• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملخص من كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

إشارات التصميم البيئي في القرآن الكريم

إشارات التصميم البيئي في القرآن الكريم
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/4/2014 ميلادي - 28/6/1435 هجري

الزيارات: 41014

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إشارات التصميم البيئي في القرآن الكريم


ملخص البحث:

يهتم علم التصميم البيئي بدراسة العناصر البيئية والمناخية التي تؤثر على تصميم المباني والفراغات الخارجية؛ من أجل تهيئة وتوفير المناخ المناسب لراحة الإنسان؛ سواء داخل المباني، أو في الفراغات الخارجية في المحيط العمراني.

 

وبدراسة العديد من الآيات القرآنية، يتبيَّن لنا مدى الإعجاز القرآني في الإشارات الخاصة بعلم التصميم البيئي؛ سواء على مستوى مبادئه أو عناصره الأساسية؛ لذلك فإن هذا البحث يهدف إلى إبراز جوانب من الإعجاز القرآني في مجال التصميم البيئي، من خلال عرض لبعض النماذج التي وردت في بعض الآيات القرآنية الكريمة، وقد تَمَّ اختيار النماذج الثلاثة التالية؛ لتكون محورًا لهذا البحث:

1- قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13]؛ حيث يتم إبراز أن مصطلح ومنطقة "الراحة الحرارية"، والتي تعتبر أحد أهم مقاييس الحكم على مدى نجاح التصميم البيئي للمباني، قد ورد ذكرها في الآية الكريمة المذكورة.

 

2- قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 81]؛ حيث تَمَّ إبراز أهمية الظلال كأحد أهم عناصر التصميم البيئي، واختلاف تأثير الظلال حسب العنصر المستخدم في التظليل، مع بيان الإعجاز الوارد في الآية، نتيجة الربط بين ذكر الظلال والملابس التي تقي الحرَّ.

 

3- قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17]؛ حيث تَمَّ عمل دراسة ميدانية وشمسية على كهف موجود جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان، ترجِّح العديد من الدلائل أنه هو الكهف المذكور في الآية الكريمة، مع إبراز جوانب التصميم البيئي والشمسي في هذا الكهف، والتي تبرز أحد جوانب الإعجاز القرآني في إثبات وجود هذا الكهف من جهة، ومدى توافُق مبادئ التصميم البيئي في هذا الكهف مع مبادئ علم التصميم البيئي المتعارف عليها حديثًا.

 

مقدمة:

تحدَّثت العديد من الآيات القرآنية عن العلاقة بين الإسلام وعمارة الأرض[1]، ولو تأمَّلنا أسماء سور القرآن الكريم، لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى قد اختار أسماء لبعض من هذه السور لها ارتباط بالعمارة، ومن أمثلة ذلك سور "البلد" و"الكهف و"الحجرات"؛ كما جاء ذكر العمارة بلفظها أو اشتقاقها في سور عديدة؛ منها: "هود" و"الطور" و"الروم"، كما لم تغفل بعض الآيات القرآنية عن ذكر أسماء بعض القرى والمدن؛ مثل: "بكة" بالجزيرة العربية، و"سبأ" باليمن، و"مدين" بفلسطين، و"إرم" بالأحقاف، و"بابل" بالعراق، وذلك من خلال قَصص الأمم البائدة، وما كانت تحويه من حضارات تميَّزت بالتقدم العمراني الكبير.

 

ويعتبر علم التصميم البيئي (العمارة البيئية) أحد أهم فروع علم العمارة وتخطيط المدن، والذي يهتم بدراسة العناصر البيئية والمناخية التي تؤثر في تصميم المباني والفراغات الخارجية؛ من أجل تهيئة وتوفير المناخ المناسب لراحة الإنسان؛ سواء داخل المباني، أو في الفراغات الخارجية في المحيط العمراني.

 

وبدراسة العديد من الآيات القرآنية، يتبيَّن لنا مدى الإعجاز القرآني في الإشارات الخاصة بعلم التصميم البيئي؛ سواء على مستوى مبادئه، أو عناصره الأساسية؛ لذلك فإن هذا البحث يهدف إلى إبراز جوانب من الإعجاز القرآني في مجال التصميم البيئي، من خلال عرض لبعض النماذج التي وردت في بعض الآيات القرآنية الكريمة، وقد تَمَّ اختيار النماذج الثلاثة التالية لتكون محورًا لهذا البحث:

1- الآية (13) من سورة الإنسان.

2- الآية (81) من سورة النحل.

3- الآية (17) من سورة الكهف.

 

1- الإشارة إلى مصطلح ومنطقة "الراحة الحرارية" لفتة تبرز أحد جوانب الإعجاز القرآني في مجال التصميم البيئي:

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13].

1-1 بعض معاني الكلمات:

• زمهريرا: الزمهرير هو شدة البرد[2].

 

1-2 آراء بعض المفسرين في شرح الآية الكريمة:

يقول ابن كثير (رحمه الله) في شرح معنى قوله: "لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا"؛ أي: ليس عندهم حرٌّ مزعج، ولا برد مؤلم، بل هو مزاج واحد دائم سرمدي، لا يبغون عنها حولاً[3].

 

كما جاء في التفسير الميسر أن المقصود[4]: "لا يرون فيها حرَّ شمسٍ ولا شِدةَ بردٍ".

 

1-3 الجانب العلمي الوارد في الآية الكريمة:

في مجال علم العمارة والتصميم البيئي، يتم تعريف مصطلح "الراحة الحرارية" على أنها حالة العقل التي يشعر فيها الإنسان بارتياح ورضا، فيما يتعلق بالبيئة الحرارية الموجود فيها[5]، فأي إنسان طبيعي لا يشعر بالراحة الحرارية إذا زادت أو قلت درجة الحرارة عن حدود معينة؛ أي: إنه لا يشعر بالراحة في درجات الحرارة العالية، مثلما لا يشعر بالراحة أيضًا في حالات البرودة الشديدة.

 

فإذا كانت درجة حرارة الهواء أعلى من درجة حرارة البشرة، فان الحرارة المتولدة من الجسم تجد صعوبة في الخروج، وينتج عن ذلك ارتفاع في درجة حرارة البشرة، ونشاط الغدد التي تفرز العرق، ويمكن أن يصل معدل إفراز العرق إلى 4 لتر/ ساعة؛ مما يسبب إرهاقا لا يمكن احتماله إلا لفترة قصيرة، أما في حالة انخفاض درجة حرارة البيئة المحيطة عن الحد المناسب، فإن الاستجابة الفسيولوجية الأولى لذلك انقباض الشعيرات الدموية تحت الجلد، وبالتالي يقل اندفاع الدم إلى البشرة؛ مما يؤدى إلى برودة الشعيرات، وخاصة اليدين والقدمين، وتحدث رعشة لا إرادية في حالات البرد الشديد (الزمهرير)، ويزيد معدل الاحتراق إلى مرتين أو ثلاث مرات[6].

 

وبصفة عامة وعلى أساس التجارب العملية، وضعت الحدود لراحة الإنسان الحرارية، فكانت تقريبًا هي درجة الحرارة التي تقع بين 22,5 و29,5 درجة مئوية، ورطوبة نسبية تقع بين 20% إلى 50%[7]، وتسابق العلماء في وضع بعض المقاييس والخرائط التي يمكن عن طريقها تحديد مناطق الراحة الحرارية للإنسان تحت ظروف مناخية محددة وبدقة كبيرة، ومن أشهر هذه المقاييس "خريطة الراحة الحرارية" التي قام بتصميمها "فيكتور أولجاي"، وهي صالحة لكل المناطق الحارة، جافة كانت أو رطبة، وفي الأماكن التي لا تعلو أكثر من 300 متر فوق سطح البحر، وتمثل المنطقة المهشرة على الخريطة، شكل (1)، منطقة الراحة عندما يكون الهواء ساكنًا؛ وذلك بدلالة درجة حرارة الترمومتر الجاف والرطوبة النسبية، وهي تقع بين 21.1 و26.6 درجة مئوية، والرطوبة النسبية بين 30% إلى 65% طبقا لهذه الخريطة[8].

 

 

شكل (1): خريطة الراحة الحرارية من تصميم "فيكتور أولجاي[9].

 

فإذا كانت الجنة تمثل البيئة المثالية بكل ما فيها من مُتع ونعيم مقيم، فإن الآية الكريمة تضيف متعة الراحة "الحرارية" أيضًا؛ أي: لا يرى في الجنة شدة حرٍّ كحر الشمس، ولا زمهريرًا؛ أي: ولا بردًا مُفرطًا، ومفهوم الراحة الحرارية لم يكن معروفًا بالمعنى الذي وضحناه وقت نزول القرآن؛ حيث إن البيئة العربية التي نزل فيها القرآن، يغلب عليها المناخ الصحراوي الحار، وكان الهم الأكبر للعرب هو الوقاية من حر الشمس، ولكن جاءت الآية بمعنى يتمشى مع مفهوم معاصر نتَج عن دراسات وتجارب عديدة، توصلت إلى ما يسمى "بمنطقة الراحة الحرارية"، وهي تتحدد بمدى حراري سفلي وعلوي، لا يجب أن تقل أو تزيد عنه درجات الحرارة في وجود مستوى معين من الرطوبة النسبية، ومما سبق نجد أن الآية الكريمة قد عبَّرت عن مفهوم ومنطقة الراحة الحرارية بإيجاز وإعجاز كبير في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13]، والحمد لله على نعمة الإسلام.

 

2- تأثير الاحتماء بالظلال والملابس في الوقاية من الإشعاع الشمسي والحر:

يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 81].

 

2-1 معاني بعض الكلمات:

• الظل: نقيض الضح (بالكسر)، أو هو الفيء، أو هو بالغداة، والفيء بالعَشِيّ، ومكان ظليل ذو ظل، والظلة شيء كالصفة يستتر به من الحر والبرد، والظلال والمظلة (بالكسر والفتح) الكبير من الأخبية، والظليلة مستنقع الماء في أسفل مسيل الوادي والروضة الكثيرة الحرجات، والظلل الماء تحت الشجر لا تصيبه الشمس[10].

 

وفي المعجم الوجيز[11]: الظل هو ضوء الشمس إذا استترت عنك بحاجز، والظليل ذو الظل، ويقال: ظل ظليل؛ أي: دائمٌ.

 

• الأكنان: مفردها "كن"، وهو ما يرد الحر والبرد من الأبنية والمساكن[12].

 

2-3 آراء بعض المفسرين في شرح الآية الكريمة:

أورد الإمام القرطبي (رحمه الله) في تفسير الآية الكريمة ما يلي[13]: "لما كانت بلاد العرب شديدة الحر وحاجتهم إلى الظل كبيرة، فقد أوضح الله سبحانه وتعالى أن الظلال إحدى نعمه التي مَنَّ بها على بني البشر، فالله سبحانه وتعالى قد خلق للبشر الأشجار التي توفر الظلال؛ كما جعل من الجبال مواضع للسكنى كالكهوف - (كما في كهف أهل الكهف) - يلجأ إليها الإنسان طلبًا للظل والحماية، كما ألهمهم اتخاذ الأبنية حماية لهم من الحر والبرد، وطلبًا للظل".

 

أما الإمام ابن كثير (رحمه الله) فقد أورد في تفسير الآية الكريمة ما يلي[14]: "﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا ﴾ [النحل: 81]؛ قال قتادة: يعني: الشجر، ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ﴾ [النحل: 81]؛ أي: حصونًا، ومعاقلَ؛ كما جعل لكم سرابيل تقيكم الحر، وهي الثياب من القطن والكتان والصوف، وسرابيل تقيكم بأسكم؛ كالدروع من الحديد المصفح والزرد، وغير ذلك، (كذلك يتم نعمته عليكم)؛ أي: هكذا يجعل لكم ما تستعينون به على أمركم، وما تحتاجون إليه؛ ليكون عونًا لكم على طاعته وعبادته، (لعلكم تسلمون).

 

وقال قتادة في قوله: (كذلك يتم نعمته عليكم): هذه السورة تسمى سورة النعم، وقال عطاء الخراساني إنما أنزل القرآن على قدر معرفة العرب، ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ﴾ [النحل: 81]، وما جعل من السهل أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب جبال، ألا ترى إلى قوله: ﴿ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ﴾ [النحل: 80]، وما جعل لهم من غير ذلك أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر، ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ﴾ [النحل: 81]، وما تقي من البرد أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب حر".

 

2-4 الجانب العلمي في بيان تأثير الظلال، وأن هذا التأثير يختلف حسب العنصر المستخدم في التظليل:

تعتبر عملية تظليل المباني أو الفراغات الخارجية أحد أهم مبادئ علم التصميم البيئي، وحتى يمكن أن نُدرك أهمية إيجاد وتوفير الظلال، خاصة بالمناطق الحارة، فإن بعض الدراسات أوضحت أن تظليل الشوارع يؤدي إلى خفض في درجة الحرارة، يُقدَّر بحوالي 4 درجات مئوية[15]، وفي قياسات تمت على بعض أفنية المنازل الإسلامية القديمة بالقاهرة، اتضح أن درجات الحرارة داخل هذه الأفنية المعرضة للظل تقل بحوالي 4 إلى 7 درجات مئوية عن درجة حرارة سطح المنزل المعرض للشمس[16].

 

وإذا كان بعض المفسرين - جزاهم الله خيرًا - قد أوضحوا أن المقصود بالظلال في الآية الكريمة ظلال الأشجار على وجه التحديد، فلقد أوضحت إحدى التجارب في اليابان أثر استخدام النباتات في خفض درجة حرارة الحوائط الخارجية؛ حيث تم استخدام أحد أنواع النباتات اليابانية Japanese Ivy)) في تغطية حائط غربي معرض للشمس، فوُجِد أن درجة حرارة الحائط قبل تغطيته بالنباتات أعلى بحوالي 10 درجات مئوية عن درجة حرارة الهواء المحيط، أما بعد التغطية، فوجد أن درجة حرارة الحائط تقل بحوالي 1 درجة مئوية عن درجة حرارة الجو المحيط[17]، كما أوضحت دراسة أخرى أُجريت لمعرفة تأثير استخدام النباتات الطبيعية في تظليل المباني مدى التباين في تقليل درجات الحرارة، نتيجة اختلاف أسلوب استخدام هذه النباتات في عملية التظليل، انظر جدول (1)، فعلى سبيل المثال فإن متوسط الانخفاض في درجات الحرارة نتيجة التظليل باستخدام الأشجار الكبيرة الحجم (في وجود إشعاع شمسي مباشر)، يُقدَّر بحوالي 14,50 درجة فهرنهيت، أما في حالة استخدام شجيرات متوسطة الحجم shrub، فيصل الانخفاض إلى 24,30 درجة فهرنهيت[18].

 

كما أوضحت دراسة أخرى أن الانخفاض في درجة حرارة الحوائط المظللة باستخدام خليط من الأشجار والشجيرات، يصل لحوالي من 13,50 إلى 15,50 درجة مئوية، أما في حالة استخدام النباتات المتسلقة، فإن درجة حرارة الحائط تنخفض حوالي من 10 إلى 12 درجة مئوية[19].

 

جدول (1): متوسط الانخفاض في درجة حرارة سطح الحائط نتيجة استخدام عناصر تظليل مختلفة.

 

(القياسات مسجلة في الصيف بولاية ميامي بفلوريدا)[20].

 

عناصر التظليل المستخدمة

Landscape elements

متوسط الانخفاض في درجة الحرارة (فهرنهيت)، في عدم وجود إشعاع شمسي مباشر.

متوسط الانخفاض في درجة الحرارة (فهرنهيت)، في وجود إشعاع شمسي مباشر.

♦ أشجار بحجم كبير.

6.40

14.50

♦ شجيرات بحجم متوسط.

7.60

24.30

♦ كرمة غير كثيفة. Thin vine

8

13.8

 

♦ كرمة كثيفة. Thick vine

7.5

12

 

♦خليط من الأشجار وحاجز نباتيhedge

10

2.8

 

إن الدراسات العديدة السابقة توضح أمرًا هامًّا، وهو اختلاف النقص في درجات حرارة المباني أو الحوائط المظللة تبعًا للعنصر المستخدم في التظليل، فالظل الناتج عن طريق تظليل المباني بعضها البعض، يختلف عن الظل الناتج عن استخدام النباتات الطبيعية، كما أن الظل الناتج عن استخدام الأشجار أو الشجيرات يختلف عن الظل الناتج عن النباتات المتسلقة، لذلك نجد أن الآية الكريمة ذكرت لفظ (ظلالاً) بصيغة الجمع، وكأنها تلفت النظر إلى أنه توجد اختلافات في تأثير الظلال تبعًا للعنصر الذي يلقي الظل، ويتأكد ذلك المعنى أيضًا في قوله سبحانه وتعالى: " ﴿ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴾ [الواقعة: 43، 44].

 

حيث توضح الآية الكريمة أن الظل الناتج عن اليحموم، وهو الدخان شديد السواد – لا يكون بارد المنزل، ولاكريم المنظر[21]، كما أن الآية ألمحت إلى أن هذه الظلال ناتجة عن العناصر التي خلقها الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا ﴾ [النحل: 81]، لتوضح لنا أن الظلال الناتجة من العناصر الطبيعية التي خلقها الله؛ كالنباتات والأشجار، والأكنان بالجبال، يكون تأثيرها في خفض درجة الحرارة أكبر.

 

إن الآية الكريمة السابقة توضح وتُنبه إلى أثر الظلال الكبير في خفض درجة الحرارة، وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴾ [فاطر: 19 - 21]، والشاهد في الآيات السابقة هو تأكيد المولى سبحانه وتعالى عدمَ المساواة بين الظل والحر.

 

2-5 أثر الملابس في الوقاية من الحر والإعجاز العلمي في الربط بين ذكر الظلال والملابس في الآية الكريمة:

الملابس تعمل كعازل بين الإنسان والبيئة المحيطة، تقيه من حرارة الجو أو برودته حسب المناخ السائد، ولأهمية الدور الذي تلعبه الملابس، فإن البعض اعتبر الملابس بمثابة "الجلد الثاني" second skin، والمبنى أو المأوى بمثابة الجلد الثالث للإنسان[22]، شكل (2).

 

ويمكن للإنسان التحكم إلى حد كبير في التبادل الحراري بين جسمه وبين الجو المحيط، وذلك بالاختيار الصحيح لملابسه؛ إذ تمثل الملابس حاجزًا أو مانعًا لانتقال الحرارة، كما تقلل من إحساس الجسم بالاختلاف في سرعة ودرجة حرارة الهواء، شكل (3)، ولتبسيط عملية النفاذ الحراري خلال الملابس اتخذت وحدة "الكلو" Clo (اختصار لكلمة Clothes )، وهي تعادل مقدار 6,5 وات/م2 درجة مئوية من المقاومة الحرارية، وتعطي القيم التالية مؤشرًا لهذا المقياس:

أ- كالسون + شورت + قميص سبور نصف كم = 0,25 كلو.

ب- ملابس داخلية + قميص نصف كم + بنطلون = 0,67 كلو.

ج- ملابس داخلية + بدلة صيفي خفيفة = 1,00 كلو.

د- ملابس ثقيلة للمناطق الباردة مبطنة + معاطف ثقيلة (فرو) = 4,50 كلو.

 

فمثلاً إذا كان الهواء ساكنًا، وكان الشخص يقوم بنشاط مكتبي خفيف، فإن التغير في 1 كيلو من الملابس بالزيادة أو النقصان، يقابله الإحساس بتغيُّر في درجة الحرارة يبلغ 7 درجة مئوية ويزيد.

شكل (2): الملابس تعتبر الجلد الثاني للإنسان؛ نظرًا لأنها تقيه الحر، وتمنحه الدفء شتاءً

 

شكل (3): اختلاف المقاومة الحرارية للملابس نتيجة اختلاف نوعيتها

 

الإحساس بتأثير الملابس في حالة الحركة وازدياد النشاط.

 

لقد قام بعض الباحثين بعمل معادلات بسيطة يمكن عن طريقها التنبؤ بكمية الحرارة الإشعاعية radiative heat التي يمكن أن يكتسبها الإنسان في ظروف المناخ الصحراوي، واضعين في الاعتبار عاملي الملابس والتعرض للشمس، وفيما يلي هذه المعادلات[23]:

أ- في حالة إنسان لا يرتدي ملابس (عاري الجسد) ويتعرض للشمس:

200 + 25(T-33); Kcal/hour.

 

ب- في حالة إنسان يرتدي ملابس ويتعرض للشمس:

100 + 22(T-33); Kcal/hour

 

ج- في حالة إنسان يرتدي ملابس ليلاً:

20+ 18(T-33); Kcal/hour. Where: T is the air temperature in ◦ C.

 

وبفرض أن درجة حرارة الهواء هي 39 درجة مئوية، فإن الإنسان الذي لا يرتدي ملابس ويتعرض للإشعاع الشمسي المباشر، فإنه يكتسب 350 كيلو كالوري/ الساعة، أما الإنسان الذي يرتدي ملابس ويتعرض للإشعاع الشمسي المباشر، فإنه يكتسب 232 كيلو كالوري/ الساعة؛ أي: إن ارتداء الملابس يقي الإنسان حوالي 118 كيلو كالوري/ الساعة، وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ﴾ [النحل: 81].

 

كما يتجلى الإعجاز العلمي في الآية الكريمة في ذكر الظلال والربط بينها وبين السرابيل أو الملابس التي تقي الحر؛ حيث تمكَّن بعض الباحثين من وضع معادلات (تحت ظروف البيئة الصحراوية)، يمكن عن طريقها حساب معدلات العرق التي يفرزها الإنسان الذي يرتدي ملابس، ويجلس إما معرضًا للشمس أو في الظل، وهذه المعادلات هي[24]:

أ- في حالة إنسان يرتدي ملابس ويجلس معرضًا للشمس:

300+36(T-33), g/hour.

ب- في حالة إنسان يرتدي ملابس ويجلس في الظل:

180+25(T-33), g/hour.

Where: T is the air temperature in 5 C.

 

وعلى ذلك؛ فإنه بفرض أن درجة حرارة الهواء هي 39 درجة مئوية، فإن الإنسان الذي يرتدي ملابس ويجلس معرضًا للإشعاع الشمسي المباشر، فإنه يفقد ما يعادل516 جرام/الساعة من العرق، أما الإنسان الذي يرتدي ملابس ويجلس في الظل، فإنه يفقد فقط 330 جرام/ الساعة من العرق؛ أي: إن الجلوس في الظل (مع ارتداء الملابس)، يقلل من فقْد الإنسان لحوالي 186جرام/ الساعة من العرق، وفي المناطق الصحراوية الجافة يصبح من الأهمية تقليل الفاقد من الماء المختزن في الجسم؛ حتى لا يشعر الإنسان بالتعب والإعياء، ويتعرض جسمه للجفاف.

 

إن الآية الكريمة محل البحث قد أعطتنا بعض المفاهيم التي تتفق مع حقائق ومبادئ علم التصميم البيئي، والتي تتمثل في أهمية الظلال واختلاف تأثيرها في خفض درجات الحرارة باختلاف العنصر الذي يلقي الظل، كما ألمحت إلى أهمية الملابس في الوقاية من الحر بالرغم من أن العقل البشري في وقت نزول القرآن، كان يعي بصورة أكبر أهمية الملابس في الوقاية من البرد، ثم يأتي أخيرًا الإعجاز في الربط بين ذكر الظلال وارتداء الملابس التي تقي الحر في نفس الآية، وهو ما أوضحنا أثره في التقليل من إفراز العرق، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

 

3- دراسة ميدانية وشمسية للتصميم البيئي لكهف "أهل الكهف":

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17].

 

3-1 توضيح معاني بعض الكلمات:

• الكهف: هو الغار في الجبل، وهو المغارة الواسعة في الجبل[25].

• فجوة: فجوة الدار؛ أي: ساحتها[26]، والفجوة أيضًا: المتسع بين الشيءين[27].

 

3-2 آراء بعض المفسرين في شرح الآية الكريمة:

يذكر ابن كثير رحمه الله في شرح الآية الكريمة[28]: "أن هذا دليل على أن باب هذا الكهف المذكور كان من نحو الشمال؛ لأنه تعالى أخبر أن الشمس إذا دخلته عند طلوعها، تزاور عنه (ذات اليمين)؛ أي: يتقلص الفيء يَمنة؛ كما قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة: (تزاور)؛ أي: تميل، وذلك أنها كلما ارتفعت في الأُفق تقلص شعاعها بارتفاعها؛ حتى لا يبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلك المكان، ولهذا قال: ﴿ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ﴾ [الكهف: 17]؛ أي: تدخل إلى غارهم من شمال بابه، وهو من ناحية المشرق، فدل على صحة ما قلناه، وهذا بيِّن لمن تأمَّله، وكان له علم بمعرفة الهيئة وسَير الشمس والقمر والكواكب، وبيانه أنه لو كان باب الغار من ناحية المشرق، لَمَا دخل إليه منها شيء عند الغروب، ولو كان من ناحية القبلة (يقصد الجنوب)، لَما دخل منها شيء عند الطلوع، ولا عند الغروب، ولا تزاور الفيء يمينًا ولا شمالاً، ولو كان من جهة الغرب، لَمَا دخلته وقت الطلوع، بل بعد الزوال ولم تزل فيه إلى الغروب، فتعين ما ذكرناه ولله الحمد، وقال مالك عن زيد بن أسلم: تميل ﴿ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ﴾ [الكهف: 17]؛ أي: في متسع منه داخلاً؛ بحيث لا تصيبهم؛ إذ لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم؛ قاله ابن عباس.

 

﴿ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ﴾: حيث أرشدهم إلى هذا الغار الذي جعلهم فيه أحياء، والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم.

 

ويقول الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسير الآية الكريمة[29]:

"للمفسرين في تفسير هذه الآية قولان:

الأول: أنهم مع كونهم في مكان منفتح انفتاحًا واسعًا في ظل جميع نهارهم، ولا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا في غروبها؛ لأن الله حجبها عنهم.

 

والثاني: أن باب الكهف كان مفتوحًا جهة الشمال، فإذا طلعت الشمس كانت عن يمين الكهف، وإذا غربت كانت عن يساره".

 

3-3 اكتشاف مكان الكهف المذكور بالقرآن الكريم وأدلة ذلك:

اختلفت الآراء حول موقع ومكان الكهف الذي ارتبط بقصة الفتية المؤمنين المذكورة في القرآن الكريم ضمن سورة الكهف، وقد أشارت بعض الاكتشافات الأثرية في العقود الماضية لبعض الكهوف التي تَمَّ اكتشافها بالقرب من عمان بالأردن، أو أفسوس بآسيا الصغرى، أو حتى في أسكتلندا، وقد رجحت بعض الأدلة التاريخية والأثرية، وكذلك انطباق آية طلوع الشمس وغروبها، أن الكهف الموجود بجنوب عمان في الأردن أن يكون هو الكهف المذكور في القرآن الكريم.

 

ففي عام 1963 قامت دائرة الآثار العامة الأردنية بحفريات أثرية تحت إشراف المرحوم رفيق وفا الدجاني في منطقة تسمى "سحاب"، وتقع على بُعد حوالي 13 كم جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان، وقد استدل علماء الآثار والتاريخ بعدة أدلة، ترجِّح بقوة أن يكون هذا الكهف هو الذي جاء ذكره في القرآن الكريم، وهذه الأدلة هي:

أ- الدليل التاريخي: من الأدلة التاريخية التي يذكرها رجال الآثار أن العديد من الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية، قد ذكروا أن موقع الكهف الذي يوجد به أصحاب الكهف موجود بجبل الرقيم بالأردن؛ حيث زاروا هذا الموقع وعرَفوه، ومنهم الصحابي عبادة بن الصامت الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب، وأيضًا معاوية بن أبي سفيان، وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف، ورأوا عظام أصحاب الكهف[30].

 

ب- الدليل الأثري: تَمَّ العثور على بناء أثري بُني فوق الكهف، وهو الذي أشير إليه في قوله تعالى: ﴿ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ [الكهف: 21]، فقد أثبتت الحفريات عن وجود بنيان فوق هذا الكهف، كان معبدًا (كنيسة)، ثم تحوَّل إلى مسجد في العصر الإسلامي، ويوجد بقايا سبعة أعمدة مصنوعة من الأحجار غير مكتملة الارتفاع ومخروطة على شكل دائري، كما يوجد بقايا محراب نصف دائري يقع فوق باب الكهف تمامًا، وبين الأعمدة الباقية بالمسجد بئر مملوءة بالماء، وهي البئر التي كان يتم استخدامها في الوضوء، وقد أُتيح لمقدم البحث أن يرى هذا المسجد خلال الزيارة الميدانية للكهف، شكل (4).

 

وقد تَمَّ ترميم المسجد أكثر من مرة وفقًا لما هو مدوَّن على الأحجار التي وُجِدت بداخله، وهي تشير إلى تجديد تَمَّ عام 117 هجرية ثم عام 277 هجرية، ثم أُعيد التجديد مرة أخرى عام 900 هجرية؛ مما يدل على اهتمام المسلمين الأوائل بهذا المسجد لاقتناعهم بأنه المذكور في القرآن الكريم، ومما يؤكد الاهتمام بهذا الموقع وجود مسجد آخر يقع بالجهة القبلية من الكهف، وما زال منبر هذا المسجد قائمًا إلى اليوم، وهو مكون من ثلاث درجات ضخمة من الأحجار على يمين المحراب، شكل (5)، وقد عثر بالمسجد على بلاطة تفيد بأن الخليفة الموفق العباسي قد أمر بتجديده.

 

كما تَمَّ العثور على ثمانية قبور بُنيت بالصخر أربعة منها، يضمها قبو يقع على يمين الداخل للكهف، والأربعة الأخرى تقع في قبوٍ على يسار الداخل للكهف، والمرجح أنها القبور التي دفن فيها الفتية التي ورد ذكرهم في القرآن، شكل (6)، وفي المنطقة الواقعة بين القبوين في الجزء الأول من الكهف، تَمَّ العثور على جمجة لكلب وبفكه ناب واحد وأربعة أضراس، ويوجد بالكهف دولاب زجاجي يحتوي على جمجمة الكلب إلى جانب بعض قِطَع من النقود التي كانوا يستعملونها، ومجموعة من الأساور والخواتم والخرز، وبعض الأواني الفخارية، شكل (7).

 

ج- الدليل الجيولوجي: يؤكد المهندس الجيولوجي ناظم الكيلاني[31] من خلال فحوصاته المختبرية على أن تربة الكهف ومنطقة الرقيم تساعدان على صيانة الجسم، ويذكر أن هذه التربة تتكون من الكربوهيدرات.

 

شكل (4): بقايا المسجد الأثري الموجود فوق الكهف

 

شكل (5): بقايا المسجد الأثري الموجود أمام الكهف

 

شكل (6): القبو الشرقي بالكهف


شكل (7): الدولاب الزجاجي الموجود بالقبو الشمالي ويحتوي على جمجمة الكلب

(جميع الصور من تصوير الباحث)


والكالسيوم والمغنسيوم إضافة إلى حفريات النباتات والحيوانات المشبعة بالراديوم، وهذه المواد توجد في معادن اليورانيوم والثوريوم المشعة، والتي من خصائصها إنتاج أشعة "ألفا" و"بيتا" و"جاما"، وهذه الأنواع من الأشعة ذات تأثير كبير في تعقيم اللحوم والنباتات، والمحافظة عليها، وتَحول دون تفسُّخها، ويعتقد الكيلاني بأن وجود هذا النوع من التربة بعناصرها وأملاحها، ربما يكون (ومعها أشعة الشمس المتناوبة) الوسيلة التي حفظت أجساد فتية الإيمان أكثر من ثلاثة قرون دون أن تؤثر فيهم عوامل الهواء والتربة.

 

د- أدلة أخرى: وتتمثل في أن الكهوف الأخرى التي تم الإشارة إليها على أنها هي التي جاء ذكرها في سورة الكهف، لا ينطبق عليها آية طلوع الشمس وغروبها، وهو ما أكده الدكتور عبدالعزيز كامل الذي زار كهف الرقيم بالأردن مرتين، وتأكَّد من انطباق حركة الشمس في طلوعها وغروبها وعلاقة أشعتها بالكهف، كما درس من قبلُ عددًا من الكهوف التي نُسِب إليها أهلُ الكهف، وأهمها في أفسوس وطوروس، واستبعدها لأنها ذات فتحات لا تتفق في سقوط الشمس عليها مع ما جاء في الآيات الكريمة[32]، وهو ما توصل إليه خبير الآثار الأردني "محمد تيسير طبيان"؛ بناءً على دراسة استمرت لأكثر من عشر سنوات، كما أن كثير من المتخصصين والمهتمين الذين زاروا كهف أفسوس، ينفون أن يكون هو الكهف المَعنِي لبُعده عن عاصمة الإمبراطورية الرومانية (حوالي 450كم عن أفسوس)، وحتى لو كانت مدينة أزمير هي مقر الحاكم الروماني ومنطلق الفتية المؤمنين، فإنها أيضًا بعيدة، ولا يمكن للفتية أن يبتعدوا كل هذه المسافة عن أزمير[33].

 

3-4 بيان علاقة تصميم الكهف بمسار الشمس الظاهري على مدار العام:

إذا كنا قد أوضحنا عاليه بعض الأدلة التي ترجح أن كهف الرقيم الواقع في جنوب شرق عمان (خط عرض 32 درجة شمالا تقريبًا)، هو الكهف المذكور في سورة الكهف، فإنه قد أُتيح لمقدم هذا البحث أن يقوم بزيارة هذا الكهف في يوم 6 يونيه عام 2003م، ورفع مقاسات الكهف من الطبيعة وتحديد اتجاه فتحة باب الكهف باستخدام البوصلة، مع عمل بعض قياسات درجة الحرارة داخل وخارج الكهف، إلى جانب تصوير الكهف من الخارج والداخل، وكذلك المسجد الأثري المبني فوقه، والمسجد الأثري الواقع أمام فتحة مدخل الكهف إلى الجنوب.

 

وقد اتضح من الدراسة الميدانية أن للكهف مدخلاً واحدًا يواجه الجنوب الغربي؛ حيث إن واجهة الكهف تميل 40 درجة إلى جهة غرب الجنوب، ومقاسات هذا المدخل هي 1,02م عرض و1.73م ارتفاع، وله عتبة بارتفاع 0,21م، والكهف من الداخل يتكون من صالة مركزية بارتفاع حوالي 3.35م يفتح عليها قبوين (فجوتين) من كل من الجهة الشرقية والغربية، كما تفتح عليها فجوة من الجهة الشمالية، وهي أكبر مساحة وأكثر ارتفاعًا من الفجوتين الشرقية والغربية، ويفتح شباك بالفجوة الشمالية، يتصل بنفق هواء رأسي يساعد على تهوية الكهف من الداخل، شكل (8)، ومن الواضح أن المسلمين الأوائل قد عرفوا مكان هذا الكهف، وقاموا بعمل بعض العقود الدائرية، ونقْش بعض الزخارف الإسلامية؛ ومن أهمها: النجمة الثمانية المعروفة في الفن الإسلامي على أحد القبور الموجودة بالفجوة الشرقية.

 

ولدراسة المسار الظاهري للشمس بموقع الكهف لتحديد مدى انطباق الوصف القرآني لطلوع وغروب الشمس على هذا الكهف، فقد تم الاستعانة ببعض المعادلات التي تحدِّد قِيَم الزوايا الشمسية:

 

شكل (8): مسقط أفقي وقطاع طولي بالكهف

(رفع الباحث من الطبيعة)


في أي شهر أو يوم أو ساعة من السنة، وفيما يلي المعادلات التي تم استخدامها لتحديد هذه الزوايا الشمسية[34]:

أ- معادلة تحديد زاوية ارتفاع الشمس (Azimuth (A:

Sin (A) = Cos (L) * Cos (h) * Cos (d) + Sin (L) * Sin (d).

Where: L = Latitude angle, h = Hour angle and d = Declination angle.

 

ب- معادلة تحديد زاوية الانحراف الأفقي للشمس  (Azimuth (a:

Cos (a) = Sin (d) – Sin (L) * Sin (A) / Cos (L) * Cos (A)

 

ج- معادلة تحديد زاوية الظل الأفقية للشمس (HAS):

HAS = / (a – WA /.

Where: WA = Wall’s orientation (Building’s orientation).

 

د- معادلة تحديد زاوية الظل الرأسية للشمس (VSA):

Tan (VSA) = Tan (A) / Cos (HAS).


وباستخدام المعادلات السابقة، أمكن تحديد الزوايا الشمسية الخاصة بخط عرض 32 درجة شمالاً، والتي تمثل موقع الكهف في جنوب شرق عمان العاصمة الأردنية، انظر جدول (2)، كما تَمَّ رسم وتحديد مسار الشمس الظاهري في فصل الشتاء (ويمثله يوم 21 ديسمبر)، وفصل الصيف (ويمثله يوم 21يونيه)، والاعتدالين (ويمثلهما يومي 21 مارس و21 سبتمبر)، شكل (9)، كما تم تحديد الأوقات التي تدخل فيها الشمس إلى داخل الكهف، ورسْم وتحديد مساحة ومكان هذه الأشعة الضوئية، شكل *.

 

شكل (9): المسار الظاهري للشمس بالنسبة للكهف على مدار العام


شكل (10-أ): أشعة الشمس لا تتعدى عتبة مدخل الكهف في الصيف


شكل (10-ب): الشمس في الاعتدالين تدخل كبقع ضوئية من الساعة 12 إلى 16

 

شكل (10-ج): الشمس تدخل الكهف في الشتاء على هيئة بقع ضوئية من الساعة 13 إلى 16

 

ويتضح من دراسة حركة الشمس بالرسومات السابقة مدى انطباق الوصف القرآني على هذا الكهف؛ حيث تُشرق الشمس على مدار العام - (أي: في الشتاء والصيف والاعتدالين) - عن يمين الكهف، ولا تدخل من باب الكهف عند طلوعها، وبدءًا من غروب الشمس؛ أي: من الساعة 12 ظهرًا تبدأ أشعة الشمس في الدخول إلى داخل الكهف على هيئة بقع ضوئية صغيرة المساحة، وحتى غروبها في فصل الشتاء، وما قبل الغروب في فصلي الربيع والخريف، أما في الصيف، فإن الشمس تبدأ في الوصول لبداية عتبة المدخل في الساعة الواحدة ظهرًا (الساعة 13ظهرًا)، وتزداد مساحتها حتى تبلغ ذِروتها في الساعة الرابعة من بعد الظهر (الساعة 16ظهرًا)، ولكن لا تتعدى عتبة المدخل.

 

إن انحراف واجهة مدخل الكهف إلى جهة الجنوب الغربي، أدى إلى انطباق الوصف القرآني على كهف الرقيم بالأردن؛ حيث تشرق الشمس عند طلوعها من على يمين الكهف، دون أن تدخله، ولكن تقرض الكهف بأشعتها بدءًا من الظهر - (أي: بدءًا من أول لحظات رحلتها إلى الغروب) - على التفصيل الموضح عاليه، ومن جانب آخر، فإن الشمس لا تتعدى أشعتها عتبة مدخل الصيف في الصيف؛ حيث إنه لا يوجد احتياج لذلك؛ لارتفاع درجة حرارة الجو بصفة عامة في ذلك الفصل، في حين أنها تدخل إلى الصالة المركزة فقط في فصلي الشتاء والاعتدالين على هيئة بقع ضوئية صغيرة المساحة، وهو مطلوب في هذه المنطقة لإمداد الكهف من الداخل ببعض الدفء؛ حيث إن الأردن في هذه الفصول تميل إلى البرودة.

 

وبناءً على قياسات درجات الحرارة داخل وخارج الكهف في يوم 6يونية - (أي: في الصيف) - فقد وُجِد أن الانخفاض في درجة الحرارة يصل في المتوسط إلى أكثر من ستة درجات مئوية، ويُعزى ذلك لعدم دخول الإشعاع الشمسي المباشر إلى داخل الكهف، إلى جانب أن هذه النوعية من الكهوف تتميَّز بكِبَر سُمك الطبقة الصخرية التي تكسوها من جهة السقف والحوائط؛ مما يؤدي إلى عدم انتقال الحرارة الخارجية إلى داخل الكهف، وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ﴾ [النحل: 81]، تقيكم الحر في الصيف والبرد في الشتاء.

 

إن وجود نفق الهواء الرأسي، الذي سبق وأن أشرنا إليه، يقوم بدور ملقف الهواء في أغلب ساعات النهار؛ حيث يقوم بإدخال الهواء البارد إلى داخل الفجوة الشمالية، عن طريق فتحة تشبه الشباك، ومنها إلى باقي الكهف؛ مما يساعد على تجديد الهواء الداخلي بالكهف طوال اليوم، وفي أحيان أخرى خلال أيام الصيف، تدخل الشمس داخل هذا النفق الهوائي، وتصل إلى أسفل نقطة بالنفق في وقت الظهيرة (الساعة 12 ظهرا)؛ حيث تكون زاوية الشمس قريبة من العمودية، فتقوم بتسخين الهواء داخل نفق الهواء الرأسي، فيتمدد الهواء ويرتفع إلى أعلى خارجًا من فتحة النفق العلوية، فيقوم بسحب هواء من داخل الكهف ومن ناحية فتحة مدخل الكهف؛ ليحل محل الهواء الذي يرتفع خارجًا من النفق، والذي يعمل في هذه الظروف كالمدخنة Stack effect، فيساعد أيضًا على تحريك الهواء داخل الكهف وتجديده باستمرار.

 

إن جميع الدلائل التاريخية والأثرية تؤكد أن الكهف الموجود في منطقة "سحاب" في جنوب شرق عمان، هو الكهف المذكور في القرآن الكريم، كما أن دراسة أسلوب تصميم الكهف من الناحية المعمارية والشمسية، تؤكد الوصف القرآني لحركة الشمس بالنسبة للكهف، وأنه في فترات الغروب حتى بالرغم من دخول بعض البقع الضوئية، فإنها لا تصل إلى الفجوات الموجودة بالكهف، بل تصل فقط للصالة المركزية (ساحة الكهف أو الوصيد)، وهو ما يتطابق أيضًا مع الوصف القرآني (وهم في فجوة منه)؛ أي: في متسع منه لا تصيبهم أشعة الشمس؛ كما أخبر بذلك المفسرون رحمهم الله.

 

الخاتمة والنتائج:

مما سبق يتضح لنا أن القرآن الكريم قد جاءت به إشارات علمية تتوافق مع مبادئ علم التصميم البيئي من جهة، كما أكدتها الدراسة الميدانية والشمسية لكهف الرقيم بالأردن من جهة أخرى، وهذه الإشارات تعتبر من دلائل الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ويمكن إيجاز النتائج التي توصل إليها البحث فيما يلي:

1- اتضح لنا من دراسة الآية * من سورة الإنسان مدى توافق التعبير القرآني في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13]، مع مفهوم ومصطلح "الراحة الحرارية"، والذي يعتبر أهم مقياس للحكم على مدى نجاح تصميم المباني والفراغات الخارجية من الناحية البيئية في مجال علم التصميم البيئي (العمارة البيئية).

 

2- إن ذكر الظلال وذكر السرابيل التي تقي الحر في الآية من سورة النحل في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 81]، تعتبر أحد دلائل إعجاز القرآن الكريم؛ نظرًا لما أثبته العلم الحديث من تأثير الظل والملابس على الإنسان من ناحية الراحة الجسمية والحرارية، كما يتجلى هذا الإعجاز في ذكر هذين العنصرين في آية واحدة؛ نظرًا لما أثبته العلم الحديث من وجود صلة وثيقة بينهما تؤثر أيضًا على راحة الإنسان وقلة إفرازه للعرق.

 

3- وأخيرًا فإن الدراسة الميدانية والشمسية لكهف الرقيم بالأردن، توضح إعجاز القرآن الكريم في وصف علاقة الكهف بحركة الشمس، وهو ما يتوافق مع ما ورد في الآية من سورة الكهف في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17]، كما تبرز مدى الكفاءة التصميمية لهذا الكهف من ناحية توفير الظلال صيفًا، ودخول قدر ضئيل من الشمس شتاءً، وفي الاعتدالين في فترات الغروب، إلى جانب التهوية الجيدة، والتي تسهم باستمرار في تجديد الهواء بهذا الكهف، وهي كلها عوامل تتوافق تمامًا مع مبادئ علم التصميم البيئي الحديث، وهي توضح من جانب آخر إحدى النعم التي مَنَّ الله بها على عباده، ألا وهي إمكانية اتخاذ الأكنان بالجبال؛ مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ﴾.

 

مراجع البحث:

1- القرآن الكريم.

أ- كتب التفسير والمعاجم اللغوية:

2- الإمام الحافظ ابن كثير؛ تفسير القرآن العظيم.

3- الإمام القرطبي؛ الجامع لأحكام القرآن.

4- الإمام الشوكاني؛ فتح القدير، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.

5- التفسير الميسر (إعداد نخبة من العلماء) (1419هجرية)؛ وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.

6- الفيروزآبادي (1977)؛ القاموس المحيط، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.

7- مجمع اللغة العربية (2000)؛ المعجم الوجيز، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية.

 

ب- المراجع العربية:

8- الدبركي، آمال عبدالحليم (1999)؛ التهوية الطبيعية كمدخل تصميمي في العمارة السالبة (رسالة ماجستير)، كلية الهندسة، جامعة عين شمس.

9- المؤمن، حيدر (1999)؛ كهف الرجيب في عمان.. هل هو لأصحاب الكهف؟ مجلة "منار الإسلام"، عدد(6)، السنة: 38-43، وزارة العدل والشؤون الاسلامية والأوقاف، دولة الامارات العربية المتحدة.

10- الوكيل، شفق العوضي وسراج، محمد عبدالله (1985)؛ المناخ وعمارة المناطق الحارة. القاهرة

11- جريدة اللواء الإسلامي (1983)؛ تحقيق عن الكهف وأهل الكهف وجبل الرقيم، عدد (56،57)، القاهرة.

12- غالب، عبدالرحيم (1988)؛ موسوعة العمارة الإسلامية، جروس برس، بيروت.

13- مظهر، سليمان (1989)؛ آخر أيام البادية الأردنية، مجلة العربي- عدد يونيو: 132-155، وزارة الإعلام، الكويت.

14- وزيري، يحيى (1992)؛ التعمير في القرآن والسنة، القاهرة.

 

ج- المراجع الأجنبية:

15- Baroum, A.H. (1983). Energy responses to vernacular shelter and settlement in continental Morocco, North Africa. Proceedings of the second international plea conference: “Passive and low energy Architecture”. Pergamon press, New York.

16- Givoni, B. (1994). Passive and low energy cooling of buildings. Van Nostrand Reinhold company, New York.

17- Goulding, J.R. (1986). Energy in Architecture. Commission of the European communities, Dublin.

18- Griffiths, J.F. (1966). Applied Climatology. Oxford University Press, New York.

19- Nour, M.M.A. (1981). Factors underlying traditional Islamic urban design. Alam Albenaa, Cairo. Vol. ((), 16: 4-5.

20- Pearson, D. (1995). The Natural House Book. Conran Octopus Limited, London, pp.126.

21- Wazeri, Y. H. (1997). The relationship between solar radiation and building design in North Africa (M.Sc Thesis). Institute of African research and studies, Cairo University.



[1] لمزيد من التفاصيل ارجع الى: وزيري، يحيى (1992). التعمير في القرآن والسنة. القاهرة.

[2] الفيروزآبادي (1977). القاموس المحيط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.

[3] انظر تفسير الآية رقم (13) من سورة الإنسان في كتاب "تفسير القرآن العظيم" للإمام الحافظ ابن كثير.

[4] انظر تفسير الآية رقم (13) من سورة الإنسان في كتاب "التفسير الميسر" (إعداد نخبة من العلماء) (1419هجرية). وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.

[5] Goulding, J.R. (1986). Energy in Architecture. Commission of the European communities, Dublin.

[6] الوكيل، شفق العوضي و سراج، محمد عبدالله (1985). المناخ وعمارة المناطق الحارة. القاهرة، ص166.

[7] المرجع نفسه: ص174.

[8] المرجع نفسه: ص178.

[9] الوكيل، شفق العوضي و سراج، محمد عبدالله: المرجع السابق، ص178.

[10] الفيروزآبادي: مرجع سابق.

[11] مجمع اللغة العربية (2000). المعجم الوجيز. طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية.

[12] غالب، عبدالرحيم (1988). موسوعة العمارة الإسلامية. جروس برس، بيروت، ص327.

[13] انظر تفسير الآية (18) من سورة النحل في كتاب "الجامع لأحكام القرآن" للإمام القرطبي.

[14] انظر تفسير الآية (18) من سورة النحل في كتاب "تفسير القرآن العظيم" للإمام الحافظ ابن كثير.

[15] الدبركى، آمال عبد الحليم (1999). التهوية الطبيعية كمدخل تصميمي في العمارة السالبة (رسالة ماجستير)، كلية الهندسة، جامعة عين شمس، ص11.

[16] Nour, M.M.A. (1981). Factors underlying traditional Islamic urban design. Alam Albenaa, Cairo. Vol. ((), 16: 4 -5.

[17] Givoni, B. (1994). Passive and low energy cooling of buildings. Van Nostrand Reinhold company, New York.

[18] Baroum, A.H. (1983). Energy responses to vernacular shelter and settlement in continental Morocco, North Africa. Proceedings of the second international plea conference: “Passive and low energy Architecture”. Pergamon press, New York.

[19] Givoni: the previous reference.

[20] Baroum: the previous reference.

[21] ارجع الى تفسير الآيتين (43،44) في كتاب "التفسير الميسر" (مرجع سابق).

[22] Pearson, D. (1995). The Natural House Book. Conran Octopus Limited, London, pp.126

[23] Griffiths, J.F. (1966). Applied Climatology. Oxford University Press, New York, pp.73.

[24] Griffiths: the previous reference, pp.75.

[25] المعجم الوجيز: مرجع سابق.

[26] غالب: مرجع سابق.

[27] المعجم الوجيز: مرجع سابق.

[28] انظر تفسير الآية (17) من سورة الكهف في كتاب "تفسير القرآن العظيم" للإمام الحافظ ابن كثير.

[29] انظر تفسير الآية (17) من سورة الكهف في كتاب "فتح القدير" للإمام الشوكاني.

[30] لمزيد من التفاصيل انظر: جريدة اللواء الإسلامي (1983). تحقيق عن الكهف وأهل الكهف وجبل الرقيم. عدد (56،57)، القاهرة

[31] المؤمن، حيدر (1999). كهف الرجيب في عمان.. هل هو لأصحاب الكهف؟. مجلة "منار الإسلام"-عدد(6)، السنة(25): 38-43، وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، دولة الإمارات العربية المتحدة.

[32] مزيد من التفاصيل انظر: مظهر، سليمان (1989). آخر أيام البادية الأردنية. مجلة العربي- عدد يونيو: 132-155، وزارة الإعلام، الكويت.

[33] لمزيد من التفاصيل انظر: المؤمن (مرجع سابق).

[34] Wazeri, Y. H. (1997). The relationship between solar radiation and building design in North Africa (M.Sc Thesis). Institute of African research and studies, Cairo University.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إشارة القرآن إلى تعدد الشموس والأقمار
  • ركوب الأطباق وغزو الفضاء
  • ركيزتان للإعجاز العلمي في القرآن
  • أسرار الماء في القرآن الكريم
  • التصميم الإسلامي الرقمي

مختارات من الشبكة

  • الدستور الإنساني والتيه العلماني في إشارات من القرآن الكريم (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • أسماء الإشارة في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إشارات في أحكام الكفارات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إشارات في تربية البنين والبنات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إشارات إيجابية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إشارات للطالب والأستاذ(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قطعة اللباب في بيان إشارات الكون إلى إصلاح السلوك والآداب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إشارات حول كتب الأربعينات الحديثية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يبعث الله إشارات للعصاة للبعد عن المعاصي؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • إشارات تربوية وحركية من قصة يونس عليه السلام(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب