تخريج حديث: إن صاحبكم غل في سبيل الله

تخريج حديث

إن صاحبكم غل في سبيل الله

المقدمة

الحمد لله الغفار، والصلاة والسلام على النبي المختار صلى الله عليه وسلم، وعلى التابعين أصحاب السنن وأهل الآثار، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم من بعدهم من الأغيار على سنة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.

وبعد..

فهذا بحث في تخريج حديث الصحابي زيد بن خالد الجهني في (الغلول) وإن تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحكم عليه صحةً وضعفًا من أهم ما يجب أن يُعتنى به، فبثبوت الحديث يثبت حكم ومسألة شرعية، وبعدمه تنعدم، لا سيما في هذا العصر الذي صار المسلمون أحوج ما يكون لمعرفة ما ثبت ويثبت من أحاديث، ولما لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من دور كبير في شرح الدين، ليسلك الناس الطريق المستقيم بنور مبين، وبفهم سليم لكتاب رب العالمين، ولما يحتاجه المسلمون من عدة الحديث النبوي في استعادة ماضيهم والنهوض في القيام بنهضتهم الحقيقية التي يجب أن تقوم على ما يبقى لا على زبد يذهب جفاء من زبالة الأفكار التي لا تدوم إلا أيام.

ولما يحتاجه الدعاة من معرفة الصحيح من السقيم مما يروى وينشر من غير تحقيق ودراسة، لنشر دعوتهم من غير ما لا يصح ولا يثبت، بل والحاجة تشتد في هذا لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من التحديث عنه ما لم يقله فيكون الواحد وهو يدري أو لا يدري أحد الكاذبين، أو من الذين يقفون على ما لا علم لهم به.

وقد قرأنا عن جلد العلماء الأقدمين وكيف كانت همتهم لجمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان جلدهم وصبرهم في البحث عن الحديث من مظانه بل وسفرهم حتى للحديث الواحد المراحل والقفار مع العناء الشديد والسفر الطويل والغياب البعيد.

فنقلوا لنا تلك التركة الثقيلة التي لا تزال تحتاج منا لرعاة وتمحيص ونقد وبيان وشرح ومن ثم نشر، وهذا ما يجب أن يوليه العلماء والنقاد والباحثين العناية الكبيرة في هذا الشأن.

وقد قمت بتخريج حديث الصحابي المذكور أعلاه وجمعت رواياته وترجمت لرواته والحكم عليه وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت وأصبت الحقيقة والحكم السليم على الحديث.

عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رجلا ً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم خيبر فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "صلُّوا على صاحبكم"، فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: "إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله، ففتشنا في متاعه فوجدنا خرزًا من خرز يهود، لا يساوي درهمين".

أولًا: ألفاظ الحديث [1]:

1- أخرجه أبو داود[2] حدَّثنا مُسَدَّدٌ، أن يحيى بنَ سعيدٍ وبِشرَ بن المُفضَّل حدثاهم، عن يحيى بنِ سعيد، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أبي عَمرةَ عن زيدِ بن خالدِ الجُهنيِّ: أن رجلًا من أصحابِ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- تُوفِّي يومَ خيبرَ، فذكَروا ذلك لِرسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- فقال: "صلُّوا على صاحبِكم" فتغيَّرتْ وجوهُ الناسِ لذلك، فقال: "إن صاحبَكم غَلَّ في سبيلِ الله"، ففتَّشنا مَتاعَه فوجدنا خَرَزًا من خَرزِ يهودَ لا يُساوي درهمين.

2- أخرجه النسائي[3] أَخْبَرَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ إِنَّهُ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا فِيهِ خَرَزًا مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ".

3- أخرجه ابن ماجه [4] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ بِخَيْبَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَتَغَيَّرَتْ لَهُ وُجُوهُهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قَالَ زَيْدٌ: فَالْتَمَسُوا فِي مَتَاعِهِ، فَإِذَا خَرَزَاتٌ مِنْ خَرَزِ يَهُودَ، مَا تُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ".

4- أخرجه مالك [5] عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَإِنَّهُمْ ذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَزَعَمَ زَيْدٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ النَّاسِ لِذَلِكَ. فَزَعَمَ زَيْدٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قَالَ: فَفَتَحْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنَا خَرَزَاتٍ مِنْ خَرَزِ يَهُودَ، مَا تُسَاوِينَ دِرْهَمَيْنِ.

5- أخرجه أحمد [6] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَشْجَعَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ" فَتَغَيَّرَ وُجُوهُ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ".

6- أخرجه عبدالرزاق [7] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ الْأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا عُمْرَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ فَمَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَلَمْ يُصَلِّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ فِي مَتَاعِهِ، فَوَجَدُوا فِيهِ خَرَزًا مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ".

9502- قَالَ عبدالرزاق،: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، أَنَّ أَبَا عَمْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يُحَدِّثُ مِثْلَهُ

7- أخرجه الحميدي [8] حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَمَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَنَظَرُوا فِي مَتَاعِهِ، فَوَجَدُوا فِيهِ خَرَزَاتٍ مِنْ خَرَزِ يَهُودَ، لَا يَسْوَى دِرْهَمَيْنِ.

8- أخرجه ابن أبي شيبة [9] حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا، مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُوُفِّيَ بِخَيْبَرَ وَأَنَّهُ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرُهُ فَقَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ لِذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: إِنَّهُ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ ".

33528 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

9- أخرجه البزار [10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نَا عَبْدُالْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَىَ بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ فَأْذِنُوا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَإِنَّهُ قَدْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، وَتَغَيَّرَ لِذَلِكَ لَوْنُهُ فَفَتَّشُوا مَتَاعَهُ فَإِذَا فِيهِ خَرَزٌ مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ لَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ [ص:221].

3765- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ، قَالَ:  نَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ [ص:222]، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

10- أخرجه ابن الجارود [11] حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ هُوَ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، مَوْلًى لَهُمْ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، ح وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا يَحْيَى، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا عَمْرَةَ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُوُفِّيَ بِخَيْبَرَ، وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِهِمْ قَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قَالَ: فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ يَهُودَ، وَاللَّهِ مَا تُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ".

11- أخرجه ابن حبان [12] أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَتَغَيَّرَتْ وجُوهُ الْقَوْمِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَفَتَحْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ لَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ".

12- أخرجه الطبراني [13] حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: دُعِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِنَازَةٍ يُصَلِّي عَلَيْهَا فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ".

13- أخرجه لطبراني [14] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عبدالله بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُوُفِّيَ بِخَيْبَرَ، فَذَكَرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ لِذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِمْ، قَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ" فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ.

14- أخرجه الحاكم [15] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَذَكَرُوا لِرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ" فَتَغَيَّرَ وُجُوهُ النَّاسِ لِذَلِكَ، فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ، لَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَأَظُنُّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ".

15- أخرجه أبو نعيم الأصبهاني [16] حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد الجهني، أن رجلا من جهينة توفي بخيبر، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " صلوا على صاحبكم " فتغيرت وجوه الناس، فلما رأى الذي بهم قال: " إن صاحبكم غل في سبيل الله " قال: ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا (1) من خرز اليهود، والله إن يساوي درهمين " رواه مالك، وابن جريج، والثوري، وابن عيينة، وزائدة والحمادان في آخرين، عن يحيى بن سعيد.

16- أخرجه البيهقي [17] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِاللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى [ص:176] بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَجُلًا، مِنْ جُهَيْنَةَ تُوُفِّيَ بِخَيْبَرَ، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " فَتَغَيَّرَ وُجُوهُ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِمْ، قَالَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ ". قَالَ: " فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ، وَاللهِ أن يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ ".

17- أخرجه البيهقي [18] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِاللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُنَادِي، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِاللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو صَادِقٍ الْعَطَّارُ [ص:172] قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ ". فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ النَّاسِ لِذَلِكَ، فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ ". فَفَتَحْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزَاتٍ مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا تُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ. لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ.

ثانيًا: غريب الحديث [19]:

• الغلول: الخيانة والسرقة.

• صلوا على صاحبكم: أي أن النبي امتنع عن الصلاة عليه، فتغيرت وجوه القوم لامتناعه عن الصلاة عليه ولم يعرفوا السبب.

• خرزًا:ما ينتظم من جوهر ولؤلؤ وغيرها.

ثالثًا: تخريج الحديث ودراسته:

روي هذا الحديث بألفاظ متقاربة عن الصحابي (زيد بن خالد الجهني)، وبعد جمع روايات الحديث تبين لنا أنها رويت عن زيد بن خالد الجهني من طرق ثلاث، عن أبي عمرة، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعن رجل (مبهم) كذا جاء، وفيما يلي بيانها:

الطريق الأول: عن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني[20]: رواه يحيى بن سعيد الأنصاري [21]عن محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري [22] عن أبي عمرة [23] عن زيد بن خالد الجهني، أخرجه أبو داود في "السنن"[24].

والحاكم في "المستدرك" [25]. وأخرجه أحمد في "المسند" عن يحيى القطان به، والنسائي في "السنن" عن عبيد الله بن سعيد عن يحيى القطان به، وابن ماجة في "السنن" عن محمد بن رمح عن الليث بن سعد به،والبيهقي في "السنن الكبرى"من طريقين، و"شعب الإيمان "، وعبدالرزاق في " المصنف"، والحميدي في "المسند"، وابن أبي شيبة من طريقين في "المصنف"، والطبراني من طريقين في "المعجم الكبير"، والبزار في "المسند"، وابن الجارود في "المنتقى"، وأبي نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"، وابن حبان في "صحيحه".. وكلهم مخرجهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري وتم بيان الرواة بالسند وتم توثيق الكتب والصفحات التي جاءت فيها فارجع إليها تكرما لا أمرا صفحة (3 - 7 ).

الطريق الثاني: عن محمد بن يحيى بن حبان: رواه مالك في موطأه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان عن زيد بن خالد الجهني، وفي الطريق الأول فيما سبق رأينا أن محمد بن يحيى بن حبان رواه عن أبي عمرة إلا أن مالك أخرجه في موطأه بدون ذكر أبي عمرة وهذا خطأ، قال ابن عبد البر في كتابه " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" في كلامه على الحديث الحادي والثلاثون : "هكذا في كتاب يحيى وروايته عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أن زيد بن خالد لم يقل عن أبي عمرة ولا عن ابن أبي عمرة وهو غلط منه وسقط من كتابه ذكر أبي عمرة " [26]، و" قال القعنبي وابن القاسم ومعن بن عيسى وأبو المصعب وسعيد بن عفير وأكثر النسخ عن ابن بكير كلهم قالوا في هذا الحديث عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن أبي عمرة أن زيد بن خالد الجهني قال توفي رجل فذكروا الحديث" [27] وكذا قال أيضا في الاستذكار [28].

الطريق الثالث: عن رجل (كذا جاء مبهما): رواه البزار في المسند عن محمد بن عبدالملك عن حماد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن رجل عن زيد بن خالد الجهني.

وهذا الإبهام يزول لما جاء مصرحا به في الروايات الأخرى الكثيرة التي ذكرت أبا عمرة عن زيد بن خالد الجهني، ولما ورد أيضا في مسند البزار نفسه من طريق أخر صرح فيها باسم الراوي وهي من طريق محمد بن المثنى عن عبد الوهاب عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان عن أب عمرة عن زيد بن خالد الجهني.

وبناءً على هذا تبين معنا أن هذا الحديث مخرجه فقط هو أبو عمرة عن زيد بن خالد الجهني بعد زوال الإبهام لما صرح به في الروايات الأخرى لا سيما أن الرواي عن هذا المبهم هو محمد بن يحيى بن حبان وهو في روايات أخرى صرح بالرواية عن أبي عمرة، فالبتالي نصل إلى أن الحديث مروي من طريق واحد وليس من ثلاث طرق.

رابعًا: الحكم على الحديث:

هذا الحديث لم يروه عن زيد بن خالد إلا أبو عمرة وقال ابن حجر عنه مقبول، ولم يروه عن أبي عمرة إلا محمد بن يحيى الأنصاري وهو ثقة، ولم يروه عنه إلا يحيى بن سعيد الأنصاري وهو ثقة ثبت ورواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري جمع كبير من الرواة من أعيان الثقات الأثبات منهم: يحيى القطان ومالك وابن عيينة وأخرون.

وبهذا يتبين أن الحديث فرد غريب تفرد به أبو عمرة، ولم أجد أحد وثقه، وقد صحح الحاكم هذا الحديث في مستدركه، فقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على ذلك فقال على شرط البخاري ومسلم وأظنهما لم يخرجاه، وصححه من المعاصرين الشيخ شعيب الأرنؤوط، ويبدو أنهم يذهبون إلى توثيق الراوي المستور، لا سيما إن كان من التابعين، وذكره ابن حبان في ثقاته، إلا أنه أيضا من المعاصرين من ضعفه كالشيخ الألباني فقال: "ضعيف - ((أحكام الجنائز)) (ص 103)، ((الإرواء)) (726)، ((ضعيف أبي داود)) (467) [29].

أما أنا فأميل إلا أنه ضعيف، فصحيح أن الحاكم قد قال على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه، فحقا لم يخرجاه، ولكن ليس على شرطهما لأنه لم يوثق، فلم يرو عنه إلا محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، فهول مجهول العين كما قال الشيخ الألباني في " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل": "فهو مجهول العين،وهناك أبو عمرة آخر يروى عن زيد بن خالد أيضا والصواب فيه ابن أبى عمرة واسمه عبدالرحمن، فهذا قد أخرج له مسلم، فلعل الحاكم ظن أنه هذا، أو ظن أنهما واحد، وقد فرقوا بينهما، والله أعلم " [30].

قلت: ذكر ابن عبد البر في التمهيد أنه اختلف فيه - يعني أبي عمرة - فقال: " واختلف أصحاب مالك في أبي عمرة أو ابن أبي عمرة في هذا الحديث أيضا فقال القعنبي وابن القاسم ومعن بن عيسى وأبو المصعب وسعيد بن عفير وأكثر النسخ عن ابن بكير كلهم قالوا في هذا الحديث عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن أبي عمرة أن زيد بن خالد الجهني قال توفي رجل فذكروا الحديث [31]، والصحيح أنه ابن عمرة وليس ابن أبي عمرة فلعل من نقل عنهم ابن عبد البر أيضا ظنوا أنه واحد وهم اثنان، رووا عن زيد ابن خالد الجهني، وابن أبي عمره اسمه عبدالرحمن وهو غير هذا كما جاء في تهذيب الكمال أنه اختلف فيه فقال: " أَبُو عَمْرة الأَنْصارِيّ، وقيل: ابن أَبي عَمْرة، وقيل: عبدالرحمن بْنِ أَبي عُمَرة. عَن: زيد بْن خالد الجهني (ت س) حديث: "ألا أخبركم بخير الشهداء. وعَنه: عبدالله بْن عَمْرو بْن عثمان بْن عفان (ت س). أخرجوه - يعني: مسلم: 5 / 132، وأبو داود (3596)، والتِّرْمِذِيّ (2295) و (2296) و (2297)، والنَّسَائي في الكبرى (تحفة الاشراف: 3754)، وابن ماجة (2364) - سوى البخاري، عن ابن أَبي عَمْرة، عن زيد بْن خالد، وسماه بعضهم فِي روايته عبدالرحمن " [32].

إذًا تبين أن أبي عمرة هو غير ابن أبي عمرة الذي روى عن زيد بن خالد الجهني أيضا، ولم يتابع عليه أحد ودرجته مقبول عند ابن حجر، وهو ضعيف لجهالته، ولأنه لم يروِ عنه إلا محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري ولم يروِ عنه أيضا إلا يحيى بن سعيد الأنصاري، وإن كانوا ثقات، فجهالته لا تقوى برواية الثقات، وكلام الحاكم والذهبي، قال الألباني فيه: "وهذا من أوْهامِهِما؛ فإن أبا عمرة- مع جهالته- لم يخرج له الشيخان مطلقًا [33].

الخاتمة

في نهاية البحث أحمده تعالى على ما يسر وأعان، على إتمام هذا البحث، وهذا جهد المقل فيه، فأسأله أن أكون قد وفقت وأصبت في الحكم على الحديث ودراسته، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.

والتخريج والحكم على الحديث من فروع علم الحديث، هذا العلم الذي يَخدم الشريعة وعلومها ولا يُخدم، فهو خادم العلوم الشرعية، قد اعتنى به العلماء قديمًا وحديثًا وبذل فيه متأخرا جهودًا مشكورة كما فعل الشيخ الألباني رحمه الله وتقبل منه، إلا أن هذا العلم معين لا ينضب وبحر لا ساحل له فلا زال هذا العلم يحتاج لدراسات وأبحاث، وهو علم صلف كما قال عنه الذهبي في تذكرته، يحتاج لهمة وجهود الباحثين، لما له على المسائل الشرعية من أثر كبير.

وأهم ما توصلت له في البحث هو:

1- الحديث روي لنا في كتب السنة من طرق ثلاث عن أبي عمرة، ومحمد بن يحيى بن حبان الأنصاري ورجل (كذا مبهمًا)، وبعد البحث تبين خطأ رواية موطأ مالك لما بيناه في البحث بناء على كلام ابن عبد البر في تمهيده، وبعد زوال الابهام الذي في رواية البزار إعتمادا على رواية أخرى في البحر الزخار للبزار نفسه من طريق أخرج صرح فيه بالراوي وهو أبي عمرة، ولما صُرح به في الروايات الأخرى في كتب السنة ومسانيدها.

2- أن أبا عمرة تفرد بالحديث.

3- أن أبا عمرة مختلف فيه وبعد البحث تبين أن هناك أبي عمرة وابن أبي عمرة وكلاهما أخذ عن زيد بن خالد الجهني، وأبي عمرة هو راوي حديث الغلول بعد المراجعة والبحث ونقل كلام الأئمة في ذلك.

4- أن الحاكم والذهبي وَهِما في أبي عمرة فظنا أنه ابن أبي عمرة الذي روى أيضا عن زيد أو ظناه واحد.

5- أن الحديث درجته ضعيف لتفرد أبي عمرة عن زيد وهو عند ابن حجر رتبته مقبول، ولم يتابع، فهو ضعيف.

6- من المعاصرين كالشيخ شعيب الأرنؤوط صحح الحديث وربما وهم كما وهم الحاكم والذهبي أو أنه قد سار على وهمهما، أو أنه لربما يوثق المتسور، أو لوروده في ثقات ابن حبان فهو يوثق كثير من المجاهيل.

وأخيرا أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا ويزدنا علما، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم

المصادر والمراجع:

1- القاري، علي بن (سلطان) محمد: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، الناشر: دار الفكر، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م.

2- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري: أسد الغابة في معرفة الصحابة المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1415هـ - 1994 م.

3- العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى - 1415 هـ.

4- العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر: تقريب التهذيب، تحقيق محمد عوامة، الناشر دار الرشيد، سنة النشر 1406 - 1986، مكان النشر سوريا.

5- المزي، يوسف بن عبدالرحمن بن يوسف: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، المحقق: د. بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولى، 1400 - 1980.

6- الذهبي، شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز: تاريخ الإسلام، المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى، 2003 م.

7- البغدادي، محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع، التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، المحقق: كمال يوسف الحوت، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م.

8- القرطبي، يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، المحقق: مصطفى بن أحمد العلوى و محمد عبد الكبير البكرى، الناشر: مؤسسة القرطبه.

9- القرطبي، يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري، الاستذكار، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1421 - 2000، تحقيق: سالم محمد عطا، محمد علي معوض.

10- الألباني، أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري، التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وتمييز سقيمه من صحيحه، وشاذه من محفوظه، الناشر: دار با وزير للنشر والتوزيع، جدة - المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م.

11- الألباني، أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، إشراف: زهير الشاويش، الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثانية 1405 هـ - 1985م.

12- الألباني، أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري، ضعيف أبي داود - الأم، دار النشر: مؤسسة غراس للنشر و التوزيع - الكويت، الطبعة: الأولى - 1423 هـ.