• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

شرح نخبة الفكر (1)

شرح نخبة الفكر
محمود يوسف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/7/2014 ميلادي - 10/9/1435 هجري

الزيارات: 30217

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح نخبة الفكر


مقدمة الشرح:

لعلم مصطلح الحديث أهميةٌ كبيرة، لا يستطيع أي عالم في أي فن آخر أن يستغني عن هذا العلم، ويظهر هذا بوضوح عندما نعلم أن أجلَّ العلوم بعد معرفة الله وما يجب في حقه الفقه في دين الله، وعلم الحلال والحرام، ثم إن الله أنزل علينا كتابه الكريم تبيانًا لكل شيء؛ فمن الأحكام ما بينه سبحانه فيه نصًّا، ومنها ما بين كيفيتها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها ما شرعه ابتداء على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]، فبيَّن تعالى أهمية متابعة سبيل المؤمنين، وأوَّلهم الصحابة الذين عايشوا الوحي والتنزيل.

 

قال الخليل القزويني: (فلما كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة الذين شاهدوا الوحي والتنزيل ركنينِ لشرائع الإسلام والمرجع بعد الكتاب في الأحكام، وكان الوصول إليها وصحة موردها بالنقلة والرواة، وكانوا المرقاة في معرفتهما وهو الإسناد، وما قال الشافعي: مثل الذي يطلب العلم بلا إسناد مثل حاطب ليل، لعل فيها أفعى تلدغه وهو لا يدري - وجب أن تكثُرَ عناية المتفقه وطالب السنة وأحوال الذين شاهدوا الوحي واتفاقاتهم واختلافاتهم في معرفة أحوال الناقلين لها والبحث عن عدالتهم وجرحهم)[1].

 

قال النووي: (إن علمَ الحديث من أفضل القُرَب إلى رب العالمين، وكيف لا يكون وهو بيان طريق خير الخَلق وأكرم الأولين والآخرين!)[2].

 

وقواعد وأصول هذا العلم هي الحافظة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك يقول ابن المبارك: (الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)[3]؛ فالإسناد والقواعد التي تضبط علم الإسناد هي الحافظة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعن أبي عروبة الحراني: (الفقيهُ إذا لم يكن صاحبَ حديث يكون أعرجَ)[4].

 

قال ابن حجر: (علم الحديث أكثر العلوم دخولاً في العلوم الشرعية، والمراد بالعلوم الشرعية التفسير والحديث والفقه، وإنما صار أكثرَ؛ لاحتياج كل من العلوم الثلاثة إليه، أما الحديث فظاهر، وأما التفسير فإن أولى ما فُسِّر به كلام الله تعالى ما ثبت عن نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحتاج الناظر في ذلك إلى معرفة ما ثبت مما لم يثبت، وأما الفقه فلاحتياج الفقيه إلى الاستدلال بما ثبت من الحديث دون ما لم يثبت، ولا يتبيَّن ذلك إلا بعلم الحديث)[5].

 

وقال الإمام الخطابي: (الحديث بمنزلة الأساس الذي هو الأصل، والفقه بمنزلة البناء الذي هو له كالفرع، وكل بناءٍ لم يوضع على قاعدة وأساس فهو منهار، وكل أساس خلا عن بناء وعمارة فهو قَفْر وخراب)[6]؛ ولذلك كان العلماء يحذرون ممن لا علم له بعلم الحديث؛ قال القاضي عبدالوهاب: (ذكر عيسى بن أبان عن مالك أنه قال: لا يؤخذ العلم عن أربعة، ويؤخذ عمن سواهم: لا يؤخذ عن مبتدع يدعو لبدعته، ولا عن سفيه يُعلِن بالسفَه، ولا عمن يكذب في أحاديث الناس وإن كان يصدُقُ في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عمن لا يعرف هذا الشأن، قال القاضي[7]: فقوله: "ولا عمن لا يعرف هذا الشأن" مرادُه به إذا لم يكن يعرف الرجال من الرواة، ولا يعرف هل زِيدَ في الحديث شيء أو نقص)[8].

 

التعريف بالكتاب وصاحبه:

التعريف بصاحب الكتاب:

نسبه:

هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر، العسقلاني الأصل، المصري المولد والمنشأ، نزيل القاهرة، عرف بـ: "ابن حجر"، وهو لقَب لبعض آبائه[9].

 

مولده ونشأته:

وُلِد - رحمه الله - في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، ماتت أمه وهو صغير، وكذلك أبوه، فنشأ يتيمًا، وكان أبوه قد أوصى به لبعض الفضلاء، منهم الإمام ابن القطان.

 

طلبه للعلم:

حفظ القرآن وهو ابن تسع سنين، وصلى بالناس في مسجد الحرم وهو ابن اثني عشرة سنة، ثم حفظ الحاوي، ومختصر ابن حاجب في الأصول، وملحة الإعراب، وغيرها, ثم بدأ في رحلته في الطلب، فسافر إلى مكة المكرمة فسمع بها، وحبب إليه طلب الحديث فانشغل به، ولازَم حافظ ذلك العصر زين الدين العراقي، ثم ارتحل إلى الحجاز والشام ومصر، وسمع من كبار شيوخ هذه المدن؛ من أمثال الحافظ العراقي، وتفقه على البُلقيني وابن الملقِّن، وأخذ اللغة عن المجد الفيروز آبادي، وقرأ بعض القرآن بالسبع على التنوخي، وقد نبغ صغيرًا، حتى أذن له جلُّ علماء عصره بالإفتاء والتدريس، فدرَّس في مراكز علمية كثيرة، ثم تصدى لنشر الحديث، وعكف عليه مطالعة وتصنيفًا وترتيبًا وتدريسًا، وقد ولِيَ القضاء فترة من الزمن بعد أن ألزمه بعض أحبائه، لرفضه الشديد هذا المنصب لمدة طويلة، فقبِل واستقر قاضيًا للقضاة الشافعية عام ٨٢٧ هـ.

 

مصنفاته:

زادت مصنفات الحافظ على المائة والخمسين مصنفًا، وقل فن من فنون الحديث إلا وله فيه مؤلفات، وهي كثيرة جدًّا، ولكن منها ما نقحه، ومنها ما صنفه في أول عمره ولم يستطع تنقيحه؛ قال الحافظ ابن حجر: (لست راضيًا عن شيء من تصانيفي؛ لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتسنَّ لي تحريرها سوى "شرح البخاري"، و"مقدمته"، و"المشتبه"، و"التهذيب"، و"لسان الميزان"، وأما سائر المجموعات فهي كثيرة العَدد، واهية العُدد، ضعيفة القوى، خافية الرؤى)[10].

 

وفاته:

توفي ابن حجر بعد عَشاء ليلة السبت، ثامن ذي الحجة سنة ٨٥٢ هـ.

 

التعريف بـ: "نخبة الفِكَر":

يُعَد هذا الكتاب اختصارًا للتصانيف في "مصطلح أهل الأثر"، وكان مراد الحافظ من هذا المتن هو تلخيص المهم من هذا الفن، وقد اعتنى العلماء أشد العناية بهذا المتن؛ لدقة عبارته، وحسن صياغته، والمتانة العلمية فيه، فمنهم من اختصره، ومنهم من شرحه ومنهم من وضع عليه الحواشي، ومنهم من نظَمه.

 

قال الشمني مُثنِيًا على متن النخبة: (إن المختصر الموسوم بـ: "نخبة الفكر".. من أجلِّ وأنفع ما ألِّف في علم المصطلح؛ فهو مع صغر حجمه ووجازة ألفاظه وقلة عباراته قد جمع مهمات هذا الفن، وقرَّب قصيَّه، وذلل مستعصيه؛ ولذلك فقد اشتغل به أهل العلم، وتلقَّوه بالقَبول، وجعلوه عمدة لهم في تحصيل هذا العلم، وقاعدة يؤصلون عليها فهمهم له)[11].

 

وقال الإمام السندي مثنيًا على هذا الكتاب: (كان محتويًا على فوائد شريفة، وفوائد لطيفة، ودقائق هذا الفن وأسراره مع غاية إيجازه واختصاره، بحيث اعترف بمزاياه الفحول، وتلقَّوه بنهاية القَبول، وأنشدوا فيه وفي متنه القصائد)[12].

 

شرح المتن:

قال الماتن: (نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر)

قوله: "نخبة" قال في اللسان: (النخبة: ما اختاره، ونخبة القومِ: خيارُهم)[13].

 

قوله: "الفِكر" قال ابن منظور: (الفَكر والفِكر: إعمال الخاطر في الشيء، قال سيبويه: لا يجمع الفكر ولا العلم ولا النظر، وقد حكى ابن دريد في جمعه: أفكارًا، والفكرة: كالفِكر)[14].

 

قوله: "مصطلح" العُرف الخاص، وهو التوافق على استعمال ألفاظ مخصوصة يتداولها أهل كل فن على وجه التعارف فيما بينهم كما اصطلحوا عليها[15].

 

يجب أن نعلمَ أولاً أن تعريف أي لفظ في فن معين يجب أن يرجع فيه لأهل هذا الفن[16]، فإذا أردنا تعريف علم الحديث في الاصطلاح[17] يجب أن نرجع فيه إلى المحدِّثين لا إلى الفقهاء ولا إلى الأصوليين[18].

 

والسبيل إلى إدراك التعريف الاصطلاحي عند أهل الفن إما عن طريق نص عن إمام متخصص يفصح به عن معنى هذا اللفظ عنده أو عند غيره من أهل الفن، وهذا كقول بعضهم: (إذا قلتُ كذا فمعناه كذا)، أو (إذا قال المحدِّثون كذا فمعناه كذا)[19]، أو عن طريق استقراء تصرفات أهل هذا الفن.

 

قوله: "أهل الأثر" هم أهل الحديث.

 

قوله: "مصطلح أهل الأثر" اختلف العلماء في تعريف علم مصطلح الحديث على تعريفات عدة، ولعل أقربها هو: (العلم بأصول وقواعد يعرف بها حال السند والمتن[20]، أو الراوي والمروي) [21]، ويلاحظ في هذا التعريف الآتي:

أنه لم يفصل بين دراسة السند والمتن[22]؛ فشغلة المحدث دراسة الحديث من جميع جوانبه، ولم يعرف المحدِّثون الفصل بين علم السند والمتن إلا في العصور المتأخرة.

 

قال عليُّ بن المديني: (التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم)[23].

 

وقال الإمام أحمد: (إن العالم إذا لم يعرِفِ الصحيح والسقيم والناسخ والمنسوخ من الحديث لا يسمَّى عالِمًا)[24].

 

وقال قتادة: (من لم يعرف الاختلاف لم يشَمَّ أنفُه الفقه)[25].

 

وقال سعيد بن أبي عَروبة: (من لم يسمع الاختلاف لا تعدُّوه عالِمًا)[26].

 

قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي: (لا يجوز أن يكون الرجل إمامًا حتى يتعلم ما يصح مما لا يصح، وحتى لا يحتج بكل شيء، وحتى يعلم مخارج العلم)[27].

 

وقال عطاء بن أبي رباح: (لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالِمًا باختلاف الناس، فإن لم يكن كذلك ردَّ من العلم ما هو أوثقُ مِن الذي في يده)[28].

 

وعلماء الحديث كانوا أكثر الناس فُتيَا، فيستحيل على أمثالهم أن يكونوا بعيدين عن التفقه في المتن، ومعرفة خلاف العلماء؛ ولذلك يقول ابن الماجشون: (كانوا يقولون: لا يكون إمامًا في الفقه من لم يكن إمامًا في القرآن والآثار، ولا يكون إمامًا في الآثار من لم يكن إمامًا في الفقه)[29].

 

ولذلك فقد شجب العلماء على من فصل بين العِلمين وجعل دراسة الحديث منفصلة عن التفقه ومعرفة خلاف العلماء في أحكامه، وقد سئل عبدالله بن المبارك: متى يسَعُ الرجلَ أن يفتي؟ قال: (إذا كان عالِمًا بالآثار، بصيرًا بالرأي)[30].

 

قال ابن عبدالبر: (أما طلب الحديث على ما يطلبه كثيرٌ من أهل عصرنا اليوم من دون تفقُّه فيه ولا تدبُّر لمعانيه، فمكروهٌ عند جماعة أهل العلم)[31].

 

وقال في موطن آخرَ عائِبًا على أهل زمانه طريقتهم في طلب العلم: (واعلم - رحمك الله - أن طلبَ العلم في زماننا هذا وفي بلدنا قد حاد أهلُه عن طريق سلفهم، وسلكوا في ذلك ما لم يعرفه أئمتهم، وابتدعوا في ذلك ما بان به جهلهم وتقصيرهم عن مراتب العلماء قبلهم، فطائفة منهم تروي الحديثَ وتسمعه، قد رضيت بالدؤوب في جمع ما لا تفهم، وقنِعت بالجهل في حمل ما لا تعلم، فجمعوا الغث والسمين، والصحيح والسقيم، والحق والكذب في كتاب واحد، وربما في ورقة واحدة، ويَدينون بالشيء وضده، ولا يعرفون ما في ذلك عليهم، قد شغلوا أنفسهم بالاستكثار عن التدبُّر والاعتبار، فألسنتُهم تروي العلم وقلوبهم قد خلَتْ من الفهم، غاية أحدهم معرفةُ الكنية العربية، والاسم الغريب، والحديث المنكَر، وتجده قد جهل ما لا يكاد يسَعُ أحدًا جهلُه؛ من عِلم صلاته وحجه، وصيامه وزكاته، وطائفة هي في الجهل كتلك أو أشد، لم يُعنَوْا بحفظ سنَّة، ولا الوقوف على معانيها، ولا بأصل من القرآن، ولا اعتنَوا بكتاب الله عز وجل فحفِظوا تنزيله، ولا عرَفوا ما للعلماء في تأويله، ولا وقفوا على أحكامه، ولا تفقَّهوا في حلاله وحرامه، قد اطَّرَحوا علم السنن والآثار، وزهدوا فيها، وأضرَبوا عنها فلم يعرفوا الإجماع من الاختلاف، ولا فرَّقوا بين التنازع والائتلاف، بل عوَّلوا على حِفظ ما دُوِّن لهم من الرأي والاستحسان، الذي كان عند العلماء آخرَ العِلم والبيان، وكان الأئمة يبكون على ما سلف وسبق لهم من الفتوى فيه..)[32].

 

ونفهم من هذا الاسم أن هذا الكتاب عبارة عن خلاصة فكر ابن حجر في المصطلح ملخَّصًا ومذلَّلاً للطالب.

 

مقدمة المتن:

قال الماتن: (الحمد لله الذي لم يزَلْ عالِمًا قديرًا).

 

قوله: "الحمد لله" قال شيخ الإسلام: (الحمد: يتضمن المدحَ والثناء على المحمود بذِكر محاسنه، سواء كان الإحسان إلى الحامد أو لم يكن)[33]، واشترط ابن القيم في الحمد حب الحامد للمحمود؛ قال ابن القيم: (الحمد لله: الإخبار عنه بصفات كماله مع محبته والرضا به)[34].

 

وكان الأَولى بالمصنِّف أن يبتدأ المتن بالبسملة؛ وذلك لعدة أمور:

1- اقتداء بالكتاب العزيز الذي بدأ بالبسملة.

 

2- أن ذلك هو هديُ النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما جاء في الصحاح من حديث أبي سفيان وفيه: (.. ثم دعا بكتاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دِحْيَةَ إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمدٍ عبدِ الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلامٌ على من اتبع الهدى..)[35]، قال ابن حجر معلقًا على هذا الحديث: (هذا يُشعِر بأن لفظ الحمد والشهادة، إنما يُحتاج إليه في الخُطب دون الرسائل والوثائق)[36]، ولكن الذي يظهر من تصرف ابن حجر هنا أنه سار على قول مَن استحب البدء بالحمدلة؛ فقد قال الإمام النووي: (يستحبُّ الحمد في ابتداء الكتب المصنفة، وكذا في ابتداء دروس المدرسين، وقراءة الطالبين بين يدي المعلمين، سواء قرأ حديثًا أو فقهًا أو غيرهما، وأحسن العبارات في ذلك: "الحمد لله رب العالمين")[37].

 

3- أن هذا هو الأكثر في عمل الأئمة المصنِّفين؛ قال ابن حجر: (وقد استقر عملُ الأئمة المصنفين على افتتاح الكتب بالبسملة، وكذا معظم كتب الرسائل)[38].

 

قال الماتن: (وصلى الله على سيدنا محمد الذي أرسله للناس بشيرًا ونذيرًا، وعلى آل محمد وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا)

 

قوله: "وصلى الله" الصلاة في اللغة هي الدعاء؛ قال ابن منظور: (الصلاة: الدعاء والاستغفار)[39].

 

وأما في الشرع فيختلف معناه بحسب نسبتها وبحسب المصلَّى عليه؛ فـ:

1- صلاة الآدمي لربه عرفت بـ: "عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم"[40].

 

2- صلاة الله على عباده، وهي ثناؤه عليهم في الملأ الأعلى[41]، وهي متفاوتةٌ على حسب المصلَّى عليه؛ فصلاته سبحانه وتعالى على محمدٍ صلى الله عليه وسلم ليست كصلاته على بقية أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، وصلاتُه على أنبيائه ليست كصلاته على بقيةِ عباده.

 

3- صلاة الآدمي للآدمي بمعنى الدعاء له على أصلها اللغوي.

قوله: "على سيدنا" قال المناوي في اليواقيت: (أي أعظمِنا وأشرفنا وأعلانا منزلةً)[42].

 

قوله: "وسلم تسليمًا كثيرًا" قال المناوي: (قرن الصلاة بالسلام خروجًا من كراهة إفراد أحدِهما عن الآخر، الذي نقله النوويُّ عن العلماء، ولكن اعتُرِض عليه بأمرين، أما الأول: فقال الشيخ الجزري: لا أعلم أحدًا قال بالكراهة أصلاً، وأما الثاني فقد قال المصنِّف[43]: لم أقف على دليل يقتضي الكراهة).

 

قال الماتن: (أما بعد، فإن التصانيف في اصطلاح أهل الحديث قد كثُرت وبسطت واختصرت).

 

قوله: "اصطلاح أهل الحديث" مر معنا الكلام على تعريف علم مصطلح الحديث.

 

قوله: "فإن التصانيف في اصطلاح أهل الأثر.." وقد بدأ العلماء التصنيف في قواعد وأصول هذا العلم في فترة مبكرة جدًّا، وقد مر التصنيف في هذا العلم على مرحلتين:

الأولى: التكلُّم على هذه القواعد بصورة مبثوثة، أو تبعًا لعِلم آخر، وكان التصنيف بهذه الصورة مبكِّرًا جدًّا؛ فأشهرُ مَن صنف في هذا العلم بهذه الصورة الإمامُ الشافعي في كتابه: "الرسالة"، فتكلم على القواعد الأصولية (وهو أصل مادة الكتاب)، وتكلم بصورة تبعية على القواعد الحديثية التي أُخِذت من الكتاب والسُّنة وتصرُّفات العلماء، وهذا مما يؤكِّد عدم الفصل بين السند والمتن والقواعد التي تحكمهما، قال الشيخ أحمد شاكر: (وهذا كتاب الرسالة أولُ كتاب أُلِّف في أصول الفقه، بل هو أول كتاب أُلِّف في أصول الحديث أيضًا)[44].

 

ثم جاء من بعده الإمام أحمد بن حنبل والإمام علي بن المديني والإمام يحيى بن مَعِين، ويظهر ذلك من خلال سؤالات وُجِّهت للإمام أحمد؛ كسؤالاتِ ابنه عبدالله، وأبي داود، والكَوْسج، وغيرهم، وأما الإمام ابن المديني فالجزء الذي وصَل إلينا من كتاب العلل ينضح بذلك، وكذلك سؤالات الدوريِّ ليحيى بن مَعِين، ثم جاء بعد ذلك الإمامُ البخاري والإمام مسلم تلميذه وتلميذ الإمام أحمد، فيظهر كلام البخاري بقلة في كتابه: التاريخ الكبير، الذي اهتم في المقام الأول بعلم الرجال، ويظهر كذلك في سؤالات الترمذي له في كتابه: العلل الكبير، أما مسلم فله أهمُّ مصنَّف في هذا الفن، وهو مقدمة صحيحه، فهذا يعتبر مصنفًا مستقلاً في هذا العلم، إلا أنه تابع لأصل الكتاب، وُضِع لإيضاح كيفية التعامل مع صحيح الإمام مسلم، وجاء في أواخر هذه الفترة مصنفاتُ الترمذي؛ ككتاب علل الترمذي، الذي شرحه بعد ذلك الإمام ابن رجب، وكرسالة أبي داود لأهل مكة.

 

الثانية: وهذه المرحلة التي اتسمت بالتصنيف في هذا الفن بصورة مستقلَّة؛ قال ابن حجر في نزهة النظر: (فمِن أول[45] من صنَّف في ذلك القاضي أبو محمد الرَّامَهُرْمُزيُّ في كتابه: "المحدِّث الفاصل"، لكنه لم يستوعب، والحاكم أبو عبدالله النيسابوري، لكنه لم يهذَّب ولم يرتَّب.

 

وتلاه أبو نُعيمٍ الأصبهاني، فعمل على كتابه مستخرجًا، وأبقى أشياء للمتعقِّب، ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكرٍ البغدادي، فصنف في قوانين الرواية كتابًا سماه: "الكفاية"، وفي آدابها كتابًا سماه: "الجامع لآداب الشيخ والسامع"، وقلَّ فنٌّ من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابًا مفردًا، فكان كما قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: كلُّ مَن أنصف علِم أن المحدِّثين بعد الخطيب عيالٌ على كتبه.

 

ثم جاء بعدهم بعضُ مَن تأخر عن الخطيب فأخَذ من هذا العلم بنصيب، فجمع القاضي عياضٌ كتابًا لطيفًا سماه: "الإلماع في كتاب الإسماع"، وكذلك أبو حفص الميانجي جزءًا سماه: "ما لا يسَعُ المحدِّثَ جهلُه"، وأمثال ذلك من التصانيف التي اشتهرت وبسطت ليتوفَّر علمُها، واختصرت ليتيسر فهمُها.

 

إلى أن جاء الحافظ الفقيه تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح عبدالرحمن الشَّهرزوري، نزيل دمشق، فجمع لما ولِي تدريسَ الحديث بالمدرسة الأشرفية كتابَه المشهور، فهذَّب فنونه، وأملاه شيئًا بعد شيء، فلهذا لم يحصُلْ ترتيبه على الوضع المناسب، واعتنى بتصانيفِ الخطيب المتفرقة، فجمع شتاتَ مقاصدها، وضم إليها من غيرها نُخَب فوائدها، فاجتمع في كتابه ما تفرَّق في غيره؛ فلهذا عكف الناس عليه، وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك ومقتصر، ومعارض له ومنتصر)[46].

 

قال الماتن: (فسألني بعض الإخوان أن ألخِّص لهم المهمَّ من ذلك، فأجبتُه إلى سؤاله رجاءَ الاندراج في تلك المسالك) بعد أن وضَّح المصنِّفُ أن هذا العلم قد كثرت فيه التصانيف، فإنه يوضح السببَ الذي من أجله صنف مصنَّفًا جديدًا في هذا الباب، وكأنه يريد أن يبيِّن أن أغلب هذه المصنفات التي صنِّفت في هذا الفن تفتقر إلى الترتيب والتنسيق بين أبوابها، وهذا ما امتاز به كتابه النخبة، ثم إنه لم يصنِّف من تلقاء نفسه، ولكن بعد أن سأله الطلبة ورأى أنهم يحتاجون لمثل كتابه هذا، فأجابهم رجاءَ الدخول في وسط هؤلاء المصنفين السابقين، والفوز بالأجر العظيم.

 

قوله: "رجاء" توقع حصول محبوب عن قُرب[47].



[1] الإرشاد في معرفة علماء الحديث ص5.

[2] تدريب الراوي شرح مقدمة النواوي 1/73.

[3] شرف أصحاب الحديث ونصيحة أصحاب الحديث ص86.

[4] المصدر السابق ص 131.

[5] النكت على مقدمة ابن الصلاح ص 34.

[6] لغة المحدث ص 59.

[7] أي: عبدالوهاب راوي القصة.

[8] تدريب الراوي 1/44.

[9] مقدمة نزهة النظر ص 8.

[10] نظرات جديدة في علوم الحديث ص 50.

[11] نظم نخبة الفكر للعلامة الشمني ص 7 - 8.

[12] اليواقيت والدرر ص 21.

[13] لسان العرب 1/884 مادة نخب.

[14] لسان العرب 5/76-77 مادة فكر.

[15] شرح نخبة الفكر للشيخ عبدالكريم الخضير ص 37، شرح القاري ص 9.

[16] ويجب التنبه لعدم الخلط بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، ولمزيد إيضاح راجع: شرح لغة المحدث ص 45.

[17] وسيأتي معنا المراد بـ: "المصطلح"، راجع ص 6 من هذا الشرح.

[18] راجع شرح لغة المحدث ص40 - 54.

[19] المرجع السابق ص 43.

[20] وهو تعريف عز الدين ابن جماعة تدريب الراوي 1/38.

[21] هذا التعريف هو تعريفُ الحافظ ابن حجر؛ قال ابن حجر معلقًا على هذا التعريف: وهو أولى التعاريف لعلم الحديث؛ النكت ص 34.

[22] وقد عاب بعض العلماء تقسيمَ علم الحديث إلى علم الحديث دراية وعلم الحديث رواية؛ راجع لغة المحدث ص 55.

[23] نظريات جديدة في علوم الحديث ص 55.

[24] المصدر السابق.

[25] جامع بيان العلم وفضله 2/814.

[26] المصدر السابق 2/815.

[27] الجامع للخطيب البغدادي 2/90، من هديِ السلف في طلب العلم ص 12.

[28] المصدر السابق.

[29] المصدر السابق.

[30] المصدر السابق.

[31] المصدر السابق 2/1020.

[32] جامع بيان العلم وفضله 2/1135.

[33] معارج القَبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول 1/84.

[34] الوابل الصيب ص 219.

[35] أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب برقم 7، ومسلم كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام برقم 1773 مصدرًا به الباب.

[36] فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/28.

[37] عقود الدرر في شرح مختصر نخبة الفكر ص 87.

[38] فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/29.

[39] لسان العرب 14/571.

[40] شرح منتهى الإرادات 1/247.

[41] راجع صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: 56].

[42] اليواقيت والدرر 1/85.

[43] أي: ابن حجر العَسْقلاني.

[44] الرسالة للشافعي ص 11.

[45] المراد بالأولية هنا ما نص عليه الملا علي القاري في شرحه على النزهة قال: وفي الكلام إشعارٌ بوجود تعدُّد التصنيف في قرن القاضي - أي الرَّامَهُرْمُزي - وعدم تحقق أولوية، فيكون المراد تدوينًا مستقلاًّ؛ النكت على نزهة النظر ص46

[46] نزهة الفكر 31 - 36.

[47] اليواقيت والدرر 1/107.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظم، بعنوان: (إيناس الغربة بنظم النخبة)
  • شرح نخبة الفكر (2)
  • شرح نخبة الفكر (3)
  • نخبتنا تموت مملوءة

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة شرح شرح نخبة الفكر (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة شرح شرح نخبة الفكر (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة شرح شرح نخبة الفكر (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة شرح شرح نخبه الفكر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة ​​حواشي وشروح على نخبة الفكر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • جني الثمر في نظم شرح نخبة الفكر لعادل محمد مختار المغربي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رعاية الفكر في مواجهة الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مفهوم الثقافة في الفكر العربي والفكر الغربي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • مقاصد الشريعة بين الفكر الأصولي والفكر الحداثي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بين فكر الأزمة وأزمة الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خيرا - استفسار
Mohamed Abo Ibrahim - مصر 10-08-2014 12:58 PM

مقالة قيمة أفدت منها كثيرا
لو تفضلت بتوضيح أهم النقاط التي تمثل إضافة على الشروح السابقة لا سيما أنك أشرت إلى كثرة الشروح السابقة.
وهل عناك شرح مميز عن غيره يمكن اقتناؤه؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب