• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

القرآن المجيد .. دراسة حول المفهوم والمحددات المنهجية

د. فارس العزاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/8/2014 ميلادي - 13/10/1435 هجري

الزيارات: 24476

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القرآن المجيد

دراسة حول المفهوم والمحدِّدات المنهجية

 

المقدمة:

الحديث عن القرآن الكريم يقتضي التأكيد على ضرورة التأصيل المنهاجي الذي يحكم عملية التأصيل للمفاهيم، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود منظومة مفاهيمية مؤصلة لأبعادها المنهاجية، وعليه كان لزاماً البحث عن ماهية المنظور القرآني ومقاصد خطابه الكلية، بغية الوقوف على الإطار المفاهيمي الذي بموجبه تتحقق المنهجية التي تشكل أساساً يقف من خلاله الباحث على الوسائط والوسائل التي يتحقق بها الوصول إلى الغاية، وإذا كانت المفاهيم تقدم لبنات المنهجية، فإن الأطر المرجعية[1] أو النسق القياسي[2] والنماذج التحليلية وأمثالها من التركيبات الكلية التي يمكن استخدامها عند مراحل مختلفة في العمل الفكري الإنشائي أو في مستويات مختلفة منه إنما تدخل في عداد اللحمة والعصب للمنهجية، في غيابها تضيع ملامح المنهجية، وتغدو في غمار ذلك المفاهيم جملة مفاتيح اختلطت أبوابها أو فاتت منزلها، وعند ذلك يصبح الإطار المرجعي من المنهجية موضعه موضع الخريطة الأساسية للملامح العامة للموقع محل الرضى والنظر والحركة، فهي تتيح وضع المفاهيم في مواضعها[3].

 

من هنا كان لا بد من التأكيد على أن الاستهداء بالقرآن الكريم في كونه إطاراً مرجعياً لا يقتصر على الجهود المبذولة في فهم العلوم النقلية، ومعارف الوحي، والتعامل معها، بل الحاجة تمتد لتشمل كذلك سائر العلوم والمعارف الإنسانية والاجتماعية، ومرجع ذلك أن القرآن أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ) وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ([4]، ومنذ نزوله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبين للناس ما اختلفوا فيه بهذا الكتاب، ويجاهدهم به جهاداً كبيراً؛ ليحملهم على التفكر، والتذكر، والتلاوة، والتدبر، والتعقل، والترتيل، ويهتدي به المؤمنون إلى التي هي أقوم، وليعلم المعرضون أنهم كانوا مخطئين فيما هم فيه من انحراف، وضلال، وتكذيب[5]، وبحكم ما يحمله القرآن من هدى وفرقان، فإن الحاجة ماسة إلى بيان مفهومه، ومحدداته المنهجية، وكيفية التعامل مع خطابه وما تضمنه من نصوص؛ لتكون منطلقاً لجعل القرآن إطاراً مرجعياً تقوم عليه عملية البناء الحضاري والعمراني، ولا يخفى عن الأذهان أن القرآن ينبغي تفعيله في حياة الأمة، وتحمل أمانة تبليغه إلى الناس كافة كجزء من مقتضيات الشهادة.

 

المبحث الأول: القرآن معجمياً:

الكلام عن القرآن أو عرض ما جاء فيه من نظرة متكاملة للحقائق الكبرى، والمبادئ الكلية، وما يندرج فيها من دقائق المعاني ومن إشارات تدركها العقول أو تشعر بها القلوب، وما لألفاظه من دلالات متنوعة، يفوق طاقة أي إنسان؛ لأن القرآن كتاب الله الذي أنزله تبياناً لكل شيء، وهو الإسلام كله، بل الدين كله، وهذا يعرفه من قرأ القرآن، وتأمل معانيه، ومقدار تثقيفها للعقول بأصول المعرفة، ويعرف ذلك أيضاً من أدرك آيات القرآن في أحاسيس القلوب، وفي دفع الإرادات والهمم[6].

 

ولذلك الإحاطة بالقرآن تعريفاً ومفهوماً في الإطار المنطقي ذي الأجناس، والفصول، والخواص يبدو في نظر الباحث متعذراً؛ ووجه ذلك أن القرآن روعي في تسميته قرآناً كونه متلواً بالألسن، كما روعي في تسميته كتاباً مدوناً بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه، وبهذا المعنى يكون القرآن جزئياً حقيقياً، وشأن الجزئيات الحقيقية أنه لا يمكن تحديده بموجب الحدود المنطقية؛ لأن أجزاء التعاريف المنطقية كليات، والكلي لا يطابق الجزئي مفهوماً؛ لأنه يقبل الانطباق على كل ما يفرض مماثلاً له في ذلك الوصف ذهناً وإن لم يوجد في الواقع، وعند ذلك لا يكون مميزاً له عن جميع ما عداه، فلا يكون حداً صحيحاً، وشأن الجزئي الإشارة إليه حاضراً في الحس، أو معهوداً في الذهن، وبناءً على ذلك فإن كل من حاول تعريف القرآن وتحديد مفهومه بالأجناس والفصول إنما هو على سبيل التقريب للمعنى وتمييزه عما عداه[7].

 

إن لفظ القرآن من حيث أصله المعجمي مشتق من القراءة، قال الراغب في مفرداته: " والقرآن في الأصل مصدر، نحو كفران، ورجحان. قال تعالى: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ﴾[8]، قال ابن عباس: إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به، وقد خص بالكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فصار له كالعلم "[9]، وقد نقل البيهقي عن الشافعي أن القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، ولو أخذ من قرأت، كان كل ما قرئ قرآناً[10]، والأول أصح فيما يظهر؛ لأن القرآن يضم ويجمع أجزاء وسوراً، وهذه هي حقيقة القراءة في إحدى معانيها المعجمية[11].

 

المبحث الثاني: القرآن مصطلحياً:

وعند النظر في المفهوم الاصطلاحي، فإن هناك اتفاقاً بين العلماء على تعريف القرآن بأنه كلام الله، واختلفوا بعد ذلك في خصائص التعريف ولوازمه[12]، ومرجع ذلك فيما يظهر أن المتقدمين من أهل العلم والنظر لم يكن عندهم اهتمام بمعاقد المفاهيم والمصطلحات، وكان خوضهم متعلقاً بإثبات كون القرآن كلام الله كما جرى عليه أهل الحق من السلف في ردهم على بعض من انتقص القرآن في مرجعه ومصدره، أما المتأخرون فقد تفننوا في بيان المفهوم للإحاطة بأركانه وخصائصه، ويكفي في هذا السياق التعرض إلى بعض هذه التعريفات بحسب اختلاف زوايا الرؤية والنظر إلى القرآن الكريم، والقرآن بهذا الاعتبار: (هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام، المعجز بأقصر سورة منه، المتعبد بتلاوته)[13]، والمقصد من التأكيد على هذا التعريف وأمثاله هو بيان المحترزات التي تميز القرآن عن غيره كما سبق ذكره، كذا الوقوف على مصدر القرآن ومنشئه، وهناك من عرَّف القرآن تعريفاً يتناسب مع منهجه في النظر إلى القرآن باعتباره كتاباً كونياً مهيمناً، فيعرَّف القرآن بأنه: " كلام الله تعالى صفة من صفات ذاته المنزهة والمتعالية، المعادل للكون وحركته، فيه نبأ ما قبلنا، وخبر ما بعدنا، وهو الفصل ليس بالهزل، ومن طلب الهدى في غيره أضله الله، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن زاغ عنه فقد ضل ضلالاً بعيداً، وهو حبل الله المتين ونوره المبين وصراطه المستقيم، يسره الله تعالى بلسان نبيه ولغته ليمكن الناس من التعامل معه، وإلا فهو أكبر من أية لغة، وأوسع من أي لسان، معجز لو اجتمعت الجن والإنس على أن تأتي بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، متحد به في كل زمان ومكان وعلى سائر المستويات، خطاب للعالمين كافة إنسهم وجنهم، لم تلبث الجن حين سمعته أن قالت: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2] [14]، مهيمن على ما سبق من كتب وعلى ما لحق، محكم كمواقع النجوم، هو الحق كله والخير كله، ويقرأ باسم الله، ويقرأ معه وبالقلم، خارج عن حدود الزمان والمكان، لا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد "[15].

 

وهو تعريف كما هو واضح يتجاوز حدود الوقوف على الجوامع والموانع التي يهتم بها المناطقة وغيرهم، وإنما قصد صاحبه من خلال تعريفه أهمية النظر إلى القرآن من حيث كونه كتاباً كونياً يستوعب الكون وما فيه من تفاعلات وظواهر، ويتضمن منهجية قادرة على إقامة الحق والهدى بين الناس، وبناءً على ذلك فإن من مقتضيات الرؤية المفاهيمية للقرآن الكريم تجاوز توصيفه بكونه نصاً؛ وعلة ذلك أن الرجوع إلى القرآن الكريم لاستخلاص المعايير والمقاييس لتقويم المسار الفكري ليس من باب المراجعة للنصوص، ولكن من قبيل التدبر في آياته البينات، وهذا يقرر توصيف الآيات القرآنية بكونها خطاباً لا نصوصاً، ذلك أن النصوص أقرب إلى كونها قوالب خاضعة للنظر العقلي المجرد، وعند ذلك يكون العقل حاكماً عليها، وهذا يتنافي مع الآيات القرآنية فإنها تمثل سياقات تستهدف البصيرة، لتنفذ إلى القلوب التي في الصدور، وتستحث أولي العلم والنظر، الأمر الذي يثبت الصورة التفاعلية ما بين آيات القرآن كونها حية كخطاب مطلق وبين الجهد البشري في الاستهداء بها[16].

 

المبحث الثالث: المحدَّدات المنهجية ومداخل الهدى القرآني:

الحديث عن القرآن الكريم من حيث إعجازه للخلق وتحديهم في معارضته، والإتيان بمثله أو بعضٍ من مثله يمثل حقيقة واقعة سجلها القرآن نفسه نصاً، وشهد عليها التاريخ واقعاً وحساً، ولطالما سُطرت مؤلفات في الحديث عن القرآن في سياقه الإعجازي بشتى صوره وبمختلف اتجاهاته العلمية والمعرفية، ولا شك أن المكتبة القرآنية زاخرة بمثل هذه الفنون مما غاص فيه المحققون من أهل العلم، حيث تلمسوا الجوانب الإعجازية في القرآن الكريم، وفي هذا السياق يقول السيد محمد رشيد رضا: " القرآن كلام الله المعجز للخلق في أسلوبه ونظمه، وفي علومه وحكمه وفي تأثير هدايته، وفي كشف الحجب عن الغيوب الماضية والمستقبلة، وفي كل باب من هذه الأبواب للإعجاز فصول في كل فصل منها فروع ترجع إلى أصول، وقد تحدى محمد رسول الله النبي العربي الأمي العرب بإعجازه، على شدة حرص بلغائهم على إبطال دعوته، واجتثاث نبتته، ونقل جميع المسلمين هذا التحدي إلى جميع الأمم فظهر عجزها أيضاً "[17]، وعلى هذا الأساس نرى التأكيد على جوانب الإعجاز القرآني بصوره المختلفة كالإعجاز البياني، والإعجاز التشريعي والإصلاحي، والإعجاز الإخباري، والإعجاز العلمي الذي شهده الواقع المعاصر على ما فيه من هنات[18]، ولذلك حين يأتي الحديث عن مجمل ما في القرآن من مقاصد عقائدية، وعبادية، وأصولية، وسلوكية، وإخبارية، فإن ذلك لا يعد أمراً مستغرباً؛ لكون القرآن كتاباً يمتاز بخاصية الشمول والعموم، فإن الأمة أدركت أن هذا الكتاب يعتبر مصدراً للعقيدة، والعبادة، والشريعة، وأصول المعاملات، وقواعد السلوك والآداب[19].

 

أما أن يكون القرآن الكريم مصدراً لمنهج علمي يقود حركة الفكر الإنساني في مجالات الفكر المختلفة وفي البحث العلمي الجاد، فهذا ما تجاوزه الكاتبون إلا قليلاً منهم لأسباب لا تخفى، في مقدمتها: أنه لم يسبق لكتاب أن قدم للعالم منهجاً في الفكر والبحث العلمي، ولذلك يتفق الباحث مع القول بأن القرآن يطرح منهجاً تستند عليه العلوم دون تفريق بين ما هو إنساني وطبيعي، انطلاقاً من قوله تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾[20]، ذلك أن الشرعة القرآنية مبسوطة مفصلة في سور كثيرة من القرآن المجيد، منها المائدة والأنعام والإسراء وغيرها[21]، ولا شك أن من وظائف العلم الأساسية تفسير ظواهر الواقع الطبيعي والإنساني بحثاً عن الروابط والسنن والعلاقات التي توحد هذه الظواهر وتربط بينها، إلا أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالدلالات القرآنية التي تساعد البشرية في جعل أفعالها ونشاطاتها الاستخلافية في الكون تتم بصورة راشدة، وعلى هذا فإن المطلوب ليس الاعتراف بالقرآن كمصدر خارجي ومستقل في المعرفة العلمية فحسب، وإنما الاستناد عليه لتكوين تفسير ونظرية وتسخير لسنن الواقع الظاهري، والذي قوامه وواسطته الدلالات القرآنية المستخرجة[22].

 

وبصورة إجمالية فإن القرآن الكريم ينطوي على بناء معرفي وقواعد معرفية في إطار منظومي ينطلق من أصل واحد في إطار جدلية الغيب والإنسان والطبيعة، وبعبارة أخرى جعل الوحي والوجود المادي هما مصدر المعرفة الإنسانية، في إشارة واضحة إلى المنهج التوحيدي المعرفي[23] الذي يتجاوز الثنائية المعرفية، فالمنظومة المعرفية المقصودة في هذا السياق هي في حقيقتها نسق يتميز بقيامه من حيث المنطلق على إطار مرجعي عاقد هو التوحيد، وبانفتاحه من حيث الوجهة والمسار انفتاحاً رأسياً على عالم الغيب والشهادة، إذ تأخذ مصادره المعرفية بالوحي والوجود في آن، وكذا انفتاحاً أفقياً على الآخر بمعنى أنه نسق يتجاوز الخصوصية والذاتية ليأخذ بسنة التفاعل والتحاور[24].

 

إنه من الضروري بعد هذا التقرير من الوقوف على المحدَّدات المنهجية التي يمكن من خلالها التعامل المنهاجي مع القرآن الكريم بغية استخراج مكنونه، والواقع أن الباحث ليس له في هذا الإطار إلا جمع الإشارات المنهجية التي نبه عليها بعض المفكرين المعاصرين ممن رام إبراز القرآن باعتباره كتاباً كونياً وخطاباً مطلقاً يشكل إطاراً مرجعياً للتنظير والتأصيل المنهجي، ويمكن الإشارة إلى تلكم المحدَّدات فيما يأتي:

أولاً: المداخل المنهاجية:

وهي تتضمن جملة من القواعد المنهجية في كيفية التعامل مع الخطاب القرآني:

توظيف النهج الموضوعي في التفسير باعتباره القاعدة في التنظير، وهذا النظر يتطلب قواعد أساسية ومراحل متكاملة قد تكون متتابعة تسهم في تأسيس صياغة تنظيرية أقرب إلى الإحكام والدقة وأدنى إلى الكلية والشمول، أبرزها:

أ- تحديد الموضوع الذي يراد دراسته في ظل فهم واع بموضوعات المعنية بالدارسة.

 

ب- جمع الآيات التي ترتبط بتلكم الموضوعات في سياق واحد.

 

ج- ترتيب وتصنيف للآيات بما يحقق اختصاص كل موضوع بمجموعة آياته ونصوصه المختلفة.

 

د- فهم الآيات المجموعة في إطارها النصي، وهنا يستعان بالتفاسير الجزئية لمختلف النصوص بعد تصنيفها.

 

هـ- ضرورة البحث عن الرابط الموضوعي بين هذه الآيات من خلال قواعد منهجية وضوابط جامعة بغية تأسيس منظومة موضوعية تصب في مقصود البحث وهو الوصول إلى قواعد تنظيرية تكون مرجعاً للموضوع المعني.

 

و- ربط القواعد التنظيرية بمقاصد الشرع والرؤية القيمية الكلية بغية تنزيلها على الواقع المعاصر والإجابة على إشكالاته القائمة[25].

 

وقد أشار بعض الباحثين إلى ضرورة الوقوف على مقومات المنهج الاجتهادي الذي يمكن للباحث من خلالها دراسة الظاهرة الاجتماعية في إطار العلوم الاجتماعية، وهي مقومات تتجلى في: الاستدلال، ومهمته استخراج الدلالات القرآنية من الوحي المنزل باعتبارها دلالات تفسيرية إصلاحية لعالم الظواهر، ثم وضع هذه الدلالات المستخرجة كفرضيات ومقدمات في أولى خطوات الاجتهاد. والتجريب وفيه يعمد إلى العمل التجريبي؛ لتتابع خطوات البحث جامعاً بين العلم والعمل، والتأويل والتجريب، أي بين الدلالة التفسيرية المؤولة من النص المطلق، وبين السنن الاستقرائية أو الاستنتاجية؛ ليتم الحصول على النتائج التي ما أن توافق إحدى نتائجها ما يحدث في عالم الظواهر الاجتماعية كتاب الله المنصوب من جهة، ويصادقها تفسير الوحي المنصوص الكلي. والتصديق، وهي القرب من مدى العلم اليقيني، وهذا يتطلب مقارنة النتائج بعد الاستدلال والتجريب بدلالة النصوص المفسرة للظاهرة بمعنى معرفة مدى مطابقتها ومصادقتها للدلالة المفسرة، فعندئذ تؤخذ هذه السنة والنظرية باعتبارها العلم اليقيني الراشد المطلوب[26].

 

بناء منهجية للتعامل الداخلي مع النص القرآني، وهذا يستدعي إحكام دلالة الألفاظ وتراكيبها من جهة العربية وإمعان النظر فيها، ثم النظر إلى خارج اللفظ بما يرتبط به في إطار دلالة الالتزام، وذلك باستحضار سياقها وما يحتف بها من القرائن المنفصلة، واعتبار الظروف العامة لنزولها وسياقها الزماني، ومعنى ذلك أن ترديد الفكر والنظر بين الآية والمعجم اللغوي وقواعد العربية، لا يكفي لبيان مراد الله تعالى من كلامه، ولا يغني لمعرفة مقاصد الآيات القرآنية وغاياتها التي نزلت من أجلها، ولذلك فإن القراءات التي تقوم على الهذرمة والقراءة اللغوية والفهم المعتمد على تردد البصر بين الآية والمعجم اللغوي والذهن العلمي أو الآلي لن توصل إلى الوعي الحضاري العمراني بالقرآن[27]، إلا أنه يلزم التأكيد في هذا السياق على أهمية التعامل مع القرآن المجيد ونصوصه وفقاً لمقتضيات لسانه العربي، فالقرآن نزل بلسان العرب على الجملة، فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾[28]، وقال: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾[29]، وقال: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾[30]، وقال: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾[31]، إلى غير ذلك مما يدل على أنه عربي وبلسان العرب، لا أنه أعجمي ولا بلسان العجم، فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة[32]، ومعلوم في مبحث فلسفة اللغة أن الأصل هو وضع الواضع، فلا يصح العدول عنه إلا بدليل، فإذا ورد الخطاب في كلام الله تعالى أو في خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلقاً وجب حمله على موضوعه في أصل اللغة وعلى ما هو اسم له في اللغة والاصطلاح، فما خاطبنا به مما هو في اللغة فهو محمول على حكمه فيها؛ لأن الله تعالى خاطبنا بلسان العرب، وعلى معهودهم في الكلام ولا يجوز العدول عن ذلك، والأصل في ذلك والمرجع الوضع أولاً، وقد فهم الصحابة رضي الله عنهم ذلك فكانوا يلجؤون في تفسير القرآن إلى لسان العرب وشواهدهم شعراً ونثراً[33].

 

لكن لا ينبغي أن يحاكم القرآن وفقاً لمقتضيات لغة العرب، إذ أن علاقة القرآن بلسان العرب علاقة اتصال وانفصال، فعلاقة الاتصال تكون بإدراك دلالات الألفاظ من حيث بناؤها العربي، وهذا الذي يفهم من كلام الشاطبي المتقدم، أما علاقة الانفصال، فإن القرآن المجيد يلزم التعامل معه في إطار النظم والأسلوب والسياق، فهذه هي مقتضيات إعجازه.

 

فهذا التقرير يقتضي من ضمن أصوله المنهجية بالإضافة إلى اعتبار القواعد اللغوية والبيانية ومعرفة القواعد الأصولية الضابطة، مراعاة السياق العام للنص وهو ذو أبعاد ثلاثة: السياق النصي، والسياق الخطابي، والسياق الحالي أو الوجودي، أما السياق النصي فيقصد به مراعاة النصوص السابقة واللاحقة للنص المراد تحليله وهذا مبنى على قاعدة السباق والسياق محكَّم، وأما السياق الخطابي فيراد به معرفة النصوص المماثلة موضوعياً للنص المراد، ويمكّن الباحث من ربط الأحكام المتولدة عن النص المدروس بالأحكام المتفرقة في هذا الخطاب، ويراد بالسياق الوجودي إنزال النص على الحالة التي تتناسب مع مقصد الخطاب، ويسمح بفهم الدلالات الاجتماعية للنص على الواقع المشهود، ويقتضي هذا السياق اعتبارَ ما يُسمى بأسباب نزول القرآن الكريم[34].

 

التأكيد على الهدى المنهاجي في القرآن المجيد، ذلك أن تقرير كون القرآن هداية للناس لا يُشْكل على أحد وقد نص عليه القرآن تصريحاً وإشارة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾[35]، إلا أن الإشكال يكمن في كيفية إدراك ذلكم الهدى، وعليه فإن الأمة بحاجة إلى الهدى المنهاجي؛ لتنتقل في مستوياتها كلها لتحقق مقتضيات هذا الهدى، سواء في مستوى تفكيرها أو تدبيرها أو خطابها وتعبيرها، والهدى المنهاجي مقصود به الطريقة المثلى في أداء الوظيفة الخلافية للإنسان في عبادته وشهادته[36]، أو بعبارة أخرى أن الهدى القرآني أو المنهاجي يتضمن رسالة أو عدة رسالات هي خلاصة المقاصد التربوية، ومكنز التعاليم الربانية التي تبني الشخصية الإيمانية للإنسان المسلم، وتسلك به مسالك العبدية لله رب العالمين في نفسه ومجتمعه وعالم شهادته[37].

 

وهذا يقتضي التعرض إلى مصادر الهدى المنهاجي وما يستلزمه استخراجُ مكنونه واستنباطُه، ويتلخص الهدى القرآني في ثلاثة مصادر كبرى، وهي أولاً: القرآن باعتباره أصلاً لغيره وحاكماً عليه، وسوف نعرض منهاجية استخراج مكنونه لاحقاً. وثانياً: السنة النبوية الصحيحة باعتبارها بياناً للقرآن ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾[38]، وهي تمثل الإسلام في وضعه الأفقي، أي أنها تستجيب للقضايا الفقهية والعقدية وغيرها، وذلك عرض للإسلام في الصورة التي انتهى إليها. وثالثاً: السيرة النبوية وهي تمثل الوجه العملي للقرآن مربوطاً بالزمان أو هي السنة المنظومة في الزمان، فأهميتها في الهدى القرآني تتجسد في كونها الصدى العملي الأعلى للقرآن الكريم[39].

 

أما لوازم استخراج مكنون القرآن واستنباطه، فإنه يكمن في عدة مداخل يلزم اعتبارها بالإضافة إلى ما تقدم اعتباره من ضرورة الاهتمام بالسياق العام بمختلف صوره، والذي يتلمس عهد التنزيل القرآني فإنه يقف على إحدى مداخل الهدى الرئيسة التي كانت محل اهتمام جيل التلقي في ذلكم العهد، إنه مدخل الأزمات الذي يعد المدخل الأهم لمقاربة القرآن الكريم بمنهج جيل التلقي، وحقيقة هذا المدخل مدارها الأسئلة التي يفرزها الواقع فينزل القرآن المجيد بمناسبة إثارتها، لا ليلتصق بالواقع، ويُستوعب في مشكلاته وأزماته كما يتوهم البعض، بل ليستوعبها بحلوله وإجابته، ويقوم بترقية الواقع ثم تجاوزه، بدليل ما يوجد في القرآن من ألفاظ التساؤل والاستفتاء، وهكذا يبقى القرآن الكريم في حالة استيعاب وتجاوز[40].

 

إلا أن الفارق بين جيل التلقي والأجيال اللاحقة أن القرآن قد كمل وصار كله بين الدفتين وقابله جبريل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين في العرضتين الأخيرتين[41]، وبمقتضى العرضتين تم ترتيبه وفصله عن وقائع عصر النزول ليأخذ صفة الإطلاق والشمول والعموم والاستيعاب، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ولا كتاب بعد القرآن المجيد، وعلى البشرية أن تعالج مشكلاتها بهذا الكتاب الكريم  ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾[42]، فنحن مطالبون اليوم أن نصوغ أسئلتنا وأزمتنا ومشكلاتنا ونتقدم إلى القرآن المجيد نثوره ونسأله ونحاوره ونقرأه من الفاتحة إلى الناس بتدبر وتفكر وتعقل وتذكر وتلاوته حق التلاوة، لنحصل منه على الأجوبة والحلول، فعصر التنزيل كان القرآن ينزل لمعالجة المشكلات، وفي عهدنا وما يلحقه لا بد من تنزيل الأسئلة على القرآن والقيام بمحاورته، للحصول على الجواب الشافي من خلال ظاهره أو عمومه أو كلياته أو مكنونه، ولا يخفى أن أزمات العهد الأول التي نزل القرآن جواباً لحلها دلت عليها النصوص القرآنية نفسها، وأبرز أمثلتها حادثة الإفك، والمجادلة، وقصة الثلاثة الذين خلفوا، وأزمة الرماة في غزوة أحد، وأمثالها كثير.

 

المدخل الثاني الذي يمثل مسلكاً منهاجياً من مسالك استخراج الهدى القرآني واستنباطه هو المدخل الوظيفي، وقوامه وظائف ثلاث: التلاوة بمنهج التلقي، والتزكية بمنهج التدبر، وتعليم الكتاب والحكمة بمنهج التدارس[43]، مرجعها قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[44]، وقوله: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾[45]، وقوله: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾[46].

 

فالوظيفة الأولى وهي التلاوة تقتضي تلقي القرآن على سبيل التذكر لا على مجرد التلاوة لمن ينثره نثر الدَقَل، وإنما يؤتي القرآن ثماره حقيقة لمن تلقاه، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتلقى القرآن من ربه وحياً منزلاً ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾[47]، فإن المسلم يتلقى القرآن بقلبه على سبيل الذكر، ذلك لأن المسلم يتعامل مع القرآن تلاوة واستماعاً على أنه تنزيل وليس فقط على أنه إنزال، ومقتضى ذلك أن يتعامل معه العبد ويتدبره آية آية، باعتبارها تنزلت عليه لتخاطبه في نفسه ووجدانه، فتبعث قلبه حياً في عصره وزمانه[48]، ولذلك قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾[49].

 

والوظيفة الثانية هي التزكية بمنهج التدبر، والمقصود بها تزكية النفس عن طريق تنميتها بالخيرات والبركات، وبزكاء النفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحق في الدنيا الأوصاف المحمودة، وفي الآخرة الأجر والمثوبة، وهو أن يتحرى الإنسان ما فيه تطهيره[50]، وإنما يكون ذلك بهدي القرآن كما دلت عليه دلالة الاقتران بين التزكية وتلاوة آيات الكتاب وتعليمه، ولا شك أن لهذا الاقتران دلالة ومغزى يمكن إدراكهما من خلال ربط التزكية بالتدبر، ووجه هذا الارتباط أن التدبر يمثل طريقاً من طرق المعرفة الربانية، ولذلك لا بد من التعرف على القرآن المجيد تدبراً واكتشافاً؛ ولا يمكن للمرء أن يقرأ القرآن العظيم ويدرك مقاصده العليا بدون تدبر وتفكر في آياته وسوره، ذلك أن التدبر هو المنهج القرآني المأمور به لقراءة القرآن، وحسبك في التذكير بأهميته ما جاء في كتاب الله من التنويه به في إطار المنطوق والمفهوم، قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾[51]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾[52]، فتدبر القرآن وآياته يعني النظر إلى مآلاتها وعواقبها في النفس والمجتمع، وذلك بأن تقرأ الآية من كتاب الله، فينظر إلى موقعها من النفس، وآثارها على القلب والعمل، ثم النظر إلى موقع النفس منها ومرتبتها من حيث الاهتداء والمخالفة، وما آثار ذلك كله على النفس البشرية، وإذا كان تعلقها بالمجتمع فإنه يلزم النظر في سنن الله فيه من حيث وقوعها وما آلت إليه في عصره، والتفكر في سيرورة المجتمع وصيرورته في ضوئها عند الموافقة والمخالفة، مع النظر في علاقة ذلك كله بالكون والحياة والمصير، وبما أن القرآن كتاب يحيل المتدبر له على امتدادات الكون، ويرجع به إلى كشف كثير من أسرار الوجود، وغرائب الخلق، فإن التدبر بما هو منهج قرآني لقراءة القرآن يحيل الإنسان على التفكر الذي هو المنهج الرباني لقراءة الكون، فيكون كل متدبر للقرآن متفكراً في الكون، وعليه فإنه سيكون قارئاً بالقرآن كل آيات الله المنظورة والمقروءة على السواء[53].

 

وأما الوظيفة الثالثة فهي التعلم والتعليم بمنهج المدارسة، ومقتضى هذه الوظيفة الاهتمام بالقرآن من حيث بناء الوعي به، وهذا يعتمد على أمور كثيرة، منها:

أولاً: إدراك كون القرآن المجيد كتاباً فيه خاصية الإعجاز والتحدي، وهي حقيقة مقررة في النفوس والعقول، إلا أن هذه الخاصية ينبغي توظيفها لبيان أن القرآن كتاب كوني ينطوي على خصائص ينفرد بها، وهي الإطلاق، والاستيعاب، والتجاوز، والتصديق والهيمنة، والمنهج المعرفي، وهذا يقتضي من أهل العلم والمعرفة بالقرآن اكتشاف الرؤية الكونية القرآنية وفقهها والتسلح بها. ثانياً: العناية بالقرآن الكريم دراسة وبحثاً بغية الكشف عن المنهجية المعرفية التي توقف الباحث على الظواهر الكونية والمجتمعية في إطار المنهج التوحيدي المعرفي، كذا العناية به من خلال تربية النشء المسلم عليه بأشكال ميسرة في إطار ما يسمى مدارس تعليم القرآن[54]، والنظر إليها على أنها محاضن تلاوة، وتزكية، وتعليم[55].

 

ثانياً: التوحيد ودلالاته المنهجية:

يمثل التوحيد الركيزة الأساس التي يستند عليها الخطاب الإلهي، والناظر في نصوصه يدرك أن له مساحة واسعة خُصصت لمباحثه وتقرير أسسه وخصائصه ومقوماته، ولذلك كانت له انعكاساته العلمية والمعرفية على الأمة في إطار ما قدمته من إسهامات في تأصيل الجانب العقدي، ولقد كانت هذه الإسهامات متفاوتة من حيث بناؤها المعرفي، فكثير منها كان انعكاساً لصراع فكري عقائدي دام قروناً طرفاه أشهر مدارس المتكلمين في تاريخ الأمة، وقد أفضى هذا الصراع إلى إشغالها عن تلمس عقيدة التوحيد الصافية في القرآن وبيانه دون أن تظهر عليه آثار تاريخية في الزمان والمكان تصرفه عن مقاصده العليا، ولذلك يرى الباحث ضرورة مراجعة التراث العقائدي وتأصيل قضية التوحيد وفقاً للخطاب القرآني والبيان النبوي من خلال استحضار فهم جيل التلقي في عهد التنزيل.

 

إن أهمية التوحيد تكمن في كونه محور الرسالة الإسلامية، بل هو محور كل الرسالات السماوية، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾[56]، وهو كذلك محور حياة الإنسان الحق، فقيمة الإنسان الحقيقية تتبدى عندما يجعل ربه محور حياته ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[57]، وبذلك تتفق وجهة الإنسان ووجهة الكون الذي يعيش فيه، فالكون كله مطيع لله، خاضع لسلطانه، مسبح بحمده، فإذا تمرد العبد على ربه أصبح نغمة نشازاً في هذا الوجود الهائل المتجه إلى الله وحده بالطاعة والخضوع[58]، إلا أنه ينبغي إدراك الأهمية المنهجية التي ينطوي عليها التوحيد، وهي تتمثل في هذا الإطار في كونه يشكل إطاراً لفهم الحياة والكون، ويرسي العلاقات الإنسانية والأسس التي ترتكز عليها، وإن أي إخلال بهذا الأصل والمفهوم سيكون له آثار خطيرة في معنى الحياة الإسلامية، ونوعيتها، والغاية منها.

 

وإذا تم تجاوز الحديث عن مستويات التناول التي تظهر من خلالها عظمة التوحيد وكيفية تفصيل مباحثه ومسائله؛ لكون ذلك في دائرة التخصص العقائدي، فإن من الضروري التأكيد على الجوانب المعرفية في آثار التوحيد، فالتوحيد يعد من أهم المحركات الموضوعية المؤثرة في اتجاه وإفراز الدواعي والقوى المحركة للمعرفة وتحديد مضمونها وتفسير الغامض والمبهم منها، فهو بذلك مصدر المعرفة بحال الكون الذي يهدي الخلائق والإنسان في مسالكه ودروبه، وله وحده حق التوجيه والطاعة في أمر الكون، وفي غايته وصلاح أمره، وعلى طريق الإيمان بالخالق والإحسان في الأداء يكون الصلاح، وتكون العزة وحسن المآل في الدارين[59].

 

وتظهر تجليات التوحيد المعرفية:

أولاً: في كونه يمثل حجر الزاوية في تكوين وبناء الرؤية الكلية عن الكون والحياة والإنسان، وتوضيحه حدود وأبعاد الدور الإنساني في الكون والحياة، وحصره مصادر المعرفة بالوحي والوجود خلافاً للفلسفات البشرية المضطربة والمتخبطة[60].

 

وثانياً: في اعتباره مدخلاً تفسيرياً لآلاف الظواهر النفسية، والسلوكية، والنظمية، والمعرفية في مختلف المستويات، والتفسير الذي يقدمه القرآن يؤدي إلى الفهم العميق لتلك الظواهر، ويمكن من صياغة الأسئلة المعرفية، وتعليم الإنسان طرق الإجابة عنها، كما يمكنه من وضع المقدمات بأدق ما يستطيعه العقل البشري، وتجنيبه الخطأ، فتصبح عملية الوصول إلى النتيجة منضبطة تستوعب التنبؤ المنهجي وتتجاوزه[61].

 

ثالثاً: النظم القرآني ودلالاته المنهجية:

على الرغم من التنبيه على قضية السياق في المداخل المنهاجية، فإنه من الضروري إبراز الأهمية المنهجية التي يتضمنها النظم القرآني وما يترتب على اعتباره من أثر في بيان وتعميق مقاصد التنزيل الحكيم، حيث ترتقي المدارك على آفاق البيان المعجز بفقه أدوات الصياغة اللغوية، والصرفية، والبلاغية، والتركيبية، فتتجلى آماد لا حدود لها من جلال الإعجاز، وعمق المعاني، وبعد الإيحاءات، وسمو الغايات، ولا شك أن الفهم العميق لكتاب الله يقتضي فهم الوظيفة الدلالية لكل جزئية تعبيرية في القرآن الكريم، حتى على صعيد الاستخدام الحرفي، الذي ينهض بوظيفة معرفية مميزة لا يؤديها أي حرف آخر قد يقوم مقامه، وعلى هذا الأساس استند من منع تناوب الحروف في القرآن[62]، على اعتبار أن كل حرف له وظيفته الدلالية والمقاصدية، ففي حالة التناوب يختلف المعنى باختلاف الاستخدام، وهذا ما يدعم الارتباط الوثيق بين المقام والمقال، أو بين النظم ومقاصد التشريع، مما يجعلهما نسيجاً تعبيرياً واحداً، يتجلى على صعيد: عموم السياق، وعلى مستوى الآية الواحدة، وعلى نطاق المفردة القرآنية، ومن خلال الاستخدام الحرفي[63].

 

ولا تخفى أهمية مراعاة النظم القرآني والوحدة البنائية القرآنية في دفع الإشكالات المفاهيمية التي تعرض لقارئ القرآن في استخراج مقاصده وأبعاده المعرفية، وهذا يجعله محدَّداً منهاجياً يمكن من خلاله الوقوف على المنهج الكفيل باستخراج المفاهيم القرآنية بالشكل الذي يعكس القدرة الاستيعابية والقدرة التأطيرية للقرآن الكريم بالنسبة لكل المفردات التي تتحرك في الواقع البشري[64]، ولذلك ترى اهتمام العلماء بهذا المنهج القرآني الأصيل، إلا أن تعابيرهم اختلفت من حيث توصيفه ما بين النظم، والسياق، والاتساق، والترتيب والترتيل، والوحدة البنائية، وعلم المناسبات، وكلها دالة عليه من حيث المعنى وإن اختلفت لفظاً[65].

 

وعلى الرغم من التقرير بأهمية هذا المنهج إلا أن جمهور المفسرين أعرضوا عنه، حيث غلبت على تفاسيرهم المنهجية التجزيئية ولم يتعرضوا للنظم القرآني باختلاف سياقاته اكتفاء بالنظر إلى الآيات منفردة منفصلة عن نظمها، وفي هذا السياق يقول ابن الزبير الثقفي: " لم أر في هذا الضرب الخاص شيئاً لمن تقدم وغبر، وإنما بدر لبعضهم توجيه ارتباط آيات في مواضع متفرقات، وذلك في الباب أوضح ومجال الكلام فيه أفسح، أما تعلق السور على ما ترتبت في الإمام واتفق عليه الصحابة الأعلام، فمما لم يتعرض له فيما أعلم، ولا قرع أحد هذا الباب ممن تأخر أو تقدم "[66]، ونقل السيوطي عن ابن العربي قوله: " ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ثم فتح الله لنا فيه فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه "[67].

 

فهذا ينبي عن دقة هذا العلم وصعوبة الخوض فيه عند كثير من العلماء، ولا يُظن بالعلماء العجز عن إدراك معاقده ومفاصله إلا أنهم هابوا التكلف في الوقوف على مناسبات تخرج الآيات عن مقاصد منشئها مع ما ثبت من صوارف رامها البعض لعدم الخوض فيه، وقد انبرى من يزيل الغبش والران عن بنائية القرآن ويثبت أهميتها ويبرز دورها في استخراج مكنون القرآن، يقول الدكتور محمد عبد الله دراز: " إنك لتقرأ السورة الطويلة المنجمة يحسبها الجاهل أضغاثاً من المعاني حشيت حشواً، وأوزاعاً من المباني جمعت عفواً، فإذا هي لو تدبرت بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد الكلية على أسس وأصول، وأقيم على كل أصل منها شعب وفصول، وامتد من شعبة منها فروع تقصر أو تطول، فلا تزال تنتقل بين أجزائها كما تنتقل بين حجرات وأفنية في بنيان واحد قد وضع رسمه مرة واحدة "[68].

 

لذلك فإن إحكام هذا العلم والأخذ بأدواته المنهجية يساعد على إدراك المناسبة بين الآيات في إطار السورة الواحدة، وبين السور بعضها ببعض، وهذا يقتضي في البدء الإحاطة بالمفهوم قبل الولوج في قراءة الآيات وفقاً للمنهجية البنائية الآياتية، وعليه فقد حاول البعض رسم النظم القرآني أو الوحدة البنائية القرآنية، فقال: "إن القرآن المجيد واحد لا يقبل بناؤه وإحكام آياته التعدد فيه أو التجزئية في آياته، أوالتعضية بحيث يقبل بعضه، ويرفض بعضه الآخر، كما لا يقبل التناقض أو التعارض وغيرها من عيوب الكلام، فهو بمثابة الكلمة الواحدة أو الجملة الواحدة أو الآية الواحدة "[69].

 

إن القرآن الكريم من خلال اعتبار وحدته البنائية ينعكس أثره جلياً على الجانب المعرفي بتحقيقه للبشرية وحدة معرفية تلملم شتات الإنسان المعرفي، وتوحد بين زوايا إدراكه، بما يشبه إكسابه جهاز تنسيق معرفي يمكنه من الخروج من التفرع الإدراكي ومرحلة الشركاء المتشاكسين، إلى صيرورته سلماً لله رب العالمين، فيطفق في السير سوياً على صراط مستقيم[70]، ولا يمكن ذلك إلا إذا تحقق مقصوده من تنزيله، ذلك أن منزله وقائله أراد لهذا القرآن أن يُقرأ ويُتدبر ويُتفكر فيه، ويعقله العالمون، ويرتله المرتلون، قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾[71]، فأودع الله فيه كل ما يجعله جاذباً لأصناف الخلق كافة، مستدعياً له لقراءته، قادراً على صنع الدوافع والدواعي والإرادات لترتيله وتلاوته، ولا يمكنهم ذلك إلا بقراءته في إطار وحدته البنائية التي تمثل الركن الأساس في هذا كله[72].

 

كما لا يخفى أنه لا يتسنى قراءة القرآن قراءة تكاملية معرفية إلا من خلال وحدته البنائية ونظمه وسياقاته العامة، ولا يمكن أن تتكامل معارف الهدى القرآني إلا من خلال توافقها مع معارف الهدى الكوني، في إشارة إلى الجمع بين القرآتين، الذي يمثل محدداً منهاجياً في إطار الوحدة البنائية القرآنية، وهو منهج أساس في التعامل مع آيات الكتابين فهماً، واستنباطاً، وتعرفاً، واستكشافاً، باعتبارها دلائل متجانسة متناسقة على الخالق سبحانه[73]، فالقراءة الأولى كونية تستمد من الوحي الغيبي عبر القرآن، والقراءة الثانية موضوعية حيث يهيمن القرآن بالرؤية الكونية للقراءة الأولى على شروط الوعي الإنساني في الواقع الموضوعي ليستوعبها في إطارها العلمي النقدي التحليلي ويتجاوزها باتجاه كوني مستمد من الوحي الإلهي القرآني، فالقراءتان ليستا متقابلتين، قراءة في القرآن تقابلها قراءة في الكون، وإنما هي قراءة بالقرآن تهيمن على قراءة الكون المتحرك بشروطه الموضوعية[74]، وقوام الجمع بين القراءتين ودعامته الأساسية ما تسمى بمنهجية القرآن المعرفية وهي تعني المنهج الذي يقدمه القرآن المجيد في شكل محددات وسن قوانين يمكن استنباطها من استقراء آيات الكتاب الكريم تلاوة، وتدبراً، وترتيلاً، وتنزيلاً، وتفكراً، وتعقلاً، وتذكراً، ثم التعامل مع هذه المحددات تعاملاً يسمح بوضع محددات تصديق وهيمنة، وضبط للخطوات المعرفية، ومنها: تصحيح مسار المنهج العلمي، وإخراج فلسفة العلوم الطبيعة والاجتماعية من مضايق النهايات التي تتوقف عندها الآن[75]، والمدخل الأساس للجمع بين القراءتين يبدأ باكتشاف العلاقة المنهجية بين الناظم المنهجي لآيات القرآن الذي أعطى القرآن وحدته البنائية وإعجاز نظمه وبين السنن والقوانين المبثوثة في الوجود، والمهيمنة على حركته للكشف عن الناظم المنهجي الذي يربط بينهما[76].

 

رابعاً: أسماء القرآن وأوصافه:

يظهر التتبع والاستقراء لآيات القرآن جملة من الأسماء والأوصاف التي سمى الله تعالى بها القرآن المجيد، ومنها: الكتاب، كلام الله، كلمات الله، الروح، التنزيل، الأمر، القول، الوحي، الكريم، المجيد، العزيز، الحكيم، العلي، الصدق، الحق، المبارك، العجب، العلم، الهدى، الرحمة، الذكر، الموعظة، الشفاء، التذكرة، المبين، البلاغ، البشير والنذير، البصائر، البيان، النور، الفرقان، النبأ، العظيم، البرهان، حبل الله، المهيمن، الحكمة، الصراط المستقيم، القيم، القول الفصل، أحسن الحديث متشابه مثاني، العروة الوثقى، العدل، الأمر، البشرى[77].

 

ولورود هذه الأسماء والصفات دلالات موضوعية وأسلوبية ومنهجية عامة وخاصة مستوحاة من دلالة ذلك الوصف ونابعة منه، فأما الدلالات الخاصة، فإنها تأخذ حكم سياقاتها النصية، وأما دلالاتها العامة، فإن فيها تأكيداً وتقريراً ينوه بالقرآن كونه كتاباً كونياً من حيث انفراده بخصائص منهجية عامة مثل: الإطلاق، والاستيعاب، والتجاوز، والتصديق، والهيمنة، والمنهجية المعرفية، وخصائص موضوعية يؤكد من خلالها على المقاصد العليا الحاكمة في التوحيد، والتزكية، والعمران.

 

ولا يخفى أن كثيراً من هذه الأوصاف جاءت في سياقها المكي حيث التأكيد على قضية الإيمان وتقرير التوحيد وموقف المعارضين لدعوة الحق؛ لذلك سيقت لتؤكد على جملة من المقاصد الموضوعية، إذ فيها بيان لحقيقة القرآن، وكشف لما أودع الله فيه من الخصائص والمزايا التي باين بها كلام البشر، كما أن فيها دعوة للناس إلى الإيمان بالقرآن وما يتضمنه من مقاصد[78]، كما أن بعض أوصافه جاءت في السياقات المدنية لتؤكد على القضية الجمعية التي ينبغي أن تتسم بها الأمة وما فيها من جمع للكلمة والتآلف والتآخي من جهة، وتقرير هيمنة القرآن على غيره من الكتب وإن كان مصدقاً لها، وما يتضمنه من الدعوة إلى الإيمان واتباع النبي الخاتم من جهة أخرى[79].

 

إلا أن أهم دلالة[80] لهذه الأوصاف فيما يظهر للباحث أن قضية التغاير في وصف القرآن وتسميته متعلقة بمنهج التدبر الأمثل لكتاب الله تعالى، فإنها تبعث على التأمل في داخل النص القرآني دون أن تكون هناك افتراضات للقارئ وأحكام تسبق قراءته، وفي حالة قراءة النص من داخله فإن المتأمل فيه سيدرك من خلال تدبره أن بنية هذا النص وتفاصيله من عند الله تعالى وأن خاصية الإحكام ظاهرة عليه، وهذا يسهل إدراك مقاصده العليا، لكن ما يشترط لهذه القراءة في أبرز عناصرها أنها تكون في إطار الافتقار لا الاستظهار.

 

المراجع:

1- ابن القيم، كتاب الفوائد، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1393هـ/1973م.

2- أبو إسحاق الشاطبي، الموافقات في أصول الشريعة، بيروت، دار الكتاب العربي، ط1، 1423هـ/2002م.

3- أبو بكر البيهقي، الأسماء والصفات، جدة، مكتبة السوادي، 1993م.

4- أحمد العبادي، الوحدة البنائية للقرآن المجيد، بحث منشور في مجلة رسالة القرآن، العدد الأول، السنة الأولى، 1425هـ/2004م.

5- أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي، البرهان في تناسب سور القرآن، الدمام، دار ابن الجوزي، ط1، 1428هـ.

6- أحمد عبادي، بنائية القرآن المجيد دعامة من دعامات الختم، بحث منشور في مجلة حراء، العدد السابع عشر، السنة الخامسة، 2009م.

7- تقي الدين أحمد بن تيمية، مقدمة في أصول التفسير، بيروت، دار مكتبة الحياة، بدون تاريخ.

8- جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، القاهرة، الهيئة العامة المصرية للكتاب، 1394هـ/1974م.

9- الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، دمشق، دار القلم، ط3، 1423هـ/2002م.

10- رجاء محمد عودة، النظم القرآني وأثره على مقاصد التنزيل الحكيم، بحث منشور في مجلة جامعة الملك سعود، المجلد 11، 1419هـ/1999م.

11- سعيد شبار، منهجية الاستمداد التكاملي لمعارف الوحي، بحث منشور في مجلة حراء، العدد السادس عشر، السنة الرابعة، 2009م.

12- سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل، مدخل القيم: إطار مرجعي لدراسة العلاقات الدولية في الإسلام، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1419هـ/1999م.

13- سيف الدين عبد الفتاح، القرآن وتنظير العلاقات الدولية في الإسلام: خبرة بحثية، بحث منشور ضمن كتاب: المداخل المنهاجية للبحث في العلاقات الدولية في الإسلام، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1417هـ/1996م.

14- الشاهد البوشيخي، الهدى المنهاجي في القرآن الكريم، مجلة حراء، العدد الثاني عشر، 2008م.

15- طه جابر العلواني، أزمة الإنسانية ودور القرآن الكريم في الخلاص منها، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، ط1، 1427هـ/2006م.

16- طه جابر العلواني، التوحيد والتزكية والعمران: محاولات في الكشف عن القيم والمقاصد القرآنية الحاكمة، بيروت، دار الهادي، ط1، 1424هـ/2003م.

17- طه جابر العلواني، الجمع بين القراءتين: قراءة الوحي وقراءة الكون، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، ط2، 1429هـ/2008م.

18- طه جابر العلواني، الوحدة البنائية للقرآن المجيد، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، ط2، 1429هـ/2008م.

19- طه جابر العلواني، معالم في المنهج القرآني، القاهرة، دار السلام، ط1، 1431هـ/2010م.

20- طه جابر العلواني، نحو منهجية قرآنية للبحوث والدراسات، مجلة إسلامية المعرفة، بيروت، العدد الثلاثون، السنة الثامنة، 1423هـ/2002م.

21- عبدالحميد أبو سليمان، أزمة الإرادة والوجدان المسلم: البعد الغائب في مشروع إصلاح الأمة، دمشق، دار الفكر، الإعادة الثالثة، 1428هـ/2007م.

22- عبدالرحمن حللي، المستويات القرآنية لمنهج التعامل مع النص، بحث منشور في موقع الملتقى.

23- عبدالعزيز بن صالح العمار، الخصائص الموضوعية والأسلوبية في حديث القرآن عن القرآن، دبي، سلسلة الدراسات القرآنية التابعة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ط1، 1428هـ/2007م.

24- عبدالقادر محمد الحسين، معايير القبول والرد لتفسير النص القرآني، دمشق، دار الغوثاني للدراسات القرآنية، ط1، 1428هـ/2008م.

25- عبدالكريم عكيوي، نظرية الاعتبار في العلوم الإسلامية، فرجينيا، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1429هـ/2008م.

26- عبدالله بن يوسف الجديع، المقدمات الأساسية في علوم القرآن، ليدز، مركز البحوث الإسلامية، ط1، 1422هـ/2001م.

27- عمر سليمان الأشقر، التوحيد محور الحياة، عمان، دار النفائس، ط2، 1411هـ/1991م.

28- فريد الأنصاري، الفطرية بعثة التجديد المقبلة: من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م.

29- فريد الأنصاري، بلاغ الرسالة القرآنية: من أجل إبصار لآيات الطريق، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م.

30- فريد الأنصاري، مجالس القرآن: مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م.

31- فريد الأنصاري، ميثاق العهد في مسالك التعرف على الله، فاس، مطبعة أنفو برنت، ط1، 1424هـ/2003م.

32- لؤي صافي، العقيدة والسياسة: معالم نظرية عامة للدولة الإسلامية، دمشق، دار الفكر- بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، 1422هـ/2001م.

33- محمد أبو القاسم حاج حمد، إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية، محاضرات علم الاجتماع بمعهد إسلام المعرفة، الخرطوم، 1421هـ/2000م.

34- محمد الغرضوف، الوحدة البنائية للقرآن الكريم، بحث منشور في موقع الرابطة المحمدية لعلماء المغرب.

35- محمد عبدالله دراز، النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن، الكويت، دار القلم، بدون تاريخ.

36- محمد عبدالهادي أبو ريدة، مضمون القرآن الكريم في قضايا الإيمان والنبوة والأخلاق والكون، الكويت، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ط2، 1418هـ/1997م.

37- محمد مجذوب محمد صالح، أصول الاجتماع الإنساني في المفهوم الإسلامي: مشروع معرفي في الإصلاح الاجتماعي، الخرطوم، مركز التنوير المعرفي، ط1، 2005م.

38- محمد مجذوب محمد صالح، أصول الفكر السياسي الإسلامي: مدخل إلى إعادة بناء علم السياسة، بحث منشور في مجلة التنوير، الخرطوم، مركز التنوير المعرفي، العدد الأول، 2006م.

39- محمد مجذوب محمد صالح، أصول المنهج العلمي في القرآن الكريم، بحث منشور في كتاب: مشروع العقل والعقلانية في إطار الفكر الإسلامي، السودان، مركز التنوير المعرفي، ط1، 2007م.

40- مساعد بن سليمان الطيار، المحرر في علوم القرآن، جدة، مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي، ط2، 1429هـ/2008م.

41- مصطفى جابر العلواني، عالمية الخطاب القرآني: دراسة تحليلية في السور المسبحات الخمس، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد إسلام المعرفة/ جامعة الجزيرة، 1425هـ/2004م.

42- مصطفى حوامدة، منهج القرآن الكريم في البناء المعرفي، أبحاث جامعة اليرموك: سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 2005م.

43- مصطفى صادق الرافعي، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، بيروت، دار الكتاب العربي، 1425هـ/2005م.

44- مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، الرياض، مكتبة المعارف، ط2، 1417هـ/1996م.

45- منى أبو الفضل، المنظور الحضاري وخبرة تدريس النظم السياسية العربية، بحث منشور ضمن كتاب المنهجية الإسلامية في العلوم الاجتماعية، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومركز الحضارة للدراسات السياسية، 1423هـ/2002م.

46- منى أبو الفضل، وطه جابر العلواني، مفاهيم محورية في المنهج والمنهجية، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م.

47- منى عبد المنعم أبو الفضل، نحو منهجية للتعامل مع مصادر التنظير الإسلامي، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1417هـ/1996م.

 

يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟، القاهرة، دار الشروق، ط5، 1427هـ/2006م.



[1] يستخدم اصطلاح إطار مرجعي كاصطلاح فني في مناهج البحث، ويشير بصفة عامة إلى الإطار النظري أو مجموعة الافتراضات الأساسية التي تشير إلى طبيعة الحياة، وأبعادها الأساسية، وعملياتها، ومسار حركتها التي يؤمن بها الباحث، أو يتخذها مرجعاً ومرشداً له في دراسته لظاهرة من الظواهر، وهناك ثلاثة أطر مرجعية رئيسة في العلوم الاجتماعية، وهي إطار القيم، وإطار التبادل، وإطار الصراع. انظر: د. سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل، مدخل القيم: إطار مرجعي لدراسة العلاقات الدولية في الإسلام، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1419ه/1999م، ص92.

[2] النسق القياسي هو فكرة نابعة من النهج الحضاري ومكملة له في نفس الوقت، وإذا كان المنظور يوفر الإطار النظري بصورة شاملة متكاملة على مسار حركي في التكوين والتطور والمآل، فإننا نجد أن فكرة النسق القياسي تتوجه إلى مقطع من هذه الحركة وتقف عند ملتقيات ما يمكن أن تقدمه كبناء أو هيئة جملة من المؤثرات أو المفاعلات في مجال من مجالات الحركة التاريخية، ولذلك فإن وظيفة النسق القياسي تكمن في تقويم أداء الأمة وتقييمه، ذلك أن أداء الجماعة الأمة مثله مثل أداء الفرد لا بد أن يقوم في كل مرحلة من مراحله ويوزن، وعليه فلا بد من وجود المعايير التي يمكن على أساسها تقييم هذا الأداء، وهو ما يقوم به النسق القياسي. انظر: د. منى أبو الفضل، ود. طه جابر العلواني، مفاهيم محورية في المنهج والمنهجية، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م، ص28.

[3] منى عبد المنعم أبو الفضل، نحو منهجية للتعامل مع مصادر التنظير الإسلامي، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1417هـ/1996م، ص8.

[4] النحل، آية 89.

[5] طه جابر العلواني، نحو منهجية قرآنية للبحوث والدراسات، مجلة إسلامية المعرفة، بيروت، العدد الثلاثون، السنة الثامنة، 1423هـ/2002م، ص4.

[6] د. محمد عبدالهادي أبو ريدة، مضمون القرآن الكريم في قضايا الإيمان والنبوة والأخلاق والكون، الكويت، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ط2، 1418هـ/1997م، ص15.

[7] د. محمد عبد الله دراز، النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن، الكويت، دار القلم، بدون تاريخ، ص12-14.

[8] القيامة، آية 17-18.

[9] الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، دمشق، دار القلم، ط3، 1423هـ/2002م، ص668.

[10] أبو بكر البيهقي، الأسماء والصفات، جدة، مكتبة السوادي، 1993م، ج2ص27.

[11] عبد الله بن يوسف الجديع، المقدمات الأساسية في علوم القرآن، ليدز، مركز البحوث الإسلامية، ط1، 1422هـ/2001م، ص9.

[12] فريد الأنصاري، مجالس القرآن: مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م، ص25.

[13] د. مساعد بن سليمان الطيار، المحرر في علوم القرآن، جدة، مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي، ط2، 1429هـ/2008م، ص22.

[14] الجن، آية 1-2.

[15] مصطفى جابر العلواني، عالمية الخطاب القرآني: دراسة تحليلية في السور المسبحات الخمس، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد إسلام المعرفة/ جامعة الجزيرة، 1425هـ/2004م، ص26، نقلاً عن القرآن المجيد وخطابه العالمي، للدكتور طه جابر العلواني، بحث غير منشور.

[16] منى عبد المنعم أبو الفضل، نحو منهجية للتعامل مع مصادر التنظير الإسلامي، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1417هـ/1996م، ص17.

[17] من مقدمة السيد رشيد رضا على كتاب إعجاز القرآن والبلاغة النبوية لمصطفى صادق الرافعي، بيروت، دار الكتاب العربي، 1425هـ/2005م، ص15.

[18] انظر: د. يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟، القاهرة، دار الشروق، ط5، 1427هـ/2006م، ص39، مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، الرياض، مكتبة المعارف، ط2، 1417هـ/1996م، ص268.

[19] أشار ابن القيم إلى أن القرآن جامع لمقاصد ثلاثة: العقائد والشرائع والأخبار، وهي مجموعة في سورة الفاتحة، وهذا الذي يفسر كونها فاتحة للكتاب لتكون ديباجة له جامعة لمقاصده. انظر: ابن القيم، كتاب الفوائد، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1393هـ/1973م، ص19.

[20] المائدة، آية 48.

[21] د. طه جابر العلواني، معالم في المنهج القرآني، القاهرة، دار السلام، ط1، 1431هـ/2010م، ص19.

[22] د. محمد مجذوب محمد صالح، أصول المنهج العلمي في القرآن الكريم، بحث منشور في كتاب: مشروع العقل والعقلانية في إطار الفكر الإسلامي، السودان، مركز التنوير المعرفي، ط1، 2007م، ص342.

[23] مصطفى حوامدة، منهج القرآن الكريم في البناء المعرفي، أبحاث جامعة اليرموك: سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 2005م، ص1152.

[24] د. منى أبو الفضل، المنظور الحضاري وخبرة تدريس النظم السياسية العربية، بحث منشور ضمن كتاب المنهجية الإسلامية في العلوم الاجتماعية، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومركز الحضارة للدراسات السياسية، 1423هـ/2002م، ص114.

[25] د. سيف الدين عبد الفتاح، القرآن وتنظير العلاقات الدولية في الإسلام: خبرة بحثية، بحث منشور ضمن كتاب: المداخل المنهاجية للبحث في العلاقات الدولية في الإسلام، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1417هـ/1996م، ص37.

[26] محمد مجذوب محمد صالح، أصول الاجتماع الإنساني في المفهوم الإسلامي: مشروع معرفي في الإصلاح الاجتماعي، الخرطوم، مركز التنوير المعرفي، ط1، 2005م، ص42، وله أيضاً: أصول الفكر السياسي الإسلامي: مدخل إلى إعادة بناء علم السياسة، بحث منشور في مجلة التنوير، الخرطوم، مركز التنوير المعرفي، العدد الأول، 2006م، ص53.

[27] عبد الكريم عكيوي، نظرية الاعتبار في العلوم الإسلامية، فرجينيا، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1429هـ/2008م، ص177.

[28] يوسف، آية 2.

[29] الشعراء، آية 195.

[30] النحل، آية 103.

[31] فصلت، آية 44.

[32] أبو إسحاق الشاطبي، الموافقات في أصول الشريعة، بيروت، دار الكتاب العربي، ط1، 1423هـ/2002م، ص236.

[33] د. عبد القادر محمد الحسين، معايير القبول والرد لتفسير النص القرآني، دمشق، دار الغوثاني للدراسات القرآنية، ط1، 1428هـ/2008م، ص140.

[34] لؤي صافي، العقيدة والسياسة: معالم نظرية عامة للدولة الإسلامية، دمشق، دار الفكر- بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، 1422هـ/2001م، ص40.

[35] الإسراء، آية 9.

[36] د. الشاهد البوشيخي، الهدى المنهاجي في القرآن الكريم، مجلة حراء، العدد الثاني عشر، 2008م، ص6.

[37] فريد الأنصاري، مجالس القرآن: مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، مرجع سابق، ص83.

[38] النحل، آية 44.

[39] د. الشاهد البوشيخي، الهدى المنهاجي في القرآن الكريم، مرجع سابق، ص7.

[40] من مضمون حوار أجراه موقع إسلام أون لاين مع الدكتور طه جابر العلواني حول المنهجية المعرفية القرآنية، تاريخ الاقتباس: 10/4/2010م.

[41] إشارة إلى حديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه مسلم في صحيحه برقم 6467 وفيه: " أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضه الآن مرتين ".

[42] العنكبوت، آية 51.

[43] فريد الأنصاري، الفطرية بعثة التجديد المقبلة: من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م، ص116.

[44] البقرة، آية 129.

[45] آل عمران، آية 164.

[46] الجمعة، آية 2.

[47] النمل، آية 6.

[48] فريد الأنصاري، ميثاق العهد في مسالك التعرف على الله، فاس، مطبعة أنفو برنت، ط1، 1424هـ/2003م، ص76، وله أيضاً، مجالس القرآن: مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، مرجع سابق، ص66.

[49] البقرة، آية 121.

[50] الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، مرجع سابق، ص381.

[51] النساء، آية 82.

[52] محمد، آية 24.

[53] فريد الأنصاري، بلاغ الرسالة القرآنية: من أجل إبصار لآيات الطريق، القاهرة، دار السلام، ط1، 1430هـ/2009م، ص43.

[54] شاع في العالم الإسلامي ما يسمى بمدارس تحفيظ القرآن، ولا شك أن هذا الاصطلاح يوهم في ظاهره بأن العناية بالقرآن تقتصر على حفظه والعناية بتجويده وقراءته، وهي منهجية أفضت إلى تخريج طلبة حفظة ليس لهم في الغالب من القرآن إلا لفظه، وآل هذا الحال إلى فصل القرآن عن مقصود منشئه في التدبر، والتذكر، والفهم، والتزكية، والعمل .. الخ، لذا يرى الباحث ضرورة إعادة النظر في اصطلاح مدارس التحفيظ، وتغييره إلى مدارس تعليم القرآن، ولا يخفى أن الشارع حث على تعليم القرآن لا على تحفيظه فحسب، وهو وصف انطلق على جيل التلقي الذي اهتم بالقرآن لفظاً وحكماً، ويكفي في هذا أثر أبي عبد الرحمن السلمي الذي يقول فيه: " حدثنا الذين كانون يقرؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ".

[55] د. طه جابر العلواني، أزمة الإنسانية ودور القرآن الكريم في الخلاص منها، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، ط1، 1427هـ/2006م، ص110.

[56] النحل، آية 36.

[57] الأنعام، آية 162.

[58] د. عمر سليمان الأشقر، التوحيد محور الحياة، عمان، دار النفائس، ط2، 1411هـ/1991م، ص5.

[59] د. عبد الحميد أبو سليمان، أزمة الإرادة والوجدان المسلم: البعد الغائب في مشروع إصلاح الأمة، دمشق، دار الفكر، الإعادة الثالثة، 1428هـ/2007م، ص68-70، د. طه جابر العلواني، التوحيد والتزكية والعمران: محاولات في الكشف عن القيم والمقاصد القرآنية الحاكمة، بيروت، دار الهادي، ط1، 1424هـ/2003م، ص65.

[60] المرجع السابق، ص65-66.

[61] د. طه جابر العلواني، معالم في المنهج القرآني، مرجع سابق، ص83.

[62] انظر: تقي الدين أحمد بن تيمية، مقدمة في أصول التفسير، بيروت، دار مكتبة الحياة، بدون تاريخ، ص18.

[63] رجاء محمد عودة، النظم القرآني وأثره على مقاصد التنزيل الحكيم، بحث منشور في مجلة جامعة الملك سعود، المجلد 11، 1419هـ/1999م، ص29.

[64] محمد الغرضوف، الوحدة البنائية للقرآن الكريم، بحث منشور في موقع الرابطة المحمدية لعلماء المغرب، تاريخ الاقتباس: 20/4/2010م.

[65] د. أحمد العبادي، الوحدة البنائية للقرآن المجيد، بحث منشور في مجلة رسالة القرآن، العدد الأول، السنة الأولى، 1425هـ/2004م، ص24.

[66] أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي، البرهان في تناسب سور القرآن، الدمام، دار ابن الجوزي، ط1، 1428هـ، ص77.

[67] جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، القاهرة، الهيئة العامة المصرية للكتاب، 1394هـ/1974م، ج3ص369.

[68] د. محمد عبد الله دراز، النبأ العظيم، مرجع سابق، ص155.

[69] د. طه جابر العلواني، الوحدة البنائية للقرآن المجيد، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، ط2، 1429هـ/2008م، ص14.

[70] د. أحمد عبادي، بنائية القرآن المجيد دعامة من دعامات الختم، بحث منشور في مجلة حراء، العدد السابع عشر، السنة الخامسة، 2009م، ص47.

[71] ص، آية 29.

[72] د. طه جابر العلواني، الوحدة البنائية للقرآن المجيد، مرجع سابق، ص17.

[73] د. سعيد شبار، منهجية الاستمداد التكاملي لمعارف الوحي، بحث منشور في مجلة حراء، العدد السادس عشر، السنة الرابعة، 2009م، ص14.

[74] محمد أبو القاسم حاج حمد، إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية، محاضرات علم الاجتماع بمعهد إسلام المعرفة، الخرطوم، 1421هـ/2000م، ص1.

[75] د. طه جابر العلواني، الجمع بين القراءتين: قراءة الوحي وقراءة الكون، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، ط2، 1429هـ/2008م، ص27.

[76] المرجع السابق، ص54.

[77] جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، مرجع سابق، ج1ص178.

[78] د. عبدالعزيز بن صالح العمار، الخصائص الموضوعية والأسلوبية في حديث القرآن عن القرآن، دبي، سلسلة الدراسات القرآنية التابعة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ط1، 1428هـ/2007م، ص18.

[79] المرجع السابق، ص36.

[80] د. عبدالرحمن حللي، المستويات القرآنية لمنهج التعامل مع النص، بحث منشور في موقع الملتقى، تاريخ الاقتباس: 25/4/2010م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من حقوق القرآن الكريم
  • فضل القرآن وقراءته
  • القرآن الكريم
  • المنهجية الإسلامية في التعامل مع الخبر

مختارات من الشبكة

  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوصاف القرآن الكريم (12) (والقرآن المجيد)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • مفهوم القرآن الكريم بين الوحي وعلماء القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لفظة القرآن في القرآن الكريم (دراسة موضوعية )(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أسماء القرآن وأوصافه في القرآن الكريم " جمع ودراسة "(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الرابعة: رد دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الثالثة: أصول وقواعد في الدفاع القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الأولى: تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب