• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لماذا لا نتوب؟
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    وكن من الشاكرين (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حكم صيام يوم السبت منفردا في صيام التطوع مثل صيام ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وما الصقور؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    آيات عن مكارم الأخلاق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    عاشوراء بين نهاية الطغاة واستثمار الأوقات (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القابض ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    أشواق وحنين إلى بيت الله الحرام (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تخريج حديث: إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    اغتنام نعمة الوقت (خطبة)
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم.. فوائد وتأملات - ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    وصايا إسلامية
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    {يوم التقى الجمعان}
    د. خالد النجار
  •  
    أصول الاستدلال في تفسير الأحلام (PDF)
    سعيد بن علي بن محمد بواح الصديق
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة (خطبة)

ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2021 ميلادي - 26/10/1442 هجري

الزيارات: 31415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71].

 

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

أيها الإخوة المسلمون؛ ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة، وقد قال سبحانه في كتابه: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾، فمن خان الأمانة فهو منافق، قال سبحانه تكملة لهذه الآيات: ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 72، 73]، فمن أدى الأمانة فهو مؤمن، وإلا دخل في النفاق أو الشرك، قال جل جلاله: ﴿... فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ... ﴾ [البقرة: 283]. وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8]. وقَالَ سبحانه وتَعَالَى آمرا المؤمنين والمسلمين جميعا أن يؤدوا الأمانات فقال: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].

 

[والأمانة: تقع على الطَّاعة، والعبادة = فكل مطيع لله فاعلا لأوامره مبتعدا ومجتنبا لنواهيه فهو أمين، والأمانة عبادة فكل من أدى العبادات على قدر طاقته واستطاعته من طهارة وصلاة وصيام ونحو ذلك من عبادات فهو أمين، فمن لم يؤدها فهو خائن، والثقة، فالأمانة تطلق على الثقة، ففاقد الثقة ليس بأمين، وتطلق أيضا على الوديعة والوديعةِ هي التي يجعلها عندك إنسان أمانة فمن أكل منها شيئا أو جحدها فهو خائن، وتطلق الأمانة على الأمان، والأمان فبعض الناس يعطيك الأمان فإن لم يوف به فهو خائن]، بتصرف التحبير لإيضاح معاني التيسير [6/ 530]

 

فقد ذهب عصر الأمانة، وظهر عصر الخيانة؛ فكيف نطمع يا عباد الله في هذا العصر بدخول الجنة ولم نضمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ستًّا من الخصال طلبت منا؟ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ، أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ"، [حم] [22809]، [حب] [271]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [1018]، الصَّحِيحَة: [1470].

 

فخائن الأمانة لا دين له، ولا إيمان له، فقد ثبت عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ "، [حم] [12406]، [حب] [194]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [7179]، المشكاة: [35].

 

وإياكم يا عباد الله كبارا وصغارا، شبابا وشيوخا، يا من تجلسون في مجالس تجمعكم، وفي أماكن تضمُّكم، إياكم وإِفْشَاء سِرِّ الْمَجَالِس فإنه خيانة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَجَالِسُ بِالْأمَانَةِ"، أخرجه القضاعي [1/ 37، رقم: 3]، والخطيب [11/ 169]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [2330]، [6678].

 

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حُدِّثَ الْإِنْسَانُ حَدِيثًا، وَالْمُحَدِّثُ يَلْتَفِتُ حَوْلَهُ، فَهُوَ أَمَانَةٌ"، [حم] [14834]، [هب] [11193]، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد.

 

وفي رواية: "إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ، فَهِيَ أَمَانَةٌ"، [د] [4868]، [ت] [1959]، [حم] [14514]، انظر صحيح الجامع: [486]، الصحيحة: [1090]، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: [2025].

 

يعني [[إذا حدث الرجل] أو المرأة [ثم التفت] وهو يحدث يلتفت يمينا وشمالا متحرزًا وممتنعا ممن يقرب من السماع لكلامه، فمن الخيانة أن يقوم بإخراجه خارج المجلس والتحدُّث به، [فهي]، أي: المقالة التي حدث بها [أمانة]، فلا يجوز إفشاؤها فإن التفاته قرينة على إرادته أن لا يطلع عليها أحد، وفيه العمل بالقرائن]. بتصرف التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ [2/ 22].

 

فلا تخونوا المجالس يا عباد الله.

 

ومن الخيانة؛ عدم النصيحة عند الاستشارة: كإنسان يستشيرك في أمر ما؛ في زواج أو طلاق، في تجارة أو عمل من الأعمال، في فتوى ونحو ذلك، هذه الاستشارة أمانة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ"، [ت] [2822]، [د] [5128]، [جة] [3745]، انظر صحيح الجامع: [6700]، الصَّحِيحَة تحت حديث: [1641].

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["مَنْ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ"]، [خد] [259]، [حم] [8249]، ["بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ"] أي الصواب ["فِي غَيْرِهِ، فَقَدْ خَانَهُ"]، [د] [3657]، انظر صحيح الجامع: [6068].

 

فلا تخونوا أماناتكم يا عباد الله.

 

ومن تضييع الأمانات وخيانتها إسنادُ الأمور إلى غير أهلها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، [خ] [6496]، أي: جِنْسُ الْأُمُورِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ؛ كَالْخِلَافَةِ مثلا، وَالْإِمَارَة والمسئولية وَكذلك يدخل فيها الْقَضَاء، وَيدخل فيها الْإِفْتَاء وَغَيْر ذَلِكَ، فلا بد أن يكون هؤلاء من أهل هذا الأمر.

 

ومن علامات الساعة أن ترفع الأمانة، لا يبقى في الأرض أمين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ، قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، يَظْهَرُ النِّفَاقُ، وَتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ، وَيُتَّهَمُ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ غَيْرُ الْأَمِينِ، أَنَاخَ بِكُمُ الشُّرْفُ الْجُونُ"، قَالُوا: [وَمَا الشُّرْفُ الْجُونُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!] قَالَ: "فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ"، [حب] [6706]، الصحيحة: [3194].

 

بل أول ما يفقد الناس في هذه الدنيا الأمانة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في جذر قلوب الرجال قبل القرآن والسنة: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الْأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِهِمُ الصَلَاةُ، وَرُبَّ مُصَلٍّ لَا خَلَاقَ لَهُ عِنْدَ اللهِ"، [طب] [9562]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [2575]، [لَا خَلَاقَ لَهُ]، أَيْ: لَا نَصِيب ولا حظ له عند الله.

 

وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَلَاةُ"، الضياء في المختارة: [1/ 495]، انظر الصَّحِيحَة: [1739].

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله كما أمر، وأشكره على نعمه، وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما انبلج فجر وانفجر وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

 

وفي الآخرة يكون الحساب والعقاب على هذه الأمانة، أو على تلك الخيانة، يوم القيامة وبعد الوقوف قبل الصراط يمر الناس على الصراط المستقيم، قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث الشفاعة الطويل: ["... تُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا،..."،... "وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ"، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا. [م] 329- [195].

 

وَعَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: "الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الْأَمَانَةَ؛ يُؤْتَى بِصَاحِبِ الْأَمَانَةِ -وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ- فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ؛ كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَيْهَا، وتُمَثَّلُ لَه أَمَانَتُهُ، فَيَجِدُهَا كَهَيْئَتِهَا يوم دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَرَاهَا فَيَعْرِفُهَا، فَيَهْوِي في أثَرِهَا -أي سبعين خريفا- حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَعْرِهَا، فَيَأخُذُهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، ثُمَّ يَصْعَدُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ بِهَا، -أي وصل إلى الحافة- زَلَّتْ فَهَوَتْ، فَهُوَ فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، ثُمَّ قَالَ عبد الله بن مسعود: الصَلَاةُ أَمَانَةٌ، وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ، والْوَزْنُ أَمَانَةٌ، والكَيْلُ أَمَانَةٌ، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ"، قَالَ زَاذَانُ تلميذ عبد الله بن مسعود التابعي: فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ عَبْدُ اللهِ؟! فَقَالَ: صَدَقَ، أَمَا سَمِعْتَ اللهَ يَقُولُ: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾، [النساء: 58]. [هب] [5266]، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: [1763]، [2995].

 

أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله! احرصوا على أداء الأمانات واسألوا الله الثبات على ذلك حتى الممات، فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم إنا نسألك أن ترزقنا القيام بأداء الأمانات على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم إنا نعوذ بك من إضاعتها أو التساهل فيها، إنك جواد كريم.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معنى الأمانة وشمولها لجميع الأعمال
  • خطبة قصيرة عن الأمانة
  • حكم وصف الكفار بالصدق والأمانة وحسن العمل
  • وجوب أداء الأمانة والتحذير من الخيانة
  • الخطوات المثالية لزرع قيمة الأمانة (خطبة)
  • الأمانة دستور حياة (خطبة)
  • الأمانة والتحذير من الفساد بالمال العام
  • خطبة: خلق الأمانة
  • حديث: أد الأمانة إلى من ائتمنك

مختارات من الشبكة

  • نجاة أهل العصر في سورة العصر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع سورة العصر: في رحاب سورة العصر (1) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استخدامات الذهب في العصر العباسي 132هـ - 656هـ (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اليونسكو تحتفل بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • النمسا: سلسلة تلفزيونية تعرض تطور الإسلام وعصره الذهبي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • العصر الذهبي للكلاسيكية (مرحلة الانتقال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • العصر الذهبي للكلاسيكية (مرحلة الازدهار)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إعلام أهل العصر بسنية الركعتين بعد العصر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الرسائل الشعرية في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي - دراسة موضوعية فنية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • قائمة المفردات الشائعة في اللغة العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث للدكتور فتحي علي يونس(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/1/1447هـ - الساعة: 11:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب