• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإعاقة الباطنية: عمى البصيرة، وأمراض القلوب
    سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر
  •  
    الحسنات: تلك العملة الصعبة
    محمد شفيق
  •  
    خطبة: من مغذيات الإيمان التعرف على الله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    رعاية الله تعالى للخليل عليه السلام وحمايته من شر ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    شرح حديث: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن ...
    أ. د. كامل صبحي صلاح
  •  
    إذا أحببت الله.. (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    تحريم سب الدهر والسنين والشهور والأيام ونحو ذلك
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    بيان مصطلح الترمذي في التحسين والتصحيح والغرابة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    أمنية الصحابة (رضي الله عنهم)... رفقة المصطفى ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    الزينة في الصلاة أدب مع الله وهيبة في الوقوف بين ...
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    التلقب بملك الملوك
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    إحياء الأراضي الميتة
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    أثر النية السيئة في الأعمال
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    سورة المائدة (2) العقود والمواثيق
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    من آفات اللسان (2) النميمة (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    إضاءات منهجية من بعض مواقف الإمام مالك العقدية
    محفوظ بن ضيف الله شيحاني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الإسلام وتعظيم الغيرة

أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/2/2018 ميلادي - 23/5/1439 هجري

الزيارات: 35920

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسلام وتعظيم الغَيرة!

 

الحَمدُ للهِ الذِي بنعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالحِاتُ، وبالعمَلِ بطَاعتِهِ تَطِيبُ الحَياةُ، وبالإِيمانِ بهِ وتَقواهُ تُنالُ الخَيراتُ، وتُستَنزَلُ البَركاتُ، وتُدفَعُ المَكارِهُ والسيِّئاتُ.

 

وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَه لا شريكَ لَه، كلُّ الخَلائِقِ غَدًا بين يدَيْهِ مَوقُوفونَ مُحاسَبونَ، وبأعمالِهِم مَجْزِيُّونَ، وعلى تَفرِيطِهِم نادِمونَ؛ وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبدُه وَرَسولُهُ، النَّبيُّ الكريمُ، ذو الخُلُقِ العَظِيمِ، الذي أثنى عليهِ ربُّهُ، وامتَنَّ على العِبادِ بِبعثَتِهِ، صلَّى اللهُ وسلَّم عليهِ وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ، أمَّا بعدُ:

فيا أيُّها النَّاسُ: اتقو اللهَ، فإنَّ مَنِ اتَّقَ اللهَ، هَدَاهُ ووَقَاهُ في دِينِهِ ودُنيَاهُ.

 

أيُّها المسلمونَ:

كانَ أَحَدُ الشَّبابِ مُبتَعَثاً لدِرَاسةِ الأَركانِ في أَمرِيكَا.. وكانتْ تَربِطُهُ صَداقةٌ بجِنرالٍ أَمريكيٍّ، بعدَ أنْ تَعرَّفَ عليهِ بالكُليَّةِ.

 

وفي إِحدَى الأُمسيَّاتِ كانَا يَلعبانِ الشِّطْرَنْجَ في بَهْوِ مَنزلِ ذَلكَ الجِنرالِ. وفجأةً فُتحَ البَابُ، ودخَلَتِ ابنَتُهُ وهِيَ مُرتديةٌ مَلابسَ فَاضِحةً، ويَسيرُ خَلفهَا صَديقُهَا الأَصْلَعُ، ومَرَّتِ البنتُ بِجوَارِهِمَا، وأَلقَتِ التَّحيَّةَ، ثُم مَرَّ الشَّابُّ وقَالَ مِثلَهَا، وتَبِعهَا إِلى غُرفَةِ النَّومِ! فقالَ صَاحِبُنَا الْمُبْتَعَثُ للجِنِرالِ: أنَا لا أَعتَرِضُ علَى أُسلُوبِ حَياتِكُمْ.. لكِنَّي أَعرِفُ أنَّهُ مِن غَيرِ اللائِقِ لَدَيكُمْ أنْ يَذهَبَ الصَّديقُ مَع صَديقَتِهِ إلى غُرفَةِ النَّومِ! فرَدَّ عليِه الجِنرالُ بضِيقٍ شَديدٍ قَائِلاً:  أَكمِلِ اللَّعِبَ،،،

 

وبَدأ التَّوتُّرُ يَظهَرُ على الجِنِرالِ في رَعْشةِ أَصابِعِهِ، وهو يَحمِلُ حَبَّاتِ الشِّطْرَنْجِ، وبعد مدة نَزلَتِ ابنَتُه مِن غُرفَتِهَا، وأخَذَتْ طَريقَهَا إلى الخُروجِ معَ صَديقِهَا، وألَقَيَا التَّحيةَ وخَرجَا وأغلَقَا البابَ خَلفَهُما..

 

سَادَ الصَّمتُ أَجواءَ المنزِلِ، وفي حَركةٍ انفعَالِيَّةٍ، قَامَ الجنرالُ بِطَيِّ قِطعةِ الشِّطْرَنْجِ بعَصبيَّةٍ بَالغةٍ، فتَناثَرَتِ القِطَعُ، ثُم نَظرَ إلى صَاحِبنَا قائلاً له: اسْمعْ؛ أنَا جِنرالٌ في أكبرِ دَولةٍ في العالَمِ، وأَحكُمُ أَكثرَ مِن عَشرةِ آلافِ ضَابطٍ وجُنديٍ، لكِنِّي لا أَستطِيعُ أَن أَتحكَّمَ في بَيتِي! وَلو اعْترضْتُ على ابنَتِي لجاءَتْ بالشُّرطةِ، وتَعرَّضْتُ للمُحَاكمةِ وربَّمَا السِّجْن! اسمعْ؛ إنَّكُم في البلادِ الإِسلامِيةِ، أنتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ، تُديرونَ بُيوتَكُم بحُريَّةٍ مُطلقةٍ، لكُمُ السُّلْطةُ في أَبنائِكُم وزَوجَاتِكُم، لا يَخدَعُونَكُم، فنَحنُ لا نَشعُرُ بالسَّعادَةِ ولا بالطُّمأنِينةِ.

 

قَال صَاحِبُنَا: أدْركْتُ حِينَئِذٍ النَّعمةَ العظيمةَ التَّي نَرفلُ بِهَا.

 

أيها المؤمنونَ:

نَقِفُ اليومَ مع خُلُقٍ مِن أَخلاقِ الإِسلامِ الحَمِيدةِ، مَعَ سِمَةٍ مِن سِماتِ عِبادِ اللهِ الصالحينَ، هذَا الخُلقُ، أَعلَى الإِسلاَمُ قَدْرَهُ، وأَشادَ بذِكْرِهِ، هذا الخُلقُ هو السِّياجُ المَنِيعُ لحِمايةِ المجتمعِ الإسلاميِّ مِن الوُقوعِ فِي مَهاوِي الرَّذِيلةِ والفَاحِشةِ، هذَا الخُلقُ هو مَظهَرٌ مِن مَظاهِرِ الرُّجُولةِ الحَقِيقِيَّةِ؛ إنَّه، خُلقُ الغَيْرةِ؛ الغَيْرةِ على المحارِمِ، الغَيرةِ علَى الأعرَاضِ.

 

أيُّها المسلمونَ:

إنَّ الغَيرةَ على النِّساءِ مِن جَميعِ مَا يُؤذِيهِنَّ، خُلقٌ عَظيمٌ، يَقذِفُهُ اللهُ في قُلوبِ الرِّجالِ، وهو في ذاتِ الوَقتِ مَطلبٌ شَرعيٌّ دَعا إليهِ الإسلامُ، وسَار على ذَلكَ سَلفُ هذه الأُمَّةِ، إنَّ غَيرةَ الرَّجلِ على نِسائِهِ، دَليلٌ علَى قُوَّةِ إِيمانِه وعُلوِّ هِمَّتِهِ. وهُو شُعورٌ دَاخِليٌّ يَدفَعُ الرَّجلَ إلى حِمايةِ عِرضِهِ ومَحارِمِهِ، مِن أَنواعِ الأَذَى التي يَتَرَبَّصُ بهَا كُلُّ مُجرِمٍ وعَابِثٍ.

 

الغَيْرةُ هي الأصلُ في هذه الحَياةِ، وهي التِي فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عليهَا، وهِيَ أنَّ الرجلَ مَسئولٌ عَن نِسائِه، ومَطلوبٌ مِنه حِمايتَهُنَّ، سَواءٌ كُنَّ أَمهَاتٍ أو زَوجاتٍ أو بَناتٍ أو أَخواتٍ. بَل إنَّ الأمرَ يتعَدَّى إلى حِمايةِ الرَّجلِ لنِساءِ المسلِمِينَ جَميعًا، علَى حَسَبَ قُدرَتِهِ. هذَا هُو الأَصلُ، وبهِ تَستقِيمُ الحَياةُ في المجتَمعِ، وتَسيرُ سَيْرًا طَبيعِيًّا خَاليًا مِن المشَاكلِ والانحِرافَاتِ.

 

وكَيفَ لا تكونُ الغَيرةُ سِمَةٌ للمؤمِنِ، وصِفةٌ لَه، والمولَى سُبحانَه مُتَّصفٌ بهَا، ويُحبُّهَا مِن عِبادِهِ  قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ» متفقٌ عليهِ.

 

عبادَ اللهِ:

إنَّ الأَعرَاضَ غَاليةٌ ثِمينَةٌ عندَ أصحَابِ أهلِ الغَيرةِ والعِفَّةِ، وإنَّ المؤمنَ يَحمِي عِرضَه بدِمَائِه، ويُرَخِّصُ نَفسَهُ في سبيلِ الدِّفاعِ عَن شَرفِهِ، ومَن فَعَلَ ذَلكَ فمَاتَ بسَبَبِهِ، فهُو مِمَّن بَشَّرَهُم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالشَّهادةِ.. فقدْ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، رواهُ أبو دَاودَ وصحَّحه الألبانيُّ.

 

عبادَ اللهِ:

لِئنْ أَتَتِ الجَاهليةُ الحَديثةُ بهَدْمٍ صَارخٍ لِلْقِيمِ، وعَداءٍ سَافِرٍ للفضَائلِ، ودَعوَةٍ مَحمُومَةٍ لِنسْيَانِ الغَيرةِ، وجَعْلِهَا مِن سَقطِ المتَاعِ، فإنَّ الجَاهليَّةَ القَديمةَ -بالرَّغمِ مِمَّا كانَ فيهَا مِن كُفرٍ وضَلالٍ- كَانتِ الغَيرةُ فِي ذُروَةِ اهِتمَامَاتِها، بهَا يتَفَاخَرونَ، ويَرْخُصُ في سَبيلِهَا كُلُّ غَالٍ وَنَفِيسٍ، ولَقدْ كَانَ مِن عَادةِ العَرَبِ إذَا وَرَدُوا الماءَ أنْ يَتقَدَّمَ الرِّجالُ والرُّعَاةُ ثُمَّ النِّساءُ، فيَغسِلْنَ أنفُسَهُنَّ وثِيابَهُنَّ ويَتطَهْرَنْ، آمِناتٍ مِمن يُؤذِيهِنَّ؛ فمَن تَأخَّرَ عَن الماءِ مِن الرِّجالِ حتَّى تَصْدُرُ النِّساءُ فهو الغَايةُ في الذُّلِّ والمهَانَةِ.

 

لَقدْ كَانَ أهلُ الجَاهليةِ لا يَقبَلُونَ في مَسِّ العِرْضِ والقُربِ مِنه صَرْفاً ولا عَدْلاً؛ ومِمَّا يُروَى في ذلكَ أنَّ أَحَدَهُم رَأَى رَجلاً يَنظُرُ إلى امرَأتِهِ، وقَد لَمَسَ مِنهَا خِيانَةً فطَلَّقَها وأَخرَجَهَا مِن بَيتِهِ، غَيرةً وحِمايةً لِعرْضِهِ، فلَمَّا عُوتِبَ في ذلكَ، قال قَولَتَه المشهُورَةَ:

وأَترُكُ حُبَّهَا مِن غَيرِ بُغْضٍ
وذَاكَ لِكَثْرَةِ الشُّرَكَاءِ فِيهِ
إذَا وَقَعَ الذُّبَابُ علَى طَعَامٍ
رَفَعْتُ يَدِي ونَفْسِي تَشْتَهِيهِ
وتَجْتَنِبُ الأُسُودُ وُرودَ مَاءٍ
إذا كَانَ الكِلابُ وَلَغْنَ فِيهِ

 

كانَ هذا في الجاهليةِ، فلمَّا جَاءَ الإِسلامُ حَمِدَ الغَيْرةَ، وشَجَّعَ المسلمينَ عليها، واعتَبَرَهَا قِيمةً عَالِيةً غَاليةً، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ» رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

 

أيهَا الإِخوةُ الغَيُورونَ:

والغَيرةُ تَكريمٌ للمَرأَةِ، وحِفظٌ لهَا مِن العَابِثِينَ المفسِدِينَ، لا كمَا يَظُنُّه البَعضُ أنَّه تَضييقٌ عليهَا وتَحَكُّمٌ في تَصرُّفَاتِها، بلْ إنَّ مِن حُقُوقِ الزَّوجةِ على زَوجِهَا أنْ يَغارَ عَليهَا وأَنْ يَحمِيَهَا، وذلكَ دَليلٌ على صِدقِ حُبِّه لهَا.

 

أيها المؤمنونَ:

إنَّ اللهَ يَغَارُ، والأنبياءُ يَغارُونَ، والمؤمنونَ يَغارونَ، وأهلُ الشَّهامَةِ والنَّخْوَةِ يَغارونَ، بلْ حتَّى بعضُ الكُفَّارِ يَغارونَ، وكذلكَ فإنَّ بَعضَ الحيواناتِ تَغارُ بغَرِيزَتِهَا، فذُكُورُ المَاعِزِ والدِّيَكَةِ والإبلِ والقِرَدةِ تَغارُ، وهذا أمرٌ مَعلومٌ مُشاهَدٌ لَدَى النَّاسِ.. أخرجَ البخاريُّ في "صحيحِه" عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ».

 

أيهَا المسلمونَ:

إنَّ خُلُقَ الغَيرةِ لَيس شَيئاً يُكتَسَبُ بالقراءةِ والكتابةِ، ولا بالموعظةِ والخطابةِ، ولكنَّ الغَيرةَ، مَنزِلَةٌ لا تُنَالُ -بعدَ توفيقِ اللهِ ورحمَتِهِ- إلا بالتَّربِيَةِ والتَّهذِيبِ والْحَزمِ وقُوَّةِ الإرادةِ والْعَزمِ، إنَّهَا لا تُنَالُ إلا في ظِلِّ الحَياةِ الطَّيبَةِ حَياةُ المحَافَظةِ والفِطرةِ السَّليمةِ التي لَمْ تَتَعَرَّضْ لِعَواصِفِ التَّغْيِيرِ والإِفسَادِ.

 

اللهمَّ إنا نسأَلُكَ لنَا ولأهلِنَا وشَبابِنَا وبناتِنَا الهُدَى والتُّقَى والعَفافَ والغِنَى.. اللهمَّ جَنِّبْنَا وإيَّاهُمُ الفَواحشَ والفِتنَ مَا ظَهر مِنها ومَا بَطَنَ.

 

اللهمَّ اجْعلِ الغَيْرةَ في قُلُوبِ رِجَالِنَا، واجعلِ الحَيَاءِ في قُلُوبِ نِسَائِنَا، برحمتكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ.

وصلَّى اللهُ وسَلَّمَ على نَبيِّنَا محمدٍ.

 

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيْرِ الْوَرَى، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْبَصَائِرِ وَالنُّهَى... أَمَّا بَعْدُ:

أيهَا الإخوةُ المسلمونَ: إنَّ الغَيرةَ نَوعَانِ:

غَيرةٌ مَحمُودَةٌ، وهِيَ المعتَدِلةُ الشَّرعيةُ، التي تَجعَلُ صَاحِبَهَا يَحمِي مَحارِمَهُ مِنَ الوقُوعِ في الْمُنكَرِ ومِن اخْتلاطِهِنِّ بالرِّجالِ الأَجانِبِ، وهُو مَا تَحَدَّثْنَا عنه آنِفًا.

 

والنوعُ الثَّانِي: غَيرَةُ مَذمُومَةٌ، وهِيَ أَنْ يَشُكَّ الرَّجُلُ في أَهلِهِ، ويَتَجَسَّسَ عَليهِم ويَظُنَّ بِهِمُ السُّوءَ، أو كالغَيرةِ التي تُؤَدِّي إلى نُفُورِ الزَّوجَينِ مِن بَعضِهِمَا البَعْض، والتَّدَخُّلِ في كُلِّ شَيءٍ، والوُصُولِ إلى دَرَجةِ الشَّكِ، وغَيرِهِا مِن الأشياءِ التي تُكدِّرُ الحَياةَ، وتُفْقِدُهَا لَذَّتَهَا، وكَمِ انْهَارَتْ مِن الأُسَرِ بِسببِ هذَا الظَّنِّ السَّيئِ مِن غَيرِ دَليلٍ ولا بُرهَانٍ، وهذِه الغَيرةُ يُبغِضُهَا اللهُ تعَالى، قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ» رواه أبو داودَ بإسنادٍ حَسَن.

 

أيها الإِخوةُ: ولِضَعْفِ الغَيرةِ دُرُوبٌ ووَسَائِلُ مَن وَقَعَ فِيهَا انْحَطَّتْ عَنه الغَيرةُ ونَقَصَتْ ورُبَّمَا انْعَدَمَتْ، ولِلْغَيرةِ كذلكَ أَسبَابٌ تَزِيدُ مِنهَا، وهُوَ مَا سنفِيضُ الحديثَ عَنه في الخطبةِ القادمةِ إنْ شاءَ اللهُ.

صَلَّى عليكَ اللهُ يَا خَيرَ الوَرَى
تعْدَادِ حَبَّاتِ الرِّمَالِ وأَكْثَرَ
صَلَّى عليكَ اللهُ مَا غَيثٌ هَمَى
فَوقَ السُّهُولِ وبالجِبالِ وبالقُرَى
يَا خَيرَ مَبعُوثٍ بخَيرِ رِسَالَةٍ
للنَّاسِ يَا خَيرَ الأَنامِ وأَطْهَرَا

اللهم صل وسلم





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الغيرة على المحارم والأعراض
  • الغيرة
  • الغيرة
  • لماذا ضعفت الغيرة في النفوس؟
  • الغيرة (خطبة)
  • الغيرة في الإسلام (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الإسلام كفل لغير المسلمين حق العمل والكسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب فضل الإسلام - الدرس الثاني: باب فضل الإسلام (ب) (مترجما للغة الإندونيسية)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب فضل الإسلام - الدرس الثاني: باب فضل الإسلام (أ) (مترجما للغة الإندونيسية)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أتعجبون من غيرة سعد؟! (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • لطائف من القرآن (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام يدعو إلى الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام دعا إلى حماية أموال غير المسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النجش في البيع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الداخلون الجنة بغير حساب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلاف العلماء في حكم استعمال الإناء المموه بالذهب أو الفضة في الأكل والشرب وغيرهما(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة
  • ولاية بارانا تشهد افتتاح مسجد كاسكافيل الجديد في البرازيل
  • الشباب المسلم والذكاء الاصطناعي محور المؤتمر الدولي الـ38 لمسلمي أمريكا اللاتينية
  • مدينة كارجلي تحتفل بافتتاح أحد أكبر مساجد البلقان
  • متطوعو أورورا المسلمون يتحركون لدعم مئات الأسر عبر مبادرة غذائية خيرية
  • قازان تحتضن أكبر مسابقة دولية للعلوم الإسلامية واللغة العربية في روسيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/6/1447هـ - الساعة: 3:25
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب