• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ما انتقد على «الصحيحين» ورجالهما، لا يقدح فيهما، ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} ...
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    وما ظهر غنى؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    سؤال وجواب في أحكام الصلاة
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    خطبة: يكفي إهمالا يا أبي
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة: فتنة التكاثر
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم
    د. وفا علي وفا علي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    إطعام الطعام من أفضل الأعمال
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    { لا تكونوا كالذين كفروا.. }
    د. خالد النجار
  •  
    دعاء من القرآن الكريم
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    تخريج حديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    أخلاق وفضائل أخرى في الدعوة القرآنية
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم فيها
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

آخر جمعة من رمضان (خطبة)

الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/5/2021 ميلادي - 25/9/1442 هجري

الزيارات: 68922

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آخر جمعة من رمضان

 

الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ تفرَّدَ عزًّا ومجدًا وجلالًا، وتقدس بهاءً وسناءً وجمالًا، وتوحَّدَ عظمةً وكبرياءً وكمالًا، تباركَ ربُنا سبحانهُ وتعالى: ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [ص: 66].

 

وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، الجليلُ الجبار، ﴿ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16].

 

وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ، المصطفى المختار، أزكى الأنامِ، ومسكُ الختامِ، وبدرُ التمامِ، وخيرُ من صلى وصامَ، وتعبَّدَ لربه وقامَ، وطافَ بالبيت الحرامِ .. صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليهِ وعلى آلهِ الأعلامِ، وصحابتهِ الكرامِ، والتابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم التمامِ.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون وأطيعوه، وتوبوا إليه واستغفروه، وعظِّموه في هذا اليوم المباركِ وكبِّروه، واذكروه كما هداكم وسبِّحوه، واشكروه على ما أعانكم عليه من الطاعات واحمدوه .. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

معاشر المؤمنين الكرام:

في تشريعاتُ الإسلام أسرارٌ عجيبةٌ لا تنتهي .. ومواعظُ بليغةٌ لكل من يتأملُ أو يُنصِتُ ويُصغي .. من ذلك مواعظُ رمضانُ .. فرمضان مدرسةٌ مليئةٌ بالعبرَ والعظات، والدروس النيرات .. حريٌّ بالمسلم الصادق أن لا يمرَّ به هذا الشهر المبارك، دون استلهامٍ لدروسه البليغة، وأن يستفيد بأكبر قدرٍ من عبرهِ ومواعظه .. وأن لا يخرج المسلمُ منهُ إلا وقد صلُحت أوضاعه، وتحسنت أحوالهُ، وتداركَ ما فاتهُ ..

 

ها هو شهرُ التقوى قد آذنَ بالرحيل، ولم يبق منه إلا القليل .. فهنيئًا لمن عَمرهُ بذكر اللهِ تعالى وأكثر من صالح الأعمال .. وهكذا هي الدنيا .. وهكذا هو عُمرُ الانسان .. ينقضي ويمضي كما انقضى رمضان .. فبالأمس القريب كنا نستقبلُ شهرنا بالبشر والترحاب، وها نحن الآنَ نتهيأ لوداعه وفراقه، وهكذا هو حالُ الانسان .. يُولدُ ويبدأ كما يبدأ الهلالُ، صغيرًا ضعيفًا .. ثم يكبرُ ويقوى شيئًا فشيئًا، حتى يُصبحَ بدرًا مُكتملًا، ونورًا قويًا مُشعًا .. ثم يرجعُ شيئًا فشيئًا إلى الضعف والوهن، ثم يختفي كليًا .. وكم من الشهور مضت، وكم من الأعمار انقضت .. وكلها بداياتٌ ونهايات .. وهكذا هي الدنيا بكلِّ ما فيها .. لها بدايةٌ أذنَ اللهُ تعالى بها، ولها نهايةٌ قدَّرها الله جلَّ وعلا: ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ﴾ [الأحزاب: 63]، ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ﴾ [النازعات: 42 – 45].

 

ودرسُ النهاية الذي ينبغي أن ننتبهُ لهُ جيدًا .. هو أنَّ العبرةَ ليست في ذهاب الزمن، وتوالي البدايات والنهايات .. وإنما العبرةُ في استثمارِ هذا الزمنِ وحُسنِ استغلالِه.

 

﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37].

 

﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 23 – 24].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

نعم معاشر الصائمين الكرام:

عُمرُ الإنسان لا قيمةَ لهُ إلا بما أودعهُ من أعمالٍ صالحة؛ ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 8].

 

﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 103].

 

وفي الحديث الصحيح: "خيرُ الناسِ من طالَ عُمرهُ وحسُن عملهُ، وشرُّ الناسِ من طالَ عُمرهُ وساءَ عملهُ".

 

ورمضانُ زمانٌ كغيره من الأزمنة، وإنما كانَ خيرَ الشهورِ وأفضلها، لكثرة ما يقعُ فيهِ من الأعمالِ الصالحة، والأمور المباركة ..

 

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

 

والدنيا وعُمر الإنسانِ مثلُ رمضان، سُرعانَ ما يمضيان، بكلِّ ما فيها من خيرٍ وشر .. وحلوٍ ومُر .. ونكدٍ وسرورٍ وأحزان .. وسُرعان ما ينسى الإنسان كُل ما مرَّ عليه فيها من نعيمٍ وشقاء .. وراحةٍ وعناء .. وها نحن يا عباد الله في أواخر شهرنا الميمون .. فسلوا من جدَّوا فيه واجتهدوا، وجاهدوا أنفسهُم على الطاعات واصطبروا .. فأضنوا أجسادَهم وأسهروا ليلهم وقاموا وتهجدوا .. يتلمسون رضا ربِهم ويتقربوا .. فسئلوهم الآن عن قيامِهم وعن نصَبهم، وعن تعبِهم وعن سهرهم، ستجدون أنهم قد نسوا ذلك كُلهُ ولا يذكرونه، ولكنهُ بفضل اللهِ محفوظٌ في صحائف أعمالهم .. وأنهم صاموا فصانوا صِيامهم، وقاموا فأحسنوا قيامهم، وعمِلوا أعمالًا صالحةً كثيرةً امتلأت بها صحائِفُهم، ولسوف يجدون كُلَّ ذلك أحوجَ ما يكونون إليه، عندما يقفون بين يدي خالقهم، نسألُ اللهُ الكريمَ من فضله ورحمته ... وفي المقابل سلوا الذين قضوا رمضانَ في النوم والغفلة والبطالة، ورفَّهوا عن أنفسهم بالمتع والملذات، وتفكهوا بما يُعرضُ لهم في الفضائيات وعلى الشاشات، وإنْ صلى أحدهم صلى ثقيلًا، وإن قرأ القرآنَ ملّهُ سريعًا، وأنَّ الرفاهيةَ والمتعةِ، قد أخذت منهم أكثر أوقاتهم، وجُلَّ طاقاتهم، فسلوهم الآن عن أنواع الرفاهية التي ترفهوها، وعن المتع التي تمتعوها .. فإنكم لن تجدوا عندهم منها سوى الضيقِ والضنك .. وشتانَ والله يا عباد الله: بين عملٍ تذهبُ لذاتهُ وتبقى تبِعاتهُ وحسراته، وبين عملٍ تذهبُ مؤنتهُ وتبقى مثوبتهُ وكرامته .. ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ [الشعراء: 205 - 207].

 

وهكذا يا عباد الله فالعمرُ والدنيا كرمضان .. تمضي وتنقضي بحلوها ومرها، بنكدها وسرورها، وينسى الفريقانِ كُلَّ ما أصابهم من رخاءٍ أو عناء، أو ضراءٍ أو سراء .. ويبقى المحسنُ مُحسنًا، يجني في الآخرة ثمرةَ إحسانه، ويبقى المسيءُ مُسيئًا، يجدُ في يوم القيامةِ مغبةَ إساءته، ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].

 

في صحيح مُسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأنعم أهلِ الدنيا من أهل النارِ يومَ القيامةِ، فيصبغُ في النار صبغةً، ثمَّ يقال: يا ابن آدم هل رأيتَ خيرًا قطُّ؟ هل مرَّ بك نعيمٌ قطُّ؟ فيقول: لا والله يا ربِّ، ويُؤتى بأشدِّ الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنَّةِ فيصبغُ صبغةً في الجنَّة، فيقالُ له: يا ابن آدم هل رأيتَ بؤسًا قط؟ هل مرَّ بك شِدةٌ قطُّ؟ فيقول: لا والله يا ربِّ ما مرَّ بي بؤسٌ قطُّ، ولا رأيت شِدةً قطُّ" ... لا إله إلا الله، كم هو درسٌ عظيمٌ، وموعِظةٌ بليغة .. نسيَ المحسنُ كلَّ ما كابدهُ من تعبٍ وعناءٍ بغمسةٍ واحدةٍ في الجنَّة، ونسيَ المسيءُ كُلَّ ما استمتع به من رفاهيةٍ ورخاءٍ بغمسةٍ واحدةٍ في النار .. وتأملوا يا عباد الله ما يقولهُ المحسنون يوم القيامة: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر: 34، 35]، وفي الآية الأخرى: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 74].

 

وفي المقابل فإن الآيات التي تتحدث عن حال المسيئين كثيرةٌ وأليمة:

﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [الأعام: 31].

 

﴿ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 44].

 

﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 12].

 

فمن أحسن فيما مضى من رمضان فليحمد الله تعالى، وليستمر على العمل الصالح بعد رمضان، حتى لا يخسر ما ربحه، فيكونُ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا.

 

وليعلم أن انتهاء العمر سيكون سريعًا كانتهاء رمضان، فالله الله فيما بقي من عمره ... ومن أساء في رمضان، وفاته الخير والإحسان، فليبادر بتوبةٍ صادقةٍ يختم بها شهرهُ، وليستغفر كثيرًا لما مضى من تقصيره، وليأخذ من سرعة دخول الشهر وخروجه عبرةً وعظه، وأن زوال الدنيا سريع، وأن الرحيل منها قريب، وأن له فرصةً فيما بقي من عمره تعويضًا عما فاته من الخيرات، وليحذر من تضييع بقيةِ عُمره كما ضيَّعَ رمضان، فتكونَ عاقبتهُ الندمُ والحسَّرةُ والخُسران.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 18 – 20].

بارك الله ...

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله كما ينبغي ...

 

أما بعد فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن ...

 

معاشر المؤمنين الكرام:

شرع اللهُ تعالى لكم في ختام شهركم أعمالًا صالحةً تزكي نفوسكم، وتُتمِّمُ طاعتِكم، وتجبرُ نقصَ صِيامِكم، من ذلكم: زكاةُ الفِطرِ التي فرضها الله تعالى طُهرةً للصائمين، وطُعمةً للمساكين، وأوجبها على القادرين من المسلمين.

 

يُخرجها الرجلُ عن نفسهِ وعمن تلزمهُ نفقتهُ من زوجٍ وأهلٍ وولدٍ ونحوهم، ويستحبُ اخراجها عن الجنين، والأفضلُ للمُكتسِب القادر أن يُخرجها عن نفسه .. ولا ينبغي إخراجُها نُقودًا، وإنما يُخرجها طعامًا كما في الحديث المتفق عليه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " فرضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد، والحر، والذكر، والأنثى، والصغير، والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة".

 

وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه المتفق عليه، مزيدٌ من أصنافِ الطعام المنصوصِ عليها، قال رضي الله عنه: (كنا نخرج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو صاعًا من شعيرٍ أو صاعًا من تمر أو صاعًا من أقط أو صاعًا من زبيب).. وينبغي أن يتعاهدَ بها الفقراءَ والمحتاجين فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم".

 

والأفضل أن يخرجها المسلم قبيل صلاة العيد، ولا حرجَ أن يُخرجها قبل العيد بيومٍ أو يومين .. ولا يجوزُ تأخيرها عن صلاة العيد .. ففي الحديث قال عليه الصلاة والسلام: "من أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أداها بعد الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقات".

 

ومما شُرع لكم في ختام شهركم شعيرةُ التكبيرِ .. شُكرًا لله على ما هداكم للإيمان، وعلى ما وفقكم للصيام والقيام والتمام .. قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، ويبدأ التكبيرُ من دخول ليلة العيدِ وحتى صلاة العيد.. والمنقولُ عن أكثرِ الصحابة رضي الله عنهم في صفة التكبيرِ قولهم: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

 

ألا فاتقوا الله عباد الله وجدوا واجتهدوا، واختموا شهركم بصالح أعمالكم، ومَن كَانَ مُحسِنًا فليزداد، وَمَن كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَلْيُبادر بالأَوبَةَ والتعويض؛ فإِنَّمَا الأَعمَالُ بِالخَوَاتِيمِ، وَالتَّوبَةُ تَجُبُّ مَا قَبلَهَا، وأكثروا من الاستغفار في ختام شهركم، فإنما تختم الأعمال الصالحة بالاستغفار.

 

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان ..

 

اللهم صل ..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة آخر جمعة من رمضان
  • رمضان أمل المكروب وفرحة القلوب (خطبة)
  • آخر جمعة من رمضان
  • في آخر جمعة من رمضان
  • توجيهات في آخر جمعة من رمضان 1444هـ (خطبة)
  • خطبة: آخر جمعة من رمضان 1445هـ
  • آخر جمعة من رمضان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • برنامج يومي للعشر الأواخر من شهر رمضان وجدول للعبادات في العشر الأواخر(مقالة - ملفات خاصة)
  • أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ( نسخة أخرى )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المجلد الرابع من صحيح البخاري، نسخة أخرى، من كتاب الأضاحي لآخر الكتاب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • دليل الطالب لمرعي الكرمي، ناقص الآخر، آخره باب ميراث المطلقة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حديث: أخروهن من حيث أخرهن الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يكفي إهمالا يا أبي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فتنة التكاثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الركن الخامس من أركان الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 10:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب