• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

تمام المنة - الصلاة (9)

الشيخ عادل يوسف العزازي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/5/2012 ميلادي - 5/7/1433 هجري

الزيارات: 8602

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ويستحبُّ الذِّكر بعد الصلاة

 

يستحب ذِكْر الله - عزَّ وجلَّ - بعد السلام، وذلك للإمام والمأموم والمنفرد، والرَّجل والمرأة، والمقيم والمسافر، وغيرهم، وورد في ذلك أحاديثُ، منها:

(1) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالتكبير"[1]، وفي روايةٍ له: أن رفع الصوت بالذِّكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سَمِعته، وهذا يدل على رفع الصوت بالتَّكبير.

 

قال الإمام النوويُّ - رحمه الله - في شرحه لِهذا الحديث: "هذا دليلٌ لِما قاله بعض السَّلَف أنه يُستحب رفع الصوت بالتكبير والذِّكر عقب المكتوبة، ومِمَّن استحبَّه من المتأخِّرين ابنُ حزم الظَّاهري، ونقل ابنُ بطَّال وآخرون أنَّ أصحاب المذاهب المَتْبوعة وغيرهم متَّفِقون على عدم استحباب رفع الصوت بالذِّكْر والتكبير"[2].

 

قلتُ: وظاهر الحديث يدلُّ على رفع الصوت بالتكبير كما لا يَخْفى، وهذا هو الرَّاجح، والله أعلم.

 

(2) عن ثوبان - رضي الله عنه -: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثًا، وقال: ((اللهم أنت السَّلام ومنك السلام، تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإكرام))[3].

 

(3) عن عبدالله بن الزُّبَير - رضي الله عنه - أنه كان يقول في دبر كلِّ صلاة حين يُسَلِّم: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله - وفي رواية: ((العلي العظيم)) - لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاه، لا إله إلا الله له النعمة وله الفَضْل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مُخْلِصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون))، وقال: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُهَلِّل بِهنَّ دبُرَ كل صلاة[4].

 

(4) عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لِما أعطيتَ ولا مُعْطِيَ لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ))[5].

 

(5) عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: "أمرَنِي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن أقرأ بالمعوذتين دبُرَ كلِّ صلاة"[6].

 

(6) وتقدم حديث معاذ - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخذ بيده يومًا، ثم قال: ((يا معاذ، إنِّي لأحبُّك))، فقال له معاذ: بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله، وأنا أحبُّك، قال: ((أوصيك يا معاذ، لا تدعَنَّ في دبر كلِّ صلاة أن تقول: اللَّهم أعنِّي على ذِكْرِك وشكرك وحُسْنِ عبادتك))[7].

 

(7) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من سبَّحَ الله دبر كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، تلك تسع وتسعون، ثم قال تَمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ، غُفِرت له خطاياه وإن كانت مثل زبَدِ البحر))[8].

 

(8) عن كعب بن عُجْرَة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مُعَقِّبات لا يَخِيب قائلهن - أو فاعلهن - دبر كلِّ صلاة مكتوبة: ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تَحْميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة))[9].

 

(9) عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ فقراء المهاجرين أتَوْا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: ذهَبَ أهل الدُّثور بالدرجات العُلا والنَّعيم المقيم، قال: ((وما ذاك؟))، قالوا: يُصَلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون ولا نتصدَّق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفلا أعلِّمُكم شيئًا تدركون به مَن سبَقَكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم، إلاَّ مَن صنع مثل ما صنعتم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((تُسَبِّحون الله، وتكبِّرون، وتَحْمدون دبُرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرَّة))... الحديث.

 

وفيه أنَّ أبا صالحٍ راوِيَ الحديث فسَّر ذلك بأن تقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتَّى تبلغ بِهنَّ ثلاثًا وثلاثين[10]، ((وأهل الدُّثور)) هم أصحاب الأموال؛ أيِ: الأغنياء.

 

(10) عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: أُمِروا أن يسبِّحوا دبر كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، ويحمدوا ثلاثًا وثلاثين، ويكبِّروا أربعًا وثلاثين، فأتى رجلٌ من الأنصار في منامه، فقيل له: أمركم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن تسبحوا...؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خَمْسًا وعشرين واجعلوا فيها التهليل، فلمَّا أصبح أتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكر ذلك له قال: ((اجعلوها كذلك))[11].

 

(11) عن سالِمِ بن أبي بكرة قال: كان أبي يقول في دبر كلِّ صلاة: ((اللهم إنِّي أعوذ بك من الكفر والفقر، وعذاب القَبْر))، فكنت أقولُهنَّ، فقال: أيْ بني، عمَّن أخَذْت هذا؟ قلت: عنك، قال: "إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقولهن دبر الصلاة"[12].

 

(12) عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أنه كان يُعَلِّم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلِّم المعلِّمُ الغلمانَ الكتابة، ويقول: إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يتعوَّذ بِهنَّ دبر الصلاة: ((اللهم إنِّي أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدُّنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر))[13].

 

(13) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، بعدما يصلِّي الغداةَ عشر مرات، كتَبَ الله - عزَّ وجلَّ - له عشر حسنات، ومَحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكُنَّ له بعِدْل عتق رقبتَيْن من ولد إسماعيل، فإنْ قالها حين يمسي كان له مثل ذلك، وكُنَّ له حجابًا من الشيطان حتَّى يصبح))[14].

 

(14) عن أُمِّ سلمة - رضي الله عنها - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول إذا صلَّى الصبح حين يسلِّم: ((اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وعملاً متقبَّلاً))[15].

 

(15) عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خصلتان - أو خَلَّتان - لا يُحْصيهما رجلٌ مسلم إلاَّ دخل الجنة، وهُما يسير، ومن يعمل بِهن قليل؛ يُسبِّح في دبر كلِّ صلاة عشرًا، ويَحْمد عشرًا، ويكبِّر عشرًا، فذلك خمسون ومائة باللِّسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبِّر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويسبح ثلاثًا وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألْفٌ في الميزان))، فلقد رأيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله، كيف هُما يسير، ومن يعمل بِهما قليل؟ قال: ((يأتي أحدَكم - يعني الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقول، ويأتيه في صلاته فيذكِّره حاجته قبل أن يقولها))[16].

 

ملاحظات:

(1) ما يفعله كثيرٌ من المصلِّين بعد الصلاة بقراءة أحدهم آيةَ الكرسيِّ، ثم يقول: سبحان الله فيسبحون... إلخ، هذه من البدع؛ لأنَّ هذه الهيئة ليس عليها دليلٌ من الشرع.

 

(2) ما ورد من آثار في استعمال السبحة للذِّكْر كلها ضعيفة لا يُحتج بها.

 

والأولى العَقْد على الأنامل؛ لأنَّهن مستنطَقات يوم القيامة، وقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لبعض النِّسوة: ((... واعْقِدْن بالأنامل؛ فإنَّهن مسؤولات مستنطَقات))[17]؛ ولِما ثبت عن ابن عمرو - رضي الله عنهما - رأيت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعقد التسبيح - زاد في رواية - بيمينه[18].

و((الأنامل)): هي أطراف الأصابع.

 

(3) لا يشرع مسح الوجه بعد الدُّعاء والذِّكر.

 

(4) ما يفعله كثير من المصلين من مُصافحة بعضهم بعضًا بعد كل صلاة، يقول أحدهم "حرَمًا"، والآخَر: "جمعًا"، أو نحو ذلك - لا أصل له من الشَّرع، بل هو من البدع المُحْدثة التي ينبغي أن تُمْحى.

 

(5) من البِدَع كذلك ما يفعله بعض المصلِّين من السجود بعد الصلاة للدُّعاء أو للشُّكر ونحوه، وذلك لو كان مشروعًا لكان الأولى به النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابَه.

 

(6) قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: "لم يصح عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه كان يرفع يديه بعد صلاة الفريضة، ولم يصحَّ ذلك أيضًا عن أصحابه - رضي الله عنهم - فما فعله وما يفعله بعض الناس من رفع أيديهم بعد صلاة الفريضة بدعة لا أصل لها"[19].

 

قلت: وأما حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قيل لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أي الدعاء أسمع؟ قال: ((جوف الليل الآخِر، ودبر الصلوات المكتوبات))، فإسناده ضعيف، وعلى فرضيَّة صحته فليس فيه رفع الأيدي في هذا الدُّعاء، فهو مَحْمول على الأدعية السالف ذِكْرُها؛ أيْ: عقب التشهد وقبل السلام.

 

تنبيهات عامَّة:

(1) إذا انتهت الصلاة فإنْ كان خلف الصُّفوف نساءٌ، استُحِبَّ للإمام أن يَلْبث قليلاً حتَّى ينصرف النساء؛ فعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا سلَّم قام النِّساءُ حين يقضي تسليمه، وهو يَمْكث في مكانه يسيرًا قبل أن يقوم، قالت: فنرى - والله أعلم - ما ذلك إلاَّ لِكَي ينصرف النساء قبل أن يُدْرِكهن الرِّجال"[20].

 

فإن لم يكن معهم نساء، فلا يستحبُّ له إطالة الجلوس؛ لِما روَتْ عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا سلم لم يَقْعد إلاَّ مقدار ما يقول: ((اللهم أنت السَّلام ومنك السلام، تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإكرام))[21].

 

(2) يجوز للإمام أن ينصرف عن يمينه أو عن شماله؛ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "لا يجعلن أحدُكم للشيطان شيئًا من صلاته، يرى أنَّ حقًّا عليه ألاَّ ينصرف إلا عن يَمينه، لقد رأيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرًا ينصرف عن يساره"، وفي لفظ: "أكثر انصرافه عن يساره"[22].

 

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "أكثر ما رأيت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ينصرف عن يمينه"[23].

 

قال النوويُّ - رحمه الله -: "وجْهُ الجمع بينهما أن النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يفعل تارة هذا، وتارةً هذا، فأخبر كلُّ واحد بما اعتقد أنَّه الأكثر فيما يعلمه، فدلَّ على جوازهما، ولا كراهة في واحد منهما"[24].

 

(3) الأفضل أن يصلِّي النافلة في بيته، لكنَّه إن صلاَّها في المسجد، فلا يَصِل صلاة النافلة بالفريضة حتَّى يفصل بينهما بكلام، أو يتحوَّل عن مكانه.

 

(4) المرأة كالرَّجُل في جَميع أحكام الصلاة، وهذا هو الراجح، وأما ما استحبَّه بعضُ العلماء بأن تضمَّ نفسها في السُّجود ونحو هذا، فمِمَّا لا دليل عليه.

 

(5) وينبغي للمأموم ألاَّ ينصرف قبل إمامه؛ لِما ثبت أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنِّي إمامُكم، فلا تبادروني بالرُّكوع ولا بالسُّجود، ولا بالقيام ولا بالانصراف))[25].

 

قال ابن قدامة - رحمه الله -: "فإنْ خالف الإمامُ السُّنةَ في إطالة الْجُلوس مستقبل القِبْلة أو انْحَرف، فلا بأس أن يقوم ويدَعَه"[26].

 

(6) يستحَبُّ للإمام إذا عرض عارضٌ لبعض المأمومين يقتضي خروجه أن يُخفِّف؛ لِما ورد في الحديث عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنِّي لأَقُوم في الصلاة، وأنا أريد أن أطوِّل فيها، فأَسْمع بكاء الصَّبِي، فأتجوَّز؛ كراهيةَ أن أشُقَّ على أمِّه))[27].

 

قال الخطَّابي - رحمه الله -: "فيه دليلٌ على أنَّ الإمام وهو راكعٌ إذا أحسَّ بِرَجُل يريد الصلاة معه، كان له أن ينتظره راكعًا؛ لِيُدرك فضيلة الرَّكعة في الجماعة؛ لأنه إذا كان له أن يحذف من طول الصَّلاة؛ لِحاجة الإنسان في بعض أمور الدنيا، كان له أن يزيد فيها؛ لعبادة الله، بل هو أحقُّ بذلك وأولى، وقد كَرِهَه بعض العلماء، وشدَّد فيه بعضُهم وقال: أخاف أن يكون شركًا، وهو قول محمَّد بن الحسن"[28].

 

(7) المستحَبُّ أن يكون شروع المأموم في أفعال الصلاة من الرَّفع والوضع بعد فراغ الإمام منه، ويكره فعله معه في قول أكثر أهل العلم.

 

فعن البَراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا قال: ((سَمِع الله لمن حمده))، لم يَحْنِ أحدٌ منَّا ظهره حتَّى يقع النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ساجدًا"[29].

 

ولا يجوز للمأموم أن يسبق إمامه؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تسبقوني بالرُّكوع ولا بالسجود، ولا بالقيام ولا بالانصراف))[30].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أمَا يَخْشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يَجْعل الله صورته صورةَ حمار؟))[31].

 

والظاهر من كلام الإمام أحمد أنَّه إنْ سبَق إمامه عمدًا، بطلَتْ صلاتُه، وثبت ذلك عن ابن مسعود وابن عمر - رضي الله عنهما - وقد تقدَّم قولُ الجمهور: إنَّه أساء، وصلاته صحيحة.

 

(8) إن سَبَق الإمامُ المأموم بِرُكن كامل، مثل أن يركع ويرفع قبل ركوع المأموم؛ لِعُذر من نُعاس أو زحام أو عجلةِ الإمام، فإنَّه - أيِ: المأموم - يفعل ما سُبِق به، ويدرك إمامه ولا شيء عليه.

 

وإن سبقه بأكثر من ركن وأقلَّ من ركعة لِعُذر أيضًا، فالمنصوص عن الإمام أحمد أنَّه يتبع إمامه، ولا يعتد بتلك الرَّكعة، وأمَّا عند الشافعي: يأتي بِما فاته، واستدلَّ على ذلك بصلاته - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأصحابه صلاة الخوف، وهذا ما رجَّحَه ابن قدامة في "الْمُغني".

 

وإن سبقه بركعة كاملة، فإنَّه يتبع إمامه ويقضي ما سبقه فيه الإمام؛ أيْ: إنْ سبَقَه بركعة فيقضي بعد انتهاء الصَّلاة ركعةً كاملة، هذا كلُّه إذا كان لِعُذر، وأمَّا إن كان لِغَيْر عذر بطلَتْ صلاته.

 

قال ابن قدامة - رحمه الله -: "وإنْ فعَلَ ذلك لغير عُذْر، بطلت صلاته؛ لأنَّه ترك الائتمام بإمامه عمدًا، والله أعلم"[32].

 

(9) ينبغي متابعة الإمام بِحيث لا يتأخَّر المأموم عن إمامه لتطويل السجود مثلاً كما يفعله بعضُ العوام عند السَّجدة الأخيرة، فهذا من جهلِهم، وقلَّة فقهِهم.

 

(10) في بيان الأركان والواجبات والسُّنن، وهو إعادة مُختصرة لِما سبق، لكنَّها مجموعة:

الأركان: النيَّة، والقيام، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والرُّكوع، والاعتدال، والسُّجود على الأعضاء السَّبعة، والجلوس بين السَّجدتَيْن، والطُّمَأنينة في جَميع الأركان، والتشهُّد الأخير، والجلوس الأخير، والصَّلاة على النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيه، والترتيب، والتسليم.

 

الواجبات: وهي التي يَجْبرها سجودُ السَّهو، وتسقط بالنِّسيان: تكبيرات الانتقال، وقَوْل: "سَمِع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، وتسبيحات الرُّكوع والسجود، والتشهُّد الأول، والجلوس فيه.

 

الشروط: دخول الوقت، وسَتْر العورة، واستقبال القِبْلة، وطهارة الثَّوب والمكان والبدن، والطهارة من الحدَث.

 

السُّنن: ما عدا ما ذُكِر من الأركان والواجبات والشُّروط.

 

تنبيه: في بعض هذا التَّقسيم خلافٌ بين العلماء، وما ذكَرْتُه هو المعتمد من مذهب الحنابلة، إلاَّ النية فإنَّها عندهم من الشُّروط، والله أعلم.


[1] البخاري (841، 842)، ومسلم (583).

[2]"شرح صحيح مسلم" (5/ 84).

[3] مسلم (591)، وأبو داود (1513)، والترمذي (300)، والنَّسائي (3/ 68)، وابن ماجَهْ (928).

[4] مسلم (594)، وأبو داود (1507)، والنَّسائي (3/ 70)، وأحمد (4/ 4).

[5] البخاري (6330)، ومسلم (593)، وأبو داود (1505)، والنَّسائي (3/ 71).

[6] صحيح: رواه أبو داود (1523)، والترمذي (2903)، والنَّسائي (3/ 68)، وفي لفظ عند أبي داود: "بالمعوذات"

[7] صحيح: رواه أبو داود (1522)، والنَّسائي (3/ 53)، وابن خزيمة (751)، وابن حبان (2020)، والحاكم (1/ 273) ، وصحَّحه على شرطهما ووافقه الذهبي.

[8] مسلم (597)، والنَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (143)، وأحمد (2/ 371).

[9] مسلم (596)، والترمذي (3412)، والنَّسائي (3/ 75).

[10] البخاري (843)، (6329)، ومسلم (595).

[11] صحيح: رواه الترمذي (3413)، والنَّسائي (3/ 76)، وابن خزيمة (752)، وابن حبان (2017).

[12] صحيح: النَّسائي (3/ 73)، وأحمد (5/ 44)، والحاكم وصحَّحه على شرط مسلم (1/ 252)، ووافقه الذهبي.

[13] البخاري (2822)، (6365)، (6390)، والترمذي (3567)، والنَّسائي (8/ 256).

[14] صحيح: رواه الخطيب (12/ 389) من حديث أبي هريرة، ورواه أحمد (5/ 415) من حديث أبي أيوب، وفيه: ((أربع رقاب))، وفيه: ((وإذا قالَها بعد المغرب مثل ذلك))، والحديث رواه أحمد والترمذي من حديث عبدالرحمن بن غُنْم، وفيه: "قبل أن يثني رجليه"، لكنه فيه شهر بن حَوْشب، وقد اضطرب فيه، وانظر "السلسلة الصحيحة" (113).

[15] رواه ابن ماجَهْ (925)، والطبراني في "الصغير" (2/ 36)، بإسناد جيد، ورواه أحمد (6/ 294)، وابن أبي شيبة (6/ 33).

[16] صحيح: رواه الترمذي (3410) ، وأبو داود (5065)، وابن ماجَهْ (926).

[17] صحيح: أبو داود (1501)، والترمذي (3582)، وصحَّحه الحاكم، والذهبي، وحسَّنه النووي، وله شاهِدٌ عن عائشة موقوف.

[18] صحيح: رواه أبو داود (1502)، والترمذي (3411)، والنَّسائي (3/ 79)، وقد رجح الشيخ أبو زيد أن هذه اللفظة شاذة، والرواية الأخرى "بيديه"، وبناء على ذلك فقد ذهب إلى شرعية التسبيح عليها.

[19]"الفتاوى" (1/ 74).

[20] البخاري (837)، (849)، (850)، وأبو داود (1040).

[21] مسلم (592)، وأبو داود (1512)، والترمذي (298)، وابن ماجَهْ (924).

[22] البخاري (852)، ومسلم (707)، وأبو داود (1042)، والنَّسائي (3/ 81)، وابن ماجَهْ (930).

[23] مسلم (708)، والنَّسائي (3/ 81).

[24] شرح صحيح مسلم (5/ 220).

[25] مسلم (426)، والنَّسائي (3/ 83)، وأحمد (3/ 102).

[26] "المُغْني" (1/ 561).

[27] البخاري (707)، (868)، ورواه أبو داود (789)، والنَّسائي (2/ 59)، من حديث أبي قتادة، ورواه البخاري (709)، ومسلم (740)، من حديث أنس.

[28] "مَعالم السنن" (1/ 499 - هامش أبي داود).

[29] البخاري (690)، ومسلم (474)، وأبو داود (621، 622)، والترمذي (281).

[30] مسلم (426)، والنَّسائي (3/ 83).

[31] البخاري (691)، ومسلم (427)، وأبو داود (623)، والترمذي (582) ، والنَّسائي (2/ 96) ، وابن ماجَهْ (961).

[32] راجع "المُغْني" (1/ 527 - 528).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تمام المنة - الصلاة (5)
  • تمام المنة - الصلاة (6)
  • تمام المنة - الصلاة (7)
  • تمام المنة - الصلاة (8)
  • تمام المنة - الصلاة (10)
  • تمام المنة - الصلاة (11)
  • تمام المنة - الصلاة (12)
  • تمام المنة - الصلاة (13)
  • تمام المنة - الصلاة (14)
  • تمام المنة - الصلاة (15)
  • تمام المنة - الصلاة (16)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة شرح ديوان أبي تمام ( شرح ديوان الحماسة لأبي تمام )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تمام المنة - الصلاة (43)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تمام المنة - الصلاة (42)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تمام المنة - الصلاة (41)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تمام المنة - الصلاة (40)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تمام المنة - الصلاة (39)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تمام المنة - الصلاة (38)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تمام المنة - الصلاة (37)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تمام المنة - الصلاة (36)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تمام المنة - الصلاة (35)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب