• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فتاوى الطلاق الصادرة عن سماحة مفتي عام المملكة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    على علم عندي
    عبدالسلام بن محمد الرويحي
  •  
    عظمة الإسلام وتحديات الأعداء - فائدة من كتاب: ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: أهمية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    نصيحتي إلى كل مسحور باختصار
    سلطان بن سراي الشمري
  •  
    الحج عبادة العمر: كيف يغيرنا من الداخل؟
    محمد أبو عطية
  •  
    تفسير سورة البلد
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    فضل يوم عرفة
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    خطبة: فضل العشر الأول من ذي الحجة
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: اغتنام أيام عشر ذي الحجة والتذكير بيوم عرفة
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    حقوق الأم (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    من مائدة العقيدة: شروط شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    تحريم صرف شيء من مخلوقات الله لغيره سبحانه وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

آيات من سورة غافر مع تفسير الزركشي

آيات من سورة غافر مع تفسير الزركشي
د. جمال بن فرحان الريمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/10/2015 ميلادي - 24/12/1436 هجري

الزيارات: 15443

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آيات من سورة غافر مع تفسير الزركشي


﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3].


قوله تعالى: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ﴾ [غافر: 3]، إنما عطف فيه بعضًا ولم يعطف بعضًا، لأن "غافرًا" و"قابلاً" يشعران بحدوث المغفرة والقبول، وهما من صفات الأفعال، وفعله في غيره لا في نفسه، فدخل العطف للمغايرة لتنزلهما منزلة الجملتين، تنبيهًا على أنه سبحانه يفعل هذا ويفعل هذا، وأما ﴿ شَدِيدِ الْعِقَابِ ﴾ [غافر: 3]فصفة مشبّهة، وهي تشعر بالدوام والاستمرار؛ فتدل على القوة، ويشبه ذلك صفات الذات. وقوله: ﴿ ذِي الطَّوْلِ ﴾ [غافر: 3]، المراد به: ذاته، فترك العطف لاتّحاد المعنى[1].


﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴾ [غافر: 4].

قوله تعالى: ﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [غافر: 4]ليس معارضًا لأمره نبيه وأمته بالجدال في قوله سبحانه: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125] [2]، فيحمل الأول على ذم الجدال الباطل[3].


﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴾ [غافر: 10]

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴾ [غافر: 10]، تقديره: لمقت الله إياكم في الدنيا حين دعيتم إلى الإيمان فكفرتم، ومقته إياكم اليوم أكبر من مقتكم أنفسكم إذ دُعيتم إلى النار[4].


﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]

قوله تعالى ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]، التقدير: الملك لله الواحد، فحذف المبتدأ من الجواب، إذ المعنى: لا ملك إلا لله[5].


﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]

قوله تعالى: ﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]، ليس المراد نفي الشفيع بقيد الطاعة، بل نفيه مطلقًا وإنما قيده بذلك لوجوه:

أحدها: أنه تنكيل بالكفار لأن أحدًا لا يشفع إلا بإذنه، وإذا شفع يشفع، لكن الشفاعة مختصة بالمؤمنين، فكان نفى الشفيع المطاع تنبيهًا على حصوله لأضدادهم، كقولك لمن يناظر شخصًا ذا صديق نافع: لقد حدثت صديقًا نافعًا، وإنما تريد التنويه بما حصل لغيره، لأن له صديقًا ولم ينفع.


الثاني: أن الوصف اللازم للموصوف ليس بلازم أن يكون للتقييد، بل يدل لأغراض من تحسينه أو تقبيحه، نحو: له مال يتمتع به، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ﴾ [سبأ: 44] [6]، ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174] [7].


الثالث: قد يكون الشفيع غير مطاع في بعض الشفاعات، وقد ورد في بعض الحديث ما يوهم صورة الشفاعة من غير إجابة، كحديث الخليل مع والده يوم القيامة، وإنما دل على التلازم دليل الشرع [8].


﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28]

قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ﴾ [غافر: 28]، قال ثعلب[9]: إنه كان وعدَهم بشيء من العذاب: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فقال: يصبكم هذا العذاب في الدنيا، - وهو بعض الوعيد - من غير نفي عذاب الآخرة.


قلت: ويحتمل قوله ﴿ يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ﴾ [غافر: 28] أن الوعيد مما لا يستنكرُ تركُ جميعه، فكيف بعضه! ويدل قوله في آخر هذه السورة: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾ [غافر: 77]، وفيها تأييد لكلام ثعلب أيضًا[10].


قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ﴾ [غافر: 28]، فإنه لو أخر قوله: ﴿ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾ [غافر: 28]، فلا يفهم أنه منهم[11].


﴿ يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]

قوله تعالى حكايةً عن فرعون -لعنه الله-: ﴿ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]، ردَّ عليه في قوله:﴿ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴾ [هود: 97] [12].


﴿ وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32]

قوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32]، قرئت مخففةَ ومثقلةً، فمن شدد فهو من "نَدَّ" إذا نفر، وهو مقتص من قوله: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾ [عبس: 34] [13].


ومن خفف فهو تفاعل من النداء، مقتص من قوله تعالى: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ ﴾ [الأعراف: 44] [14].


﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴾ [غافر: 36]

قوله تعالى: ﴿ لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴾ [غافر: 36]، اطلاعه إلى الإله مستحيل، فبجهله اعتقد في المستحيل الإمكان؛ لأنه يعتقد في الإله الجسمية والمكان[15].


﴿ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴾ [غافر: 37]

قوله تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ﴾ [غافر: 37]، إن قيل: لأي علة نسب الظن إلى الله وهو شك؟

قيل: فيه جوابان:

أحدهما: أن يكون الظن لفرعون وهو شك لأنه قال قبله: ﴿ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ﴾ [غافر: 37]، و"إني لأظن موسى كاذبًا" فالظن على هذا لفرعون.


الثاني: أن يكون تم الكلام عند قوله: ﴿ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ﴾ [غافر: 37]، على معنى: وإني لأعلمه كاذبًا، فإذا كان الظن لله كان علمًا ويقينًا ولم يكن شكًا، كقوله: ﴿ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 20] [16].


قوله تعالى ﴿ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ﴾ [غافر: 37]، فقد عاد الضمير في قول المحققين للمضاف إليه وهو موسى، والظن بفرعون، وكأنه لما رأى نفسه قد غلط في الإقرار بالإلهية من قوله ﴿ إِلَهِ مُوسَى ﴾ [غافر: 37] استدرك ذلك بقوله هذا[17].


﴿ وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾ [غافر: 41]

قوله تعالى: ﴿ وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾ [غافر: 41]، وهم لم يدعوه إلى النار إنما دعوه إلى الكفر، بدليل قوله: ﴿ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ ﴾ [غافر: 42] [18]، لكن لما كانت النار مسببة عنه أطلقها عليه[19].


﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 50]

قوله تعالى: ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ ﴾ [غافر: 50]، جاءتهم الرسل من أقرب شيء في البيان، الذي أقلّ من مبدأ فيه وهو الحسّ، إلى العقل، إلى الذكر، ورقّوهم من أخفض رتبة -وهي الجهل- إلى أرفع درجة في العلم -وهي اليقين- وهذا بخلاف قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ [المؤمنون: 105] [20]، فإن كون تلاوة الآيات قد أكمل كونه وتم [21].


﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]

قوله تعالى:﴿ وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51] فيقال: إنها مقتصة من أربع آيات لأن الإشهاد أربعة:

الأول: الملائكة عليهم السلام، لقوله تعالى: ﴿ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾ [ق: 21] [22].


الثاني: الأنبياء عليهم السلام، لقوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41] [23].


الثالث: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة: 143] [24].


الرابع: الأعضاء، لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24] [25].


﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ ﴾ [غافر: 53]

قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى ﴾ [غافر: 53]، أي: التوراة[26]، وقال الزمخشري[27]: المراد بـ"الهدى": جميع ما آتاه من الدين والمعجزات والشرائع والهدى والإرشاد[28].


﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ﴾ [غافر: 60] أي: دعائي. [29]


﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾  [غافر: 77]

قوله تعالى: ﴿ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ ﴾ [غافر: 77]، فإنه أُخفي فيه حرفَ الشرط في الخط؛ لأن الجواب المرتب عليه بالفاء خفيٌ عنا، وهو الرجوع إلى الله[30].


﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾ [غافر: 84]

قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾ [غافر: 84]، المعنى: آمنا بالله دون الأصنام وسائر ما يدعى إليه دونها، إلا أنهم نفوا الإيمان بالملائكة والرسل والكتب المنزلة والدار الآخرة والأحكام الشرعية، ولهذا أنه لما ردّ بقوله: ﴿ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ﴾ [غافر: 85] [31]، بعد إثباته إيمانهم؛ لأنه ضروري لا اختياري، أوجب ألا يكون الكلام مسوقًا لنفي أمورٍ يُراعي فيها الحصر والتقييد، كقوله: ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ [الملك: 29] [32]، فإنه لم يقدم المفعول في "آمنا" حيث لم يرد ذلك المعنى، فركّب تركيبًا يوهم إفراد الإيمان بالرحمن عن سائر ما يلزم من الإيمان[33].


﴿ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 85]

قوله تعالى: ﴿ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ ﴾ [غافر: 85]، انتفى عن إيمانهم مبدأ الانتفاع وأقله، فانتفى أصله[34].



[1] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التعديد 3/ 290.

[2] سورة النحل: 125.

[3] البرهان: معرفة موهم المختلف - القول عند تعارض آي القرآن والآثار 2/ 35.

[4] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - مما قدم النية به التأخير 3/ 180.

[5] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - قاعدة فيما يتعلق بالسؤال والجواب 4/ 34.

[6] سورة سبأ: 24.

[7] سورة البقرة: 174.

[8] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الشيء رأسًا 3/ 245.

[9] ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، ص/ 450.

[10] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم الكل على الجزء 2/ 166.

[11] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أسباب التقديم والتأخير 3/ 149.

[12] سورة هود:97. البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم القرآن إلى ما هو... 2/ 124.

[13] سورة عبس: 34.

[14] سورة الأعراف:44. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاقتصاص 3/ 188.

[15] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - عسى ولعل 4/ 102، لعل 4/ 240.

[16] سورة الحاقة:20. البرهان: حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات 2/ 55.

[17] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قواعد في الضمائر 4/ 29.

[18] سورة غافر: 42.

[19] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إيقاع المسبب موقع السبب 2/ 161.

[20] سورة المؤمنون: 105.

[21] البرهان: علم مرسوم الخط - حذف النون 1/ 282.

[22] سورة ق: 21.

[23] سورة النساء: 41.

[24] سورة البقرة: 143.

[25] سورة النور:24. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاقتصاص 3/ 188.

[26] البرهان: جمع الوجوه والنظائر - معاني الهدى 1/ 85.

[27] الكشاف 5/ 354.

[28] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة فيما إذا ذكر الاسم مرتين 4/ 65.

[29] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - 2/ 102.

[30] المصدر السابق: علم مرسوم الخط فصل في بعض حروف الإدغام 1/ 292.

[31] سورة غافر: 85.

[32] سورة الملك: 29.

[33] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - نفي الشيء رأسًا 3/ 247.

[34] المصدر السابق: علم مرسوم الخط - حذف النون 1 / 282.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • آيات من سورة الأحزاب مع تفسير الزركشي
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة يس
  • آيات من سورة الصافات بتفسير الزركشي
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة ص
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الزمر
  • ما فسره الزركشي من سورة الجاثية
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الأحقاف
  • ما فسره الزركشي من سورة الفتح
  • تفسير الإمام الزركشي لآيات من سورة الذاريات
  • آية الذرية في سورة غافر ومضامينها التربوية
  • تأملات دعوية في قصة مؤمن آل فرعون بسورة غافر
  • تفسير آيات من سورة غافر (دعاء الملائكة للمؤمنين)؟

مختارات من الشبكة

  • آيات من سورة الطور مع تفسير الإمام الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورة لقمان مع تفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من قصار السور بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورتي العاديات والقارعة بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورتي القدر والبينة بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورتي الطارق والأعلى بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورتي الانفطار والمطففين بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورة القيامة بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورة المزمل بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورة الجن بتفسير الإمام الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/12/1446هـ - الساعة: 2:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب