• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

من أقسام الوقف : الوقف الاختياري

من أقسام الوقف : الوقف الاختياري
سامح محمد البلاح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/6/2014 ميلادي - 20/8/1435 هجري

الزيارات: 563406

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أقسام الوقف

الوقف الاختياري

 

تعريفه: هو أن يقف القارئُ على كلمة من القرآن بمحض اختياره، من غير ضرورةٍ تدفَعُه إلى ذلك، كعذر أو إجابة على سؤال سائل.

 

حكمه:

يجوز الوقف عليه بشرط ألا يوهم معنى غير المراد، كما يجوز الابتداءُ بالكلمة الموقوف عليها إن صحَّ الابتداءُ بها، وإلا يبتدئ بما قبلها إذا كان يصحُّ البدء به.

 

أقسامه:

اختلف العلماء في تقسيم مواضعِ الوقف في القرآن إلى أقوال كثيرة، وقد ذكَرها الإمام الداني والإمام ابنُ الجَزَري، وأشهر هذه الأقوالِ هو أن الوقفَ الاختياري ينقسم إلى أربعة أقسام، هي:

1- وقف تام.

2- وقف كافٍ.

3- وقف حَسَن.

4- وقف قبيح.


القسم الأول من الوقف الاختياري (الوقف التام):

تعريفه: هو أن يقفَ القارئُ على كلامٍ تامٍّ غيرِ متعلق بما بعده لفظًا ولا معنًى.

وقد سمي تامًّا؛ لحصول تمام الكلام به، واستغنائه عما بعده.

 

والمقصود بعدم تعلقه بما بعده لفظًا ولا معنًى: أن يكون هذا الكلامُ الموقوف عليه غيرَ متعلِّق بما بعده من جهة الإعراب، أو من جهة المعنى؛ أي إن المعنى غيرُ مكتمل دون ذكر ما بعده، كالوقف على الاسم الموصول دون صلته.

 

والوقف التام نوعان:

1- الوقف اللازم أو الواجب.

2- الوقف التام المطلق.


1- الوقف اللازم:

تعريفه: هو الذي يجب الوقفُ عليه، والابتداءُ بما بعده؛ لأنه لو وصَله بما بعده لأوهم معنًى غيرَ المعنى المراد.

 

مثال:

قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: 36].


الوقفُ هنا على كلمة ﴿ يَسْمَعُونَ ﴾ وقفٌ لازم؛ لأنه لو وصَلها بجملة:﴿ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ﴾ لأوهَم اشتراكَ الموتى مع الأحياء في الاستجابة والسمع، وهذا معنًى غيرُ مرادٍ من الآية.

 

قوله - تعالى -: ﴿ لَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [يس: 76].


الوقف هنا على كلمة ﴿ قَوْلُهُمْ ﴾ وقفٌ لازم؛ لأن القارئ لو وصلها بجملة: ﴿ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ لأوهم أن جملة: ﴿ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ هي قول الكافرين، وهذا معنًى غيرُ مرادٍ؛ لأن المعنى المرادَ هو أن جملة: ﴿ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ هي من قولِ الله - عز وجل.

 

قوله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ [آل عمران: 181].


يلزم الوقفُ هنا على كلمة: ﴿ أَغْنِيَاءُ ﴾، والابتداء بما بعدها، وهو قولُه - تعالى -: ﴿ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا ﴾؛ لأن القارئَ لو وصَل لأوهَم أن ما بعد كلمة (أغنياء) من قولهم، وليس كذلك، بل هو إخبارٌ من الله عن الكفار.

 

حكمه:

يجب الوقفُ عليه والابتداء بما بعده؛ ولذلك سمي لازمًا.

علامة الوقف اللازم أو الواجب في المصحف:

يُعرَف الوقف اللازم في المصحف بوضع ميم (مـ) صغيرة فوق الكلمة التي يجب الوقفُ عليها.

 

2- الوقف التام المطلق:

تعريفه: هو الوقف الذي يحسُنُ للقارئ أن يقفَ عليه ويبتدئَ بما بعده، بمعنى أن الوصلَ جائزٌ طالما أنه لا يغيِّرُ المعنى، لكن الوقفَ أولى.

 

مواضعه:

كثيرًا ما يأتي هذا النوعُ من الوقف التام في المواضع التالية:

• عند رؤوس الآي؛ كقوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، فيجوز وصلُه بما بعده، طالما أن الوصلَ لن يغيِّرَ المعنى المراد، لكن الوقفَ أولى امتثالاً للسنَّة.

 

• عند انقضاء القصص القرآني؛ كقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 9] في مواضعها الثمانية بسورة الشعراء؛ وذلك لانتهاء الكلام عندها عن قصة، والبدء بقصة أخرى.

 

• عند انقضاء الكلام على الأحكام؛ كقوله - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 232]؛ فالوقفُ هنا على كلمة ﴿ تَعْلَمُونَ ﴾ وقف تام مطلق، فيجوز الوصل، لكن الوقف أولى؛ وذلك لانتهاء الكلام عن أحكام الطلاق، والبدء في سرد أحكام أخرى.

 

صوره:

للوقف التام المطلق أربع صور:

• يكون عند رأس الآية؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5]؛ لأن ما قبله يتعلَّق بأحوال المؤمنين، وما بعده يتعلَّق بأحوال الكافرين.

 

وكالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 20] ، والابتداء بقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21].

 

• يكون قبل نهاية الآية، كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ﴾ [الأحزاب: 39]؛ وذلك لأنه آخِرُ الثناء على الأنبياء والمرسلين، ثم يبدأ القارئ بقوله - تعالى -: ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ .

 

• يكون في وسَط الآية؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ [الفرقان: 29]؛ وذلك لأنه نهايةُ الكلام عن الظالم، ثم يبدأ القارئُ بقوله - تعالى -: ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 29].

 

• يكون بعد انقضاء الآية بكلمة، كالوقف على كلمة: ﴿ وَبِاللَّيْلِ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الصافات: 138]؛ وذلك لأنها تمامُ قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ﴾ [الصافات: 137].

 

• أو يكون بعد انقضاء الآيةِ بكلمتين أو أكثر؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ مع أنها أولُ الآية؛ وذلك لأنها تمامُ قوله - تعالى -: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 219].

 

علامة الوقف التام المطلق في المصحف:

يُعرَفُ الوقف التام المطلق في المصحف بوضع علامة (قلي) على الكلمة التي يحسُنُ الوقفُ عليها، وهي اختصار لجملة (الوقف أولى).

 

كيف تعرف الوقف التام؟

يُمكِنُك أن تعرف الوقف التام إذا كان الكلامُ بعده يبدأ بـ:

1- الاستفهام، نحو: ﴿ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحج: 69، 70]

 

2- الابتداء بعده بالشَّرط، نحو: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].

 

3- الابتداء بعده بفعلِ أمرٍ، نحو: ﴿ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 114، 115].

 

4- أداة النداء (يا)، نحو: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾[البقرة: 20، 21].

 

5- الفصل بين آية عذاب بآية رحمةٍ، نحو قوله - تعالى -: ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 24]


حكم الوقف التام المطلق:

القارئ مخيَّر بين الوقف عليه، أو وصله بما بعده، لكنَّ الوقفَ عليه أَولى من الوصل.

 

القسم الثاني من الوقف الاختياري (الوقف الكافي):

تعريفه: هو أن يقف القارئُ على كلام تام متعلق بما بعده في المعنى دون اللفظ.

 

أمثلة:

الوقف على كلمة ﴿ الطَّيِّبَاتُ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ﴾ [المائدة: 5] ، والابتداء بما بعدها﴿ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ﴾؛ وذلك لأن الوقفَ على كلمة ﴿ الطَّيِّبَاتُ ﴾ قد أدى معنًى تامًّا، كما أنه غيرُ مرتبطٍ بما بعده من جهة الإعراب، ولكنه متعلِّق به من جهة المعنى.

 

الوقف على كلمة: ﴿ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 214]، والابتداءُ بما بعدها ﴿ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ ﴾ [البقرة: 214]؛ وذلك لأن الوقفَ هنا وقف كافٍ، قد أدى معنًى تامًّا، وهو غيرُ متعلِّق بما بعده في اللفظ، إلا أنه مرتبطٌ به من جهة المعنى؛ وذلك لأن الفعل ﴿ مَسَّتْهُمُ ﴾ فعلٌ مستأنف.

 

الوقف على كلمة: ﴿ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 6]، ثم الابتداء بقوله - تعالى -: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ﴾ [البقرة: 7]؛ وذلك لأن الوقفَ هنا وقفٌ كافٍ؛ فآخر الآيةِ الأولى قد أدى معنًى تامًّا لم يتعلَّقْ بما بعده من جهة اللفظِ، إلا أنه مرتبطٌ به من جهة المعنى؛ لأن الآياتِ كلَّها إخبارٌ عن الكافرين.

 

مواضعه:

الوقف الكافي قد يأتي في نهاية الآية؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [الأنعام: 107].

 

وقد يكون في وسَطِ الآية؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ [الجن: 2].

 

وقد يكون على فواصل قصار السور، مثل سورة (الانفطار - الانشقاق - الشمس - التكوير).

 

علامة الوقف الكافي في المصحف:

يمكن معرفة الوقف الكافي في المصحفِ عن طريقِ حرف (ج) الذي يوضَعُ على الكلمة الموقوفِ عليها، أو كلمة (صلي) التي توضَعُ على الكلمةِ الموقوف عليها.

 

ومعنى كلمة (صلي) أن الوصلَ أولى من الوقف؛ لتعلُّقِ الكلام بعضه ببعض من ناحية المعنى، فهذا الوقفُ جائز؛ لأنه يجوزُ وصلُه، ويجوز الوقفُ عليه والابتداءُ بما بعده.

 

حكمه:

الوقف الكافي جائز، فيحسُنُ الوقفُ عليه والابتداءُ بما بعده، لكنَّ الوصلَ أولى؛ لتعلُّق الكلام بعضه ببعض من ناحيةِ المعنى.

 

القسمُ الثالث من الوقفِ الاختياري (الوقف الحسن):

تعريفه: هو أن يقفَ القارئُ على كلام تام متعلِّقٍ بما بعده لفظًا ومعنًى. وسمي حسنًا؛ لأنه يؤدي معنًى يحسُنُ الوقفُ عليه.

 

مواضعه:

• يكون في أثناءِ الآية؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ ﴾ وعلى قوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾؛ وذلك لأن ذلك الكلامَ كلامٌ تامٌّ أدى معنًى صحيحًا، غيرَ أنه متعلِّقٌ بما بعده لفظًا ومعنًى؛ فقوله - تعالى -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ ، ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ صفتانِ لربِّ العزَّةِ، ولا يصحُّ فصلُ الصفة عن الموصوف.

 

حكم الوقف هنا:

الوقف هنا حسَنٌ، إلا أنه لا يجوزُ الابتداء بما بعده؛ وذلك لشدةِ تعلُّقِه به لفظًا ومعنًى، فيعودُ القارئُ إلى الكلمة التي وقف عليها فيبتدئُ بها إذا كان يصِحُّ الابتداءُ بها، ويصِلُها بما بعدها، وإلا يبتدئ بما قبلها إذا كان يصحُّ الابتداءُ بها.

 

• يكونُ عند رأس الآيةِ؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ، وكالوقف على قوله - تعالى -:﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾.

 

حكمُ الوقف هنا:

الوقف على رؤوس الآيِ سنَّة متَّبعة، ولكن لا يجوز الابتداءُ بما بعده إلا بشروط ثلاثة، هي:

1- أن يؤدِّيَ ما بعد رأس الآية الموقوف عليها معنًى.

 

2- ألا يوهم الوقفُ على رأس الآية والابتداء بما بعده خلاف المعنى المراد.

 

3- ألا يكونَ ما بعد رأس الآية تابعًا لمتبوع في الآية الموقوف على آخرِها؛ كالوقف على كلمة:﴿ يُنْقَذُونَ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ ﴾ [يس: 43] والابتداء بما بعدها ﴿ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا ﴾؛ وذلك لأنه لا يوهم معنى خلاف المعنى المراد، كما أن ما بعد رأس الآية قد أدَّى معنًى تامًّا وليس تابعًا لمتبوع في الآية الموقوف على آخرها.

 

أما إذا كان الوقفُ على آخر الآية، والابتداء بما بعدها، يوهم معنًى غير مراد، نحو الوقف على: ﴿ لِلْمُصَلِّينَ ﴾من قوله - تعالى -: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ [الماعون: 4]، فالوقفُ هنا مسنونٌ إلا أنه لا يجوزُ الابتداءُ بما بعده، وهو قوله - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ كما أنه إذا كان الابتداءُ بما بعد الآية الموقوف على آخرها لا يفهم منه معنًى تامٌ إلا إذا وُصِل بما قبله، فقد اختلف العلماءُ في جواز الابتداء به، والراجح أنه يجوزُ الابتداء بما بعد رأس الآية إذا كان لا يؤدِّي معنًى تامًّا، أو كان تابعًا، نحو: الابتداء بقوله - تعالى -: ﴿ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ ، أو كان تابعًا لمتبوع في الآية الموقوف على رأسها، نحو: الابتداء بقوله - تعالى -: : ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ ﴾ فهو تابعٌ لقوله - تعالى -: ﴿ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾.


القسم الرابع من الوقف الاختياري (الوقف القبيح):

تعريفه: هو أن يقف القارئ على كلامٍ غيرِ تام، ولم يؤدِّ معنًى صحيحًا؛ وذلك لشدةِ ارتباطه بما بعده لفظًا ومعنًى، وقد سمِّي قبيحًا؛ لقباحة الوقفِ عليه؛ لأنه غيرُ تامٍّ؛ لذا لا يجوز الوقفُ عليه إلا إذا كان هناك ضرورةٌ ملحة ألجأت القارئَ إليه؛ كسعال أو عطاس.

 

حكمه:

الوقف القبيح غير جائز، إلا إذا كانت هناك ضرورة ملحة ألجأت القارئ إليه؛ كضِيق نفس، أو سعال، أو عطاس، فإذا اضطر القارئ إلى الوقوف عليه وأراد الابتداءَ، فعليه أن يبتدئ بالكلمة التي وقَف عليها إن كان يصحُّ الابتداء بها، وإلا فبما قبلها مما يصحُّ الابتداءُ به.

 

صوره:

للوقف القبيح أربع صور، هي:

1- الوقف على كلام يوهم معنًى غير ما أراده الله؛ كالوقف على كلمة:﴿ وَالْمَوْتَى ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى ﴾ [الأنعام: 36]؛ لأن ذلك الوقفَ يوهم اشتراكَ الموتى مع الأحياء في الاستجابة والسماع، وذلك غير المعنى المراد.

 

وكذلك الوقف على كلمة ﴿ وَلِأَبَوَيْهِ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ ﴾ [النساء: 11]؛ لأن الوقفَ هنا يُعطي معنًى غير المعنى المراد، فهو يوهم اشتراكَ الأبوين مع البنت في نصف التركة، وذلك غيرُ مرادٍ من الآية، وكذلك الوقف على كلمة ﴿ الصَّلَاةَ ﴾، من قوله - تعالى -: ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]؛ لأن الوقفَ يعطي معنى النهيِ عن الصلاة، وذلك معنًى غيرُ مرادٍ من الآية.

 

2- الوقف على كلام لا يعطي معنًى تامًّا، ولا يُفهَم منه معنًى؛ وذلك لشدَّةِ تعلُّقه بما بعده في اللفظ والمعنى، كالوقف على كلمة: ﴿ الْحَمْدُ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ فالوقف هنا قبيح؛ لأنه أعطى معنًى غير تام، كما أن القارئ لم يعلَمْ مراد الله، ولم يعلم إلى أي شيء أضاف الحمد، فلا يجوز الوقفُ على المبتدأ دون الخبر، أو على الفعل دون الفاعل، أو على المضاف دون المضاف إليه.

 

3- الوقف على كلمة تعطي معنًى مخالفًا للعقيدة، أو يفهم منها معنًى لا يليق بذات الله تعالى، نحو الوقف على كلمة: ﴿ يَسْتَحْيِي ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي ﴾ [البقرة: 26] وكالوقف على كلمة ﴿ وَالْإِنْسَ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

 

4- الوقف المتعسف الذي يتكلَّفه بعض القراء، مثل الوقوف المنصوص على تجنبها لشذوذها؛ لأنها توهِمُ خلافَ المعنى المراد، كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا ﴾ [القصص: 9] والوقف على كلمة ﴿ يَحْلِفُونَ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴾ [النساء: 62]، وكالوقف على كلمة: ﴿ لَا تُشْرِكْ ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ ﴾ [لقمان: 13] ، فبعض القراء يتأوَّلون معانيَ هذه الآيات حسَبَ أهوائهم، ويظنون أنهم قد عبَّروا بهذا الوقف عن بعض المعاني غير المقصودة من الآية، فهم يبتدئون بعد الوقف بقوله - تعالى -: ﴿ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴾ [النساء: 62]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13] مع أن الآيتينِ ليس فيهما معنى القسم، فكل هذه الوقوف شاذة، ولا يجوز للقارئ تعمُّدُها إلا لضرورة ملحة؛ كالعطاس، أو ضيق نفس، أو غير ذلك؛ لأن ذلك كلَّه تحريف للكَلِمِ عن مواضعه.

 

علامات الوقف:

لقد هدى اللهُ -تعالى- العلماءَ إلى وضع رموز وعلامات للوقف في المصحف، يستطيع القارئُ أن يتعرفَ من خلالها على الوقف، بحيث يقرأ القرآنَ على الوجه الذي يُرضي اللهَ، وهي كما يلي:

• م: علامة الوقف اللازم؛ وذلك لأن الوصلَ يوهم معنًى غير مراد من الآية.

 

• قلي: علامة الوقف الجائز، فالقارئ مخير بين الوقف والوصل، إلا أن الوقفَ أَولى من الوصل، فهذه الكلمة منحوتة من عبارة (الوقف أولى)، وهي علامةُ الوقف التام.

 

• ج: علامة الوقف الجائز جوازًا مستوي الطرفين؛ أي إن الوقفَ والوصل سواء، ليس هناك أولوية بينهما، وهي علامةُ الوقف الكافي.

 

•صلي: علامة الوقف الجائز، فالقارئ مخيَّر بين الوقف والوصل، إلا أن الوصلَ أولى من الوقف، وهذه الكلمةُ منحوتة من عبارة ( الوصل أولى )، وهي علامة الوقف الكافي.

 

• لا: علامة الوقف الذي لا يجوزُ أحيانًا، ويجوز أحيانًا أخرى، وعلى كلتا الحالتين لا يجوز الابتداء بما بعده، ويكون هذا الوقفُ في الوقف القبيح الذي لا يجوز الوقفُ عليه، ولا الابتداء بما بعده، نحو: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الأنفال: 50]، كما يكون في الوقف الحسن الذي يجوز الوقفُ عليه، ولا يحسُنُ الابتداءُ بما بعده، نحو: ﴿ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى ﴾ [المزمل: 20].

 

• ¡ ¡: علامة تعانق الوقف، بمعنى أن القارئ إذا وقف على أحد الموضعين، فلا يقف على الموضع الآخر، نحو: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]، فإذا وقف القارئ على كلمة ﴿ لَا رَيْب ﴾َ وجَب عليه أن يصل كلمةَ: ﴿ فِيهِ ﴾ بما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أقسام الوقف : الوقف الاختباري
  • الوقف الاضطراري والانتظاري في التلاوة
  • من أقسام الحكم التكليفي: الواجب
  • صياغة معنى "قلـﮯ" علامة الوقف التام في الثالث الإعدادي الأزهري

مختارات من الشبكة

  • ملاحظات المد والقصر في أقسام الوقف على آخر الكلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقسام الوقف وكيفية العمل به وبيان التوافق الفقهي في ذلك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من بلاغة الوقف في القرآن الكريم: دراسة تحليلية لبعض وقوف التعانق في آي الذكر الحكيم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الشراكة في عقار وقفي(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • توحيد الأوقاف المتعددة في وقف واحد ذي ريع أكبر(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • الوقف في الإسلام: مجالاته وأهدافه وحمايته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيع أو استبدال الوقف غير المنقول إذا تعطلت منافعه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوقف على المد المتصل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لزوم الوقف في الفقه الإسلامي(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • إرشاد القراء إلى الوقف والابتداء(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- ما قدمتموه في علوم القرآن
أم محمد البراك - المملكة العربية السعودية 04-03-2024 08:17 PM

جزاكم الله جنه عرضها السموات والأرض
ونفع بكم الإسلام و المسلمين وجعله رفعه وزيادة في موازين أعمالكم
اللهم آمين

4- أقسام الوقف
فاطمة - المغرب 17-02-2023 05:12 PM

شكرا لكم على هذه المعلومات القيمة وجعلها الله في موازين حسناتكم ووالديكم ونفع بكم الأمة

3- بارك الله عليكم
سنان حسن - أوغندا 13-02-2023 07:20 PM

زادكم الله علما ونفع بكم..

2- مصر
عائشه 10-05-2016 10:47 PM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين وجعل في ميزان حسناتكم

1- الشكر على المقال الرائع
محمد خير - السودان 16-01-2016 07:42 AM

شكرا جزيلا لكم على هذا الشرح الرائع والمفصل وعلى المجهود الذي بذلتموه من أجلنا
وشكرا
تمنياتي بالمزيد من الإبداع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب