• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

زيارة القبور والاستشفاع بها

زيارة القبور والاستشفاع بها
علي محمد سلمان العبيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/7/2014 ميلادي - 15/9/1435 هجري

الزيارات: 19464

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زيارة القبور والاستشفاع بها


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: زيارة قبور المسلمين على وجهين: زيارة شرعية، وزيارة بِدْعية؛ فالزيارة الشرعية أن يكون مقصود الزائر الدعاء للميت، كما يقصد بالصلاة على جنازته الدعاء له؛ فالقيام على قبرِه من جنس الصلاة عليه؛ قال الله تعالى في المنافقين: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ﴾ [التوبة: 84]، فنهى نبيَّه عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم؛ لأنهم ﴿ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 84]، فلما نهى عن هذا وهذا لأجل هذه العلة، وهي الكفر، دلَّ ذلك على انتفاء هذا النهي عند انتفاء هذه العلة، ودل تخصيصهم بالنهي على أن غيرَهم يصلى عليه، ويقام على قبره؛ إذ لو كان هذا غيرَ مشروع في حق أحد لم يخصوا بالنهي، ولم يعلَّل ذلك بكفرهم؛ ولهذا كانت الصلاةُ على الموتى من المؤمنين، والقيامُ على قبورهم من السنَّة المتواترة؛ فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلي على موتى المسلمين، وشرع ذلك لأمته، وكان إذا دفن الرَّجُل من أمته يقوم على قبره ويقول: ((سلوا له التثبيتَ؛ فإنه الآن يُسأَل))؛ رواه أبو داود وغيره.


وكان يزور قبورَ أهل البقيع والشهداء بأُحُد، ويعلِّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول أحدهم: ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله تعالى بكم لاحقون، ويرحَمُ الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل اللهَ لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرِمْنا أجرَهم، ولا تفتنَّا بعدهم))، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: ((السلام عليكم دارَ قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون))، والأحاديث في ذلك صحيحةٌ معروفة.


فهذه الزيارةُ لقبور المؤمنين مقصودُها الدعاء لهم، وهذه غيرُ الزيارة المشتركة التي تجُوزُ في قبور الكفار، كما ثبت في صحيح مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة أنه قال: أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، ثم قال: ((استأذنتُ ربِّي في أن أستغفرَ لها، فلم يأذَنْ لي، فاستأذنته أن أزورَ قبرها فأذِن لي، فزُوروا القبور؛ فإنها تذكِّرُكم الآخرة))، فهذه الزيارةُ التي تنفع في تذكير الموت تُشرَع، ولو كان المقبور كافرًا، بخلاف الزيارة التي يُقصَد بها الدعاء للميت، فتلك لا تُشرَع إلا في حق المؤمنين، وأما الزيارةُ البدعية، فهي التي يُقصَد بها أن يطلب من الميت الحوائج، أو يطلب منه الدعاء والشفاعة، أو يقصد الدعاء عند قبره، لظنِّ القاصد أن ذلك أجوبُ للدعاء؛ فالزيارة على هذه الوجوه كلها مُبتدَعة، لم يشرَعْها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فعَلها الصحابة، لا عند قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا عند غيرِه، وهي من جِنس الشِّرك، وأسباب الشرك.


ولو قصد الصلاةَ عند قبور الأنبياء والصالحين من غير أن يقصد دعاءَهم والدعاء عندهم؛ مثل أن يتخذ قبورَهم مساجدَ - لكان ذلك محرَّمًا منهيًّا عنه، ولكان صاحبُه متعرِّضًا لغضب الله ولعنته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اشتد غضبُ الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ))، وقال: ((قاتَل الله اليهودَ والنصارى؛ اتَّخَذوا قبور أنبيائهم مساجدَ))؛ يحذِّر ما صنعوا، وقال: ((إن مَن كان قبلكم كانوا يتخذون القبورَ مساجد، ألاَ فلا تتخذوا القبورَ مساجدَ؛ فإني أنهاكم عن ذلك))، فإذا كان هذا محرَّمًا، وهو سبب لسخط الرب ولعنته، فكيف بمن يقصد دعاءَ الميت والدعاء عنده وبه، واعتقَد أن ذلك من أسبابِ إجابة الدعوات، ونَيْل الطلبات، وقضاء الحاجات؟ وهذا كان أولَ أسباب الشرك في قوم نوح وعبادة الأوثان في الناس، قال ابنُ عباس: كان بين آدمَ ونوح عشَرة قرون، كلهم على الإسلام، ثم ظهر الشرك بسبب تعظيمِ قبور صالحيهم، وقد استفاض عن ابن عباس وغيره - في صحيح البخاري وفي كتب التفسير وقصص الأنبياء - في قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴾ [نوح: 23]: أن هؤلاء كانوا قومًا صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكَفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم فعبَدوهم، قال ابن عباس: ثم صارت هذه الأوثانُ في قبائل العرب، وقد أحدث قوم من ملاحدة الفلاسفة الدهرية للشرك شيئًا آخر ذكروه في زيارة القبور، كما ذكر ذلك ابن سينا ومَن أخذ عنه؛ كصاحب الكتب المضنون بها وغيره - ذكَروا معنى الشفاعة على أصلهم؛ فإنهم لا يقرُّون بأن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، ولا أنه يعلَم الجزئيات ويسمع أصوات عباده ويجيب دعاءهم؛ فشفاعةُ الأنبياء والصالحين على أصلهم ليست كما يعرفه أهل الإيمان من أنها دعاء يدعو به الرجلُ الصالح، فيستجيب الله دعاءه، كما أن ما يكون من إنزال المطر باستسقائهم ليس سببه عندهم إجابة دعائهم، بل هم يزعمون أن المؤثِّرَ في حوادث العالم هو قوى النفس، أو الحركات الفلكية، أو القوى الطبيعية، فيقولون: إن الإنسان إذا أحب رجلاً صالحًا قد مات - لا سيما إن زار قبره - فإنه يحصل لرُوحه اتصال برُوح ذلك الميت فيما يفيض على تلك الروح المفارقة من العقل الفعال عندهم، أو النفس الفلكية يفيض على هذه الروح الزائرة المستشفعة، من غير أن يعلَمَ الله بشيء من ذلك، بل وقد لا تعلم الروح المستشفع بها بذلك، ومثَّلوا ذلك بالشمس إذا قابلها مرآة، فإنه يفيض على المرآة من شعاع الشمس، ثم إذا قابل المرآة مرآة أخرى فاض عليها من تلك المرآة، وإن قابل تلك المرآة حائط أو ماء فاض عليه من شعاع تلك المرآة، فهكذا الشفاعة عندهم، وعلى هذا الوجه ينتفع الزائر عندهم.


وفي هذا القول من أنواع الكفر ما لا يخفى على من تدبَّره، ولا ريب أن الأوثان يحصل عندها من الشياطين وخطابهم وتصرفهم ما هو مِن أسباب ضلال بني آدم، وجعل القبور أوثانًا هو أول الشرك؛ ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه، وشخص يراه، وتصرُّف عجيب - ما يظن أنه من الميت، وقد يكون من الجن والشياطين، مثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه الميت وكلَّمه وعانقه، وهذا يرى عند قبور الأنبياء وغيرهم، وإنما هو شيطان؛ فإن الشيطانَ يتصور بصور الإنس، ويدَّعي أحدهم أنه النبي فلان، أو الشيخ فلان، ويكون كاذبًا في ذلك.


وفي هذا الباب من الوقائع ما يَضيق هذا الموضع عن ذِكره، وهي كثيرة جدًّا، والجاهل يظن أن ذلك الذي رآه قد خرَج من القبر وعانقه أو كلَّمه هو المقبور أو النبي أو الصالح وغيرهما، والمؤمن العظيم يعلَم أنه شيطان، ويتبين ذلك بأمور:

أحدها: أن يقرأ آيةَ الكرسي بصدق، فإذا قرأها تغيَّب ذلك الشخص، أو ساخ في الأرض، أو احتجب، ولو كان رجلاً صالحًا أو ملَكًا أو جِنيًّا مؤمنًا، لم تضرَّه آية الكرسي، وإنما تضر الشياطينَ؛ كما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة لما قال له الجِني: (اقرَأْ آيةَ الكرسي إذا أويتَ إلى فراشك؛ فإنه لا يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح)، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((صدَقك وهو كَذُوب))، ومنها أن يستعيذَ بالله من الشياطين، ومنها أن يستعيذَ بالعوذ الشرعية، فإن الشياطين كانت تعرض للأنبياء في حياتهم، وتريد أن تؤذيَهم وتفسد عبادتهم، كما جاءت الجنُّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشُعلة من النار تريد أن تحرقَه، فأتاه جبريل بالعُوذة المعروفة التي تضمنها الحديث المروي عن أبي التياح أنه قال: "سأل رجلٌ عبدالرحمن بن حبيش، وكان شيخًا كبيرًا قد أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم: كيف صنع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين كادتْه الشياطين؟ قال: تحدرت عليه من الشِّعاب والأودية، وفيهم شيطان معه شعلة من نار، يُريد أن يحرق بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فرُعب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: ((يا محمد، قل))، قال: ((ما أقول؟))، قال: ((قل: أعوذُ بكلمات الله التامَّاتِ التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجرٌ مِن شرِّ ما خلَق وذرَأ وبرأ، ومِن شرِّ ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرُجُ فيها، ومن شر ما يخرُجُ من الأرض، ومن شر ما ينزل فيها، ومن شرِّ فِتَن الليل والنهار، ومن شر كلِّ طارق يطرق، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن))، قال: فطُفِئت نارُهم، وهزَمهم الله عز وجل"، وثبت في الصحيحينِ عن أبي هريرة أنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عِفريتًا من الجنِّ جاء يفتك بي البارحة ليقطع عليَّ صلاتي، فأمكنني الله - عز وجل - منه، فذَعَتُّه، فأردتُ أن آخذه فأربطَه إلى سارية من المسجد، حتى تصبحوا فتنظروا إليه، ثم ذكرت قولَ سليمان عليه السلام: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ﴾ [ص: 35]، فردَّه الله تعالى خاسئًا)).


وعن عائشة: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي، فأتاه الشيطان، فأخَذه صلى الله عليه وسلم فصرَعه فخنَقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حتى وجدتُ بَرْدَ لسانه على يدي، ولولا دعوةُ سليمان، لأصبح موثَقًا حتى يراه الناس))؛ أخرجه النسائي، وإسناده على شرط البخاري، كما ذكر ذلك أبو عبدالله المقدسي في مختاره، الذي هو خيرٌ من صحيح الحاكم.


وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي صلاةَ الصبح وهو خلفه، فالتبستْ عليه القراءةُ، فلما فرَغ من صلاته، قال: ((لو رأيتموني وإبليسَ، فأهويتُ بيدي فما زلتُ أخنُقُه حتى وجدتُ بَرْدَ لعابه بين إصبعيَّ هاتين: الإبهام والتي تليها، ولولا دعوةُ أخي سليمان، لأصبح مربوطًا بسارية من سواري المسجد، يتلاعَبُ به صبيانُ المدينة، فمن استطاع ألاَّ يحُولَ بينه وبين القِبْلة أحَد، فليفعَلْ))؛ رواه الإمام أحمدُ في مسنده، وأبو داودَ في سننه.


وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداءِ أنه قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي، فسمِعْناه يقول: ((أعوذُ بالله منك))، ثم قال: ((ألعنك بلعنة الله)) ثلاثًا، وبسط يده كأنه يتناول شيئًا، فلما فرَغ من صلاته، قلنا: يا رسول الله، سمعناك تقول شيئًا في الصلاة، لم نسمَعْك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطتَ يدك؟ قال: ((إن عدوَّ الله إبليس جاء بشهاب من نار، ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذُ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعَنُك بلعنة الله التامَّة، فاستأخر، ثم أردتُ أن آخذه، ولولا دعوةُ أخينا سليمان، لأصبح موثَقًا يلعب به وِلدانُ المدينة)).


فإذا كانت الشياطينُ تأتي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتؤذيَهم وتفسد عبادتهم، فيدفعهم الله تعالى بما يؤيِّد به الأنبياءَ من الدعاء والذِّكر والعبادة ومن الجهاد باليد، فكيف مَن هو دون الأنبياء؟!


فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم قمَع شياطين الإنس والجن بما أيَّده الله تعالى من أنواع العلوم والأعمال، ومن أعظمها: الصلاةُ والجهاد.


وأكثرُ أحاديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الصلاة والجهاد، فمن كان متَّبِعًا للأنبياء، نصَره الله سبحانه بما نصَر به الأنبياءَ، وأما مَن ابتدع دِينًا لم يَشرَعوه، فترَك ما أَمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له، واتباع نبيه فيما شرَعه لأمَّته، وابتدع الغلوَّ في الأنبياء والصالحين والشِّرك بهم - فإن هذا تتلعَّبُ به الشياطينُ؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 99، 100]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾ [الحجر: 42]، ومنها أن يدعوَ الرائي بذلك ربَّه - تبارك وتعالى - ليبين له الحال، ومنها أن يقول لذلك الشخص: أأنت فلان؟ ويقسم عليه بالأقسام المعظمة، ويقرأ عليه قوارع القرآن، إلى غيرِ ذلك من الأسباب التي تضرُّ الشياطين.


وهذا كما أن كثيرًا من العباد يرى الكعبةَ تطوف به، ويرى عرشًا عظيمًا وعليه صورة عظيمة، ويرى أشخاصًا تصعد وتنزل فيظنها الملائكة، ويظن أن تلك الصورةَ هي الله تعالى وتقدس، ويكون ذلك شيطانًا.


وقد جرت هذه القصةُ لغير واحد من الناس، فمنهم مَن عصمه الله وعرَف أنه الشيطان؛ كالشيخ عبدالقادر في حكايته المشهورة حيث قال: "كنت مرةً في العبادة، فرأيت عرشًا عظيمًا وعليه نور، فقال لي: يا عبدالقادر، أنا ربُّك، وقد حللتُ لك ما حرَّمتُ على غيرك، قال: فقلت له: أنت الله الذي لا إله إلا هو؟! اخسأ يا عدوَّ الله، قال: فتمزَّق ذلك النورُ وصار ظلمةً، وقال: يا عبدالقادر، نجوتَ مني بفِقهِك في دِينك وعلمك، وبمنازلاتك في أحوالك، لقد فتنتُ بهذه القصة سبعين رجلاً، فقيل له: كيف علمتَ أنه الشيطان؟ قال بقوله لي: (حللتُ لك ما حرمتُ على غيرك)، وقد علمتُ أن شريعةَ محمد صلى الله عليه وسلم لا تُنسَخ ولا تبدَّل، ولأنه قال: أنا ربك، ولم يقدِرْ أن يقول: أنا الله الذي لا إله إلا أنا.


ومِن هؤلاء مَن اعتقد أن المرئيَّ هو الله، وصار هو وأصحابه يعتقدون أنهم يرون الله تعالى في اليقظة، ومستندهم ما شاهدوه، وهم صادقون فيما يخبرون به، ولكن لم يعلَموا أن ذلك هو الشيطان.


وهذا قد وقَع كثيرًا لطوائفَ من جهَّال العبَّاد، يظن أحدهم أنه يرى اللهَ تعالى بعينه في الدنيا؛ لأن كثيرًا منهم رأى ما ظنَّ أنه اللهُ، وإنما هو شيطان، وكثير منهم رأى مَن ظن أنه نبي أو رجل صالح أو الخضِر، وكان شيطانًا، وقد ثبت في الصحيح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن رآني في المنام، فقد رآني حقًّا؛ فإن الشيطانَ لا يتمثَّلُ في صورتي))، فهذا في رؤية المنام؛ لأن الرؤيةَ في المنام تكون حقًّا، وتكون من الشيطان، فمنَعه الله أن يتمثَّل به في المنام، وأما في اليقظة فلا يراه أحَدٌ بعينه في الدنيا، فمن ظنَّ أن المرئيَّ هو الميت، فإنما أُتِي من جهله؛ ولهذا لم يقَعْ مثلُ هذا لأحدٍ من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.


وبعضُ مَن رأى هذا، أو صدَّق مَن قال: إنه رآه، اعتقَد أن الشخص الواحد يكون بمكانين في حالة واحدة، فخالف صريح المعقول.


ومنهم من يقول: هذه رقيقة ذلك المرئي، أو هذه رُوحانيَّته، أو هذا معناه تشكَّل، ولا يعرِفون أنه جِنيٌّ تصوَّر بصورته، ومنهم مَن يظن أنه ملَك، والملَك يتميَّز عن الجِني بأمور كثيرة، والجن فيهم الكفار والفساق والجهَّال، وفيهم المؤمنون المتبِعون لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم تسليمًا، فكثير ممن لم يعرِفْ أن هؤلاء جنٌّ وشياطين يعتقدُهم ملائكةً، وكذلك الذين يَدْعون الكواكب وغيرها من الأوثان تتنزل على أحدهم رُوح، يقول: هي رُوحانية الكواكب، ويظن بعضُهم أنه من الملائكة، وإنما هو من الجِنِّ، والشياطين يُغْوون المشركين.


والشياطين يوالُون مَن يفعل ما يحبونه من الشِّرك والفسوق والعصيان، فتارةً يُخبِرونه ببعض الأمور الغائبة ليكاشف بها، وتارةً يؤذُون من يريد أذاه بقتلٍ وتمريض ونحو ذلك.


وتارةً يجلبون له مَن يريده من الإنس، وتارةً يسرقون له ما يسرِقونه من أموال الناس، مِن نقدٍ وطعام وثياب، وغير ذلك، فيعتقد أنه مِن كرامات الأولياء، وإنما يكون مسروقًا.


وتارةً يحملونه في الهواء، فيذهَبون به إلى مكان بعيد، فمنهم مَن يذهبون به إلى مكةَ عشيَّةَ عَرَفة، ويعودون به، فيعتقد هذا كرامةً، مع أنه لم يحُجَّ حجَّ المسلمين: لا أحرَم، ولا لبَّى، ولا طاف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، ومعلوم أن هذا من أعظمِ الضلال.


ومنهم مَن يذهبُ إلى مكة ليطوفَ بالبيت من غير عمرة شرعية، فلا يُحرِم إذا حاذى الميقاتَ، ومعلوم أن مَن أراد نُسُكًا بمكة لم يكن له أن يجاوزَ الميقات إلا مُحرِمًا، ولو قصدها لتجارة أو لزيارة قريبٍ له، أو طلب عِلم، كان مأمورًا أيضًا بالإحرامِ من الميقات، وهل ذلك واجب أو مستحب؟ فيه قولانِ مشهوران للعلماء، وهذا باب واسع.


ومنه السِّحر والكهانة، وقد بسط الكلام على هذا في غيرِ هذا الموضع، وعند المشركين عبَّادِ الأوثان ومَن ضاهاهم من النصارى ومبتدِعة هذه الأمَّة في ذلك من الحكايات - ما يطول وصفُه؛ فإنه ما من أحد يعتاد دعاء الميت والاستغاثة به، نبيًّا كان أو غيرَ نبي، إلا وقد بلغه من ذلك ما كان من أسباب ضلاله؛ كما أن الذين يَدْعونهم في مغيبِهم، ويستغيثون بهم، فيرَوْن مَن يكون في صورتهم، أو يظنون أنه في صورتِهم، ويقول: أنا فلان، ويكلِّمهم، ويقضي بعض حوائجهم، فإنهم يظنون أن الميتَ المستغاث به هو الذي كلَّمهم وقضى مطلوبهم، وإنما هو من الجن والشياطين.


ومنهم من يقول: هو مَلَك من الملائكة، والملائكة لا تُعِين المشركين، وإنما هم شياطين أضلُّوهم عن سبيل الله.


وفي مواضعِ الشرك من الوقائع والحكايات، التي يعرفها مَن هنالك ومَن وقعت له - ما يطُول وصفه.


وأهل الجاهليَّة فيها نوعان: نوع يكذِّبُ بذلك كله، ونوعٌ يعتقد ذلك كراماتٍ لأولياء الله.


فالأولُ يقول: إنما هذا خيالٌ في أنفسهم لا حقيقة له في الخارج، فإذا قالوا ذلك لجماعةٍ بعد جماعة، فمن رأى ذلك وعايَنه موجودًا، أو تواتَر عنده ذلك عمن رآه موجودًا في الخارج، وأخبَره به مَن لا يرتاب في صِدقه - كان هذا مِن أعظمِ أسباب ثَبات هؤلاء المشركين المبتدِعين المشاهدين لذلك والعارفين به بالأخبار الصادقة.


ثم هؤلاء المكذِّبون لذلك متى عايَنوا بعض ذلك، خضَعوا لمن حصَل له ذلك، وانقادوا له، واعتقدوا أنه مِن أولياء الله، مع كونِهم يعلَمون أنه لا يؤدِّي فرائض الله حتى ولا الصلوات الخمس، ولا يجتنب محارمَ الله؛ لا الفواحش ولا الظُّلم، بل يكونُ مِن أبعدِ الناس عن الإيمان والتقوى التي وصَف الله بها أولياءَه في قوله تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63]، فيرَوْن مَن هو مِن أبعد الناس عن الإيمانِ والتقوى له مِن المكاشفات والتصرُّفات الخارقات: ما يعتقدون أنه مِن كرامات أولياء الله المتقين؛ فمنهم من يرتدُّ عن الإسلام، وينقلِبُ على عقبَيْه، ويعتقد فيمن لا يصلي - بل ولا يؤمِنُ بالرسل، بل يسُبُّ الرسل ويتنقص - أنه مِن أعظمِ أولياء الله المتقين.


ومنهم من يبقى حائرًا مترددًا شاكًّا مرتابًا، يقدِّم إلى الكفرِ رِجْلاً، وإلى الإسلام أخرى، وربما كان إلى الكفرِ أقرَبَ منه إلى الإيمان.


وسببُ ذلك أنهم استدلوا على الولاية بما لا يدلُّ عليها؛ فإن الكفارَ والمشركين والسَّحَرة والكهان معهم من الشياطين مَن يفعل بهم أضعاف أضعاف ذلك؛ قال تعالى: ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾ [الشعراء: 221، 222]، وهؤلاء لا بدَّ أن يكونَ فيهم كذب، وفيهم مخالفة للشرع؛ ففيهم من الإثمِ والإفك بحسب ما فارَقوا أمرَ الله ونهيه الذي بعث به نبيَّه صلى الله عليه وسلم.


وتلك الأحوال الشيطانية نتيجة ضلالهم وشِركهم وبِدْعتهم، وجهلهم وكفرهم، وهي دلالة وعلامة على ذلك، والجاهل الضالُّ يظنُّ أنها نتيجة إيمانهم وولايتهم لله تعالى، وأنها علامة ودلالة على إيمانهم وولايتهم لله سبحانه؛ وذلك أنه لم يكن عنده فُرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، كما قد تكلَّمْنا على ذلك في مسألة الفَرْق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ولم يعلَمْ أن هذه الأحوالَ التي جعَلها دليلاً على الولاية تكون للكفارِ من المشركين وأهل الكتاب أعظمَ مما تكون للمنتسبين إلى الإسلام، والدليل مستلزم للمدلول، مختص به، لا يوجد بدون مدلوله، فإذا وُجدت للكفار والمشركين وأهل الكتاب، لم تكن مستلزمةً للإيمانِ، فضلاً عن الولاية، ولا كانت مختصةً بذلك، فامتنَع أن تكونَ دليلاً عليه.


وأولياء اللهِ هم المؤمنون المتقون، وكراماتُهم ثمرة إيمانهم وتقواهم، لا ثمرة الشِّرك والبِدْعة والفِسْق.


وأكابر الأولياء إنما يستعملون هذه الكراماتِ بحُجة للدين، أو لحاجة للمسلمين، والمقتصدون قد يستعملونها في المباحات، وأما مَن استعان بها في المعاصي، فهو ظالِم لنفسِه، متعدٍّ حدَّ ربِّه، وإن كان سببها الإيمان والتقوى، فمن جاهَد العدو، فغنِم غنيمةً، فأنفَقها في طاعةِ الشيطان، فهذا المال، وإن ناله بسبب عملٍ صالح، فإذا أنفَقه في طاعةِ الشيطان، كان وبالاً عليه، فكيف إذا كان سببُ الخوارق الكفرَ والفسوق والعصيان، وهي تدعو إلى كفرٍ آخرَ وفسوق وعصيان؛ ولهذا كان أئمَّةُ هؤلاء معترفين بأن أكثرَهم يموتون على غيرِ الإسلام، ولبسطِ هذه الأمور موضعٌ آخَرُ.


والمقصود هنا أن مِن أعظم أسباب ضلالِ المشركين ما يرَوْنه أو يسمعونَه عند الأوثان؛ كإخبارٍ عن غائب، أو أمر يتضمن قضاءَ حاجة، ونحو ذلك، فإذا شاهد أحدهم القبر انشقَّ وخرج منه شيخ بهي عانَقه أو كلمه، ظنَّ أن ذلك هو النبيُّ المقبور، أو الشيخ المقبور، والقبر لم ينشقَّ، وإنما الشيطان مثَّل له ذلك، كما يمثِّل لأحدهم أن الحائط انشق، وأنه خرج منه صورة إنسان، ويكون هو الشيطان تمثَّل له في صورة إنسان، وأراه أنه خرج من الحائط.


ومِن هؤلاء مَن يقول لذلك الشخص الذي رآه قد خرج من القبر: نحن لا نبقى في قبورنا، بل مِن حين يُقبَر أحدُنا يخرج من قبره، ويمشي بين الناس.


ومنهم من يرى ذلك الميتَ في الجنازة يمشي، ويأخذ بيده إلى أنواع أخرى معروفة عند من يعرفها، وأهل الضلال إما أن يكذبوا بها، وإما أن يظنوها من كرامات أولياء الله، ويظنون أن ذلك الشخص هو نفس النبي أو الرجل الصالح أو ملَكٌ على صورته، وربما قالوا: هذه رُوحانيته، أو رقيقته، أو سرُّه، أو مثاله، أو رُوحه، تجسَّدَتْ حتى قد يكون مَن يرى ذلك الشخص في مكانينِ، فيظن أن الجسمَ الواحد يكون في الساعة الواحدة في مكانين، ولا يعلم أن ذلك حين تصور بصورته، ليس هو ذلك الإنسيَّ.


وهذا ونحوُه مما يبيِّن أن الذين يَدْعون الأنبياءَ والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وغير قبورهم - هم من المشركين الذين يَدْعون غير الله؛ كالذين يَدْعون الكواكب، والذين اتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا؛ قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 79، 80]، وقال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56، 57]، وقال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ [سبأ: 22، 23].


ومِثل هذا كثيرٌ في القرآن: ينهى أن يُدْعى غيرُ الله، لا من الملائكة ولا الأنبياء ولا غيرهم؛ فإن هذا شِرْك، أو ذريعةٌ إلى الشرك، بخلاف ما يطلب من أحدهم في حياته من الدعاء والشفاعة؛ فإنه لا يفضي إلى ذلك؛ فإن أحدًا من الأنبياء والصالحين لم يُعبَدْ في حياته بحضرته، فإنه ينهى مَن يفعل ذلك، بخلاف دعائِهم بعد موتهم؛ فإن ذلك ذريعةٌ إلى الشرك بهم، وكذلك دعاؤهم في مغيبهم هو ذريعةٌ إلى الشرك، فمن رأى نبيًّا أو ملَكًا من الملائكة وقال له: (ادعُ لي)، لم يُفضِ ذلك إلى الشرك به، بخلاف مَن دعاه في مغيبه، فإن ذلك يُفضي إلى الشِّرك به، كما قد وقَع؛ فإن الغائبَ والميِّتَ لا ينهى مَن يشرك، بل إذا تعلقت القلوبُ بدعائه وشفاعته أفضى ذلك إلى الشِّرك به، فدُعِي وقُصِد مكانُ قبره أو تمثاله أو غير ذلك، كما قد وقَع فيه المشركون ومَن ضاهاهم من أهل الكتاب ومبتدِعة المسلمين.


ومعلومٌ أن الملائكةَ تدعو للمؤمنين، وتستغفر لهم؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [غافر: 7 - 9]، وقال تعالى: ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [الشورى: 5، 6]؛ فالملائكةُ يستغفرون للمؤمنين من غيرِ أن يسألَهم أحد.


وكذلك ما رُوِي أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو غيرَه من الأنبياء والصالحين يدعو ويشفَعُ للأخيار من أمَّتِه، هو من هذا الجنس، هم يفعَلون ما أذِن اللهُ لهم فيه بدون سؤال أحد، وإذا لَم يُشرَعْ دعاء الملائكة، لم يُشرَعْ دعاء مَن مات من الأنبياء والصالحين، ولا أن نطلبَ منهم الدعاءَ والشفاعة، وإن كانوا يَدْعون ويَشفعون؛ لوجهين:

أحدهما: أن ما أمَرهم الله به من ذلك هم يفعلونه وإن لم يُطلب منهم، وما لم يؤمَروا به لا يفعلونه ولو طُلب منهم؛ فلا فائدة في الطلب منهم.


الثاني: أن دعاءَهم وطلب الشفاعة منهم في هذه الحال يُفضِي إلى الشِّرك بهم، ففيه هذه المَفسَدة، فلو قدر أن فيه مصلحةً، لكانت هذه المفسدةُ راجحةً، فكيف ولا مصلحة فيه؟ بخلاف الطلبِ منهم في حياتهم وحضورهم؛ فإنه لا مَفسَدة فيه؛ فإنهم يَنهَوْن عن الشِّرك بهم، بل فيه منفعةٌ، وهو أنهم يُثابون ويُؤجَرون على ما يفعلونه حينئذٍ من نَفْع الخَلْق كلهم؛ فإنهم في دارِ العمل والتكليف، وشفاعتهم في الآخرة فيها إظهارُ كرامةِ الله لهم يوم القيامة.


وأصلُ سؤال الخَلق الحاجات الدنيوية التي لا يجب عليهم فِعلها ليس واجبًا على السائل، ولا مستحبًّا، بل المأمور به سؤالُ الله تعالى، والرغبة إليه، والتوكل عليه.


وسؤال الخَلْق في الأصل محرَّم، لكنه أبيح للضرورة، وتركُه توكُّلاً على الله أفضلُ؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]؛ أي: ارغَبْ إلى الله، لا إلى غيره، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59]، فجعل الإيتاء للهِ والرسول؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، فأمَرهم بإرضاء الله ورسولِه، وأما في الحَسْب، فأمَرهم أن يقولوا: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ ﴾ [التوبة: 59]، لا يقولوا: حسبنا الله ورسوله، ويقولوا: ﴿ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59]، لم يأمُرْهم أن يقولوا: إنا لله ورسوله راغبون؛ فالرغبةُ إلى الله وحده؛ كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52]، فجعل الطاعةَ لله والرسول، وجعل الخشيةَ والتقوى لله وحده، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ((يا غلام، إني معلِّمك كلمات؛ احفظِ الله يحفَظْك، احفظِ الله تجِدْه تجاهك، تعرَّف إلى الله في الرَّخاء، يعرِفْكَ في الشِّدة، إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله، جف القلمُ بما أنت لاقٍ، فلو جهَدت الخليقةُ على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء كتَبه الله عليك، فإن استطعتَ أن تعمل لله بالرِّضا مع اليقين، فافعَلْ، فإن لم تستطِعْ، فإن في الصبرِ على ما تكرَهُ خيرًا كثيرًا)).


وهذا الحديث معروف مشهور، ولكن قد يروى مختصرًا، وقوله: ((إذا سألتَ فاسأل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله))، هو مِن أصح ما رُوِي عنه.


وفي المسند لأحمدَ أن أبا بكر الصِّدِّيقَ كان يسقُطُ السَّوطُ من يده فلا يقول لأحد: ناوِلْني إياه، ويقول: إن خليلي أمَرني ألا أسألَ الناس شيئًا.


وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بايَع طائفةً من أصحابه، وأسَرَّ إليهم كلمةً خفيةً: ((أن لا تسألوا الناس شيئًا))، قال عوف: فقد رأيتُ بعضَ أولئك النفر يسقُطُ السوط من يده، فلا يقول لأحد: ناوِلْني إياه.


وفي الصحيحينِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يدخُلُ مِن أمتي الجنةَ سبعون ألفًا بغير حساب، وقال: هم الذين لا يستَرْقُون، ولا يكتوون، ولا يتطيَّرون، وعلى ربِّهم يتوكلون))، فمدَح هؤلاء بأنهم لا يستَرْقون؛ أي لا يطلبون من أحدٍ أن يَرْقِيَهم، والرقية من جنس الدعاء، فلا يطلبون من أحدٍ ذلك، وقد رُوِي فيه: ((ولا يَرْقون))، وهو غلط؛ فإن رُقْياهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْقي نفسَه وغيرَه، ولم يكن يسترقي، فإن رقيتَه نفسَه وغيرَه من جنس الدعاء لنفسه ولغيره، وهذا مأمورٌ به؛ فإن الأنبياءَ كلَّهم سأَلوا الله ودعَوْه، كما ذكَر الله ذلك في قصة آدَمَ وإبراهيم وموسى وغيرهم.


وما يُروَى أن الخليلَ لَمَّا ألقي في المنجنيق قال له جبريل: سل، قال: (حسْبي من سؤالي عِلمُه بحالي)، ليس له إسنادٌ معروف، وهو باطلٌ، بل الذي ثبَت في الصحيحِ عن ابن عباس أنه قال: (حسْبي اللهُ ونِعْم الوكيل)، قال ابن عباس: قالها إبراهيمُ حين ألقي في النَّارِ، وقالها محمدٌ حين: ﴿ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ﴾ [آل عمران: 173]، وقد رُوِي أن جبريلَ قال: ((هل لك من حاجة؟))، قال: ((أما إليك فلا))، وقد ذكَر هذا الإمامُ أحمدُ وغيره.


وأما سؤال الخليل لربِّه عز وجل، فهذا مذكور في القرآن في غير موضع، فكيف يقول: حسبي من سؤالي عِلمُه بحالي؟ والله بكل شيء عليم، وقد أمَر العباد بأن يعبدوه ويتوكَّلوا عليه، ويسألوه؛ لأنه سبحانه جعَل هذه الأمور أسبابًا لِما يُرتِّبه عليها مِن إثابة العابدين، وإجابة السائلين، وهو سبحانه يعلَمُ الأشياءَ على ما هي عليه؛ فعِلْمُه بأن هذا محتاج، أو هذا مذنب، لا ينافي أن يأمُرَ هذا بالتوبة والاستغفار، ويأمُرَ هذا بالدعاء وغيره من الأسبابِ التي تُقضَى بها حاجتُه، كما يأمر هذا بالعبادة والطاعة التي بها ينال كرامتَه، ولكن العبد قد يكون مأمورًا في بعضِ الأوقات بما هو أفضلُ من الدعاء، كما رُوِي في الحديث: ((مَن شغَله ذِكري عن مسألتي، أعطيتُه أفضلَ ما أعطي السائلين))، وفي الترمذي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن شغَله قراءة القرآن عن ذِكري ومسألتي، أعطيتُه أفضلَ ما أعطي السائلين))، قال الترمذي: حديثٌ حسَن غريب.


قال ابن القيم: فصلٌ في الفَرْق بين زيارة الموحدين للقبور وزيارة المشركين.


أما زيارة الموحِّدين، فمقصودها ثلاثة أشياء: أحدها: تذكُّر الآخرة، والاعتبار والاتعاظ، وقد أشار النبيُّ إلى ذلك بقوله: ((زوروا القبور؛ فإنها تُذكِّرُكم الآخرة)).


الثاني: الإحسان إلى الميت، وألا يطول عهده به، فيهجره ويتناساه، كما إذا ترك زيارة الحي مدة طويلة تناساه، فإذا زار الحيَّ فرِح بزيارته، وسُرَّ بذلك؛ فالميت أَوْلى؛ لأنه قد صار في دار قد هجر أهلها إخوانهم وأهلهم ومعارفهم، فإذا زاره وأهدى إليه هدية؛ من دعاء أو صدَقة أو أهدى قربة، ازداد بذلك سرورُه وفرَحُه، كما يُسَر الحي بمن يزوره ويهدي له؛ ولهذا شرَع النبيُّ للزائرين أن يَدْعوا لأهل القبور بالمغفرة والرحمة وسؤال العافية فقط، ولم يشرَعْ أن يدعوهم، ولا أن يدعوا بهم، ولا يصلي عندهم.


الثالث: إحسان الزائر إلى نفسه؛ باتباع السنَّة، والوقوف عند ما شرَعه الرسول، فيُحسِن إلى نفسه، وإلى المزور، وأما الزيارة الشِّركية، فأصلها مأخوذ عن عبَّاد الأصنام.


قالوا: الميت المعظَّم الذي لرُوحِه قُرب ومنزلة ومزيَّة عند الله تعالى، لا يزال تأتيه الألطاف من الله تعالى، وتفيض على رُوحه، الخيرات، فإذا علق الزائر رُوحَه به وأدناها منه، فاض من رُوح المَزُور على رُوح الزائر من تلك الألطاف بواسطتها، كما ينعكس الشعاعُ من المِرآة الصافية والماء ونحوه على الجسم المقابل له.


قالوا: فتمام الزيارة أن يتوجهَ الزائر برُوحه وقلبه إلى الميت، ويعكف بهمته عليه، ويوجه قصده كله وإقباله عليه، بحيث لا يبقى فيه التفاتٌ إلى غيره، وكلما كان جمعُ الهمة والقلب عليه أعظمَ، كان أقرَبَ إلى انتفاعه به، وقد ذكَر هذه الزيارةَ على هذا الوجه ابنُ سينا والفارابي وغيرهما، وصرَّح بها عبَّاد الكواكب في عبادتها، وقالوا: إذا تعلقت النفسُ الناطقة بالأرواح العلوية، فاض عليها منها النورُ، وبهذا السرِّ عُبِدت الكواكب، واتُّخِذت لها الهياكل، وصنفت لها الدعوات، واتخذت الأصنام المجسدة لها، وهذا بعينه هو الذي أوجب لعبَّاد القبور اتخاذَها أعيادًا، وتعليق الستور عليها، وإيقاد السُّرج عليها، وبناء المساجد عليها، وهو الذي قصَد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إبطالَه ومحوَه بالكلية، وسد الذرائع المفضية إليه، فوقَف المشركون في طريقه، وناقَضوه في قصده صلى الله عليه وسلم، وكان في شق، وهؤلاء في شق، وهذا الذي ذكَره هؤلاء المشركون في زيارة القبور: هو الشفاعةُ التي ظنوا أن آلهتَهم تنفعُهم بها، وتشفع لهم عند الله تعالى، قالوا: فإن العبدَ إذا تعلَّقت رُوحه برُوح الوجيه المقرَّب عند الله، وتوجَّه بهمَّتِه إليه، وعكَف بقلبه عليه، صار بينه وبينه اتصالٌ يفيض به عليه منه نصيبٌ مما يحصل له من الله، وشبَّهوا ذلك بمن يخدُمُ ذا جاه وحظوة وقُرْب من السلطان، فهو شديد التعلق به، فما يحصل لذلك من السلطان من الإنعام والإفضال، ينالُ ذلك المتعلق به بحسَب تعلُّقه به؛ فهذا سرُّ عبادة الأصنام، وهو الذي بعَث اللهُ رسلَه وأنزل كتبه بإبطاله وتكفيرِ أصحابه، ولعنِهم، وأباح دماءَهم وأموالهم، وسبى ذراريَّهم، وأوجب لهم النار، والقرآنُ من أوله إلى آخره مملوءٌ من الرد على أهله وإبطال مذهبِهم.


كتاب: اتباع مناهج أهل السنن والآثار .. شرح سواطع الأنوار لمعرفة عقيدة سيد الأبرار





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أحكام زيارة القبور في الإسلام
  • زيارة القبور
  • من بدع زيارة القبور
  • حكم اتخاذ القبور مساجد
  • ترياق مجرب
  • زيارة المقابر يوم العيد
  • توزيع الصدقات "كالماء" في المقابر على المشيعين والزائرين
  • زيارة القبور
  • زيارة القبور الشرعية والمحرمة
  • السفر لزيارة القبور
  • تحذير من رسالة الفوائد الروحية لزيارة المشايخ
  • عبدوا الأموات حشكا
  • دعاء زيارة القبور

مختارات من الشبكة

  • آداب زيارة القبور والتعزية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زيارة إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زيارة جبل عرفة(مقالة - ملفات خاصة)
  • آداب زيارة القبور والتعزية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زيارة القبور في العيدين: جمع ودراسة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • زيارة القبور، ونعيمها وعذابها (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف نزور القبور زيارة شرعية؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين الرجل والمرأة في دفن الموتى وزيارة القبور(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • مخطوطة فضل زيارة الخليل عليه السلام وموضع قبره وقبور أبنائه الكرام(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب