• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / سيرة نبوية
علامة باركود

موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (6)

موسوعة المتسابقين في السيرة (6)
عبدالله محمد احميد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/8/2015 ميلادي - 25/10/1436 هجري

الزيارات: 5143

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية  (6)


بُعث النبيُّ على رأس أربعين سنة، وكان أولَ ما نزل عليه من الوحي آياتٌ من سورة العلق، ثم فتَر الوحيُ - أي: انقطَع - بُرهةً من الزمن، ثم نزلَت عليه سورة المدَّثر، فبدأ بدعوة قومه، فأسلم مِن أهل بيته خديجةُ وعليٌّ وزيدٌ، وأسلم الصديقُ، وعلى يديه أسلَم عثمانُ وطلحةُ والزبيرُ وسعد بن أبي وقاص وعبدالرحمن بن عوف وأبو عبيدة.

 

ثم نزل عليه قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، فدعا بَني هاشمٍ وبني المطَّلب، وكانوا خمسةً وأربعين رجلاً، فتكلم أبو لهب وقال: هؤلاء قومك لا قدرة لهم على مُجابهة العرب، ودَع الصُّباة، فلما دعاهم للدعوة قال أبو لهب: تبًّا لك! ألهذا جمعتنا؟! فنزلت سورة المسد.

 

ويَروي بعض أهل العلم في سبب نزول سورة المسد أنه لما نزَل قول الله: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ [الحجر: 94] صعد النبيُّ على الصفا، ونادى قريشًا فأقبلوا عليه، ثم اختص بَني كعب فاختص مِن بني كعب بني قُصي واختص من بني قُصي بني عبدمَناف، فبَني هاشم، فصفية بنت عبدالمطلب، فابنتَه فاطمة، وقال: ((أرأيتم لو خبَّرتُكم أن خيلاً وراء هذا الوادي تُريد أن تُغير عليكم، أكُنتم مصدِّقيَّ؟))، فأجابوا: ما جرَّبنا عليك كذبًا، فقال: ((فإني نذيرٌ لكم بين يدَيْ عذاب شديد))، فقال أبو لهب: تبًّا لك! ألهذا جمعتنا؟! فنزلت سورة المسد.

 

وبعد الأمر بالصَّدع بالدعوة دَعا شيوخَ قريش، وكان يجتمع بأصحابه سرًّا في دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى أن أسلمَ حمزةُ وعمرُ، وبلغ عدد أصحابه أربعين، فخرج بهم في صَفَّين ليطوفوا بالكعبة، فاعترضهم مُشركو قريش، وحدثت بينهم مناوشات استشهد على إثرها حارثةُ بن أبي هالة، وأصيب نَفرٌ من المؤمنين.

 

ثم اشتدَّت مضايقةُ قريش وأذيتها لأصحابه، فعُذِّب بلال وخَبَّاب وصُهيب، وأوذي آل ياسر، فكان النبي يمر عليهم ويقول: ((صبرًا آلَ ياسر؛ فإن موعدكم الجنة))، ولم يَسلَم من الأذية أحد من أصحابه، فأذن لهم النبي بالهجرة إلى الحبشة، وقال: ((إنَّ فيها ملِكًا لا يُظلم عنده أحد))، فهاجر اثنا عشر رجلاً وثلاثُ نسوة، أميرهم عثمان بن مظعون، فلما وصلوا بلَغَهم نبأٌ كاذب بإسلام أهل مكَّة لما قرأ النبي عليهم سورة النجم وعاد معظمُهم، فلما اقتربوا من مكة تيقَّنوا من كذب الخبر، فلم يدخل منهم أحدٌ إلا مستجيرًا، فاستجار عثمان بن مظعون بالوليد بن المغيرة.

 

فأذن لهم بالهجرة ثانية، فهاجر هذه المرةَ ثلاثةٌ وثمانون رجلاً وسبعَ عشرةَ امرأة، عليهم جعفر بن أبي طالب، فأَرسلَت قريشٌ إلى النجاشيِّ عمرَو بن العاص وعُمارةَ بن الوليد بهدايا؛ ليُعيد إليهم المهاجرين، فلما قدَّموا إليه الهدايا أخبروه بفحوى رسالتهم، فأبى أن يُعيد إليهم من استجار به، فلما انصرفوا قال لهم عمرٌو: لأكيدنَّ لكم! فأتى النجاشيَّ وقال له: إنهم يقولون في عيسى قولاً عظيمًا! فدعاهم النجاشيُّ وتكلم جعفرٌ وعرَض حقيقة عيسى كما جاءت في سورة مريم: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ [مريم: 16]، إلى قوله: ﴿ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم: 33]، فلم يسَعِ النجاشيَّ إلا الاعترافُ بالحقيقة وردُّ رسولَيْ قريش خائبين.

 

فلمَّا عادا إلى قريش قرَّر قادةُ مكة مقاطعة بني هاشم ومحاصرتَهم في شِعب أبي طالب، وكتبوا صحيفة بذلك علَّقوها في جوف الكعبة، واستمرَّ الحصار الظالمُ ثلاثَ سنوات إلى أن شاء الله فرَجًا، فاجتمع خمسةٌ من فِتيان قريش على نقض الصحيفة، الساعي في ذلك هشام بن عمرو العامري، وكان النبيُّ خبر عمَّه أبا طالب بأن الصحيفة أكَلَتها الأَرَضة، ولم يتبقَّ منها إلا اسمُ الله، فجاء أبو طالب إلى مَلأِ قريش وجعل مما قال ابنُ أخيه آيةً بينه وبينهم، فرفع الحصار.

 

وبعده بأشهُرٍ قليلة توفي أبو طالب، وبعده بقليل توفِّيت خديجة؛ لتتراكم الأحزانُ على رسول الله، ويسمي المسلمون ذلك العام عامَ الحزن.

 

عهد جديد:

عام الحزن: بعد خروج بني هاشم من شِعب أبي طالب بستة أشهُر توفي أبو طالب الذي ذاد عن رسول الله وحَماه من بطش قريش، وبعده بثلاثة أيام توفيت خديجة التي آمنَت به وناصرته بنفسها ومالها.

 

وأخرجَ ابنُ سعد أن رسول الله بعد وفاة عمِّه وزوجه لَبِث فترة لا يَدعو، فجاءه أبو لهب وقال: امضِ لِمَا أردت؛ فوالله لا يَصِلون إليك بشيء تكرهه! فجاء أبو جهلٍ وبعضُ مُترَفي مكة إلى أبي لهب، وقالوا له أن يتخلَّى عن رسول الله فأبى، فعادوا إليه، وقالوا له: إنه يَسبُّ عبدالمطلب ويقول: إنه في النار! فسأل النبيَّ عن عبدالمطلب فقال: ((كل مَن مات يَعبد أصنامكم فهو في النار))، فقال أبو لهب: لا برحت لك عدوًّا وأنت تزعم أنَّ عبدالمطلب في النار!

 

الرسول يدعو خارج مكة: ثم إن رسول الله - بعدَ ما تلقَّاه من قريشٍ من الصدود والإعراض عن دعوته وفقدان النصير - بدأ يَدعو إلى ربه خارج مكة؛ فزار العديدَ مِن القبائل العربية في مَضاربها؛ يَصحبه أبو بكرٍ - يُعرِّفه أنسابَ تلك القبائل - وعليُّ بن أبي طالب، فبعض القبائل يُحسن الردَّ وبعضها يُسيئه، وكان مِن أسوئهم ردًّا ثَقيف؛ فقد زارهم النبي ومعه زيدُ بن حارثة يَدعوهم للإسلام فأغرَوا به سُفهاءهم يَرمونه بالحجارة، حتى دَمِيَت قدماه الشريفتان، وألجَؤوه إلى حائط لابنَي ربيعة؛ حيث دعا دعاءه المشهور: ((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس)).

 

فلما رآه ابنا ربيعة تحركَت لهما قلوبُهما رحمةً، فأرسَلا إليه غُلامًا لهما نصرانيًّا - اسمه عدَّاس - بطعام، فسأله النبي عن موطنه فأجاب أنه من نِينوَى، فقال النبي: ((أنتَ مِن قرية الرجل الصالح يونُسَ بنِ متَّى))، فلما رأى ابنا ربيعة حديثَ غلامهما مع النبي خافا أن يُسلِم، فانصرف عن النبي، ولم يَثبت بعد ذلك إسلامُه.

 

ثم أتاه وفدُ جنِّ نصِّيبين وأسلَموا، ولم يَدخل مكة إلا في جوار المطعِم بن عدي.

 

الرسول يعرض الإسلام على الوفود: فكان يَعرض الإسلام على الوفود التي تَزور مكة؛ فبعضهم يُجيب ويُحسن، وبعضهم يُسيء، إلى أن جاء ستةُ نفر من الأوس يريدون حِلف قريش، فقال أحدُهم: يا قوم والله، إن هذا خيرٌ ممَّا جئتم من أجله! فضربه أبو الحَيْسَر، وقال: دَعْك من هذا.

 

فلما كان العام القادم جاء وفدٌ من الأنصار إلى مكة، وبايَعوا النبيَّ بيعة العقبة الأولى، وعدد الذين بايَعوا اثنا عشرَ رجلاً بايعوه بيعة النساء، وأرسل معهم مصعبَ بن عمير، وعبدالله بن أم مكتوم يُعلِّمانِهمُ الدِّين ويَدعُوانِهم إليه، ولم يَمضِ غيرُ وقت يسير حتى انتشر الإسلام في المدينة.

 

ولما كان العام القادم جاء إلى النبي ثلاثةٌ وسبعون رجلاً وامرأتان، وبايَعوه بيعة العقبة الثانية، وتم انتقاء اثنَي عشر رجلاً؛ ليكونوا نُقباءَ على قومهم؛ ككفالة الحواريِّين على قوم عيسى؛ تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.

 

وبعد انقضاء البيعة صاحَ شيطانٌ بأهل مكة، فقال الرسول: ((هذا أزَبُّ العقبة، لأتفرغنَّ لك))، ثم أمَرَهم بالانصراف، ولما علمَت قريشٌ أرسلت لعبدالله بن أُبي لتتحقَّق من الخبر، فنفى علمه به وقال: "ما كان قومي لِيُقدِموا على ذلك دون علمي".

 

ولما تمت البيعة وعاد الأنصار إلى ديارهم أَذِن النبي لأصحابه بالهجرة، فكان أول مَن هاجر سلمة بن عبدالأسد وزوجه، بيد أن قومه فرَّقوا بينه وزوجِه، وما إن علم أهله حتى أخَذوا منها ابنها، فكانت تخرج كلَّ يوم وتبكي إلى أن رقَّ لها أحدُ بني عمِّها، فأعاد لها ابنها، وأذن لها بالهجرة، وهاجرت إلى زوجها، فلقيها عثمان بن طلحة في الطريق، فعرَفها وصَحِبها حتى أوصلها.

 

ثم توالت الهجرةُ بعد ذلك، وهاجر صُهيبٌ فلَحِقه قومُه وهَمُّوا بمنعه، فأخرج قوسه وكنانته، وقال: "قد عَلمتُم أني أرماكم رجلاً بالسهم"! فقالوا: جئتَنا فقيرًا لا مال لك، وتخرج أنت ومالك! والله لا يكون هذا، فقال: "أرأيتم إن دفعتُ لكم مالي؛ تُخلُّون عني؟" قالوا: نعم، فدلَّهم على مكان ماله، فلما علم النبي قال: ((ربح البيع أبا يحيى! ربح البيع أبا يحيى)).

 

هجرة عمر:

يُروى في بعض الكتب أنَّ عمر لما أراد الهجرة ركب فرسه وأخذ سلاحه، وأتى ملأَ قريش وقال: "مَن أراد أن تَثْكَلَه أمُّه، وتُرمَّل زوجه فليلحَق بي عند هذا الوادي".

 

وهذه رواية ضعيفة، تُناقض الرواية الصحيحة مِن أن عمر تواعد مع عيَّاش بن ربيعة وهشام بن العاص أن يَلتقوا بمكانٍ خارجَ مكة ويُهاجروا، وأيُّهم تخلَّف عن الموعد ترَكوه، فاجتمع عمر وعيَّاش، وغاب عنهم هشام، فلحقهم أبو جهل والحارث بن هشام، وكانا أخَوَيْ عياش لأمه، فقالا: إن أمَّك أقسمَت أن لا تمتشط، ولا تقَرَّ بظِل حتى تَراك، فقال له عمر: أما لو آذى أمَّك القُمَّل لامتشطَت، ولو آذاها حَرُّ مكة لاستظلَّت، فلم يَزالا به حتى رقَّ لأمه وقرر العودة معهما، فأعطاه عمرُ ناقةً ذَلولاً عنده، وقال: هذه ناقة ذَلول؛ إن رأيتَ منهم ما يَريبك فانجُ بها.

 

ثم إن أبا جهل أمسك بعياش وأعاده إلى مكة مُتباهيًا وقال: يا أهل مكة، هكذا فافعلوا بسُفهائكم!

 

هجرة الرسول:

أما رسول الله فقد بَقي في مكة حتى يَطمئنَّ على هجرة أصحابه، وينتظر الإذن من ربه، وقد استأذنه أبو بكر في الهجرة، فدَعاه للتريُّث، ثم إن الله أذن لنبيه بالهجرة، فجاء إلى أبي بكر في وقتٍ لم يكن يأتيه فيه، فأخبره أن الله أذن له في الهجرة، فقال: الصحبة الصحبة يا رسول الله! فقال رسول الله: ((نعم)).

 

وجهَّز أبو بكر راحلتين، وأعدَّ للهجرة، وذهب رسولُ الله ليؤدِّيَ أمانات أهل مكة، وكانوا قد أجمَعوا على انتقاء شابٍّ مِن كل بطن، ويقتلوه، فخلَّف عليًّا على فِراشه، وتركه ليؤدي ما تبقى من أمانات أهل مكة، وذهب إلى صاحبه، فابتاع منه إحدى الراحلتين، ثم اتَّجها إلى الجنوب واختفَيا في غار ثور، وكانا أجَّرا عبدالله بن أُريقط ليدلَّهما، ويروح عليهما عامر بن فُهيرَة بأغنام أبي بكر، ويأتيهما عبدالله بن أبي بكر بزادِهما ويُوافيهما بأخبار أهل مكة، إلى أن خرَجا من غار ثور لما خفَّ الطلَب، وسارا شمالاً.

 

وفي طريق الهجرة مرَّا بخيمة أم مَعبد الخزاعيَّة، ولقيهما الزبير بن العوام فكَساهما أثوابًا بِيضًا، ولحقهما سُراقة، فلما اقترَب منهما ساخَت قدَما فرسه، فصاح بهما: النجدة! فأنجدَه رسول الله ووعَده أن يَلبَس سِوارَيْ كسرى، وتحقَّق له ذلك في خلافة عمر.

 

وقد ألَّف بعضُ المعاصرين كتابًا أسماه "أطلس الهجرة"، ذكَر فيه أهمَّ الأماكن التي مرَّا عليها في هجرتهما.

 

وقد كان الأنصارُ لما عَلموا بهجرته يَخرجون كلَّ يوم ليتَلقَّوه وحين تشتد الظهيرة، ولا يرَونه يعودون إلى ديارهم فبينما هم ذات يوم وقد اشتدَّ الحر وهمُّوا بالعودة إلى ديارهم؛ إذ صاح يهوديٌّ: يا بني قيلة، هذا جدكم الذي تنتظرون، فثاروا إلى السلاح، وكادوا يقتتلون مع اليهود إلى أن جاء النبي وهدَّأهم.

 

وكان فتَيات الأنصار يُنشِدن في استقباله:

طلع البدرُ علينا ♦♦♦ مِن ثنيَّات الوداع

 

ونزَل رسول الله بقُباء في منزل كلثوم بن الهدم، واختُلف في مدة إقامته؛ المكثر يقول: إنه أقام اثني عشر يومًا، والمقلِّل يقول: إنه أقام خمسة أيام، بنى فيها مسجد قُباء، وصلى أول جمعة في الطريق إلى المدينة.

 

ولما دخل المدينةَ هبَّ رجالُ الأنصار لاستقباله، وكلٌّ منهم يُنادي: مُقامُك عندي يا رسول الله، وهو يقول: ((دَعوها؛ فإنها مأمورة))! إلى أن برَكَت في الموضع الذي بَنى فيه مسجدَه، وكان حائطًا لغلامَين يتيمين في حِجْر أسعدَ بن زُرارة، وقال: ((أيُّ بيوت أهلنا أقرب؟)) فقال أبو أيوب الأنصاري: أنا يا رسول الله، فنزَل عنده إلى أن تمَّ بناء مسجده، وأقيمت حُجرات أزواجه، فانتقل إليها، وفي هذه المرحلة بدأ عهدٌ جديد، وأقام في المدينةِ لا يَغزو، ولا يَبعث السرايا حتى نزَل عليه الإذنُ بالقتال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (1)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (2)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (3)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (4)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (5)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (7)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (8)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (9)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (10)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (12)

مختارات من الشبكة

  • موسوعة التفسير الموضوعي بمركز تفسير، لقاء تعريفي بالموسوعة(مادة مرئية - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (18)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية(17)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (16)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (15)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (14)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (11)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرياض : صدور موسوعة فريدة تعنى بالسيرة النبوية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • موسوعة علم الأخلاق بين النظرية والتطبيق(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب