• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)

التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/2/2016 ميلادي - 6/5/1437 هجري

الزيارات: 49786

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التبيان في بيان حقوق القرآن


عناصر الخطبة:

الحق الأول: حق الإيمان والتصديق.

الحق الثاني: حق التلاوة.

الحق الثالث: حق التدبر.

الحق الرابع: حق العمل به.

الحق الخامس: التحاكم إلى القرآن.

الحق السادس: حق الاستشفاء به.

 

الخطبة الأولى

أمة الإسلام: نعيش في ذلك اليوم الأغر الميمون مع خير كتاب أُنزل، هو دستور هذه الأمة بل هو الروح الذي به تحيا الأمة وتبعث من ظلمة الشرك والكفر ﴿ وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 52، 53].

 

وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها، ودائرة شمسها ومطلعها، أودع فيه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدْيٍ وغي. فترى كل ذي فن منه يستمد وعليه يعتمد ". [ الإتقان: 1 / 39].

 

فما كان إلا نور الشمس: لا يزال الجاهل يطمع في سرابه ثم لا يضع منه قطرة في سقائه، ويلقى الصبي غطاءه ليخفيه بحجابه ثم لا يزال النور ينبسط على غطائه...

 

ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة... ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان..."[1].

 

فما هي حقوق القران الكريم؟

وما هو دور الأمة الإسلامية في إرساء هذه الحقوق؟

وما هي أثار تلك الحقوق اذا طبقتها الأمة في حياتها اليومية؟

 

أعيروني القلوب و الأسماع:

الحق الأول حق الإيمان والتصديق

أمة القرآن: إن الله تعالى أنزل القران الكريم وأوجب علينا حقوقا نحوه لا يتم الإيمان ولا يكتمل الإسلام إلا إذا تحلى بها المسلم والمسلمة. بعضها فيصل بين الكفر والإيمان، وبعضها من زينة أهل الإيمان ومن علامات الخضوع للرحمن نذكر منها في هذا اللقاء ما يلي:

فالحق الأول حق الإيمان والتصديق:

و هذا من أعظم الحقوق الذي بدونه يكفر الإنسان و لا يكون من أولياء الرحمن قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 170]، وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136].

 

يقول ابن كثير: قوله: ﴿ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ ﴾ [النساء: 136] يعني: القرآن ﴿ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [النساء: 136] وهذا جنس يشمل جميع الكتب المتقدمة[2]

 

وقد قال الله تعالى في صفة عباده المؤمنين: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ [القصص: 52]، و تأملوا أيها الأحباب إلى تأثر علماء أهل الكتاب بالقران عندما يسمعوه: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83].

 

الواقع التطبيقي لهذا الحق:

عن ابن عباس: ﴿ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ﴾ [المائدة: 82] قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو بمكة خاف على أصحابه من المشركين، فبعث جعفر بن أبي طالب، وابن مسعود، وعثمان بن مظعون، في رهط من أصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة، فلما بلغ ذلك المشركين، بعثوا عمرو بن العاص في رهط منهم، ذكر أنهم سبقوا أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى النجاشي، فقالوا: إنه خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامها، زعم أنه نبي وإنه بعث إليك رهطاً ليفسدوا عليك قومك، فأحببنا أن نأتيك ونخبرك خبرهم، قال: إن جاؤوني نظرت فيما يقولون. فقدم أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأموا باب النجاشي، فقالوا: استأذن لأولياء الله، فقالا: ائذن لهم، فمرحباً بأولياء الله، فلما دخلوا عليه سلموا، فقال له الرهط من المشركين: ألا ترى أيها الملك أنا صدقناك؟ لم يحيوك بتحيتك التي تحيَّ بها. فقال لهم: ما منعكم أن تحيوني بتحيتي؟ فقالوا: إنا حييناك بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة.

 

قال لهم: ما يقول صاحبكم في عيسى وأمه؟ قال: يقول: هو عبد الله، وكلمة من الله ألقاها إلى مريم، وروح منه. ويقول في مريم: إنها العذراء البتول.

 

قال: فأخذ عوداً من الأرض فقال: ما زاد عيسى وأمه على ما قال صاحبكم قدر هذا العود. فكره المشركون قوله، وتغيَّرت وجوههم. قال لهم: هل تعرفون شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا: نعم. قال: اقرأوا فقرءوا، وهنالك منهم قسيسون ورهبان وسائر النصارى، فعرفت كل ما قرءوه وانحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق. قال الله تعالى ذكره: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ ﴾ [المائدة:82، 83].[3]

 

أظلم الناس من كذب بالقرآن: قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 32].

 

إيمان الجان بالقران:

روى البخاري: عن ابن عباس قال: "انطلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عُكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشُهب، فرجعت الشياطين، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشُهب. قال: ما حالَ بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث؟

 

فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء؟ قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تِهامة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمّعوا له، فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا، إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحداً. وأنزل الله عز وجل على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ﴾ [الجن: 1] وإنما أوحي إليه قول الجن".[4]

 

الحق الثاني:حق التلاوة

إخوة الإسلام: ومن حقوق القرآن التي بينها لنا الملك الديان في غير ما آية من كتابه حق التلاوة تلاوة القرآن من الحقوق الجليلة التي أمر الله بها نبيه والأمةَ بعده؛ فقال تعالى لنبيه: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]،: ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ﴾ [النمل: 91، 92].

 

وقد مدح الله تعالى الذين يتلون القرآن حق التلاوة فقال: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة: 121].

 

عن ابن عباس في قوله ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ [البقرة: 121] قال: يتبعونه حق اتباعه. ثم قرأ إذا تلاها يقول: اتبعها.[5]

 

﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ [البقرة: 121]، أي يفهمون أسراره ويفقهون حكمة تشريعه. وفائدة نوط التكليف به، لا يتقيدون في ذلك بآراء من سبقهم فيه، ولا بتحريفهم كلمه عن مواضعه[6]

 

المرحلة الأولى: نحقق فيها المعنى الأول للتلاوة وهو القراءة، فنحسن قراءة آيات القرآن، ونتقن أحكام ترتيل القرآن، وننفذ قول الله تعالى: ﴿ ورتِّل القرآن ترتيلاً ﴾ [المزمل: 4].

 

المرحلة الثانية: نحقق فيها المعنى الثاني للتلاوة، وهو الاتباع، فنحسن اتّباعنا للقرآن، من خلال صدق التزامنا به، وتدبّرنا له، وتنفيذنا لأحكامه.

 

والمرحلة الأولى يجب أن تقودنا إلى المرحلة الثانية، فمن حقق المرحلتين فهو رجل قرآني حقاً، وهو قد تلا القرآن حقّ تلاوته. أما من اكتفى بالمرحلة الأولى: وأهمل المرحلة الثانية؛ فهو آثم معذَّب عند الله، والقرآن حجة وشاهد عليه يوم القيامة، ولا ينفعه تلاوته لآياته وأحكامه وإتقانه لقراءتها، لأنه أهمل تطبيقها والتزامها.

 

لا يجوز أن نهمل المرحلة الأولى من التلاوة، فيجب أن نحسن قراءة آيات القرآن، وأن نتقن أحكام الترتيل، لكن لا يجوز أن نكتفي بهذه المرحلة وأن نتوقف عند القراءة.

 

والمشكلة أن بعض المسلمين يكتفي بتلاوة وقراءة آيات القرآن، فيحرص على إتقان أحكام الترتيل وتجويد الصوت ولا يتسامح في حركة من حركات الترتيل، أو مخرج من مخارج الحروف، ولكنك عندما تنظر في اتباعه للآيات التي أحسن قراءتها فلا تكاد ترى من ذلك الاتباع شيئاً.

 

يجب أن نتلو القرآن حق تلاوته، وأن توجد في حياتنا عملياً هذه الجملة المعجزة الموجزة ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ [البقرة: 121].

 

إن حق التلاوة يعني أن نقرأ آيات القرآن حق القراءة، ثم أن نتبع أحكام القرآن حق الاتباع، وأن ننفذها حق التنفيذ، وأن نلتزم بها[7]

 

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الماهر بالقرآن في معيَّة الملائكة الكرام فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران"[8].

 

و قد بين لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فضل تلاوة القران الكريم و رتب عليها الثواب العظيم.

 

فعن عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ﴿ الم ﴾ [البقرة: 1] حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"[9]

 

فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيامُ: أيْ ربِّ منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان"[10].

 

حرص النبي - صلى الله عليه و سلم - على قراءة القران: وقد كان النبي - صلى الله عليه و سلم - حريصا على قراءة القرآن والاستماع إليه من غيره و إليك طرفا من ذلك، فقد أمر عبد الله أن يقرأ عليه القرآن، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اقرأ علي القرآن: قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت" ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41] فغمزني برجله فإذا عيناه تذرفان.[11]

 

حرص عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -:

عن عبد الله بن عمرو قال: زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرجال أو كخير البعولة، من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا، فأقبل علي، فعذمني، وعضني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت، وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال لي: "أتصوم النهار؟ " قلت: نعم، قال: "وتقوم الليل؟ " قلت: نعم، قال: " لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".

 

قال: " اقرأ القرآن في كل شهر "، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: " فاقرأه في كل عشرة أيام "، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، - قال أحدهما، إما حصين وإما مغيرة - قال: " فاقرأه في كل ثلاث "، قال: ثم قال: " صم في كل شهر ثلاثة أيام "، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتى قال: " صم يوما وأفطر يوما، فإنه أفضل الصيام، وهو صيام أخي داود " صلى الله عليه وسلم "[12]


حرص تميم الدراي - رضي الله عنه -.عن محمد بن سير بن - رحمه الله- قال: كان تميم الداري يقرأ القرآن في ركعة وعن أبي قلابة - رضي الله عنه -: كان تميم الداري يختم القرآن في سبع ليال"[13]

 

حرص أسيد بن حضير - رضي الله عنه -:

عن أسيد بن حضير قال:بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذا جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتراه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي - النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: اقر أبن حضير اقرأ يا بن حضير، قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان قربيا فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها: قال وتدري ما ذاك، قال: لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم "[14]

 

وها هو يحي الليل بالقرآن ويسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدعو له عن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مر بين أبى بكر وعمر وعبد الله قائم يصلي فافتتح سورة النساء يسجلها - يقرأها قراءة مفصله - فقال " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد ( فأخذ ) عبد الله في الدعاء، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " سل تعطى (فكان) في ما سأل اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد ومرافقة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم- في أعلى جنان الخلد فقال عمر: لأغدون على عبد الله ولأبشرنه بتأمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على دعاءه، فأتى عمر "عبد الله" فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه فقال: إنك لسباق بالخير"[15]

 

الحق الثالث: حق التدبر

أحباب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن من حقوق القران الكريم على امه النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم - حق التدبر والتفكر فيما فيه من عجائب باهرات وحجج قاطعات وأدلة ساطعات على أنه رب الأرض والسماوات.

 

لذا الله دعانا لتدبر كتابه وتأمل معانيه وأسراره: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾ [ص:29].

 

وقد ولقد ذم الله تعالى أقواما لا يتدبرون القران فقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا * وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 82، 83].

 

الناس عند سماع القرآن أنواع:

قال تعالى في آياته المشهودة: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق:36، 37].

 

قال ابن القيم - رحمه الله -: "الناسُ ثلاثةٌ: رجلٌ قلبُه ميتٌ، فذلك الذي لا قلبَ له، فهذا ليست الآية ذكرى في حقه.

 

الثاني: رجلٌ له قلب حيٌّ مستعدٌّ، لكنه غير مستمعٍ للآيات المتلُوةِ، التي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة، إما لعدم وُرُودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرًا، فهذا أيضًا لا تحصُلُ له الذكرى، مع استعداده ووجود قلبه.

 

والثالث: رجلٌ حيُّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغلْه بغير فهم ما يسمعُهُ، فهو شاهدُ القلب، مُلقي السَّمع، فهذا القِسمُ هو الذي ينتفع بالآيات المتلوَّة والمشهودة.

 

فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يُبصر.

والثاني: بمنزلة البصير الطَّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه.

والثالث: بمنزلة البصير الذي قد حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره، وقابله على توسُّطٍ من البُعد والقربِ، فهذا هو الذي يراه.

 

فسبحان من جعل كلامه شفاءً لما في الصدور.[16]

 

الواقع التطبيقي لهذا الحق:

فاذا أسقطنا هذا الحق على الواقع التطبيقي في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-وأصحابه-رضي الله عنهم أجمعين لراينا ما يلي:

المثال الأول: النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال ابن عمير - رحمه الله - لعائشة - رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال: «يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي» قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما سرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله، لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟، قال: «أفلا أكون عبدا شكورا، لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [آل عمران: 190] الآية كلها.[17]

 

تدبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه"

تحدثنا أم المؤمنين عائشة عن أبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما أنه كان ذا رقة وحساسية ولا يملك نفسه من البكاء عند تلاوة القرآن، قالت: (إنّ أبا بكر رجلٌ رقيقٌ) وفي رواية (أَسِيفٌ) وفي روايةٍ: (كان أبو بكر رجلا بكّاءً؛ لا يملكُ عينيه إذا قرأ القرآن)![18]

 

وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها، قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين أمر أبا بكر بالصلاة في مرضه: إن أبا بكر رجل أسيف فمتى ما يقم مقامك يغلبه البكاء[19] أي سريع البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق.

 

قال أبو عبيد: الأسيف السريع الحزن والكآبة، في حديث عائشة، قال: وهو الأسوف والأسيف[20]

 

المثال الثاني - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- عن جعفر بن زيد العبدي قال: خرج عمر يعس بالمدينة ذات ليلة، فمر بدار رجل من المسلمين، فوافقه قائماً يصلي، فوقف يستمع قراءته فقرأ: ﴿ وَالطُّورِ ﴾ [الطور: 1]حتى بلغ: ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ﴾ [الطور: 7، 8]... قال: قسم ورب الكعبة حق. فنزل عن حماره. واستند إلى حائط، فمكث ملياً، ثم رجع إلى منزله، فمكث شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه. رضي الله عنه.[21]

 

الحق الرابع: حق العمل به

اعلم علمني الله تعالى وإياك: أن الله تعالى أنزل القران ليعمل به ولتنفذ أحكامه وآدابه على أرض الواقع لتتحول الأمة إلى قرآن يمشي على ظهر الأرض يفيض هداية ورحمة.

 

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت قول الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 104] فأرعها سمعك، فإنها خير يأمر به، أو شر ينهى عنه"[22].

 

عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "إنا أخذنا القرآن عن قوم، فأخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا ما فيهن من العلم، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعا، وإنه سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء، لا يجاوز تراقيهم، قال: بل لا يجاوز ههنا، ووضع يده تحت حنكه"[23]

 

الجانب التطبيقي للعمل بكلام الرب العلي:

فاذا أسقطنا ذلك الحق على الواقع التطبيقي في حياة الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين لرأينا كيف تحولوا إلى قران يمشي على الأرض يعملون بما يحفظون.

 

ثابت بن قيس من أهل الجنة:

عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2] إلى قوله ﴿ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]، وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في أهله حزينا، فتفقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك؟

 

فقال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي، وأجهر بالقول حبط عملي، وأنا من أهل النار، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه بما قال، فقال: لا، بل هو من أهل الجنة قال أنس: وكنا نراه يمشي بين أظهرنا، ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس، وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بئسما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قتل.[24]

 

نساء الصحابة عاملات بالقرآن الكريم:

عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: (يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]. شققن مروطهن فاختمرن بها)[25].

 

ولابن أبي حاتم من طريق عبدالله بن خثيم عن صفية قالت: (ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن نساء قريش لفضلاء، ولكن والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً بكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أُنْزِلَتْ سورة النور ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31] فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرْطها، فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان )[26]

 

فليت نساء المسلمين اليوم تقرأ هذه النماذج، فطالما سمعوا آيات الله تتلى آناء الليل وأطراف النهار، ولكن آيات الله في واد، وهن في واد فإلى الله المشتكى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

المنافقون قول بلا عمل:

أما المنافقون فهم قوم يقرؤون القران ولا يجاوز حناجرهم لا يؤمنون به و لا يتدبرونه على قلوبهم أقفال النفاق.

 

يقول الله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور:47].

 

عن أنس بن مالك عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلوٌ ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر وفي رواية ومثل الفاجر في الموضعين بدل المنافق"[27]

 

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

 

أما بعد:

الحق الخامس: التحاكم إلى القرآن

مَا في القَضَاءِ شَفَاعَةٌ لِمُخَاصِمٍ
عِنْد اللَّبِيبِ ولا الفَقِيهِ العَالِمِ
هَوِنْ عَلَيَّ إِذَا قَضَيْتُ بِسُنَّةٍ
أَوْ بالكِتَابِ بِرَغْمِ أَنْفِ الرَّاغِمِ
وَقَضَيْتُ فِيمَا لَمْ أَجِدْ أَثَرًا بِهِ
بِنَظَائِرِ مَعْرُوفَةٍ وَمَعَالِمٍ

 

اعلموا عباد الله أن الله تعالى علق الإيمان بالتحاكم إلى كتابه و سنه نبيه - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ [النساء: 65].

 

واعلموا أن ما فيه الأمة من تخبط و من قلاقل إنما سببه الوحيد هو تنحية كتاب الله تعالى و التحاكم إلى غيره و قد حكم احكم الحاكمين على من فعل ذلك بالضلال المبين فقال.: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ﴾ ]الأحزاب: 36].

 

ثم اعلموا علمني الله و إياكم أنه لا يجوز الفصل بين ركن و ركن فالإيمان لا يتجزأ قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

 

قال ابن كثير على هذه الآية: فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد، فرد صمد، لا إله غيره، ولا رب سواه. ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، لا يفرقون بين أحد منهم، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مَهْديون هادون إلى سُبُل الخير، وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله، حتى نُسخ الجميع بشرع محمدّ صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي تقوم الساعة على شريعته، ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين.[28]

 

إخوة الإسلام ما أنزل الرحمن القران إلا ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه قال تعالى:﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 48].

 

تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ﴾ [النساء: 105].

 

يبين لنا سبحانه: إنه أنزل إلي الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن مشتملا على الحق الواضح، ليحكم بين الناس جميعًا بما أوحى الله تعالى إليه، وبَصَّره به، فلا تكن يا رسول الله للذين يخونون أنفسهم - بكتمان الحق - مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.

 

وليس الأمر متروكا للأهواء و الآراء بالله هو لرب الأرض و السماء قال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

واللهِ مَا خَوْفِي الذُّنُوبَ فَإِنَّها
لَعَلَى سَبِيلِ الْعَفْوِ وَالغُفْرَانِ
لَكِنَّمَا أَخْشَى انْسِلاخَ القَلْبِ مِنْ
تَحْكِيمِ هَذَا الوحْي والقُرْآنِ
وَرِضَا بآرَاءَ الرِّجَالِ وَخُرْصِهَا
لا كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الْمَنَّانِ
فَبأيّ وَجْهٍ أَلْتَقِي رَبِّي إِذَا
أَعْرَضْتُ عَنْ ذَا الوَحْي طُولَ زَمَانِ
وَعَزْلتُهُ عَمَّا أُرِيدُ لأَجْلِهِ
عَزْلاً حَقِيقِيًا بلا كِتْمَان

 

الحق السادس: حق الاستشفاء به

أمة الإسلام: إن نصوص كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدل على أن كتاب الله تعالى كله شفاء لما يعرض للإنسان من أمراض ظاهرة أو باطنة، ويدخل في ذلك السحر وغيره.

 

فقد قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

 

وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء:82].

 

وإذا أمعنا النظر في كلمة ﴿ شِفَاءٌ ﴾ [الإسراء:82] لم يقل دواء لأن الدواء قد يكون خاص،ولكنه قال شفاء، والشفاء عام، يقول ابن القيم في زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة.) الخ. ويقول كذلك: (فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله). زاد المعاد المجلد الرابع صفحة 325.

 

ولا بد من اليقين وحسن الظن بالله؛ لأن من شروط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاده، وأن لا يأخذ كلام الله من باب التجربة؛ لأن هذا خلل في الاعتقاد ولا بد من يقين جازم من قبل الراقي والمرقي عليه.

 

الواقع التطبيقي لهذا الحق:

المثال الأول:

العلاج بالمعوذات (سورة الناس والفلق والإخلاص) تروي أمنا عائشة رضي الله عنها أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا مرض أحدٌ من أهلِه، نفثَ عليهِ بالمعوِّذاتِ. فلما مرض مرضَه الذي مات فيهِ، جعلتُ أنفثُ عليهِ وأمسحُه بيدِ نفسِه. لأنها كانت أعظمُ بركةً من يدي وكان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِه بالمعوِّذاتِ[29]

 

المثال الثاني:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فَلُدِغَ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم لو أتيتم هذا الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لُدِغَ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحدٍ منكم من شيء، فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جُعْلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية، ثم قال: قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهماً، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: عالجيها بكتاب الله.[30]

 

المثال الثالث:

قال ابن القيم رحمه الله:"ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، وكان كثير منهم يبرأ سريعا"[31]

 

المثال الرابع

يأس الأطباء من العلاج وشفي بالقرآن:

رجل كان مصابا بمرض السرطان وقد حاول العلاج هنا في المملكة، ولكن قيل له: لا علاج لك إلا في الدول الغربية!

 

اضطر للذهاب إلى أمريكا وكان معه أخوه، وبعد فحصه قال الطبيب لمرافقيه: إنه لا يمكن علاج هذا المرض فقد استفحل وسيبقى على هذه الحال حتى يموت!! وفي الليل تذكر أخوه المرافق قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، فأخذ يقرأ عليه طوال الليل ما استطاع من سورة الفاتحة حتى سورة الناس، وبعدها نام، فلما جاء الغد وجد أن أخاه يتحسن! فأعاد عليه القراءة مرة أخرى كما فعل في الأولى وبدأ التحسن واضحا عليه فكرر القراءة عليه عدة مرات وبعد أن تم إعادة الفحص مرة أخرى قال الطبيب لأخيه مستغربا هل هذا هو المريض الذي فحصناه في المرة السابقة؟

 

فأجابه: نعم. فقد شفي هذا الرجل بتوفيق من الله ثم بقراءة القران الكريم عليه[32]

 

أحبتي في الله.

هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

 

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على محمد صلى الله عليه وسلم.

وأقم الصلاة.



[1] إعجاز القرآن: 29 - 30.

[2] تفسير ابن كثير-ط دار طيبة (2/ 434).

[3] التفسير 10/ 499-500 ح 12317)، وأخرجه ابن أبي حاتم (التفسير - سورة المائدة آية 83 ح 428).

[4] (صحيح البخاري 8/ 537-538 ك التفسير- سورة الجن ح 4921. صحيح مسلم 4/ 331- 332.

[5] الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (1/ 226).

[6] تفسير المنار (1/ 368).

[7] موقع جمعية الاتحاد الإسلامي مقال:يتلونه حق تلاوته للدكتور صلاح الخالدي.

[8] أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 80 سورة عبس.

[9] أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 216)، والترمذي (5/ 175، رقم 2910) وقال: حسن صحيح غريب. والبيهقى في شعب الإيمان (2/ 342، رقم 1983)..

[10] (أخرجه أحمد ) 6626، (و الحاكم ) 2036، انظر صحيح الجامع: 3882، صحيح الترغيب والترهيب: 984

الواقع التطبيقي لهذا الحق.

[11] أخرجه أحمد (1/ 380، رقم 3606)، ومسلم (1/ 551، رقم 800)، وأبو داود (3/ 324، رقم 3668). أخرجه أيضاً: البخاري (4/ 1927 رقم 4768) والترمذي (5/ 238 رقم 3025) والبيهقي (10/ 231 رقم 20846).

[12] أخرجه البخاري (4/ 1927، رقم 4767)، ومسلم (2/ 814، رقم 1159)، وأبو داود (2/ 54، رقم 1388). وأخرجه أيضاً: البيهقي (2/ 396، رقم 3863).

[13] تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (3 / 613) الجزء المتمم لطبقات ابن سعد - (2 / 115).

[14] أخرجه أحمد ح 11766، و البخاري جـ 5018. وأخرجه مسلم (796)، والنسائي في "الكبرى" (8244).

[15] أخرجه أحمد " 1 / 445، 454، وأخرجه الحاكم بنحوه 3 / 317، و أبو يعلى ح 5058، و قال الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم: 5961 في صحيح الجامع..

[16] مدارج السالكين (1/ 443).

[17] (أخرجه ابن حبان ) 620، انظر الصحيحة: 68،و صحيح الترغيب والترهيب: 1468.

[18] ( فتح الباري 7/ 637).

[19] مسند أحمد ط الرسالة (42/ 153) أخرجه البخاري (3384).

[20] لسان العرب لابن منظور (1/ 79).

[21] تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن (ص: 416) وهو ضعيف.

[22] تفسير ابن كثير ط العلمية (1/ 109).

[23] البدع لابن وضاح (2/ 170).

[24] أخرجه أحمد (19/ 392) عبد بن حميد (1209)، وأبو عوانة 1/ 69، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 354 وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (557)، ومسلم (119) (188)، وأبو يعلى (3331).

[25] أخرجه البخاري في التفسير ترجمة الباب 34:13 تعليقا وأبو داود في اللباس ( 22:1).

[26] ( فتح الباري (8/ 347) كتاب التفسير باب ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن).

[27] أخرجه أحمد (4/ 403، رقم 19630)، والبخاري (5/ 2070، رقم 5111)، ومسلم (1/ 549، رقم 797)، وأبو داود (4/ 259، رقم 4830).

[28] تفسير ابن كثير-ط دار طيبة (1/ 736).

[29] أخرجه البخاري 5016 ومسلم 2192 ح 51 وأبو داود 3902 وأحمد 6/ 104 و181 و256 و263 وابن حبان 2963.

[30] أخرجه البخاري في الإجارة باب16، والطب باب33 و39. ومسلم في السلام حديث66. وأبو داود في البيوع باب37، والطب باب19. وأحمد في المسند (3/ 10، 44).

[31] زاد المعاد 4/ 178.

[32] موقع صيد الفوائد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأعمال المضاعفة (خطبة)
  • دعوة المظلوم: تبشير وتحذير (خطبة)
  • أحكام الطلاق والرجعة (خطبة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)
  • عشر في العشر (خطبة)
  • كيف هو حالنا مع القرآن؟ (خطبة)
  • حقوق القرآن على المسلمين (خطبة)
  • التبيان لما سمعه الإمام النووي أو قرئ عليه أو صنفه في شهر رمضان

مختارات من الشبكة

  • من وحي البيان تفسير لبعض سور القرآن التبيان في سورة الفرقان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التبيان في أيمان القرآن (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التبيان لأعظم سورة في القرآن (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فوائد من كتاب التبيان في أيمان القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التبيان في قواعد إعراب القرآن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة التبيان في آداب حملة القرآن (نسخة ثالثة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التبيان في آداب حملة القرآن (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التبيان في آداب حملة القرآن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المختار من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقدمة في المختار من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب