• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

وقفة شرعية مع مزايين الإبل وسباق الهجن والخيل وغير ذلك

وقفة شرعية مع مزايين الإبل وسباق الهجن والخيل وغير ذلك
أبو سليمان المختار بن العربي مؤمن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/3/2012 ميلادي - 21/4/1433 هجري

الزيارات: 115560

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة:

إنّ الله خلق الإنسان وجعل له على وجه الأرض وسائل يرتفق بها في حياته،فتخفّف عنه مشقة الحياة وشظف العيش، وإنّ ممّا سخره الباري للإنسان هذه الحيوانات الأليفة، فجعلها مادة غذائه وشرابه، ومطية حله وترحاله، فأحل لحومها وألبانها، وسهل ركوبها وابتذالها، قال تعالى: ﴿  وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النحل: 5-9]"فهذا الخلق الهائل العظيم المدبر عن علم وتقدير، ملحوظ فيه أن يكون نعمة على البشر، لا تلبي ضروراتهم وحدها، ولكن تلبي أشواقهم كذلك، فتسد الضرورة، وتتخذ للزينة، وترتاح بها أبدانهم وتستروح لها نفوسهم، لعلهم يشكرون في هذه البيئة تبرز نعمة الأنعام، التي لا حياة بدونها لبني الإنسان " [1].

 

ولقد تجاوز فئام من الناس بطرا ورئاء الناس، حدود الارتفاق بهذه الأنعام إلى الغلو والمبالغة في الافتخار بها، وراحوا يحيون نخوة الجاهلية،وعصبية القبلية،وتنافسوا في الإسراف في أثمانها،وتجاوزوا حدود المعقول في شرائها وبيعها، وإن دلّ ذلك فإنّما يدلّ على غياب ميزان الحقّ والتّحاكم إليه في شؤون حياة الناس ولو كان ذلك في المباحات ولكن دون إسراف وتبذير وخروج عن مقاصد الشّرع الذي أباح امتلاك تلك الدّوّاب والأنعام.

 

أصل خلق الأنعام:

لندع القرءان الكريم يتكلم عن خلق الأنعام، لأن الخالق جل وعلا هو بارئ المخلوقات وفاطرها وهو القائل في كتابه ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.[2]

 

قال ابن كثير: يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم، في خلقه أنواع المخلوقات على اختلاف أشكالها وألوانها، وحركاتها وسكناتها، من ماء واحد، ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ﴾  كالحيّة وما شاكلها، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ﴾ كالإنسان والطير، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ [ ﴾ كالأنعام وسائر الحيوانات؛ ولهذا قال: ﴿ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ أي:بقدرته؛ لأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ ولهذا قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.

 

والأنعام هي الإبل والبقر والغنم، وقد يطلق اللّفظ على الإبل خاصة كما في قول حسان -رضي الله عنه-:

عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ
إلى عذراءَ منزلها خلاءُ
دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ
تعفيها الروامسُ والسماءُ
وكانت لا يزال بها أنيس
خلال مروجها نَعَمٌ وشاء

 

فالنَّعَم هنا الإبل خاصة.

 

وقال الجوهري: والنَّعم واحد الأنعام وهى المال الراعية، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل.

 

أصل الإبل واختلاف العلماء في ذلك:

إن العلماء اختلفوا في أصل الإبل هل هي من ماء كما هو ظاهر الآية السالفة أم أنها خلقت من الجنّ وسلالة الشياطين كما ورد في بعض ظاهر الأحاديث؟

 

لقد صح من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: " سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الوضوء من لحوم الإبل؟ فقال: توضّؤوا منها. قال: وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل؟ فقال: لا تصلوا فيها، فإنها من الشياطين، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: صلوا فيها، فإنها بركة"[3].

 

قال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى: اعلم أنّ العلماء اختلفوا في علّة النّهي عن الصلاة في أعطان الإبل.فقيل: لأنها خلقت من الشياطين، كما تقدم في الحديث عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو الصحيح في التعليل "[4].

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " إنّ الإمام أحمد و غيره من علماء الحديث زادوا في متابعة السنة على غيرهم بأن أمروا بما أمر الله به ورسوله مما يزيل ضرر بعض المباحات مثل لحوم الإبل فإنها حلال بالكتاب و السنة و الإجماع و لكن فيها من القوة الشيطانية ما أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إنها جن خلقت من جن "[5]، وقال: وروي: « على ذروة كلّ بعير شيطان » [6] فالإبل فيها قوة شيطانية والغاذي شبيه بالمغتذى ".

 

وقال الشوكاني في نيل الأوطار:" ويرشد إلى صحة هذا حديث ابن مغفل عند أحمد بإسناد صحيح بلفظ:"لا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الجنّ، ألا ترون إلى عيونها وهيئاتها إذا نفرت"[7].

 

وقد تساءَل أبو الوفاء ابن عقيل عن معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إن الكلب الأسود شيطان )، ومعلوم أنه مولود من كلب، و( أن الإبل خلقت من الشياطين ) [8]مع كونها مولودة من الإبل.


وأجاب: أنّ هذا على طريق التشبيه لها بالشياطين، لأن الكلب الأسود أشرّ الكلاب وأقلعها نفعاً، والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها، كما يقال: فلان شيطان ؛ إذا كان صعباً شريراً [9].


ويدل لصحة قول ابن عقيل أن الأحياء في عالمنا الأرضي مخلوقة من الماء، كما قال تعالى: ﴿ وجعلنا من الماء كُلَّ شيٍ حَيٍّ ﴾ [ الأنبياء: 30 ]، والشياطين مخلوقة من النار [10].    

والقول الثاني أنها لم تخلق من الشّياطين: ولكن معناه أنّها خلقت من طباع الشّياطين وأنّ البعير إذا نفر كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفّره، ألا ترى إلى هيئتها وعينها إذا نفرت؟ انتهى[11].

 

وقد ذهب إلى هذا القول الإمام أبو حاتم ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه فقال: لو كان الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين؛ لم يصلّ -صلى الله عليه وسلم- على البعير، إذ محال أن لا تجوز الصّلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان، ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه، بل معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: « إنّها خلقت من الشياطين » أراد به أنّ معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب، اهـ، وقد علّل الفقهاء هذا النّهي لشدّة نفورها كما تقدّم، والله أعلم[12].

 

الإبل في الجاهلية والإسلام:

لقد جاء ذكر الإبل في الكتاب العزيز مما يدل على جلالتها وتعظيمها وكثرة الانتفاع بها، وأنها من أكرم النّعم التي جعلها الله آية تستحقّ التّدبر وعبرة في الخلق تستوجب التفكر فقال جلّ في علاه ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية:17].

 

إنّ الإبل عزُّ العرب ومادتها التي تفخر بها حلاًّ وترحالا، ولها عندهم أقدار جليلة، ومنزلة رفيعة نبيلة، وجل أشعارهم في وصفها ومدحها،وهي من أجل أموالهم،وأفضل حلالهم، قامت لأجلها الحروب، وتقاطعت الأرحام، وانفصمت عرى وعهود بين قبائل وما ذلك إلاّ لعزّها لديهم ومكانتها عندهم، وما خبر حرب البسوس عنك ببعيد، وفي إكرمها يقول عبد الله بن الأعرابي: قالت الأعراب: "أكرموا الإبل إلا في ثلاث: بيت يبنى،أو دم يرقى،أو ضيف يقرى".رواه ابن أبي الدنيا [13].

 

وقال أكثم بن صيفي: "أكرموا الإبل فإنّها مهرُ الكريمة، ورَقُوءُ [14]الدم، وسفن البر". رواه ابن أبي الدنيا[15].

 

وللإبل عند العرب أنساب معروفة، وأصول عتيقة محفوظة فمما يعرف من جمالها ونوقها ناقتا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " العضباء،والقصواء "، ولهما في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر كثير ويكفيهما شرفا أنّ القصواء هاجر عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة وكان يقول لأصحابه "خلوا سبيلها فإنها مأمورة [16]، ومنها جمل عائشة رضي الله عنها يوم الجمل ويسمى " عسكر".

 

ومن فحولها: " الجديل "، و"شدقم "، و"غرير "، فحول مشهورة كانت للنعمان بن المنذر، قال الكميت يصف الإبل:

غُرَيْرِيَة الأنسابِ أو شَدْقَمِيَة
يصلن إلى البيد الفدافد فدفدا

 

وقال أبوفراس الحمداني:

ونَجنب ما أبقى الوجيه ولاحق
على خير ماأبقى الجديل وشدقم

 

ومن إبل العرب العسجدية وكانت للنعمان بن المنذر يختص بها،و"المهرية "منسوبة إلى مهرة بن حيدان أبي قبيلة من العرب،و"الأرحبية " منسوبة إلى أرحب،قبيلة من همدان.

 

بعض الأحكام المهمّة التي تتعلق بالإبل:

1- مزايين الإبل والماعز ونحو ذلك وحكم المشاركة فيها:

إنّ مما كثر وشاع في زمننا الحاضر لاسيما في بعض دول الخليج ما يسمى بمهرجانات "المزايين " ويقصدون بذلك التنافس في إبداء أجود الإبل وأجملها وأغلاها في عالم الناس الذين يعشقونها،ومن ثم ابتدع بعض عشاق الإبل قبل أكثر من عقد من الزمان مسابقات مزايين الإبل، ولا حرج لو أنّ النّاس ربطوا الإبل ابتغاء وجه الله ولإعلاء كلمة الله تعالى فهذا عمل تعبدي رائع يحث عليه الشرع ويثيب عليه، ولكنّ الأعمال بمقاصدها، فالذين يربطون الإبل اليوم ليس فيها مناوءة لأهل الكفر،ولكن تفاخرا ومكاثرة على غيرهم من القبائل الأخرى التي هي مسلمة، بل هم يربطونها حمية ومفاخرة على منوال أهل الجاهلية، فتثار بسببها العصبيات المقيتة، ويتطاول الشّعراء والمدّاحون بالقدح في أعراض النّاس ولمزهم وهمزهم، واحتقار القبيلة للأخرى وتصغير شأنها، وتبذير الأموال في غير مصلحة راجحة ولا مرجوحة، ومضيعة للأوقات، وجلبا للعداوات والبغضاء، ولهذه الجملة من الأخلاق المخالفة لتعاليم الإسلام أفتى علماؤنا بحرمة إقامة تلك المهرجانات.

 

ومن أولئك العلماء الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك،والشيخ صالح الفوزان،والشيخ عبد الله بن منيع،والشيخ عبدالعزيز بن عبد الله الراجحي وغيرهم وقد جاء سؤال لكل واحد منهم مفاده:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد ظهر في الآونة الأخيرة مهرجانات مزايين الإبل بين القبائل علماً أن هذه المهرجانات يدفع فيها مبالغ كبيرة من المغالاة بأسعار الإبل وأعداد ذلك أن أنقذهم من رذائل الجاهلية التي أعظمها الشرك بالله وقتل الأولاد خشية الفقر ووأد السرادقات والإسراف الكبير في الولائم إضافة إلى إلزام أفراد القبيلة بالمشاركة المالية التي لو لم يدفعها لنا له إحراجات كثيرة فما حكم المشاركة في هذه التجمعات وحضورها؟

 

الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،،

أما بعد: فإن بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- أعظم نعمة أنعم الله بها على البشرية ورحمهم بها قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ (الأنبياء107).


فأخرج الله برسالته ودعوته من شاء من الظلمات إلى النور... وقد نهى  رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن جميع أمور الجاهلية وأخلاقها كالفخر بالأحساب، والطعن بالأنساب، والاستسقاء بالنّجوم، والنياحة،وأخبر أنّ هذه الخصال لا تزال موجودة في الأمة وقد دلّت نصوص الكتاب والسنة أن كل ما يضاف للجاهلية مذموم كظن الجاهلية وحكم الجاهلية وحمية الجاهلية وقال –-صلى الله عليه وسلم- - للذي عَيَّرَ غيره بِسَوَاد أمه « إنّك امرؤ فيك جاهلية » [17].


وبعد فما ذكر في السؤال من مهرجانات مزاين الإبل هو من أعمال الجاهلية لما تشتمل عليه من المنكرات.


وقد نشأت فكرته من سنوات ولم يتنبه لما فيه من المفاسد الدينية والدنيوية حتى تفاقم الأمر وفحش وظهرت مفاسده لكل عاقل وإليك ما يشتمل عليه هذا العمل من المنكرات:

أولا: أكل المال وبذله بالباطل وذلك كما في الجوائز التي تبذل لأصحاب الإبل المتفوقة في صفاتها. وفي الحديث:« لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر » "[18].

والمقصود التسابق عليها.


ثانيا: التفاخر بين القبائل أو بين أفخاذ القبيلة الواحدة وذلك مما نهى الله عنه فيما أوحاه إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد » [19]. وفي الحديث الآخر عند مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-:

«أربع في أمّتي من أمر الجاهلية لا يتركونهنّ: الفخر في الأحساب، الطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنّجوم، والنّياحة »[20].


ثالثا: ظلم الناس في أموالهم بتكليفهم ببذل مالا يجب عليهم ولم تطب به أنفسهم وقد قال –-صلى الله عليه وسلم-: « لا يحلّ مال امرئ مسلم إلاّ بطيب نفس منه » [21]وقال –-صلى الله عليه وسلم-: « كلّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه »[22]. وهذا من أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى الله عنه قال تعالى: ﴿ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ﴾[23].



رابعاً: التبذير وإضاعة المال الذي هو من أعمال السفهاء وإخوان الشياطين قال تعالى: ﴿ ولا تؤتوا السّفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً ﴾، وقال تعالى: ﴿ ولا تبذر تبذيرا إنّ المبذرين كانوا إخوان الشّياطين ﴾[24]، وهو من التخوّض في مال الله بغير حقّ وفي الحديث الصّحيح عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: « إنّ رجالاً يتخوّضون في مال الله بغير حقّ لهم النّار يوم القيامة » [25].

 

وصورة التبذير وإضاعة المال محققة في مسابقة المزايين من وجهين:

الوجه الأول: بذل الملايين من الريالات في شراء بعض الإبل لمجرد الفخر دون قصد لأي منفعة مما خلق الله الإبل لها من أكل أو شرب أو ركوب أو عمل ولو قصد شيء من ذلك لكان ما يبذل من الأثمان فوق ثمن المثل بمئات المرات وهذا ضرب من السَّفه في الشّرع والعقل.

 

الوجه الثاني: ما يبذل من الأموال لإقامة هذه المهرجانات وما يصنع من الأطعمة التي لا ينتفع بأكثرها وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّ الله لا يحبّ المسرفين ﴾ [26]. ويتبع ذلك التسابق في صنع الأطعمة وكثرة الضيوف وهذا هو التباري الذي جاء في الحديث عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- « أنّه نهى عن طعام المتباريين  »[27].

 

وبناء على ما تقدم فلا تجوز المشاركة في هذه المهرجانات لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ويخشى على من بدأها أن يقع عليه معنى قوله--صلى الله عليه وسلم- -: « من سنّ في الإسلام سنة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة » [28] إلاّ أن يعذر بجهله.

 

وعلى الجميع التوبة من هذه الأعمال التي لا خير فيها بل فيها ما ذكر من الشرور ويتوب لله على من تاب ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للبصيرة في الدين وطاعة رب العالمين وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم وهو الغفور الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين "[29].


وقال فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان كما بين ذلك في محاضرة صوتية على موقعه حيث قال السائل: فضيلة الشيخ انتشر الآن ما يسمى بالمزاين, مزاين الإبل ويكون فيه تفاخر وإسراف فما حكم المشاركة في ذلك؟


رد ّالشيخ صالح الفوزان: لا يجوز المشاركة في ذلك لما فيه من المنكرات من بذل الأموال الطويلة بغير فائدة والله جل وعلا قال ﴿ يا أيها الذين آمنو لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ﴾[النساء: 29]،  ولا يجوز أخذ العوض على المسابقات لأنّه قمار إلا ما استثناه الرّسول -صلى الله عليه وسلم- بقول « لا سبق إلاّ في ثلاث:في نصل أو خف أو حافر »  والمراد في ذلك المسابقة على الخيل أو على الإبل أو على الرماية لأجل التدرب على الجهاد في سبيل الله وما عدا ذلك لا يجوز أخذ الجوائز عليه من المسابقات لأنّه أكل المال بالباطل وهو داخل في الميسر وهو القمار ".

 

وكذلك أفتى بذلك فضيلة الشيخ عبد الله المنيع على أن فعاليات ومسابقات مزاين الإبل من البدع الضالة "ومن ينساق وراءها مشمول بصفات التبذير والإسراف والتّغرير ببسطاء العقول، وأن تفاخر بعض المواطنين بكرائم الإبل والتغالي بأسعارها وبيعها بأثمان باهظة تصل لمليون أو مليونين ريال وأكثر يعبر عما كان لدى الجاهلية من أعراف وتقاليد بالية منافية لمبادئ الإسلام.

 

واعتبر المنيع في فتواه أن مشايخ القبائل حينما يلزمون أفراد القبيلة بمبالغ ينفقونها للدخول في هذا التفاخر، ظالمون لإخوانهم، وإخوانا للشياطين من حيث الإسراف والتبذير." [30].

 

ولكم أن تتصوروا مدى البذخ والإسراف وذلك بتكليف كلّ فرد من أفراد القبيلة بدفع مبلغ إجباري لتغطية مراسيم الاحتفالات بمزايين الإبل،وقد بلغ أحدها مائة وخمسون مليون ريالا(150مليون )، وليتساءل المسلم العاقل في مقابل ماذا؟

 

قال بعضهم مقابل إحياء التلاحم بين أبناء القبيلة،وليس ذلك بصحيح لأنهم لو كانوا يريدون عزّتها ورفعتها لأغنوا فقراء القبيلة بتلك الأموال فبنوا بها البيوت لعشرات الأسر بدل الجمع منهم وتفقيرهم.

 

2- (طهارة أبوال الإبل): أوما يسمى بـ(الوزر) طاهر في مذهب جماهير العلماء[31]،وذلك لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين اجْتَوَوُا [32]المدينة أن يلحقوا بإبل الصدقة ويشربوا من أبوالها[33]،والنّجس لا يباح شربه.

 

وفي الاختيارات الفقهية (42): (وبول ما أكل لحمه وروثه ومنيّه طاهر لم يذهب أحد من الصّحابة إلى تنجيسه بل القول بنجاسته قول محدث،لا سلف له في الصّحابة).

 

وقال ابن عبدالهادي في اختيارات ابن تيمية: (وذهب إلى أن بول ما يأكل لحمه وروثه طاهر،وذكر أن القول بنجاسة ذلك قول محدث،لا سلف له من الصحابة)[34].

 

3- الوضوء من أكل لحوم الإبل:

أكل لحم الإبل ناقض للوضوء على الصّحيح من أقوال أهل العلم [35]، ففي صحيح مسلم (539)عنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَوَضَّأْ.

 

قَالَ أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ قَالَ أُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ:نَعَمْ قَالَ أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِل؟ِ قَالَ: لَا.

 

قال الترمذي (1/137):"قال إِسْحَاقُ: صَحَّ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثُ الْبَرَاءِ وَحَدِيثُ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ)، والعلّة في وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل أنّ الغاذي شبيه بالمغتذي والإبل فيها قوة شيطانية فإذا اغتذى من لحوم الإبل وفيها تلك القوّة الشّيطانية توضّأ فالشّيطان خلق من نار والنّار تُطفأ بالماء.[36].

 

وكذلك جميع أجزاء الإبل (كالكرش والمصران )ونحوها ناقض للوضوء على الصحيح وهى رواية في مذهب الحنابلة وقال به الشيخ عبدالرحمن السعدي وابن عثيمين رحمهما الله[37]، والله تعالى أعلم.

 

4- (ألبان الإبـــل):

ألبان الإبل لا تنقض الوضوء [38] لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين اجتووا [39] المدينة أن يلحقوا بإبل الصدقة ويشربوا من ألبانها[40]، ولم يأمرهم بالوضوء من شربه،والبيان لا يؤخر عن وقت الحاجة.

 

وأيضاً لضعف الأحاديث الواردة في أمر من شرب ألبانها أن يتوضأ[41].

 

وفي مسائل الإمام أحمد(105)لابنه صالح: (وسألته عن الوضوء من لحوم الإبل؟قال:يتوضأ،قلت: فالوضوء من ألبانها؟قال:لا يتوضأ من ألبانها،قلت: يشرب أبوالها للدواء، قال:لا بأس به).

 

• والسنة المضمضة بعد شرب اللبن سواء لبن الإبل أو غيرها،وذلك لأن له دسماً.

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاس -رضي الله عنه-: « أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: إِنَّ لَهُ دَسَمًا» رواه البخاري (206).


5- الصلاة في معاطن الإبل:

الصلاة في أعطان الإبل اختلف فيها أهل العلم فقيل مكروهة، وقيل لا تصحّ [42].

 

وأعطان الإبل: هي ما تقيم فيه وتأوي إليه ولا يدخل في النهي المواضع التي تناخ فيها الإبل لعلفها أو لوردها الماء أو مواضع نزولها في سيرها[43].

 

في صحيح مسلم(802) عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنّ رجلا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أأتوضّأ من لحوم الغنم؟ قال:إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ. قال:أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال:نعم فتوضأ من لحوم الإبل. قال:أصلي في مرابض الغنم؟ قال:نعم. قال:أصلي في مبارك الإبل؟ قال:لا.

 

وعند أبي داود(156)عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال:سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في مبارك الإبل،فقال:لا تصلّوا في مبارك الإبل فإنّها من الشّياطين.

 

وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم، فقال:صلّوا فيها فإنّها بركة. وهو صحيح، وقد اختلف أهل العلم في العلّة والحكمة التي من أجلها نُهي المصلّي عن الصّلاة في أعطان الإبل: فقيل إنّ العلّة النّجاسة، وهذا ضعيف،ولو كانت العلّة هي النّجاسة لم يكن هناك فرق بين الصّلاة في أعطان الإبل ومرابض الغنم.

 

وقيل:الحكم تعبدي، أي غير معقول المعنى لنا [44].

 

6- تأجير الفحل للضِّراب:

لا يجوز تأجير الفحل للضِّراب بمال أي يأخذ الأجرة على ضِّـراب الفحل! وهذا محرم عند جماهير أهل العلم كأحمد والشافعي وأبو حنيفة وأصحابهم. وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن ذلك..فعن ابن عمر رضي الله عنهما:« نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن عسب الفحل » رواه البخاري (2284).


قال ابن قدامة في المغني "وَإِجَارَةُ الْفَحْلِ لِلضِّرَابِ حَرَامٌ، وَالْعَقْدُ فَاسِدٌ وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ"[45].


ويجوز أخذ الهدية لا على سبيل العوض بحيث لولم يعط كرامة لا يأخذ في نفسه.


فعن أنس -رضي الله عنه- أنّ رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عسب الفحل فنهاه , فقال: ( يا رسول الله إنا نطرق الفحل فنُكرم , فرخص له في الكرامة ).أخرجه الترمذي (1274) [46].


قال البغوي: (أما إعارة الفحل وإطراقه فلا بأس به، ثم لو أكرمه المستعير بشيء فيجوز له قبول كرامته)[47].


وإذا لم يجد الشخص أحداً يعيره بعيره من أجل أن يطرق (يضِّرب)ناقته إلا بأجرة فله دفع الأجرة مضطراً له،ويكون التحريم على من أجر فحله.


قال ابن القيم:(ويحرم على الآخذ أجرة ضِّرابه ولا يحرم على المعطي لأنه بذل ماله في تحصيل مباح يحتاج إليه ولا يمنع من هذا)[48].

 

7- وسم الإبل:

يجوز وسم الإبل لتمييزها عن غيرها ولكن في غير الوجه، وقد كان عليه الصلاة والسلام يسم إبل الصدقة.

 

فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:"بعثتني أمّي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء، فرأيته قائما في يده الميسم، يسم الصدقة ».

 

• وفي رواية: « غدوت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله بن أبي طلحة، ليحنكه، فوافيته في يده الميسم، يسم إبل الصدقة » أخرجه البخاري (1502).

 

قال محمد بن رشد: كره مالك أن توسم الدواب والإبل والبقر فى وجوهها لنهى النبى - عليه السلام - عن المثلة، ولم ير به بأساً فيما عدا وجوهها من أجسادها. ولما لم يكن إلى وسم الغنم فى أجسادها سبيل من أجل أن الشعر يغشاها فتغيب السِّمة أجاز أن توسم فى آذانها للحاجة إلى سماتها، والمعنى فى هذا بيّن " [49].

 

وقال النّووي في فقه أحاديث الوسم: "ووسم الآدميّ حرام، وأمّا غير الآدميّ فالوسم في وجهه منهيّ عنه، وأمّا غير الوجه فمستحبّ في نَعَمِ الزّكاة والجزية، وجائز في غيرها، وإذا وسم فيستحبّ أن يسم الغنم في آذانها، والإبل والبقر في أصول أفخاذها لأنه موضع صلب، فيقلّ الألم فيه، ويخِفُّ شعره، ويظهر الوسم. وفائدة الوسم تمييز الحيوان بعضه من بعض، ويستحبّ أن يكتب في ماشية الجزية، جزية أو صغار، وفي ماشية الزكاة زكاة أو صدقة. قال الشافعي وأصحابه: يستحب كون ميسم الغنم ألطف من ميسم البقر، وميسم البقر ألطف من ميسم الإبل، وهذا الذي قدمناه من استحباب وسم نعم الزكاة والجزية هو مذهبنا ومذهب الصحابة كلهم -رضي الله عنهم- وجماهير العلماء بعدهم. ونقل ابن الصباغ وغيره إجماع الصحابة عليه، وقال أبو حنيفة: هو مكروه لأنه تعذيب ومثلة، وقد نهي عن المثلة. وحجة الجمهور هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة التي ذكرها مسلم، وآثار كثيرة عن عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، ولأنها ربما شردت فيعرفها واجدها بعلامتها فيردها. والجواب عن النهي عن المثلة والتعذيب أنّه عام، وحديث الوسم خاص، فوجب تقديمه، والله أعلم[50].

 

الخيل في الجاهلية والإسلام:

تتمتع الخيل عند العرب والمسلمين بمكانة رفيعة، فظهورها عزّ و بطونها كنز وهي معاقل وحصون، ولا أدلّ على أهميتها ومكانتها من أن الله أقسم بها بقوله:﴿ والعاديات ضبحاً ﴾وجعلها زينة المسلم بقولـه:﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ﴾ [النحل: 8] وحثّ المسلمين على التقوِّي بها ضد أعدائه وأعدائهم في قوله:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60] كما أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- امتدحها بقوله:« الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة » أخرجه مسلم[51]، وتعكس المؤلّفات العظيمة التي يحفل بها التّراث العربي والإسلامي عن الخيل وما يتعلّق بها الأهميّة والمكانة المذكورتين.

 

ولقد ظلّت الخيل محلّ افتخار العرب وموضع اهتمامهم بها، ومصدر عشقهم، وظلَّ إكرامهم لها، واحتفاؤُهم بها من الأمور التي لا تخفى على من قرأ أخبارهم ومن ذلك قول صفي الدين الحلّي:

إذا افتخر الأقوام يوماً بمجدهم
فإنّك من قوم بهم يفخر المجد
تعوّد متن الصّافنات صغيرهم
حتى تساوى عنده السرج والمهد

 

وللخيل مسمّيات عدة أشهرها الجواد والحصان فاسم الخيل مشتق من الخيلاء، وهي اعتزاز الجواد بنفسه لما يتمتع به من ميزات وتناسق وجمال لائق. أما الجواد فمشتّق من الجود وهو البذل والعطاء لما يقدّمه من الإسراع والعدوّ لينقذ فارسه في ساعات المحن والملمّات. وأمّا الحصان فمشتّق من الحصن وهو المكان المنيع إذ يتحصن به الفارس عند مقارعة الخصوم.

 

وسيظل الجواد إلى الأبد من أكرم الحيوانات وأعرقها، كما ستظل الفروسية من أجلّ مآثر العرب ومفاخرهم[52].

 

وممّا اشتهر من خيل العرب: خيل النبي -صلى الله عليه وسلم- منها السكب، والمرتجز، واللحيف، وسبحة، والظرب.

 

ومن أشهر خيل العرب: ما ذكره شيخنا العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله تعالى في طريف شعره وهو ابن ست سنين كانت له حمارة يركب عليها فأنشأ يقول:

سَرَاتُكِ سَرْجِي والرِّشَاءُ رِكَابِي
وزَنْدُكِ في التَّقريبِ ليسَ بِكَابِي
فِدَاكِ كُرَاع والحرون وداحس
وعلوى وجلوى والعصا وسكابي

 

فذكر في هذين البيتين سبعة من خيول العرب المشهورة وهي:

الكراع، وسكاب وهي للأجدع بن مالك الهمداني: وجاء ذكرهما في قول القحيف العجلي:

أَبَيْتَ اللَّعْنَ، إِنَّ سَكابِ عِلْقٌ
نَفِيسٌ لا تعارُ ولا تباعُ
مُفَدَّاةٌ مُكَرَّمَةٌ عَلَيْنا
تجاعُ لها العِيالُ ولا تجاع
سَلِيلَة سابِقَيْنِ تَناجَلاها
إِذا نسِبا يَضمُّهما الكراعُ
فلا تَطْمَعْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ فِيها
ومَنْعُكَها لَشَيْءٌ يُسْتَطاعُ

 

والحرون: وهي فرس  مسلم بن عمرو الباهلي. اشتراه من رجل من بني هلال،من نتاجهم وهو الحرون بن الخزز بن الوثيمي بن أعوج.

 

وداحس: وهو ابن ذي العقال، وأمّه جلوى. وله حديث طويل في حرب غطفان.

 

وعلوى: وهي لسليك الغطفاني الصحابي وقيل لغيره.

 

وجلوى: فرس خُفاف بن ندبة، شهد فتح مكة ومعه لواء بني سُليم.

 

والعصا: فرس جذيمة الأبرش،وخبره مع الزَّبَّاء معروف مشهور[53].

 

ولا يزال العرب حريصين على عقد سباقات الفروسية، وهي مُتعة عظيمة لا تضاهيها متعة لمن مارسها وزاولها إذ تنشأ علاقة فريدة من نوعها بين الفرس والفارس يتم بموجبها التفاهم بينهما بكل ديناميكية وانسجام.

 

وتعدّ رياضة القفز على الحواجز من أمتع رياضات ركوب الخيل وأكثرها إثارة على الإطلاق، ولذلك يتطلع معظم مبتدئي ركوب الخيل إلى اليوم الذي يكون باستطاعتهم فيه أن يقفزوا بجوادهم ليجتازوا حاجزهم الأول، ومع كل ما تحمله هذه الرياضة من متعة وروح التحدي، تبقى وبدون أدنى شك على قدر من الخطورة إن لم يكن الفارس على مستوى عالٍ من الخبرة والمهارة ليتمكن من جواده بشكل جيّد.

 

الصبر والقدرة على تحمّل المشاق، الشجاعة والحماسة والإرادة القوية، الذكاء والفطنة وحب التعلّم، الوفاء والتضحية، الولاء والمودة، الرفق والرحمة، الحيوية والنشاط والبنية الرياضية الفولاذية، الاعتزاز بالنفس، الدقة والتركيز، الهمّة العالية· وجميع هذه السجايا والخصال الحميدة من مكارم الأخلاق التي حثّنا ديننا الحنيف على التحلّي بها لننال العزة والرفعة والمنعة[54]، ولله در أبي الطيب إذ يقول:

أعزّ مكان في الدُّنى سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتاب

 

أحكام السباق على الإبل والخيل:

لم يكن الإسلام دينا كهنوتيا يحرم زينة الحياة،ولاما تتطلع إليه فطر النّاس السّليمة، ولكن ليس دينا مُهْمِلا لأتباعه ليظلّوا دون ضوابط وقواعد يسيرون وراء ضياع الأوقات، وإتلاف الأموال والممتلكات، وإنّ ممّا أجازه الشرع من أنواع الرياضات المحمودة الموصلة إلى تحصيل المقاصد في الغزو والانتفاع بها عند الحاجة [55] سباق الخيل والإبل كلّ ذلك استعدادا للجهاد في سبيل الله، وحث على تربية الخيول والإبل وتدريبها على الكرّ والفرّ، ومن ثم كان نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- يدرّب أتباعه على ركوب الخيل ويحثهم على السباق.

 

فلقد ثبت أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- سابق بين الإبل كما سابق بين الخيل ففي صحيح البخاري من حديث أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نَاقَةٌ تُسَمَّى الْعَضْبَاء لَا تُسْبَقُ، قَالَ حُمَيْدٌ:أَوْ لَا تَكَادُ تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى عَرَفَهُ ؛ َقَالَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ ". [2717 ].

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « لا سَبَقَ إلاّ في خفٍّ أو حافر أو نصل » [56].

 

وينبغي لأهل الخيل أن يربطوها إمّا للجهاد ابتغاء للأجر والثواب، وإما أن تربط التماسا للرزق الحلال، لا للرياء والمفاخرة والرياء فتكون من مراكب الشيطان، وقد قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- الخيل إلى ثلاثة فقال:( الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن، وفرس للشيطان، وفرس للإنسان، فأما فرس الرحمن ؛ فالذي يربط في سبيل الله، فعلفه، وروثه، وبوله في ميزانه، وأمّا فرس الشيطان، فالذي يقامر أو يراهن عليه، وأما فرس الإنسان، فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها، فهي ستر من الفقر ). رواه أحمد بإسناد صحيح.

 

فتاوى شرعية فيما يخص سباق الهجن:

• السؤال: المرجو من السادة العلماء بيان حكم مسابقات الهجن مع توضيح الحكم الشرعي فيما يفعله بعض المتسابقين من النفقات الباهظة على الإبل مما يؤدي إلى تراكم الديون عليهم ويعود على أبنائهم بالإهمال ويكون مصير كثير منهم الانغماس في الديون دون فائدة تذكر علما بأن هذه الديون تكون بالربا المحرم وفي هذا من الإسراف والتبذير ما هو معلوم حيث يطعمون الإبل العسل والمكسرات في حين أبناء المسلمين جوعى ويتعللون بأن هذه السباقات تنمي الثروة الحيوانية ويجرون سباقات لجمال الماعز والخراف ويقطعون آذانها فما الحكم في ذلك أيضا. وجزاكم الله خيراً؟

 

• الجواب:

إذا تحولت سباقات الخيول والهجن إلى ما ذكر السائل الكريم، فقد خرجت عن هدفها الشرعي والقصد الذي من ورائه أبيحت مثل هذه المسابقات، لأن الشرع جاء بحفظ الأموال وعدم تبذيرها، وأمر بحفظ الأوقات وعدم تضييعها، وإذا كان الحفاظ على المال وإنفاقه في الوجوه المشروعة مما أمر الله به عباده المؤمنين ورضيه لهم، كان إنفاقه -بهذه الصورة - على الإبل والخيل من السفه الذي لا يرضاه الله تعالى، ولا يحب الموصوفين به، فقد عني الإسلام بتوجيه المسلمين إلى كسب المال بالطرق المباحة الحلال، وإلى إنفاقه كذلك فيما يفيد الإنسان.

 

وليعلم كل مسلم أن الله سائل كل إنسان عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ كما أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:" لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس:عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم »[57].

 

أما مسابقات جمال الماعز والخراف فلا يجوز أخذ العوض عنها ولا دفعه إذ ليس فيها فائدة تعود على الفرد ولا على المجتمع، بل هي من باب العبث واللهو الباطل والله أعلم.[58]

 

" وننبه زيادة على ما ذكر هناك إلى أن الذين يمارسون هذه الأمور يضعون أطفالا صغارا على ظهور الإبل وهي سريعة السير، لتكون أخف عليها من الكبار، مما يؤدي إلى ضعف بنيتهم وإصابتهم بكثير من الأمراض كالعقم ونحوه، وهذا محرم لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « لا ضرر ولا ضرار » رواه ابن ماجه [59].

 

وإذا أتلف إنسان خيلا أو إبلا ونحوها مما يجوز السباق بها ضمنها بقيمتها، لأنها لم تتخذ من أجل اللحم أو الوبر أو العمل، وإنّما اتّخذت للسّباق، وقد يزيد ثمنها كثيرا لأجل هذا. قال المواق في التاج والإكليل:مَنْ جَنَى عَلَى بَهِيمَةٍ شَيْئًا فَعَلَيْهِ مَا نَقَصَهَا, فَإِنْ قَتَلَهَا غَرِمَ قِيمَتَهَا بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ.انتهى.

 

هذا إذا أتلفها مع إمكان التحرز من إتلافها، أما إذا لم يمكنه التحرز من إتلافها، كمن يقود سيارة بطريقة معتادة وبدون أي زيادة في السّرعة المحددة من طرف أهل الاختصاص ـ وهم هنا رجال المرور ـ ففاجأته الدابة، وفعل أقصى ما يستطيع فعله لتفادي قتلها، ولم يتمكن من ذلك فلا ضمان عليه، لقاعدة:ما لا يمكن التحرز عنه لا ضمان فيه" [60].

 

أما إذا وقع التلف على حيوان لا يجوز المسابقة عليه كالديك للهراش، أو الغنم للجمال، ونحو ذلك، فلا تضمن إلا بقيمتها الأصلية التي تشبه فيها غيرها من جنسها، ولا يعتبر ما تميزت به من الهراش أو الجمال، لأنها منفعة غير معتبرة شرعا كالجارية المغنية التي كانت لأيتام، فأفتى فيها الإمام أحمد -رحمه الله- بأنها لا تباع على أنها مغنية، بل تباع على أنها ساذجة وإن رخص سعرها.والله أعلم.

 

• سؤال آخر: أملك مجموعة من الإبل (هجن) وأبيع وأشري فيها منذ مدة طويلة، ويعلم سماحتكم أنّ الدولة تقيم سنويا مهرجانات تراثية، يتخلّلها سباقات للهجن الأصائل، وتمنح جوائز لأصحاب الهجن التي تسبق، فلهذا الغرض أقوم بإعداد وتدريب هذه الهجن حتى تصبح جاهزة للمشاركة في هذه السباقات، وصور بيعي وشرائي هي:الصورة الأولى:أبيع زيدا مثلا فأقول:بعتك هذه الذلول بمبلغ (50 ألف ريال) فيدفع الثمن نقدا أو تبقى إلى أجل، على أن يكون لي فيها النصف متى ما باعها زيد، فإن باع بـ (50) أعطاني (25)، وإن باع بـ (10) أعطاني (5) بموجب هذا الشرط، ثم يقوم باستلامها مني، ويتكفل بالتدريب والتعليف مقابل أنه يأخذ الجوائز التي يمكن أن تحصل عليها الذلول. الصورة الثانية: أبيع زيدا فأقول:بعتك هذه الذلول بمبلغ (50 ألف ريال) مؤجلة عليك إلى أن تبيعها، على أن يكون لي نصف ما زاد على هذا الثمن، على ألا يبيع بأقل منه، وإن لم تزد على الثمن المذكور، ورأى المشتري (زيد) أنها لا يمكن أن تحقق أي مستوى يجعل ثمنها يرتفع، أو ماتت عنده، فله أن يعيدها دون أي مقابل، ولا يلزم بدفع القيمة المتفق عليها، مع أنه يأخذ الجوائز التي يمكن أن تحصل عليها الذّلول مقابل تحمله التّعليف والتدريب، ولا يشترط في كل الحالات وجود الجوائز.

 

الصورة الثالثة: أبيع الذلول فأقول:خذ هذه الذّلول ولك فيها الثلث أو الربع أو النّصف حسب الاتفاق، وعند البيع يأخذ حصّته المتّفق عليها في عقد البيع، مع أنّ المشتري يتكفل بالتدريب والتعليف، وله الجوائز إن وجدت، فما رأي سماحتكم؟ حيث إنّ هذه البيوع منتشرة بين أصحاب الهجن.

 

• الجواب:

هذه البيوع بيوع صورية، لا حقيقة لها، فهي في حكم بيع القمار؛ لما فيها من المخاطرة والغرر. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.[61]


سؤال ثالث: في حفلات الزواج يقام سباق للهجن، ثم يقوم صاحب الزواج (المتزوج) بتوزيع الجوائز على أصحاب الهجن الفائزة، سواء كانت من النقود أو من أكياس الشعير، علما بأن أكثر المتزوجين يقيم حفلة زواجه بالدين، هل هذا العمل صحيح؟

الجواب: لا يشرع في حفل الزّواج إقامة سباق للهجن؛ لعدم المناسبة، ولما في ذلك من زيادة تكاليف الزواج بما يدفعه المتزوج من جوائز للمتسابقين، وغير ذلك من المفاسد.[62]

 

أحكام السباق بالخيل:

وكما ثبت فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسابقته بين الإبل فكذلك سابق بين الخيل ففي الصحيحين من حديث ابن عمر قال: سابق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الخيل فأرسلت التي أضمرت منها وأمدّها الحفياء إلى ثنية الوداع، والتي لم تضمر أمدّها ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق [63]".

 

وفي الصحيحين عن موسى بن عقبة أن بين الحَفْيَاء إلى ثنية الوداع ستة أميال أو سبعة "، وقال البخاري قال سفيان: من الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة ومن ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل، وفي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمر أيضا: إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سبق بين الخيل وأرهن، وفي لفظ له سبق بين الخيل وأعطى السابق [64].

 

وفي المسند أيضا من حديث أنس -رضي الله عنه- أنه قيل له: « أكنتم تراهنون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يراهن، قال: نعم والله لقد راهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فرس له، يُقال له سُبْحَة فسبق الناس فبهش لذلك وأعجبه»[65].

 

وفي سنن أبي داود عن ابن عمر -رضي الله عنه-: " إنّ النّبيّ سبق بين الخيل وفَضَّلَ القُرَّح في الغاية"[66].

 

حكم السباق بين البغال والحمير والبقر:

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:" وأما المسابقة بين الخيل وبين الحافر المذكور في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- فقصرها أصحاب مالك وأحمد على الخيل، وجوزها أصحاب أبي حنيفة في البغال والحمير والبقر، وللشافعي في البغال والحمير قولان.

 

ثمّ اختلف أصحابه في مسائل فرعوها على هذين القولين، وقال الآخرون لم يرد الشارع بلفظ الحافر حافر الحمار والبغل وإنما أراد حافر ما سوبق عليه، وجعل السباق عليه من إعداد القوة لجهاد أعداء الله فما لحافر البغال والحمير والبقر دخول في تلك ألبتة، ولم يسابق أحد من السلف قط بحمار ولا بغل ؛ قالوا: والحافر وقع في سياق الإثبات فلا عموم له، قالوا:ولا يصح قياس الحمار والبغل على الخيل لما بينهما من الفروق شرعا وحسا ومنفعة وما سوى الله بين الخيل لما بينهما من الفروق شرعا وحسا ومنفعة وما سوَّى الله بين الخيل والحمير قطّ لا في سهم الغنيمة ولا في الغزو ولا جعل الخير معقودا إلاّ في نواصيها بالأجر والغنيمة فما أفسد قياسهما على الخيل التي ظهورها عزّ و بطونها كنز وهي معاقل وحصون والخير معقود بنواصيها والغنائم ثلثاها لها وأرواثها وأبوالها في ميزان صاحبها إذا ارتبطها في سبيل الله تعالى"[67].

 

جوائز السّباق:

أجمع المسلمون على جواز المسابقة في الجملة [68].

 

10 - والمسابقة على ضربين: مسابقة بعوض وهو الجعل أو الجائزة، ومسابقة بغير عوض.

 

فإن كانت المسابقة بغير جُعْل (وهو المال الذي يجعل للسّابق ) فتجوز من غير تقييد بشيء معيّن، لما روي أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر مع عائشة رضي الله تعالى عنها فسابقته على رجلها فسبقته، قالت رضي الله عنها: فلمّا حملت اللّحم سابقته فسبقني فقال: هذه بتلك السّبقة [69].

 

ولخبر البخاري: خرج النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- على قوم من أسلم ينتضلون فقال: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا[70].

 

حكم المسابقات المعاصرة على الإبل والخيل:

لقد ذكرنا الإجماع على جواز المسابقات ولكن لننتبه إلى أمر مهمّ وهو أن الحكم يتغيّر إذا قصد بالمسابقة التلهي أو المفاخرة فتكون مكروهة، أما إذا قصد بها التقوّي والاستعداد للجهاد فإنها تكون مندوبة، بل تكون واجبة على الكفاية إذا لم يتمّ التقوّي على الجهاد والإعداد للقاء العدوّ إلاّ بها، لقول الله تعالى: ﴿ وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ﴾ [71].

 

وإن كانت المسابقة بجائزة فقد اتفق الفقهاء على مشروعيتها في:الخيل، والإبل، والسهم، لحديث: " لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل "[72].

 

وقالوا: إنها تكون في هذه الثلاثة مندوبة إذا قصد بها الإعداد للجهاد، بل تكون واجبة على الكفاية إذا لم يتم الإعداد للجهاد إلاّ بها" [73].

 

وتجوز الجائزة منها: كونه معلوما جنسا، وقدرا، وصفة، ومما يصح بيعه ".


متى تكون جوائز سباق الهجن أو الخيل حلالا:

إن الجائزة قد يخرجها الإمام (أي الحاكم )أو غيره، أو أحد المتسابقين، أو كل منهما.

 

فإن أخرجها الإمام أو غيره، أو أحد المتسابقين ليأخذها السابق منهما فقد اتّفق الفقهاء على أنّ عقد السّبق صحيح والجعل حلال.


وإن أخرجها المتسابقان ليأخذها السّابق منهما لم تصحّ المسابقة ولم يحلّ الجعل لأنّ ذلك قمار[74] وهو حرام.

 

وعند الحنفية والشافعية والحنابلة تصحّ المسابقة، ويحلّ الجعل في حالة إخراجه، أو اشتراطه من المتسابقين إذا أدخلا بينهما محلّلا يخرج عقد المسابقة عن صورة القمار، يغنمُ إن سَبَقَ ولا يُغَرَّمُ إن سُبِقَ، على أن يكون فرسه أو بعيره أو رميه مكافئا لفرسيهما، أو بعيريهما، أو رمييهما، ويتوهم أن يسبقهما أي يجوز أن يسبق أو يسبق.

 

أما إذا كان فر سه أو جمله ضعيفا عنهما بحيث لا يتصور سبقه، أو قويا بحيث يسبق لا محالة، فإنّ السباق لا يصحّ، والجعل لا يحلّ ؛ لأنه يكون قمارا، ولذلك لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يؤمن أن يَسبِقَ فليس بقمار، ومن أدخل فرسا بين فرسين وقد أَمِنَ أن يَسْبِق فهو قمار » رواه أبو داود[75].

 

• والجائزة في حالة وجود المحلل تستحق على النحو التالي:

1- إن جاء المتسابقان والمحلّل كلهم دفعة واحدة أحرز كل منهما سَبَق نفسه(أي ما دفعه من الدراهم ) ولا شيء للمحلّل لأنه لا سابق فيهم.

 

2- إن سبقا المحلّلَ فلا شيء له ويأخذ كلّ منهما سَبَقَ نَفْسِهِ.

 

3- وإن سبق المحلّل وحده أحرز السَّبَقَيْنِ بالاتفاق.

 

4- إن سبق أحد المتسابقين أحرز سبق نفسه، وأخذ سبق صاحبه ولم يأخذ من المحلّل شيئا.

 

5- إن سبق أحدهما والمحلّل أحرز السابق مال نفسه، ويكون سبق المسبوق بين السابق والمحلّل نصفين "[76].

 

وقال المالكية: إن أخرج كلّ من المتسابقين جعلا متساويا(أي قدرا من الدراهم مثلا) أو مختلفا ليأخذه السابق منهما في الجري أو الرمي فيمنع لأنه ظاهر في القمار، ومنع الشرع في باب المعاوضة من اجتماع العوضين لشخص واحد، ويظل الحكم المنع ولو بمحلل لم يخرج شيئا يمكن سبقه لهما في الجري والرمي على أن من سبق أخذ الجميع ؛ لعود الجعل إلى مخرجه على تقدير سبقه [77].

 

النهي عن تعذيب الحيوان في السباق وغيره ووجوب الإحسان إليه:

لقد جاء شرع العلي الحكيم بالرحمة العامة للخلق كلهم،إنسانا، وحيوانا، ونباتا، وكان بفضل الله الإسلام سباقا في إرشاد الناس للرفق بالحيوانات، حتى ولو كان ذلك مما يحتاج إليه كذبح ما يحل من الأنعام، فعن شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:« إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء , فإذا قتلتم فأحسنوا القِِتْلَةَ , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح , ليحد أحدكم شفرته , وليُرِحْ ذَبِيحَتَهُ » مسلم [78].

 

ونهى عن تعذيب الحيوان وإعطائه حقه، أو تركه يعيش من خشاش الأرض، فأخبر -صلى الله عليه وسلم- عن امرأة دخلت النار في هرّة لاهي أطعمتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض[79]، ودخلت رجل من بني إسرائيل الجنّة في كلب سقاه وهو عطشان[80]، ووبخ النبي -صلى الله عليه وسلم- غلمانا من ألنصار لتجويعهم جملا لهم وتكليفه ما لا يطيق فعن الحسن بن سعد مولى الحسن بن على عن عبد الله بن جعفر قال:

أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلفه ذات يوم فأسرّ إليَّ حديثا لا أحدث به أحدا من الناس وكان أحبّ ما استتر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجته هدفا أو حائش نخل قال: فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبى -صلى الله عليه وسلم- حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فأتاه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فمسح ذفراه فسكت فقال: من ربُّ هذا الجمل لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله فقال: أفلا تتّقى الله فى هذه البهيمة التي ملّكك الله إيّاها فإنّه شكى إليَّ أنك تجيعه وتدنبه » أخرجه أحمد 1/204(1745).

 

وروى معاوية بن قرة قال كان لأبي الدرداء جمل يقال له دمون، فكان يقول:يا دمون، لا تخاصمني عند ربك.

 

فالدواب عجم لا تقدر أن تحتال لنفسها ما تحتاج إليه، ولا تقدر أن تفصح بحوائجها، فمن ارتفق بمرافقها ثم ضيّعها من حوائجها فقد ضيّع الشكر وتعرض للخصومة بين يدى الله تعالى.

 

وروى مطر بن محمد قال:حدثنا أبو داود قال حدثنا ابن خالد قال حدثنا المسيّب بن آدم، قال:رأيت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ضرب جمَّالا وقال:تحمل على بعيرك ما لا يطيق؟[81].

 

فليتق الله أولئك الذين يحمِّلون الإبل والدواب ما لا تطيق ويجيعونها ويضربونها ضربا مبرحا من أجل المال فإن هذه الدواب العجماوات هناك من يقتصّ لها، فإنّها وإن خلقت لنسخّرها لكن حَرُم علينا تعذيبها ولعنها وتحميلها ما لا طاقة لها به.

 

وقد سئلت اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء بأنّ أصحاب الهجن يلحقون بها الجوع حتى تأكل مخلفاتها بحجّة أنّها إذا جاعت جاءت بنتيجة كبيرة في السباق؟

• فكان الجواب: أنه لا يجوز تجويع الحيوان من الإبل وغيرها ؛ لما في ذلك من إلحاق الأذى بها، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء »[82] ومن الإحسان إطعام الحيوان وعدم تجويعه" وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم [83].

 

مزايين الإبل والعصبية الجاهلية:

يقول الله تعالى ذاماً أهل الحمية لغير الدين: ﴿ إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ﴾ [الفتح:26]، وجاء في سنن أبي داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: « ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية »[84].


وجاء أيضاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتىّ لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد » أخرجه مسلم في صحيحه[85].


وروى الترمذي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:« إنّ الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى »[86].


روى حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:« كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولينتهين قومٌ يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجِعلان » أخرجه البزار وصححه الألباني كما في صحيح الجامع.


وقد قال المفسرون في قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لتعارفوا ﴾ [الحجرات:13]، جعلناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا لا لتتفاخروا، فقد حسمت هذه الآية موضوع التفاخر بتأصيل ثلاث ركائز.


الأولى: أن أصل خلق الناس جميعاً واحد.


الثاني: أن ما يحتج به الناس بانتسابهم إلى شعب كذا أو قبيلة كذا مما لم يأذن به الله لأجل التفاخر، وإنما أذن به لأجل التعارف فحسب، لما يترتب عليه من حقوق وواجبات.

 

الثالث:أنّ التفاخر والتفاضل والتقدم إنّما هو لأهل التقوى ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ﴾ [الحجرات:13]..

 

إنّ رابطة الدّين لتعلو على كلّ الرّوابط، لهذا قال الله سبحانه وتعالى في أبي عبيدة حين قتل أباه المشرك يوم أحد، وفي أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة يوم بدر، وفي عمر حين قتل خاله يوم بدر، وفي حمزة حين قتل عتبة وشيبة يوم بدر: ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ﴾ [ المجادلة: 22].


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"كلّ ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصم مهاجري وأنصاري فقال المهاجري:يا للمهاجرين، وقال الأنصاري:يا للأنصار، غضب الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك غضباً شديداً فقال: « أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم »" ا.هـ كلامه رحمه الله.

 

وليس بخاف على الأعين ولا الأسماع ما يحدث في مزايين الإبل من المفاخرة والتفاخر والتباهي والتكاثر..إننا نرى مظاهر تلك العصبية الجوفاء في مناصرة الشعراء..إننا وللأسف نراها على سيارات بعض شبابنا في حرف ورمز وهمز ولمز، والأعجب ما نسمعه من ذلك في بعض مدارسنا وعلى أصغر المستويات..

لسنا وإن أحسابنا كرمت
يوماً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثلما فعلوا

 

وذلك تحت مظلة الإسلام وليس تحت مظلة العصبية الجاهلية.


فقد أخبر أنصح الخلق عليه الصلاة والسلام فقال:« إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم » أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ( 2812 )، نعم، والله إنك لتجد الرجل يقيم شعائر الدين، ويبكي من خشية الله، وفيه خير كثير، ثم تجده بعد ذلك قدْ ملئ قلبه بالعصبية، فلأجلها يحب ومن أجلها يعادي، ألا يعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم:« الحبّ في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان ». 

من مزاين الإبل إلى مزاين الصّقور وحسناوات الماعز:

لقد تفنن الشيطان في خداع بني الإنسان وإلهائهم عن الهدف الذي خلقوا من أجله فزين لهم الشهوات من الأموال وفتنهم عن بذلها فيما ينفعهم في العاجل والآجل،ولو فكر العاقل لحظة غناه فيما سيقدم عليه عند مولاه، لشد مئزر الطاعة، واجتهد في إنفاق المال على من يستحقه من الجياع والفقراء والأيتام وأهل الخصاصة وما أكثرهم في بلاد المسلمين، ولكن الشبعان الغافل لا يرى إلا شهوته، ولا يحسب لحفرة سيكون فيها غدا، وإنّ ممّا ابتدعه القوم هذه الأيام من المزاين مزاين الصقور، حيث يحصد الفائز الأول مئات الآلاف من الريالات، وما حاز ذلك إلاّ لأنّه طيّر عصفورا في الهواء واصطاد طيرا ليس الهدف من ورائه سدّ الرّمق من الجوع، أو إطعام طيره المرفه، ولو اقتصر الأمر على الصيد لكان الأمر يسيرا ولكن أن يصير الأمر جالبا لتبذير الأموال والتنافس غير المحمود فذلك كما تقدم بيانه من كلام العلماء أمر مذموم، لا يجيزه الشرع،ولا يقرّه العقل السليم.

 

وإن تعجب فاعجب لحسناوات الماعز وملكات الجمال فيها، حيث صارت تعقد لها المهرجانات،وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مستوى البطر والإسراف،والبعد عن حقيقة وجوهر التدين عند بعض الناس، وهل حاجة الأمة إلى عرض عنز أو ناقة أو غيرهما مما لا يستوجب في الشرع أجرا، ولا يقام له ذكر، وقد بيعت إحدى الحسناوات من الماعز الشامية بـ6000 د.ك، ومن ذلك ذرية إحدى ذوات الأصول من النبلاء الماعزيات الشاميات بــ30000 د.ك.

 

وقد تساءل أحد المتابعين لمهرجان الماعز الذي أقيم في دولة خليجية فقال: هل بالإمكان أن تعتبر هذه الحالة وهي إحدى الظواهر التي قفزت لنا في عصر الخليج النفطي ظاهرة طبيعية سليمة لا ملاحظات عليها؟!

 

وهل بالإمكان أن تعتبر ثقافة الماعز الشامية وشقيقاتها من الثقافات الأخرى أنها في حالة استقلال عن الوعي والضمير الإنساني المعرفي سواء كان ذلك عبر الثقافة والأدب الملتزم أو عبر الإبداع والتعبير الثقافي الحي لتقييم الفكر الإنساني.

 

ليس لديّ أيّ اعتراض ولا ازدراء لأيّ إنسان يمارس هوايته كما يحب فهو حُر في ذلك، ولكن حين تتطور هذه الهوايات إلى مواسم ومن ثم ثقافات وتبدأ تشق طريقها للحياة الاجتماعية في الخليج أليس ذلك مصاباً فكريا أن تنمو تلك العادات والهوايات حتى تصل إلى هذا المستوى من التغطية الإعلامية والإنفاق المادي من مزايين الإبل إلى حسناوات الماعز الشامية.

 

لقد كانت العرب تفتخر بالفروسية وفروعها خيلاً وفرساناً ومروءة ورجولة بل وحتى آدابا ومبادئ ومسالك الحاضرة والبادية حتى تاريخنا المعاصر كانت عنايتها بتلك الصفات والمنافسات المرتبطة في الأصل بقيم هي مشتركة لدى الحياة الإنسانية ولكنها بارزة عند العربي وتحيي في الفارس الاعتناء برجولته ومروءته وإن كانت هذه المسالك لا تزال حية ويقظة إلا أن نسبة المهتمين بها كقيم وتدريب ومعارف قليلة.

 

غير أن هذا البروز المتصاعد لمهرجانات الحسن والمزايين لأنعام الله التي لم تخلق لذلك ليضع المرء في حيرة فيبدوا أننا نتقدم بعمق في هذا المضمار حتى تجاوزنا الأندلسيات النرجسية وصولاً للبهائم وشؤونها كيف وقد قمنا وحققنا نهضتنا وواجباتنا الوطنية والعربية الإسلامية!! أو استقلنا منها! وأوكلناها إلى الأخوة الأصدقاء الدوليين![87].

 

مما ورد من اللطائف:

تسابق ستة من الإبل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر أيهنّ يبدأ بنحرها:

روى أحمد(19075)،أبوداود(1767)،والبيهقي في الكبرى(9994)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن قُرْطٍ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ"، يَسْتَقِرُّ فِيهِ النَّاسُ، وَهُوَ الَّذِي يَلِي النَّحْرَ، قُدِّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَنَاتٌ خَمْسٌ أَوْ سِتٌّ، فَجَعَلْنَ يَزْدَلِفْنَ [88] إِلَيْهِ، بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً خَفِيَّةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ لِلَّذِي إِلَى جَنْبِي:مَا قَالَ؟ قَالَ:"مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ".وصححه ابن خزيمة(2917).

 

بعير ينتقم لبعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

ففي سير أعلام النبلاء:"أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ،وَالزُّبَيْرِ، فَجَعَلَ سَعْدٌ بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يَنْهَاهُ، وَيَقُوْلُ:لاَ تَقَعْ فِي إِخْوَانِي.فأَبَى، فَقَامَ سَعْدٌ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَا.

 

فَجَاءَ بُخْتِي [89] يَشُقُّ النَّاسَ، فَأَخَذَهُ بِالبلاَطِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ كِرْكِرَتِه [90] وَالبلاَطِ [91] حَتَّى سَحَقَهُ، قال مصعب بن سعد:فَأَنَا رَأَيْتُ النَّاسَ يَتْبَعُوْنَ سَعْداً، يَقُوْلُوْنَ:هَنِيْئاً لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ! اسْتُجِيْبَتْ دَعْوَتُكَ".

 

قال الإمام الذهبي:ولهذه الواقعة طرق جمة رواها ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة.

وقال،قُلْتُ:فِي هَذَا كَرَامَةٌ مُشْتَرَكَة بَيْنَ الدَّاعِي وَالَّذِيْنَ نِيْلَ مِنْهُم[92].

 

أمثال عربية:

1- لا ناقه لي فيها ولا جمل:

يضرب لمن يطلب منه الاشتراك في أمر لا يهمه أو عند التبرؤ من الظلم أو الإساءة.

2- جاءوا على بكرة أبيهم:

يضرب لمن يأتون جميعاً أو لم يتخلف منهم أحد.

3-استنـوق الجمـل:

أي صار ناقه يضرب في القوي الذي يذل.

4- اعقـــل وتــوكـل:

يضرب في اخذ الأسباب والاحتياط للمضي قدماً.

5- ما هكذا تورد الابل يا سعد:

يقال لمن قام بعمل شيء ولم يحسنه.

 

الخــاتمـــة

لقد عشنا مع هذه الورقات المختصرة في بيان ما يمكن بيانه مما يجب على المسلم الشغوف بتعاليم دينه، المتطلع لكسب الحلال من طرقه، التقي لربه، الورع في مكاسبه، أن يقف وقفة تأمل وتفكر فيما يكسبه من أموال، ويسأل أهل العلم فيما أشكل عليه حتى لا يحول تلك النعم التي أنعمها الله عليه إلى أغلال تضره بالدنيا،ولا تخطئ مصيره في الآخرة، وليكن على بيّنة أنّه لن ينجيه من الله في الدنيا والآخرة إلاّ الهروب إليه والخوف منه،ولا يتشبث بما يكون عليه وبالا إذا علم الحق في ذلك مع تجرد عن الأهواء وتقليد للآباء،والله ولي التوفيق.

 

 



[1] - في ظلال القرآن (4/455) .

[2] -  الآيات من سورة النور .

[3] - أخرجه أحمد (4/288 ، رقم 18561) ، وأبو داود (1/47 ، رقم 184) . وأخرجه أيضًا : ابن أبى شيبة (1/337 ، رقم 3878) .وقال الألباني إسناده صحيح كما بينه في " صحيح أبى داود " ( 177 ) ،واصله عند مسلم في صحيحه .

[4] - أضواء البيان ( 2/304).

[5] - أخرجه الشافعي ( 1/63 ) ، ومن طريقه البيهقي ( 2/449 ) ، والبغوي ( 504 ) و أورده شيخ الاسلام في القواعد النورانية  (ص 7) ،  تحقيق  محمد حامد الفقي. وضعفه اللباني فقال :   ( ضعيف جدا ) الضعيفة(5/237) .بهذا اللفظ .

[6] - أخرجه الحاكم (1626) وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه و له شاهد على شرطه ، وابن حبان (1703) قال

شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .

[7] -  أحمد (20557 ) وانظر نيل الأوطار للشوكاني ( 2/140  ) .

[8] - رواه سعيد بن منصور في سننه بإسنادٍ مرسل حسن انظر  صحيح الجامع : 2/52 .

[9] -  آكام المرجان : ص22 . لقط المرجان : ص42 .

[10] - عالم الجن والشياطين للدكتور عمر الأشقر .

[11] - نقله  المناوي رحمه الله في فيض القدير: قال ابن جرير فذكره ، انظر  فيض القدير للمناوي (2/320).

[12] -  صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان تحقيق شعيب الأرناؤوط (4/602).

[13] - في إصلاح المال(71).

[14] -رَقَأَ الدَّمعُ يَرقَأُ رُقوءً: سكن، وكذلك الدَّمُ. والرَّقوءُ - على فَعولٍ بالفَتح - : ما يوضَعُ على الدَّم فيسكُنُ،) العباب الزاخر (1/20).

والمعنى :  أنها تدفع في الديات فتسكن الثارات المسببة لسفك الدماء .

[15] - في إصلاح المال(77) .

[16] - الطبقات الكبرى لابن سعد(1/237).

[17] - البخاري" 1/14(30) و"مسلم" 5/92(4326) .

[18] - . أخرجه أبو داود ( 3 / 63 - 64 - تحقيق عزت عبيد دعاس ) من حديث أبي هريرة . وصححه ابن القطان كما في تلخيص الحبير لابن حجر ( 4 / 161 - ط شركة الطباعة الفنية ) .

[19] -  مسلم ( 2865 ).

[20] - مسلم (2203).

[21] - أحمد (20695)،و أخرجه البيهقى (6/100 ، رقم 11322) . وأخرجه أيضًا : البزار (9/167 ، رقم 3717) .

[22] -  أبوداود(4884) والترمذي (1927) قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب  وفي الباب عن علي و ابي أيوب  قال الشيخ

الألباني : صحيح.

[23] - من الآية (188)  من سورة البقرة .

[24] - من الآية (27). من سورة الإسراء .

[25] - أخرجه البخارى (3/1135 ، رقم 2950) . وأخرجه أيضًا : أحمد (6/410 ، رقم 27359) .

[26] - من ألآية (31)  الأعراف .

[27] - رواه أبو داود(3756 ) قال الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6965 في صحيح الجامع .

[28] - أخرجه ابن ماجه (1/75 ، رقم 207) ، والطبرانى فى الأوسط (4/343 ، رقم 4386) . قال البوصيرى (1/29) : هذا إسناد

ضعيف.

[29] - رقم الفتوى 22879   تاريخ الفتوى 24/10/1428 هـ  - 2007-11-05

[30] - ونشرت الفتوى بالحياة اللندنية بتاريخ 7-10-2007م

[31] - انظر بداية المجتهد(1/70)، و الشرح الكبير(2/345)،الإنصاف(2/345).

[32] - شرح النووي على مسلم (3 / 1296): ( استوخموها: أي لم توافقهم وكرهوها لسقم أصابهم ، قالوا:  وهو مشتق من الجوى وهو داء في الجوف "

[33] - البخاري(1501)مسلم(4445).

[34] - الفتاوى(21/613).

[35] -انظر في المسألة المجموع(2/57)،المغني(1/317)

[36] - من كلام الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين (2/40)

[37] - المختارات الجلية (23)،وفتاوى ورسائل ابن عثيمين (4/196)

[38] - المغني(1/254)الفروع(1/234)،تصحيح الفروع(1/243) للمرداوي.

[39] - شرح النووي على مسلم (3 / 1296): ( استوخموها :أي لم توافقهم وكرهوها لسقم أصابهم قالوا وهو مشتق من الجوى وهو داء في الجوف

[40] - - البخاري(1501)مسلم(4445).

[41] - كحديث أسيد بن حضير رضي الله عنه رواه أحمد(19483)ابن ماجة(496) وفي سنده الحجاج بن أرطاة،وحديث ابن عمر رضي الله عنهما ورواه ابن ماجه(497) وهو ضعيف لجهالة خالد بن يزيد الفزاري.

[42] - انظر المجموع (3/161)،المغني (3/222).

[43] - انظر المجموع (3/161)،المغني (3/222).

[44] - المجموع (3/161)،فتاوى ابن تيمية (19/41)، نيل الأوطار(3/162).

[45] - المغني ( 8 / 389).

[46] - وقال : حديث حسن غريب , وقال الألباني في صحيح الترمذي (2/22) : صحيح.

[47] - شرح السنة (8/139).

[48] - زاد المعاد(5/704 ).

[49] - البيان والتحصيل( 18/119).

[50] - المنهاج في شريح مسلم بن الحجاج (  14/99 ).جواز وسم الحيوان/ط/ دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة الثانية،  1392 .

[51] - أخرجه أحمد 4/361(19410) و"مسلم" 6/31(4880) و"النسائي" 6/221 ، وفي "الكبرى" 4398).

[52] - من مقال بعنوان "الخيل والفروسية  للدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي " موقع الألوكة .

[53] - انظر هذه الخيول وغيرها في كتاب الأقوال الكافية والفصول الشافية في الخيل للملك المجاهد علي بن داود بن يوسف بن عمر الرسولي الغساني .

[54] - من

[55] - انظر فتح الباري (6/164).

[56] - رواه أبو داود في كتاب الجهاد (2574) والترمذي (1700) وقال حديث حسن .

[57] - رواه الترمذي (2416) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وحسنه الألباني

[58] - رقم الفتوى بالشبكة الإسلامية (رقم الفتوى 28255) وراجع الفتوى رقم: 5841 ).

[59] - أخرجه ابن ماجة (2213 و2340 و2483 و2488 و2643 و2675) ، و(عبد الله بن أحمد) 5/326(23159) .

[60] -وراجع الفتوى على الشبكة الإسلامية ( رقم: 15533).

[61] - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء (الفتوى رقم ( 18142 ).

[62] - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء فتوى رقم ( 16655 ).(19/140).

[63] - أخرجه مالك "الموطأ" 1342. و(الحميدي) 684 و"أحمد" 2/5(4487) و"البخاري" 1/114(420) و"مسلم" 6/30(4876).

[64] - المسند(5656) قال  شعيب الأرناؤوط : إسناده ضعيف

[65] - المسند (12627 ) والضياء في الحاديث المختارة (2580).

[66] - سنن أبي داود(2579 ). القرح : جمع القارح وهو من الخيل ما دخل فى السنة الخامسة .

[67] - الفروسية لابن القيم (13).

[68] - المغني ( 8 / 651 ).

[69] - حديث : " هذه بتلك السبقة " . أخرجه أبو داود ( 3 / 66 )-( تحقيق عزت عبيد دعاس ) وصححه العراقي في تخريخ أحاديث إحياء علوم الدين ( 2 / 44 - ط المكتبة التجارية )

[70] -. أخرجه البخاري ( الفتح 6 / 91 - ط السلفية ) من حديث سلمة بن الأكوع .ينتضلون : أي يَرْتَمون بالسهام . يقال : انْتَضَل القومُ وتَناضَلوا : أي رَمَوْا للسَّبْق . وناضَلَه إذا راماه . وَفُلان يُناضِل عن فلان إذا رامى عنه وحاجَجَ وتكلّم بعُذْرِه ودَفَع عنه" النهاية لابن الأثير .

[71] - الآية من سورة الأنفال .

[72] - . أخرجه أبو داود ( 3 / 63 - 64 - تحقيق عزت عبيد دعاس ) من حديث أبي هريرة . وصححه ابن القطان كما في تلخيص الحبير لابن حجر ( 4 / 161 - ط شركة الطباعة الفنية ) .

[73] -  رد المحتار على الدر المختار 5 / 258 ، وجواهر الإكليل 1 / 271 ، ومغني المحتاج 4 / 311 ، والمغني 8 / 652 ).

[74] - قال ابن عابدين ( 5 / 258 ) القمار من القمر الذي يزداد تارة وينتقص أخرى ، وسمي القمار قمارا لأن كل واحد من المقامرين يجوز أن يذهب ماله لصاحبه ويجوز أن يستفيد مال صاحبه ، وهو حرام بالنص ، ولا كذلك إذا شرط من جانب واحد لأن الزيادة والنقصان لا تمكن فيهما بل في أحدهما تمكن الزيادة وفي الآخر الانتقاص فلا تكون مقامرة . انظر موسوعة الفقه الكويتية (15/79).

[75] - رواه أبو داود ( 3 / 66 - 67 - تحقيق عزت عبيد دعاس ) من حديث أبي هريرة . وصوب أبو حاتم الرازي وقف الحديث على سعيد بن المسيب ، كذا في التلخيص لابن حجر ( 4 / 163 - ط شركة الطباعة الفنية ) .

[76] -  رد المحتار على الدر المختار( 5 / 258) ، ومغني المحتاج 4 / 314 ، والمغني( 8 / 659).

[77] - جواهر الإكليل 1 / 271 ، وشرح الزرقاني 3 / 153 .

[78] - أخرجه أحمد 4/123(17242)  و مسلم"2/76(5096).

[79] - أخرجه أحمد 3/317 (14470) و"مسلم" 3/31(2057).

[80] - و"أحمد" 2/375(8861) و"البخاري(  173 )،و"مسلم ( 5921).

[81] - الطبقات الكبرى لابن سعد (7/127).

[82] - صحيح مسلم الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1955),سنن الترمذي الديات (1409),سنن النسائي الضحايا

(4413),سنن أبو داود الضحايا (2815),سنن ابن ماجه الذبائح (3170),مسند أحمد بن حنبل (4/125),سنن الدارمي

الأضاحي  (1970).

[83] - اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (بكر أبو زيد ، عبد العزيز آل الشيخ ،  صالح الفوزان ،  عبد الله بن غديان ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز)  الفتوى رقم ( 16655 ).

[84] - أبوداود(5121) قال الشيخ الألباني : ضعيف .لكن يشهد له  حديث في صحيح مسلم

[85] -( 7389 ).

[86] - الترمذي (3955) و قال وهذا حديث حسن غريب .

[87] -

[88] - يزدلفن: يتقربن.

[89] - والبختي: نسبة إلى البخت،وهي الابل الخراسانية تنتج من بين عربي ودخيل.

[90] - والكركرة: رحى زور البعير.

[91] - البلاط:موضع بين مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والسوق ، مرصوف بالحجارة

[92] -  سير أعلام النبلاء (1 /116).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الخيل والفروسية
  • الوضوء من شحم الإبل وكبده وطحاله ومصرانه
  • الوضوء من لبن الإبل
  • الوضوء من مرق لحم الإبل
  • رباط الخيل (قصيدة)
  • بيان إعلال لفظة أن الإبل من الشياطين

مختارات من الشبكة

  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (8)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (7)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (6)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (1)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب