• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

عبدالبهاء يغير دينه في أوروبا .. وخاتمته

عبدالبهاء يغير دينه في أوروبا .. وخاتمته
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/2/2014 ميلادي - 8/4/1435 هجري

الزيارات: 7357

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبدالبهاء يغير دينه في أوروبا

وخاتمته


في لندن:

دعا الإنجليز عبدالبهاء إلى نـزهة في أوروبا، فلبى الدعوة، فوصل إلى سويسرة سنة 1911، ونـزل في فندق فخم يطل على بحيرة "جنوا".

 

وهناك عقد له سادته مؤتمرًا صحفيًا، وقد بهر عبدالبهاء مَنْ شهدوه بمنظره الجليل، وأرديته التي نسجتها أكف الأساطير، ووشتها أحلام السحرة، وأسكرهم بحديثه الراعش الصوت، الشجي النبرات، وبإيماءات هُدْبَيه الأوطَفَين اللذين تبرق تحتهما عينان فيهما بريق ذكاء لدهاء، وفتنة سراب من خشوع، وضراعة ودموع.

 

وبهرهم أيضاً بهذه الدعوة التي عبر عنها بقوله: "ألستم أفنانًا وأوراقًا من دوحة واحدة؟! ألستم مشمولين بلحظات أعين الرحمانية؟! يا قوم البدار البدار إلى الألفة"[1] وما لعبدالبهاء أن يفخر بهذا، فالخِمِّير الذي تلوكه خطايا الليل يستطيع أن يدعو بها؛ لأنها لا تكلف غير ألفاظ حلوة النبر؛ شجية النغم. وإنها لتدمغه بالرياء الأسود؛ فقد كان سلوكه في الحياة، وسلوك أبيه مناقضاً لما يدعو إليه من الألفة والاتحاد. وما جنت دعوة على وحدة جماعة كما جنت البهائية، حسبك أنها دمرت أسر القائمين بها.

 

ويخرج عبدالبهاء يتخطر في شوارع "سويسرا" وجماعة من صحابه في أردية "الدراويش" حافون من حوله، وعيناه تغازلان في نهم كل حسن يراه.

 

وتمر به امرأتان جميلتان، فيرمقهما بكل شهواته، فتقول إحداهما: إن له منظراً بهياً حنوناً، وتقول الأخرى: وله عينان وقادتان!

 

وكان من خلق عبدالبهاء أنه يتجمع بكل مشاعره وعواطفه، لكل فتاة، ويتربص بها بكل مكره وغزله؛ ليثير وهج أنوثتها الراغبة، فتكتب في الصحف عن نور جماله، وحسن صورته، وسحر عينيه، وشجو نجواه.

 

جلس مرة في منتدى ليلي مع بعض الفتيات اللاتي يسمين بفراشات الليل، فتحدث عن جمال أبيه، وشبهه بالمصباح الذي أشرق، فتهافتت حوله الفراشات! فقالت إحداهن: هل نستعد لأن نغمس أجنحتنا في هذا النور؟!

 

فهفا يجيب في لهفة مشوقة: حسناً قلت، فإني مسرور من جوابك[2].

 

الإلحاد هو دين الحق: سئل عبدالبهاء عن إنسان ترك الدين، وعكف على دراسة الاقتصاد وحده، ولم يجد عبدالبهاء جهدًا في أن يفجر كفره، ويتزلف به، فقد اعتاده، فقال للسائل: "إن أمثال هؤلاء النفوس يشتغلون بالدين الحق"[3].

 

آراء عبدالبهاء في لندن:

حرضت الحروب الدامية التي شبت في ذلك الزمن كثيرًا من الكتاب على تسخير أقلامهم للدعوة إلى السلام. وكان أعظمهم شأنًا كاتب روسية الأكبر "تولستوي" الذي كان عبدالبهاء يسطو على آرائه، وينسبها إلى نفسه؛ لعل الناس يظنونه من جنود السلام، فلا تحذره ضحية؛ ولهذا ارتفع صوته حينما نـزل لندن بالدعوة إلى السلام.

 

البهائي يحب كل إنسان:

ورد في سفر متى: "لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر أيضًا" وورد كذلك فيه: "أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل من يسيئون إليكم، ويطردونكم[4]" وسرق عبدالبهاء هذا في لندن، فقال لهم هناك "البهائي يحب جميع العالم كأنهم إخوته، فإذا ضربه أحد، فلا يعامله بالمثل، ولا يتكلم عنه بسوء" أراد أن يؤكد أنه صليبي صميم، وأن يتراءى - في أسوأ نفاق - بأنه داعية فدائية في سبيل البشر! على حين عاشت الصليبية تقتل وتفتك وتدمر، وتستعبد أبرياء الشعوب. كذلك عاشت ربيبتها البهائية تقتل بالسم وتفتك بالسواطير.

 

إن البهائية تزعم أنها تمثل قمة الكمال للرسالات الإلهية، فهل ترى هذا الضعف الخلقي، والخور النفسي الذي يدعو إليه عبدالبهاء يمثل كمالًا، أو يصلح لقيادة أمة قوية، أو السمو بها؟ أو تراه استغراق "بوذية" تجمح بها الشاعرية الواهمة عن فطرة الإنسان وواقعة، وتحمله على أن يقمع في نفسه أقوى غرائزه ويسلمه إلى الوحدة الكابية التي تسلمه بنفسها إلى الخبال؟. لقد زعمت الصليبية أنها تدين بهذا الدين! فهل كانت مع الشرق بهذا الدين؟ إن تاريخها يشهد بأنها كانت تفرض على الشرق أن يكون صليبيا، فلا يقاوم العدوان، بل يستخذي حين يلطمه الاستعمار على خده الأيمن، فيدير له خده الأيسر، أو يبارك لاعنيه، وهي اللاعنة اللاطمة لخدود الآخرين، وجـاءت البهائية تلعق في هذا نعـل الصليبية. ثم اقرأ الهدى والنور في قوله سبحانه: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]. ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 194]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المجادلة: 9]. وبهذه الأخلاق القوية استقامت الفطرة، وحققت الجماعة الإسلامية المثل العليا.

 

البهاء مجدد فحسب:

وأبى عبدالبهاء إلا أن يتزلف التزلف الوضيع الذي يطيح بعقيدته؛ إذ قال في لندن: "الناس قد نسوا تعاليم بني إسرائيل وتعاليم المسيح وغيره من معلمي الأديان، فجددها البهاء"[5] ففي هذا القول يؤكد عبدالبهاء أن أباه مجدد فحسب، فأين ما ينسبه إليه من ربوبية خلاقة قهارة؟

 

ثناؤه على الإنجليز:

وكان لا بد لعبدالبهاء من أن يعلن على الملأ أنه عبد إنجليزي صميم، فمضى يقول: "إن مغناطيس حبكم هو الذي جذبني إلى هذه المملكة" ويقول: إني عرفت الأمة الإنجليزية. والذين قابلتهم هم أنفس طيبة يشتغلون للسلام والاتحاد" ويقول: "إن لندن ستكون مركزا لنشر الأمر"[6] أي مركزا لنشر البهائية.

 

وكان في أحاديثه ينال من الأمة العربية الإسلامية، ويطعن فيها؛ ولهذا أحيط عبدالبهاء، وهو في لندن بكل مظاهر الحفاوة التي تعدها انجلترا لمن يخلصون لبغيها الولاء والعبودية.

 

وقد أبى رؤساء الكنائس التي خطب فيها عبدالبهاء إلا أن يكشفوا حقيقة البهائية، ومدى سيطرة الصليبية عليها؛ فقال رئيس كنيسة "ستى تمبل" معقبا على عظة البهاء في كنيسته: "إنها في روحها مطابقة لجميع الخطابات الدينية التي تسمعونها كل أسبوع، ولقد تصافح هذه الليلة الشرق والغرب في هذه الكنيسة"[7] وكذلك فعل رئيس كنيسة "سنت جونس"، حتى لقد طلب من عبدالبهاء مناجاة الله، وهم ركوع، وقد بلغ سرور الإنجليزيات منه مبلغا عظيما، حتى لقد قالت إحداهن عن أحد مجالسه: "وقد كان الإنسان يشعر بقدرته على خلع العذار" هذا أثر البهائية في النساء! تجعلهن قادرات على اقتراف الخطايا في مجامع الرجال، دون خشية من الله أو لذعة من ضمير، أو شعور بأنهن اقترفن خطيئة!

 

وقد شهد عبدالبهاء مؤتمر الأجناس في لندن، وثمّتَ بدهه أحد رؤسائه بقوله: "إن أفكار بهاء الله الغربية مختلفة عن أفكار الأنبياء السابقين" ولم تُخْز هذه الحقيقة عبد الاستعمار، وإنما لجت به في المروق عن كل حياء ودفعته إلى توكيد "إنجليزيته" إذ قال: "أصبحت المدنية الغربية متقدمة عن الشرقية، وأصبحت الآراء الغربية أقرب إلى الله من آراء الشرقيين" وزاد، فأكد أن المدنية الشرقية لم تكن في يوم من الأيام أرقى من المدنية العربية إلا في عهد "بوذا" وعهد "زرادشت".

 

ثم بدأت بعدهما الأوهام والخرافات تفسدان على الشرقيين معتقداتهم، على حين كان الغربيون يجتهدون في الترقي نحو النور[8]. ومعناه أن حضارة الغرب أسمى من دين الله. والبوذية التي يمجدها عبد الاستعمار صوفية سلبية تقدم للإنسانية مثلها الأعلى مقنعا بالأحاجي والرموز والأسرار داعيا إلى الفناء في طلسم مجهول، و"الزرادشتية" كما يعرفها التاريخ ثنوية تعبد بالحب إله الخير وبالخوف إله الشر. هاتان هما الديانتان الوضعيتان اللتان يزعم عبد الاستعمار أن الشرق قد سبق بهما مدنية الغرب. ويزعم في جرأة يقبل بها نعل سادته أن دين التوحيد الذي جاء به رسل الله وخاتمهم قد أفسدهما.

 

تمجيد الخرافة:

مجد عبدالبهاء الخرافة الحسنة، وقد مثل لها بما يعتقده بعض الناس من أن ملكاً سماوياً هو الذي يعاقبهم على الخطايا.

 

والدين الحق عدو الخرافة، ومدمر أصنامها؛ لأنها الران الذي يحجب عن الفكر والقلب نور الحقيقة وهداها؛ ولأنها تفصم أقوى العلائق بين العبد وربه، وبين العقل والعلم الصحيح.

 

الشعور المتموجة:

وتمرق أمام عينيه أنثى جميلة، تتموج شعورها، وهي تلهب ظهر جوادها السابح بالسوط، فيتأوه الشيخ المتصابي، ويقول لمن معه: "في هذا العصر ينبغي أن تأخذ المرأة حظا من العلم مساويا للرجل، وتتمتع بنفس الامتيازات"[9]. إن جلال النبوة لا تستهويه أبداً امرأة تتحدى قداسة الفضيلة بفتنتها العارية، ولا تستخفه عن وقاره شعور مواجه، قد تلهب بالحب عواطف الشعراء، ولكنها تثير غضب الأنبياء! إن عبدالبهاء عاش يسجد لفتنة المرأة؛ ولهذا قال: "إن تربية البنت الآن أهم من تربية الولد" قالها زلفى إلى النسوة المارقات، وخدعة يستزل بها من يستهويها لمع هذا السراب وإلا فهل يستهوى خيال إنسان تصور عالم قد تربت نساؤه أكثر من رجاله[10].

 

البهائية تيوزوفية[11]:

سئل عبدالبهاء عن الجمعية التيوزوفية: "فقال: إني أعرف أعمال الجمعية، وأفتكر في أمرها كثيرا وكلمة "أفتكر" هذه وضاعة من سوء النفاق! فعقب السائل على هذا بقوله: "تعلمنا التيوزوفية أن الحق في جميع الأديان واحد، فهل عمل هذه الجمعية من هذه الناحية يرضي عبدالبهاء؟" لقد كان السائل يعرف نفاق عبدالبهاء فيما يجيب به؛ لهذا أراد أن يستدرجه حتى ينال منه جوابا صريحا، لا لبس فيه، وكان ما أراد السائل؛ إذ أسرع عبد الاستعمار يجيب بقوله: "بدون شك"[12]! إذن لم قاتلت البهائية، واغتالت، وحكمت بكفر المسلمين، وافترت الكذب الأسود على الله، ما دام الأمر كذلك؟ إنه ليس لله أديان متعددة، وإنما له دين واحد هو الإسلام الذي أكمله الله بالقرآن. يقول سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]. وهذا التيوزوفي إنما يريد جميع ما تدين به البشر سواء في ذلك ما أوحى به الرحمن، وما أوحى به الشيطان. وكان لابد لعبدالبهاء من أن يجيب بذلك الجواب لأن امرأة جميلة كانت ترأس هذه الجمعية!

 

الفنون الجميلة عين العبادة:

وسألته إحدى خطايا الليل من اللاتي يشتغلن بالتصوير: "هل الفنون الجميلة تستحق الاشتغال بها"؟ فأجاب عبد الشهوات بما آثار عجب السائلة الفاتنة؛ إذ قال: "هي عين العبادة" لقد كانت المصورة بالغة الدقة والاحتراس في سؤالها، ولم تكن تطمع من نبي البهائية الأكبر إلا في أن يبيح لها الاشتغال بالفنون الجميلة، غير أن عبد الشهوات أبى إلا أن يلعق كفر الخطيئة كله؛ ليستزل قدم المصورة الحسناء، فقال: إنها عين العبادة!

 

وسأله رجل بعد سؤال تلك المصورة عن التمثيل، وكان الرجل يطمع - ولا شك - في أن يقول العجوز المتصابي: إن التمثيل عبادة! إن لم يقل له "عين العبادة" غير أن عبد الشهوات خشي أن يصاب رضا المصورة الحسناء بقشعريرة من غضب، فلم يجب إلا بما يفيد أن التمثيل ذو أهمية، ولو أن امرأة سألته عن التمثيل لقال عنه: إنه عين العبادة.

 

شعار وثني:

سئل عبد الاستعمار عن لبس الصليب، فمجده، وذكر أن البهائيين يلبسون خاتما منقوشا عليه اسم البهاء؛ ليردعهم عن السوء إذا هموا به[13]!. وهكذا يلبسون إلههم في الإصبع! وإذا كانت نعم الله وآيات قدرته لا تذكر القلوب بربها، فهل يذكر به خاتم نقش عليه اسم الشيطان؟!.

 

تولستوي[14] وعبدالبهاء:

في مؤتمر من المؤتمرات بده أحد الحاضرين عبدالبهاء بقوله: "قرأت كتب تولستوي، ووجدت مشابهة بين تعاليمه وتعاليمكم" فتفصد جبين عبد الاستعمار عرقا، وتجشم ازدراد خزيه في مشقة.

 

لقد عرف اللص أنه كان ضحية وهم كبير حين ظن أنه نجا بسرقة أفكار تولستوي، غير أنه وجد فجأة أمامه من يعتصر بشدة عنقه الغليظ!

 

للإنسان أن يتدين بما شاء: سأله ملحد وصفته البهائية بأنه أحد طلاب الأفكار العالية: "أليس من المستحسن بقائي في الطريقة التي درجت فيها طول أيام حياتي" فأسرع عبدالبهاء يجيب بقوله: "ينبغي لك ألا تنفصل عنها فاعلم أن الملكوت ليس خاصاً بجمعية مخصوصة. فإنك يمكنك أن تكون بهائياً مسيحياً، وبهائياً ماسونياً، وبهائياً يهودياً، وبهائياً مسلماً" [15] بهذا حكم عبدالبهاء أنه يجوز للإنسان أن يتدين بالإيمان، وبالكفر معا، وحكم على البهائية أنها نفاق خسيس، وأنها دعوة إلى الجمود على الضلالة.

 

البهائية برهمية:

زار عبد الاستعمار مقر البرهمية في لندن، وتكلم رئيس البراهمة، فكان مما قرره: أنه لا خلاف بين البرهمية والبهائية! ولم يمتعض عبدالبهاء بل استخف لحيته الجذل والمجون، وهو يعبث فيها بأصابعه، فتعبر بحركاتها عن التأييد والإعجاب!

 

سقوط الغر:

مكث عبدالبهاء في لندن قرابة شهر. وحينما اعتزم السفر إلى باريس، أقيم له حفل كبير. وقد حرص الذين أقاموه ممن مكروا بعبدالبهاء وفتنوه عن الدين الذي وضعه لأبيه - حرصوا على أن يسجلوا عليه في هذا الحفل آراءه الجديدة التي جرد بها البهائية من أهم خصائصها التي كان ينسبها إليها، وهي أنها دين إلهي! فقال أحدهم: "إن عبدالبهاء يأمرنا أن نكون صادقين في كل ما نعتقد". وقال آخر: "إن أمر البهائية هو للاتحاد بقطع النظر عن الألوان والعقائد" فالبهائية إذن ليست دينا! وهو وأبوه يؤكدان في كل كتبهما أنها دين خالد! فلم هذه المداهنة؟ إن هذه المداهنة الوضيعة لا يقترفها صاحب دين يؤمن بقدسية دينه، فمن سمات الدعاة إلى الدين الحق الجهر بالحق والجد في سبيل تصحيح معاني القيم في أذهان البشر، والإيمان بمفهوم الكلمة الإلهية إيمانا لا يأذن أبدا لوسوسة الشيطان أن تلبس عليه في فهمها، والفصل الدقيق المحكم البين الشجاع بين الحق والباطل. وما رأينا نبيا يأذن للناس في أن يدينوا بما شاءوا. إنه لو فعل لأقام الحجة على أنه دعيّ، لا نبي!

 

لقد وطئ عبدالبهاء لندن، وهو يزعم أنه أكبر الأنبياء، وخرج منها مسخا تلاحقه لعنات نبواته، وخزي نـزواته، وما تركه الإنجليز إلا بعد أن جعلوه صليبيا، يمجد الصليب وأحاجيه وثالوثه.

 

فقد قال عن مسيح الصليبية: "المسيح هو الحقيقة الإلهية، والكلمة الجامعة السماوية التي لا أول لها، ولا آخر. ولها ظهور وإشراق وطلوع وغروب في كل دور من الأدوار" يعني أن المسيح هو الله[16]، وأنه يتجلى زمانا بعد زمان في هياكل بشرية. وقال: "مع أن شمس المسيح قد أشرقت من الشرق إلا أن نورها قد ظهر في الغرب. وفيه كان إشراق أنواره أشد" والحق يشهد أن الإسلام الذي أرسل به عيسى ليس هو الصليبية التي سادت الغرب.

 

فالإسلام توحيد خالص، والصليبية تثليث غامض. الإسلام يشهد أن عيسى ابن مريم بشر، وعبد الله ورسوله. أما الصليبية، فالأمر معروف قالت عنه: إنه إله ابن إله!

 

لماذا كتبت عن رحلة عبدالبهاء؟

دعاني إلى هذا إثبات أن عبدالبهاء حور البهائية في لندن. فبعد أن كان يزعم أنها خير الأديان، وخاتمتها. راح يؤكد أنها دعوة إنسانية فقط غايتها توحيد بني الإنسان دون ما نظر إلى دين أو عقيدة! ولست أدري أي مسخرة تستفز سخرية كل إنسان أكثر من رجل يدعو الناس إلى الإيمان بشيء، ثم يكون هو أول كافر به، وداع إلى الكفر به.

 

كما دعانا إلى ذلك أيضًا إثبات أن عبدالبهاء ما هو في حقيقته سوى إمعة يقوده الرأي، ولا يقود هو برأي، ما دام صاحب ذلك الرأي له فضلة من سلطة صيت، أو مال، أو امرأة! أو صاحب قوة فكرية تجدع أنف الخصم، وتثرم أنيابه، وأيضا إثبات أنه منافق خسيس، يحرص كل الحرص على رضا الناس، دون أن يميل مرة إلى إرضاء الحق، فهو يمجد الإلحاد، والتيوزوفية، والمادية الصرفة والصليبية، والصهيونية، والبرهمية، والبوذية، والمجوسية، والشعور المواجه على ظهور تعربد فوقها الخطايا، والأنوثة التي تؤجُّ بالفتنة الآثمة على الزوارق المنسابة بمن دعاهم الشيطان إلى خمره، وسكره، ورجسه على صفحات البحيرة تحت غواية الليل[17].

 

عبدالبهاء في فرنسا وأمريكا:

زار عبد الاستعمار باريس ففتحت له حضنيها في شغف وربتت على كتفه في حنان، فكان مما قاله لهم هناك عن الحروب الصليبية: "كان المسلمون أحيانًا منصورين يقتلون، وينهبون، ويخربون"، وزار أمريكا سنة 1912 وقال هناك: "إن أمريكا أمة مجيدة، وهي حاملة للواء السلام في العالم، وتستنير منها جميع الآفاق"[18].

 

وخطب في الكنائس، وفي معابد اليهود. وقد لقيه هناك الأمير محمد علي[19] الذي كان في مصر وليا للعهد، وأثنى عليه في الصحف. ثم زار ألمانيا، وبودابست، وفينا. ثم استقر في رمل الإسكندرية، وفجأة عجل بالسفر إلى حيفا في ديسمبر 1333هـ - 1913. لقد أمر بهذا السفر من سادته؛ لعيد العدة لما سوف يكون.

 

عبدالبهاء مع الإنجليز في الحرب العظمى:

يقول ويلز: "إن دول أوروبا الكبيرة كانت في سنة 1914 في حال من القومية العدوانية، وكانت تسير في طريق الحرب. وتبلورت الفكرة الألمانية في عبارة "برلين إلى بغداد" وكانت أحلام الروسيا عدوة لأحلام ألمانيا، فالروسيا كانت تدبر الخطط الرامية إلى امتداد السيادة السلافية (الصقلبية) إلى القسطنطينية بطريق سربيا إلى البحر الأدرياتي، وكانت هذه الأطماع تقطع بعضها بعضا، ويتعارض أحدها مع الآخر"[20]، وقد تناسى الكاتب الإنجليزي أطماع قومه في الشرق الأوسط، وأطماع الصليبية في القضاء على نفوذ الإسلام!

 

وهكذا كانت عودة عبدالبهاء إلى حيفا في الوقت الذي كان فيه التهديد بإشعال الحرب من أقوى العوامل تأثيرا في السياسة الدولية. وقد عاد؛ ليكون تحت إمرة بريطانيا في المكان الذي كانت تعد العدة للوثوب به، والذي كانت الصهيونية تتشوف إليه، وهناك بدأ في صرف البهائية فئة بعد فئة، ومنع الناس عن زياراته؛ ليصنع الجريمة في حرية، ولم يبق معه من البهائية سوى الأشياع الذين يعينونه على الخيانة. وفيما ذكرت دليل قاطع على أنه كان على بينة مما يدبر في الخفاء، والبهائية تجعله دليلا على أنه كان يلتقى الوحي، وأنا لا أنكر أنه كان يتلقى الوحي من الاستعمار والصهيونية! ثم اندلعت الحرب العالمية الأولى، سنة 1914م، وجد عبدالبهاء يدمر القوى المعنوية، ويبشر بقرب النجاة، والخلاص على يد الحلفاء من طغيان الترك - وما أكثر الذين كانوا يتمنون هذا الخلاص - جد يعمل مع العبيد في سبيل تمهيد السبيل للاستعمار في همة ونشاط؛ ليثبت بهذا أنه أخلص العبيد، وأشدهم ولاء، وهو يقفز من عكا إلى حيفا، ومن حيفا إلى عكا، وغيرهما يفسد ويدمر وينذر ويتوعد، ويرهب من المقاومة، ويجمع الأنباء، ويرسل بها إلى سادته، ويهجم على الأسرار، ويفشيها لهم، وقد اهتبل الفرصة، فزرع قطعة أرض كبيرة بجوار بحيرة طبرية أنتجت له الوفير من القمح، ثم مضى يبيعه في السوق السوداء بثمن باهظ. ودق الجنرال "ألنبى" أبواب فلسطين بجيوش الحلفاء، فراح عبدالبهاء يقفز في كل مكان مستطار الفرح، محموم النشوة، يبشر بالوعد، ويرهب بالوعيد. وسقطت حيفا في 23 سبتمبر سنة 1918 بعد قتال لم يدم أكثر من يوم، وتعبر البهائية عن فرحتها بسقوط حيفا بقولها: "وكان الابتهاج عظيمًا عند ما استولت الجنود البريطانية والهندية عليها" وبقولها: "ومنذ الاحتلال البريطاني طلب عدد عظيم من العسكريين والموظفين من كل الطبقات حتى العليا مقابلة عبدالبهاء، وكانوا يبتهجون بمحادثته النوراء".

 

السير عبدالبهاء:

وفي أبريل سنة 1920، أقيم بدار الحاكم الصهيوني الإنجليزي العسكري لفلسطين حفل كبير تكريمًا لعبدالبهاء، وفي هذا الحفل بادر الحاكم وقدم إلى عبدالبهاء باسم الإمبراطورية البريطانية أرفع وسام إنجليزي يعطيه لقب: "سير" أو فارس الإمبراطورية البريطانية[21] وإن هذه المبادرة المفتضحة إلى منح هذا الوسام - مع اشتهار الإنجليز ببرودة الثلج - لدليل قوي على قيمة ما أداه العبد لسادته، وعلى أنه تسفل في الخيانة، وفجر فيها!

 

وعجيب أن تسجل هذا العار أقلام بهائية، وأن تعلن في صراحة واعتزاز أن نبيها الأعظم كان عبداً ذلولاً للذين عاشوا يستنـزفون دماء الشعوب، وإني لأتساءل: متى رضيت النبوات بأوسمة من طغاة البشر، وأكله أكباد اليتامى والأرامل؟ لقد وقفت النبوات دائما في عزة الإيمان وقوته وغلب الحق وحميته، تتحدى بغي الجائرين، وظلم البغاة، وترجمهم بلعنة الله، وتنذرهم بوعيده وعقابه ما رأينا نبيا يسير في ركب طاغية، ويستخذى لظالم. ويسعى في صغار المهانة إلى بيت الحاكم الإنجليزي، ويتلقى من يده التي تتقاطر منها دماء اليتامى وسام الخيانة، ويقبل هذه اليد!

 

فليفخر البهائية بلقب سيدهم عبدالبهاء، وليعلنوا في زهو وخيلاء أن نبيهم الأكبر "سر إنجليزي" فيما يقيمون بهذا الفخر والزهو إلا أصدق الأدلة على أنهم في تاريخهم ودينهم وحياتهم عبيد للشيطان، وفي أخس ما للعبودية المهينة المقيتة من مفهوم وهوان!

 

خاتمة السوء:

قرَّ عبدالبهاء عيناً بما جمع من ثروة مسرفة الترف، وبما شيد من قصور فخمة له، ولأسرته. ومن قباب ضخمة على جبل الكرمل شيد بعضها على قبر جثة الباب المزعومة، وبعضها على قبر البهاء، أما الأخرى فأعدت لعبدالبهاء، وقرت عينه أيضًا بما نال من صيت مدوٍّ يلعنه البر بالحق، ويصفق له الشيطان، وبما حشد لدينه من ذباب لا يستهويه إلا منتن الرمم، ومن فجرة يعيشون على الخطايا، ومن مكرة هم ثعالب الصهيونية، ومن نسوة يرين الدين خمرة ومجانة. ونظر عبدالبهاء إلى أولئك الذين آمنوا به، أو ظن أنهم آمنوا، فيسرف في الزهو والخيلاء على كرسيه الذهبي، ويغازل بأصابعه لحيته في إعجاب ثم يتهادى بأنامله على صدره؛ ليلمس وسام الإمبراطورية البريطانية، ثم يبتسم ابتسامة هي مزيج من الرضا عن شيطانه، ومن السخرية بأولئك الذين صدقوا ألعن أكذوبة مجها تاريخ الكذب! بأولئك الذين صدقوا أنه نبي كبير!

 

وقد ظل عبدالبهاء - حتى وهو حفاف الهاوية - متشبثا بسوء نفاقه حريصا كل الحرص على دنس ريائه. فقبل أن يهلك بيومين ذهب إلى المسجد الكبير، وأدى صلاة الجمعة، وصلاة الجمعة في دينه باطله، ثم هلك في يوم الاثنين "6 من ربيع الأول سنة 1340هـ 8 من نوفمبر سنة 1921م" عن ثمان وسبعين سنة، ومشى وراء الصندوق الفخم الذي يحمل جثته الحاكم الإنجليزي الصهيوني لمدينة القدس، وغيره من الحكام الإنجليز، مطرقين في حزن عميق على ذلك العبد الذي أثبت أنه كان أخلص عبيد الإمبراطورية ولاء، وأطولهم باعا في الجاسوسية، وأعتاهم دهاء ومكرًا.



[1] ص7 خطابات عبدالبهاء.

[2] ص8، 10 المصدر السابق، وقد كانت البهائية توجب على المرأة أن تنـزع حجابها وتحث البهائيات في إيران ومصر والشام على بث هذه الفتنة بين المسلمات، ودعوتهن - دون أن يظهرن بهائيتهن - إلى التمرد الفاجر على الحجاب. انظر ص151 بهاء الله.

[3] ص9 خطابات.

[4] ص15خطابات.

[5] ص43 المصدر السابق. والحظ زلفاه إلى الصهيونية والصليبية، وإغفال النص بالاسم على محمد صلى الله عليه وسلم.

[6] انظر ص12، 40، 87، 119 خطابات عبدالبهاء، وولاء البهائية للإنجليز موروث عن البهاء نفسه، وقد تحدث البهاء مرة عن سعة رقعة الإمبراطورية الإنجليزية، ثم قال: (فهل تسنى ذلك الاستيلاء إلا بدستور التسوية بين جميع الفرق والأشياع. أجل بدواء قانون حرية الوجدان العادل، وتوحيد الحقوق، وتسويتها بين المفضول والفاضل، جعلوا تحت حكمهم ما يناهز ربع المعمور، وبواسطة هذه المبادئ أصبح أهل الأرض، أو جلهم لسانا واحدا يلهج بعدالتهم) ص114 مقالة سائح، وهو كلام يشهد بعبودية قائلة للإنجليز. فما كان الانجليز يوما كذلك!

[7] ص31 وما بعدها المصدر السابق.

[8] ص70 خطابات.

[9] ص74، 84 المصدر السابق.

[10] على أكتاف المرأة المستباحة قامت البابية والبهائية، ونحن نذكر ما قامت به قرة العين، ونذكر داعيات التبرج من البهائيات في الشرق، ونذكر هنا ما يقوله جولدزيهر: (توجه عدد كبير من السيدات الأمريكيات للحج إلى مقر النبي الفارسي - عبدالبهاء - بجوار جبل الكرمل؛ لكي يلتقطن من فيه حكم الهداية، ثم يعملن على نشرها في وطنهن الغربي، وإنا ندين بأوفى مرجع في آراء عباس أفندي إلى الآنسة (لورا كليفوربارتي) التي استطاعت أن تصحب عبدالبهاء وقتاً طويلاً، وأن تدون تعاليمه) ص248 ط 1 العقيدة والشريعة، وعن هذه الحسناء يقول بروكلمان إنها نشرت تعاليم عبدالبهاء في ترجمات إنجليزية وفرنسية وأمدت دينه بالأتباع ص165 جـ4 تاريخ الشعوب الإسلامية!.

[11] جماعة تدين بحلول الروح الإلهية في كل شيء، وبوحدة الأديان سواء منها السماوي والوضعي، وبأنه لا قيمة مطلقاً للشعائر الدينية كالصيام والصلاة، يقوم أحدهم: (إن كل دين طريق إلى المثل الأعلى، ويجب أن تعلم أن الرسوم والشعائر ليست أمراً محتوماً. وإن الله قدير على كل شيء يحل فيك، وإني لإنسان، ولكنني كذلك الله في الإنسان) ص47، 56 رسالة عند قدمي الإمام ط 1927 عن الجمعية التيوزوفية بمدارس بالهند.

[12] ص91 خطابات.

[13] ص99 المصدر السابق.

[14] من أكبر أدباء روسيا توفى سنة 1910م عاش أكثر عمره يندد بالحرب، ويدعو إلى السلام، وقد انتهى الأمر بتولستوي إلى صوفية حالمة لا يتصل ما تصوره وتدعو إليه من مثل اجتماعية وخلقية وسياسية بواقع الإنسان، ولا توائم فطرته، ومن أقواله: (لا تكن لأحد عدوا. املك زمام نفسك، ولا تركن إلى العنف).

[15] ص99 المصدر السابق، واقرأ ما جاء في كتاب قواعد آل محمد ص27 عن الباطنية: (من وجدوه مجوسيا، فيظهرون عنده تعظيم النار، ومن وجدوه يهوديا يظهرون عنده شتم النصارى والمسلمين جميعاً، ومن وجدوه نصرانياً يظهرون عنده أن القول بالأب والابن وروح القدس حق) والبهائية كذلك.

[16] ص221، 172 بهاء الله، ويقول المؤرخ المسيحي الكبير ول ديورانت: (نشأت المسيحية من الإيحاء الغامض العجيب بحلول الملكوت، واتخذت صورة العقائد في لاهوت بولس، ثم نمت باستيعابها العقائد والطقوس الوثنية) ص241 جـ11 قصة الحضارة. ويتهم المعلم ميخائيل مشاقة الكنيسة الغربية بالعدول عن روح المسيحية إلى روح الوثنية، وأنه لم يبق منها سوى رسم المسميات التي تحت برقعها يصاد البسطاء، ويقادون لعبادة الأوثان ص3 البراهين الإنجيلية، وقد استقرت الصليبية على التثليث الذي قرره مجمع نيقية، وإليك ما أصدره المجمع من عقيدة سماها الأمانة: (نؤمن بإله واحد ضابط الكل، خالق السموات والأرض كل ما يرى، وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح بن الله الوحيد، المولود من الأب قبل كل الدهور. نور من نور، إله حق، مولود غير مخلوق، مساو الأب في الجوهر الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نـزل من السماء، وتجسد من روح القدس، ومن مريم العذراء وتأنس، وصلب على عهد بيلاطس النبطي، وتألم وقبر وقام في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماء، وجلس عن يمين الأب، وأيضاً فسيأتي بمجده ليدين الأحياء والأموات، الذي لا فناء لملكه، وبروح القدس الرب المحيي المميت المنبثق من الأب المتحد مع الأب، والابن المسجود له، ونعتقد بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجى قيامة الموتى وحياة الدهر الآتي. آمين). وما كانت هذه عقيدة المسيحية قبل مجمع نيقية الذي عقد سنة 325م وتدخل فيه قسطنطين ضد الموحدين من أتباع المسيح، وقد ذكر مالفير في كتابه المطبوع في باريس سنة 1895م والذي ترجمه إلى العربية (نخلة شفوات) سنة 1913 ما يأتي: (لقد ذكر في الكتب القديمة الهندية الدينية التي ترجمت إلى اللغة الانجليزية عن عقيدة الهنود القدماء ما يأتي: (نؤمن بسافستري) أي (الشمس) إله واحد ضابط الكل خالق السموات والأرض، وبابنه الوحيد آنى (أي النار) نور من نور مولود غير مخلوق مساو للأب في الجوهر تجسد من خايو (أي الروح) في بطن مايا العذراء ونؤمن بفاير الروح المحيي المنبثق من الأب والابن الذي هو مع الأب والابن يسجد له ويمجد). ثم يقول صاحب الكتاب: (فالثالوث القديم وهو سافستري أي الأب السماوي و(آنى النار أي الابن وهو النار المنبعثة من الشمس، وفايو (نفحة الهواء) أي الروح هو أساس المذاهب عند الشعوب الأريانية، (أي الهنود القدماء) ولسنا بحاجة إلى تعليق! غير أنا نقول للبهائية: أتعرفين الحياء مرة واحدة؟؟

[17] كان يحلو لعبدالبهاء مشاركة عرابيد الليل، فينساب به الزورق معهم تحت جنح الليل على صفحات بحيرة جنوا.

[18] ص159، 235 بهاء الله. وزعم أيضاً أن كل الملل ستقتدي بأمريكا في اتباع تعاليم بهاء الله، فأين؟ وقال: (يحق للمسلمين أن يذهبوا إلى كنائس النصارى، وصوامع اليهود، ففي أمريكا دخلت صوامع اليهود، ورأيتهم يعبدون الله، ولا أحد منهم يعبد الشيطان) ص124 بهاء الله. وهذه لا يدعو بها نبي، إذ يستحيل أن يدعو النبي بصليبية أو يهودية فالصليبي يعتقد أن الله ثالث ثلاثة، واليهودي يعتقد أن الله يندم ويتعب!

[19] وقد عاش محمد علي عوناً للبهائية، وكان سكرتيره أحمد فائق راشد من كبار البهائيين. وكانت له كاتبة حسناء تعتنق البهائية، وتدعو إليها، وبهذا العون الكبير من الأسرة الباغية التي كانت تحكم مصر انتشرت البهائية تحت زعامة ملا علي التبريزي، والميرزا حسن الخراساني، وعبدالكريم الطهراني، والميرزا أبي الفضائل الجرفادقاني داعية البهائية الأكبر وداهيتهم بعد عبدالبهاء، وقد عاش في مصر طويلاً يكتم أول الأمر إيمانه بالبهائية، نافثا سمومه في خفاء، ثم استعلن حينما استوثق من الأمان لنفسه، وراح يجادل ويناضل، ويكتب في الصحف، ولا سيما المقتطف لإقامة البراهين على كمال دين البهائية وقد بلغ من دهائه أنه خدع عن حقيقته الزعيم مصطفى كامل، فجعله يثني عليه، وعلى كتابه الدرر البهية في صحيفة اللواء، وكاد يخدع صاحب المؤيد لولا أن تداركه الشيخ الجليل محمد رشيد رضا الذي حمل على البهائية حملة صادقة في المنار جعلت الناس يتبينون أن البهائية ما هي إلا وثنية غليظة، ولقد كان العهد حينئذ عهد فساد مطبق، ومصر ترزح تحت نير الاحتلال، ومقاليدها بيد طغمة مسخرة للإنجليز، لهذا وجدت البهائية جسما عليلا تستطيع أن تفتك به ومضى المستعمرون يشترون لها الأنصار بالمال والنساء، وفي عهد الشيخ حسونة النواوي عثر على بعض البهائيين في الأزهر، فطردوا منه، وعلى رأسهم فرج الله الكردي، ولكنه بقي في مصر يطبع كتب البهائية، وفي عهد الشيخ الجيزاوي سنة 1314هـ - 1925م عثر على بهائيين من الأكراد في الأزهر، فطردوا، وهمّ ولاة الأمر بمحاكمتهم، ولكن الانجليز طلبوا الاكتفاء بنفيهم، ولكن قرار النفي نفسه لم ينفذ، وظلوا في مصر يعملون تحت رعاية الإنجليز وعونهم وحمايتهم حتى انتشر أمرهم، وبنوا لهم محافل عديدة أهمها - وهو المركز العام - كان بالقاهرة عند مستشفى الدمرادش وقد تبينت حكومة الثورة خطرهم، فأغلقت مقارهم، وأعطتها لجمعية المحافظة على القرآن الكريم، فحققت بهذا أملا كان يحلم به كل مسلم، وقد التقى عبدالبهاء بكثير من العلماء في مصر وقد خدعهم منه وفرة اطلاعه ومكره في دعواه أنه داعية إخاء وزعمه أنه يرد على الماديين، والحق أن رده عليهم تأييد لهم. وكان أشد ما لقيت البهائية في مصر خروج أكبر دعاتها وعودته إلى الإسلام وهو الحاج عبدالكريم الطهراني، فقد فضح أمر البهائية، وإني أعرف من شأنهم الكثير، ولكن حسبي.

[20] ص1157 معالم تاريخ الإنسانية باختصار.

[21] انظر لهذا وما قبله ص70، 71 بهاء الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • البهاء والجريمة
  • البهاء والبهائية
  • البهاء يعلن أنه الموعود الذي بشر به الباب
  • البهاء تحت سياسة الإمبراطورية العثمانية
  • ابن البهاء والجهر بدعوى الربوبية
  • عبدالبهاء والبهائية (1)

مختارات من الشبكة

  • وقفات مع القاعدة القرآنية: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم(محاضرة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (بطاقة)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إعلان عن موعد محاضرة بعنوان (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (تصميم)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • لا يغير حتى يغيروا!(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب