكر بكلامه هذا أولئك الغلمة الذين ينقلون من كتب رسائل الغرام رسائلهم إلى المعشوقة الهاجرة.

 

ثم ينسب إلى نفسه أن لسانه وقلمه قد تحيرا فيما يقولان عن أمر من الأمور! والحيرة سمة البشرية إذا غم عليها أمر. فهل يجوز لامرئ أن يصدق البهاء في قوله: "يعرف من صرير قلمي الأعلى ما أراده رب الآخرة والأولى، وإن لطيور ممالك ملكوتي وحمامات رياض حكمتي تغردات ونغمات ما اطلع عليها إلا الله مالك الملك والجبروت"[25].



[1] ص104 إشراقات.

[2] طائفة القرائين من اليهود - وهم القلة - يأخذون بالتوراة التي دخلها التحريف طبعا. أما الربانيون فيأخذون عن التلمود.

[3] 99 الحجج. والبهاء وابنه وأبو الرذائل نفسه يستمدون من الأسفار اليهودية المحرفة ما يزعمون أنه أدلة على ربوبية الميرزا. وإليك ما يقوله عن التحريف السموأل بن يحيى الحبر اليهودي الكبير الذي أسلم:(علماء اليهود وأحبارهم يعلمون أن هذه التوراة التي بأيديهم لا يعتقد أحد منهم أنها المنـزلة على موسى. ولما رأى عزرا أن القوم قد أحرق هيكلهم وتفرق جميعهم. ورفع كتابهم جمع من محفوظاته ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة التي بأيديهم) ص33 بذل المجهود.

[4] من ص101 إلى ص104 الحجج.

[5] كل النصوص السابقة ص51، 93، 107، 109، 112، 117، 118 الحجج.

[6] ص119 الحجج.

[7] ص18 الدعوة إلى الإسلام.

[8] ص177 حضارة العرب لغوستاف لوبون، ترجمة عادل زعيتر.

[9] انظر هذا وما قبله في ص119، 120 الحجج.

[10] كان ذلك دين كبار البهائية. فقد دفع البهاء رشوة كبرى لأحد أتباعه حتى لا يفضح أمره، ولكن الرجل فضح البهاء على المنابر، وبين خيانته لله، فقال البهاء:(ومع ظهور كمال العناية في حق ذلك الشخص المعلوم وإجراء العطاء له فعل ما بكت به عين الله.. وسترناه سنين، لعله ينتبه ويرجع، فلم يظهر لذلك أثر، وقام أخيرا بتضييع أمر الله أمام وجوه الخلق) ص123 إشراقات. لقد أراد البهاء أن يفضح الرجل، ففضح نفسه.

[11] ص121 الحجج.

[12] ص123 الحجج.

[13] ص22 إيقان، وهو ينقل عن سفر أشعياء فقد جاء فيه في خطاب إلى صهيون: (ها هي الظلمة تغطي الأرض أما عليك، فيشرق الرب) والميرزا النوري يزعم أنه الرب الذي أشرق على صهيون.

[14] ص4، 5 الحجج، وهو يشير إلى ما ورد في سفر أشعيا: (من صهيون تخرج الشريعة من أورشليم كلمة الرب فيقضى بين الأمم، فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة سيفًا).

[15] ص41، 34 الإيقان، 27 بهاء الله.

[16] ص34 إيقان، ص80 الحجج، ويقول الدكتور محمد كامل حسين في كتابه (طائفة الدرزية) ص120:(أول ما بدأه الدعاة بعد إعلان توحيد الحاكم هو نقض الشريعة القائمة المنتشرة.. وتجد في رسالة النقض الخفي رأيهم في نقض الشريعة الإسلامية) والهدفان متطابقان.

[17] انظر بهاء الله ص127، 124، 249، 129.

[18] ص105 إشراقات.

[19] ص12 الحجج.

[20] ص11 إشراقات.

[21] يعلق الدكتور نظمي لوقا المسيحي على هذه الفقرة بقوله:(قسمت الأمر بين ما هو لله وما هو لقيصر، فجعلت من قيصر الدنيا ندا لله في عالم الغيب والسريرة.. ولهذه تصدى القرآن فمحا تلك القسمة محوا، ووحد مملكة الحق سفلا وعلوا؛ فجاء في سورة الأعراف: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 158]. فمن يكون هنا قيصر؟ بل: أين هو؟ لا قيصر بعد اليوم، بل الأمر لله جميعا. ولله المشرق والمغرب. والله أكبر، ولا قيصر بعد اليوم) ص127 وما بعدها (محمد الرسالة والرسول) ط 2.

[22] ص43 الحجج.

[23] انظر كل هذه النصوص السابقة في ص151، 3، 104، 4، 5، 7، 159، 121 إشراقات وفي ص119، 128، 172 إيقان.

[24] ص178 مكاتيب، 254 بهاء الله، 246 مكاتيب، 124 الحجج، 147 الدرر البهية.

[25] اقرأ النصوص السابقة ص49، 128، 84، 173. الإيقان، ص5، 6 إشراقات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقيقة البهائية
  • اعتقاد مؤسسي البهائية وأتباعهم
  • البهائية والاعتقاد في الحشر والجنة والنار والنبي
  • أسماء الحقيقة الإلهية وصفاتها عند البهائية
  • الطعن في الصالحين
  • تشابه طريقة الطاعنين في القرآن والطاعنين في السنة
  • الطعن في النقلة طعن في المنقول

مختارات من الشبكة

  • دين البهائية وشريعتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأحكام التي تقبل الطعن أمام المحكمة الإدارية العليا وحالات الطعن(مقالة - موقع الأستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد)
  • البهائية: نشأتها وأبرز عقائدها (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • البهائية : تاريخها وعقيدتها وصلتها بالباطنية والصهيونية (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الآخرة في عقيدة البهائية (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • عقيدة البهائية في البهاء وزعمهم ربوبيته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى ختم النبوة وبدئها في عقيدة البهائية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغاية من تأليف كتاب: البهائية ( تاريخها وعقيدتها وصلتها بالباطنية والصهيونية )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبدالبهاء والبهائية (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطعن في عائشة طعن في آل البيت وهدم للدين(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب