• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (7)

الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (7)
أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/1/2013 ميلادي - 23/2/1434 هجري

الزيارات: 10018

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري

الحديث السابع

(حديث هرقل)


ذكره البخاري في اثنتَي عشر مَوضِع، وهي:

قال في كتاب بدْء الوحي[1]:

7 - حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب[2]، عن الزُّهري، قال: أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود أن عبدالله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب[3] أخبره أن هِرَقْل[4] أرسل إليه في ركبٍ[5] من قريش، وكانوا تُجَّارًا بالشام في المدة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بتَرجمانه، فقال: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعُم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان، فقلت: أنا أقربهم نسبًا، فقال: أدْنُوه مني، وقرِّبوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لتَرجمانه[6]: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كذبني، فكذبوه، فوالله، لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبًا، لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشْراف الناس[7] يَتَّبعونه أم ضُعفاؤهم؟ فقلتُ: بل ضُعفاؤهم، قال: أيَزيدون أم يَنقُصون؟ قلتُ: بل يَزيدون، قال: فهل يرتدُّ أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل كنتم تتَّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يَغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتَلتُموه؟ قلتُ: نعم، قال: فكيف كان قِتالُكم إيَّاه؟ قلتُ: الحرب بيننا وبينه سِجال؛ يَنال منَّا، ونَنال منه، قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والزكاة، والصدق والعفاف والصلة، فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسَب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله، لقلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك، قلت: رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقدأعرف أنه لم يكن ليَذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك: أشراف الناس اتَّبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك: أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب[8]، وسألتك: هل يَغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقًّا، فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلصُ إليه، لتجشَّمت[9] لقاءه، ولو كنت عنده، لغسلتُ عن قدمه، ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث به دِحْية إلى عظيم بُصرى، فدفعه إلى هِرَقْل، فقرأه، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتَّبع الهدى.


أما بعدُ:

فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يُؤتك الله أجرك مرتين[10]، فإن تولَّيت، فإن عليك إثم الأريسيين، و﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]))، قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كثُر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمِرَ أمرُ ابن أبي كبشة؛ إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زِلت مُوقنًا أنه سيظهر، حتى أدخل الله علي الإسلام.


وكان ابن الناطور[11] صاحب إيلياء وهِرَقْل أسقفًّا[12] على نصارى الشام يحدِّث أن هرقل - حين قدِم إيلياء - أصبح يومًا خبيث النفس، فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك، قال ابن الناطور: وكان هرقل حزَّاءً[13] ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهَر، فمن يَختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يَختتن إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى مداين ملكك، فيقتلوا مَن فيهم من اليهود، فبينما هم على أمرهم، أُتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يُخبر عن خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما استخبره هرقل، قال: اذهبوا فانظروا، أمُختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه، فحدَّثوه أنه مُختتن، وسأله عن العرب، فقال: هم يَختَتِنون، فقال هِرَقْل: هذا مُلك هذه الأمة قد ظهر، ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية، وكان نظيره في العلم، وسار هرقل إلى حِمص، فلم يَرِم حمص؛ حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه نبي، فأذِن هرقل لعظماء الروم في دَسْكرة له بحمص، ثم أمر بأبوابها فغُلِّقت، ثم اطلع، فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يَثبت مُلككم، فتُبايعوا هذا النبي، فحاصوا [14]حيصة حُمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلِّقت، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيِسَ من الإيمان، قال: ردوهم علي، وقال: إني قلت مقالتي آنفًا، أختبر بها شدَّتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجَدوا له ورضوا عنه، فكان ذلك آخر شأن هرقل"؛ رواه صالح بن كيسان، ويونس ومَعمر عن الزهري [15].

 

وقال في كتاب الإيمان: باب:

51- حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله، أن عبدالله بن عباس أخبره، قال: أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له: سألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك هل يرتد أحد سَخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان حين تُخالط بشاشته القلوبَ لا يسخطه أحد[16].


وقال في كتاب الشهادات: باب مَن أمر بإنجاز الوعد، وفعله الحسن وذكر إسماعيل: ﴿ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ﴾ [مريم: 54][17]، وقضى ابن الأشوع[18] بالوعد، وذكَر ذلك عن سمُرة بن جُندب[19]، وقال المِسور بن مَخرمة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر صهرًا له، قال: وعدني فوفى لي[20]، قال أبو عبدالله[21]: ورأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن أشوع:


2681 - حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله، أن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - أخبره، قال: أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له: سألتك: ماذا يأمركم؟ فزعمت أنه أمركم بالصلاة والصدق، والعفاف والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي.

 

وقال في كتاب الجهاد والسِّيَر: باب قول الله - عزَّ وجل -: ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ﴾ [التوبة: 52] والحرْب سِجال:

2804- حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله أن عبدالله بن عباس، أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل قال له: سألتك كيف كان قتالكم إياه؟ فزعمت أن الحرب سجال ودُوَل، فكذلك الرسل تُبتلى، ثم تكون لهم العاقبة.

 

وقال في كتاب الجهاد والسير: باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناسَ إلى الإسلام والنبوة، وألاَّ يتَّخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله، وقوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ ﴾ [آل عمران: 79] إلى آخِر الآية.


2941- قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش قدِموا تُجَّارًا في المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين كفار قريش، قال أبو سفيان: فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام، فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء، فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج، وإذا حوله عظماء الروم، فقال لتَرجمانه: سلهم أيهم أقرب نسبًا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، قال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم إليه نسبًا، قال: ما قرابة ما بينك وبينه؟ فقلت: هو ابن عمي، وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبدمناف غيري، فقال قيصر: أدْنُوه، وأمر بأصحابي، فجعلوا خلف ظهري عند كتفي، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه: إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي، فإن كذب فكذبوه، قال أبو سفيان: والله لولا الحياء يومئذ من أن يأثر أصحابي عني الكذب، لكذبته حين سألني عنه، ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني، فصدَقتُه، ثم قال لترجمانه: قل له كيف نسَبُ هذا الرجل فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول أحد منكم قبله؟ قلت: لا، فقال: كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملكٍ؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: فيزيدون أو ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد سَخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل يَغدر؟ قلت: لا، ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر، قال أبو سفيان: ولم يُمكني كلمة أُدخِل فيها شيئًا أنتقصه به، لا أخاف أن تؤثر عني غيرها، قال: فهل قاتلتموه أو قاتلكم؟ قلت: نعم، قال: فكيف كانت حربه وحربكم؟ قلت: كانت دُوَلاً وسجالاً، يُدال علينا المرة، ونُدال عليه الأخرى، قال: فماذا يأمركم به؟ قال: يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، فقال لترجمانه - حين قلت ذلك له -: قل له: إني سألتك عن نسبه فيكم، فزعَمت أنه ذو نسب، وكذلك الرسل تُبعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول قبله؟ فزعمت أن لا، فقلت: لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله، قلت: رجل يأتم بقول قد قيل قبله، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فعرَفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك، قلت: يطلب ملك آبائه، وسألتك: أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل يزيدون أو ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك: هل يرتد أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فزعمت أن لا، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون، وسألتك: هل قاتلتموه وقاتلكم؟ فزعمت أن قد فعل، وأن حربكم وحربه تكون دولاً، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة، وسألتك: بماذا يأمركم؟ فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة النبي، قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لم أظنَّ أنه منكم، وإن يك ما قلت حقًّا، فيُوشك أن يملك موضع قدمي هاتين، ولو أرجو أن أخلص إليه، لتجشَّمت لُقِيَّه، ولو كنت عنده، لغسلت قدميه، قال أبو سفيان: ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرئ فإذا فيه: (( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتَّبع الهدى.


أما بعدُ:

فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلَم، وأسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن تولَّيت فعليك إثم الأريسيين، و﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]))، قال أبو سفيان: فلما أن قضى مقالته، علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم، وكثُر لَغطهم، فلا أدري ماذا قالوا، وأمر بنا فأُخْرِجنا، فلما أن خرجت مع أصحابي وخلَوت بهم، قلت لهم: لقد أَمِر أمرُ ابن أبي كبشة؛ هذا ملك بني الأصفر يخافه، قال أبو سفيان: والله ما زلت ذليلاً مُستيقنًا بأن أمره سيظهر، حتى أدخل الله في قلبي الإسلام وأنا كاره.

 

وقال في كتاب الجهاد والسير: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نُصِرت بالرعب مسيرة شهر))، وقوله - جلَّ وعزَّ -: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 151]، قاله جابر عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم[22].


2978- حدثناأبو اليمان، أخبرنا شُعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبيدالله بن عبدالله أن ابن عباس - رضي الله عنهما - أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه - وهم بإيلياء - ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغ من قراءة الكتاب، كثُر عنده الصخب، فارتفعت الأصوات، وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أُخرجنا: لقد أَمِر أمرُ ابن أبي كبشة؛ إنه يخافه ملك بني الأصفر.


قال في كتاب الجزية والموادعة: باب فضْل الوفاء بالعهد:

3174- حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، أخبره أن عبدالله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارًا بالشام، في المدة التي مادَّ فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان في كفار قريش.

 

قال في كتاب التفسير: باب ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ ﴾ [آل عمران: 64]، سواء: قصْد.


4553- حدثني إبراهيم بن موسى، عن هشام[23] عن مَعمر ح، وحدثني عبدالله بن محمد، حدثنا عبدالرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، قال: حدثني ابن عباس، قال: حدثني أبو سفيان من فيه إلى فيّ، قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل، قال: وكان دِحية الكلبي جاء به، فدفعه إلى عظيم بُصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل، قال: فقال هرقل: هل ها هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالوا: نعم، قال: فدُعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، فقال: أيكم أقرب نسبًا من هذا الرجل، الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: فقلت: أنا، فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بتَرجمانه، فقال: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعُم أنه نبي، فإن كذبني فكذِّبوه، قال أبو سفيان: وايْم الله، لولا أن يأثروا علي الكذب، لكذبت، ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ قال: قلت هو فينا ذو حسب، قال: فهل كان من آبائه ملك؟ قال: قلت لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت بل ضعفاؤهم، قال: يزيدون أو ينقصون؟ قال: قلت لا بل يزيدون، قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطةً له؟ قال: قلت لا، قال فهل قاتَلتموه؟ قال: قلت نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت تكون الحرب بيننا وبينه سجالاً؛ يصيب منا، ونصيب منه، قال: فهل يغدر؟ قال: قلت لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها، قال: والله ما أمكنني من كلمة أدخِل فيها شيئًا غير هذه، قال: فهل قال هذا القول أحد قبله، قلت: لا، ثم قال لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه فيكم، فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تُبعث في أحساب قومها، وسألتك: هل كان في آبائه ملك؟ فزعَمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك، قلت: رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك عن أتباعه: أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فعرَفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك: هل يرتدُّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك: هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالاً؛ ينال منكم، وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك هل يغدر؟ فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: هل قال أحد هذا القول قبله؟ فزعمت أن لا، فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت: رجل ائتمَّ بقول قيل قبله، قال: ثم قال: بم يأمركم؟ قال: قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف، قال: إن يك ما تقول فيه حقًّا، فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أك أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه، لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده، لغسلتُ عن قدميه، وليبلغنَّ مُلكه ما تحت قدمي، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد؛ فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تَسلم، وأسلم، يُؤتك الله أجرك مرتين، فإن تولَّيت، فإن عليك إثم الأريسيين، و﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64])).


فلما فرَغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات عنده، وكثُر اللغط، وأمر بنا، فأُخرجنا، قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أَمِر أمرُ ابن أبي كبشة؛ إنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنًا بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام[24]، قال الزهري: فدعا هرقل عظماء الروم، فجمعهم في دار له، فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد، وأن يَثبت لكم مُلككم؟ قال: فحاصوا حيصة حُمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غُلِّقت، فقال: عليّ بهم، فدعا بهم، فقال: إني إنما اختبرت شِدَّتكم على دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت، فسجدوا له ورَضوا عنه.


وقال في كتاب الأدب: باب صِلَة المرأة أمَّها ولها زَوجٌ:

5980- حدثنا يحيى[25]، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله أن عبدالله بن عباس أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه، فقال - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة.

 

وقال في كتاب الاستئذان: باب كيف يكتب الكتاب إلى أهل الكتاب:

6260- حدثنامحمد بن مقاتل أبو الحسن، أخبرنا عبدالله[26]، أخبرنا يونس عن الزهري، قال: أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أن ابن عباس أخبره، أن أبا سفيان بن حرب أخبره، أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش وكانوا تُجارًا بالشام، فأتوه، فذكر الحديث، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقُرِئ، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتَّبع الهدى، أما بعدُ)).


وقال في كتاب الأحكام: باب هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلاً وحده للنظر في الأمور؟

7196- حدثناأبو اليمان[27]، أخبرنا شُعيب[28]، عن الزهري، أخبرني عبيدالله بن عبدالله أن عبدالله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركبٍ من قريش، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا، فإن كذبني، فكذِّبوه، فذكر الحديث، فقال للترجمان: قل له: إن كان ما تقول حقًّا، فسيملك موضع قدمي هاتين.

 

وقال في كتاب التوحيد: باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 93]:

7541- وقال ابن عباس: أخبرني أبو سفيان بن حرب أن هرقل دعا ترجمانه ثم دعا بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل، و﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ [آل عمران: 64]، الآية.


ورواه مسلم في كتاب الجهاد والسير؛ قال النووي: باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام:

1773- حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وابن أبي عمر، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - واللفظ لابن رافع - قال ابن رافع، وابن أبي عمر: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا عبدالرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس، أن أبا سفيان أخبره من فيه إلى فيه، قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل - يعني: عظيم الروم - قال: وكان دِحية الكلبي جاء به، فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل، فقال هرقل: هل ها هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قالوا: نعم، قال: فدُعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، فقال: أيكم أقرب نسبًا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت أنا، فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه، فقال له: قل لهم: إني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كذبني، فكذِّبوه، قال: فقال أبو سفيان: وايم الله، لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب، لكذبت، ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ قال: قلت هو فينا ذو حسب، قال فهل كان من آبائه ملك؟ قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: ومَن يَتبعه، أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم، قال أيزيدون أم ينقصون؟ قال: قلت لا، بل يزيدون، قال: هل يرتدُّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ قال: قلت لا، قال: فهل قاتَلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت تكون الحرب بيننا وبينه سجالاً؛ يصيب منَّا، ونصيب منه، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها، قال: فوالله، ما أمكنني من كلمة أُدخل فيها شيئًا غير هذه، قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قال: قلت: لا، قال لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه، فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها، وسألتك: هل كان في آبائه ملك، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك، قلت: رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك عن أتباعه: أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فقد عرَفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك: هل يرتدُّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخله سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك: هل يزيدون أو ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قد قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالاً؛ ينال منكم، وتنالون منه، وكذلك الرسل تُبتلى، ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: هل قال هذا القول أحد قبله؟ فزعمت أن لا، فقلت: لو قال هذا القول أحد قبله، قلت: رجل ائتمَّ بقول قيل قبله، قال: ثم قال: بم يأمركم؟ قلت: يأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصلة، والعفاف، قال: إن يكن ما تقول فيه حقًّا، فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه، لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده، لغسلت عن قدميه، وليبلغنَّ مُلكه ما تحت قدمي، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه فإذا فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى.


أما بعدُ:

فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسْلَم، وأسلِم، يُؤتك الله أجْرك مرتين، وإن تولَّيت، فإن عليك إثم الأريسيين، و﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64])).


فلما فرغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات عنده، وكثُر اللغط، وأمر بنا، فأُخرجنا، قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أَمِر أمرُ ابن أبي كبشة؛ إنه ليخافه ملك بني الأصفر، قال: فما زلت موقنًا بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيظهر، حتى أدخل الله علي الإسلام.


وحدثناه حسن الحُلواني وعبد بن حُميد، قالا: حدثنا يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد[29]، وزاد في الحديث: وكان قيصر لما كشَف الله عنه جنود فارس، مشى من حمص إلى إيلياء؛ شكرًا لما أبلاه الله، وقال في الحديث: ((من محمد عبدالله ورسوله))، وقال: ((إثم اليريسيين))، وقال: ((بداعية الإسلام))[30].



[1] وجه المناسبة بين هذا الحديث وبدء الوحي: أنه تضمن كيفية حال الناس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الابتداء.

[2] شُعيب: هو ابن أبي حمزة دينار الحمصي، وهو من أثبات أصحاب الزُّهري؛ قاله ابن حجر (1: 41).

[3] هو: أبو سفيان بن حرب، يُكنَّى أبا حنظلة، واسمه صخر بن حرب بن أمية، ولد قبل الفيل بعشر سنين، وأسلم ليلة الفتح، وشهِد الطائف وحُنينًا، وفُقِئت عينه في الأولى والأخرى في اليرموك، وتوفي بالمدينة سنة إحدى أو أربع وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وصلى عليه عثمان - رضي الله عنهما؛ قاله القسطلاني (1: 104).

[4] هو اسم ملك الروم، ويلقَّب بـ(قيصر)، كما يلقَّب ملك الفرس بـ(كسرى).

[5] الركب: جمع راكب، وهم أصحاب الإبل العشرة فما فوقها؛ قاله القسطلاني (1: 105).

[6] التَّرجمان: المعبِّر عن لغة بلغة؛ قاله النووي في شرحه لمسلم (12: 148).

[7] المراد بالأشراف: أهل النَّخوة والتكبر منهم، لا كل شريف؛ فلا يدخل في ذلك أمثال أبي بكر وعمر، وغيرهما ممن أسلم - قبل السؤال - من أشراف الناس.

[8] يَعني: انشراح الصدور، أصلها اللطف بالإنسان عند قدومه، وإظهار السرور، يقال: بش به وتبشبَش؛ قاله النووي (12: 151).

[9] أي: تكلَّفت الوصول إليه؛ قاله النووي (12: 152).

[10] لنا جزء فيمن يؤتون أجرهم مرتين بعنوان: "تنبيه الهمام فيمن لهم أجران".

[11] قوله: "وكان ابن ناطور" الواو في قوله: "وكان" عاطفة؛ عن الزهري، أخبرني عبيدالله، فذكر الحديث، ثم قال الزهري: وكان ابن الناطور يحدِّث، فذكر هذه القصة، فهي موصولة إلى ابن الناطور، لا معلقة كما زعم بعض من لا عناية له بهذا الشأن؛ قاله ابن حجر في "الفتح" (1: 51).

[12] لفظ أعجمي معناه: رئيس دين النصارى.

[13] الحزاء: الكاهن.

[14] نَفروا وهاجُوا.

[15] قوله: (رواه صالح بن كيسان)، وصله البخاري (51)، ومسلم (1773)، وقوله (عن يونس)، وصله البخاري (2804)، (3174)، وقوله: (معمر عن الزهري)؛ أي: ثلاثتهم، ووصله البخاري (3554)، ومسلم (1773)؛ قاله ابن حجر.

[16] اقتصر هنا على هذه القطعة من جملة "ما" السابقة؛ لتعلُّقها بغرضه هنا، وهي: تسمية الدين إيمانًا، ونحو هذا يسمونه خرمًا، والصحيح جوازه من العالم إذا كان ما ترَكه غير متعلق بما رواه؛ بحيث لا يختل البيان ولا تختلف الدلالة.

ورواته كلهم مدنيون، وفيهم ثلاثة من التابعين مع التحديث والإخبار والعنعنة؛ قاله القسطلاني (1: 208).

[17] روى بن أبي حاتم من طريق الثوري أنه بلَغه أن إسماعيل - عليه السلام - دخل قرية هو ورجل، فأرسله في حاجة، وقال له: إنه ينتظره، فأقام حولاً في انتظاره، ومن طريق ابن شَوْذب أنه اتَّخذ ذلك الموضع مسكنًا، فسمِّي من يومئذ صادق الوعد؛ قاله ابن حجر.

[18] هو سعيد بن عمرو بن الأشْوَع، كان قاضي الكوفة في زمان إمارة خالد القسري على العراق، وذلك بعد المائة؛ قاله ابن حجر.

[19] وقد وقع بيان روايته كذلك عن سمُرة بن جُندب في تفسير إسحاق بن راهويه؛ قاله بن حجر في "فتح الباري" (5: 342 - 343).

[20] جزء من حديث وصله البخاري في كتاب فضائل الصحابة (3729): حدثنا أبو اليمان، عن محمد بن عمرو بن حَلحَلة، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين بن مسور بن مَخرمة، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر صهرًا له من بني عبدشمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، فأحسن، قال: ((حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي))؛ قاله ابن حجر في "فتح الباري" (7: 98).

[21] هو البخاري - رحمه الله.

[22] يشير إلى حديثه الذي أوله: ((أُعطيت خمسًا لم يُعطهن أحد من الأنبياء قبلي))؛ فإن فيه: ((ونُصِرت بالرعب مسيرة شهر))؛ قاله ابن حجر في "الفتح" (6: 164).

[23] هشام: هو ابن يوسف الصَّنعاني؛ قاله ابن حجر في "الفتح" (8: 73).

[24] هذه القصة قطعة من الرواية التي وقعت في بدء الوحي [7] عقب القصة التي حكاها ابن الناطور؛ قاله ابن حجر في "الفتح" (8: 80).

[25] هو يحيى بن عبدالله بن بكير؛ قاله القسطلاني (13: 16).

[26] هو عبدالله بن المبارك المروزي؛ قاله القسطلاني (13: 266).

[27] هو: الحكَم بن نافع؛ قاله القسطلاني (15: 159).

[28] هو: شُعيب بن أبي حَمزة؛ قاله القَسطلاني (15: 159).

[29] أي: عن عبيدالله بن عبدالله بن عُتبة عن ابن عبّاس: (أن أبا سفيان أخبَره......).

[30] أولاً الفوائد في الإسناد:

• شيوخ البخاري في الحديث خمسة، وهم:

(أبو اليمان - إبراهيم بن حمزة - يحيى بن بكير - إبراهيم بن موسى - عبدالله بن محمد).

• شيوخ مسلم في الحديث خمسة، وهم:

(إسحاق بن إبراهيم - ابن أبي عمر - محمد بن رافع - عبد بن حُميد - حسن الحُلواني).

• مدار الحديث عند البخاري ومسلم على: (الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن عبدالله بن عباس، عن أبي سفيان به...).

• الحديث متفق عليه من حديث عبدالله بن عباس، ومنهم مَن جعله في مسند أبي سفيان بن حرب.

• ثانيًا الفوائد في المتن:

• عند البخاري (4553): [حدثني أبو سفيان من فيه إلى فيّ]، وعند مسلم (1773): [من فيه إلي فيه].

• عند البخاري (7): [في المدة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش]، وعنده (2941): [في المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين كفار قريش]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -].

• عند البخاري (7): [فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم]، وعنده (2941): [فوجَدنا قيصر ببعض الشام، فانطلق بي وبأصحابي، حتى قدِمنا إيلياء، فأدخلنا عليه]، زاد البخاري (2941): [فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مَجلِس مُلكِه وعليه التاج].

• عند البخاري (7): [ثم دعاهم، ودعا ترجمانه]، وعنده (2941): [فقال لترجمانه]، وعنده (4553)، ومسلم (1773): [ثم دعا بترجمانه].

• زاد البخاري (2941): [قال ما قرابة ما بينك وبينه؟ فقلت: هو ابن عمي، وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبدمناف غيري].

• عند البخاري (7): [فوالله، لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبًا، لكذبت عنه]، وعنده (4553): [وايم الله، لولا أن يأثروا علي الكذب، لكذبت]، وعند مسلم (1773): [وايم الله، لولا مخافة أن يُؤثَر علي الكذب، لكذبت]، زاد البخاري (2941): [فوالله، لولا الحياء أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين سألني عنه، ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته].

• عند البخاري (7): [وقرِّبوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره]، وعنده (2941): [وأمر بأصحابي، فجلسوا خلف ظهري عند كتفي]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي].

• عند البخاري (7): [ثم كان أول ما سألني عنه أنه قال: كيف نسبه فيكم؟]، وعنده (2941): [قل له: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [سله كيف حسبه فيكم؟].

• عند البخاري (7): [قلت: الحرب بيننا وبينه سجال؛ ينال منا، وننال منه]، وعنده (2804): [فزعمت أن الحرب سجال ودُوَل]، وعنده (2941): [قلت: كانت دُوَلاً وسِجالاً؛ يدال علينا مرة، وندال عليه الأخرى]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [الحرب بيننا وبينه سجال؛ يصيب منا، ونصيب منه].

• عند البخاري (7): [واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصدق، والعفاف والصلة]، وعنده (2941): [وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة].

• عند البخاري (7): [فذكرت]، وعنده (2941)،(4553)، وعند مسلم (1773): [فزعمت].

• عند البخاري (7): [رجل يتأسَّى]، وعنده (2941): [رجل يأتم]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [رجل ائتمَّ].

• عند البخاري (7): [فقد أعرف أنه لم يكن ليَذر الكذب على الناس ويكذب على الله]، وعنده (2941): [فعرَفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله].

• عند البخاري (7)، (51)، (2941): [بشاشته القلوب]، وعنده (4553)، عند مسلم (1773): [بشاشةَ القلوب].

• عند البخاري (7)، (2941)، (2681): [قال: وهذه صفة نبي]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [فإنه نبي].

• عند البخاري (7)، (2941): [لتجشَّمت لقاءه]، وعنده (4553): [لأحببت لقاءه].

• عند البخاري (7)، (7196): [فسيملِك موضع قدمي هاتين]، وعنده (2941): [فيوشك أن يملِك موضع قدمي هاتين]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [وليبلغنَّ مُلكه تحت قدمي].

• عند البخاري (7)، (2941)، (7541)، وعند مسلم في رواية حسن الحلواني وعبد بن حُميد: [من محمد عبدالله ورسوله]، وعند البخاري (4553)، وعند مسلم في رواية محمد بن رافع: [من محمد رسول الله].

• عند البخاري (7)، وعند مسلم في رواية حسن الحُلواني وعبد بن حُميد: [بدعاية الإسلام]، وعند البخاري (2941)، (4553)، وعند مسلم (1773): [بدعوة الإسلام].

• عند البخاري (7)، (2941)، (4553)، وعند مسلم (1773): [إثم الأريسيين]، وعند مسلم في رواية حسن الحلواني وعبد بن حميد: [إثم اليريسيين].

• عند البخاري (7)، (2941): [أسلم، تسلم يؤتك]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [أسلم تسلم أسلم يؤتك].

• عند البخاري (7): [كثُر عنده الصَّخب، وارتفعت الأصوات]، وعنده (2941): [علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم، وكثُر لَغطهم]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [ارتفعت الأصوات عنده، وكثُر اللغط].

• عند البخاري (7): [فما زلت موقنًا أنه سيظهر، حتى أدخل الله علي الإسلام]، وعنده (2941): [والله ما زلت ذليلاً مستيقنًا بأن أمره سيظهر، حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره]، وعنده (4553)، وعند مسلم (1773): [فما زلت موقنًا بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيظهر، حتى أدخل الله علي الإسلام].

• زاد البخاري (4553): [وكان ابن الناطور صاحب إيلياء......].

• زاد مسلم في رواية حسن الحلواني وعبد بن حميد: [وقال الزهري: فدعا هرقل عظماء الروم، فجمعهم..]، وهي قطعة من رواية حديث (7) عند البخاري.

• زاد مسلم في رواية حسن الحلواني وعبد بن حميد: [كان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس، مشى من حمص إلي إيلياء؛ شكرًا لما أبلاه الله].

ما يستفاد من الحديث:

1- جواز إرسال بعض القرآن إلى أرض العدو مع الأمن عليه.

2- الكذب مذموم في كل أمة وعصر.

3- جواز ملاطفة المكتوب إليه وتعظيمه.

4- لا تُرسل الرُّسل إلا من أكرم الأنساب.

5- بيان محاسن الإسلام العظيمة.

6- عظيم خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وكريم نسبه؛ ["فتح الباري"؛ لمحمد بن يسري (19)].

7- جواز مكاتبة الكفار ودعاؤهم إلى الإسلام قبل القتال.

8- وجوب العمل بخبر الواحد؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرسل كتبه برسول واحد.

9- وجوب العمل بالخط إذا قامت القرائن بصدقه؛ وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل كتابه إلى هرقل.

10- استحباب تصدر الكتب بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، حتى لو كان المبعوث إليه كافرًا.

11- أن أهل الإيمان يُبتلون، ولكن العاقبة تكون لهم.

12- بيان ما عليه أهل الباطل من نفرتهم للحق، وأنهم كالحمر التي لا تعقل.

13- التعلُّق بالملك أحد الأسباب التي تحول دون الإيمان رغم ظهور الحق؛ كما حدث لهرقل.

14- من أسباب عدم الإيمان متابعة ما كان عليه الآباء والأجداد؛ كما حدث لعظماء الروم؛ ["بلوغ الأماني"؛ للعزازي (1: 67 - 68)].

15- من أدرَك من أهل الكتاب نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - فآمَن به، فله أجران؛ قاله النووي (12: 154).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (1)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (2)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (3)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (4)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (5)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (6)
  • شيوخ البخاري وشيوخ مسلم في كتاب بدء الوحي

مختارات من الشبكة

  • الإيمان أمن وأمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (16)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (15)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (14)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (11)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (9)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب