• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

البهاء تحت سياسة الإمبراطورية العثمانية

البهاء تحت سياسة الإمبراطورية العثمانية
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/1/2014 ميلادي - 10/3/1435 هجري

الزيارات: 7659

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البهاء تحت سياسة الإمبراطورية العثمانية


عاش البهاء وابنه بقية عمرهما في فلسطين التي كانت ترزح تحت حكم العثمانيين، وقبل أن نأتي على بقية تاريخهما نذكر طرفًا من تاريخ الإمبراطورية العثمانية يعيننا على فهم الأسباب التي أدت إلى انتشار البهائية وسعة نفوذها. وقد دخل البهاء عكا في عهد عبدالعزيز الذي انهارت الإمبراطورية في عهده انهيارًا اقتصاديًّا أدى إلى خضوع ماليتها لإشراف الدول الكبرى، وخلع عبدالعزيز سنة 1293هـ - 1876. وتولى مراد الخامس، فلم يخمد ثورة، ولم يقوم معوجاً، ولم يقم بناءً، حتى عزل بعد أن اتهم بالجنون، وتولى بعده الطاغية عبدالحميد الثاني. وعاشت الإمبراطورية في عهد الطاغية عبدالحميد محل نقمة من الداخل، ومن الخارج. أما من الداخل، فمن رجال تركيا الفتاة الذين هالهم بطش عبدالحميد واستبداده، فراحوا يعملون بجد للخلاص منه، أما من الخارج فمن الصليبية[1] كراهية منها للإسلام، وكراهية منها لعبدالحميد الذي كان يعمل حينئذ بوحي من بررة رجال الدين على أن يبسط ظل الحضارة الإسلامية ليصد بها خطر تيار الحضارة الصليبية، وقد لقيت هذه الفكرة - كما يذكر بروكلمان - تعضيد طائفة كبيرة من المثقفين بعامة، ومن علماء الدين بخاصة إذ كان الإسلام - كما يقول بروكلمان - يقوم في نظر هؤلاء مقام الوعي القومي المفقود[2] وقد جد هؤلاء العلماء لمجابهة تيار الصليبية بتيار إسلامي حاولوا أن ينتظم كل البلاد الإسلامية، ولو أن غايتهم هذه وجدت القائد القوي المؤمن، والجنود الأشداء الأولياء، لتحقق بها للإنسانية ذلك المجتمع المثالي الأعظم الذي تحلم به، والذي لا يتحقق إلا بهدى الإسلام. إذن كان الأمر أمر إسلام تعمل الصليبية للقضاء عليه، لا أمر شعبٍ تحاول إنقاذه من طغيان حاكم. نعم كان عبدالحميد طاغية، ولكن كم من طاغية مجنون تركته الصليبية يبطش بشعبه ما دام مشدود الوثاق إلى أطماعها، وأخيرًا استطاع زعماء جمعية الاتحاد والترقي القيام بثورتهم يعينهم يهود سالونيك[3].

 

ولم لا يفعلون، وهم يقضون على الخلافة الإسلامية بأيد إسلامية؟ وأرغم عبدالحميد على إصدار الدستور، ولكنه عاد، فألغاه، فاقتحم قادة الجيش في سالونيك العاصمة بقيادة حسين حسني ومصطفى كمال وخلعوا عبدالحميد، وأجلسوا على العرش أخاه محمد رشاد الخامس ثم جاء دور الاحتضار الأخير للإمبراطورية، وقد بدأ باشتراكها في الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وقد انتهت بتدميرها، ويتجلى حقد الصليبية على الإسلام وشماتتها فيما سطره بروكلمان؛ إذ يقول: "لقد قضت - يعني الإمبراطورية العثمانية - بوصفها ممثلة لمبدأ أبلته الأيام، وطرحته وراءها ظهريًا؛ لتنهض على أنقاضها الدولة التركية القومية الحديثة"[4] ويقصد المؤرخ الصليبي بالمبدأ الذي أبلته الأيام: الإسلام، ويريد من قوله: الدولة التركية الحديثة: الدولة التي تنكرت للإسلام، وصممت على القضاء عليه!

 

إن كتاب الله باقٍ يضيء للإنسانية سبيلها إلى سعادة الخلود، ولن يبليه كر القرون، وما كان سقوط العثمانيين إلا برهاناً قوياً على أن الله ينتقم دائماً لهذا الكتاب الجليل من أولئك الذين يزعمون أنهم خلفاء الله وأولياؤه، وهم يبغون على دينه وكتابه.

 

البهاء في عكا:

ظل البهاء والبهائيون قرابة أربعة أشهر تحت الرقابة في عكا، وفي خلالها امتدت يد الاستعمار الجديد إلى الطريد الشريد تضع المال الوفير في يده، وفي يد الحكام هناك، فأطلق سراحه، ونال من الحرية والسعة ما أريد له[5] غير أنه أسرف في استغلال هذه الحرية المشتراة؛ إذ دبر مؤامرة لإبادة أتباع أخيه الذين عينتهم الحكومة عيونًا عليه؛ فأبادهم ليلاً بالحراب والساطور، وأثبت السفاح الوحش بهذا أنه سليل أسلافه الخناقين[6] سلوكًا وعقيدة، وخشي الحكام المرتشون الفضيحة، فاضطروا إلى اعتقال البهائيين في أحد معسكرات عكا.

 

البهاء يطعم ثمر الخيانة:

استطاعت الرشوة أن تخرج بالبهاء وأسرته إلى منـزل جميل، وبأتباعه إلى منـزل آخر. وأذن لأتباعه ولغيرهم في زيارته والتحدث إليه.

 

عبدالبهاء يسيطر:

كبر عباس ابن البهاء، وكبرت معه أطماعه، فمضى يسيطر على إرادة أبيه، ويصنع له تاريخه. مضى هذا الأفعوان الناعم الملمس الفاتك السم، الشيطان المريد المترقب المتوثب الذي يزعم أنه ملاك رحمة ومحبة. مضى يحتل هوى أبيه وفكره ولسانه وقلمه وأهدافه! مضى يشيد الصنم، ويضع عليه طيالسة، ويبني مقاصيره. كان كل همه - ليستطيع تحقيق حلمه - أن تظل اليد الخفية ممدودة إليه تحت الظلام بثمن خيانته وولائه للاستعمار والصهيونية؛ ولهذا نحى يد أبيه جانبا، ومد هو يديه. لقد شاهد أباه من قبل يخون، ويغدر، ويخاتل، وينـزو على كل مقدس بدنس أطماعه في سبيل غثاء تافه حقير منتن، هو أن يصير أكبر صنم تطوف حوله الوثنيات خاشعة، وأن يملأ المشركون صندوق نذوره بالسحت الدنيء! والولد سر أبيه!

 

ولقد شاهد أباه في طفولته سجيناً: "وقد انتفخ عنقه وتسلخ جلده، وانحنى جسمه، فأثر منظره على فكر الصبي وإحساسه" كما يقول صاحب كتاب بهاء الله.

 

وشب عبدالبهاء، وشبت معه أطماعه وأحقاده ضد أولئك الذين ساموا أباه هذا الخسف والهوان، فاندفع يروي غليل أحقاده من كل أعداء أبيه ولا سيما المسلمين والبابيين والعثمانيين. وهو في كيده الخفي يصور كفره وخيانته وغدره تصويرا يجعل المخدوعين يظنون فيه أنه داعية إيمان وأمانة ومحبة ووفاء. كان يبتسم، وتحت أضراسه تئن عظام الضحية، ويسبل عينيه إسبالة الراهب الخَشوع، ودم الفريسة التعسة يسيل من مشفريه. كان أبوه داهية، ولكنه كان أشد منه دهاء، وأخبث لؤماً، وألأم كيداً، وأنبغ في التحرف لاقتراف الشر والجريمة دون أن يراه القانون، أو يسمع به. وقد استطاع بدهائه الخاتل إقناع كل طائفة أنه معها، فعاش مع السحت يشيد به القصور!

 

أحفال ومآدب:

صمم عبدالبهاء على أن يعيش أبوه مترفا كملوك فارس، فاستأجر قصرا منيفا في سواد عكا، وجعل منه - بعد أن زينه بروائع الزينة - روعة وفتنة ساحرة، وقبل أن ينتقل إليه أبوه، أعد مائدة كبرى تحت أشجار الصنوبر السامقة في حديقة القصر الفيحاء، ودعا إليها ذوي المناصب الكبيرة والمكانة المرموقة في عكا.

 

أنَّى لك هذا؟:

ونقول للبهائية: أنى لعبدالبهاء كل هذه الثروة الطاغية، وهذا الترف الغوي كله، وقد كان البهائيون قبل هذا بأشهر قليلة - كما يقول مؤرخهم - يجأرون بالشكوى من شظف العيش، وسوء الحال؟!.

 

وأنى لعبدالبهاء كل هذا المال الذي اشترى به ذمم الحاكمين في عكا، فتركوه حرا يقفز ملعون الكيد هنا وهناك؟. اسمع لعبدالبهاء يصور لك مدى ما نعم به من حرية: "ورغما عما ورد في "الفرمانات" المتعددة من الأوامر المتكررة بأننا لا يمكن أن نتعدى حدود حوائط المدينة، فإني تمشيت خارج باب المدينة. وفي اليوم الثاني ذهبت مع بعض الأصحاب والموظفين بدون أن يعارضنا أحد، أو يعترضنا مع أن الحراس كانوا واقفين على الجانبين من أبواب المدينة"[7] ومع أن أوامر السلطان كانت تحرم على عبدالبهاء نفسه لقاء أبيه، فإن هذه الأوامر المتكررة لم تكن تنفذ مطلقا، فعلام يدل هذا؟، إن عبدالبهاء يحاول إيهامنا أن وراء هذا قوة إلهية، وسلطانا روحيا كان يهيمن به على الحراس، أما الحقيقة، فإنها تدمغ عبدالبهاء بأنه باع نفسه، واشترى ببعض ثمنه ذمم الآخرين.

 

إرادة واهية وتدلل:

كان البهاء يعرف جيدًا أن سادته يعملون في سبيل إلغاء أوامر السلطان؛ ليقفز حيث يشاء في كل أنحاء فلسطين، داعيا للصهيونية في الوقت الذي تلظى فيه أوار الدعوة إلى اتخاذ فلسطين وطنا لليهود، كان البهاء يعرف جيدًا ذلك، فقال لأتباعه "لا تخافوا؛ فإن الأبواب ستفتح، ويرتفع خبائي على جبل الكرمل" نفس الجبل الذي تحدثت عنه أسفار اليهود عند ظهور المسيح الموعود كما تزعم الصهيونية. وتحقق ما قاله البهاء؛ إذ كان يعلم جيدا من سادته أنه سيحدث، وظنها المخدوعون، نبوءة وراحوا يسجدون لها خشعا. ولو أن هؤلاء كانوا يعرفون البر بالحقيقة، لدمروا الطاغية وصنمه؛ فعبدالبهاء يحدثنا أنه طلب من شيخ عربي مسلم أن يراود أباه؛ لينتقل إلى ذلك القصر الضخم الذي أعده لأبيه، وظل الشيخ العربي يراود الطاغية، وفي كل مرة كان يقول الطاغية: إني مسجون! ولكن الشيخ استطاع بما طبع على يد الطاغية من قبلات، وبما أبدع به من وصف لفتنة القصر أن يزلزل إرادة الطاغية، وأن يحمله على الانتقال إلى القصر[8]. فهل تزلزل إرادة الرب قبلة رياء على اليد؟ أنها بشرية لا تنتسب إلى الرجولية إلا بلحية وفرة تتناوح على الصدر!

 

ترف وخيلاء:

وبعد عامين نقل عبدالبهاء أباه إلى قصر أعظم، وقد وصفه البهاء بأنه جنات عدن، وبأن عين الإبداع لم تر له شبهاً منذ بدء الخليقة[9] ويصف عبدالبهاء حياة أبيه في هذا القصر، فيقول: "وهناك فتحت أبواب العظمة والسلطنة، وكان يعيش في البهجة كأمير - رغما عن "الفرمانات" المشددة بالسجن". وجد عبدالبهاء يغلف الصنم الجديد بأخذة الإلغاز، ورهبة الأسرار، ويضع الحجب الصم بينه، وبين أولئك الذين يتعشقون رؤية الأصنام، فلا يأذن لهم سادن الصنم إلا بعد شفاعات تبذل، ووحى بقرابين تقرب؛ لتمتلئ ساحة الصنم بالإنعام والأغنام! وأفلح عبدالبهاء، وسادته في أن يثيروا تطلع الناس إلى رؤية ذلك الذي يبتسم، وقلبه حقد اسود، وقبر كفر منتن!

 

كان عبدالبهاء إذا ما أذن لزائر في زيارة أبيه يوحى إلى زبانيته، فيتلقفونه، ويعصفون حوله بالإرهاب الذي لا يعرف الزائر من أين يغاور نفسه، ثم يأخذون بيمينه وشماله، ويخترقون به في تؤدة مسالك القصر المفعمة بالعطور والبخور، الموشاة ببدائع الفن، وروائع الصور التي تسطو على النفس، وتبهر الحس والشعور، وتحلق به مع ساحر الرؤى والأحلام. فإذا شارفوا معبد الصنم، أمروا الزائر أن يخلع نعليه في خشوع وسكينة، وراحوا يحذرونه من أن يجلس، أو يتكلم إلا بعد أن يأذن له البهاء. فإذا مثل الزائر أمام الباب الضخم من البهو الكبير الذي يقبع في نهايته البهاء. وقفوا به قليلا يبشرونه بقرب المثول بين يدي الجمال المبارك، ويطلبون منه حشد كل قوة فكرية ونفسية يملكها؛ لعله يستطيع شهود الإشراق الوهاج من مظهر الله الأتم الأكمل. ثم يباغت الزائر بيد راعشة تمتد بسرعة؛ لتهتك عن الباب ستارة مخملية كبرى، ويباغت بيد أخرى تدفع به إلى ما وراء الستارة. وثمت يرى نفسه وحيدا في بهو فسيح خلاب الفتنة، يكاد لا يرى البصر آخره، وهنالك عند نهاية المقاعد وفي صدر المكان يرى هيكل البهاء الضخم معمماً بقلنسوة من الصوف من النوع المسمى عند الدراويش: بالتاج. هكذا كان يفعل بكل زائر، حتى يقلى البهاء، وقد وهنت مقاومته، وفي أعماق نفسه شعور يغريه بالاستسلام!

 

وقد وصف لنا هذه الزيارة من تزعم البهائية أنه المستشرق براون[10] فإن كان هو، فقد تعمد أن يكون المستشرق الكبير بالغ التفاهة والصغر، وما رأينا المستشرقين إلا في خدمة الاستعمار؛ فهم يمهدون له بإفساد الدين والفكر في أمم الشرق.

 

شيشة في المعبد:

يقول مؤرخ بهائي: إن حاكم عكا طلب هو وقائد كبير مقابلة البهاء فلم يؤذن لهما إلا بعد جهد جهيد، ثم يذكر أن الحاكم وصاحبه قد تأثرا جدًا من محضر البهاء، وأنهما لم يشربا الشيشة التي قدمت لهما إلا بعد تكرار الطلب من البهاء، وثمت وضعاها على شفتيهما، ثم نحياها جانبًا، وجلسا وأيديهما على صدريهما في خضوع وخشوع[11]. وكل من يقرأ هذا الذي يعتز البهائيون بذكره يؤمن إيمانًا صادقًا بأن مثل هذا المجلس المتغطرس المتعجرف الذي يسوده الإذلال والإرهاب لا ينتسب أبدا إلى مجالس النبوة؛ لأنه يستهدف تحطيم الكرامة الإنسانية بإذلالها بين يدي طاغوت ليس له ما يميزه إلا فساد في العقيدة، ووضاعة في الخيانة تدر عليه الذهب، وتشيد له أفخم القصور، وتضع على جسمه أزهى وأثمن الطيالس، وعلى رأسه أكبر القلانس، وتعد له بين يديه، وتحت قدميه عشرات الخدم والعبيد؛ ليقبلوا قدميه؛ وليقدموا "الشيشة" للعظماء من زائريه!

 

مجلس النبوة:

أما مجالس النبوة، فكانت تستهدف رفع كرامة الإنسانية، والتسامي بها، وبث اليقين في نفس الإنسان بأنه يستطيع بإيمانه القوي أن يصل إلى الله، وأن يرغم التاريخ على أن يلتفت إليه في إعجاب، وإكبار يسجل له قصة المجد الخالد الذي يبني الدنيا على أساس من الإيمان القوي بالآخرة.

 

كان مجلس خاتم النبيين والمرسلين نورًا وهدًى وكرمًا وسماحة وأريحية لا تمييز فيه بين غني أو فقير، ولا حجب، ولا أستار، ولا ألغاز، ولا أسرار، ولا زبانية ولا عبيد، ولا "شيشة": كان صلى الله عليه وسلم يسير في الطريق، فتستوقفه امرأة بائسة تسأله عن دينها، فيقف مسبغا عليها من رفقه واحترامه ما يشعرها أنها امرأة عظيمة، كان يمشى، فيقوده الطفل إلى حيث لا يدري، فيسير معه جياش القلب بالحنان، والأبوة الصافية، حسبه أن يفرح الطفل، وأن يغمره السرور، وهو يقص لأهله أنه قاد في الطريق أعظم نبي قاد العالم كله بهدى الله. وكان صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه في تواضع جليل جميل، فلا يميزه الوافد الغريب! وكان يحذر أصحابه من أن يعظموه، أو ينظروا إليه نظرة الأعاجم إلى ملوكهم وقد عاش حياته كلها يأكل من عمل يده، لا من سحت أعداء البشرية ومستعبدي الشعوب.



[1] يلخص عارف بك المارديني أطماع الدول في ذلك الوقت، فيقول: (إن الإنكليز قصدهم الاستيلاء على الممالك الشرقية بصورة لا تبقى مع أحد من أفراد أهلها درهمًا في جيبه ولا قميصًا على بدنه. والروس مقصدهم تحويل سكان ممالك الدولة العثمانية للجنس السلافي أو القازاني، وأن يكون لهم منفذ للبحر الأبيض المتوسط حتى يتمكنوا من الاستيلاء على ممالك أخرى غير ممالك الدولة العثمانية، والفرنسيون مقصدهم الاستيلاء على جميع البلاد العربية، لا سيما سوريا. واليونان مقصدهم الاستيلاء على استانبول وتحويل جامع أيا صوفية المشهور فيها إلى كنيسة تدق النواقيس على أطرافها، والأرمن مقصدهم أن تكون لهم ظاهرة سياسية يتمكنون بها من قهر المسلمين الذين هم بجوارهم والتصرف بهم، واليهود مقصدهم ألا يبقى من المسلمين والنصارى ديار، ولا نافخ نار، حتى يتمكنوا من الاستيلاء على بلاد فلسطين والقدس الشريفة، ويحكمون فيها كيفما شاءوا) ص244. ألف حديث وحديث.

[2] ص69 جـ4 تاريخ الشعوب الإسلامية.

[3] يسمون (الدونمة) أي اليهود الذين صاروا مسلمين، وكانوا ثمت يسيطرون على الحياة الاقتصادية، وقد ثبت ولاء هذه الطائفة لإسرائيل رغم أسمائها الإسلامية. ويقول الأستاذ الكبير محمد التابعي: (إن كمال أتاتورك من أصل يهودي، وإن الطبقة الحاكمة في تركيا وفي كل العهود من طائفة الدونما) أخبار اليوم العدد 884. ص83 جـ4 تاريخ الشعوب الإسلامية.

[4] ص89 المصدر السابق، وقد قال الأستاذ الكبير يحيى حقي في مقال له (مع الناس) بجريدة المساء عدد 1915 بتاريخ 16 شعبان سنة 1381 - 22 يناير سنة 1962 ما يأتي: (طالما رأيت صوره - يقصد مصطفى كمال، أو أتاتورك - أثناء المعركة وهو جالس بين مشايخ الإسلام في الأناضول يده في يدهم يحلفون على القرآن، فلما انتصر. مزق القرآن، ولبس البرنيطة وشنقهم جميعاً دون أن تطرف له عين. وكنت في مدينة جدة بالحجاز يوم إلغاء الخلافة، فرأيت جميع قناصل الدولة الاستعمارية، وكلهم من رجال وزارة المستعمرات - لا الخارجية - يقيمون الحفلات ويسكرون ابتهالاً بهذا الإلغاء).

[5] في هذه الفترة استصرخ شاه إيران برسالة جاء فيها: (أنكرني المعارف وضاقت علي المخارف، وقد استهل مدمعي حتى بل مضجعي) وقوله هذا لا تشم منه سوى رائحة عاشقة بغيضة تسهر على فراشها المهجور.

[6] ص355 تاريخ البابية والخناقون أتباع أبي منصور العجلي والمغيرة بن سعيد وكانوا يقتلون الناس بالخنق والحجارة، لأنهم لا يستحلون حمل السلاح حتى يظهر القائم ص185 جـ4، الفصل لابن حزم ط 1321هـ.

[7] ص43 بهاء الله.

[8] ص42، 43 بهاء الله.

[9] ص44 المصدر السابق. وقد حاولت البهائية اقتراف علة لهذه الثروة فزعمت أنها كانت من هبات مئات الألوف من الأتباع (ص 45 المصدر السابق) ولتقل البهائية الحقيقة وهي أن هذه الثروة العظيمة من هبات الاستعمار ثم أي إله، أو نبي، بل أي رجل هذا الذي يعيش في قصر كبير يبنيه من هبات اليتامى والأرامل؟

[10] ص43 بهاء الله، ومن عادة البهائية نسبة أقوال - فيها تمجيد لهم - إلى العظماء زوراً وبهتاناً، وإليك ما يقوله الأستاذ عمر عنايت: (لهم نشرات تشابه بطاقات عيد الميلاد) ثم قال: (إن بطاقة منها تبدأ بكلمة قال الأستاذ الكبير، وأخرى تبدأ بمثل أفضى جلالة الملك كذا. أو القائد العام للجيش كذا أو ملكة كذا: إن تعاليم البهائية مستقاة من وحي إلهي) ثم يقول: (فهل من يقرأ مثل هذه البطاقة يتوجه إلى جلالة ملك كذا؛ ليتحقق) ص164 العقائد ط 1، 1928.

[11] ص14 بهاء الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • البهاء والجريمة
  • البهاء والبهائية
  • البهاء يعلن أنه الموعود الذي بشر به الباب
  • ابن البهاء والجهر بدعوى الربوبية
  • الاستعمار ينشر البهائية
  • عبدالبهاء يغير دينه في أوروبا .. وخاتمته
  • العمارة العثمانية في بلاد الشام من خلال كتب الرحلات العربية

مختارات من الشبكة

  • شعر البهاء زهير بين الرقة والجزالة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حلة البهاء في تعلم الإملاء - كتاب التمرينات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • البهاء في تاريخ حضرموت أقدم تاريخ حضرمي مرتب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حلة البهاء في تعلم الإملاء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب: البهاء زهير، للدكتور عبد الفتاح شلبي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء: البهاء زهير - ابن سناء الملك - نجم الدين - مهذب الدين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عقيدة البهائية في البهاء وزعمهم ربوبيته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بناء الجملة العربية ( دراسة نظرية تطبيقية على ديوان البهاء زهير )(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الإمبراطورية البيزنطية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شارلمان الفرنجي وإحياء الإمبراطورية الرومانية الغربية(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب