• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

نحلة (أبنـاء الله) أو (العائلة العالمية)

نِحلة (أبنـاء الله) أو (العائلة العالمية)
د. كمال لحمر


تاريخ الإضافة: 29/4/2012 ميلادي - 7/6/1433 هجري

الزيارات: 12922

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نِحلة (أبنـاء الله) أو (العائلة العالمية)

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

من النِحَل الكثيرة التي تنتشر في العالم اليوم، نِحلة نصرانية تسمّت بثلاثة أسماء وحافظت على عقيدة وحقيقة واحدة؛ (أبناء الله) (Children of God) [سبحانه وتعالى عما يقولون] وتختصر (C.O.G.)، و(عائلة الحب) (Family of Love)، و(العائلة) (The Family)، و(العائلة العالمية) (Family International)،. لم تظهر إلاّ في نهاية الستينيات من هذا القرن الميلادي، ولكن أتباعها اليوم صاروا يقدّرون بالملايين.


ما دعوة هذه النِّحلة؟ وما تاريخها؟ وكيف بنت تنظيمها؟ وما عوامل الاستمرار والفناء فيها؟

1- جذور اسم النِّحلة

جاء في إنجيل يوحنا ما يأتي: "إلى خاصتِه جاء وخاصتُه لم تقبله، وأمّا كل الذين قَبِلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه، الذين وُلِدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله"[1].


كما جاء في الرسالة الأولى للمسمى (يوحنا الرسول)، ما يأتي: «انظروا أية محبّة أعطانا الأب حتى نُدعى أولاد الله.

 

من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفُه. أيّها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يُظهَر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أُظهِر نكون مثله لأننا سنراه كما هو. وكلُّ من عنده هذا الرجاء به يُطهِّر نفسه كما هو طاهر[2].


على هذه المرتكزات وغيرها[3] يعتقد النصارى أن من اعتقد في نبي الله عيسى عليه السلام أنّه ابن الله وإله في الوقت نفسه، فإنه يدخل بهذا الاعتقاد ضمن (أبناء الله) وهي عقيدة قديمة آمنت بها جلّ النِحَل النصرانية وحتى اليهود؛ حيث قال الله تعالى ذلك في القرآن الكريم: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 18].


إن هذه النِّحلة لا تفهم من عبارة (أبناء الله) سوى أنّها تخصّها هي وحدها ولا تشمل الآخرين من بقية أتباع النِحَل النصرانية، ممّا جعلهم ينتقدونها بشدة ويَعُدّونها خاضعة للشخصانية المخالفة لتعاليم المسيح الواردة في إنجيل يوحنا "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبَلونني. إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه"[4]. وقالوا أنّه لا يحق لهذه النِّحلة أن تتحدث بلسان الغيب إذ ثبت لديهم في رسالة المسمى (بولس الرسول) الثانية إلى (تيموثاوس) ما يأتي: "يعلم الرب الذين هم له"[5]. وخرجوا في الأخير بخلاصة مفادها أن هذه النِّحلة غير ذات علاقة بالإنجيل أصلا، وكانت هذه الخلاصة متكأً لكل من كَتَبَ في التشهير بهم والتحذير منهم[6] من أمثال (ج م نيكول) في كتاب "نِحلة أبناء الله، هل معها حق؟".


2- من المؤسس:

هو القس (David Brandt Berg) (1919-10/1994م). عمل في سلك الخدمة الرَّعائية الكهنوتية تابعا لرابطة تنصيرية هي "رابطة التبشير المسيحي" حتى سنة 1951م. وأصبح بعد ذلك قائدا لنِحلة (أبناء الله)، بعد أن طرد اثنين من زملائه هما (جُواب وجويل  وُورْدَزْوورَث) (Joab and Joël Wordsworth) اللذين تمكنا من كتابة دروس إنجيلية جذبت الانتباه. كتب ثلاثة آلاف (3.000) رسالة تقريبا، ونشرها، ووزعها عبر أتباعه. وتحدثت في معظمها عن الخلاص وفق عقيدة النصرانية وعن (America's Doom) يوم الآخرة المرتقب في أمريكا.


يقول (موئيز دايفيد) عن نفسه في رسالة عنوانها "الزهد، أو التخلي عن كل شيء" ما يأتي: "إنني متعصب، ومتطرف، وقطعي، وثوري تام، إلى درجة لا أستطيع معها فهم الناس الذين هم ليسوا كذلك"[7].


تحوّل اسم (دايفيد بيرغ) إلى (موئيز دايفيد) (Moïse David)، يناديه أتباعه باسم (مو) ويسمّى (بابا الأسد) أي (أبي الأسد) في لغة الأطفال، و(جدي) بالنسبة للمنتسبين الصغار. ويجعل على رسائله صورة معبّرة عن شخصه يظهر فيها وجه رجل داخل رأس كبير للأسد.


يقول عن نفسه في رسالة عنوانها "الثورة من أجل الأتباع" ما يأتي: "هكذا يجعل أبوكم الكبير الأسد أنيابه في القواعد الجديدة!، وليس لي من ناب سوى رسائلي!، أولى النبوءات التي لم تأتنا من قبل شخص خدمتي الكهنوتية الشخصية، وهي كالآتي: لقد جعلت منك أداة قاطعة ذات أنياب خالدة تهزم الأمم وتقتلع بحدة الآذان من تحت سواعد الذين رضوا وجاملوا صهيون"[8].


لن نتوقف عند وصفه لمن يجعلون آذانهم تحت سواعدهم، لكن الأمر الثابت هو أنّه يتحامل على أبناء صهيون على غير عادة مؤسسي النِحَل ممّا عرّضه لحملة من أتباع الظوائف الأخرى. والواضح من كلامه، أنّه ادعّى النبوة فآمن بها أتباعه وهاجمه من أجلها معارضوه.


يقول عنه أحد أتباعه القدامى (جاك فاسون) (Jack Wasson) في معرض الاتهام بأنّه يمارس السحر واستحضار الأرواح، وأنّه يتلقى رسائل من قبل "مستشارين روحانيين" أهمهم (ملك غجري) توفي منذ آلاف السنين، اسمه أبراهيم (لا إبراهيم ولا أبراهام). إن عددهم يبلغ الإثني عشر مستشارا، منهم: (راسبوتين)، (جان دارك)، (مرلين الساحر)، وغيرهم[9].


ادعى النبوة في (1/1972م). ويروي (موئيز دايفيد) ما يراه في منامه ثم يكتبه في رسائله معتبرا إياه من الوحي، ومن أمثلة ذلك ما كتبه في رسائل "الباب الأخضر"، "مدينة الكنز المدفون"، "باخرة اللُّمجة"[10].


يذكر عنه أحد أتباعه القدامى أنه كتب في رسالته الأولى التي عنوانها "الكنيسة القديمة والكنيسة الجديدة" أنه أتاه الوحي في مدينة (مونتريال) يخبره أن "زوجته (جان بيرغ) (Jeanne Berg) تجسدت فيها الكنيسة القديمة. وأن (ماريا) (Maria) (كاتبته السكرتيرة) تجسدت فيها الكنيسة الجديدة. وحدد في نبوءته أن الرب تخلى عن الكنيسة القديمة لأنها تشكل عقبة في طريق عمله، وأنه زوّجه امرأة جديدة هي (ماريا)"[11].


وفي نهاية العام الذي ادعى فيه النبوة كان أتباعه قد وزعوا اثنين وأربعين مليون رسالة باسمه (42.000.000). وكانت هي خطتهم للسنوات الخمس المقبلة آنذاك.


منذ ذلك الحين صار أتباع نِحلة (أبناء الله) لا يعتمدون على مرجع أخر قبل كتابات (دايفيد بيرغ) التي تعد مقدَّمة عندهم على العهد القديم والعهد الجديد، على السواء. لقد نادوه باسم (موئيز) أي (موسى)، ثم رَفَع عنهم التكليف فنادوه (مو) (Mo) من باب الدُّعابة والحب والاختصار لاسم (موسى) لأنهم جعلوه "قائدهم كما كان موسى (عليه السلام) بالنسبة لأبناء إسرائيل في الصحراء"[12].


إن (دايفيد بيرغ) الذي بدأ كمتخصص في دعوة الناس إلى الإيمان بالإنجيل والتنصّر، تحوّل إلى تنقّص الإنجيل، وتأسيس دعوة غير دعوته، والاستهانة بما ورد فيه. أراد أن يبرهن بدليل واقع وبرهان ساطع على أن العهدين يحتويان على "أغاليط وأكاذيب كثيرة لا يصدقّها حتى الدعاة إليها، ولا ينكر وجودها إلاّ متعصب لباطل".


اعتمد شباب النِّحلة ثم أبناؤها جميعا على مؤلفات (دايفيد بيرغ) قبل الاعتماد على ما يسمّى "بالكتاب المقدس" عندهم ليثبتوا من جانب آخر أنّ ما ورد في هذا الكتاب لا يمكن أن يصدّق به عاقل، وأنّ ما ورد في كلام البشر البسطاء هو أولى بالإتباع مما ورد في ما يسمّونه "بالكتاب المقدس".


حلم هؤلاء الشباب الذين شكلوا الأكثرية الساحقة في نِحلة (أبناء الله) بالحياة الخالية من التكلّف، كما حلموا بالعيش داخل جماعة متآخية متماسكة متكافلة متراحمة، وحلموا بالتمسّك بدين ينقذهم من المادية الملحدة والتنسك الكهنوتي واستبشروا أن يجدوا في أهل الدين من يربّيهم بدون تعامل متكلف وبروتوكولي وكهنوتي.


3) المراحل التي مرت بها النحلة:

3-1- المرحلة الأولى: (أبناء الله) (1968-1977م):

ظهرت هذه النحلة عام 1968م في (Huntington Beach) (هانتينغتون بيتش) بولاية (كاليفورنيا) (California) بالولايات المتحدة الأمريكية. ويبدو أن تسمية (أبناء الله) لم يتحصل عليها أتباع هذه النِّحلة إلاّ في سنة 1969م[13] حيث صارت هذه التسمية تعبيرا عن رافد من روافد الثورة العامة ضد الأوضاع القائمة، المتمثلة في المجتمع الاستهلاكي.


وهو ما أكّده (المؤسس) في الرسالة رقم 589 تحت عنوان "إجابتنا عن الأكاذيب 202 الواردة في الحوار": "قام بهذه الثورة شباب تربّوا في أحضان المادية الخالية من الإيمان بشيء غيبي. يتكلّف هؤلاء الشباب لبس الثياب المرقعة، ويدعون إلى الرجوع إلى الطبيعة، ويحلمون بالعيش في جماعة متآخية. من هؤلاء الشباب من يحاول التمسك ببعض تعاليم الإنجيل ومنهم من لا يجد أدنى حرج أو مانع في الظهور بمظهر (الهيبز) (Hippie)، وتعاطي المخدرات وإدمان الزنى".


ويقول (موئيز دايفيد) (Moïse David) في كتابه "القواعد الثورية" ما يأتي: "في مقاهي وبلديات كاليفورنيا (بالولايات المتحدة الأمريكية) كان ظهور (أبناء الله) الثوريين سنة 1968م، الذين بدؤوا ثورتهم من أجل يسوع فصارت تكتسح العالم اليوم"[14].

 

وفي هذه المرحلة، أدخل المؤسس عام (1974م) أسلوبا جديدا في دعوة الناس إلى النصرانية، سماه (الدعارة الدعوية) (Flirty Fishing or FFing )؛ حيث دعا فتيات هذه النحلة إلى الدعارة من باب ممارسة الحب الإلهي مع الرجال لاجتذابهم للدخول في نحلتهن. وهو أسلوب منسوخ عن ديانات هندية سابقة، معروف باسم (داعرات العابد). وكانت دعوته هذه قد بدأت في حلقات مغلقة عام (1973م) ثم تحولت إلى العلن أمام كل أعضاء النحلة. وصار لهذه الممارسة وكالات رسمية تابعة للنحلة تعنى بها.


ولم يصل عام (1978م) حتى صرحت هذه النحلة أن عدد المنتمين إليها بواسطة الدعارة الدعوية قد بلغ مائة ألف (100.000) عضو. وصرحت النحلة للباحث (بيل باينبريدج) (Bill Bainbridge) أن عضواته قد مارسن الدعارة بين (1974) و(1978م) مع (223.989) شخص بهدف دعوته إلى طريق الخلاص الأبدي.

 

وكان من نتائج هذه الممارسات أن أنجبت إحدى نساء النحلة البارزات اسمها (كارن زربي) (Karen Zerby) طفلا من سفاح هو  (Ricky Rodriguez) (ريكي رودريغاث) الذي يناديه الناس اختصارا باسم (دايفيديتو) (Davidito).


وسمي الأطفال الذين أُنجبوا من سفاح بـ(رُضَّع يسوع) (Jesus Babies).

 

ويقول (دايفيد جاك) عن هذه النحلة في مقاله "الحقيقة الكاملة عن نِحلة (أبناء الله)" بمجلّة (إيكتوس)، وهو أحد المطلعين بدقة على نشأة هذه النِّحلة: "اقتنع أتباع هذه النِّحلة منذ البداية أنهم وُلدوا من جديد، وآمنوا بحق بأنّ يسوع المسيح هو المخلّص"، ويضيف: "إن أكبر عقبة كانت متمثلة في شخص (دايفيد برغ) (David Berg)، فلقد كان ولا يزال عامل إفساد داخل نِحلة (أبناء الله). إنهم لو لم يقبلوا بأستاذيته لهم، لكانوا، بكل يقين، قوة كبرى في خدمة الخير"[15].


وهذه شهادة معبّرة على لسان نِحلة (شهود يهوه)، تقول فيها كاتبتها: "لقد صدق من نصح أتباع نِحلة أبناء الله الذين يريدون الانفصال عن طائفتهم أن لا يتجهوا إلاّ إلى الأشخاص الذين كانوا قد عاشوا في نِحَل من النوعية نفسها. يوجد في كنائسنا، وحتى كنائسنا الإنجيلية، فردانية مبالغ فيها، ونقص رهيب في العلاقات الأخوية، يضاف إلى ذلك تفريط في الفرحة والترحيب بالقادمين الجدد. إن هذا يطرح مشكلة مهمة ينبغي دراستها بجدّ من أجل الوصول إلى دواء شاف لتقصيرنا وعجزنا في هذا المجال"[16].


وقد انتهت المرحلة الأولى رسميا بانتهاء الشكل التنظيمي لنحلة (أبناء الله) في (2/1978م). وكان السبب هو ظهور تقارير بسوء الأخلاق، وتسيير مالي فاسد، واستغلال المسئولين للنفوذ. فأعلن ما سماه "ثورة إعادة التوطين وإعادة التنظيم" (Reorganization Nationalization Revolution)، وفصل ثلاثمائة (300) قائد من قادة نحلته، وعن حل تنظيم نحلة (أبناء الله). وبهذا انفصل ثلث أعضاء المنظمة عن الارتباط بالمؤسس، أما البقية فقد بقوا معه عند تأسيسه تنظيما جديدا.


3-2- المرحلة الثانية: عائلة الحب (2/1978-1981م):

حافظت هذه النحلة في هذه المرحلة على شخصيتها السابقة في المعتقد والعمل، وتخلصت من بعض نفاياتها. وركزت على حلقات التكوين الإنجيلية، وعلى تكوين الشباب على الخلوات الرهبانية، والتركيز على الموسيقى الكنسية، ودعوة الناس بالمرور على بيوتهم ومنازلهم باباً باباً.


وفي نهاية عام (1981م) بلغ أبناء السفاح داخل هذه النحلة عدد (300) مولود.


3-3- المرحلة الثالثة: العائلة (1982-10/1994م):

انتهت هذه المرحلة بوفاة مؤسس النحلة في البرتغال.


3-4- المرحلة الرابعة: العائلة بعد المؤسس (1995-2003):

تولت قيادة هذه النحلة امرأة كانت من عشيقات القس المؤسس، اسمها (كارن زربي) (Karen Zerby)، ويدعوها أتباعها باسم (ماما ماريا) (Mama Maria)، و(الملكة ماريا) (Queen Maria)، و(ماريا دايفيد) (Maria David)، و(ماريا فونتين) Maria Fontaine.



3-5- المرحلة الخامسة: الحالية (2004-....):

في عام (2004م) تحول اسم هذه النحلة إلى (العائلة العالمية) (The Family International). وفي مطلع هذه العام ظهرت دعوة إلى كبح جماح الاتجاه المتفسخ في النحلة. وفي المنتصف الثاني من هذا العام أعادت النحلة ترتيب أولياتها، وأعادت ترتيب درجات العضوية مع إضافة درجات جديدة إلى السابقة منها، على النحو الآتي: (تلاميذ العائلة) (Family Disciples/ FD)، وتحتهم (الأعضاء الإرساليون) (Missionary Members/ MM)، فـ(الأعضاء الزملاء) (Fellow Members/ FM)، و(الأعضاء الفاعلون) (Active Members/ AM)، وفي أدنى السلم (الأعضاء العامّون) (General Members/ GM).

 

4- قوة النِّحلة

بلغت نسبة المسجلين كتلاميذ (لموئيز دايفيد) سنة 1977م عدد 8000 عضوا، فضلا عن بقية الأتباع. يعمل هؤلاء الأتباع في 800 مستوطنة موزعة عبر 74 دولة. كان عددهم في فرنسا 500 تلميذ موزعين عبر 68 مستوطنة، ومعهم أكثر من 400 منخرط.


جاء في مجلتهم المسمّاة "أخبار الأمة الجديدة" أنهم وزعوا أكثر من ستّة ملايين (6000.000) كتاب وبحث عبر دول العالم، وأنّهم وزعوا منها أكثر من نصف مليون (500.000) في فرنسا وحدها.


إنّ عدد قارئي أبحاثهم ودراساتهم ومؤلفاتهم يعبّر عن عدد المنتمين بصفة رسمية وغير رسمية كما يعبّر عن عدد المحبّين والراغبين في الاطلاع على دعوتهم. وكلّما كثرت عناوين هذه الرسائل كلّما قلّت نسبة هؤلاء الأشخاص؛ إذ من الممكن لشخص واحد أن يقتني عدة عناوين[17]. ولقد وصل عدد المنتسبين الجدد إلى طائفتهم سنة 1977م قرابة مليوني (2000.000) شخص[18].وهو عدد أكّدته مجلّتهم "أخبار الأمّة الجديدة".


استطاع أتباع نِحلة (أبناء الله) أن يمتلكوا القوة الإعلامية ويستخدموها في خدمة دعوتهم حيث توصلوا إلى الحصول على إذاعة البرامج الإذاعية والتلفازية.


إنهم يصدرون أيضا دورية عنوانها "أخبار الأمة الجديدة) (New Nation News) يوجه من خلالها مرشدهم رسائله التوجيهية كل مرة على شكل مقالات افتتاحية. إلى جانب هذا النشاط فإنّهم يقومون بطبع وتوزيع كتب ورسائل تخدم دعوتهم، وعلى رأسها رسائل مرشدهم (موئيز دايفيد)، ومنها إصدارهم لرسالته التي تحمل رقم 565 سنة 1977م في طبعة خاصة بمناسبة الاحتفال "بعيد الإنسانية"، و لعلّها تعني الذكرى العاشرة لبداية التحرك أو التأسيس الأصلي للنِّحلة.


تمكّن مجموعة من أبناء هذه النِّحلة من الحظوة باستقبال بابا النصارى لهم خصيصا يوم 4 أكتوبر 1972م مع مجموعة من أبناء نِحلة أخرى هي "أخوات يسوع الصغيرات" وقدّم أتباع نِحلة (أبناء الله) طفلا رضيعا للبابا فتلقّى منه كلمات مباركة بابوية، كما تقدّمت ممثلتهم التي تُسمى (إيمان) (Faith) لتجري حديثا قصيرا خاصّا مع البابا بولس السادس آنذاك.


لم يهمل (موئيز دايفيد) أمر الخلافة حيث عيّن كاتبته السكرتيرة (ماريا) لتلك المهمّة، وأوصى بذلك وهو حيّ، يقول في الرسالة رقم 324 التي عنوانها "مدينة الكنز المدفون" موجّها كلامه إلى (ماريا): "سيأتي يوم لا أستطيع فيه مواصلة المسير. وهذا اليوم قريب. اعطني عهدا على ألاّ تذهبي! وعلى أن تواصلي تغذية الآخرين… إننا نستطيع أن نتعاطى قبلة وداع وأن نواصل التحابب…سأستمر بالعيش فيك. أعِنها على البقاء وفيّة أيّها الرب!… سأمنحك كل ما أملك من ذهب فحوّليه إلى الشعب"[19].


ويقول عنها في رسالته "قوّة الورق" في معرض تبيين مكانتها وتضحيتها: "لولا (ماريا) لما تلقيتم منّي شيئا. إنها تجهد نفسها في العمل يوميا، وتدفعني إلى القيام بأعمالي بدقة. وبمجرد أن أستيقظ في الصباح تلاحقني بلا هوادة والوثائق في يديها. إنها تقص عليّ النكت وتلحّ عليّ في السؤال، وتتوسّل إليّ في الحصول على شيء، وتبكي، وتلاطفني"[20].


لقد مثّله أتباعه في قصة مرسومة كأنه يزور جهنم مع (ماريا) كاتبته الصغيرة، حيث جاء ذلك في رسالة (موئيز دايفيد) التي عنوانها "الباب الأخضر"[21] وفي رسالة "مدينة الكنز المدفون" يقول لها: "إني أحبّك يا حبيبتي، إنّي أحبك من أعماق قلبي"[22].


وهو ما ثبت أيضا في رسالة "قوة الورق" الواردة ضمن رسائله تحت رقم (أ: 303).


إن تأسيسه لهذه النِّحلة وهو من القائلين بزواج الكُهّان جعله نصبا لقذائف الناقدين من النصارى. وزواجه الثاني أسقط مصداقيته الدينية التي تستدعي مراعاة حرمة الطلاق وعدِّ الزواج الثاني كبيرة. على هذا الأساس نراه يحاول تبرير تطليقه للمرأة الأولى وزواجه من الثانية باللجوء إلى تفسيرات غيبية تطمئن المؤمنين بنبوته وتجعل منه زانيا محتالا عند كثير من نِحَل النصارى المعاصرة.


لقد جاء ترشيحه لزوجته الثانية، على رأس النِّحلة خليفة، أمرا غير مستنكر عند جميع أتباعه، ما دامت هناك نساء مؤسسات لنِحَل أخرى، لولا أن (ماريا) تحوم حولها شكوك الآخرين. وكلامه عن (ماريا) دعّم الاتجاه الاختلاطي والفسوقي عند أبناء النِّحلة من الشباب، وهو ما ظهر في رسوماتهم وتعليقاتهم الأدبية.


يكفي (موئيز دايفيد) أنّه استطاع أن يكتسب أتباعا مريدين محبين وأن يطوّر من أعدادهم كل عام في كل بلد وصَلته دعوته، وأنه استطاع أن يحصل على اعتراف حبر النصارى الأعظم، وأنه استطاع بناء إعلام قويّ مؤثر على قدر طاقة طائفته، وأنّه بنى تنظيما كهنوتيا دقيقا، وأنّه جمع الملايين مع كل ذلك، وأنّه ترك خلافة تواصل من بعده المسير.. يكفيه ذلك لكي يكون ذا شأن يحسب له حساب على المستوى النصراني.


5- الجانب التنظيمي:

إذا أتينا إلى الناحية التنظيمية من هذه النِّحلة وجدناها تعتمد على ثلاثة أنواع من الطاقات البشرية وهي:

أ- العاملون المتفرغون: يُشترط في العامل المتفرغ أن يكون قد بلغ سن الرشد وأن  يسلّم كل ممتلكاته للمستوطنة دون أن يبقي شيئا أثناء دخوله[23]. أمّا إذا أراد في يوم ما أن يغادر المستوطنة وحياتها فهو حرّ في ذلك، ولكن لن يعاد له أي شيء ممّا أعطى لأنه يُعَدّ قد أعطاه للرب ولم يعطه للعباد.


لا يُسمح لأيّ أحد بالخروج من المستوطنة دون إذن المسئول، كما لا يُسمح بالتدخين وتبادل القبلات. ومن حق كل أحد أن يحتفظ بشؤونه الخاصة دون خدش ولا تشويه، كما يحق لكل عضو من المستخدمين أن يجري عقد زواجه بعد مضي عدة أشهر من الخدمة[24].


بمجرد دخول العضو إلى المستوطنة يسمى باسم جديد مستخرج من الإنجيل في غالب الأحيان، ويعيش بين ثنى عشر شخص تقريبا، تحت إشراف مسئول هو "الرَّاعي أو الكاهن". وتجب الطاعة التامة السريعة دون نقاش، على التلاميذ تجاه "الضباط" المشرفين عليهم[25].


قُسّم برنامج العاملين المتفرغين إلى ثلاثة أشطر في اليوم؛ فالصباح للنوم أو قضاء الأشغال الشخصية، ثم ما بعد الظهيرة خُصّص للدارسات الدينية وأداء واجب الشهادة على الناس (أي الدعوة)، أمّا المساء والليل، فقد جُعلا للاجتماعات والاتصالات الفردية لأداء الشهادة[26].


إن ما انتُقد عليه (موئيز دايفيد) في هذا المجال هو اشتراطه على دعاته المتفرغين الخروج من كل ممتلكاتهم لصالح المستوطنات من باب الوجوب. واحتج المنتقدون على أن هذا الخروج من الأموال الشخصية كان عفويا وتلقائيا وطوعيا عند ظهور الكنيسة الأولى ولم يكن من باب الحتم والإلزام، واستشهدوا بمقاطع من الإنجيل، منها ما جاء في أعمال الرسل: "وجميع الذين آمنوا كانوا معا وكان عندهم كل شيء مشتركا. والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكلّ واحد احتياج"[27]. واستشهدوا بما جاء في أعمال الرسل أيضا: "وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة، ولم يكن أحد يقول إن شيئا من أمواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركا. وبقوّة عظيمة كان الرّسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمةٌ عظيمة كانت على جميعهم. إذ لم يكن فيهم أحد محتاجا، لأنّ كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يُوَزّع على كل أحد كما يكون له احتياج، ويوسف الذي دُعي من الرسل بَرنابا الذي يُتَرجم ابن الوعظِ وهو لاويّ قبرسيّ الجنس إذ كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرّسل"[28].


ويبدو أنّ ما نقلوه داحض، من الإنجيل، إن صحَّ المقطع، لاستشهاده بقصة أخرى من أعمال الرسل، إن صحت، جاء فيها ما يأتي: "ورجل اسمه حنانيّا وامرأتُه سَفِّيرة باع ملكا واختلس من الثمن وامرأته لها خبر ذلك وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل. فقال بطرس: يا حنانيَّا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل. أليس وهو باق كان يبقى لك. ولمّا بِيع ألم يكن في سلطانك. فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر. أنت لم تكذب على الناس بل على الله. فلمّا سمع حنانيّا هذا الكلام وقع ومات. وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك. فنهض الأحداث ولفُّوه وحملوه خارجا ودفنوه. ثم حدث بعد مدّة نحو ثلاث ساعات أن امرأته دخلت وليس لها خبر ما جرى. فأجابها بطرس: قولي لي أبهذا المقدار بعتما الحقل. فقالت: نعم بهذا المقدار. فقال لها بطرس: ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب. هُوَذا أَرْجُل الذين دفنوا رَجُلك على الباب وسيحملونك خارجا. فوقعت في الحال عند رجليه وماتت. فدخل الشباب ووجدوها ميتة فحملوها خارجا ودفنوها بجانب رَجُلها. فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك"[29].


مهما يكن من أمر فإن استشهاد الطرفين لا قيمة له من الناحية العلمية لأن الأدلّة ظنية الثبوت والدلالة معا، وربّنا سبحانه وتعالى قال في كل ذلك في القرآن الكريم: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 27].


ب- المنخرطون: يُشترط في المنخرط أن يكون مؤمنا "حب الرب من خلال ابنه يسوع المسيح [حاشا لله] هو السبب الوحيد للحصول على السعادة"، وأن يتسلّم هذا المنخرط منشورات وأدبيات النِّحلة ويقوم بتوزيعها ويقدّم تقريرا بنتائج عمله[30] وفي غالب الأحيان يكون هؤلاء المنخرطون من الشباب والأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد القانوني ولم يُنهوا دراستهم أو من الأشخاص الذين لا يستطيعون الابتعاد عن ارتباطاتهم الوظيفية أو الأسرية[31].


تُسلّم لكل منخرط بطاقة عضو رُسم عليها صورة قلب وداخل صورة القلب رُسمت صورة فتى يقبّل فتاة في فيها. كما تُسلّم لكل منخرط علامة مغلفة بمادة لدائنية من أجل تعليقها عند الحاجة كَمُدليات، رُسمت عليها الصورة نفسها مدعمة بشعار، هو " قانون الرب الوحيد هو الحب ".


جـ- المحبّون: يقول رئيس ومؤسس نِحلة أبناء الله عن هؤلاء، ما يأتي: "لقد كان ليسوع وأصحابه أصحاب آخرون كثيرون …. أعضاء في النظام، وكثيرا من الكهان، وحتى بعض أعضاء المجلس اليهودي الأعلى (صانهيدران) … لقد كان هؤلاء أصدقاء لهم، ومساعدون، وحماة، سخّرهم الرب من أجل هذه المهمة "[32].


و يضيف موضّحا: "إنّ لنا أصدقاء أيضا في الجهاز الذي ينبغي للرب أن يستعمله من أجل مساعدتكم وتلبية احتياجاتكم، وحمايتكم. إذن … لا تدفعوهم، بل استعملوهم‍![33].


هذه هي أنواع الطاقات التي اعتمد عليها (موئيز دايفيد) في تدعيم كيان طائفته.


6- الجهاز الكهنوتي

إذا أتينا إلى مؤسسات النِّحلة وبنائها الهرمي و جدناها تستعمل " المستوطنة " في البناء القاعدي ثم تتدرج صعودًا إلى أعلى الهرم حيث يقف مؤسس ورئيس النِّحلة (موئيز دايفيد) الذي يلقّب نفسه بالنبي و الملِك.


لقد تمكن أتباع هذه النِّحلة من تأسيس مستوطنات كثيرة من خلال الإعتماد على محبيهم حيث جاء في رسالة "الحياة الأخرى" لكاتبها (موئيز دايفيد)، ما يأتي: "أنتم تعرفون أبناء الله … هذه كيفية مساعدتهم … هل لديكم شقة، أو دار، أو مزرعة، أو قصر، أو أيّ محل يمكنهم استعماله؟ إنهم يتعهدون في المقابل بصيانته، وطليه وترميمه، ودفع إيجاره، والارتحال بمجرد إبداء المالك لرغبته في إعادة استعمال محلاّته[34].


ضُمنت استمرارية هذه المستوطنات في البقاء من خلال مساهمات المنخرطين الجدد، ومن خلال الصدقات والهدايا التي يقدّمها المحبّون، وبواسطة بيع رسائل "مو" في الشوارع بثمن يضمن نسبة من الربح.


يعيش في المستوطنة الواحدة إثنا عشر شخصا بقيادة "الراعي" الذي يساعده عدد قليل من " الضباط ". عندما يتجاوز عدد الأشخاص العدد المحدّد فإنهم يقسَّمون إلى مجموعتين. ومجموع مستوطنتين أو ثلاث يشكّل منطقة يشرف عليها "راعي المنطقة".


منطقتان أو ثلاث تشكل جهة يشرف عليها صولجان "راعي الجهة". وبالطريقة نفسها نجد أن ثلاث جهات تشكل أُسقفية، وإذا انضمّ إلى هذه أسقفية ثانية أو ثالثة فإنها تشكل مجتمعة أبرشية أو رئاسة الأسقفية. ومجموع ثلاث أبرشيات يشكل وزارة، ويشرف على كل واحدة من هذه التشكيلات مسؤول يحمل لقبا معينا، هو الأسقف ثم رئيس الأساقفة ثم الوزير.أمّا مجموع ثلاث وزارات فيشكل وزارة أولى يشرف عليها وزير أوّل وكل هذه التفاصيل موجودة في رسالة (مويئز دايفيد) التي عنوانها "ثورة القائد الجديدة"[35].


طلب المؤسس من كل مسؤول ان يسعى إلى كسب ثقة مرؤوسيه وأن يحصل على رضى المسؤولين عنه[36]. ومع هذا انتُقِد (موئيز دايفيد) في ما بناه من تنظيم؛ إذ لاحظ المنتقدون أن طريقة تقسيم المستوطنات إذا تجاوز عدد عُمّارها اثنا عشر شخصا تدعو إلى المنافسة بين الرعاة مادام راعي المستوطنة يتحوّل إلى راعي منطقة بمجرّد تقسيم مستوطنته[37].


وعلى هذا الأساس تراجع (موئيز دايفيد) عن الترقية الآلية في المؤسسات القاعدية ابتداءً من سنة 1978م و في فرنسا خاصة، حيث صارت كل مستوطنة تنتخب راعيها داخليا على طريقة التسيير الذاتي. أمّا الأساتذة والمربون الزائرون فمن واجبهم إسداء النصائح وتقديم التوجيهات، ولكن ليس من حقهم إعطاء الأوامر.


وحتى نوضّح أكثر نظرته التنظيمية نلقي إطلالة على نقده للكنيسة وبناءها الإكليريكي ورأيه فيما نتج عن ذلك من فساد. يقول " مو " مشبّها للكنائس وتراتيبها وتنظيماتها " بامرأة مريضة يقول عنها طبيبها الخاص باستمرار إنّ حالتها في تحسن و لكنها ماتت في يوم ما " ويضيف: « عندما سأل أحدهم زوجها عن سبب وفاتها أجابه: من التحسن المستمر" والعجيب أن "مو " أرفق كلامه برسمٍ أسفلَ الصفحة ظهرت صورة قبر عليه لوحة حجرية كتب عليها " هنا ترقد جان … لقد توفيت بسبب التحسن المستمرّ "، علما أن (جان) هي زوجته الأولى التي قال عنها أن الكنيسة القديمة قد تجسدت فيها. ونقدُه هذا استودعه رسالته التي عنونها: "أيها البُناة خذوا حذركم "[38].


ويقول في رسالته "النظام الديني "، ما يأتي: "لقد تمت وفاة النظام الديني، ولكن جسده لازال ملقى على الأرض دون أن يبكيه أحد أو يقوم بدفنه … إنّه لم يبق زمن طويل حتى نرى الكنائس قد غُلِّقت، والقُدَّاسات قد جُمّدت، والأناجيل قد حُرّقت، والقسّس قد شُرّدوا "[39]. ومع هذا النقد اللاذع فقد اضطر "مو " إلى استثناء الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي من أحكامه، حتى لا يُحرم من الإعتراف بطائفته عند البابا.


لم ينس "مو " رجال الدين ولم يستثنهم من انتقاداته حيث يصفهم بقوله إنهم "الأغبياء المتعصبون المراؤون على طريقة الفريسيين المحتقرين … الإنجيليون المنصّرون، النُسّاخ الملعونون المنافقون كالفريسين … الأصوليون الذين لا يحسنون سوى الاستماع إلى ما يُقال ثم نقله "[40].


هذا هو التنظيم عند " مو " في النظرية والتطبيق و كذا في الهدم والبناء.


7- نشاطات أبناء النِّحلة:

يقوم أتباع نِحلة أبناء الله بمجموعة من النشاطات يموّلون بها دعوتهم ومشاريعها، ومن هذه النشاطات نذكر:

أ- حفلات الغناء و الرقص: يُقيم أتباع النِّحلة حفلات عامة للغناء والرقص، يقدّمون فيها إنتاجهم الجديد كل مرة؛ فهم الذين يَنْظِمون قصائدهم ويلحّنونها ويقومون بأدائها. وإذا رجعنا إلى رسالة " الأغاني الموحى بها " التي كتبها " مو " نجد أنّه هو الذي أعطى التوجيه العام في ذلك. ولا يمكن أن تُقدّم أغنية للجمهور إلاّ بعد حصولها على موافقته. ومنهجه يقوم على اختيار قصص من العهد القديم أو الجديد لجعلها مواضيع لهذه الأغاني، أما مقطع التكرار عند المجموعة فينبغي أن يحمل المغزى الذي تدعو إليه القصة ثم تكراره مرات كثيرة وبعدّة لغات حتى يرسخ في هذه الأذهان. وفي هذه السياق يقول "مو": "علّقها بأذهان الناس فلن يستطيعوا نسيانها "[41].


في كتاب (ج. م. نيقول:J.M.Nicole ) نجد نقدا لأغانيهم، جاء فيه: "بين أيدينا أسطوانة تحوي ثلاثين مقطعا من الأغاني، منها ذات العزف والغناء المنفرد، ومنها ما تعزف لحنها جوقة موسيقية وتؤديها مجموعة غنائية، وهي مستوحاة من عدة قصص من الكتاب المقدس ابتداءً من الخلق حتى البعث. إنّ الأوزان العروضية في قصائدها غير  مستقيمة، والنبرة الموسيقية فيها مزعجة في غالب الأحيان، ولكن مجموعة من الأغاني العصرية لا تَفْضُلُها في هذا المجال. والملاحظ على النصوص أنّها أضيفت إليها زيادات مجنحة خارج روايات الكتاب المقدس. إنّ إحدى الأغاني التي تُفضّلها وتحسنها فرقة نِحلة الزاعمين أنّهم أبناء الله هي أغنية " تحوّلٌ إلى سن الرضاعة "، وفي هذه الأغنية تعاد هذه العبارة واحدًا وعشرين (21) مرة (منها اثنتا عشرة مرة (21) بالفرنسية، و ثلاث مرات بالإنجليزية وأخرى بالإيطالية و الأخرى بالإسبانية). وكان الهدف من هذه الثرثرة هو تفسير مقطعين من الكتاب المقدس "[42].


أن هذين المقطعين المذكورين هما ما ورد في إنجيل يوحنا: « قال نيقوديموس: كيف يمكن الإنسانَ أن يولد وهو شيخ. ألعلّه يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟ أجاب يسوع الحقّ الحقّ أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله "[43]. وما ورد كذلك في إنجيل متّى: "أمّا يسوع فقال: دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأنّ لمثل هؤلاء ملكوت السماوات "[44].


ب- عائلات اللذة: انتُقد (موئيز دايفيد) على تشجيعه لفتيات النِّحلة على الدعارة، إذ رأى المنتقدون في ذلك موردًا ماليا من موارد المستوطنات حيث عرفت تشكيلات هؤلاء الفتيات باسم " عائلات الحب ".


يردّ " مو " على هذه الزعم في رسالته التي عنوانها " أجوبتنا على الـ 202 الواردة في الحوار "، فيقول: "إذَا فعلت فتياتُنا الحب مع أحد فإنّما يفعلنه من أجل الحب. إنهن لا يفعلنه من أجل أي شيء آخر، أبدًا، ولم يفعله من أجل أي شيء آخر، وليساعدنا الربّ، فإنهن لن يفعلنه أبدا! لقد منعناهنّ منعا باتا من تقبّل أي شيء مهما كان نوعه مقابل اللذات الجنسية "[45]. وعلى هذا الأساس فإن إنكار " مو " كان منصبًا على المورد المالي   ولم يمس بتاتا ممارسة الجنس ولا تشكيلة عائلات اللذة وأهدافها.


ج- المساعدة الاجتماعية: تقوم النِّحلة بتقديم بعض المساعدات المتمثلة في المأكولات والمشروبات والألبسة الضرورية للمحتاجين والفقراء، قدر الطاقة من أجل تأليف القلوب وتقريبها نحو دعوتهم.


و مع هذا، فإنّ هذا النشاط لا يؤدّى إلاّ في جو شديد التحفظ، والسبب في ذلك هو ما يراه " مو " من ندرة الفائدة المرجوّة من وراء هذا العمل حيث يقول في رسالة " الحب للجميع والكل للحب "، ما يأتي: "لقد اكتشفنا بعد مدة وجيزة أنّه لم يكن هناك تراجع عن سبيل الرب حين يتعلّق الأمر بإنقاذ نفس فقيرة ضائعة مع حبها ورحمتها غير المحدودة … لم نفرّق بين الأمرين، بين الجسد والروح. لم يكن هناك قياس وسط …. كان ينبغي أن يكون " الكلّ أو لا شيء "، وهو الذي لم يستطع هؤلاء الفقراء بدونه أن يصدقوا بأنّه هو الحب الحقيقي. إنهم لم يستطيعوا فهم قدرتكم على ملء قلوبهم، قبل أجسادهم، وفهم قدرتكم على إرضاء أرواحهم، قبل إرضاء حواسهم النهمة "[46].


د- الاتّصال بالأقارب: دعا (مويئز دايفيد) أتباعه إلى عدم قطع الصلة مع أقاربهم وإلى مراسلتهم بكل انضباط ووفاء.


لقد عدّ المعترضون على " مو " موقفه هذا متعارضا مع كثير من تصريحاته وكتاباته التي يتلقّفها أتباعه، والتي تدعو بصراحة إلى ثورة الشباب على الشيوخ كتلك التي دوّنها في رسالتيه: "الحرب المقدسة: رسالة مفتوحة إلى العالم الثالث " و" من هم المتمردون؟"؛ حيث يقول في الأولى:

" لقد اكتشفنا أنّ الشباب هم الذين لديهم أعين وقلوب مفتوحة، يريدون الحقيقة والتغير وإحداث تحوّل ثوري من أجل تحسين العالم. لقد قضى الآباء حياتهم ولم يغيّروا شيئا، والآن تقدمت بهم السن فلم يستطيعوا التغيير، بل لا يريدون التغيير نفسَه "[47].


ويقول في الرسالة الثانية: "من هم المتمردون الحقيقيون؟… إنهم الشباب المساكين… الذين يخبطون خبط عشواء في محاولاتهم الهزيلة من أجل الرجوع إلى الجمال القديم في مظهر اللباس، والطابع، وعادات المجتمعات التعاونية والأديان المحبّة للسلام…هل هم الذين يفعلون ذلك أم آباؤهم اليوم، الماسكون لأيديهم من الشح، المعادون للنصرانية، قتلة الأرواح، الرافضون للقانون، الكارهون للسلام، الحاقدون على الكتاب المقدس، الموَلّون وجوههم عن الرب! …أنتم، يا آباءنا، أخطر المتمردين الذين لم تعرف مثلهم كل العصور… أنتم الحمقى الذين تجرؤوا على مخالفة التعاليم الدينية، وعلى تحدّي الرب، أنتم المستعدون لتحطيمنا وتلويثنا جميعا وتلويث عالمنا، إذا لم نقف في وجوهكم باسم الرب، ولم نحاول إيقاف جنونكم الانتحاري و ارتكابكم للقتل الجماعي! … فليذهب إلى الشيطان جهازكم الشيطاني! … بسبب عدم إيمانكم فلن يدخل أحد منكم الأرض الموعودة في السماء والأرض، ولكن نحن أبناؤكم صمّمنا على دخولها من دونكم "[48].


8- تنبؤات مؤسس النِّحلة:

تنبأ (موئيز دايفيد) بوقوع عدة أشياء وحوادث في مستقبل الأيام كعلامات من علامات القيامة، استمد معظمها ممّا سُمّي " برؤيا القديس يوحنا " التي تتميّز بوصف مذهل لنهاية العالم (حسب معتقد النصارى)، نقتصر هنا على ذكر ما جاء من تنبؤات متميزة:


أ-تنبؤه بغلاء المعيشة: تنبأ " مو " سنة 1974م بوقوع كارثة اقتصادية تتسبب في غلاء فاحش في المعيشة، وحدّد وقوعها في سنة 1977م. جاء في رسالته "الكارثة"، مايأتي: "سنة1977 م ستكون رواتبكم عشرة أضعافها اليوم لتعيشوا في مستوى معيشتكم اليوم … سيكون جهازكم المنزلي وقودا لشيّ الكلب النَيّئ الذي تتخذونه وجبة لغذائكم "[49]، وهي نبوءة لا تحتاج إلى نقد.


ب- تنبؤه بسقوط الشيوعية: جاء في رسالة " مو" التي عنوانها " النظام السياسي"، ما يأتي: "ستشكل الشيوعية قاعدة للحكومة العالمية النهائية لأن في الشيوعية توجد كل المواصفات المذكورة في الكتاب المقدس، ابتداءً من الدابّة الحمراء و انتهاءً بإلحاده مرورا بالمسيح الدجال أو الرجل الخارق للعادة الذي يكون فيها رئيسا "[50].


لقد أخرجنا شواهد الكاتب من صلب كلامه حتى تتضح صورة رأيه جلية لنذكر بعد ذلك شواهده مفصولة. أما شاهده عمّا جاء في الدابّة الحمراء، ما ورد في ما يسمى "برؤيا يوحنا اللاّهوتي ":

" وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا، وهي حبلى متمخضة ومتوجعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء. هُوَذا تنّين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذَنَبه يجرّ ثُلُث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض. والتنّين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابنًا ذكرًا عتيدًا أن يرعى جميع الأمم بعصًا من حديد. واختُطِف ولدُها إلى الله وإلى عرشه. والمرأة هربَت إلى البرّية حيث لها موضع مُعَدٌّ من الله لكي يَعولها هناك ألفا و مئتين وستين يوما.


" وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنّين وحارب التنّين وملائكتُه ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنّينُ العظيمُ الحيةَ القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كلّه طُرح إلى الأرض وطُرحت معه ملائكته. وسمعتُ صوتا عظيما قائلا في السماء الآن صار خلاص إلهنا وقدرته ومُلكه وسلطان مسيحه لأنه قد طُرِح المشتكي على إخوتنا الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلاً. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبّوا حياتهم حتى الموت. من أجل هذا افرحي أيتها السماوات والساكنون فيها. ويل لساكني الأرض والبحر لأن إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم عالِمًا أنّ له زمانًا قليلاً.


"ولمّا رأى التنين أنه طُرح إلى الأرض اضطهد المرأة التي ولدت الإبن الذكر. فأُعطِيت المرأة جناحي النِّسر العظيم لكي تطير إلى البرّية إلى موضعها حيث تُعالُ زمانًا وزمانَين ونصف زمان من وجه الحية. فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماءً كنهر لتجعلها تُحمل بالنهر. فأعانت الأرضُ المرأة وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنّين من فمه. فغضب التنّين على المرأة وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح"[51].


وشاهِده على المسيح الدجال هو ما ورد في ما يسمى " برؤيا يوحنا اللاهوتي" أيضا، التي جاء فيها: "ثم وقفتُ على رمل البحر. فرأيتُ وحشا طالعًا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيتُه كان شبه نمر وقوائمه كقوائم دبّ وفمه كفم أسد وأعطاه التنّين قدرته وعرشه وسلطانًا عظيمًا. ورأيت واحدًا من رؤوسه كأنه مذبوح للموت وجرحه المُميت قد شُفي وتعجّبتْ كل الأرض وراء الوحش وسجدوا للتنّين الذي أعطى السلطان للوحش وسجدوا للوحش قائلين من هو مثل الوحش. من يستطيع أن يحاربه. وأُعطي فمًا يتكلم بعظائم وتجاديف وأُعطي سلطانًا أن يفعل اثنين وأربعين شهرا. ففتح فمه بالتجديف على الله ليجدِّف على اسمه وعلى مسكنه وعلى الساكنين في السماء. وأُعطِيَ أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم وأُعطي سلطانًا على كل قبيلة ولسان وأمّة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذُبح "[52].


مع ظنية هذه النصوص في ثبوتها ودلالتها، ومع ما حام حولها من تفسيرات عند شُرّاح ما يسمى " بالكتاب المقدس "، التي تراوحت ما بين التفسير الباطني والتفسير المادي والظاهري الصرف، مع كل ذلك فإننا لا نرى وجها للاستدلال بها على الشيوعية إلاّ من باب ورود صفة الحمرة بالنسبة للتنّين، وورود صفة التجديف بالنسبة للوحش. فما ذنب التنّين والوحش الأسطوريين في قيام و سقوط الشيوعية في عصرنا؟!!، وما علاقة المرأة المجنّحة في جناحي نسر بالولايات المتّحدة الأمريكية والنظام الرأسمالي.


جـ- تنبؤه بسقوط أمريكا والغرب: تساءل (موئيز دايفيد) في رسالته " الطوفان " عن احتمال خراب أمريكا سنة 1976م " أثناء احتفالها بالعيد المئتين لاستقلالها ". وعلى هذا الأساس اقترح على أتباعه الفرار إلى تركيا كمكان للّجوء[53].


يقول في الرسالة نفسها: "إنّ تحطيم النظام الشّركي الأمريكي و النظام الشّركي الغربي لا بُدّ آت قريبا … يجب علينا مساعدة اللاجئين بوفاء على الخروج وتهيئة الملاجئ التي يمكننا إيواءهم فيها وتغذيتهم جسديا "[54]. ويقول في رسالة أخرى: "إن الربّ نفسه معارض لأمريكا، ولقد أخبَرَنا من قبل أنه سيحطّمها بسبب معاصيها … من المحتمل أن يسخـّر بقية أجزاء العالم لذلك أو يـُحدث كارثة طبيعية، ولكن خرابها لا شك فيه. إننا نعلم هذا لأن الربّ أخبرنا بذلك"[55].


ولا تعليق لنا على هذا الإدعاء أيضا لأنه مكشوف، دون دفاع عنه.


د- تنبؤه بوراثة طائفته للعالم: كتب (موئيز دايفيد) ذلك في رسالته التي عنوانها "فليَأت ملوكتك"، حيث قال: "سنحكم الملك على الأرض؛ وسيكون لذلك شأن. ستكون لنا قصور لم يحلم بمثلها ملوك هذه الأرض. سنكون ملوك وملكات وقسس الرب وسيطيعنا الناس حقيقة. أوه، كم أغضب هذا بعض الحاكمين، حين أخبرناهم بأننا سنحكم الأرض! والسبب في ذلك هو أننا سنجلس على الأرض إلى جانب إبراهيم وإسحاق ويعقوب؛ أما أطفال المملكة، الذين يظنون أنفسهم كذلك، سيطردون لأنهم متعصبون! والظاهر أنهم سيكونون في مكان آخر ما، ولكننا سنكون الحاكمين فوقهم! هللـّويا! … لقد انتهت الثورة! إنّ حكومة الملكوت الثورية قد ابتدأت أعمالها! "[56].


إن هذه النبوءة ليست سوى حلمًا لا دليل عليه، وقد يكون القصد منه دغدغة عواطف و تخيّلات الحالمين أو استغلال سذاجة المصدّقين، ونحن هنا لا نناقش هذا الكلام.


9- عقائدهم المميزة:

كان (لموئيز دايفيد) عدّة ادعاءات تستثير الاهتمام، نذكر أهمها فيما يأتي:

أ- ادعاؤه التكفير عن ذنوب محاربي الحرب العالمية: يروي أحد زملاء "مو" وهو " سموئيل جيوست Samuel Juste " أنه في صباح أحد الأيام، وبعد ما غنّى أغنية عن ورود منطقة (بيكارديا)، وكان تاريخ الأغنية يعود إلى زمن الحرب العالمية الأولى، أخذ  (موئنيز دايفيد) في البكاء، و لما سأله (سموئيل) عن السبب، أجاب:

" ما أبأسهم من أطفال! كم من مدفون منهم في حقول (فلاندرا). إنّهم يحبّون أن أبكي عليهم … إن دموعي تساهم في دفع الثمن، وتساهم في جلب المغفرة لذنوبهم … إني أسكب دمعي من أجلهم، ويسوع يراهم، ويساعدهم ويسامحهم، لأني أصلّي من أجلهم. لقد أسلت دمعي من أجلهم كما أسال يسوع دمه " … ولم ير (موئيز) مانعا من أن يضمّن رسالته " أين تنبت أزهار الخشخاش؟ " تلك التصريحات[57].


لقد رأت بقية النِحَل النصرانية في ذلك تجريحا وطعنا في صميم العقيدة النصرانية التي تقرّ بتضحية وفداء المسيح بدمه لتخليص البشرية من ذنوبها. ورأى المنتقدون أن كلام " مو " فيه تصريح بعدم كفاية دم المسيح في الخلاص وأنّه لابدّ له من مكمِّلات أخرى كدموع وصلوات أناس آخرين مثل المُعْتَرَضِ عليه.


ب- ادعاؤه الاتصال بالموتى: ذكر (موئيز) حوارًا كان قد دار بينه وبين زوجته الثانية (ماريا) حيث قال لها: "إنهم يريدون أن أصلّي من أجلهم. قالت ماريا: كيف يمكنك أن تقول إنهم يريدون أن تُصلِّيَ من أجلهم؟ الإجابة: من خلال الطريقة التي ينظرون إليّ، ومن خلال الطريقة التي يرسلون بها أفكارهم إليّ، إنهم يطلبون مني أن أصلي من أجلهم "[58].


لقد وجد الناقدون النصارى أنّ ذلك محيِّر في ضوء نصوص ما يسمونه " بالكتاب المقدس " التي تحرِّم كل اتصال بالموتى. وهذه النصوص هي:

" كما هو مكتوب اني قد جعلتك أبًا للأمم كثيرة. أمام الله الذي آمن به الذي يحيي الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة "[59]، فهذا العمل من حق يسوع وحده كما هو ثابت في وجه الدلالة من هذا النص وغيره.


" وأوصانا أن نكرّر للشعب ونشهد بأن هذا هو المعيَّن من الله ديَّانًا للأحياء والأموات"[60].


" فلما رأيته سقَطْتُ عند رجليه كميِّت فوضع يده اليمنى عليّ قائلا لا تخف أنا هو الأول والآخر والحيّ. وكنت ميتا وها أنا حيّ إلى أبد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت "[61].


واعترض بعض رجال الدين والنِحَل الأخرى على الناقدين لمقولة الاتصال بالموتى، من غير أن يدافعوا على (موئيز دايفيد)، إذا رأوا في العهد الجديد أدلة تبيح الاتصال بالموتى، منها: "و إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطيّة وأما الروح فحَيْوَةٌ بسبب البرّ. وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم "[62].


و ردّ الأولون بأن ما في العهد القديم أوضح: (حجاي.8=19)، (التثنية =18:10-12) و غيرها[63].


جـ- ادعاؤه النبوة: ينقل " صامصون وورنر Samson Warner " في كتابه " تربية موئيز دايفيد " نقلا عن هذا الأخير في رسالته التي عنوانها " الكلمة؛ الجديدة والقديمة " قوله:

" لقد كان على الرب أن يتصرف بشكل خارق للعادة ليرغمني على الحديث مكانه من أجل أن أوزّع اليوم ماء الحياة الحقيقي. لقد أجبرني ماديا على كتابة ما كانت الحاجة ماسّة إلى كتابته، و بَيَّن لي بأن الكتاب المقدس ما كان يكفي لذلك ". وجاء النص المتعلق بالكتاب المقدس مدعما بخط تحته[64].


على هذا الأساس يرى (موئيز) أن العهد القديم والعهد الجديد في حاجة إلى إضافات مقدّسة جديدة، إذ يقول في الرسالة نفسها:

"إنّها لَنَظرية إبليسية تلك التي صنعها أبالسة الإكليروس، التي تحصر كل الحق وكل أنواع الوحي الصادرة من الرب في الكتاب المقدس وحده … يظهر أن ما أعطانيه الرب يكمِّل كثيرا من التفاصيل الناقصة من الحق الذي يحتويه الكتاب المقدس. إن يسوع لا يزال يقودنا إلى الحقيقة الكاملة ولم يتوقّف أبدًا عند الرسل من تلاميذه "[65].


من هنا يدعو "مو" تلاميذه إلى العكوف على رسائله قبل العكوف على العهدين:

"يحسُنُ بكم أن تقرأوا ما قاله الرب اليوم بدلا من أن تقرأوا ما قاله منذ ألفين أو أربعة آلاف عام! وحين تكونون قد أنهيتم آخر رسائل (مو)، يمكنكم الشروع في قراءة الكتاب المقدس مع رسائل (مو) العتيقة "[66].


يفصّل (موئيز) بعد ذلك البرنامج الثقافي لتلاميذه حيث يؤكد لهم أن رسائله " ينبغي أن تأخذ من الوقت المخصص للدراسة ساعة ونصف أو ساعتين دون نقصان "، و يرهِّبهم من مخالفة ذلك والوقوع فيما وقعت فيه بقية النِحَل النصرانية كنِحلة " شعب يسوع: Jesus People "مثلا: "ستخسرون فرصتكم الذهبية إذا لم تلتزموا بالخطّة التي وضعها الرب ولم تتّبعوا القائد الذي وصفه لكم، واصطفاه منكم، وعيّنه عليكم "[67].


لقد اتخذ (موئيز دايفيد) مواقف مختلفة من توزيع رسائله؛ ففي المرحلة الأولى عدّ عدم حصول أتباعه على رسائله مصيبة كبيرة وخسارة لا تُعوَّض، وعلى هذا الأساس توعَّد أتباعه بعقوبة غيبية تمس الذين لم يحصلوا على أتباع جدد. وفي مرحلة ثانية رتّب رسائله حسب درجات سريتها وأعطاها رموزا متدرجة هكذا: (ل.ت.=L..T– ثم – د.س=.D.S ثم – د.أ.س.=.D.A.S– ثم – ج.ب.=.G.P).


ومن هنا لم يطّلع مجموعة من أتباعه على النوعين الأولين من رسائله باعتبارها شبه سرية. وفي المرحلة الثالثة تحفّظ حتى على رسائله الموجَّهة إلى الجمهور العريض من النوعين الأخيرين فلم تُقدَّم إلى أتباعه أيضا[68].


نتوقع أن السبب الكامن من وراء ذلك أنه لقي معارضة من أتباعه لبعض العقائد التي أبلغها تدريجيا حتى خرج عنه تلاميذه الأوائل، وقد تكون المعارضة من الأتباع المتأخرين الذين خفّت أو انعدمت علاقته بهم، وقد تكون هذه المعارضة صادرة عن اختراق طائفي داخل أتباعه، كما قد تكون هذه التحفظات راجعة إلى بعض تراجعاته عن بعض ادعاءاته المكشوفة.


مع كل هذه الاعتقادات الضاربة لصميم ما تعارف عليه النصارى إلا أن (موئيز دايفيد) يقول عن كتابهم المقدس ما يأتي:

"إن الكتاب المقدس هو خطة الرب للحصول على الحياة الأبدية، إنه الأساس الحق المتين للحقيقة التي نبني عليها، و التي تكون منها هبات الرب … الكتاب المقدس هو أكبر كتاب في العالم. إن كاتبه هو الوحيد الذي يستطيع أن يضمن الحياة والحب والسماء إلى الأبد. الكتاب المقدس هو أساسنا ومرشدنا ومرجعنا ووحدة قياسنا التي نستطيع بها الحكم على كل الأشياء، ونحكم بها حتى على أقوال الرب التي يمنحنا إياها اليوم"[69].


ويوضح الصورة أكثر فيقول: "إن خطة ومؤسسة الرب الحقيقيتين المؤكَّدِ عليهما في الكتاب المقدس قد تمّ دفنهما عمليا تحت أنقاض العالم النصراني وعاداته وتقاليده وأهله. ومن أجل إعادة اكتشاف هذا البناء الحقيقي ينبغي أن يكون هناك باحث أثري قادر على إزاحة الأنقاض … وفي هذه الحالة، إن باحثكم الأثري هو: أنا"[70].


10- نقده النصرانية وتطرفه في الإيمان بها:

بلغت آثار (موئيز دايفيد) أكثر من ستين (60) رسالة مزوّدَة برسوم ساخرة تصل إلى حد السوقية والبذاءة والجرأة الاشتراكية خاصة فيما يتعلّق بالحديث عن الله. وله اعتقادات متميزة أخرى نختصرها فيما يأتي:


أ- وصفه عدوانا يسوع بالعشيق المزاحم للزوج: ذكر "مو" قواعد الإيمان في رسالته التي عنوانها " رسالتي الخاصة في الحب " وعدَّدَها كما يأتي:

1 - التصديق بالكتاب المقدس.

2 - الاعتراف بالذنوب والندم عن اقترافها أمام يسوع.

3- الإيمان بيسوع.

 

4- استقبال يسوع شخصيا داخل قلبك وفي حياتك بكل بساطة حين تطلب منه أن يدخل وأن يملأ قلبك بحبّه، تماما كما تطلبه وتطلبينه من الزوج أو العشق، وهكذا تكون أو تكونين قد تزوّجتِ بيسوع.

 

5- الشهادة بصراحة أمام الآخرين، والاعتراف بأنّه الآن عشيقكَ وعشيقكِ "[71].


عدّ الناقدون أنّ وصف " مو " لربّهم يسوع بالعشيق المخبِّب المزاحم للزوج (ذكرا وأنثى) هو وصف تجديفي لا يليق به.


• وصفه للروح القدس بوصف جنسي: يسمّي (موئيز) الروح القدس باسم " أمِّنا التي في السماء " كما جاء في رسالته " رسالتي الخاصة في الحب "[72].


وكان وصفه للروح القدس في رسالته " روح من الرب " مقذعًا ومتأثرًا بالناحية الجنسية بشكل محرّك للغرائز، حيث يقول: "فيما يخصّ كثيرًا من الناس، فإن تعميد الروح القدس هو التجربة التي تَتْبع السلام … إن النجاة، الناتجة عن ذلك، تشبه زواجًا رسميًا ينقصه كثير من الحب والمودة، أما أن تُعمَّد وتتحدث بعدة لغات، فإن في ذلك استسلام من حقيقي يشبه تمامًا يشبه استسلام اللسان حينما تُقبِّل شخصًا ما بكلّ مودة، إنّ موهبة اللغات هي التشكّل العادي لتعميد الروح … من هنا، لا تضيّقوا على الرب بقولكم له أنّه يجب عليه أن يتصرّف دائما بالأسلوب نفسه "[73].


جـ- انتقاده لمن يدْعون أبا الرب و أمّ الربّ: عدّ (موئيز دايفيد) مجموعة من عقائد النصارى غريبة جدّا، وذكر على رأسها ما يسمّونه بأبي الرب و أم الرب. وهذا ما عبّر عنه في رسالته التي عنوانها " اسم يسوع " حيث يقول: "إنّ الذين يدْعون أباهم الرب لن يحصلوا على شيء كبير. إنّ عبارة " يا أبانا الرب " لها وقع فارغ بعض الشيء كتلك التسابيح والأدعية التي يُقال فيها: أيتها القديسة ماريا، يا أمّ الرب، صلّي من أجلنا وافعلي كذا، وافعلي كذا. كل مرّة أسمع فيها الناس يصلّون بمثل هذه العبارات والأدعية والصلوات والتسبيحات، يتملّكني شعور رهيب "[74].


إن هذا التصريح من رجلٍ (كموئيز دايفيد) نأخذه من باب ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ﴾ [يوسف: 26].


د- مخالفاته للقائلين بسببية الاعتقاد وحده في شفاء الجسد: خلافا لمجموعات كثيرة من نِحَل النصارى القائلة بحدوث الشفاء لزوميا قوّة الإيمان بمعتقداتهم. صرّح (موئيز دايفيد) لإحدى الفتيات المتأسّفات عن ظهور بقع مرضية على بشرة وجهها في رسالة  " بل لا! " بما يأتي: "يجب أن تؤمِني وأن تطيعي السيد يسوع حتى ولو لم يشفك أبدا "[75].


ومع أنّ هذا التصريح لا يحتوي شيئا صريحا في الموضوع إلاّ أنّ الناقدين رأوا فيه ما يؤكد تصريحاته الشفوية باعتقاده الذي ذكرناه.


هـ- دعوته إلى وحدة الأديان: دعا (موئيز دايفيد) إلى وحدة الأديان على طريقته الخاصة في رسالته التي عنوانها " الأفق المفقود والموجود من جديد " حيث اقترح "تجمّعا صوفيا وسحريا يجمع بين "الهلال الأزرق "والقيادة الممثّلة لمجموع الشانجريلا: Shangri-la حتى يشكّل ملاذا روحيا لكل القلوب الباحثة عن الحقيقة، والجمال، والسلام، والارتياح الأبدي "[76].


11- آفاقهم في العالم الإسلامي:

لا شكّ أن (موئيز دايفيد) قد حاول التسلل إلى العالم الإسلامي بعقيدة (نِحلة الزاعمين أنّهم أبناء الله) كغيره من المنصّرين ودعاة أنانياتهم، ومن أجل هذا الهدف جرّب كل وسيلة.


لقد وقف "مو" موقفا متنكّرًا للصهيونية ومحبًّا للعرب رغم أصله الإسرائيلي، وصرّح في شهر نوفمبر1974 م بأنّ " الحائط العربي الإسلامي الواقف بين البترول الشرقي والجشع الغربي يمتاز بالطول والعرض والصلابة ". ويحكم على الموقف بشكل تنبئي حين يقول: "إنّ إمبراطوريات الورق الغربية ستحترق داخل نيران البترول العربي ". جاء ذلك في رسالته " السيّد الغني والسيّد الفقير "[77]. وصرّح في غيرها بتصريحات تلعب على الجبلين مُظهرةً وُدّها للعرب مبطنة حقدها عليهم.


ولم يفته مدح بعض الأنظمة العربية كذلك، إذ قال: "إنّ القذافي صديق لنا منذ زمن طويل، وهو معجب بالعمل الذي أنجزته نِحلة أبناء الله "[78]والواقع قد يصدّق ذلك أو يكذّبه.



[1] العهد الجديد، مترجم عن اللغة اليونانية، إصدار جمعية الكتاب المقدس في الشرق الأدني، لبنان، د. ط.، بتاريخ سنة 1974م، الإصحاح الأول: 11 - 13.

[2] المرجع نفسه، وهو الذي اعتمدناه في كل النصوص العربية الخاصة بالعهد الجديد. الإصحاح الثالث:1-3.

[3] Children of God may refer to: Firstly: "Children of God" - the religious concept that all human beings are regarded by God as his children, and that they should regard him as their Father; or that all Christians are in that situation; or that the Jewish people are in that situation (as in Deuteronomy 14:1, Hosea 1:10). Secondly: People of God - the religious concept, related to the above concept. Thirdly: Divine filiation - the Christian concept of becoming a child of God. Fourthly: An English translation of the Hindi word harijan; a term Mohandas Gandhi used for dalits. Fifthly : The followers of Mary Ann Girling, also known as Walworth Jumpers.

[4] العهد الجديد - يوحنا.5=43

[5] العهد الجديد - رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس.2: 19.

[6] J.M.Nicole, Les Enfants de Dieu ont –ils raison ? , 1978 , Edition de l’Institut Biblique de Nagent , p.2

[7] M. David , Renoncer à tout , (lettre 314 A), Octobre 1974, p.2 et 12.

[8] M. David , la révolution pour les disciples (lettre 328 B), Février 1975, p.8 et 70.

[9] Jack Wasson , (dans) Toute la vérité sur les Children of God , Op Cit, p.6

[10] M. David, La ville du trésor ensevelli, (lettre 324), Décembre 1974 , cf aussi: Le bateau au hamburger , (lettre 340), Mars 1975.

[11] Ichthus , article cité , p.5.

[12] Moïse David, Nos réponses…, Op Cit, p.5 et 43.

[13] Moïse David, Nos réponses aux 202 mensonges d’interview (lettre 589), Juin 1977, p.4 et 14.

[14] Moïse David , les règles révolutionnaires, Mars 1972, p.1.

[15] David Jacks, (dans) Toute la vérité sur les Children of God, Ichthus, Août –Septembre 1977 , p.7 et 10.

[16] J.M.Nicole ,Op Cit, p.24.25.

[17] New Nation News, (Juillet 1977), p.21.

[18] M. David, Nos réponses…, Op Cit, p.5 et 44.

[19] M. David, la ville du trésor ensevelli,Op Cit, p.7, et p p. 47–49.

[20] M. David, La puissance du papier, ( lettre 303 A), Février 1974 , p.1 et p p. 5,6.

[21] M. David, La porte verte, p.1.

[22] M. David, la ville du trésor ensevelli ,Op Cit, p. 7 et 49.

[23] M. David, Les règles révolutionnaires, Op Cit, p.4 et 14.

[24] d, p.3, et 9.

[25] Id, p.2, et 8.

[26] Id, p.3 , et 10.

[27] العهد الجديد -أعمال الرسل.2: 44، 45.

[28] العهد الجديد - أعمال الرسل.4: 32، 37.

[29] العهد الجديد - أعمال الرسل.5: من 1 إلى 11.

[30] Magazine des Catacomb Kids, Septembre 1977, p.10.

[31] I d, p.2.

[32] M. David, Renoncer à tout, Op Cit, p p.2,3 et p.14.

[33] I d , p.3, et p p.19,20.

[34] M. David, la survie, ( lettre 35 et 172), Janvier 1971 et Juin 1972, p.4.

[35] M. David , la nouvelle révolution du Leadership, ( lettre 329 C), Mars 1975, p.2, et p. 14.

[36] I d, p.1, et p. 9.

[37] I d, p.3, et p p. 19-22.

[38] M. David, Bâtisseurs ; prenez garde, (lettre 309 B), Juillet 1974, p.5, et p. 41.

[39] M. David, Le système religieux, (lettre 332), Août 1974 , p.2 , et p. 17.

[40] I d, p.4 , et p. 40.

[41] M. David, Chansons inspirées, ( lettre 312 C), Juillet 1974, p.5, et p. 31.

[42] J.M Nicole,Op Cit, p.19.

[43] العهد الجديد - يوحنا.3: 4، 5.

[44] العهد الجديد - متى. 19: 14.

[45] M. David, Nos réponses…, Op Cit, , p.11 et p. 88.

[46] M. David, L’amour pour tous et tout pour l’amour, ( lettre 502), Juin 1977, p.4.

[47] M. David, La guerre sainte; lettre ouverte au tiers monde , (lettre 335 A), Mai 1975 , p p.4-5 et p.18.

[48] M. David, Qui sont les rebelles ?, Mars 1970, p p.4,5 et p p. 29, 32.

[49] M. David, Le désastre, ( lettre 310) , Août 1974 , p.14 , et p.19.

[50] M. David, Le système politique, ( lettre 333), Septembre 1974 , p.6, et p.48.

[51] العهد الجديد - رؤيا يوحنا اللاهوتي. 12: من 1 إلى 17.

[52] العهد الجديد - رؤيا يوحنا اللاهوتي.13: من 1 إلى 18.

[53] M. David, Déluge, ( lettre 339), Mars 1975 , p.8, et p.49.

[54] I d, p.7, et p.41.

[55] M. David, Le système politique, Op Cit , p.6, et p. 46.

[56]M. David, Que ton royaume vienne, ( lettre 185), Janvier 1972, p p.6,7,et p p. 82-84.

[57] M. David, Oú poussent les coquelicots, ( lettre 368), Décembre 1975 , p p.1,2.

[58] I d, p.2 et p.10

[59] العهد الجديد - رسالة بولس إلى أهل رومية.4: 17.

[60] العهد الجديد - أعمال الرسل. 10: 42.

[61] العهد الجديد - رؤيا يوحنا اللاهوتي. 1: 17 و 18.

[62] العهد الجديد - رسالة بولس إلى أهل رومية. 8: 10، 11.

[63] ومنها ما جاء أيضا في: أخبار الأيام الأول. 10: 13.

[64] M. David & SamsonWarner, La parole, la nouvelle et l’ancienne, (lettre 329), Septembre 1974 , p.2, et p.20 (dans) l'éducation de Moïse David , p.7.

[65] Ibid, p p.2,3 et p p. 22,24.

[66]Ibid, p. 4 et p.40 (dans) l’éducation…, Op Cit, p.10

[67] Ibid, p.4 et p. 41,43.

[68] M. David, La révolution pour les disciples, Op Cit , p p.8,9 et p p. 71,73.

[69] M. David & Samson Warner,la parole …, Op Cit, p.1 et p p. 7,8 (dans) l’éducation …, Op Cit, p.7.

[70] Ibid, p. 2 , et p p.11,14 ( dans) l’éducation … , Op Cit, p.8.

[71] M. David, Ma lettre d’amour, ( lettre 584), p. 3.

[72] Ibid , p.3.

[73] M. David & Samson Warner, l’Esprit de dieu, Août 1974, p. 2, et p.6 (dans) l’Education de Moise David, p.13.

[74] M. David, Le monde de Jesus, ( lettre 1975), p p.1,2 et p.6.

[75] M. David, Mais si non!, (lettre 313) , p.3 , et p. 17.

[76] M. David, Horizon perdu et retrouvé, (lettre 228), Mai 1973 ,p.1 et p p.5,6.

[77] M. David , Mr le riche et Mr. le pauvre, (lettre 321), Novembre 1974, p.14 et p. 96.

[78] M. David , Nos réponses Op Cit, p.15, et p.117.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الندوة العالمية تحتفل بحفظة القرآن الكريم من أبناء قيرغيزيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نداء إلى أبناء المسلمين وبناتهم في القرن الخامس عشر الهجري ولا سيما أبناء الجزيرة العربية(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • مخطوطة نحل عبر النحل(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • د.ابراهيم العريفي في محاضرة بعنوان (عسل النحل ومنتجات النحل وخواصهما العلاجية)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • اتفاق تعاون بين الندوة العالمية وجامعة تيريسا العالمية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مكتب الندوة العالمية بسريلانكا يحصل على شهادة الجودة العالمية الآيزو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سم النحل شفاء ودواء(مقالة - موقع د. محمد السقا عيد)
  • جلوس زوجة الابن مع أبناء الأسرة على الإفطار أو اجتماع العائلة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • مرآة العمل الخيري (134)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب