• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب / في محاسن الإسلام
علامة باركود

فوائد الذكر (خطبة)

فوائد الذكر (خطبة)
الشيخ حسن عبدالعال محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/1/2016 ميلادي - 13/4/1437 هجري

الزيارات: 38381

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فوائد الذكر

 

الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. الحمد لله الكريم الوهاب. الحمد لله الرحيم التواب. الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب. فارج الهم. كاشف الغم. مجيب دعوة المضطر. ما سأله سائل فخاب. سبحانه يسمع جهر القول وخفي الخطاب. أخذ بنواصي جميع الدواب. فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب. هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب. فسبحان من انفرد بالقهر والاستيلاء. واستأثر باستحقاق البقاء وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم الفناء.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. وكل ضلالة في النار.

 

أما بعد:

أيها الأحبة في الله يجمعني وإياكم حديث ذو شجون. وكلام له في القلب قبول وله في النفس أعظم الأثر كيف لا والأمر يتعلق بذكر الله. روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا لَا أَيْ رَبِّ قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا لَا قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا قَالَ فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ "

 

وعَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ. وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ. ذِكْرُ اللَّهِ ". رواه الترمذي وابن ماجة

 

أيها الأحبة الكرام: ولا عجب أن يرتاح الذاكرون. ولكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون الساهون عن ذكره فهم أموات غير أحياء وما يشعرون. إن ذكر الله عز وجل حياة القلوب. وتفريج للكروب وفيه رضى علام الغيوب. بل هو الخير كله ولذلك سنعيش لحظات طيبة حول فوائد الذكر فللذكر فوائد عظيمة يضيق المقام في أن نحصيها. بل ويعجز العقل عن إدراكها. ولكن حسبنا شيئا من ثماره وفوائده.

 

ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله في كتابه (الوابل الصيب) فوائد الذكر فقال:

أولا: أنه يورث الذاكر القرب من الله. فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه. أخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي؛ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي. وَإِنْ ذكَرَنِي فِي مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِي ملأ خَيْرٍ مِنْهُمْ. وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا. وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا. وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"

 

ثانيا: أنه يورثه حياة القلب وهو قوته. فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته.

 

روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ. مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ" متفقٌ عليه.

 

ثالثا: ومن فوائده أيضا أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى لعبده يوم الحر الأكبر في ظل عرشه.

 

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: وذكر منهم: "ورجلٌ ذكر الله خالياً. فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ".

 

رابعا: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذى هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124، 126].

 

خامسا: أنه لما كان الذكر متيسرا للعبد في جميع الأوقات والأحوال. فإن الذاكر وهو مستلق على فراشه يسبق في الفضل والخير القائم الغافل.

 

روى البخاري في صحيحه عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ.

 

سادسا: أن الله تعالى يباهى بالذاكرين ملائكته.

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَة عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ. قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ، قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ، قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، فَقَالَ: أَمَّا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَمَا مِنْ أَحَدٍ بِمَنْزِلَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " مَا أَجْلَسَكُمْ؟ ". فَقَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ. قَالَ: " آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ "، قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، فَقَالَ: " أَمَّا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنِّي أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ ".

 

سابعا: أن ذكر الله تعالى سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بحلقات الذكر.

روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ".

 

ثامنا: أن الذاكرون هم السابقون يوم القيامة.

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال: سيروا هذا جمدان سبق المفردون. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.

 

قال ابن مسعود - رضى الله عنه: (إن الجبل لينادي الجبل باسمه. فيقول هل مر بك أحد ذكر الله عز وجل فإذا قال نعم استبشر).

 

تاسعا: أن الذكر يحط الخطايا ويذهبها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: ( مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ. وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ. وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ. وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ. وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ. وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ. إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ".

 

إن فوائد الذكر كما قلنا عديدة وكثيرة ولكن نكتفي بهذا القدر لنتعرف على امر آخر ألا وهو مواطن الذكر ولكن بعد جلسة الاستراحة. لأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

• • •

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وصلاة وتسليما على سيد البشر اللهم صل وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر وسمعت أذن بخبر.

 

ثم أما بعد:

الأحبة الكرام: وأما مواطن ذكر العبد لربه فالأصل أن ذكر الله عز وجل في كل وقت وفى كل حين. روى الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ أُمُ المؤمنينَ. قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ ".

 

والذي نريد أن نلفت الانتباه إليه أن هناك مواطن تغفل فيها القلوب عن الذكر لا سيما وأنها مواطن يحب الله عز وجل من عباده أن يذكروه عندها نذكر منها:

أولا: عند النعمة: قال تعالى: ﴿ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [النحل: 72].

 

قال ابن كثير - رحمه الله: أي يسترونها ويضيفوها إلى غير الله تعالى. كحال قارون عندما نسب النعمة إليه قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78].

 

فكانت عاقبته: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81].

 

ثم تأمل معي موقف نبي الله سليمان عليه السلام حين رأى عظيم فضل الله عليه وما سخره له من نعمة وفضل لم يؤته أحد قبله ولن يؤته أحد من بعده ماذا قال والحال يقص لنا موقف عرش ملكة سبأ حين رآه قد استقر عنده ماذا قال نبي الله سليمان: " ﴿ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]

 

وذكر العبد لربه عند النعمة يكون بألا يرد سائلا ولا ينهر يتيما. قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾[الضحى: 9، 10].

 

ثانيا: أيضا من المواطن التي ينسى الشيطان عندها ذكر الله تعالى: عند القوة فلا تتعاظم في نفسك وأنت الضعيف المسكين فمهما بلغت قوتك وعنفوانك فأنت الفقير الضعيف الذي تؤذيك بقه. وتنتنك عرقه. وتقتلك شرقه.

 

وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: ((كنت أضرب غلامًا لي بالسُّوط. فسمعت صوتًا من خلفي: اعلم أبا مسعود. فلم أفهم الصَّوت من الغضب. قال: فلمَّا دنا منِّي إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا هو يقول: اعلم. أبا مسعود. اعلم. أبا مسعود. قال: فألقيت السَّوط من يدي. فقال: اعلم. أبا مسعود. أنَّ الله أقدر عليك منك على هذا الغلام. قال: فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله. هو حرٌّ لوجه الله. فقال: أما لو لم تفعل لَلَفَحتك النَّار. أو لمسَّتك النَّار)) رواه مسلم

 

ثالثا: ومن المواطن أيضا التي ينسى فيها العبد ذكر ربه عند المصيبة فالواجب على العبد ألا ينسى أبدا أنه مملوك لخالقه وأنه سبحانه حكيم في أمره فعلى الإنسان أن يلزم الأدب عند المصيبة وذلك بعدة أمور:

في عقلك: أن تحسن الظن بربك قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]

 

في لسانك: لا تنطق إلا بما يرضى الله عز وجل فلا سخط ولا ضجر ولا اعتراض على قضاء قد قضاه الله تعالى بل لابد من الإقرار بأنك ملك له سبحانه وأن المرجع إليه لا إلى سواه قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156].

 

وفى جوارحك: فلا شق ولا لطم ولا دعوى جاهلية قال صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية".

 

فلزوم العبد الأدب عند المصيبة دلالته ذكر الله عز وجل.

 

رابعا: من المواطن أيضا التي ينسى الإنسان فيها ذكر ربه عند الشهوة: فلا بد ألا تطغى شهواتك على دينك وعقلك. ولا تستطيع حينها كبح جماح نفسك عن الحرام.

 

في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: وذكر " وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ُ ".

 

فإذا ملك العبد زمام نقسه فقد ذكر ربه فهذا يوسف عليه السلام وقد اجتمعت الدواعي الكثيرة للوقوع في الفاحشة فماذا قال قال: معاذ الله

 

خامسا: من المواطن أيضا التي لابد للإنسان ألا ينسى ذكر ربه في البيع والشراء. فلا يقودك جشعك إلى الحرام وعدم المبالاة بمشروعية كسبك أو حرمته.

 

ففي الحديث الذى يرويه الترمذي عن ابى بكر - رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ "

 

إذا لا بد من ذكر الله في حال بيعك وشراءك حتى لا تقع في المحظور.

 

نسأل الله عز وجل أن نكون دائمي الذكر لله تعالى وأن نكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. اللهم آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عبادة الصالحين (خطبة)
  • علو الهمة (خطبة)
  • سيد ولد آدم (خطبة)
  • الذكر بعد الصلوات
  • سياق الذكر

مختارات من الشبكة

  • من فوائد ذكر الله تعالى (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة فوائد في فضل الذكر والقراءة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فوائد الذكر(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة فائدة في ذكر الآيات الواردة في الذكر والدعاء(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فوائد وعبر لمن ذكر الله وشكر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد ذكر الله تعالى (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • من فوائد ذكر الله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فوائد ذكر الله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وتنبيهات في الأدعية والأذكار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وثمرات ذكر الله وتلاوة القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب