• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

الإسلاموفوبيا

سامي أحمد الموصلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/6/2009 ميلادي - 28/6/1430 هجري

الزيارات: 32656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(الإسلاموفوبيا)
سيكولوجيا المرض السياسي
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

 

كل يوم يخرج علينا الغرب بإساءة إلى الإسلام، أو نبي الإسلام، وتاريخ الإسلام، فمرة يخرج علينا كاتب شيطاني؛ ليكتب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابًا يسميه آيات شيطانيَّة يُدعى سليمان رشدي، ومرة تنشر صور كاريكاتيرية عن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بشكل يسيء إلى الرسول الكريم إساءة كبيرة، ومرَّة يتحدث بابا الفاتيكان في إحدى الجامعات الألمانية بما يُسيء إلى الرسول الكريم، وما يُسيء إلى الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلاميَّة، وبعد هذا وذاك يخرج علينا رئيس أكبر دولة في العالم؛ ليصفَ حربَه على دول المسلمين بأنَّها حرب صليبية، وقبل أن ينسى الناس هذه الكلمة، نراه يعيد وصف المسلمين بأنهم فاشيون.

وتستمر الإساءة للمسلمين كل يوم بأشكال مُتعددة، تتداولها وسائل الإعلام كلها في الشَّرق والغرب، وحينما يَحتجُّ المسلمون على ذلك بالكلام أو المظاهرة السلميَّة والخطب في أيام الجمع، أو بالرد بأي وسيلة إعلامية، نرى الحاقدين مرة يعتذرون بسوء فَهْم المسلمين لهذه الممارسات، فيتهمونهم بقصور الفَهْم، أو الحساسية الشديدة، ولا ندري مَتَى يجوز أن تكون الحساسية شديدة، إذا لم تكُن في المساس بالعقيدة الدينية؟!

ولا شكَّ أنَّ حسنَ الفهم لما يفعله هؤلاء ليس إلا ضَعفًا، وعدم الرَّد عليهم بما يُناسب هذا العمل من الاستهجان والقباحة لا يكونُ إلا تخاذلاً عن نُصرة الدين، وهو من أقبحِ الصِّفات على المؤمنين، ولا ننسى أنَّ الإساءة إلى الرسول الكريم في دولة الإسلام عُقُوبتها لدى الفقهاء القتل.

لقد وصل الأمر بالدُّول الكُبرى - وخاصَّة أمريكا - إلى اعتبار كل مسلم إرهابيًّا، وجعلوا الدين الإسلامي دينًا إرهابيًّا، ولم يرضوا عن حُكام المسلمين، إلاَّ أن يخضعوا لتغيير مَناهج الدراسة في المدارس الدينية، بحجة حذف ما قد يفهم منه الدَّعوة إلى الجهاد، كما يسمونه هم الإرهاب، وهكذا وصلوا إلى دَرَجة وصم الإسلام كله بأنَّه إرهابي ودين إرهاب، وبدؤوا يضخمون المعلومات الساذجة، التي أخذوها عنه؛ لكي ينسجم مع هذا الوصف.

ولما وقعت أحداث 11سبتمبر، فرحوا بها؛ لأن المشاركين فيها من المسلمين - كما يقولون - وأصبح المسلمون كلهم موضع تهمة، ناسين أنَّ أحداثًا مثلها وقعت في أمريكا، وقام بها أمريكان، وهذا يعكس حيلة اتِّهامهم وقصدهم السيئ باتِّهام الإسلام بكل عمل إرهابي - كما يصفونه هم.

وهكذا ظهر عندهم ما يسمونه (الإسلاموفوبيا)؛ أي: الخوف من الإسلام، مُتناسين أن هناك فرقًا كبيرًا بين المسلمين والإسلام، وليس كل ما يقوم به مسلم من أعمال - خاصَّة السيئة منها - يجب أن يوصم الإسلامُ كله به، فلو أجرم أمريكي، هل يُمكن تعميم ذلك على أمريكا كلها بمبادئها؟! وهل إذا أخطأ مسيحي يجب وصم الدين المسيحي بهذا الخطأ؟!

إنَّ القصدية الذهنية هنا إنَّما تعبر عن النَّوايا السيئة تُجاه الإسلام سابقًا، وتأتي الأحداث فتُفسَّر قسرًا على هذا القصد، ويظهر هذا واضحًا في تفكير القادة الأمريكان، فعندما حاولوا أن يجدوا - ولو خيطًا رفيعًا - بين العراق وأحداث سبتمبر؛ ليجدوا لهم مبررًا لغزوه، فلم يجدوه، بحثوا عن حجة أخرى تبيَّن بعدها أنَّها كاذبة ومزيفة، كما وصفها الكاتب الأمريكي مايكل مور، ألا وهي أسلحة الدَّمار الشامل، التي صارت أكبر فضيحة في سياسة أمريكا، وتبرير حربها على العراق، ويبدو أن هذه آلية فكرية قصديَّة مطبوعة في عقول هؤلاء الساسة.

لقد استنفد الغرب مُبرِّراته لاستعمار الشرق والبلاد العربية والإسلامية في القرن الماضي، ولم تبقَ وسيلة من وسائل استغلال الدين المسيحي عَبْرَ عملية التبشير الكبيرة، التي كانت تسبق أو ترافق الحملات العسكرية، ولم يستطع أن يجد حجة؛ لكي يعيد استعماره من جديد، فلما وجد أن نسبةً لا بأس بها من الشَّعب الأمريكي والأوروبي بدا يكتشف حقيقةَ الإسلام، كدين سماوي، وأخذَ يدخل الإسلام جماعات ووحدانًا، شَعَرَ بالخطر من أن يصلَ هذا الدين إلى أبوابه الداخليَّة، فكان عليه أن يجدَ أي وسيلة توقف زحفه على أراضيه، فلم يجد أي وسيلة أنجع من وصف الإسلام بالإرهاب، كوسيلة دفاعية وقائيَّة لوقف انتشار هذا الدين، ولما جاءت بعض الأحداث تصلح للتَّوظيف في هذا المجال، وظفها لتخدمه في هذا الجانب، وهكذا وصل الأمر إلى أن يصفَ رئيس الولايات المتحدة الإسلام بأنَّه دين فاشي، ويَجب شن حملة صليبية عليه، وأن يصف البابا الرسولَ الكريم بصفات سيئة، مدعيًا أنه إنَّما يستشهد بأقوال غيره عنه.

إنَّ مراجعةً تاريخيَّة للفكر الغربي الحقيقي الذي كان سائدًا في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، تظهر لنا أنَّ بعض الكتاب الكبار كانوا يتحدَّثون عن الإسلام، والمسلمين، ونبي الإسلام، بكل تقدير واحترام، وفخر واعتزاز، فمثلاً نجد كاتبًا كبيرًا مثل توماس كارليل الذي يعتبر أكبر عقليَّة إنجليزية بعد شكسبير يضع الرَّسول الكريم وسيرته في كتابه "الأبطال"، ويصفه بأعظم الأوصاف العظيمة، يقول عنه: "لا شيء أكبر دلالة على صدق نُبُوة محمد من أنْ يؤسس ديانةً يجد فيها نحو مائتي مليون من الأنفس غذاءهم الرُّوحي، وتقاوم عوامل التحليل في مدى أكثر من اثني عشر قرنًا، ثم علينا ألاَّ ننسى شيئًا، وهو أن محمدًا لم يتلق درسًا من أستاذ، ويظهر لي أن الحقيقة أن محمدًا لم يكن يعرف الخط والقراءة، وكل ما تعلمه هو عيشه في الصَّحراء وأحوالها، وكل ما وفق لمعرفته هو ما أمكن أنْ يشاهد بعينيه، وأن يتلقى بفؤاده من هذا الكون العديم النهائيَّة، وعجيب والله أُمِّيَّة محمد"[1].

كذلك نجد الكاتب الأمريكي الكبير مايكل هارت - أستاذ الرياضيات والفيزياء والفلك في هيئة الفضاء الأمريكيَّة، حينما كتب كتابه عن "العظماء المائة أو الخالدون المائة" - يجعل الرسول الكريم في مُقدمة كتابه، ويمدحه مدحًا مناسبًا، كأعظم رجل في التَّاريخ، ويقول عنه: "لقد اخترت محمدًا في أول هذه القائمة، ولا بد أنْ يدهش كثيرون لهذا الاختيار، ومعهم حق في ذلك؛ ولكنَّ محمدًا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستوى الديني والدنيوي، وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره، كواحد من أعظم الدِّيانات، وأصبح قائدًا سياسيًّا وعسكريًّا ودينيًّا، وبعد ثلاثة عشر قرنًا من وفاته، فإنَّ أثر محمدٍ ما يزال قويًّا متجددًا، لقد كان الرسول على خلاف عيسى - عليه السلام - رجلاً دنيويًّا، فكان زوجًا وأبًا، وكان يعمل في التجارة، ويَرعى الغنم، وكان يُحارب ويُصاب في الحروب ويَمرض، ولما كان الرسول قُوَّة جبارة، فيمكن أنْ يقالَ أيضًا: إنَّه أعظم سياسي عرفه التاريخ - ويضيف -: فهذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أُومن أنَّ محمدًا أعظم الشخصيات أثرًا في تاريخ الإنسانيَّة كلها"[2].

أما برناردشو، فقد كان يتنبأ أنَّ أوروبا في القرن الحادي والعشرين، ستذهب إلى الإسلام بعد أن تعرفَه حقَّ معرفته، حتَّى وصف هذا القرن بأنَّه سيكون عصر الإسلام الأوروبي.

والحال نفسه في الفكر الفرنسي من جان جاك روسو إلى غوستاف لوبون، إلى لامرتين إلى غارودي وغيره، كُلُّهم يتحدث عن الإسلام بشهادات قيمة، ويتحدث عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - بشكل جميل، ومدح كبير، رَغْمَ أنَّهم لم يسلموا.

إذًا؛ فالخوف من الإسلام ليس له ما يُبرِّره حضاريًّا، ولكن الخوف الذي لا موضوع حقيقيًّا له إنَّما يندرج في مُحاربة الإسلام قبل أن يفهمَه المحاربون، وبهذا خلقتْ هذه الموجة من الخوف والإخافة المفتعلة مرضًا نفسيًّا حقيقيًّا في الغرب، وبذلك يكون من يدعون إلى الخوف من الإسلام إنَّما يُمارسون على شعوبهم خوفًا كاذبًا، يستدرون به عطفهم وانفعالاتهم ضدَّ الإسلام، وهو إنَّما دفاع عن انتشار الإسلام نفسه، كحقيقة دينية سماوية بدا عُقلاء وفلاسفة الغرب أنفسهم يعترفون به ويؤمنون بها.

إذًا؛ فهذا الخوف الكاذب المفتعل إنَّما هو سياسة للوقوف بوجه الحقيقة؛ كي لا تأخذ مجالها للانتشار في وسط الشُّعوب الغربية الفقيرة - نتيجة حضارتها المادية - إلى نفحة روحية؛ لكي يتوازن المادي مع الرُّوحي، والجسدي مع العقلي.

إنَّ من يُلقي نظرةً مُباشرة على واقع المسلمين اليومَ في كلِّ مكان، لا يجد لديهم أيَّ قوة يمكن أن تخيف أحدًا، فليس هناك بلد من بلدانهم يستطيع أن يدافع عن نفسه ضدَّ أيِّ قوة من قوى الغرب، ومنذ سقوط الدولة العثمانية، وتقسيم العالم العربي إلى دُويلات فرضتها مُؤتمرات ومؤامرات غربية على هذا العالم، لم يقم لهذه الدُّويلات قائمة تذكر، ولم تستطع أن تحصل على استقلالها إلاَّ بعد أن أعطاها الاستعمار الغربي نفسه هذا الاستقلال، بعد أن وجد كلفة استعماره لها قد زادت عن الحدِّ، ووجد العالم يتَّجه إلى شكل جديد من الاستعمار الاقتصادي يُحقق له فوائد أكثر بكلفة أقل، ووجد أن تواجُد قواته في بعض هذه الأقطار، وبعد أن أخذ التحدي الشيوعي ينشر بساطه على دول مجاورة، ويتبنى حركات التحرُّر لغايات أخرى ومنافسة الدول الغربية على هذه الدول، ولا ننكر قيامَ بعض الحركات الثورية العربية بالنضال لتحرير بلدانها؛ ولكنها بعد حين تبيَّن أنَّها ملغومة، وتراجعت كل حركات الثوَّار والثائرين ودجنت القيادات...إلخ.

من هنا يتساءل الإنسان: إذا كانت الأمة العربية والإسلامية وشعوبها بهذا الضَّعف والفقر العلمي والعَسكري والاقتصادي...إلخ، فلماذا الخوف من الإسلام من قبل الغرب القوي، عسكريًّا وعلميًّا واقتصاديًّا...إلخ؟

هل هو خوف حقيقي أو خوف مفتعل ووهمي؛ لإبقاء البلدان العربية خاصة، والإسلامية عامة تحت سيطرة هذا الرُّعب، ولكي لا ينتفض المارد المخيف الذي يخشونه؟

لقد أعلن الجنرال الإنجليزي اللنبي[3]، بعد الحرب العالمية الأولى انتهاءَ الحرب الصليبية الثَّامنة وانتصارها، وهنأ وزير خارجيَّة بريطانيا لويد جورج الجنرال اللنبي في البرلمان البريطاني لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبيَّة، فهل هناك خوف بعد هذا الإعلان؟!

وحينما وصل الجنرال الفَرَنسي غورو إلى قبر صلاح الدين الأيوبي في الجامع الأموي بدمشق، ركل القبر برجله قائلاً[4]: ها قد عدنا يا صلاحَ الدين... فماذا يخشى الغرب بعد هذا من العرب والمسلمين؟!

وحينما انتصرت إسرائيل على العرب في حرب الأيَّام الستة عام 1967، كانت لافتات التبرُّع تحمل شعارات مُقاتلة المسلمين لإلهاب الحماس الصليبي من جديد، وأعلنت هزيمة الهلال رمزَ الإسلام داعية إلى تدمير المسلمين، ومُحاربة الإسلام، فماذا بعد هذه الانتصارات من خوف؟!

واليوم تعود أمريكا لحرب الإسلام؛ حيثُ أعلن بوش الابن أنَّ غزو العراق، إنَّما هو حرب صليبية جديدة، والسؤال هنا إذا كانت الحروب الصليبيَّة السابقة هدفها تحرير القدس من أيدي المسلمين، فماذا يهدف بوش بحربه الصليبيَّة الجديدة غير تدمير الإسلام كله؟!

إذًا؛ فالهدف من الحروب الصليبية لا يُمكن أنْ يكونَ هو المسلمين، ولا بيت المقدس؛ وإنَّما هو الإسلام كله، كعقيدة ودين، وليس كسياسة أو اقتصاد، وقد عبَّر عن هذا المستشرق غاردنر بقوله[5]: إن الحروب الصليبية لم تكُن لإنقاذ القدس، إنَّها كانت لتدمير الإسلام، فهل الخوف من الإسلام أو من المسلمين؟

ولا شكَّ أنَّنا لو تصورنا أنَّ المسلمين نبذوا الإسلامَ الحقيقي الرَّباني، الذي جاء به مُحمد - صلى الله عليه وسلم - ووافقوا على الإسلام الأمريكي، فعندها فقط يُمكن توقف الحملات الصليبية ضده.

إنَّ قوةَ الإسلام لا تكمُن في قوة المسلمين، فهم اليومَ أضعف ما يكونون، وحتَّى لو قضي على شعوب مُسلمة كاملة، فإنَّ آلية القوة الإسلامية تعمل ذاتيًّا؛ لتعيد الحياة للمسلمين، وهذا ما أدركه سياسيو الغرب؛ ولهذا نجدهم يخافون من الإسلام، حتَّى لو كان كلامًا مكتوبًا بين دفتي كتاب هو القرآن.

إنَّ إدراك هذه الحقيقة من خلال التجربة التاريخيًّة لغزو دولة الإسلام من قِبَل شُعُوب مختلفة، كان أفظعها ما فعله هولاكو ببغداد - مركز الحضارة الإسلاميَّة - وقتله آلاف العلماء وتمزيقه الكتب، وإغراقها في نهر دجلة، وهي ثروة الأمة الإسلامية، وخزينها وإبداعها، ولكن مع هذا لم يَمُتِ الإسلام بموت المسلمين؛ حيثُ تحركت آلية القُوَّة الإسلامية الذاتيَّة، فاستطاع الإسلام امتصاص قُوَّة هولاكو التدميرية، وقوة جنوده بعد بضعة سنين؛ لتتحوَّل هذه القوة إلى قوة إسلامية تفتح البلاد باسم الإسلام، وامتصَّ الإسلام هذه الجيوش الجرارة، فتحولت إلى الإسلام، وقامت بنشر فكره في بلاد الكُفر التي لم يكُن قد وصلها الإسلام بعد.

إنَّ قوة الإسلام إذًا ليست بسيف أو سلاح، ولا تقدم تكنولوجي، ولا حتى بالمسلمين أنفسهم، الذين كانوا أضعف ما هم عليه في زمن هولاكو؛ ولكن قوة الإسلام تكمُن في القرآن كلام الله المنزل، ويتساءل العلماء: كيف لكلامٍ بين دفتي كتاب أنْ يفعلَ ذلك ذاتيًّا؟! وهل أدرك الصليبيون هذه الحقيقة، فهم يخافون كتابًا يعتبرونه سلاحًا أقوى من أسلحتهم؟!

لقد أدركَ بعض هؤلاء هذه الحقيقة، وبدلاً من أن تقودهم إلى الإسلام والإيمان بهذه القُوة الإلهية لكلام الله، قادتهم إلى اعتبار الإسلام خطرًا على دُوَلِهم وشعوبهم، فأخذوا يحاربون الإسلام، دون هوادة وبحملة صليبية صهيونية جديدة، يقول غلادستون - رئيس وزراء بريطانيا - في هذا المعنى[6]: "ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين، فلن تستطيعَ أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون في أمان".

أمَّا الحاكم الفرنسي في الجزائر، فيقول بعد مرور مائة عام على استعمار الجزائر[7]: "إنَّنا لن ننتصرَ على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلَّمون العربية، فيجب أن نزيلَ القرآن من وجوده، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم".

ولعدم إيمان هؤلاء بالقُدرة الخارقة للقرآن الكريم، كما ظهرت عبر التاريخ حينما آمن به المسلمون، وحملوا لواءه، ولحقدهم الذي أعْمَى بصيرتهم عن هذه الحقيقة، وجدناهم يعبرون عن هذا الخوف من الإسلام عَبْرَ تبريرات وتفسيرات مُختلفة، فمرة يستشهدون بالتاريخ الماضي، وكيف انتشر الإسلام بسرعة خارقة على سطح الأرض، ولم يبحثوا حقيقةَ هذه القُدرة الكبيرة لهذا الانتشار، فلم يكُنِ المسلمون آنذاك ذوي عدة ولا عتاد، كما كانت لدى أعدائه من الفُرس والروم وحضاراتهم، ومع هذا انتشر الإسلام، كالنار في الهشيم، وانتشر بقُوة كلام الله القرآن وأخلاق المسلمين القرآنية أكثر مما انتشر بالسَّيف أو القتال، انتشر بالإقناع والحوار الديمقراطي، كما يعبر المعاصرون، وباللسان والصِّدق ولم ينتشر بالمؤامرات والدَّسائس والحروب.

وهم إنما يحاولون أن يفسروا هذه الظواهر تفسيرات غبية، تعبر عن خوف ميتافيزيقي غير مشخص، فهم يفسرون هذا بالاستشهاد التاريخي؛ حيث يقولون كما يعبر عنهم لورانس براون بقوله[8]: "كان قادتنا يُخوفوننا بشعوب مُختلفة، لكنَّنا بعد الاختبار لم نجدْ مبررًا لمثل تلك المخاوف، كانوا يُخوِّفوننا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني، والخطر البلشفي؛ لكنَّه تبين لنا أن اليهود أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيين حلفاؤنا، أما اليابانيون، فإنَّ هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفَّل بمقاومتهم، لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قُدرته على التوسُّع والإخضاع وفي حيويته المدهشة".

ويقول المستشرق غاردنر عن نفس المعنى[9]: "إنَّ القوة التي تكمُن في الإسلام هي التي تخيف أوروبا"، أمَّا هانوتو وزير خارجية فرنسا الأسبق فيقول[10]: "لا يوجد مكان على سطح الأرض إلاَّ واجتاز الإسلام حدوده، وانتشر فيه، فهو الدين الوحيد، الذي يميل النَّاس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر".

إذًا؛ فالخوف من الإسلام هو من قُدرته على التوسُّع والانتشار، وفي حيويته المدهشة، ومن القوة التي تكمُن فيه، ومن أنَّه الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة، إذًا فطبيعة الإسلام هي المخيفة، وهل يمكن تغيير طبيعة جعلها الله سرًّا لهذه القوة في الإسلام، والتي تقوم أساسًا على القرآن؟!

وقبل أن نذهبَ إلى عُمق التحليل لهذه المعاني؛ لنرى كيف يعبر الغربيون عن خوفهم هذا، وكيف يتشخص هذا التعبير لنستشهد ببعض تصوُّراتهم الخرافية عنه؛ ليبرروا هذا الخوف.

يقول البروفسور مشادور عن هذا الخوف الهستيري[11]: "من يدري؟! رُبَّما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مُهددة بالمسلمين، يهبطون إليها من السماء لغزو العالم ثانية، وفي الوقت المناسب... لست متنبئًا، لكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة، ولن تقوى الذَّرة ولا الصواريخ على وقف تيارها، إن المسلم قد استيقظَ وأخذَ يصرخ: ها أنذا، إنَّني لم أمت، ولن أقبل بعد اليومِ أنْ أكونَ أداة تسيِّرها العواصم الكبرى ومخابراتها".

ويقول أشعيا بومان في مقالٍ نشره في مجلة الإسلامي التبشيرية[12]: "إن شيئًا من الخوف يجب أن يسيطرَ على العالم الغربي من الإسلام؛ لهذا الخوف أسباب؛ منها أنَّ الإسلامَ منذ ظهر في مكة لم يضعف عدديًّا، بل أتباعه يزيدون، ومن أسباب الخوف أنَّ هذا الدين من أركانه الجهاد".

إنهم يخافون من شبح الإسلام، ويحسبون له كل حساب، إنَّهم يخلقون خوفهم بأنفسِهم؛ لتتلبسهم هستيريا الرعب من هذا الشبح، وهذا ما جعل أنطوني ناتنج في كتابه "العرب" يقول[13]: "منذ أنْ جمعَ محمد أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي، وبدا أوَّل خطوات الانتشار الإسلامي، فإنَّ على العالم الغربي أنْ يحسب حساب الإسلام، كقوة دائمة وصلبة تواجهنا عبر المتوسط".

وإذا ما حاولنا أنْ نفهمَ بعضَ تحليلاتِهم لأسباب خوفهم من الإسلام عَبْرَ تحليلهم للإسلام المخيف، وجدنا ذلك في قول مسؤول في وزارة الخارجيَّة الفرنسية عام 1952؛ حيث يقول[14]: "ليست الشيوعية خطرًا على أوروبا فيما يبدو لي، إنَّ الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدًا مباشرًا وعنيفًا هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يمتلكون تراثَهم الرُّوحي الخاص بهم، ويتمتعون بحضارة تاريخيَّة ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا قواعدَ عالم جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيَّتهم الحضارية والرُّوحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصِّناعي في نطاقه الواسع، انطلقوا في العالم يَحملون تراثهم الحضاري الثَّمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية، ويقذفون برسالتها إلى متاحف التَّاريخ، وقد حاولنا - نحن الفرنسيين - خلال حكمنا الطَّويل للجزائر أنْ نتغلبَ على شخصية الشَّعب المسلمة، فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضَّخمة.

إن العالم الإسلامي عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتَّى الآن اكتشافًا تامًّا، فهو حائر، وهو قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبة يُخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن وحرية أوفر، فلنعطِ هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقوِّ في نفسه الرَّغبة في عدم الإنتاج الصناعي والفني؛ حتَّى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف بإبقاء المسلم متخلفًا، وتحرر العملاق من قيود جَهْله، وعقدة الشُّعور بعجزه، فقد بُؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطرُ العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلاميَّة الضخمة خطرًا داهمًا، ينتهي به الغرب، وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم".

إنَّ الغرب لا يقرُّ له قرار - حسب تصوُّرات واعتقادات قياداته الفكرية والسياسية - إلاَّ بأن يقضي على المسلمين؛ لأنَّ الخوف قد بلغ عندهم حد المرض الوبائي الخطير، إنَّه خوف من كل شيء له صلة بالإسلام مهما كان بعيدًا، وهم يعلمون حق العلم أن المسلمين اليوم هم أضعف ما يكونون، ومع هذا فإنَّهم يحدّون أسلحتهم للقضاء عليه نهائيًّا، ناسين أن الله - تعالى - هو رب المسلمين الذين وَعَدَهم بالنَّصر، ما إن صدقوا النية الخالصة لله.

في إحدى المحاضرات لمستشرق فرنسي في مدريد سُئِلَ: لماذا كنَّا نحاول البقاء في الجزائر؟ فأجاب:[15] "إننا لم نكن نُسخِّر نصف مليون جندي من أجل نبيذ الجزائر، أو صَحاريها، أو زيتونها، إنَّنا كنا نعتبر أنفسنا سورَ أوروبا، الذي يقف في وجه زحفٍ إسلامي مُحتمل يقوم به الجزائريُّون وإخوانهم المسلمون عَبْرَ البحر المتوسط؛ ليستعيدوا الأندلس التي فَقَدوها، وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة (بواتيه) جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوربا الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حكم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلاميَّة خالصة".

لقد عجز المسلمون اليومَ عن استرداد أرض صغيرة مُقدسة في فلسطين وسط بلادهم، فكيف سيستطيعون تحرير الأندلس بعد هذه الأعوام الكثيرة، مع وجود الأندلس في وسط بلاد أوربية؟

إنَّه إذًا خوف مرَضي وليس حقيقيًّا، خوف أشبه بالمؤامرة على النفس؛ للدِّفاع عن خطر مفتعل وهمي، فمتى فكر المسلمون بإعادة الأندلس، وليس فيها مسلم واحد من العرب؟ إنَّه تفكير عجائبي غرائبي لدى هؤلاء، ولا يفسر إلا بالحالة المرضية فقط، إنَّه هستيريا الخوف، وليس الخوف العقلاني المشروع، إن هانوتو وزير خارجيَّة فرنسا الأسبق يعرف حقيقة ضعف المسلمين، ومع هذا يَخاف، فهل يخاف من الضعيف إلاَّ المريض، وها هو يقول[16]: "ورغم انتصارنا على أمَّة الإسلام وقهرها، فإنَّ الخطر لا يزال موجودًا من انتفاض المقهورين، الذين أتعبتهم النَّكَبات التي أنزلناها بهم؛ لأنَّ همتهم لم تخمد بعد"؛ إنَّهم فعلاً مرضى، وليسوا طبيعيِّين؛ ولهذا نراهم يعبرون عن خوفهم من الإسلام باتِّهامه بأنه وباء وجذام.

كما يعبر المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجية الإسلام"، فيقول[17]: "إنَّ الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكًا ذريعًا؛ بل هو مرض مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي، يبعث الإنسان على الخمول والكسل، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلاَّ ليدفعه إلى سفك الدِّماء والإدمان على معاقرة الخمور، وارتكاب جميع القبائح، وما قبر محمد إلاَّ عمود كهربائي يبعث الجنون في رُؤوس المسلمين، فيأتون بمظاهر الصَّرع، والذهول العقلي إلى ما لا نهاية، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصيلة، ككراهية لحم الخنزير والخمر والموسيقى، إنَّ الإسلام كله قائم على القسوة والفجور واللَّذات".

هكذا يصل هذا المستشرق الحاقد إلى وصف القضاء على الإسلام والمسلمين عمومًا، فيقترح ما يلي[18]: "أعتقد من الواجب إبادة خمس المسلمين، والحكم على الباقي بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجُثته في متحف اللوفر".

أليس غريبًا وعجيبًا هذا الرعب الغربي من الإسلام، حتَّى قبل أن يسمعَ الناس بكلمة صحوة إسلاميَّة، أو حزب إسلامي أو انقلاب داخلي إسلامي؟! إنَّه رعب من انتشار الإسلام في أصقاعهم، حتَّى وصلوا إلى الحد الذي دعا فيليب فونداي إلى القول: إن من الضروري لفرنسا أنْ تقاوم الإسلام في هذا العالم، وأن تنتهج سياسة عدائيَّة للإسلام، وأنْ تُحاول على الأقل وقف انتشاره.

إننا قد نتصور عداء الغرب للمسلمين؛ بسبب النفط، ولهذا يريدون استعمار أرضه بحجة أو أخرى، أو خوفهم على تدمير حضارتهم من خلاله، ولكن هذا ليس حقيقة؛ كما يعبر عنها مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي المعاصر"؛ حيث يقول[19]: "إنَّ الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجًا عن وجود البترول بغزارة عند العرب؛ بل بسبب الإسلام، يجب محاربة الإسلام؛ للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب؛ لأن قوة العرب تتصاحب دائمًا مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره، إنَّ الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية".

لقد بلغ الحقد الصليبي على الإسلامِ درجةَ المرض النفسي، فها هو قائد الجيوش الإنجليزية في حملة على السُّودان يقوم بالهجوم على قبر المهدي، الذي سَبَقَ له أنْ حرر السُّودان، وقتل القائد الإنجليزي غوردن، يهجم على قبر المهدي، وينبش قبره، ثم يقطع رأسه، ويرسله إلى عاهر إنجليزي طالبًا إليه أن يجعله مطفأة لسجائره، فهل بعد هذا المرض والهوس والجنون مَن يعتقد أنَّ الغرب غير مريض بداء الخوفِ من الإسلام؟! وماذا لو حلل علماء النَّفس الشخصية الغربيَّة على ضوء هذه الممارسات والسلوكيَّات؟! أليس هو العلم الذي يفخرون به ويعتقدونه؟! دعونا نحاول.

سيكولوجية الإسلاموفوبيا:
حينما نُحاول أنْ نُحلل سيكولوجية الشخصيَّة الغربية المرضية، في ضوء هذا الخوف والرعب الهستيري غير المبرر عقليًّا، ونُحاول الاستفادة من علم النَّفس والطب النفسي، نجد فعلاً أن هناك مَن حلَّل نفسية الغرب عمومًا على ضوء هذه الفكرة؛ مما طرح مصطلح الإسلاموفوبيا للتداول بين الكتاب، والإسلاموفوبيا[20]: "هو المصطلح الأكثر تعبيرًا عن عقدة الخوف، والهلع من انتشار الإسلام، ونفوذ قوته الدينية والثقافية والبشرية داخل المجتمعات والدول الغربية، إنَّها تدل في القواميس تحديدًا على القلق العصبي أو العصاب النَّفسي الذي لا يَخضع للعقل، ويساور المرء بصورة جامحة، من حيثُ كونه رهبة في النَّفس شاذة عن المألوف، يصعب التحكم فيها، وتدل أيضًا على خوفٍ لا شعوري من أشياء أو أشخاص أو مواقف ليس له في الشُّعور ما يبررها أو يفسره، كما أنَّها تدل في الاصطلاح العام على ما تم ترسيبه وتكريسه وإشاعته، من قلق مرضي وخوف نفسي لا شعوري لدى الغرب من الإسلام، وكل ما يتصل به، وينتعش هذا المصطلح بصورة أكبر عندما يحتد العداء الغربي للإسلام، ويظهر من خلال الإعلام الغربي، كما حدث في الصَّحافة الدانماركيَّة وغيرها من الصُّحف الأوروبيَّة، عندما تَم نشر صور كاريكاتيرية مشينة ومسيئة لشخص الرسول - صلَّى الله عليه وسلم".

إنَّ حقيقة هذا المرض لدى الغربيين لا يُمكن تجاهله، ففي تقرير عن مؤسسة بريطانيَّة تعتبر من أهم مُؤسسات تحليل الواقع العرقي في بريطانيا، يقول كونداي في مقدمة التقرير[21]: "إذا كنت تشك في وجود الإسلاموفوبيا في بريطانيا، فإنَّني أقترحُ عليك قضاء أسبوع في قراءة الصحف المحليَّة والقوميَّة، كما فعلتُ أنا، وستجد أنَّ المقالات التي تشير إلى المسلمين أو إلى الإسلام فيها تعليقات ساخرة مُتحيزة ومعادية، وهي في الغالب غير مهذبة؛ بل في بعض الأحيان تكون التعليقات وقحة، وحيث يسير الإعلام، فإنَّ الأناس يسيرون وراءه، والمسلمون البريطانيون يعانون التفرقةَ العنصرية في أماكن الدِّراسة والعمل".

ويذكر التقرير أنَّ الإسلاموفوبيا صارت ظاهرة مُتمكنة من الإدراك العام؛ حتَّى أصبحت جزءًا من الحياة اليوميَّة بنفس الطريقة، التي كان فيها العداء للسامية في بداية القرن العشرين.

أما الأمريكان، فقد بلغ بهم الرُّعب من الإسلام إلى درجة قيام أحد مراكز البحوث الأمريكية بإعداد دراسة مُستقبلية تجيب على سؤال: كيف سيكون شكل العالم بعد أربعة عشر عامًا من الآن، وتحديدًا عام 2020؟ وقد شارك في إعداد خيارات الإجابة عدد من الخبراء والباحثين المتخصصين، وتبنَّى الدراسة المجلس القومي للاستخبارات، وكان هناك أربعة خيارات أطلقوا عليها سيناريوهات المستقبل، وهي:
1 - إمبراطورية إسلامية من المغرب إلى أندونيسيا.
2 - عالم تسوده العولمة بدون سيطرة أمريكية.
3 - عالم تسوده القيم الأمريكية وتحكمه واشنطن.
4 - عالم من الفوضى والإرهاب.

إنَّ هذا المرض النفسي يجعل من المنطقي المطالبة بإحالة جميع قادة الغرب المؤمنين بالإسلاموفوبيا إلى المستشفيات العصبية والنفسية؛ طلبًا للعلاج، ولا نستغرب هنا أنْ نَجد رئيس أقوى دولة في العالم تحكمه انفعالات تجعله يطلق أحكامًا على حربه على الإسلام من أنَّها صليبية جديدة، ويصف الإسلاميين بأنهم فاشيون، إنَّ الإسلاموفوبيا ظاهرة عليه بشدَّة، ألا يحق لنا المطالبة بإحالته إلى العلاج على ضوء هذه التَّصريحات؟!

لا شكَّ أن هذا الخوف الهستيري من الإسلام لم يبقَ عند حدودِ الكلام بعد أحداث 11سبتمبر 2001، فقد عبر عن نفسه تعبيرًا واضحًا، كما يقول الأستاذ سعيد اللاَّوند في كتابه "الإسلاموفوبيا"، المنشور على الإنترنت، يقول: "الأوربيون مرعوبون من الوقوع في الأسر الإسلامي، ويشير الكاتب إلى أنَّه منذ الحروب الصليبية على الشَّرق قبل تسعة قرون إلى ما بعد هجمات 11سبتمبر 2001 لا يزال العرب - وخاصَّة المسلمين - هم الشيطان، الذي رأت بعض دوائر الغرب أنَّ تتجنبه أو تُحاربه إذا لزم الأمر، وهو يرى أنَّ ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام هو حصيلة مُقدمات وأحداث مُتراكمة جعلت مَن يدين بالإسلام مجرمًا، وإرهابيًّا، ومن يتعين الحذر منه، والابتعاد عنه، وهكذا بدا العالم - خصوصًا في أوروبا وأمريكا - كأنَّه مصاب بلوثة عقليَّة، جعلته يكره العرب والمسلمين، ويراهم أقوامًا أشرارًا ولصوصًا وفوضويين.

إنَّ مراجعة تاريخيَّة هادئة لهذا العداء المستحكم ضدَّ الإسلام عامة، والعرب المسلمين خاصَّة، وتحوله إلى خوف ورُعب وهستيريا مرضية، تَجعلنا محققين في هذه المسألة باعتبارها ليس عارضًا مؤقتًا، بل تَمتد إلى الماضي بسنوات عديدة، تتجاوز كلَّ مُعطيات العصر الحاضر، ففي وثائق محفوظة في دار الوثائق القوميَّة في باريس ما يدل على أنَّ لويس التاسع ملك فرنسا يقول فيها[22]: "إنَّنا لا يُمكننا الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنَّما يُمكننا الانتصار عليهم بواسطة السياسة".

ومن مُفردات هذه السياسة، كما جاءت في الوثيقة: إشاعة الفُرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت، فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن؛ حتَّى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين، وعدم تمكين البلاد الإسلاميَّة والعربية أن يقومَ فيها حاكم صالح، وإفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرِّشوة والفساد؛ حتَّى تنفصل القاعدة عن القمة والحيلولة دون قيام جيش مُؤمن يُحب وطنه، ويُضحي في سبيل مبادئه، والحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة، والعمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تَمتد ما بين غزة جنوبًا وأنطاكيا شمالاً، ثم تتجه شرقًا، وتمتد حتَّى تصل إلى الغرب.

وإذا كانت هذه وثائق تاريخيَّة مكتوبة، فقد تَحقق على أرضِ الواقع منها عبر مفاوضات لوزان، حينما اشترطت إنجلترا على تركيا أنَّها لن تنسحب من أراضيها إلاَّ بعد تنفيذ الشروط التالية[23]: 
1 - إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله.
2 - أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.
3 - أن تقطع تركيا علاقتها بالإسلام.
4 - أن تختار لها دستورًا مدنيًّا، بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام.

سياسة الإسلاموفوبيا:
لقد استحكم مرض الإسلاموفوبيا بالسياسة الغربية تُجاه الإسلام، والساسة الغربيون يعترفون مع شيء من الدَّهشة والحيرة أنَّه فعلاً هناك ما يُخيف في الإسلام كدين كاسح له قابلية التنامي، والانتشار بسرعة مذهلة، وهذا ما أثبته بعض الخبراء الإستراتيجيِّين الغربيين أنفسهم عندما اعترفوا بأنَّ الإسلام هو أكثر الأديان نُمُوًّا، وأقواها تأثيرًا في النفوس، وأوفرها أتباعًا جددًا، والسياسة الغربية، كانعكاسٍ لهذا الخوف المرضي مع ضعف المسلمين الظاهر، عكست هذا الخوف الشديد في خططها القديمة والحديثة، وهذا ما أكده مؤتمر أوروبي عام 1907 ضم نُخبة من المفكرين والسياسيين الأوربيين، دام شهرًا كاملاً برئاسة وزير خارجية بريطانيا، الذي قال في افتتاح المؤتمر[24]: "إنَّ الحضارة الأوربية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضي علينا أنْ نبحثَ في هذا المؤتمر عن وسيلة فعَّالة تحول دون انهيار حضارتنا"، وقد خرج المؤتمر في بعض توصياته على اعتبار المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوروبا؛ ولذا عملوا على منع إيجاد أيِّ اتِّحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط؛ لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوروبا، ثم قرَّروا إنشاء قومية غريبة مُعادية للعرب والمسلمين، شرقي قناة السويس؛ ليبقى العرب مُتفرقين، وهكذا قامت بريطانيا بإنشاء دولة يهودية في فلسطين.

أمَّا أهم أهدافهم، فكان إبقاء العرب ضعفاء؛ حيث يعتقدون أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية؛ يقول مورو في كتابه "العالم العربي المعاصر"[25]: "لقد ثبت تاريخيًّا أن قوة العرب تعني قوة الإسلام، فليدمروا العرب بتدمير الإسلام"، ثم وضعوا خططًا؛ لإنشاء دكتاتوريَّات سياسية في العالم الإسلامي، وكما يقول المستشرق الأمريكي وك سميث[26]: "إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية، فإنَّ الإسلامَ ينتصر في هذه البلاد، وبالدكتاتوريات وحدَها يُمكن الحيلولة بين الشُّعوب الإسلامية ودينها".

وقد نصح رئيس تحرير مجلة تايم في كتابه "سفر آسيا" الحكومةَ الأمريكيَّة أنْ تُنشئ في البلاد الإسلاميَّة دكتاتوريات عسكرية؛ للحيلولة دون عودة الإسلام للسيطرة على الأمَّة الإسلامية، ومن ثَم الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره.

إنَّ الغربَ قد شخص بدراساته مصادرَ قُوَّة المسلمين، وعمل على إضعافها في كل سياساته، فعمل على إبعاد القادة المسلمين الأقوياء عن استلام الحكم في دول الإسلام؛ حتَّى لا ينهضوا بالإسلام، وهذا ما عبر عنه خير تعبير المستشرق البريطاني مونتجمري في التايمز اللندنية عام 1968؛ حيثُ قال[27]: "إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أنْ يظهرَ كإحدى القُوى السياسية العُظمى في العالم مَرَّة أخرى"، ويقول المستشرق جب أيضًا[28]: "إنَّ الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مُذهلة تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجارًا مفاجئًا قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الريبة في أمرها، فالحركات الإسلاميَّة لا ينقصُها إلا وجود الزَّعامة، لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين من جديد".

وأخيرًا فإنَّ وحدة الفكر الأوروبي والغربي عمومًا تُجاه الحرب ضد المسلمين لا تَحتاج إلى كثرة اجتهادات وشهادات، والعمل الإستراتيجي المجمعون عليه يلخصه قول المبشر لورانس براون[29]: "إذا اتَّحد المسلمون في إمبراطورية عربيَّة، أمكن أنْ يصبحوا لعنة على العالم، وخطرًا، وأمكن أن يصبحوا أيضًا نعمة له، إذا بقوا مُتفرقين، فإنَّهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير، يجب أن يبقوا مُتفرقين؛ ليبقوا بلا قوة ولا تأثير"، وهذا ما نحن عليه اليوم، كأنَّنا ننفذ إستراتيجيَّة الغرب هذه حرفيًّا.

 


[1] "محمد رسول الله"، ص20.
[2] "محمد رسول الله"، ص57.
[3] "مجلة الطليعة القاهرية"، عدد ديسمبر، عام 1966، ص84.
[4] القومية والغزو الفكري"، ص84.
[5] "الإسلام على مفترق الطرق"، ص39.
[6] "التبشير والاستعمار"، ص115.
[7] "المنار"، عدد: 9/11/1962.
[8] "التبشير والاستعمار"، ص10.
[9] "الإسلام على مفترق الطرق"، ص39.
[10] "الفكر الإسلامي الحديث"، ص16.
[11] "الفكر الإسلامي الحديث"، ص18.
[12] "التبشير والاستعمار"، ص131.
[13] "القومية والغزو الفكري"، ص42.
[14] "جند الله"، ص22.
[15] "جريدة الأيام"، سنة 1963.
[16] "مجلة روز اليوسف"، بتاريخ 29/6/1962.
[17] "القومية والغزو الفكري"، ص196.
[18] "القومية والغزو الفكري"، ص192.
[19] "مجلة روز اليوسف"، تاريخ 29/6/1963.
[20]"مجلة الوعي الإسلامي"، عدد: 491سنة 2006، ص44.
[21] "مجلة الوعي الإسلامي"، ص44.
[22] "آخر ساعة"، عدد: 2106، سنة 1975.
[23] "الأرض والشعب"، مجلد أول، ص46.
[24] "المؤامرة ومعركة المصير"، ص25.
[25] "دمروا الإسلام أبيدوا أهله" ص68.
[26]"جند الله"، ص29.
[27] "التايمز اللندنية"، عام 1968.
[28] "الاتجاهات الحديثة في الإسلام"، ص365.
[29] "جذور البلاء"، ص202.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإيسيسكو: المشاركة في الاجتماع التحضيري الثاني لمؤتمر الإسلاموفوبيا
  • أذربيجان: مؤتمر دولي عن الشباب وظاهرة الإسلاموفوبيا
  • - فرنسا: إسلاموفوبيا في المقابر وأسماء الأطفال!
  • - دعوة إلى التغلب على الإسلاموفوبيا في هولندا
  • أوروبا تكافح الإسلاموفوبيا بعد أن تصنعها
  • يا مسلمي أوربا: الثبات الثبات
  • وقال على الهواء: لن أهبط على أربع وأصلي إلى مكة!!
  • تعقب المسلمين في الجامعات البريطانية
  • وتظل الشريعة عدوهم الأول!
  • حول تقرير منظمة مؤتمر العالم الإسلامي عن الإسلاموفوبيا بالعالم الغربي
  • حقائق موجة كراهية الإسلام التي تجتاح أوروبا
  • مفوض الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان يحذر من عواقب الإسلاموفوبيا
  • الولايات المتحدة: مؤتمر إسلامي لبحث سبل مواجهة الإسلاموفوبيا
  • رفق الغرب ووحشية المسلمين
  • ألمانيا: دعوة للكنائس أن تكثف نشاطها للقضاء على الإسلاموفوبيا
  • الإسلاموفوبيا رهاب زائف..صنعه الإعلام الغربي
  • بريطانيا: مناقشة مظاهر الإسلاموفوبيا في أحد الكتب الصادرة حديثًا
  • الغرب بين "الإسلاموفوبيا" و"الديموغرافوبيا"!!
  • بريطانيا: مؤتمر لمكافحة كراهية المسلمين في بريطانيا وأوروبا
  • دعم الإسلاموفوبيا بملايين الدولارات
  • بلجيكا: العنصريون يشبهون الدين الإسلامي بالنازية
  • الإسلاموفوبيا مثلب ضخم لليسار الفرنسي (حوار)
  • حقيقة خوف الكفار من الإسلام
  • إسلاموفوبيا زائفة .. ينبغي التصدي لها
  • إلى أي مدى فرنسا مصابة بالإسلاموفوبيا؟
  • المسلمون .. والإسلاموفوبيا
  • دور الإعلام والسياسيين في ارتفاع معدل الجريمة ضد المسلمين
  • الإسلاموفوبيا.. المخاوف الجديدة من الإسلام في فرنسا

مختارات من الشبكة

  • إسبانيا: انطلاق النسخة الثانية من مؤتمر "الإسلاموفوبيا ووسائل الاتصال"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إسبانيا: ازدياد حالات الإسلاموفوبيا 500% خلال عام 2015(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إيطاليا: مؤتمر في نابولي عن الإسلاموفوبيا والاندماج(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أوروبا: مبادرات ضد الإسلاموفوبيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بريطانيا: مؤتمر عن الإسلاموفوبيا في بلاك برن(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المفوضية الأوروبية تحذر من تبعات الإسلاموفوبيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • هولندا: بلدية أمستردام تسجل حوادث الإسلاموفوبيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أستراليا: منتدى مكافحة الإسلاموفوبيا في ميلبورن(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: انعقاد المؤتمر الرابع لمناهضة الإسلاموفوبيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بلجيكا: ازدياد الإسلاموفوبيا خلال عام 2014(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
2- نفع الله بكم وسدد بالحق خطاكم
أيمن البنزرتي النصيحة - تونس 20-02-2023 01:53 AM

جزاكم الله خيرا

1- الحداثة
احمد محمد حميد - iraq 03-07-2009 07:22 PM

تقرير جدا جديد وفريد من نوعه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب