• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة التفسير سورة قريش
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    عناية النبي - صلى الله عليه وسلم- بحفظ القرآن ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    خطبة: فوائد الأذكار لأولادنا
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    إمامة الطفل بالكبار
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    القران الكريم في أيدينا، فليكن في القلوب
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    مقام العبودية الحقة (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    الصدقات والطاعات سبب السعادة في الدنيا والآخرة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الخشوع المتخيل! الخشوع بين الأسطورة والواقع
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    الانقياد لأوامر الشرع (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    الوقت في الكتاب والسنة ومكانته وحفظه وإدارته ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    تفسير قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    تفسير سورة العلق
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    النهي عن الوفاء بنذر المعصية
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الدرس السادس والعشرون: الزكاة
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة: وقفة محاسبة في زمن الفتن
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الدعوة وطلب العلم
علامة باركود

منهج القرآن في صناعة الإنسان (موسى عليه السلام نموذجا)

منهج القرآن في صناعة الإنسان (موسى عليه السلام نموذجا)
د. جمال يوسف الهميلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/8/2018 ميلادي - 4/12/1439 هجري

الزيارات: 22957

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منهج القرآن في صناعة الإنسان

(موسى عليه السلام نموذجًا)

 

الوحيد في القرآن الذي جمَع خمس خِصالٍ:

1- طغى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 43].

2- علا في الأرض: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 4].

3- يستضعف ويُذبِّح ويُبقِي النساء: ﴿ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4].

4- مفسد: ﴿ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4].

5- ادِّعاء الربوبية: ﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24].

 

إن مَنْ يدعو مثل هذه الشخصية إلى الإيمان والتوحيد، لا بد أن يكون داعيةً بمواصفات خاصة، فكيف إذا كان ثَمَّةَ مهمة أخرى لذلك الداعية؛ وهي استنقاذ بني إسرائيل من بين يدي فرعون، والخروج بهم من مملكته، وما أدراك ما بنو إسرائيل؟! قوم تشرَّبُوا الذُّلَّ، وركَنوا إليه، فالنفوسُ كسيرةٌ، والهِمَمُ ضعيفةٌ، والدافعيةُ هزيلةٌ.

 

ومن هنا العناية الفائقة ليستْ في اختيار الداعية المناسب لكلتا المهمتين فقط، بل صناعته، فالمهمة جسيمة وخطيرة، وكما لا يَخفى فإن عملية الصناعة تمرُّ بثلاث خُطُوات:

1- تحديد المخرجات (المنتج).

2- اختيار المدخلات.

3- وضع العمليات.

 

وصناعة الإنسان لا تختلف كثيرًا، فلا بد من تحديد المهام المطلوبة من صناعة هذا الإنسان، ثم حُسْن اختيار الأقرب، ثم وَضْع العمليات المناسبة لإتمام المخرجات بالشكل المطلوب.

 

وبالنظر إلى المهام المطلوبة من الداعية: دعوة فرعون + انتشال بني إسرائيل من بين يديه، فهي مهمة صعبة وتحتاج إلى داعية يُختار بعنايةٍ، ثم يُصنَع، فكيف تمَّ ذلك؟

 

فلنعُد إلى القرآن الكريم، ولنقرأ معًا: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 13]، يا سلام، كم هي جميلة كلمة "وأنا"، فهو اختيار رباني وليس بشريًّا، بعد الاختيار يأتي الاصطفاء والاختصاص وتحديد الخصوصية: ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ [طه: 41]، "لنفسي" لأداء رسالتي، فالاختيار تمَّ لأداء مهمة الرسالة، ثم جاءت العناية والرعاية والتربية: ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39]، فالقرآن يتحدَّث عن صناعة الإنسان، إذًا هناك اختيارٌ واصطفاء وصناعة، وكلها مصطلحات قرآنية، بَقِيَ أن نعرِف أن الشخصية المختارة هو نبي الله موسى عليه السلام الذي ذُكِر في القرآن الكريم مائة وستًّا وثلاثين مرة في أربع وثلاثين سورة من القرآن الكريم.

 

والآن إلى السؤال المهم: كيف عرض القرآن صناعة موسى عليه السلام؟

من المسلَّمِ به أنا لا نستطيع أن نُحيطَ بكُلِّ أسرار القرآن في صناعة الإنسان، لكن سنحاول أن نستشفَّ أبرز ملامح تلك الصناعة من خلال حديث القرآن عن موسى عليه السلام، وسأكتفي بذكر عشرة ملامح مهمة؛ لتكون نبراسًا لنا في صناعتنا لأنفسنا وللآخرين:

1- الأسرة: المحضن الأول والأهمُّ في حياة الإنسان، فموسى عليه السلام من عائلة آل عمران: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 33]، ثم بعد ولادته: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ﴾ [القصص: 7]، ثم يستمرُّ تتابُع الاهتمام الأُسري: ﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ﴾ [القصص: 11]، لعلك لاحظْتَ معي أن الكلام يُربَط دائمًا بموسى عليه السلام، فـ" أم موسى"، و"لأخته" بلا أسماء؛ وإنما بيان لعلاقتهم بالغلام المختار، وهو موسى عليه السلام.

 

2- التنشئة: فلا بد من الجَمْع بين التربية على القيم والمبادئ والأَنَفة والترفُّع عن الذُّلِّ، فبيتُ آل عمران لهم تاريخ مجيد في ذلك، لكنهم يعيشون وسط الذُّلِّ والإهانة المجتمعية مع بني إسرائيل، فلا ينبغي أن تكون تنشئة الغلام عندهم فقط، فكان الغلام ينتقل بين تكفُّل بيت آل عمران: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]، وبين القصر الفرعوني بما فيه مِن بطش وشدة وترفُّع: ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾ [القصص: 9]، وهكذا تمَّت تنشئة موسى عليه السلام بين هذين البيتين؛ لتُسهم في صَقْل الشخصية المطلوبة.

 

3- التعليم: فلا عمل بلا علمٍ، وهذا العلم يجب أن يكون مُقنَّنًا بوقت معين يكون فيه الإنسان في أحسن حالته الاستعدادية؛ يقول ربنا تبارك وتعالى: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [القصص: 14]، الأشد: كمال القوة، والاستواء: كمال البنية، فلما اكتمل بناء القوة والبنية، أصبح جاهزًا لتلقِّي العلم ومعه الحُكْم وهو الحِكْمة، فجمع الله له بين العلم (المعرفة) والحكمة؛ وتعني: القُدْرة على توظيف المعارف بطريقة صحيحة، وحين نتحدَّث عن العلم، فإنا نتحدَّث عن المعارف التي يحتاج إليها هذا المكلَّفُ لتحقيق رسالته، بلا تحديد لصَنْف من العلوم إلَّا في حدود ارتباطه بالهدف المنشود.

 

4- التجارب: وهي الجانب العملي التطبيقي لممارسة الحياة كما هي، وليست بصورتها المثالية، فربما يقع المربي في بعض الممارسات غير الجيدة؛ ليكتسب بنفسه المهارات الحياتية؛ لتكون أرسخَ، مع دقَّة الملاحظة والتوجيه، فها هو موسى عليه السلام يقتُل بغير عمدٍ، ثم يخرج من المدينة خائفًا، ثم يتوجَّه إلى مكان جديد (يتغرب)، فيعمل ويتعب لعدة سنوات مع صِنفٍ آخر من الناس غير الذين كان معهم، ولعلَّك تُدرِك من متابعتك لقصة موسى عليه السلام التدخُّل الربَّاني في التوجيه، فبعد أن قَتَلَ بغير عمدٍ أرسل الله له رجلًا ﴿ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ﴾ [القصص: 20] (بلا اسم)؛ ليحذره فيخرج، وفي غربته يُهيِّئ الله له رجلًا صالحًا (بلا اسم)؛ ليتَّفق معه على العمل، هكذا هي المراقبة الدقيقة والتوجيه السديد.

 

5- الظروف: وهو اختيار الأحوال المناسبة في التكليف بالعمل المطلوب، ونعني بالظروف الزمان والمكان والسن، وكل ما يتعلَّق بجعل المكلف يكون في أحسن أحواله لتقبُّل التكليف، خرج موسى عليه السلام من المدينة بعد أن قَتَل بغير عمدٍ، ثم وصل إلى (مَدين) وعمل لعدة سنوات، وفي أثناء عودته مع زوجه إلى قومه (مكان الدعوة)، يحصُل اللقاء مع ربِّ العالمين في وقت كان فيه أشدَّ حاجةً لمن يُرشِده، كما أن البنيان الجسدي والعلمي والنفسي والاجتماعي قد اكتمل، فهو أنسَبُ وقت للتكليف وقد حصل.

 

6- التكليف: وهي آلية عرض التكليف والمطلوب، لنستعرض معًا ما حصل مع موسى عليه السلام:

• ﴿ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴾ [القصص: 29]، ذهب للمجهول للنجدة والمساعدة.

 

• يسمَع كلامًا عجيبًا يبدأ بالتعريف ليحصل الاطمئنان: ﴿ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [القصص: 30].


• بيان شيء من قدرة المكلِّف: ﴿ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ﴾ [القصص: 31]، ثم ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ﴾ [القصص: 32].


• تطمين المقابل: ﴿ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴾ [القصص: 31].

 

• بيان المطلوب: ﴿ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [القصص: 32]، وفي آية أخرى: ﴿ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ﴾ [طه: 47].


7- القبول: كلما كانت المهمةُ صعبةً، كان من دواعي القبول تحقيق بعض مطالب المكلَّف بما لا يتعارض مع المهمة؛ فقد طلب موسى عليه السلام أن يكون هارون عليه السلام معه، ومن جميل الحوار أن موسى عليه السلام أوضحَ أسباب اختيار هارون عليه السلام ليكون معه[1]، فهو ليس طلبًا غير مُبرَّر، فما أجمل الحوار! بل زيادة على ذلك تطمينه لما يخشاه: ﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾ [القصص: 35]، فإن كنت تخاف من قتلك فهم لن يصلوا إليكم فضلًا عن قتلكم، ثم ستكون الغلبة لكما.

 

8- التدريب: لكي تكتمل صورة التكليف، ويكون الإتقان طريقًا واضحًا لا لَبْسَ فيه، فمن المفيد تدريب المكلَّف على بعض الأعمال والأحداث التي سيواجِهها أثناء تأديته للرسالة، لنتأمَّل ما قاله الله لموسى عليه السلام بعد سؤاله عن عصاه: ﴿ قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى * لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى ﴾ [طه: 19 - 23]، فمِن الحِكَمِ في رمي العصا وإضمام الجناح، تدريب موسى عليه السلام على ذلك العمل؛ لأنه سيُباشره أمام فرعون وسَحَرته، فكان ذلك أدْعَى ألَّا يُفاجأ موسى عليه السلام بما سيحصُل للعصا ولا ليده.

 

9- الاجتهاد: قد يجتهد المكلَّف في بعض المواقف، فلا ينبغي التدخُّل في كل صغيرة وكبيرة، بل لا بد من إعطائه مساحةً كافيةً مع التوجيه عند الحاجة لذلك، خاصة إذا كان المكلَّف قد أعطى الكثير، وبادر في العمل الجليل، فقد اجتهد موسى عليه السلام في الاستعجال في الذهاب إلى ربِّه قبل قومه: ﴿ وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 83]، كما اجتهد في قصته المشهورة مع الخضر، واستعجل السؤال ولم يصبر حتى يُخبره الخضر بالأسرار.

 

10- الخصوصية: كلما زاد التكليف زاد التشريف، وكلما زاد التشريف زادت الخصوصية والمساحة المسموحة للمكلَّف أكثر من غيره، لنقرأ: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 143]، ومن صور الخصوصية لموسى عليه السلام موقف يقول عنه القرآن الكريم: ﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ ﴾ [الأعراف: 150]، إلقاء الألواح: رَميُها من يده إلى الأرض، ومع ذلك لا يوجد في القرآن ما يُشير إلى المعاتبة الربانية لموسى عليه السلام على هذا الفعل.


وهكذا نخلُص إلى:

• قبل أن تبدأ بالصناعة عليك تحديد المهام والأدوار المطلوبة، وبناءً عليها تضع قائمة المعارف والمهارات والسلوكيات المنشودة لتحقيق تلك المهام.

 

• عليك بالاجتهاد في اختيار الشخصيات الأقرب لما تريد، ثم تبدأ بتسديد النقص ومعالجة القصور، والإتمام عن طريق عمليات الصناعة.

 

• ضَعْ خُطة لصناعة الإنسان بما يُحقِّق البنيان، ويُحقِّق التوازُن في الأكوان وَفْق الملامح العشرة:

إن إعمارَ الأكوان يَبدأُ مِن صناعة الإنسان، وصناعة الإنسان تَنطلِق من كتاب ربنا الرحمن.



[1] راجع حلقة 65 "ثمانية موسى" من برنامج مواقف قرآنية من إذاعة القرآن الكريم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منهج القرآن في بناء العقيدة في العهد المكي
  • منهج القرآن في مفاصلة مخالفيه
  • منهج القرآن في مجادلة الحيارى المرتدين ومكرة المشركين
  • منهج القرآن في ترشيد العقول وإعلاء الهمم وترقية المواقف
  • من سورة الأنعام: منهج القرآن في إحياء الأمة وتنشئة أجيال الرواد
  • قصة موسى عليه السلام (1) ولادتة
  • منهج القرآن في بيان الأحكام

مختارات من الشبكة

  • صناعة الكراهية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صناعة الكذب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أولويات التربية "عقيدة التوحيد"(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • سيد المناهج (المنهج الوصفي)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مدلول المنهج والتواصل والحوار اللغوي والاصطلاحي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لا إله إلا الله: منهج حياة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنهج التاريخي عند المؤرخين العراقيين في القرن الثالث الهجري: المنهج الحولي والموضوعي نموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الوجيز في مناهج المحدثين للكتابة والتدوين (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهج المتأخرين في تدوين الخلاف الفقهي: الإمام علاء الدين الكاساني الحنفي وكتابه بدائع الصنائع نموذجا(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منهج القرآن في مخاطبة الإنسان بين العقل والعاطفة والفطرة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/12/1446هـ - الساعة: 15:51
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب