• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

الخمسون النبوية الشاملة (8 /10)

الشيخ محمد بن عبدالله العوشن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/12/2010 ميلادي - 1/1/1432 هجري

الزيارات: 12163

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخمسون النبوية الشاملة (8 / 10)

الحديث السادس والثلاثون

عن عبد الله بن عَمْرِو بن العاصِ-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ مُصِرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا عَلى طَاعَتِكَ» أخرجه مسلم[1].


 

راوي الحديث:

سبقتْ ترجمتُه-رضي الله عنه-في الحديث الثالث عشر.

معاني الكلمات:

1- مصرّف: مغيّر.

الشرح:

يوجّه -صلى الله عليه وسلم- إلى أهميّة الدّعاء في أن يُصرّف الله عزّ وجل قلبَ العبد على طاعته سبحانه، وقد أخرج الترمذي عن أمِّ المؤمنين أمّ سلمة-رضي الله عنها-أنها قالت: كان أكثر دعائه -صلى الله عليه وسلم-: «يا مقلّبَ القلوبِ ثبّتْ قلبي على دِينك»[2]، فإذا كان هذا حال سيّد ولد آدم، وقد غَفَر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فكيف يكون حال غيره؟ فحريٌّ بالمسلم أن يداوم على الدّعاء بأن يُصرّف اللهُ قلبه على طاعته. ويزداد تأكّد ذلك زمن الفتن: «بادِروا بالأعمال الصالحة فستكون فتنٌ كَقِطَعِ اللّيل المظلم يُصبح الرجل مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيعُ دِينَه بِعَرَضٍ من الدنيا»[3].

 

وقد أدرك السلف - رحمهم الله - ذلك، فهذا نوف البِكَالي (مات بين التسعين والمئة هـ) رحمه الله يقول - وقد ذُكر الدّجال -: إنّي لغيرِ الدَّجَّال أخوف مني من الدجال، فقال أبو الدرداء-رضي الله عنه-: وما هو؟ قال: أخاف أن أُستلبَ إيماني وأنا لا أشعر، فقال أبو الدرداء:... والذي نفسي بيده ما أَمِنَ عبدٌ على إيمانه إلا سُلِبَه[4]، وكان سفيانُ الثوريّ (161هـ) رحمه الله يبْكي ويقول: إني أخاف أن أُسلبَ الإيمان قبل أن أموت[5]،ولذا كان من دعاء عباده المؤمنين: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

 

ما يستفاد من الحديث:

1- أهميّة الدعاء في حياة المسلم.

2- الحذر من تقلّب القلب على غير طاعة الله، وتعاهد ذلك.

3- الحذر من العُجب.

تنبيه: زيادة: (والأبصار)، لا أصل لها في الحديث.

• • • •


الحديث السابع والثلاثون

عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ والآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ» متفقٌ عليه[6].


 

راوي الحديث:

سبقتْ ترجمته في الحديث الرابع عشر، وفي الحديث السادس عشر.

الشرح:

الإسلام دينٌ شاملٌ لكلّ جوانب الحياة، يدعو إلى مكارم الأخلاق، ما من خير إلا أَمَرَ به، وما من شرّ إلا نهى عنه. وفي هذا الحديث النهي الشديد عن أذيّة الجار«سواء كان ذلك بالقول أو الفعل، أما بالقول فان يسمع منه ما يزعجه ويقلقه، كالذين يفتحون الراديو أو التلفزيون أو غيرها مما يُسمع فيزعج الجيران، فإن هذا لا يحلّ له، حتى لو فتحه على كتاب الله وهو مما يزعج الجيران بصوته فإنه معتدٍ عليهم، ولا يحلّ له أن يفعل ذلك[7]، وأما بالفعل فيكون بإلقاء الكناسة حول بابه، والتضييق عليه عند مداخل بابه، أو بالدقّ، أو ما أشبه ذلك مما يضرّه، ومن هذا أيضًا إذا كان له نخلة أو شجرة حول جدار جاره فكان يسقيها حتى يؤذي جاره بهذا السقي، فإن ذلك من بوائق[8][9]. الجار فلا يحلّ له».

 

وقد أمر الله عز وجلّ بالإحسان إلى الجار. ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ [النساء: 36]، وأمر بذلك الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-، كما في أحاديث كثيرة، من أعظمها: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورّثه»[10].

 

قال أهل العلم: والجيران ثلاثة: جار قريب مسلم، فله حِق الجوار والقرابة والإسلام. وجار مسلم غير قريب، فله حق الجوار والإسلام. وجار كافر، فله حق الجوار، وإن كان قريبًا فله حق القرابة أيضًا[11]، وأدرك السلف رحمهم الله تعالى عِظَمَ حقّ الجار، فكانت الدار يزيد ثمنها أو يقلّ بحسب الجار.  جاء في ترجمة أبي حمزة السُّكري (ت167هـ) أن جارًا له أراد أن يبيع داره، فقيل له: بكم؟ قال: بألفين ثمن الدار، وبألفين جوار أبي حمزة. فبلغ ذلك أبا حمزة، فوجّه إليه بأربعة آلاف، وقال: لا تبعْ دارك[12].

 

وأراد أحد جيران سعيد بن العاص أن يبيع داره فقال: بكمْ تشترون مني جوار سعيد؟.. فبلغ ذلك سعيدًا فوجّه إليه مئة ألف درهم، وقال له: أمسكْ عليك دارك[13]، حتى الجار الكافر كانوا يعرفون حقّه، فجاء عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-: «أنه ذُبحت له شاة، فلما جاء قال: أهديتمْ لجارنا اليهودي؟ أهديتمْ لجارنا اليهودي؟»[14].

 

وقوله: «فليكرم ضيفه» وإكرام الضيف من خصال العرب المحمودة في الجاهلية، وجاء الإسلام بتعزيزها والحثّ عليها، بل جعلها من مكملات الإيمان. وإكرام الضيف واجب على الصحيح[15]، وكانت الشعراء - وما زالت - تتغنى بالأجواد، وتخلّد ذكرهم في التاريخ بأبيات الشِّعْر.

فالناس أكْيس مِنْ أن يمدحوا رجلًا
مِنْ غَيْرِ أنْ يَجِدُوا آثَارَ إحْسَانِ

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «..فليقل خيرًا أو ليصمت» سبق الكلام على آفات اللسان، وأهمية حفظه[16].

 

ما يستفاد من الحديث:

1- عناية الإسلام بتنظيم علاقة المسلم بالآخرين.

2- التحذير من أذيّة الجار والإساءة إليه، وأن ذلك ينافي كمال الإيمان.

3- الحثّ على إكرام الضيف.

4- الترغيب في السكوت إذا كان الكلام لا خير فيه.

• • • •


الحديث الثامن والثلاثون

عن أبي سعيد وأبي هريرة-رضي الله عنهما-عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال:«مَا يُصِيبُ المسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذَى وَلَا غَمٍّ، حَتى الشَّوْكَةَ يَشُاكُهَا إلّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» أخرجه البخاري واللفظ له. ومسلم[17].


 

راوي الحديث:

أبو سعيد-رضي الله عنه-سبقتْ ترجمته في الحديث الثالث والعشرين. وأبو هريرة سبقتْ ترجمته في الحديث الرابع عشر، وزيادة عليها في الحديث السادس عشر.

معاني الكلمات:

1- نصب: تعب.

2- وصب: مرض.

3- غمّ: ما يضيق على القلب.

 

الشرح:

الإنسان بطبعه مخلوق ضعيف، تصيبه الأدواء والأسقام، والأحزان والهموم والغموم. فإن كان مسلمًا وصبر واحتسب ذلك عند الله كان على خير، وإن جزع وسخط فله السخط.وأشد الناس بلاءً هم الأنبياء - على نبينا وعليهم الصلاة والسلام - وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه: «ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حطّ الله به سيئاته، كما تحطّ الشجرة ورقها»[18]. وقال: «من يُرد الله به خيرًا يُصب منه»[19].

 

وقد بيّن الله جلّ وعلا الموقف المشروع للمسلم عند حلول مصيبة به: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 156- 157].

 

فالمصائب تكون على وجهين: إذا صبر واحتسب كُفّر من سيئاته وزيد في حسناته. وتارة يغفل عن هذا ويصيبه ضجر وضيق صدر فيكون في ذلك تكفير لسيئاته دون زيادة درجاته[20].

 

فعلى من يُصَبْ بشيءٍ من البلاء أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله تعالى، ويعلمَ أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

 

ما يستفاد من الحديث:

1- المصائب والأمراض التي تصيب المسلم خير له، فهي مكفّرةٌ لخطاياه.

2- أنّ المصائب تكفّر بعض الخطايا والذنوب، لأنّ بعضها يحتاج إلى توبة.

3- أَمْرُ المؤمن كله خير إن أصابته سّراء شكر، وإن أصابته ضرّاء صبر، وليس ذلك لأحدٍ إلاّ للمؤمن[21].

••••

 

الحديث التاسع والثلاثون

عن أبي ذرٍّ-رضي الله عنه-قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-:«لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أنْ تَلْقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ» أخرجه مسلم[22].


 

راوي الحديث:

سبقت ترجمته-رضي الله عنه-في الحديث الخامس عشر.

معاني الكلمات:

1- لا تحقرنّ: لا تستهن ولا تستقلّ.

2- طلق: سهل منبسط.

 

الشرح:

يرشد -صلى الله عليه وسلم- المسلمَ أن لا يحتقر شيئًا من الأعمال، وإن كان العمل لا يشق على صاحبه، ومن ذلك أن يلقى أخاه المسلم بوجه منبسط مسرور، فهو مما يثاب عليه، ولا يكلّفه شيئًا. وهو مما يُدخل  السرور على أخيه المسلم. وكان هذا هو هديه -صلى الله عليه وسلم-، قال جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه- : «ما حجبني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمتُ، ولا رآني إلا تبسّم في وجهي»[23]، وقد وصفه الله تبارك وتعالى بقوله: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]. فمن يلقى إخوانه بوجه عبوس، وجبين مقطّب، مخالف للهدي النبوي، قد حرم نفسه من الأجر، ومن الاقتداء بسيد البشر.

 

قال الإمام الذهبي - رحمه الله -: «هذا هو خُلُق الإسلام فأعلى المقامات من كان بكّاء بالليل بسّامًا بالنهار...[و] ينبغي لمن كان ضحوكًا بسّامًا أن يقصّر من ذلك ويلوم نفسه حتى لا تمجّه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوسًا منقبضًا أن يبتسم، ويحسّن خلقه، ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم، ولابدّ للنفس من مجاهدة وتأديب»[24].

 

ولا ينبغي للمسلم أن يكون طلْق الوجه مع إخوانه وأصحابه دون أهل بيته فهم أولى بذلك. كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»[25]، فمن الناس من يلقى خلاّنه بوجه منبسط بشوش، يلين لهم القول، ويضاحكهم، ويؤانسهم، فإذا عاد إلى بيته، إلى والديه، أو زوجه وأولاده، انقلب رأسًا على عقب. فلا حول ولا قوة إلا بالله.نسأل الله الهداية للجميع.

 

ما يستفاد من الحديث:

1- عدم احتقار أيّ عمل من أعمال الخير.

2- الحثّ على الانبساط والتبسم مع الآخرين، مما يزيد الألفة بين المسلمين.

3- كثرة طرق الخير.

فائدة: «طلق» قال النووي - رحمه الله -: روي على ثلاثة أوجه: إسكان اللام، وكسرها، وطليق بزيادة ياء. (شرح مسلم 16\177).

••••

 

الحديث الأربعون

عن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذَا اسْتَأذَنَ أحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ» متفق عليه[26].


 

راوي الحديث:

سبقت ترجمته - رضي الله عنه - في الحديث الحادي عشر.

الشرح:

يرشد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمته إلى أدب من الآداب المهمة في تعاملها مع الآخرين، ألا وهو الاستئذان قبل الدخول، فإن لم يؤذن له بعد المرة الثالثة فليرجع. فلو طرق إنسان باب غيره فلا يزد على ثلاث مرات، لا كما يفعله بعض من لم يتأدب بهذا الأدب النبوي من استمرار رنّ جرس المنزل، وطرق الباب عدة مرات، خاصة إذا علم بوجود أحد في المنزل، وهذا ليس من حقّه «لأن الإنسان قد يكون في حاجة، وقد يكون غير مستعدٍ لاستقبال الناس، فلا يمكن أن تلجئه وتحرجه»[27]، «وإن لم يأذن لك فلا تدخل حتى لو قال لك بصراحة: ارجع، فارجع كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾ [النور: 28]، وأنت يا صاحب البيت لا تستحي أن تقول: ارجع، وأنت أيها المستأذن لا تغضب عليه إذا قال لك: ارجع»[28].

 

ومن آداب الاستئذان غير ما سبق: أن لا يقف الشخص في مكان يرى منه داخل البيت إذا فُتح الباب. وإذا قيل له: من؟ فلا يقل: أنا، بل يذكر اسمه. وينبغي أن يعلّم الوالدان أبناءهم وبناتهم على الاستئذان، حتى لو داخل البيت، فلا يدخل أحدهم غرفة أبويه، أو أخته، أو أخيه حتى يستأذن. والحكمة من الاستئذان قد بيّنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «إنّما جُعل الاستئذان من أجل البصر»[29].

 

ما يستفاد من الحديث:

1- وجوب الاستئذان قبل الدخول.

2- إذا لم يؤذن للمستأذن بعد المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة فليرجع.

3- الاستئذان فوق ثلاث مخالف لأمره -صلى الله عليه وسلم-.

للفائدة: ذكر الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - جملةً من الأحاديث والآثار في كتابه: «الأدب المفرد»، فلتراجع لأهميتها في: صحيح الأدب المفرد للألباني - رحمه الله تعالى - من باب 426 حتى باب 446.



[1] برقم (2654)، كتاب القدر.

[2] الترمذي، رقم(3522)، وفي سنده: شَهْرُ بن حَوشَب، وله شواهد.

[3] أخرجه مسلم، برقم(118).

[4] سير أعلام النبلاء (2/ 352).

[5] سير أعلام النبلاء (7/ 258).

[6] البخاري (6018)، مسلم (75).

[7] فكيف لو كان صوت غناء وموسيقى؟.

[8] البوائق: قال النووي: هي الغوائل والشرور.

[9] ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين (5/ 206)، الطبعة الأولى 1416هـ.

[10] البخاري (6014)، مسلم (6687) [2625].

[11] ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين (5/ 205).

علق الشيخ عبد العزيز السدحان بقوله: «وقد ورد في ذلك حديث ضعيف أخرجه البزار، وأبو الشيخ، وأبو نُعيم، عن جابر. ضعيف الجامع (2674)، السلسلة الضعيفة (3493).

[12] سير أعلام النبلاء (7/ 3879)، وسُمّي السكري لحلاوة كلامه، واسمه محمد بن ميمون.

[13] المستجاد من فعلات الأجواد، للتنوخي. دار صادر (1412).

[14] أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وصحّحه الألباني، رقم(78)، وأخرجه أبوداود (5152)، والترمذي (1943).

[15] الفتاوى (28/ 230).

[16] في التعليق على الحديث الرابع والثلاثين «إن  العبد ليتكلم بالكلمة».

[17] البخاري (5641)، ومسلم (2573).

[18] البخاري (5648)، مسلم (2571)، واللفظ له.

[19] البخاري (5645)، ويصب بكسر الصاد عند الأكثر، وقيل بفتحها.

[20] ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين (1/ 244)، طبعة 1424هـ، بتصرف واختصار.

[21] أخرجه مسلم عن صهيب (2999).

[22] مسلم، برقم (2626).

[23] البخاري (6089)، مسلم (2475).

[24] سير أعلام النبلاء (10/ 141).

[25] أخرجه الترمذي (3895)، وابن ماجه (1977)، والدارمي (2306)، وصحّحه الألباني (الصحيحة 285).

[26] البخاري (6245)، مسلم (2153).

[27] ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين (4/ 431)، طبعة 1426هـ.

[28]المرجع السابق

[29] البخاري (6241)، مسلم (2156).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الخمسون النبوية الشاملة (2 / 10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (3/10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (4 / 10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (5/10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (6 /10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (7 /10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (9 /10)

مختارات من الشبكة

  • الخمسون النبوية الشاملة (10/10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخمسون النبوية الشاملة(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الأحاديث الخمسون المختارة فيما يتعلق بشهر رمضان وصيامه وقيامه (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الفوائد الخمسون فيما يحتاجه الحجاج والمعتمرون(مقالة - ملفات خاصة)
  • الفوائد الخمسون فيما يحتاجه الحجاج والمعتمرون(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخمسون الغراء في الأحاديث المتعلقة بفقه النساء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء من كتاب التاريخ (الجزء الخمسون) (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الأربعون النووية .. الحديث الخمسون - بلغة الإشارة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تاريخ ابن أبي خيثمة - الجزء الخمسون(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب: السنوات الخمسون القادمة (حال العلم)(مقالة - المترجمات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب