• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

تحقيق تخريج مسألة ( أفضل الأيام يوم الجمعة )

أ. د. محمد بن تركي التركي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/11/2013 ميلادي - 13/1/1435 هجري

الزيارات: 8195

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق تخريج مسألة ( أفضل الأيام يوم الجمعة )

للإمام الحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي


قال ابن أبي حاتم في كتاب العِلل: وسمعت أبي يقول: عبدالرحمن بن يزيد بن جابر لا أعلم أحدًا من أهل العراق يحدِّث عنه، والذي عندي أن الذي يروي عنه أبو أسامة، وحسين الجعفي واحد، وهو عبدالرحمن بن يزيد بن تميم؛ لأن أبا أسامة روى عن عبدالرحمن بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة خمسة أحاديث، أو ستة أحاديث منكرة، لا يحتمل أن يحدث عبدالرحمن بن يزيد بن جابر مثله، ولا أعلم أحدًا من أهل الشام روى عن ابن جابر من هذه الأحاديث شيئًا.


وأما حسين الجعفي فإنه روى عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن النبي  - صلى الله عليه وسلم - في يوم الجمعة أنه قال: «أفضل الأيام يوم الجمعة؛ فيه الصعقة وفيه النفخة» وفيه كذا، وهو حديث منكر لا أعلم أحدًا رواه غير حسين الجعفي.


وأما عبدالرحمن بن يزيد بن تميم، فهو ضعيف الحديث، وعبدالرحمن بن يزيد بن جابر ثقة.


رجال الإسناد:

• عبدالرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة السُّلمي الدمشقي (ت 156 تقريبًا).

ثقة متفق على توثيقه.


قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، وكان ذلك وهمًا منه - رحمه الله - هو لم يلق ابن جابر، وإنما لقي عبدالرحمن بن يزيد بن تميم، فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف.


وقال أبو داود: كل ما جاء عن أبي أسامة: حدثنا عبدالرحمن بن يزيد، فهو ابن تميم.


وقال البخاري: أهل الكوفة يروون عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر أحاديث مناكير، وإنما أرادوا عندي عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم، وهو منكر الحديث، وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبدالرحمن بن يزيد بن جابر.

تهذيب الكمال 18/5، التهذيب 6/297، التقريب (4041)، الجامع في الجرح 2/98.


• عبدالرحمن بن يزيد بن تميم السُّلمي الدمشقي، من السابعة.


ضعيف، متفق على تضعيفه.


وغلط بعضهم فروى عنه وسمَّاه عبدالرحمن بن جابر، كما تقدم في الترجمة السابقة. قال البخاري: عنده منا كير، ويقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة: أبو أسامة وحسين، فقالوا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، وقال الدارقطني: أبو أسامة يغلط في نسبه.

تهذيب الكمال 17/482، التقريب (4040)، الجامع في الجرح 2/98.


• أبو أسامة: حماد بن أسامة، ثقة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 548.

• حسين بن علي بن الوليد الجُعْفي الكوفي المقرئ (ت204).

ثقة عابد، متفق على توثيقه.

انظر تهذيب الكمال 6/449، السير 9/397، التهذيب2/357، التقريب (1335)


• القاسم: هو ابن عبدالرحمن، أبو عبدالرحمن الدمشقي، صاحب أبي أمامة (ت 112).


وثقه البخاري، وابن معين، والترمذي، ويعقوب بن سفيان، ويعقوب بن شيبة، والحربي.


وقال أبو حاتم: حديث الثقات عنه مستقيم، لا بأس به، وإنما ينكر عنه الضعفاء.


وقال البخاري: روى عنه العلاء بن الحارث، وابن جابر، وكثير بن الحارث، وسليمان بن عبدالرحمن، ويحيى بن الحارث، أحاديث مُقاربة، وأما من يتكلم فيه مثل جعفر بن الزبير وعلي بن يزيد، وبشر بن نمير، ونحوهم، في حديثهم عنه مناكير واضطراب.


وقال ابن معين: ثقة، والثقات يروون عنه هذه الأحاديث ولا يرفعونها. ثم قال: يجيء من المشايخ الضعفاء ما يدل حديثهم على ضعفهم، وقال في موضع آخر: إذا روى عنه الثقات أرسلوا ما رفع هؤلاء.


وقال العجلي: ثقة يكتب حديثه، وليس بالقوى.


وأنكر عليه أحمد بعض الأحاديث. وقال الغلابي: منكر الحديث.


وقال ابن حبان: كان يروي عن الصحابة المعضلات، وذكره العقيلي في الضعفاء.


قال ابن حجر: صدوق يغرب كثيرًا.


قلت: ولعل من تكلم فيه إنما بسبب الرواة عنه، كما يفهم من كلام البخاري وغيره.

تهذيب الكمال 23/383، التهذيب 8/322، التقريب (5470)، الجامع في الجرح 2/373

 

• أبو أمامة الباهلي: صُدَيّ بن عجلان - رضي الله عنه - صحابي جليل، مشهور بكنيته، كان من المكثرين في الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي في حمص سنة ست وثمانين.

انظر الاستيعاب 5/169، 11/131، أسد الغابة 3/16، 5/138، الإصابة 5/133


• أبو الأشعث الصنعاني: شَراَحيل بن آدة، بالمد وتخفيف الدال، من الثانية.


روى عن أوس بن أوس، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وعدد من الصحابة.


روى عنه عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، وحسان بن عطية، وأبو قلابة الجرمي، وغيرهم.


قال العجلي، وابن عبد البر: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات.


قال ابن حجر: ثقة.

انظر تهذيب الكمال 12/408، التهذيب 4/319، التقريب (2761)


• أوس بن أوس الثقفي، _ رضي الله عنه _، صحابي جليل. قال ابن حجر: روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث صحيحة من رواية الشاميين عنه، نقل عباس عن ابن معين أن أوس بن أوس الثقفي، وأوس بن أبي أوس الثقفي واحد. وقيل إن ابن معين أخطأ في ذلك، وأن الصواب أنهما اثنان. وقد تبع ابن معين على ذلك أبو داود وغيره، والتحقيق أنهما اثنان، ومن قال في أوس بن أوس: أوس بن أبي أوس أخطأ كما قيل في أوس بن أبي أوس: أوس بن أوس، وهو خطأ، وأما أوس بن أبي أوس فاسم والده حذيفة، كما سيأتي؛ انتهى.

انظر الاستيعاب 1/223، أسد الغابة 1/139، الإصابة 1/127


تخريج الحديث:

روى حسين بن علي الجعفي هذا الحديث، واختلف عليه، وعلى بعض الرواة عنه:

أولًا: رواه ابن أبي شيبة، واختلف عليه:

1- فرواه ثلاثة من الثقات، عن ابن أبي شيبة، عن حسين الجعفي، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس.

وتابع ابن أبي شيبة على هذا الوجه عدد من الثقات.


2- ورواه ابن ماجه، عن ابن أبي شيبة عن حسين الجعفي، عن عبدالرحمن بن يزيد، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس.

وتابع ابن أبي شيبة على هذا الوجه عدد من الثقات.


ثانيًا: ورواه عبدة بن عبدالله الصفار، واختلف عليه:

1- ورواه البزار، عن عبدة، عن حسين، عن ابن جابر، عن أبي الأشعث، عن شداد.

وتابع عبدة عليه غير واحد من الثقات، كما تقدم.


2- ورواه عبدالرحمن بن زياد الكناني، عن عبدة بن عبدالله، عن حسين الجعفي، عن ابن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس.

وتابع عبدة عليه عدد من الثقات.


وفيما يلي تفصيل ما تقدم:

أولاً: رواه ابن أبي شيبة، واختلف عليه:

1- فرواه عدد من الثقات، عن ابن أبي شيبة، عن حسين الجعفي، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2/149، و2/516.


وعن ابن أبي شيبة أخرجه كل من:

ابن ماجه 1/524، كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه - صلى الله عليه وسلم - رقم 1636، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3/217، رقم 1577، وفي كتاب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - رقم 63.


والحربي في غريب الحديث 1/67، 68.

وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/354، رقم967، وفي دلائل النبوة 2/566، رقم 509 من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة.


كلهم عن ابن أبي شيبة، عن حسين الجعفي، به، وتابع ابن أبي شيبة على هذا الوجه عدد من الثقات:

فأخرجه أبو داود 1/635، كتاب الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، رقم 1047 - ومن طريقه البيهقي في المعرفة 4/421، رقم 6682 -، عن هارون بن عبدالله.


وفي 2/184، كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، رقم 1531، عن الحسن بن علي. والنسائي 3/91، كتاب الجمعة، باب إكثار الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة، رقم 1374 - ومن طريقه قوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/376، رقم 868، عن إسحاق بن منصور[1].

 

وابن خزيمة 3/118، رقم 733 - ومن طريقه ابن حبان 3/190، رقم 910، وابن عساكر في تاريخ دمشق 9/402 - عن أبي كريب.


وابن خزيمة 3/118، رقم 1734 - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 9/402 - عن محمد بن رافع.


والحاكم 1/278 - وعنه البيهقي في الكبرى 3/248،وفي الصغرى 1/235، رقم 605، وفي شعب الإيمان 3/109، رقم 3029، وفي المعرفة 4/421، رقم 6681، وفي فضائل الأوقات، رقم 275،وفي كتاب حياة الأنبياء في قبورهم، رقم 9 - ورواه البيهقي أيضًا في الكبرى عن غير الحاكم، من طريق أحمد بن عبدالحميد الحارثي.


والحاكم 4/560، من طريق عبدالله بن محمد بن شاكر.


والدارمي 1/307، رقم 1580، والطبراني في الكبير 1/216، رقم 589، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/354، رقم 976، وفي دلائل النبوة 2/566، رقم 509، من طريق عثمان بن أبي شيبة.


وأحمد 4/8 - ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة 2/354، رقم 976 - والسمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 235)، من طريق محمد بن الفضيل.


وأبو نعيم معرفة الصحابة 2/354، رقم 976،وفي دلائل النبوة 2/566، رقم 509 من طريق يحيى الحماني.


وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - رقم 22، عن ابن المديني.


وتابعهم عبدة بن عبدالله في أحد الوجهين عنه، كما سيأتي في الاختلاف عليه.


كلهم عن حسين بن علي الجعفي، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس.


2- ورواه ابن ماجة مرة أخرى عن ابن أبي شيبة، عن حسين بن علي، عن عبدالرحمن بن يزيد، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس:

اخرجه ابن ماجه 1/345، كتاب إقامة الصلاة، رقم 1085، عن ابن أبي شيبة، به، وتوبع ابن أبي شيبة على هذا الوجه:

 

فقد أخرجه البزار 8/411، رقم 4385، عن بشر بن خالد العسكري[2]، وسعيد بن بحر القراطيسي.


وأبو بكر المروزي في كتاب الجمعة وفضلها[3]، رقم 13، عن محمد بن حسان، وسفيان بن وكيع.


وتابعهم: عبدة بن عبدالله، في أحد الوجهين عنه، كما سيأتي في الاختلاف عليه.


كلهم، عن حسين الجعفي، عن ابن جابر، عن أبي الأشعث، عن شداد.


وقال البزار: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقًا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين بن علي الجعفي، ويقال: إن عبدالرحمن بن يزيد هذا هو عبدالرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة: أبو سامة، والحسين الجعفي على أن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنما قالوا ذلك؛ لأن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر ثقة، وعبدالرحمن بن يزيد بن تميم، ليِّن الحديث، فكأن هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي، فقالوا: هو لعبدالرحمن بن تميم أشبه.


وقال المزي بعد أن ذكره من رواية ابن ماجه: كذا وقع عنده في الصلاة، وهو وهم، والصواب: ((عن أوس بن أوس))؛ كما رواه في كتاب الجنائز.


قلت: وفي هذا نظر؛ إذ رواه غير واحد من الثقات من رواية شداد، والله أعلم.

 

ثانيًا: ورواه عبدة بن عبدالله الصفار، واختلف عليه:

1- فرواه البزار، عن عبدة، عن حسين، عن ابن جابر، عن أبي الأشعث، عن شداد أخرجه البزار في مسنده 8/411، رقم 4385، عن عبدة بن عبدالله، به.


وتابع عبدة عليه غير واحد من الثقات، كما تقدم.


2- ورواه عبدالرحمن بن زياد الكناني، عن عبدة بن عبدالله، عن الحسين الجعفي، عن ابن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس:

أخرجه الطبراني في الأوسط 5/392، رقم 4777، عن عبدالرحمن بن زياد الكناني، عن عبدة بن عبدالله، به.


وتابع عبدة على هذا الوجه عدد من الثقات، كما تقدم.


وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن [ابن] جابر إلا حسين بن علي الجعفي.


النظر في المسألة:

مما تقدم يتضح أن حسينًا الجعفي روى هذا الحديث، واختلف عليه، وعلى بعض الرواة عنه وخلاصة ما تقدم أنه روي عنه من وجهين:

1- فرواه عدد من الثقات، عن الحسين، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس.


2- ورواه عدد من الثقات، عن حسين، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس.


ولعل الوجهين محفوظان عن حسين، ويكون سمعهما جميعًا من عبدالرحمن بن يزيد.


وقد ذكر أبو حاتم الوجه الأول، ولم يشر إلى الثاني، وأعل الوجه الأول بأن رواية حسين الجعفي إنما هي عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم، وليس ابن جابر، وأن الأول ضعيف والثاني ثقة، وعليه فرواية ابن تميم منكرة.


قلت: وليس في التخريج السابق ما يؤيد هذا أو ينفيه، ولكن قد وافق أبا حاتم على ما ذكره غير واحد من الأئمة، وفي المقابل خالفه غيرهم:

قال البخاري في التاريخ الكبير 5/365، في ترجمة عبدالرحمن بن يزيد بن تميم: يقال هو الذي روى عنه أهل الكوفة أبو أسامة وحسين، فقالوا: عبدالرحمن بن يزيد بن جابر.


ونقل ابن علان في الفتوحات الربانية عن البخاري قوله: حسين الجعفي لم يسمع من عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما سمع من عبدالرحمن بن يزيد بن تميم، وهو محتج به، فلما حدث به حسين غلط في اسم الجد، وقال: ابن جابر.


وقال ابن علان أيضًا: وقال غير واحد من الحفاظ ابن تميم ضعيف عندهم له مناكير، وهو شيخ حسين في هذا الحديث.


وتقدم نقل قول البزار أثناء التخريج، بنحو ما تقدم.


وقال ابن حبان في المجروحين 2/55، في ترجمة ابن تميم: وقد روى عنه الكوفيون: أبو أسامة وحسين الجعفي وذووهما.


وقال الخطيب في تاريخ بغداد 10/212: روى الكوفيون أحاديث عبدالرحمن بن يزيد بن تميم عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك، فالحمل عليهم في تلك الأحاديث، ولم يكن غير ابن تميم الذي أشار إليه عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر، والله أعلم. انتهى.


وقال المنذري في الترغيب والترهيب 1/491: وله علة دقيقة أشار إليها البخاري وغيره، ليس هذا موضعها، وقد جمعت طرقه في جزء.


وقال السخاوي في القول البديع (ص 232): ولهذا الحديث علة خفية، وهي أن حسينًا الجعفي راويه أخطأ في اسم جد شيخه: عبدالرحمن بن يزيد؛ حيث سماه جابرًا، وإنما هو تميم، كما جزم به أبو حاتم وغيره، ولهذا قال أبو حاتم: إن هذا الحديث منكر، وقال ابن العربي: إنه لم يثبت، وقال أبو اليمن: إنه غريب؛ انتهى.


وقال الفيروز آبادي في كتاب الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر (ص 42): وذكر الحافظ رشيد الدين - يعنى العطار - إنه معلول بعلة دقيقة، وهي أن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، المذكور فيه، شامي ثقة، وفي طبقته رجل آخر يسمى عبدالرحمن بن يزيد بن تميم السلمي وهو شامي أيضًا لكنه ضعيف الحديث متروك، فقيل: إن حسينًا الجعفي إنما روى عن السلمي الضعيف، وغلط في نسبه فقال: ابن يزيد بن جابر، قاله أبو حاتم الرازي وتبجح به، وعظموا هذه الفائدة، والأولى أن يذهب إلى ما ذهب إليه أبو داود والنسائي، فإن شأنهم أعلى، وهم علموا حال إسناده، وله شواهد تقويه من عند ابن حبان وغيره. انتهى.


قلت: وقد نفى ذلك غيرهم فقالوا إن حسينًا رواه عن ابن جابر، ولم يغلط فيه:

قال الدار قطني في تعليقاته على المجروحين (ص 157): بعد ذكره لقول ابن حبان المتقدم: قوله: حسين الجعفي روى عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم خطأ، الذي يروي عنه حسين هو: عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو أسامة يروي عن عبدالرحمن بن يزيد هذا ابن تميم، فيقول: ابن جابر، ويغلط في اسم جده؛ انتهى.


وهذا ما يفهم من تصحيح من صحح الحديث: قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.


وقال عبدالمغني المقدسي: حسن صحيح، وقال النووي في الأذكار (126): رويناه بالأسانيد الصحيحة، وقال المنذري: حسن، وقال ابن دحية: إنه صحيح محفوظ بنقل العدل عن العدل؛ (انظر لما سبق القول البديع (232).


قلت: ولعل القول الأول هو الراجح، وأن حسينًا غلط في تسمية شيخه، فقال ابن جابر، وإنما هو ابن تميم؛ حيث نص على ذلك البخاري، وأبو حاتم، وهو المفهوم من كلام البزار وابن حبان، والخطيب، إذ إن حسينًا كوفي، والكوفيون إنما يروون عن ابن تميم.


وقول الدارقطني لم يتابعه عليه أحد من المتقدمين كما سبق، ومعارض بقول البخاري، وأبي حاتم، وابن حبان، والخطيب، ولعله لم يقع له كلام من تقدمه في ذلك.


أما تصحيح من صحح الحديث فلعله بناءً على ظاهر الإسناد، وهو أنه من رواية ابن جابر وليس من رواية ابن تميم، والله أعلم.


ولكن الإمام ابن القيم انتصر لقول الثاني ورجحه على الأول، في جلاء الأفهام (ص 33-35)، بعد أن ساق بعض الأقوال السابقة في القول الأول.


فقال: وجواب هذا التعليل من وجوه:

أحدها: أن حسين بن علي الجعفي قد صرح بسماعه له من عبدالرحمن بن يزيد بن جابر؛ قال ابن حبان في صحيحه: حدثنا ابن خزيمة، حدثنا أبو كريب، حدثنا حسين بن علي، حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، فصرح بالسماع منه.


وقولهم إنه ظن أنه ابن جابر وإنما هو ابن تميم، فغلط في اسم جده بعيد، فإنه لم يكن يشتبه على حسين هذا بهذا، مع ثقته وعلمه وسماعه منهما.


وقلت: وتصريح حسين بالسماع ليس فيه رد الإشكال، فهو تصريح بالتحديث عن شيخه، سواءً كان ابن جابر أو ابن تميم.


أما استبعاده لغلط حسين، وتعليله ذلك بثقته وعلمه وسماعه منهما، فهذا أيضًا فيه نظر؛ فإن الثقة قد يهم أحيانًا، وخاصة مع وجود نص على ذلك من أئمة هذا الشأن.


ثم قال ابن القيم: فإن قيل: فقد قال عبدالرحمن بن أبي حاتم في كتاب العلل:........ - وساق هذا المسألة بتمامها -.. قيل: قد تكلم في سماع حسين الجعفي وأبي سامة، من ابن جابر، فأكثر أهل العلم أنكروا سماع أبي سامة منه - ثم ساق ما يؤيد ذلك فيما يتعلق بعدم سماع أبي أسامة - ثم قال: وأما رواية حسين الجعفي، عن ابن جابر فقد ذكره شيخنا - يعني المزي - في التهذيب، وقال: روى عنه حسين بن علي الجعفي، وأبو سامة حماد بن أسامة إن كان محفوظًا، فجزم برواية حسين عن ابن جابر، وشك في رواية حماد.


قلت: وكون شيخه المزي يجزم بذلك إنما هو بناءً على ما وقع في الكتب التي ترجم لرجالها، والحديث كما تقدم قد أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وعندهم جميعًا أنه من رواية ابن جابر، فهو في ذلك ناقل لا ناقد. وعليه فلا يصلح هذه جوابًا لنقض كلام من جزم وصرح بعدم سماعه من ابن جابر، والله أعلم.


ثم قال: فهذا ما ظهر في جواب هذا التعليل. ثم بعد أن كتبت ذلك رأيت الدار قطني قد ذكر ذلك في كلامه على كتاب أبي حاتم في الضعفاء - ثم ساق كلامه المتقدم ثم قال: وللحديث علة أخرى وهي أن عبدالرحمن بن يزيد لم يذكر سماعه من أبي الأشعث؛ قال علي بن المديني: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، سمعته يذكر عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس فذكره....، وليست هذه بعلة قادحة؛ فإن للحديث شواهد من حديث أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي أمامة وأبي مسعود الأنصاري وأنس بن مالك والحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى.


قلت: وقوله: ليست بعلة قادحة، يعنى في متن الحديث، بدليل تأييده بعد هذا بالشواهد، وأما قول الدار قطني فقد تقدم الجواب عنه.


ومما سبق يتبين أن الراجح أن هذا الحديث إنما يرويه حسين الجعفي عن عبدالرحمن بن يزيد ابن تميم، وقد أخطأ في قوله/: ابن جابر؛ حيث نص على ذلك غير واحد من الأئمة، في حين لا يخلوا كلام من نفى ذلك من مقال، والله أعلم.


ويؤيد هذا أن الحديث كما تقدم روي من وجهين، فمرة يروى عن أوس بن أوس، ومرة عن شداد بن أوس، مما يقوي أن الراوي هو ابن تميم، وهو كما تقدم ضعيف، فيكون قد اضطرب فيه فكان يرويه على الوجهين، في حين يبعد أن يكون هذا من ابن جابر، وهو ثقة، والله أعلم.


والحديث من وجهيه إسناده ضعيف، لحال ابن تميم هذا.


ولكن له شواهد كثيرة، وأحدها عند مسلم، يرتقي الحديث بها إلى الصحيح، وقد استوعبها الإمام ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 36 - 39)، والحافظ السخاوي في القول البديع ص 225 - 235، والله أعلم.



[1] قال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف 4/143: قد أخرجه – يعنى هذا الحديث – أبو داود عن هارون بن عبد الله، والحسن بن علي، والنسائي عن إسحاق بن منصور، والبزار عن بشر بن خلف وعبدة بن عبدالله وسعيد بن بحر القراطيسي، ستتهم عن حسين بن علي، وفي رواية الجميع:((شداد بن أوس)) ، فكأنه كان عند حسين بن علي بالوجهين. انتهي.

قلت: وفي ذكره لأبي داود والنسائي نظر، إذا إن الموجود في كتابيهما، وعند من أخرجه من طريقهما أنهما يرويانه عن أوس بن أوس، وليس عن شداد، كما قال الحافظ وجميع من خرج الحديث إنما ذكر أنهما يرويانه عن أوس، ولم يتابع الحافظ على قوله هذا أحد، فلعله وهم منه - رحمه الله - والله أعلم.

[2] وقع في جامع المسانيد 6/215، والنكت الظراف 4/143: بشر بن خلف، وهو خطأ، وبشر بن خالد هو الذي يروى عن حسين (تهذيب الكمال 2/117). ولعل ابن حجر نقله من جامع المسانيد، والله أعلم.

[3] أثبت محقق الكتاب الحديث من رواية أوس بن أوس، وقال في الهامش :((تحرف في الأصل إلى شداد بن أوس وجاء في الهامش: كذا وقع وهو غلط، والصواب: أوس بن أوس)).

قلت: بل لعل الصواب هو إثبات ما في الأصل، ويؤيده أنه رواه غير واحد من رواية شداد، وأما ما جاء في هامش المخطوط فالغالب أنه ممن قرأ الكتاب أو نسخه، وإثبات ما في الأصل أولى، وخاصة وقد وجد ما يؤيده، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق تخريج مسألة ( إن جبريل عليه السلام لقيني )
  • تحقيق تخريج مسألة ( من ترك الجمعة فليتصدق بدينار )
  • تحقيق تخريج مسألة ( ثلاث هن حق على كل مسلم )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أن النبي كان يخطب إلى جذع نخلة فحنت )
  • تحقيق تخريج مسألة ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام )
  • تحقيق تخريج مسألة ( كانت الخطبة قبل الصلاة )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أن النبي نهى عن الصلاة والإمام يخطب )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة )
  • تحقيق تخريج مسألة ( من أتى الجمعة فليغتسل )

مختارات من الشبكة

  • تحقيق تخريج مسألة ( أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( تبعث الأيام على هيئتها )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (حق على كل مسلم أن يستاك يوم الجمعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (إن الغسل يوم الجمعة يسل الخطايا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( تدري ما يوم الجمعة ؟ )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( اغتسلوا يوم الجمعة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( إذا كان يوم الجمعة جلس الملائكة على أبواب المسجد )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( ثلاثة حق على المسلم يوم الجمعة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب