• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

غزوة ذات السلاسل: أحداث ودلالات

غزوة ذات السلاسل: أحداث ودلالات
محمد السيد حسن محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/10/2021 ميلادي - 19/3/1443 هجري

الزيارات: 9003

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غزوة ذات السُّلَاسِلِ

( أحداث ودلالات )


إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا!

هذا قول يكتب بمداد غير مداد الذهب! وإذ كان الذهب أرخص، وإذ كان مداد مثل ذلكم قولٍ عزيزا!

ولأنه يرسم طريق المعاونة والمشاركة، لا سبيل الخذلان والمغالبة! وحين يكون صف هذا وصفه فيحال إحداث خلال فيه، أو حتى خلة واحدة؛ ولأنه ملتئم، وحين التأمت قلوب أوليائه، وحين كانت وحدة صفهم منهجا، ولما أصبحت كلمتهم سواءً!

 

ولقد كان هذا قول سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأبي عبيدة عامر بن الجراح- رضي الله تعالى عنه-، ويوم أن أرسله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مدد لسيدنا عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنه -، يوم ذات السُّلاسِل هناك! وما أدراك ما هناك! إلى ذات السلاسل من مشارف الشام في بلي، ومن يليهم من قضاعة! وهذا هو الإسلام راح يبسط عليهم نوره، ومن بعد ظلام حالك أرخى على الناس سدوله، فليسوا كانوا يعرفون معروفا، أو ينكرون منكرا، بل ولربما صار المعروف في عرفهم منكرا! والمنكر في عقدهم قد تحول معروفا، في انتكاسة للفطرة، وفي انقلاب على السنن التي قامت عليها السماوات والأرض! وفي لافتة جديدة أن هذا الدين ليس دينا محليا ولا إقليميا، بل عالميًا، وحين جاء ليخرج الناس- كل الناس- من ظلمات الهوى والغوى، إلى نور التوحيد الخالص والعقيدة الصافية في الله تعالى الحق المبين سبحانه.

 

وإذ كان ذلك ليس ذلك وحده سببا، وإنما لينضاف إليه علم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بتجهز قبيلة قضاعة للنيل من هذا الدين الجديد، والذي كانوا هم على علم به، أنه ما كان ليسكت إلا أن يحول أرضهم ثكنات لجيش الفتح المبين، وحين يلوون ألسنتهم بالسوء، أو يقفون حجر عثرة أمام امتداده الطبيعي؛ لنشر الخير والهدى والصلاح والفلاح والنور؛ ولينير للناس طريقهم، ويعبد أمامهم دربهم، وهم إذ يسلكون سبيل ربهم، وهم إذ يسابقون إلى مغفرة من ربهم ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد:21].

 

وكان أن: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص، فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعه ثلاثون فرسًا، وأمره أن يستعين بمن يمر به من بلي وعذرة وبلقين، فسار الليل وكمن النهار فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعًا كثيرًا، فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين وعقد له لواء وبعث معه سراة المهاجرين والأنصار، وفيهم أبو بكر وعمر، وأمره أن يلحق بعمرو وأن يكونا جميعًا ولا يختلفا، فلحق بعمرو، فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس، فقال عمرو: إنما قدمت على مددًا، وأنا الأمير فأطاع له بذلك أبو عبيدة، وكان عمرو يصلي بالناس وسار حتى وطئ بلاد بلي ودوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم وبلاد عذرة وبلقين، ولقي في آخر ذلك جمعًا، فحمل عليهم المسلمون، فهربوا في البلاد وتفرقوا، ثم قفل وبعث عوف بن مالك الأشجعي بريدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بقولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم[1].

 

وبيد أن اللافت في هذا أيضًا، تيكم حكمة تحلى بها عمرو بن العاص، يوم ذات السُّلَاسِلِ، وحين شعر أن جيشه أقل ما كان يمكنه به مواجهة خصومه يومه ذلك، والذي كان منه طلبه مددا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وليرسل إليه صلى الله عليه وسلم مددًا مكونًا من عز المهاجرين دينا وصلاحا وتقوى، وحين كان منهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله تعالى عنهما!

 

لكن اللافت أكثر ما يلفت، هو ذلكم القرار الذي أصدره القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسلامية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحين أصدر قرار الإمداد، وبحيث يكون كل من أبي بكر وعمر جنديين، وتحت إمرة أبي عبيدة، وفي إشارة إلى أن هذا الدين يستوي فيه أن يكون العبد في المقدمة أو يكون في الساقة، أو على ميمنة الجيش أو ميسرته، ومن حيث كان للإسلام الخالد كلمته، وكفى بها نعمة أن يسدل على ظلمات الهوى والشرك ستاره! وحين ذلكم فثمة العبودية لله تعالى الحق المبين!

 

وبيد أن اللافت أكثر، وحين حدث بين كل من أبي عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ما ظاهره الاختلاف على القيادة العامة للجيش يوم ذات السلاسِل، وهل يعتبر إصدار قرار تعيين أبي عبيدة أميرًا ناسخًا لقرار تعيين عمرو بن العاص، أم أن استشكالًا حدث، وكان منه أن قرار إمارة أبي عبيدة كان مقصورًا على مسافة الطريق، وحفاظًا على وحدة الصف، وأهمية الإمارة، وحتى ولو للطريق، ومن ثم وحين وصولهم يسلمون لعمرو بن العاص طاعتهم، وليسلسوا أمامه ولايتهم؟!

 

وهذا استشكال إداري، يقع في أية صفوف، وهو بحاجة فقط إلى كياسة وفطنة وتجرد وفناء! وحين رأى أبو عبيدة أنه من الأفضل إلا أن يكون تحت إمرة عمرو، وحتى قال قولَ رسولِ الله محمد صلى الله عليه وسلم الرشيد آنف الذكر: إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا!

 

وهذا قرار ميداني يخضع لسلطات قائد الميدان- التقديرية- وشركائه مشاركة لا مغالبة!

 

ما سبب اختيار عمرو بن العاص أميرا على جيش غزوة ذات السُّلَاسِلِ؟

إن سبب الاختيار أن أم العاص بن وائل- جدة عمرو بن العاص لأبيه- كانت امرأة من بلى فبعثه رسول الله إليهم يستألفهم بذلك[2]، في إشارة إلى أن هذا الدين يريد حقن الدماء، ما استطاع إلى ذلك سبيلا. ولعل الناس أن يسلموا، ويعلنوا إسلاس قيادهم لله تعالى الحق المبين.

 

وينضاف إلى ذلك مهارة كان معهودا بها عمرو، وينضاف إليه أيضا خبرته وحنكته، وإذ كان الزمان قد طال به عمرا، وحين قد بلغ سبعا وخمسين عامًا؛ مما يؤهله أن يكون قائدا فذا حكيما، وثم إنه كان توا حديث عهد بإسلام، وتوا قد عاد بوجه غير الذي كان قد راح به! ومن عند النجاشي هاديه- بإذن الله- ومن لدن أصحمة حاديه!

 

وبيد أن لافتا منضافا إلى ما أنف، وحين سار عمرو الليل وكمن النهار، في برهان خبرة بمقاليد الحرب، وأسرار الغزو، وحين جعل الله تعالى الليل سكنًا صالحًا للمسير خفية، وألا ينكشف ظهر المجاهدين، وكيما لا يكونوا لقمة سائغة في أفواه عدو الله تعالى وعدوهم، وهذه مهارة قتالية، وحنكة جهادية!

 

واختيار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص، وعلى هذا النحو، ليعد من كفاءات القائد، وبعد نظره، يصدر قراراته لصيقة الصلة بالواقع، ليحدث التلاؤم، ويحل القبول، ويبسط الإلف، وذلك عكس ما لو كان القائد مغبونًا، وعلى غير صفة مما أنف!

 

سر اختيار أبي عبيدة- أمين هذه الأمةِ- أمير جيش الإمداد يوم ذات السُّلَاسِلِ:

وبيد أن اللافت أيضًا، هو ذلكم التدين الذي اشتهر به أبو عبيدة بن الجراح، وحين كان رجلًا لينًا سهلًا هينًا عليه أمر الدنيا، وكان رجلًا حسن الخلق لين الشيمة، سعى لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وعهده[3]، وهذا الذي فعل به فعله، وحين سلم لعمرو بن العاص الولاية، وخاصة أنه كان قد أعلن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يختلفا، وهذا وقوف بهم عند النص طاعة وقولا معروفا! ولهذا كتب الله تعالى لهم النصر المؤزر، والفوز المظفر، على عدو الله تعالى وعدوهم، وحتى ساحوا في البلاد، وحين انتشروا في البوادي، فلا تكاد تجد لهم أثرا، أو تسمع لهم همسا! وحين عسكرت قوات عمرو، وينحرون من إبلهم فيأكلون، وبيد أن ذا هو نصيبهم، وإذ لم يحرزوا عند القوم غنيمتهم، وكما العهد في الحروب!

 

وإذ كان لافتًا اجتماع الثلاثي الممدوح، ومن ذلكم الرهط الميمون، وحسنٌ قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ، وأشدُّهم في دينِ اللهِ عمرَ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليٌّ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ، وأقرؤهم أُبَيُّ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ، ألا وإنَّ لكلِّ أمةٍ أمينًا، وأمينُ هذه الأمةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ[4].

 

﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]

هذا هو شأن الإسلام رحمة ورأفة. وهذا هو شأن الإسلام يسرًا لا عسرًا، وهذا هو شأن الإسلام رخصة وعزيمة.

 

وكل ذلك مما أفادنا به فقها لعمرو بن العاص، يوم ذات السُّلَاسِلِ. وحين احتلم، وجاء وقت الفجر، وإذ كان الجو باردًا، وعلى حد حكايته: أنه لو اغتسل بالماء لمات، وكان منه اجتهاده بالتيمم للصلاة فصلى، وحين علم النبي صلى الله عليه وسلم منه فعله ضحك، ولم يقل شيئًا، ولعله إقرار منه صلى الله عليه وسلم بفعله رضي الله تعالى عنه.

 

وهذا تأويل لآي الذكر الحكيم القرآن العظيم، وحين قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ [النساء: 43]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

 

وهذا برهان جواز الاجتهاد عند عدم وجود النص، وبإعمال نص آخر في المسألة، أو في وجوده وحين تأول عمرو بن العاص قوله تعالى ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِن اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، ولأنه هذا هو ديننا شامل كامل، ولأنه كتاب عام حوى ذكر الحلال والحرام، ذكر ائتلاف ووئام، لا اختلاف وشقاق، وهذه من رحمته تعالى بهذه الأمة، أن أنزل عليهم كتابًا فيه نبأ ما قبلهم، وحكم ما بينهم، وبحيث جنبهم به الزلل، وبحيث أغناهم به عن خطل!

 

ولأن العبد حين يكون متصلًا بالله تعالى مولاه الحق المبين، تراه مبدعًا في إعمال النصوص، واستنباط كنوزها، واستنطاق جذورها، عملًا بالكتاب أيضًا، وحين كان هذا الاستدلال الألمعي من عمرو بن العاص، يوم تيمم صعيدًا طيبًا، وحين شق عليه استعمال الماء غسلًا من جنابة الاحتلام.

 

وهذا مرة أخرى برهان كفاء القرآن الحكيم والذكر المبين، في بيان أحكام ديننا، وذلكم جنبًا إلى جنب مع ما تضمنه حديث نبينا محمد صلى الله عليه من إعمال لسنته، ومن دلالة فقه طريقته، وحين قال صلى الله عليه وسلم: ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ، ألا يُوشِكُ رجُلٌ شبعانٌ على أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه، ألا لا يحلُّ لكُم لحمُ الحِمارِ الأهليِّ، ولا كلِّ ذي نابٍ من السَّبُعٍ، ولا لُقَطةِ معاهَدٍ، إلَّا أن يستَغني عَنها صاحبُها، ومَن نزل بقومٍ فعليهِم أن يُقْرُوه، فإن لَم يُقْرُوه فله أن يُعْقِبَهُمْ بمثلِ قِرَاه[5].

 

والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ، في إشارة إلى وجوب العمل بالسنة المطهرة، كوجوب العمل بالقرآن الحكيم تماما بتمام.

 

ودلك على صحة مذهبنا هذا، ما رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى عن عبد الرحمن بن جيبر، عن عمرو بن العاص قال: احتَلمتُ في ليلةٍ باردةٍ في غزوةِ ذاتِ السُّلاسلِ فأشفَقتُ إنِ اغتَسَلتُ أن أَهْلِكَ فتيمَّمتُ، ثمَّ صلَّيتُ بأصحابي الصُّبحَ فذَكَروا ذلِكَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا عَمرو صلَّيتَ بأصحابِكَ وأنتَ جنُبٌ؟ فأخبرتُهُ بالَّذي مَنعَني منَ الاغتِسالِ وقُلتُ: إنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يقولُ: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾، فضحِكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولم يَقُلْ شيئًا[6].

 

يا رسول الله من أحب الناس إليك؟

هذا سؤال عمرو بن العاص يوم ذات السُّلاسِل لنبينا صلى الله عليه وسلم. وإذ حدثته نفسه أن منزلة له عنده صلى الله عليه وسلم، قد بلغت مبلغها. وحين قدمه في إمارة يوم ذات السُّلاسِل، ومقدما إياه عن كل من صاحبه في الغار ثاني اثنين، وعلى حد قول الله تعالى ﴿ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة:40]. وهذه وقفة أبي بكر، يوم بدر جواره صلى الله عليه وسلم، وإذ قد بلغ قوله الآفاق، وحين نادى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قائلا: يا نَبِيَّ اللهِ، كَفاكَ مُناشَدَتُكَ ربَّكَ؛ فإنَّهُ سيُنْجِزُ لكَ ما وَعَدَكَ[7].

 

وكذا الفاروق عمر، الذي كانت له صولاته وجولاته وموافقاته مع القرآن الحكيم، وحين قال له صلى الله عليه وسلم: إنَّ الشَّيطانَ ليخافُ منكَ يا عمرُ![8].

 

وليس غائبا عن عمرو ذلكم النبأ العظيم، في كل من الأخوين أبي بكر وعمر! ولكنه ذلكم حديث النفس، والذي سيطر على عمرو! ليس تقدمة له على أحد الصاحبين، وإنما من باب الفأل الحسن، أن يلقى كثيرا، وكما قد بشرا بالجنة! وههنا نقف وحسبنا، وإلا كان هذا الجيل الفريد بالغا مبلغا في المحبة والتفاني والولاء والإيثار، ما لم يحدثنا التاريخ عن شيء، ولو قريبًا منه!

 

لكن الطريف اللافت أنه صلى الله عليه وسلم عدد نفرًا كثيرًا، ولم يأت بعدُ دورُ عمرو، حتى حدث في نفسه حديثًا أن يسكت، مخافة أن يذكره صلى الله عليه وسلم آخر القوم!

 

وهذا الذي نقف عنده قليلًا، وإذ قد سبق في كلامنا، حول هذه الغزوة المباركة - غزوة ذات السُّلاسِل - أن من حِكَمِ اختيار عمرو أميرًا لها، كفاءته لذلك ولا شك، ثم ما كان بين والدته - جدته لأبيه - وبني بلي من قضاعة من رحم، ولعلهم يسلمون، وهذه براعة نبينا صلى الله عليه وسلم، ودلالة أن يكون القائد عالِمًا بالتاريخ والواقع المحيط؛ ليضع الأمور نصابَها، ويبلغ بالقرارات صوابَها!

 

ودلك على صحة مذهبنا هذا: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بنَ العَاصِ علَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، قالَ: فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: عَائِشَةُ قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ: أبُوهَا قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالًا، فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أنْ يَجْعَلَنِي في آخِرِهِمْ[9].

 

عود على بدء:

لا يمكننا الانتهاء من غزوة ذات السُّلَاسِلِ إلا أن نقف، ونعيد التأكيد مرة أخرى، على ألمعية قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسلامية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف أدرج أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما جنديين، وتحت إمرة عمرو بن العاص، ويبدو أن هذا القرار كان فريدا من نوعه، وعند استحضار صورة أبي بكر يوم بدر، وقد كان في عريش مركز القيادة والسيطرة، جنبًا إلى جنب مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يطمئنه، ويبعث الهدوء في نفسه، ويبث الأمن في خلده، وينشر الرجاء في قلبه، وينفث في روعه، استشرافًا لوعده تعالى له بالنصر المبين، على أعداء رب العالمين.

 

وانتقال أبي بكر من مركز القيادة والسيطرة إلى مصاف الجنود، يوم ذات السُّلَاسِلِ عمل ألمعي، وكما أنه تصرف نبوي عبقري، ينبئ عن مدى علمه صلى الله عليه وسلم بمن هم تحت إمرته، من رعية استوى لدى أحدهم وكأبي بكر أن يكون بمثابة وزير الدفاع والحرب، أو يكون جنديا من جملة جنود الميدان، يأمره ويوجهه عمرو بن العاص! في إلماحة تبين وعن مدى عبودية الناس يومهم هذا لربهم الحق المبين، وأيًّا ما كان موقعهم في هذه الدنيا: في المقدمة أو في الساقة، أو ميمنة جيشهم أو ميسرته، أو حتى كانوا في مركز القيادة والسيطرة!

 

كما وأننا لا يمكن أن نغادر غزوة ذات السُّلَاسِلِ وإلا ونبين ونقف مندهشين مشدوهين أيضًا من عمل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه يوم ذاك، وكيف هو الآخر وحين سلم القيادة لعمرو بن العاص، وليكون جنديًّا تحت إمرته، وكأبي بكر وعمر تمامًا، بل كان وضع أبي عبيدة أظهر، وغير أن فعله قد كان أبهر! وحين عين أميرًا على كتيبة الإمداد يومه ذلك، ولينتقل جنديًّا مميزًا، بالسمع والطاعة والانضباط، ولذا كان حريًّا، وله أن ينال دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحين قال صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أبا عبيدة[10]، في إشارة إلى بذل هذا الجيل وفنائه وتجرده وعطائه، حتى استوى لديه أن يكون أميرًا أو قائدًا أو فردًا من أفراد القوات المسلحة الإسلامية يومه ذلك! ويوم أن امتثل، ويوم أن أخضع نفسه للطاعة، ويوم أن أخلد طاقاته للبر والبأس والشجاعة!

 

وهذا هو أبو عبيدة عامر بن الجراح، وهذه أم المؤمنين عائشة عنه تنبئنا خبرًا، وهذه هي الصديقة بنت الصديق عنه تروي لنا عنه ذكرا، وتحكي لنا عنه عبرا، أنه: مَن كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُسْتَخْلِفًا لَوِ اسْتَخْلَفَهُ؟ قالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، فقِيلَ لَهَا: ثُمَّ مَنْ؟ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ قالَتْ: عُمَرُ، ثُمَّ قيلَ لَهَا مَنْ؟ بَعْدَ عُمَرَ، قالَتْ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ ثُمَّ انْتَهَتْ إلى هذا[11].

 

وليس يمكننا أن نمر على غزوة ذات السُّلَاسِلِ، وهي إذ مازالت ماثلة أمام أعيننا بأحداثها وعطائها وتفاني أفرادها وأمرائها، وذلكم الحكم في أصول الطهارة من جنابة، وحين اجتهد عمرو بن العاص في التيمم بدلا عن الاغتسال بالماء، وحينما احتلم ليلتئذ، وخشية ضرره، وفي إشارة إلى يسر هذا الدين، وكيف أنه رفع الحرج عن العباد، وحين توجههم مخلصين إلى رب العباد، ليجدوا من كل ضيق مخرجا، ومن كل كرب فرجا، ولكل عارضة حلًّا سهلًا لينًا!

 

وبيد أن عمل عمرو هذا يدل على جواز الاجتهاد، وعند عدم النص في المسألة، أو في وجوده مع تأويل سائغ لغيره، وجمعا وآية التيمم، وحين تعذر استعمال الماء لضرر محقق متوقع، وقياسا على أصول الملة وقواعد الشريعة، وحين كانت يسرًا لا عسرًا، وهذا هو الأصل، وتلكم هي القاعدة، وبغير خروج على نص آخر، في إعمال الدين كله، جنبا إلى جنبه، ولأن ديننا كل متفاعل، ولأن إسلامنا جميع متناغم.

 

وتاريخنا غني ببيان كيف اجتهد الأصحاب عصر نبي ربه الوهاب التواب، وإذ كان إقرارًا، وكما واقعتنا محل البيان، وحين بعث معاذًا إلى اليمن، وحين لم يجد نظمًا يعمله، أو نصًّا يسعفه.

 

وأخرج الإمام أبو داود في "سُننه" قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو ابن أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: "كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟، قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟، قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟، قَالَ: أَجْتَهِدُ رَايِي وَلَا آلُو، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وفَّق رسولَ رسولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ"، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوْنٍ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نَاسٍ، مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ[12] وهو حديثٌ مشهور، له طرق متعددة، ينتهض مجموعها للحجية، كما أوضحنا ذلك في مجموع مستقل[13].

 

وحيث لا يوجد دليل من كتاب ولا سنة فإنه يجتهد في إلحاق النظير بالنظير، يعني: بالقياس أو بلفظ عام، أو قاعدة عامة من قواعد الشريعة، والمقصود من ذلك أنه يجتهد بالرأي بأن يقيس، أو يعتبره ضمن قاعدة من قواعد الشريعة، أو ضمن عموم من عمومات الكتاب والسنة التي يندرج تحتها ذلك الشيء أو تلك النازلة أو تلك الواقعة التي حصلت فيها الخصومة، وليس المقصود من ذلك أنه يعمل بالرأي المجرد دون أن يكون هناك سعي واجتهاد ووصول إلى الحكم بشيء بني عليه الاجتهاد إما قياس أو غير ذلك[14]؛ [كتاب شرح سنن أبي داود، عبد المحسن العباد: ج255/ 13].

 

وكما أنه ليس يفوتنا إشارة إلى عمل هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة الإسلامية يوم ذات السُّلَاسِلِ، وكيف أنها كانت مستعدة لتلبية حاجات الميدان دواليك، وعلى عجلة من صفة لصيقة بعمل القوات المسلحة الإسلامية، وكيما تنجز أعمالها المنوطة بها في انسيابية وحركة دائبة، هما من أخص خصائص العمل العسكري!

 

وكما أنه ليس يفوتنا إشارة إلى أن عمل عمرو بن العاص يوم ذات السُّلَاسِلِ، وحين سأل نبينا محمدا صلى الله عليه: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟! وتوجيهه التوجيه الحسن، وكونه صدر من أفراد جيل أثنى عليهم قرآنهم، وأمجد صنيعهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، وخلد التاريخ أيضًا ذكرهم، محبة وتآلفا وإيثارا، جاء في القرآن ذكره، ونزل في التنزيل شأوه، وحين يوجه سؤال عمرو بن العاص هذا على أنه يريد استشرافا لرضا الرحمن عنه، أو بشارة من العدنان له، تُطَمْئِنُ له قلبه، وتُؤْمِّنُ به لبه، وحين يغادر أرض الميدان، بل وحين يقابل ربه الرحمن، ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء:88-89].

 

وكما أنه ليس يفوتنا إشارة إلى عمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم ذات السُّلَاسِلِ، حكمة كاشفة عن مدى توفيق الله تعالى له، وحين كان اختيار عمرو بن العاص أميرا عليها، ولأنه من ذوي قربى أهل ذات السُّلَاسِلِ، ولعلهم أن يسلموا، وقبيل المبارزة، وفي إشارة كاشفة أيضا عن نبل هذا الدين، وكيف أنه يسلك كل سبيل ممكن لحقن الدماء، وقبل المواجهة! وإذ كانت مهمته الأولى هي انتقال سلس بالعباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وكل ما يتخذ من عمل في ذلك، فإنما هو عامل مساعد، وكل ما يفعل أو يقال ههنا، فإنما هو فعل مساند!



[1] [الطبقات الكبرى، محمد بن سعد: ج 2/131].

[2] [تاريخ الطبري، الطبري: ج 2 / 315].

[3] [تاريخ الإسلام، الذهبي: ج 2 / 514].

[4] [صحيح الجامع، الألباني: 868].

[5] [صحيح أبي داود، الألباني:4604].

[6] [صحيح أبي داود، الألباني: 334].

[7] [صحيح مسلم: 1763].

[8] [صحيح الترمذي، الألباني: 3690].

[9] [صحيح البخاري: 4358].

[10] [ البداية والنهاية، ابن كثير: ج / 313].

[11] [صحيح مسلم:2385].

[12] [سنن أبي داود، كتاب الأقضية، باب: اجتهاد الرأي في القضاء].

[13] [إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، الشوكاني: ج2 /310].

[14] [كتاب شرح سنن أبي داود، عبد المحسن العباد: ج255/ 13].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موقعة ذات السلاسل
  • غزوة دومة الجندل: فنون عسكرية وأسرار تعبوية
  • غزوة أوطاس: أحداث دلالات
  • غزوة ذات السلاسل
  • غزوة ذات السلاسل وغزوة الخبط
  • غزوة مؤتة
  • غزوة ذات السلاسل (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • غزوة تبوك أو العسرة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • غزوة حمراء الأسد والرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وغزوة بني المصطلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة السويق وغزوة ذي أمر(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاتم النبيين (21) بعض الأحداث بين أحد والخندق (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاتم النبيين (18) غزوة أحد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس غزوة أحد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة مؤتة (1)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (8)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة تبوك(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب