• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

لماذا يخافون منه؟

لماذا يخافون منه؟
أ. شائع محمد الغبيشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/1/2022 ميلادي - 21/6/1443 هجري

الزيارات: 14801

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا يخافون منه؟

 

خوف ووجل وذعر يسيطر على قلوبهم وأفئدتهم، أقضَّ مضاجعهم فهبُّوا لحربه وحجبه عن الناس، واستفرغوا في ذلك طاقتهم وبذلوا وسعهم، وأنا لهم ذلك فقد وصل إلى أسماع وقلوب الكثيرين فبعث فيها الحياة والنور والهدى، فهو روح الحياة ونعيم القلوب، ودواء الأدواء، جن جنونهم وخارت قواهم، ما هو؟ ومنهم؟ ولماذا يخافون منه؟

 

للإجابة على هذه التساؤلات تأملوا هذه القصة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «خرج أبو بكر مهاجرًا قبل الحبشة، حتى إذا بلغ بَرك الغماد لقيه ابن الدغنة، وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض، فأعبد ربي، قال ابن الدغنة: إن مثلك لا يخرج ولا يخرج، فإنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربك ببلادك، فارتحل ابن الدغنة، فرجع مع أبي بكر، فطاف في أشراف كفار قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة، وأمَّنوا أبا بكر، وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصل، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بالصلاة، ولا القراءة في غير داره، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدًا بفناء داره وبرز، فكان يصلي فيه، ويقرأ القرآن، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكاء، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين »؛ رواه البخاري.

 

لعل الإجابة قد اتضحت، أما هو فالقرآن، وأما هم فالكفار، وأما سبب خوفهم وذعرهم فلأنه يحرر العقول من الجهل والخرافة، والقلوب من الضلال والزيغ، والنفس من الضنك والشقاء، وتلك أدواء الكفر والكفار، فإن الذي يعيش في ظلام يسعد بالنور ويهرع إليه فرحًا مسرورًا، ومن يعاني الأدواء يفرح بالدواء الذي يخفف عنه وطأة ذلك الداء، تأمل حال نساء المشركين وأبنائهم عند سامع القرآن؛ " فكان يصلي فيه، ويقرأ القرآن، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون وينظرون إليه"، تأمل كلمة "يتقصف": أي يزدحمون عليه حتى يسقط بعضهم على بعض فيكاد ينكسر[1].


هكذا اجتذبهم القرآن إليه، بل أعظم من ذلك تأثيره في كفار قريش أنفسهم تأمل ماذا فعل فيهم؟ جذبهم إليه فكانوا يتوافدون كل ليلة لسماع تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يتعاهدون ألا يعودوا فيعودوا حتى أنهم ليلة سجد النبي صلى الله عليه وسلم فسجدوا معه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس»؛ رواه البخاري.

 

لذا فهم يخافون من القرآن، وإنما يخافون منه لأنه يجتث بنيان كفرهم وشركهم وجاهليتهم من قواعده، يستأصل شأفته، ولذلك فهم يشنون عليه حربًا لا هوادة فيها، ويجهدون في إلصاق التهم به وبأهله، والحيلولة بين الناس وبينه قال تعالى: ﴿ وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ﴾ [فصلت: 26]، " وهذه شهادة من الأعداء، وأوضح الحق، ما شهدت به الأعداء، فإنهم لم يحكموا بغلبتهم لمن جاء بالحق إلا في حال الإعراض عنه والتواصي بذلك، ومفهوم كلامهم، أنهم إن لم يلغوا فيه، بل استمعوا إليه، وألقوا أذهانهم، أنهم لا يغلبون، فإن الحق، غالب غير مغلوب، يعرف هذا، أصحاب الحق وأعداؤه"[2].

 

ولهذا تكرر وصف الكفار للقرآن بأنه سحر في أكثر من آية، ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الأحقاف: 7]، واتهموه بأنه أكاذيب وأساطير الأولين: ﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 5]، كل ذلك ليصدوا الناس عنه ولكن أنا لكف أن تحجب ضوء الشمس، تأمل هذه القصة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا. قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له قال: وماذا أقول " فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته " قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: « هذا سحر يؤثر، يأثره من غيره فنزلت: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ [المدثر: 11] »؛ صححه الحاكم ووافقه الذهبي[3].

 

تأمل هذه الشهادة من الوليد: "ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته"، فهم يدركون أنه لو خلي بن الناس وبين القرآن لدخلوا في دين الله أفواجًا، ولذلك فهم يخافون منه.

 

لماذا يخافون منه؟

لأنه ينفذ إلى القلوب التي تقبل عليه فيبسط عليها سلطانه فلا تملك إلا أن تخشع لكلام ربها وتذعن له فتؤمن به دون تردد، تأمل هذه القصة عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾ [الطور: 35 - 37] قال: كاد قلبي أن يطير"؛ رواه البخاري.

 

عجيب هذا القرآن تأمل ماذا فعل بالجن عند قراءته؛ ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2]، وقالوا عنه: ﴿ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأحقاف: 30]، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: "انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، وقالوا: يا قومنا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ﴾، وإنما أوحي إليه قول الجن "؛ رواه البخاري.

 

ويصور القرآن حالهم عند سماعهم لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ [الجن: 19]؛ أي: جماعات بعضها فوق بعض، تعجبًا مما رأوه من عبادته، واقتداء أصحابه به، وإعجابًا بما تلا من القرآن، لأنهم رأوا ما لم يروا مثله، وسمعوا بما لم يسمعوا بنظيره"[4].

 

قال الزبير بن العوام رضي الله عنه: هم الجن حين استمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم. أي كاد يركب بعضهم بعضا ازدحاما ويسقطون، حرصا على سماع القرآن.[5] هذا هو تأثير القرآن وهذه جاذبيته وهذه سطوته على الجن فكيف بسطوته على قلوب البشر، لذا فهم يخافون منه.

 

تأمل تأثر القرآن في قساوسة ورهبان النصارى تأثرهم به، ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83].

 

يا الله يسمعونه فتخشع قلوبهم وترق وتدمع عيونهم من شدة التأثر به، إنه يقودهم إلى الإيمان والهدى ولذلك حق للأعداء يخافوا منه.

 

ماذا فعل القرآن في نجاشي الحبشة رحمه الله؟ عندما هاجر إليه المسلمون فأرسل إليه كفار قريش عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي لرد المهاجرين وقد حملا إليه وإلى بطارقته أنفس الهدايا وجهدا في يحرضه على المهاجرين فماذا فعل القرآن لأبطال مخططهم، ما الأثر الذي أحدثه في قلب ذلك الرجل؟ لقد سمع من رسولا قريش وسمع من جعفر بن أبي طالب نيابة عن المهاجرين ثم قال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم فقال له النجاشي: فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص قالت فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد...)؛ رواه أحمد وصححه الألباني.

 

لماذا يخافون منه؟

لأنه يهب الهداية والرحمة للقلوب؛ ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 52]، إذا اسغت إليه القلوب قبل الأسماع سكب فيها رحمته وهدايته: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].

 

لماذا يخافون منه؟

لأنه روح القلوب نورها عندما تقبل عليه يبعث فيها الحياة، ويسرج لها الطريق فتبصر طريقا إلى ربها ونجوا في الدنيا والآخرة، ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

 

لماذا يخافون منه؟

لأنه يشفى القلوب والأبدان من الأدواء والأسقام، ولذا فهم يفرحون به أعظم الفرح، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 57، 58].

 

وقال سبحانه: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44].

 

لماذا يخافون منه؟

لأنه يحبط كل مخططاتهم لحرب إسلامنا والسعي لتدميره، بل يغزو الكفر وأهل في عقر داره ولو خلي بينه وبين الناس لأقتادهم إليه طائعين مذعنين في حب ورغبة، لذلك فهم يخافون منه.

 

لقد أدرك أعداء الدين منذ نزوله إلى يومنا هذا ذلك الأثر الذي يحدثه القرآن في القلوب فبالغوا في حربه والحيلولة بينه وبين الناس وصدق الله: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 26].

 

تأمل ماذا قال عنه الأعداء في العصر المتأخرة هذه بعض أقوالهم تنضح بالرعب والخوف والهلع منه:

1- يقول أحد المنصرين عن مدى جدوى التنصير في البلاد الإسلامية: سيظل الإسلام صخرة عاتية تتحطم عليها سفن التبشير المسيحي ما دام للإسلام هذه الدعائم: القرآن واجتماع الجمعة الأسبوعي ومؤتمر الحج السنوي.

 

2- يقول المنصر الصليبي وليم جيفورد بالكراف: متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيدا عن محمد وكتابه.

 

3- يقول جلاد ستون رئيس وزراء إنكلترا وقد وقف في أواخر القرن الماضي في مجلس العموم البريطاني وقد أمسك بيمينه القرآن المجيد وصاح في أعضاء البرلمان: " إن العقبة الكؤود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد المسلمين هي شيئان ولابد من القضاء عليهما مهما كلفنا الأمر: أولهما هذا الكتاب وسكت قليلا بينما أشار بيده اليسرى نحو الشرق وقال: (وهذه الكعبة).

 

بل قال: ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان.

 

ويقول في إحدى خطبه: "إن هناك أربع عقبات أمامنا للقضاء على الإسلام وهي: المصحف والكعبة والأزهر وصلاة الجمعة.

 

4- قال كرومر: جئت لأمحو ثلاثا: القرآن والكعبة والأزهر.

 

5- في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر قال الحاكم الفرنسي في الجزائر: إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية فيجب أن نزيل القرآن العربي من جودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم.

 

إنهم يخافون من القرآن ويدركون أثره في إحباط كل مخططاتهم ولذلك نوعوا أساليب حربه ومن ذلك:

1- الزعم أن متناقض وأنه كذب مفترى، وتلك فرية قديمة، والعجيب أن بعض القساوسة كلف بدراسة القرآن ليثبت تناقضه فاعتنق الاسلام وكفر بالنصرانية.

 

2- تشويه صورة الإسلام والمسلمين وصفه وصفهم بالإرهاب وتوظيف الآلة الإعلامية لذلك واستغلال الأخطاء التي يقع فيها بعض المسلمين لتشويه صورة الإسلام وغرس النفرة منه والكراهية له في قلوب الناس وهم لم يعرفوا الإسلام علي حقيقته ولم يسمعوا القرآن أو يطلعوا عليه.

 

3- التحريض على امتهان القرآن وحرقه لإذكاء الكراهية له في قلوب الناس.

 

4- توظيف الأفلام والمسلسلات لتشوه صورة الإسلام والمسلمين وترسيخ صورة للنمطية على أن الإسلام دين التخلف والإرهاب والدموية.

 

5- غزو المسلمين في ديارهم من خلال تسويق السلوك الغربي المنحرف وإغراقهم بالثقافة الغربية وإشغالهم باللهو والغفلة والانحلال والمجون لإبعادهم عن القرآن وإشغالهم عنه.

 

ومع كل هذا الحقد الدفين ها هو القرآن يغزو الغرب النصراني في عقر داره ويقتاد القلوب إلى الله، فالكثير منهم يدخل في الإسلام بمجرد سماع القرآن.

 

فمتى يعود المسلمون إلى كتاب ربهم جل وعلا وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ليعودوا إلى مجدهم وسؤددهم.

 

إن مهمة أهل الإسلام أن يعودوا إلى كتاب ربهم إلى حفظه إلى سماعه إلى تدبره إلى العمل به وإلى معرفة هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم والتأسي به وعندها ستفرح بهم الدنيا كل الدنيا، إن من أعظم الأدوار التي ينبغي إن نوليها اهتمامنا إن نربي الأجيال منذ نعومة أظفارهم على كتاب الله على محبته وتدبره والعمل به لسان حال الواحد منهم:

يا منزل الآيات والفرقان
بيني وبينك حرمة القرآن
اشرح به صدري لمعرفة الهدى
واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري واقض مآربي
وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي
واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق
توبتي أربح به بيعي بلا خسران
طهر به قلبي وصف سريرتي
أجمل به ذكري وأعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي
كثر به ورعي وأحيي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي
أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا ربي بلحمي مع دمي
واغسل به قلبي من الأضغان

 

إن مهمة أهل الإسلام أن يبشروا الدنيا كل الدنيا بالقرآن، مهمتهم أن يستفرغوا جهودهم وطاقاتهم لدلالة القلوب المتعطشة إلى النجاة من الضنك والشقاء على القرآن، الذي لا نجاة لهم من بؤسهم إلا به، فهل يعي أهل الإسلام مهمتهم والدور المناط بهم؟



[1] فتح الباري لابن حجر (7/ 234)

[2] تيسير الكريم الرحمن (ص: 748).

[3] وصححه الألباني في صحيح السيرة والوادعي في صحيح أسباب النزول.

[4] محاسن التأويل (9/ 334).

[5] تفسير القرطبي ـ(19/ 23)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشيخ أحمد الصويان في محاضرة بعنوان: (لماذا يخافون الإسلام؟!)

مختارات من الشبكة

  • لماذا اجتهادنا في العشر الأول من ذي الحجة أقل منه في العشر الأواخر من رمضان؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • السحر: حكمه وحكم الساحر وآثاره وأسباب الوقاية منه والعلاج منه(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا نحج؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • لماذا يخافون من القرآن؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا أنا دون غيري؟!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا أغني (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب