• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات ...
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
  •  
    اشتراط الحول والنصاب في الزكاة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من فضائل الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لا أحد أحسن حكما من الله
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الإسلام يدعو إلى المؤاخاة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تخريج حديث: أن ابن مسعود جاء إلى النبي صلى الله ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تفسير قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من ...
    سعيد مصطفى دياب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

في نشأة القراءات

في نشأة القراءات
محمود العشري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/4/2015 ميلادي - 24/6/1436 هجري

الزيارات: 148207

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في نشأة القراءات


الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وعلم به الإنسان من العلوم ما يعجِز عن عدها اللسان، وجعله المعجزة المستمرة على تعاقب الأزمان، ويسَّره للذكر حتى استظهره صغار الولدان، ووفَّق لجمع حروفه ورواياته وطرقه وأوجهه ولضبط رسمه قرَّاءً عظامًا من أهل الحِذْق والإتقان، وسخَّر لاستنباط ما فيه من الأحكام فقهاء ذوي علم وورع وإحسان...

 

والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله النبي الأمِّي المؤتَى فصل الخطاب وروائع البيان، القائل - في الصحيح -: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))، وعلى آله وصحبه الذين نقلوا القرآن، كما نزل به جبريل - عليه السلام - على قلب سيد الأنام، وأتقنوا تجويده غاية الإتقان، وعملوا بما فيه من الآداب والتعاليم فكانت لهم العزة والكرامة والاحترام، أما بعد:

فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أهل القرآن، وقال - كما روى أبو داود، وقال الألباني: حديث حسن -: ((إن مِن إجلال الله: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط))...

 

وسماهم النبي صلى الله عليه وسلم اسمًا ينبض بأعظم المعاني، سماهم: أهل الله وخاصته، فقال - كما عند ابن ماجه، وفي الترغيب والترهيب وصحيح الجامع -: ((إن للهِ أهلِينَ من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)).

 

ولأن خير الكلام كلامُ الله -تعالى- فإن خير الناس من اشتغل بخير الكلام - وهو كلام الله - مخلِصًا لله - تعالى؛ فعن أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلمه)).

 

ومن أجلِ هذا الحديث الشريف جلس أبو عبدالرحمن السلمي - مع جلالة قدرِه وكثرة علمه - أربعين عامًا يُقرئ الناس في جامع الكوفة...

 

وسُئل سفيان الثوري - رحمه الله - عن الجهاد وتعليم القرآن، فرجَّح الثاني، واستدل بهذا الحديث: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)).

 

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: بعثني الأشعري - رضي الله عنه - إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال لي - أي عمر -: كيف تركت الأشعري؟ قلت: تركته يعلم الناس القرآن، فقال: أما إنه كيِّس، ولا تسمعها إياه"...

 

وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن صاحب القرآن في غِبطة، وأنه يحق له الاغتباط الشديد بما هو فيه، وأنه يُستحب تغبيطه بذلك؛ أي: تمني مثل ما هو فيه من النعمة دون زوالها؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، فسمعه جار له فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعمِلت مثل ما يعمل..)).

 

وآثر النبي صلى الله عليه وسلم أهل القرآن بالأحقية في إمامة الصلاة فقال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً، فأعلمهم بالسنَّة)).. وقال: ((إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحق بالإمامة أقرؤهم))...

 

وعن جابر - رضي الله عنه - قال: كان صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أُحُد في ثوب واحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذًا للقرآن؟!))، فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد...

 

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان القراءُ أصحابَ مجالس عمر - رضي الله عنه - ومشاورته؛ كهولاً كانوا أو شبَّانًا".

 

وعن عباد أبي محمد البصري قال: توسع المجالس لثلاثة: لحامل القرآن، ولحامل الحديث، ولذي الشيبة في الإسلام...

 

وإن القرآنَ العظيم يغني صاحبَه عن كل حسَب ونسب، والتشرف بحفظه والتفقه فيه فوق كل شرف، ألا ترى أنه لا يُصَدُّ واحد من أهل القرآن عن إمامة الناس حتى ولو كان أعرابيًّا أو ولدَ زنًا!

 

وروى مسلم في قصة ابن أبزى الخزاعي أن عمر - رضي الله عنه - قال: "أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: ((هذا القرآن يرفع الله به أقوامًا، ويضَعُ به آخرين))".

 

فممن رفعه الله بالقرآن: كبار أئمة التابعين من أصحاب ابن مسعود - رضي الله عنه.. وفي كل واحد منهم عيب؛ فعُبَيد أعور، ومسروق أحدَب، وعلقمة أعرج، وشريح كَوْسَج - لا شَعر على عارضيه - والحارث أعور.. وكلهم رفَعهم حِفظ القرآن وتعلمه وتعليمه...

 

وقال المُزَنِيُّ: سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظُمت قيمته.. وعن يحيى بن معين قال: بلغني أن الأعمش قال: أنا ممن رفعه الله -تعالى- بالقرآن؛ لولا القرآن لكان على رقبتي دنٌّ من صحناء أبيعه.. وقال أيضًا: لولا القرآن وهذا العلم عندي لكنتُ من بقَّالي الكوفة...

 

وممن رفعه الله -تعالى- بالقرآن: أبو العالية رفيع بن مهران، الإمام المقرئ الحافظ المسند، وكان مولى لامرأة.. قال - رحمه الله -: كان ابن عباس - رضي الله عنهما - يرفعني على السرير - يعني سرير ديار الإمرة لما وليها - وقريش أسفل السرير.. فتغامزت بي قريش، فقال ابن عباس: هكذا العلم يزيد الشريف شرَفًا، ويُجلس المملوك على الأسِرَّة...

 

وكان المحدثون يعظِّمون أهل القرآن أيما تعظيم؛ فهذا الإمام الهمام، شيخ الإسلام، وشيخ المقرئين والمحدثين سليمان بن مهران الأعمش - رحمه الله - مع أنه كان معروفًا بشدته على طلاب الحديث - يقول: كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءة، فربما اشتهيت أن أُقَبِّلَ رأسَه من حسن قراءته، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد...

 

وقال أبو يعقوب الفسوي: سمعت أحمد بن يونس فذكر له حديثًا أنكروه من حديث أبي بكر بن عياش عن الأعمش، فقال: كان الأعمش يضرب هؤلاء ويشتمهم ويطردهم، وكان يأخذ بيد أبي بكر بن عياش ليجلس معه في زاوية لحال القرآن...

 

وقال الحسين بن فهم: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام، كان يبدأ بأهل القرآن، ثم يأذن لأصحاب الحديث.. وكان لا يرى استصغار حامل القرآن، بل لا بد من توقيره؛ فإن معه أعظم ما يُرفع به الناس، ولو كان حامل القرآن صغير السن بالنسبة لكبار القراء.. فهكذا نرى كيف أن أهل القرآن هم أهل الله، وهم خاصة الله تعالى.

•       •       •


وإن من أجلِّ العلوم وأشرفها تلاوة القرآن الكريم، وتعلم أحكامه من أفواه العلماء المتقنين.. فصفة التلاوة متلقاة من الله - تعالى؛ ولذلك قال السلف: القراءة سنَّة متبعة، يأخذها الآخِر عن الأول...

 

فأول ما يبدأ به طالب العلم: حفظ القرآن، وتعلم أحكام التلاوة والتجويد؛ فلقد كان السلف الصالح - رحمهم الله تعالى - لا يرضون لطالب العلم أن يبدأ في طلب الحديث والعلوم إلا بعد أن يتقن القرآن الكريم.. قال الوليد بن مسلم: كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدَثًا، قال: يا غلام، قرأتَ القرآن؟ فإن قال: نعم، قال: اقرأ: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾ [النساء: 11]، وإن قال: لا، قال: اذهب تعلَّم القرآن قبل أن تطلب العلم...

 

فإذا حصل طالب العلم على الإجازة برواية حفص بن سليمان من طريق الشاطبية، انتقل بعدها لغيرها من العلوم الشرعية، ويبدأ بعدها ينهل من علم القراءات، فيبدأ بدراسة مقدمة في علم القراءات ونشأتها ومؤلفاتها.. ثم يتعرف على طرق الطيبة لرواية حفص، كل طريق على حدة، والفرق بينها وبين الشاطبية.. ويعرف متى يمكنه القراءة بقصر المنفصل وتوسط المتصل، ومتى يقرأ بالسكت الخاص أو العام، أو بغنة النون عند اللام أو الراء، ومتى يكبِّر بين السورتين التكبير الخاص أو العام.. ومن أجل ذلك أعددت هذه الرسالة، التي أسأل الله -تعالى- أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يكتب لها القَبول عند عباده الصالحين؛ إن ربي على كل شيء قدير.

 

فإذا أتقن الطالب هذه الرواية، انتقل بعدها لتعلم غيرها من الروايات؛ ممتثلاً قول الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30]، وقولَه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عند الترمذي: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعَشْر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألِفٌ حرف، ولام حرف، وميم حرف".

 

جعلني الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته...

 

في نشأة القراءات:

قبل أن أبدأ بشرح طرق الطيبة، أقدم بمقدمة مختصرة، أوضِّح فيها علم القراءات منذ نشأته حتى نضوجه واستقراره، وأُجْمِلُ ذلك في خمس مراحل كما فعل شيخنا فضيلة الشيخ: توفيق ضمرة - حفظه الله.

 

أولاً: مرحلة الرواية الشفوية.

وذلك من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى سنة: 25 هـ؛ إذ كان القرآن محفوظًا في الصدور، مكتوبًا في الوسائل المعروفة في ذلك الوقت، كما في التفصيل التالي:

نزول القرآن على سبعة أحرف:

نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم في الفترة المكية على حرف واحد؛ لأن الدعوة الإسلامية كانت محصورة في مكة، وعدد المسلمين قليل.. وبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ودخول القبائل العربية - التي كانت تختلف في لهجاتها - في دين الله أفواجًا، طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الله -تعالى- أن يخفف على أمته؛ فأنزل الله -تعالى- القرآن على سبعة أحرف؛ كما جاء في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند البخاري ومسلم وأحمد وعبدالرزاق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف، فراجَعته، فلم أزل أستزيده ويَزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف))؛ مما سهَّل تلاوة القرآن وفهمَه، لا سيما في القبائل التي لها لهجة مختلفة، وفيها الشيخ العجوز والمرأة والضعيف، الذين أَلِفَ لسانُهم لهجتَهم، ولا يستطيعون الرحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستماع منه.

 

وقد روى الترمذي وأحمد من حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا جبريل، إني بُعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابًا قط، قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف))، وللحديث شاهد عند الطيالسي في المسند برقم: 543.

 

هذا، وقد أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام وفق هذه الأحرف السبعة، وقد لاحظوا - رضي الله عنهم - الاختلاف بينها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وصوَّب النبي صلى الله عليه وسلم قراءتَهم على اختلافها، وأمَر كل واحد منهم أن يقرأ كما عُلِّمَ، وقصة عمر مع هشام بن حكيم - رضي الله عنهما - مشهورة معروفة، وقد رواها البخاري ومسلم ومالك وأحمد والترمذي والنسائي وأبو داود وعبدالرزاق.

 

معنى الأحرف السبعة:

المراد بالسبعة حقيقة العدد، وهو ما بين الستة والثمانية؛ لِما ورد في حديث أُبَي بن كعب - رضي الله عنه - الذي رواه أحمد في مسند الأنصار رقم: 20223.

 

والمراد بالأحرف: اللغات أو اللهجات التي نزل بها القرآن؛ فالعرب وإن جمعها جميعًا اسم عرب، فهم مختلفو الألسن بالبيان، متباينو المنطق والكلام، فإن قيل: فلهجات العرب أكثر من سبع، قلت: هي أفصحُها، وهو قول علي بن أبي طالب، وابن عباس، وابن مسعود، وأنس بن مالك، وسفيان بن عيينة، والأعمش، وأبي عبيدٍ القاسم بن سلام، وابن جَرير الطبري، وأبي شامة، والقرطبي، وابن الجوزي، وغيرهم.

 

ما المقصود بلغات العرب؟!

المقصود أن تقرأ كل قبيلة من العرب بلغتهم وما جرى على عادتهم؛ من الإدغام، والإظهار، والفتح، والإمالة، والتفخيم، والترقيق، والإشمام، والهمز، والتليين، وغير ذلك، ولكن بشرط في غاية الأهمية، ألا وهو: التوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، لا بما شاء القارئ أن يقرأ مما يوافق لغته من غير توقيف.

 

ومن خلال النظر في اختلاف القراءات وُجِدَ أنه زيادة على اختلاف اللهجات العربية، هناك الذِّكر والحذف، والتقديم والتأخير، فذهب بعض العلماء إلى أن معنى الأحرف السبعة هو الأوجه اللفظية التي نزل بها القرآن، وذلك من خلال استقراء أنواع الاختلاف الموجودة في القراءات، وهو قول ابن قتيبة، وأبي الفضل الرازي، والزركشي، وابن الجزري، وغيرهم، مع اختلاف يسير بينهم.

 

والخلاصة: أن الأحرف السبعة لها حقيقة العدد، وأنها موجودة إلى الآن ولم تُنسخ - وهذا القول على الغالب، وإلا فقد نُسِخَ جزءٌ من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة، ثم نسخ منها ما خالف خط المصاحف العثمانية، ثم شُذِّذَ منها ما فقَدَ أركان القراءة الصحيحة - وأنها نزلت بلهجات العرب المختلفة، وأن هذا الاختلاف في اللهجات هو في طريقة نطق الكلمات، وأنَّا عرفنا هذه الأحرف من خلال آثارها الباقية في القراءات العشر، ودخل في هذا الذِّكر والحذف، والتقديم والتأخير، وهنا سؤال مُلِحٌّ يطرح نفسه: هل القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان أم هما شيء واحد؟!

 

أقول: إذا عنَيْنا القراءات العشر، فالقرآن والقراءات شيء واحد؛ قال ابن مسعود - كما في صحيح مسلم -: "ولقد رأيتُنا نتنازع فيه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أنَّا كلنا محسنون"، وإذا أردنا القراءات الشاذة فهما متغايران؛ فالقراءة التي تفقد أهم ركن - وهو التواتر - لا يصحُّ أن نطلق عليها اسم القرآن؛ فهو المنقول إلينا بالتواتر، أما الأخرى فهى قراءة وليست قرآنًا.

 

هذه هي الأحرف السبعة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلَّمها أصحابه الكرام، فمنهم من أقرأه على حرف، ومنهم من أقرأه على حرف آخر، ومنهم من أقرأه على أكثر من حرف.

 

القراءة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:

كان الصحابة يستمعون القرآن من فم الرسول صلى الله عليه وسلم كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع لقراءة الحاذقين من أصحابه، ويشهد لهم بالإتقان، ويرغِّب الناس في تلقي القرآن عنهم، وبما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قائد الأمة وإمامها، والمسؤول عن جميع أحوالها، صعب عليه أن يتفرغ لإقراء الصحابة واحدًا واحدًا، فكان لزامًا أن يتخصص بعض الصحابة - ممن أقرأهم النبي صلى الله عليه وسلم - لإقراء الناس نيابة عنه، فكان إذا قدم الرجل مهاجرًا على النبي صلى الله عليه وسلم دفعه إلى أحد الصحابة يعلمه القرآن - كما روى أحمد عن عبادة - فما يرجع أحد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد تعلم شيئًا من القرآن؛ فقد روى أحمد وابن أبي شيبة عن عمرو بن سلمة قال: "كنا على حاضر، فكان الركبان يمرون بنا راجعين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدنو منهم فأسمع، حتى حفظت قرآنًا كثيرًا"، وهذا لا يكون إلا بحرصهم على معاودته ودراسته واستذكاره، وانطلاق ألسنتهم به، ولصوقه بقلوبهم.

 

وفي العرضة الأخيرة نُسخ من هذه الأحرف ما نسخ، وثبت ما ثبت، وبعض الصحابة كان أعلم بهذا النَّسْخ من الآخر.

 

كتابة القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:

عندما كانت تنزل الآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر كتَبَة الوحي بكتابتها، فتُكتب أمامه، ثم تُقرأ عليه، فإذا كان فيها سقط أقامه، ثم تُخرج للناس - كما قال زيد - حتى تُظاهرَ الكتابةُ في السطورِ ما حُفظ في الصدور، وقُبض الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن محفوظ في الصدور، مكتوب بالأحرف السبعة على اللخاف والعُسُب والرقاع والأكتاف، مُفرَّق بين الصحابة، ما عند صحابي ليس عند آخر.

 

كتابة القرآن في عهد الصديق - رضي الله عنه -:

في حروب المرتدين استَحَرَّ القتلُ بالقراء في معركة اليمامة حتى قُتل منهم سبعون، عندئذ خاف عمر الفاروق - رضي الله عنه - ضَياع القرآن بمقتل حفَّاظه، فأشار على الصِّدِّيق - رضي الله عنه - بجمع القرآن في مصحف واحد، ولم يزل يراجعه في ذلك حتى شرح الله -تعالى- صدر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - لذلك، فأرسل إلى زيد - رضي الله عنه - وعهِد إليه بذلك - كما عند البخاري والترمذي وأحمد - فقام زيد - رضي الله عنه - بمهمته خير القيام، وكان لا يقبل من أحد شيئًا مكتوبًا إلا إذا شهد شاهدان أنه كتب أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن كاملاً في صحف مشتملاً على الأحرف السبعة وفق العرضة الأخيرة - وكانت سورًا مفرقة، كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفًا، وكانت هذه الصحف عند أبي بكر - رضي الله عنه - حتى توفاه الله -تعالى- ثم عند عمر - رضي الله عنه - حياته، ثم عند حفصة بنت عمر - رضي الله عنها.

 

إرسال عمر - رضي الله عنه - قراء الصحابة إلى الأمصار:

في عهد عمر - رضي الله عنه - اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، فطلب ولاة الأمصار من عمرَ أن يرسل إليهم من يعلم الناس القرآن، فأرسل أبا موسى الأشعري إلى البَصرة، وابن مسعود إلى الكوفة، ومعاذًا إلى فلسطين، وعبادة بن الصامت إلى حمص، وأبا الدرداء إلى دمشق، وبهذا نشأت مدارس في الأمصار الرئيسة لها منهجها الخاص.

 

ثانيًا: مرحلة نسخ المصاحف في عهد عثمان - رضي الله عنه - وإرسال القراء إلى الأمصار:

كان الصحابة يُقرئون القرآن وفق ما تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأحرف، ولا شك أن هناك فرقًا بين تعليم أحدهم وتعليم الآخر، كلٌّ حسبما تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل تلاميذهم يلتقون فيختلفون، ويُخَطِّئ بعضهم بعضًا في القرآن، حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين، حتى كفَّر بعضهم بعضًا، وجعلوا يفاضلون بين قراءات الصحابة، فبلغ ذلك عثمان - رضي الله عنه - فخطب فقال: "أنتم عندي تختلفون، فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافًا"، فجمع الصحابة واستشارهم، ثم استقر الرأي على جمع الناس على مصحف واحد؛ حتى لا تكون فُرقة، ولا يكون اختلاف.

 

فنسخ القرآن وفق ما ثبت من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة، وبعث مع كل مصحف قارئًا يقرئ الناس وفق ما كتب في هذه المصاحف، مع العلم أنها لم تكن منقطة أو مشكلة في ذلك الوقت، وأمر عثمان - رضي الله عنه - بحرق جميع المصاحف التي كانت مكتوبة عند بقية الصحابة؛ حيث إن بعض هذه المصاحف لم يكن كاملاً بسبب النقص في بعض الآيات والسور، وبعضها كان في حواشيه كلمات تفسيرية قد يحسبها البعض من القرآن.

 

وقد كتب عثمان - رضي الله عنه - ستة مصاحف، وأرسل واحدًا منها إلى مكة مع عبدالله بن السائب، وواحدًا إلى الشام مع المغيرة بن شهاب، وواحدًا إلى الكوفة مع أبي عبدالرحمن السُّلمي، وآخر إلى البصرة مع عامر بن عبدالقيس، وأبقى واحدًا في المدينة مع زيد بن ثابت، وواحدًا لنفسه.

 

وأمر كل قارئ أن يقرئ الناس وفق مصحفه، فقرأ أهل كل مصرٍ مصحفهم الذي وُجِّهَ إليهم على ما كانوا يقرؤون قبل وصول مصحفهم إليهم مما يوافق خط المصحف، وسقط العمل بما يخالف خط المصحف، ومن ثَمَّ نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار في قراءة بعض الحروف بناءً على كتابتها في المصحف أو لا.

 

وأقول: إن القراءات العشر التي يقرأ بها الناس اليوم إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق خط المصحف، وهي متفرقة في القرآن في كل قراءة، ولا تجمعها رواية ولا قراءة واحدة، فإذا قرأ القارئ برواية من الروايات فإنما قرأ ببعضها لا بكلها، وهي منزلة من عند الله - تعالى، لا اجتهاد فيها لجبريل - عليه السلام - أو النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد من العلماء بعده أن يغير شيئًا بزيادة أو نقصان أو إبدال؛ قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فيما رواه أحمد وابن حبان والحاكم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوا كما عُلِّمْتُم.

 

وفي هذه المرحلة تم ضبط القراءات، وظهرت مصطلحات ضبط المصحف الشريف، وذلك على مراحل، أهمها:

• وضع نقاط الإعراب: فبعد أن كثرت الفتوحات الإسلامية، ودخل كثير من الأعاجم في الإسلام، واختلط اللسان العربي بالعجمي، وفشا اللحن على الألسنة - قام أبو الأسود الدؤلي بتنقيط المصحف نقاط الإعراب، فوضع نقطة فوق الحرف لتدل على الفتح، ونقطة أمام الحرف لتدل على الضم، ونقطة تحت الحرف لتدل على الكسر، ونقطتين لتدلا على التنوين، وذلك بمداد يخالف لونُه لونَ مداد المصحف.

 

• وضع نقاط الإعجام: لما صعب على كثير من المسلمين التمييز بين الحروف المتشابهة، طلب الحَجَّاج بن يوسف من نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر أن يعملا على إبعاد التحريف عن ساحة القرآن، فوضعا نقاط الإعجام لتمييز الحروف المتشابهة رسمًا من بعضها بلون مداد المصحف؛ فالباء نقطة واحدة تحت، والتاء بالمثناة الفوقية، والثاء بالمثلثة الفوقية، وهكذا.

 

• طوَّر الخليل بن أحمد الفراهيدي نقاط الإعراب إلى حركات الإعراب؛ فجعل الضمة واوًا صغيرة فوق الحرف، والفتحة ألفًا صغيرة مبطوحة فوق الحرف، والكسرة ألفًا مبطوحة تحت الحرف، والتنوين حركتين، والشَّدَّة رأس شين، والسكون رأس خاء، وهكذا تنامى علم مصطلحات ضبط المصحف حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، مع فَرْق بين المشارقة والمغاربة في علامات الضبط.

 

وقد تجرَّد قوم للقراءة والإقراء، واعتنَوْا بضبط القراءة حتى صاروا أئمة يُقتدى بهم في القراءة، وكانوا كثيرًا في العدد، كثيرًا في الاختلاف، فأراد الناس أن يقتصروا من القراءات التي توافق خط المصحف على ما يسهل حفظه، وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى كل إمام مشهور بالثقة والأمانة وحسن الدين وكمال العلم، قد طال عمره، واشتهر أمره بالثقة، وقد أجمع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول، ولتصديهم للقراءة نُسبت إليهم، ومنهم في المدينة: أبو جعفر بن القعقاع، ثم شيبة بن نصاح، ثم نافع بن أبي نعيم، وفي مكة: عبدالله بن كثير، وحميد بن قيس الأعرج، ومحمد بن محيصن، وفي الشام: عبدالله بن عامر، ثم يحيى بن الحارث الذماري، وإبراهيم بن أبي عبلة، ثم شريح بن يزيد الحضرمي، وفي الكوفة: يحيى بن وثاب، وعاصم بن أبي النَّجُود، وسليمان بن مهران الأعمش، ثم حمزة الزيات، ثم الكسائي، وفي البصرة: عبدالله بن أبي إسحاق، وعيسى بن عمر، وأبو عمرو بن العلاء، ثم عاصم الجحدري، ثم يعقوب الحضرمي.

 

وهؤلاء قُلٌّ من كثر، ونزر من بحر؛ فإن القراء الذين أخذوا عن التابعين كانوا أممًا لا تحصى، وطوائف لا تستقصى، والذين أخذوا عنهم أيضًا أكثر، وهلم جرًّا، وفي هذه الفترة بُدِئَ التأليف في علم القراءات؛ حيث إن أول من ألف في علم القراءات هو يحيى بن يعمر (ت90هـ).

 

وذهب الكثير من العلماء إلى أن أول من ألف فيها هو الإمام/ أبو عُبيدٍ القاسم بن سلام (ت224هـ)، ثم أبو حاتم السجستاني (ت225هـ)، وبعده أحمد بن جبير بن محمد الكوفي جمع كتابًا في القراءات الخمسة (ت258هـ)، ثم إسماعيل بن إسحاق المكي صاحب قالون ألَّف كتابًا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إمامًا (ت282هـ)، ثم ابن جرير الطبري (ت310هـ)، وفي هذا الوقت كان قد اشتهر القراء الذين نُسبت إليهم القراءة نسبة مداومة وملازمة واشتهار، لا اختراع ورأي واجتهاد.

 

ثالثًا: مرحلة تسبيع السبعة وجمعها في مؤلف خاص:

حيث ألف الإمام أبو بكر أحمد بن مجاهد التميمي البغدادي (ت324هـ) كتابه المشهور: "السبعة في القراءات"، جمع فيه القراءات الصحيحة، وهذا الكتاب يعتبر ثمرة التأليف في القراءات، ونقلة نوعية بعد نسخ عثمان - رضي الله عنه - للمصاحف؛ حيث يعتبر قد جمع أشهر ما صح من قراءات قراء الأمصار وفق مصاحف الأمصار.

 

واشتهر هذا الكتاب، وصار عمدة لمن بعده، واستقرت في هذه المرحلة أركان القراءة الصحيحة، ووضح الفرق بين القراءة الصحيحة والقراءة الشاذة وفق قواعد وأركان للقراءة الصحيحة، وهي:

1 - التواتر.

2 - موافقة القراءة للرسم العثماني، ولو احتمالاً.

3 - موافقة القراءة لوجه من وجوه النحو، فصيحًا كان أو أفصح.

 

واختار ابن مجاهد في كتابه سبعة من القراء المشهورين، واختار لكل قارئ راويين، إليك أسماءهم:

1 - نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم، أبو عبدالرحمن الليثي، مولاهم، المدني (ت: 169هـ)، وراوياه: قالون وورش، فأما قالون فهو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي أبو موسى (ت: 220هـ)، ووَرْش هو عثمان بن سعيد بن عبدالله، أبو سعيدٍ المصري (ت: 197هـ).

 

2 - عبدالله بن كثير، أبو سعيد المكي الداري العطار (ت: 120هـ)، وراوياه البزِّي وقُنْبُل، فأما البزي فهو أحمد بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة (ت: 250هـ)، روى عن ابن كثير بواسطة عكرمة بن سليمان، عن إسماعيل بن عبدالله بن قسطنطين - المعروف بالقسط - عن ابن كثير، وقُنْبُل هو محمد بن عبدالرحمن بن خالد المخزومي، مولاهم، أبو عمر (ت: 291هـ)، روى عن ابن كثير بواسطة، عن أبي الحسن أحمد بن عون القواس، عن وهب بن واضح، عن إسماعيل بن عبدالله القسط، عن ابن كثير.

 

3 - زبان بن العلاء بن العريان التميمي المازني البصري، أبو عمر (ت: 154هـ)، وراوياه الدُّوري والسُّوسي، فأما الدوريُّ فهو حفص بن عمر بن عبدالعزيز، أبو عمر الدُّوري النَّحْوي (ت: 240هـ)، والسوسي هو صالح بن زياد بن عبدالله الرستبي، أبو شعيب السوسي الرَّقي (ت: 261هـ)، ورويا عن يحيى بن المبارك اليزيدي، عن أبي عمرو البصري.

 

4 - عبدالله بن عامر الشامي، أبو عمران (ت: 118هـ)، وراوياه هشام وابن ذَكْوان، فأما هشام فهو ابن عمار بن نصر بن ميسرة، أبو الوليد السلمي الدمشقي (ت: 245هـ)، روى عن ابن عامر بواسطة عراك بن خالد المري، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن ابن عامر، وأما ابن ذَكْوان فهو عبدالله بن بشير بن ذكوان (ت: 242هـ) بدمشق، روى عن ابن عامر بواسطة أيوب بن تميم التميمي، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن ابن عامر.

 

5 - عاصم بن أبي النَّجود الأسدي الكوفي الحناط، أبو بكر (ت: 127هـ)، وراوياه شعبة وحفص، فأما شعبة فهو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الكوفي الأسدي الحناط (ت: 193هـ)، وحفص هو ابن سليمان بن المغيرة، أبو عمر الأسدي الكوفي الغاضري البزار (ت: 180هـ).

 

6 - حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الكوفي، أبو عمارة (ت: 156هـ)، وراوياه خلف وخلاد، فأما خلف فهو ابن هشام بن ثعلب البزار، أبو محمد الأسدي البغدادي (ت: 229هـ) ببغداد، وأما خلاد فهو ابن خالد، أبو عيسى الشيباني، مولاهم، الصيرفي الكوفي (ت: 220هـ)، روَيا عن حمزة بواسطة؛ فقد قرأ على سُلَيْم بن عيسى عن حمزة الزيات.

 

7 - علي بن حمزة بن عبدالله بن بهمن بن فيروز الأسدي، أبو الحسن الكسائي (ت: 189هـ)، وراوياه أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي (ت: 240هـ)، وحفص بن عمر بن عبدالعزيز، أبو عمر الدوري (ت: 240هـ)، وهو راوي أبي عمرو البصري.

 

وهناك من الرواة من أخذ عن القارئ مباشرة، ومنهم من أخذ عنه بواسطة كما رأينا، وهنا قد يقول قائل: وما المقصود بطرق حفص بن سليمان؟ ولماذا اختلفت الروايات بين الرواة مع أنهم أخذوا عن قارئ واحد؟!

 

أقول: اعلم - أيها السائل الحبيب - أن هناك فرقًا بين القراءة والرواية والطريق؛ فالقراءة هي كل خلاف نُسب لإمام من أئمة القراءة العشرة مما أجمع عليه الرواة عنه؛ فالقرَّاء العشرة هم: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي - هؤلاء السبعة من الشاطبية، وأبو جعفر، ويعقوب الحضرمي، وخلف البغدادي العاشر، وهؤلاء الثلاثة من الدُّرة، وقد جمع الإمام ابن الجزري - رحمه الله - العشرة في طيبته، فنقول - مثلاً -: قراءة عاصم، وقراءة نافع، وقراءة ابن كثير، وقراءة أبي جعفر، وهكذا، ولكن عندما نقول: قراءة، فشرط أن يكون الراويان قد اتفقا مع بعضهما في نفس هذه القراءة، ومثال ذلك ما قاله الشاطبي - رحمه الله - في الحرز: "ومالك يوم الدين راويه ناصر"، والمعنى أنه قرأ كلمة "مالك" التي في سورة الفاتحة بإثبات الألف بعد الميم الكسائي - راء راويه - وعاصم - نون ناصر - فنقول: قراءة الكسائي، لماذا؟ لأن راويا الكسائي - وهما أبو الحارث والدوري - اتفقا في قراءة هذه الكلمة بإثبات الألف بعد الميم، أما لو اختلف راوٍ في قراءة كلمة "مالك" فلا نقول قراءة حينئذ، بل نقول: رواية، وأوضِّح ذلك بهذا المثال: كلمة "مجراها" التي في سورة هود، قرأها حفص بالإمالة الكبرى - كما هو معلوم - وقرأها شعبة بضم الميم وفتح الراء، فهنا - في هذه الكلمة - لا نقول: قراءة عاصم؛ لأن الراويينِ اختلفا، بل نقول: رواية حفص، ورواية شعبة.

 

أما لماذا اختلفت الروايات بين الرواة مع أنهم أخذوا عن نفس القارئ؟ فالجواب: أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعة بقراءات مختلفة، ونقل ذلك على ما قرأ، فمن قرأ عليه بأي حرف لم يرده إذا كان مما قرأ به على أئمته؛ قال نافع: "قرأت على سبعين من التابعين، فما اتفق عليه اثنان أخذتُه، وما شذ فيه واحد تركته"، فمن قرأ عليه بما اتفق عليه اثنان من أئمته لم ينكر عليه، فهذا قالون ربيبه وأخص الناس به، وورش أشهر الرواة عنه، اختلفا في أكثرَ من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وإدغام وشبهه، ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه، وإنما ذلك لأن ورشًا قرأ عليه بما تعلمه في بلده، فوافق ما قرأ به نافع على بعض أئمته، فأقره عليه، وقال حفص: قلت لعاصم: أبو بكر يخالفني، فقال: أقرأتك بما أقرأني أبو عبدالرحمن السلمي عن عليِّ بن أبي طالب، وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود، وهكذا، فالمهم أن القراءة هي كل خلاف نسب للأئمة العشرة.

 

وبعد وفاة القراء حلَّ مكانهم تلاميذهم، وأخذوا يُقرئون الناس القرآن، وسُمِّيَ الآخذ عن الراوي طريقًا، فالطريق: هو كل ما أخذ عن الراوي وإن سَفُل، مثل طريق عبيد بن الصباح، وطريق الهاشمي، وطريق التيسير عن حفص، ومثل طريق الأزرق عن ورش، وبهذا يتضح الفرق بين القراءة والرواية والطريق؛ فالقراءة هي خلاف نسب لإمام من أئمة القراءة العشرة مما أجمع عليه الرواة عنه، والرواية هي كل ما نُسِب للراوي عن الإمام، وكل راوٍ من الرواة له طرق رواها أصحابه عنه.

•      •      •


وموضوع هذه الرسالة - إن شاء الله - هو الكلام عن طرق حفص بن سليمان؛ فحفص يُعتَبر راويًا عن عاصم، وحفص ليس له طريق واحد فقط، بل له من الطرق حوالي ثمانية وخمسين طريقًا، جمعها ابن الجزري - رحمه الله - في طيبته.

 

وقد يقول قائل: وهل كل هذه الطرق التي وردت عن حفص صحيحة؟!

أقول: نعم؛ لأن حفصًا أخذ عنه رواة كُثرٌ، تعلموا منه العلم وصاروا أعلامًا، وكما ذكرت فإن الذي يأخذ عن الراوي يعتبر طريقًا، وأنا أذكر هذا الكلام لأن بعض الإخوة لا يعلم شيئًا عن هذه الطرق، فيؤدي ذلك الأمر عندهم إلى الوقوع في الخلط بين الطرق؛ فمثلاً: بعض الإخوة يقرأ بقصر المنفصل حركتين، ويظن أن المحافظة على قصر المنفصل حركتين إلى أن ينتهي من القراءة هو المطلوب فقط، لا يا أخي الكريم، ليس الأمر كذلك، نعم إن المحافظة على قصر المنفصل حركتين في جميع القراءة أمر مطلوب من القارئ؛ كما قال ابن الجزري في المقدمة: "واللفظ في نظيره كمثله"، ولكن القراءة بقصر المنفصل حركتين ليست من طريق الشاطبية، الذي ضبطت مصاحفنا عليه، كما أنها تترتب عليها أحكام لا بد للقارئ من مراعاتها عند قراءته، فإذا أردت أن تقرأ بقصر المنفصل حركتين - لقِصَر النفس، أو لقراءة جزء كبير من القرآن، أو للإسراع في صلاة القيام، أو لغير ذلك من الأسباب - فعليك يا أخي الكريم أن تراعي الأحكام المترتبة على قَصر المنفصل، وأيضًا عليك أن تعلم الطريق الذي تقرأ به؛ حتى لا تخلط بين الطرق، ومن هنا جاء هذا البحث ليساعدك على ضبط مسألة الطرق، والله المستعان.

•      •      •


أيها الأحبة الكرام، بعد أن ألف الإمام ابن مجاهد كتابه في القراءات السبع توالت التآليف في القراءات، ومن أشهر الكتب في هذا الموضوع: كتاب التذكرة في القراءات الثمان لأبي الحسن طاهر بن غلبون (ت: 399هـ)، وقد طُبع بتحقيق: أيمن سُوَيِّد، وطبع طبعة أخرى بتحقيق د/ سعد زعيمة، ومنها كتاب التبصرة لأبي محمد مكي بن أبي طالب (ت: 437هـ)، وكتاب التيسير لأبي عمرو الداني (ت: 444هـ)، وكتاب العنوان في القراءات السبع لأبي طاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد الأنصاري (ت: 455هـ).

 

ثم نظم الإمام أبو محمد القاسم بن فيره الشاطبي (ت: 590هـ) كتاب التيسير لأبي عمرو الداني في قصيدته: حِرْز الأماني ووجه التهاني - المعروفة بالشاطبية - ويعتبر عمل الشاطبي هذا مرحلة أخرى، وهي المرحلة الرابعة.

 

رابعًا: نظم الشاطبية واشتهارها.

حيث نظم الإمام أبو القاسم بن فيره الشاطبي (ت: 590هـ) كتاب التيسير لأبي عمرو الداني في قصيدته: "حرز الأماني ووجه التهاني" المعروفة بالشاطبية، ويعتبر عمل الشاطبي هذا مرحلة أخرى بعد عمل ابن مجاهد - كما ذكرت - فإذا كان ابن مجاهد قد اختار القراء والرواة، فقد اشتهر طريق الشاطبية عن باقي الطرق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

 

وقد قام كثير من العلماء - قديمًا وحديثًا - بشرح قصيدة الشاطبي هذه، ولاقت قبولاً واسعًا عند العلماء من ناحية الحفظ والشرح والتدريس، وهكذا اشتهر طريق الشاطبية؛ حتى صار أكثر طلاب العلم لا يعرفون غيرها.

 

خامسًا: نظم طيبة النشر في القراءات العشر.

يعتبر الإمام محمد بن محمد الجزري من عباقرة علم التجويد والقراءات، وخاتمة المحققين، وكل من جاء بعده عالة عليه في هذا العلم، وقد قام ابن الجزري - رحمه الله - بعدة أمور:

أولاً: زاد على كتاب التيسير لأبي عمرو الداني ثلاثة قراء، واختار لكل قارئ راويينِ، ولكل راوٍ طريقًا واحدًا، وسمى الكتاب: "تحبير التيسير في القراءات العشر"، وإليك أسماءهم:

1 - يزيد بن القعقاع المخزومي، أبو جعفر المدني القارئ (ت: 130هـ)، وراوياه: عيسى بن وردان المدني، أبو الحارث الحذاء (ت: 160هـ) بالمدينة، وابن جماز سليمان بن مسلم بن جماز، أبو الربيع الزهري، مولاهم المدني (ت: 170هـ).

 

2 - يعقوب بن إسحاق بن يزيد الحضرمي البصري، أبو محمد (ت: 205هـ)، وراوياه: رُوَيْس محمد بن المتوكل اللؤلؤي، أبو عبدالله البصري (ت: 238هـ)، ورَوْح بن عبدالمؤمن، أبو الحسن الهُذَلي، مولاهم، البصري النَّحْوي (ت: 234هـ).

 

3 - خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف، أبو محمد الأسدي البغدادي البزار (ت: 229هـ) - وهو راوي حمزة - وراوياه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، أبو يعقوب المروزي البغدادي (ت: 286هـ)، وإدريس بن عبدالكريم الحداد، أبو الحسن البغدادي (ت: 292هـ).

 

ثانيًا: نظم ابن الجزري - رحمه الله - خلافات القراء الثلاثة في قصيدته: الدرة المضيئة، فإذا أضيفت هذه القصيدة إلى الشاطبية عمَّت الفائدة، وأصبحت شاملة للقراءات العشر، وبذلك تكون القراءات العشر قد نُظمت نظمًا كما نُثرت نثرًا، وأصبح لدينا القراء العشر برواتهم العشرين من طريق واحد، وسميت بالقراءات العشر الصغرى.

 

ثالثًا: قام ابن الجزري - رحمه الله - بجمع جميع طرق الرواة من عدد كثير من كتب القراءات - بلغت ثمانية وخمسين كتابًا، ومنها الشاطبية - في كتابه المسمى: "النشر في القراءات العشر"، فجمع هذا الكتاب القراء العشر برواتهم العشرين بطرقهم التي بلغت 980 طريقًا؛ حيث قال:

وهذه الرُّواةُ عنهم طُرُقُ
أصحُّها في نَشرِنا يحقَّقُ
باثنينِ في اثنينِ وإلا أربعُ
فَهْيَ زُهَا ألفِ طريقٍ تجمَعُ

 

رابعًا: نظم ابن الجزري - رحمه الله - كتاب النشر في قصيدته المشهورة: طيبة النشر، وأصبحت القراءات العشر برواتها العشرين بجميع طرقها منظومة نظمًا كما هي منثورة نثرًا، وسميت بالقراءات العشر الكبرى، وكل هذه الطرق متواترة مقطوع بصحتها، ولا يوجد اليوم قراءة متواترة وراء العشر.

 

والقراءة الشاذة هي التي فقَدت شرطًا - أو أكثر - من شروط القراءة الصحيحة، ولم ينقل لنا من القراءات الشاذة قراءة كاملة في المصنفات إلا قراءة الأئمة الأربعة بعد العشرة، وهي قراءات صحيحة الإسناد، ولكن لم تتوفر فيها جميع أركان القراءة الصحيحة، وهي قراءة:

1 - محمد بن عبدالرحمن بن محيصن السهمي المكي (ت: 123هـ)، وراوياه: أحمد بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة البزي - راوي ابن كثير - وابن شنبوذ، محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ المقرئ، أبو الحسن (ت: 328هـ).

 

2 - يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي البصري النحوي، أبو محمد اليزيدي (202هـ)، وراوياه: سليمان بن الحكم البغدادي، أبو أيوب الخياط صاحب البصري (235هـ)، وابن فرح، أحمد بن فرح بن جبريل العسكري البغدادي الضرير، أبو جعفر (ت: 303هـ).

 

3 - الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد البصري (ت: 110هـ)، وراوياه: شجاع بن أبي نصر البلخي أبو نعيم (ت: 190هـ)، وحفص بن عمر بن عبدالعزيز، أبو عمر الدوري - وهو راوي أبي عمرو البصري.

 

4 - سليمان بن مهران الأعمش، أبو محمد الأسدي الكوفي (ت: 148هـ)، وراوياه: المطوعي الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوعي، أبو العباس (ت: 371هـ)، والشنبوذي، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يونس، أبو الفرج الشطواني البغدادي (ت: 388هـ).

 

ومما سبق يتضح لنا أهم فرق بين الشاطبية والطيبة، وهو أن الشاطبية فيها طريق واحد للراوي، بينما الطيبة فيها جميع طرق الراوي بما فيها الشاطبية.

 

ولتوضيح هذا الأمر عمليًّا، كان هذا البحث - الذي طلبه بعض الطلبة الذين يقرؤون عليَّ - في مقارنة رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية ببقية طرق الطيبة في نفس هذه الرواية؛ لأنها أشهر الروايات في العالم الإسلامي، وبها نقرأ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القراءات الشاذة: أحكامها وآثارها
  • نشأة القراءات الشاذة
  • ثبوت القراءات عن رسول الله وتاريخها
  • من تراجم الأئمة الأعلام في القراءات
  • من لطائف التوجيهات فيما جاء من القراءات
  • كيفية جمع القراءات القرآنية
  • فوائد تعدد القراءات

مختارات من الشبكة

  • الإضمار البلاغي في القراءات القرآنية: دراسة تطبيقية في القراءات السبع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • القراءة المقبولة والمردودة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوجيه الصوتي للقراءات القرآنية في كتاب "لطائف الإشارات لفنون القراءات" للقسطلاني، الصوامت نموذجا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • قراءة موجزة حول كتاب: قراءة القراءة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أئمة القراءات الشاذة وحكم القراءة بها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية القراءة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملخص مفاهيم القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القراءات بين الإهمال والإعجام لهادي حسين الحرباوي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مذاهب المحققين في مقدار المد المتصل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقل رب زدني علما(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/12/1446هـ - الساعة: 18:7
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب