• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

الإيضاحات الشافية من القرآن والسنة على أباطيل شرح الاصطلاحات الصوفية

الشيخ فؤاد عبدالرحمن الموصلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/2/2014 ميلادي - 24/4/1435 هجري

الزيارات: 10656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإيضاحات الشافية من القرآن والسنة
على أباطيل شرح الاصطلاحات الصوفية

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه ربه بنور الهدى بشيرًا ونذيرًا ورحمة للعالمين، تركنا على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وصلَّى ربنا وبارك وسلم عليه وعلى آله وأزواجه الطاهرات، وارضَ اللهم عن صحابته الغر الميامين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر صحابته الكرام، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

قال الله تعالى: ﴿ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ﴾ [الأعراف: 191، 192].


وقال الله تعالى: ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 3].


• فإن التوحيد هو الأصل في بني آدم، والشرك طارئ ودخيل، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كان بين آدم ونوح عشرةُ قرون كلهم على التوحيد).


إن أول مَن أحدث الشرك في الأرض قوم نوح لما غلَوا في الصالحين وصوَّروا صورهم، فآل بهم الأمر إلى أن عبدوهم من دون الله، ومما ابتليت به الأمة الإسلامية اليوم من الشرك في بعض المسلمين الذي حدث على يد الشيعة الفاطميين بعد المائة الرابعة للهجرة، فيما بنَوا المشاهد على القبور، وأحدثوا بدعة الموالد في الإسلام، والغلو في الصالحين، ومن هنا سار على نهجهم المتصوفون والمشايخ الطرقيون المنحرفون عن العقيدة السوية والتوحيد الكامل، لما غلوا في مشايخهم وأقاموا لهم الأضرحة والقباب، ولما ضرب الجهل في أعماق قلوبهم، وطمس بصيرتهم، ونسج شباكه بعقولهم، خلطوا بين توحيد الربوبية والألوهية، ففسَّروا الألوهية بالربوبية وجعلوهما شيئًا واحدًا، وهذا خلاف الحق، وخلاف مقتضى الكتاب والسنة.

 

أما في زماننا بعد أن انتشرت الزوايا في مصر وبلاد المغرب العربي، وخاصة الجزائر المسلمة منذ عقود خلت، وكل زاوية سلكت طريقها، فسطرت نهجها في كيفية العبادة والتقرب من الله عز وجل، وضربت في جذور المجتمعات بالاعتقادات الضالة، فتعددت الطرقية، وسميت بمشايخها؛ فمنها الطريقة التيجانية نسبة لأحمد التيجاني، الذي له أتباع كثر، فشربوا نهجه وتعصبوا له، وأخذتهم الحمية والعزة بالإثم، فراحوا - مثقفوهم وكتابهم - يألفون الكتب، ويسيلون الحبر بتحريف مقاصد الشريعة من اتباع أهواء شيوخهم، وما أملتْه عليهم عقولهم الضالة عن الصراط المستقيم، وهذا ما لمسناه في (كتاب شرح اصطلاحات أهل الصفاء، من كلام خاتم الأولياء)؛ لكاتبه أيمن حمدي.


ولما قرأته مراتٍ عديدة، وقفتُ على اصطلاحات باطلةٍ؛ لما فيها من غلو، حينها استجمعت قوايَ، وبعد أخذٍ ورد عزمتُ الأمر متوكلاً على الله عز وجل، أن أسوق في هذه الرسالة بعض شروح اصطلاحات الصوفية والرد عليها بأقوال من وحي الكتاب والسنة وأقوال علمائنا، بعنوان: "الإيضاحات الشافية من القرآن والسنة على أباطيل شرح الاصطلاحات الصوفية"؛ لإيضاح هذا الزيغ والضلال والغلو، وتبيينها للمسلمين، وأسأل الله العلي القدير أن يجعلها منارًا للمسلمين، وسبيلاً في هداية كل ضال، وأن يجعلها في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون.

وبسم الله أبدأ:

وقبل أن أتطرَّق إلى اصطلاحات شيخ الصوفية الطرقي أحمد التيجاني الذي وضعه قاموسًا ومنهاجًا لأتباعه إلى يومنا هذا، أود أن أُعرِّف بهذا الشيخ:

• يقول الكاتب معرفًا بشيخه: أما ترجمته رضي الله عنه، فهو الإمام الهمام، القطب الرباني، والفرد الصمداني، سيدي أبو العباس أحمد التيجاني رضي الله عنه بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد بن سالم "الشريف التيجاني" الشهير، القدوة الكامل، العارف الراسخ، جبل السنة والدين، والعلامة الدراكة الفهامة، الجامع بين الشريعة والحقيقة، نادرة الزمان، ومصباح الأوان... إلخ.

تُوفِّي صبيحة يوم الخميس السابع عشر من شوال سنة ثلاثين ومائتين وألف، وحضر جنازته مَن لا يحصى من علماء فاس وصلحائها وأعيانها وأمرائها، ودُفِن بزاويته المشهورة بحومة البليدة (الجزائر).

يقول عنه الكاتب في اعتقادهم: وقد علِمنا أنه رضي الله عنه قد بلغ مقام الاجتماع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظةً سنة 1196 هـ، وهو مقام لا ينكره أكابر العلماء.

بعض المدح في شيخه:

أما أبو العباس التيجاني، فهو كما قال: (منذ خلق الله الأرواح، والروح الشريفة صلى الله عليه وسلم تمد الأنبياء والرسل، وروحي تمد الأقطاب والأولياء)، فقد تحقق هذا المقام.

ويقول: قد بلغ رضي الله عنه مرتبة القطبانية العظمى أول محرم سنة 1214هـ، وبلغ الختمية والكتمية في 18 صفر 1214هـ يوم الاثنين.

وبعدما عرَّفنا بالشيخ الطرقي الصوفي، إليكم بعض الاصطلاحات الصوفية التي فسرها في قاموسه:

المصطلحات الصوفية:

• الأحدية: هي مرتبة ظهور الحق بمرتبة تفريده في الوجود؛ حيث لا وجود معه سبحانه وتعالى، والأحدية هي تجلية بذاته عن ذاته، مع محوِ جميع النسب من الأسماء والصفات والكثرة والغيرية.

التوحيد الخاص: هو توحيده لنفسه بنفسه عن نفسه، وهذا التوحيد لا سبيل إليه إلا بالفناء.

توحيد خاصة الخاصة: هو التوحيد القائم بالقدم، وهو المفضي إلى القول بالحلول والاتحاد، والفناء في ذات الله بزعمهم، حتى تسقط التكاليف عن الموحد.

الألوهية أو توحيد العامة: حقيقة الألوهية هي توجه الموجودات إليه بالعبادة، والخضوع والتذلل، والفقر، والتعظيم، والإجلال، والمحبة، والألوهية يشار بها إلى الذات العلية الموجودة في كل شيء شهودًا ورؤيةً، عارية عن كل شيء، متباعدة عن كل شيء عيانًا وحقيقة.

الأسماء القائمة: هي الأسماء العاليات، التي مَن عرَفها علِم منها لِم وجدت تلك الذات، وما مراد الله منها، وما عاقبة أمرها من خير أو شر، واستقرارها في الدار الآخرة.

الأسماء العالية: هي الأسماء التي بها قوام الأشياء، فإن لكل واحد في الخلق اسمًا عاليًا، وهو الاسم الذي يكون به قوام ذاته، وجميع هذه الأسماء لا يعرفها ولا يطَّلِع عليها إلا الفرد الجامع.

الاسم الأعظم: هو الخاص بالذات لا غيره، وهو اسم الإحاطة، ولا يتحقق بجميع ما فيه إلا في واحد في الدهر، وهو الفرد الجامع، هذا هو الاسم الباطن.

أما الاسم الظاهر، فهو اسم المرتبة، الجامع لمرتبة الألوهية مع أوصاف الإله ومألوهيته، وتحته مرتبة أسماء التشتيت، ومن هذه الأسماء فيوض الأولياء، وجميع فيوض المرتبة من فيوض اسم الذات الأكبر.

الاسم النازل: هو الاسم الذي يشعر بالمسمى.

وقال شيخهم: فتعلم من ذلك أن كل ذرة في الكون لها اسمٌ تتوجَّه به لله تعالى تعبدًا، وهي قائمة به، باقية بذكره، وهكذا أجزاء الكون كله ذرةً ذرةً.

التصوف: هو امتثال الأمر واجتناب النهي، في الظاهر والباطن، من حيث يرضى، لا من حيث ترضى.

الشيخ: هو الذي رُفِعت له جميع الحجب عن كمال النظر إلى الحضرة الإلهية عينيًّا وتحقيقًا يقينيًّا.

حقيقة القطبانية: هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقًا، في جميع الوجود جملةً وتفصيلاً، حيثما كان الرب إليها كان هو خليفة في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من عليه ألوهية الله تعالى، ثم قيامه بالبرزخية العظمى بين الحق والخلق، فلا يصل إلى الخلق شيء كائنًا ما كان من الحق إلا بحكم القطب وتوليه ونيابته عن الحق في ذلك، وتوصيله كل قسمة إلى محلها.

الولاية: الولاية عامة وخاصة، فالعامة هي من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام، والخاصة هي من سيد الوجود صلى الله عليه وسلم إلى الختم.

والمراد بالخاصة هي مَن اتصف صاحبها بأخلاق الحق والثلاثمائة على الكمال ولم ينقص منها واحد؛ (إن لله ثلاثمائة خُلُق، مَن اتصف بواحد منها دخل الجنة).

الولي: هو مَن تولى الله أمره بالخصوصية مع مشاهدة أفعال الحق سبحانه وصفاته، وقد يجهل الولي شيئًا من أحكام الشريعة المطلوبة في حقه، ولا يعرفها إلا بالتعلم والسؤال، ولا تُفَاضُ من غير تعلم إلا على النادر من العارفين، ولا يُحيط بمعرفة أحكام الشريعة وجميع العلوم التي يحتاج إليها الناس إلا الفرد الجامع.

فالصوفية من الطوائف التي خالفت منهج أهل السنة والجماعة في هذا المضمار، فقد انحرفوا جدًّا عن منهج أهل السنة في تقسيم التوحيد، فهم جعلوا توحيد الألوهية الذي بُعِث الرسل بتقريره والدعوة إليه، جعلوه توحيد العامة، وأدنى أنواع التوحيد، وعندهم النوع الثالث - والذي يسمى توحيد الخاصة، وهو الذي يثبت بالحقائق - يثبت بالمكتشفات، وهو عندهم أعلى منزلة ومكانة من الأنبياء والرسل عليه السلام، الذين لم يعرفوا هذا النوع من التوحيد، ولم يفنَوا في ذات الله كما تزعم الصوفية، وبزعمهم أن الأنبياء والرسل قصروا عن إدراك هاتين الدرجتين في التوحيد، وهذا هو الحال بالنسبة لأتباع الشيخ أحمد التيجاني، الذين جعلوه خاتم الأولياء.

وبعدما سُقْنا لكم - إخوة الإسلام - بعض الاصطلاحات الصوفية، باختصار من قاموسهم، إليكم الإيضاحات الشافية من القرآن والسنة بمفهوم علمائنا جزاهم الله خيرًا.

الإيضاحات الشافية من القرآن والسنة:

• التوحيد هو إفراد الله - سبحانه وتعالى - بالعبادة، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الإيضاح الشافي الأول:

قال العلامة الشيخ ابن الفوزان - حفظه الله -:
توحيد الربوبية: وهو إفراد الله تعالى بالخلق، والرزق، والتدبير، والإحياء، والإماتة، وتدبير الخلائق، وهذا توحيد الربوبية أنه لا خالق ولا رازق، ولا محيي ولا مميت، ولا ضار ولا نافع إلا الله عز وجل.

الإيضاح الشافي الثاني: توحيد الألوهية:
ومعناه إفراد الله تعالى بالعبادة، هذا غير إفراده بالخلق والرزق والتدبير، بل إفراد الله بالعبادة، بألا يُعبَد إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يُصلَّى، ولا يدعى، ولا يذبح، ولا ينذر، ولا يحج، ولا يعتمر، ولا يتصدق إلا لله، يُبتغَى بذلك وجهه سبحانه وتعالى.

الإيضاح الشافي الثالث: توحيد الأسماء والصفات:
بمعنى أننا نثبت لله - عز وجل - ما أثبته لنفسه، أو ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف أو تمثيل، على حد قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].

ويقول فضيلة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس:
وللتوحيد براهين كثيرة، منها:
1- شهادة الله لنفسه بالتوحيد: قال الله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: 18]، فقد شهِد الله لنفسه وقضى وحكم وأخبر بأنه لا إله إلا هو، وأنه رب خالق ورازق ومدبر وقادر... إلخ.

2- شهادة الملائكة: كما ورد في الآية السابقة، فالملائكة يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وهذه شهادة عدل من خَلْق كرام على هذه القضية الجليلة.

3- شهادة الرسل: فجميع الرسل الكرام، وهم أشرف الخلق وأطهرهم وأزكاهم نفسًا، قد شهِدوا جميعًا لله تعالى بالوحدانية، ودعَوا أقوامَهم لهذه القضية العظيمة، ونذروا أنفسهم لها، وأوقفوا أعمارهم في سبيلها؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

4- أهل العلم: فأهل العلم يشهدون ويقطعون لله بالوحدانية، كما قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وهذا هو قول علماء السنة والجماعة، وشهادتهم بذلك قاطعة يقينية؛ لأنهم أعلم الناس بالله بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام.

5- قال الشيخ العلامة صنع الله الحنفي - رحمه الله -:
القطب: وهو الغوث للناس، وعليه المدار بلا التباس، وجوَّزوا لهم الذبائح والنذور، وأثبتوا لهم فيهما الأجور.

وقال: هذا الكلام فيه تفريط وإفراط، بل فيه الهلاك الأبدي، والعذاب السرمدي؛ لما فيه من روائح الشرك المحقَّق، ومصادمة الكتاب العزيز المصدَّق، ومخالفة لعقائد الأمة، وفي التنزيل قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]؛ انتهى كلامه رحمه الله.

وقال الإمام الطحاوي - رحمه الله -:
وقوله: (لا نفضل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء)، فقد أوجب الله على الخلق متابعة الرسل، فقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ ﴾ [النساء: 64] إلى أن قال: ﴿ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

وقال أبو عثمان النيسابوري:

مَن أمَّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة.

الخاتمة:
• إذًا نقول: إننا بعد أن بيَّنا بعض الاصطلاحات الصوفية، والإيضاحات الشافية، فإننا نتفق بأن أهل التوحيد يقدِّمون قول الرسول صلى الله عليه وسلم على كل قول، فهم يرون طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، فيجب طاعته صلى الله عليه وسلم، وتقديم قوله على قول كل أحد أيًّا كان، وإنْ ترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أقوال الرجال، فقد دخل تحت طاعة العلماء والأحبار، ومنهم الصوفية ومشايخ الطرقية وأتباعهم اليوم، ومَن أطاعهم فقد اتخذهم أربابًا من دون الله.

وأختم رسالتي المتواضعة بقول الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64].

وأسأل الله العلي القدير أن أكون قد وُفِّقت إلى ما ابتغيتُه من تنوير إخوتي المسلمين من زيغ وضلال الصوفيين والطرقيين، وما أريد جزاءً ولا شكورًا.

اللهم ارحمني وارحم والديَّ، واغفر لهما ولسائر المسلمين والمؤمنين.

اللهم بصِّرنا بعيوبنا، وفقِّهنا في الدين، وزدنا علمًا، وعلِّمنا من لدنك إنك أنت العليم الحكيم، اللهم أحيِنا على الإسلام، وأمتْنا على التوحيد، وارزقنا شهادة في سبيلك، إنك ولي ذلك والقادر عليه.


المراجع:

• (كتاب شرح اصطلاحات أهل الصفاء، من كلام خاتم الأولياء)؛ أيمن حمدي.

• كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد؛ لفضيلة الشيخ ابن باز، والشيخ ابن العثيمين رحمهما الله.

• كتاب رياض الصالحين؛ للنووي رحمه الله.

• كتاب سبيل الهدى والرشاد في شرح كتاب التوحيد؛ د/ محمد بن عبدالرحمن الخميس.


وصلِّ يا رب وبارك وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اسألوا الصوفية
  • البدع الصوفية والطرقية في الأحكام الشرعية في تشييع الجنازة لدى العائلات الجزائرية
  • مظاهر غلو الصوفية في النبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة برمنجهام القرآنية: وقفات وإيضاحات واستشكالات(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • حجية السنة النبوية وبعض أدلتها من القرآن الكريم والسنة المطهرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ستمائة عام من الإسلام في يوغوسلافيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أركان وشروط وسنن الوضوء على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون النبوية في السنة النبوية: السنة في السنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دلالة الكتاب والسنة والإجماع على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • دلالة الكتاب والسنة والإجماع على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • قضية التكفير بين أهل السنة وفرق الضلال في ضوء الكتاب والسنة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قضية التكفير بين أهل السنة وفرق الضلال في ضوء الكتاب والسنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • السنة الحسنة والسنة السيئة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب