• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الإيمان بالقدر
علامة باركود

جنة الدنيا الإيمان بالقدر (خطبة)

جنة الدنيا الإيمان بالقدر (خطبة)
أحمد الجوهري عبد الجواد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/1/2016 ميلادي - 14/4/1437 هجري

الزيارات: 33086

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جنة الدنيا الإيمان بالقدر


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

أما بعد، فيا أيها الإخوة! لا يتم إيمان عبد حتى يجمع في إيمانه ذاك ستة أركان هي تلك التي أوضحها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الجامع العظيم الذي جمع خير الدنيا والآخرة وكان بمثابة الفهرس للدين كله وذلك هو حديث جبريل وأحب -أيها الإخوة- أن أسوق الحديث بتمامه، فإن جزء الحديث الأول ربما لم يسمعه كثير منا قبل هذا، وأيضًا فإن حديثنا اليوم يتعلق بهذا الجزء، والحديث أخرجه مسلم من حديث يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِى الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِىُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاَءِ فِى الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلاً الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِى أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِى سَيَكِلُ الْكَلاَمَ إِلَىَّ فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ - وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ - وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ قَدَرَ وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ. قَالَ فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّى بَرِىءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّى وَالَّذِى يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ». قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِى «يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».[1].


هذا الحديث أيها الإخوة هو الدين كله فينبغي على كل مسلم أن يحفظه ويفهم معناه، ويهمنا منه الآن الشاهد بأن الإيمان بالقدر من أركان الإيمان بالله -تبارك وتعالى-، فلا يتم إيمان عبد حتى يجتمع إلى إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر الإيمان بالقدر فما معنى الإيمان بالقدر؟ وما أهميته؟ وما مراتبه؟ وما فوائده؟ وكيف يوقن العبد بالقدر؟ وما هي منافيات الإيمان بالقدر؟

 

أيها الإخوة.. معنى الإيمان بالقدر أن يعلم العبد أن الله تعالى"علم مقادير الأشياء وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه فلا محدث في العالم العلوي والسفلي إلا هو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته".[2] هذا هو معنى الإيمان بالقدر -أيها الإخوة- فلابد وأن يوقن العبد أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وما لم يكن قد شاء الله أن لا يكون ولله در الشافعي إذ يقول:

فما شِئتَ كان وإن لم أشأ
وما شئتُ إن لم تشأ لم يكنْ
خلقتَ العباد على ما علمتَ
ففي العلم يجري الفتى والمُسِنْ
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ
وهذا أعنتَ وهذا لَمْ تُعِنْ
فمنهم شقي ومنهم سعيد
ومنهم قبيح ومنهم حَسنْ

 

فعلى كل موحد أن يؤمن بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم، الذي هو موصوف به أزلاً، وعلم جميعَ أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق، ((فأول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة))، فما أصاب الإنسانَ لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، جفت الأقلام، وطويت الصحف، كما قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّ ذالِكَ فِى كِتَابٍ إِنَّ ذالِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج:70] وقال:﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد:22].

 

وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملةً وتفصيلاً، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكاً، فيؤمر بأربع كلمات، فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ونحو ذلك. فعند ربنا سبحانه العلم بذلك كله من قبل أن يخلق الخلق ويوجده.

 

وعلى الموحد أن يؤمن بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلاّ بمشيئة الله سبحانه، لا يكون في ملكه إلاّ ما يريد، وأنه -سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات.

 

ومن طريف ما قرأت ما ذكره العلامة الحميدي في كتابه جذوة المقتبس عن الأستاذ المعروف بابن البشتنى من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفى، عن الوزير أبيه -رحمه الله-: أنه كان بين يدي المنصور أبي عامر، محمد بن أبي عامر في بعض مجالسه للعامة، فرفعت إليه رقعة استعطاف لأم رجل مسجون كان ابن أبي عامر حنقاً عليه لجرم استعظمه منه، فلما قرأها اشتد غضبه، وقال: ذكرتنى والله به! وأخذ القلم يوقع، وأراد أن يكتب: يصلب، فكتب: يطلق، ورمي الكتاب إلى الوزير، قال: فأخذ أبوك القلم، وتناول رقعة وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرط، فقال له ابن أبي عامر ما هذا الذي تكتب؟ قال: بإطلاق فلان، قال: فحرد وقال: من أمر بهذا؟ فناوله التوقيع، فلما رآه قال: وهمت، والله ليصلبن، ثم خط على ما كتب، وأراد أن يكتب: يصلب، فكتب: يطلق، قال: فأخذ والدك الرقعة، فلما رأى التوقيع تمادى على ما بدأ به من الأمر بإطلاقه، ونظر إليه المنصور متمادياً على الكتاب، فقال: ما تكتب؟ قال: بإطلاق الرجل، فغضب غضباً أشد من الأول، وقال: من أمر بهذا؟ فناوله الرقعة، فرأى خطه، فخط على ما كتب، وأراد أن يكتب: يصلب، فكتب: يطلق، فأخذ والدك الكتاب، فنظر ما وقع به، ثم تمادى فيما كان بدأ به، فقال له: ماذا تكتب؟ فقال: بإطلاق الرجل، وهذا الخط ثالثاً بذلك، فلما رآه عجب، وقال: نعم يطلق على رغمى، فمن أراد الله إطلاقه، لا أقدر أنا على منعه[3].


أيها الإخوة! نظرت امرأة يومًا إلى زوجها الذي غاب مدة عنها فإذا هو مبيض العارضين شاب شعره فتعجبت وقالت متسائلة: ما الذي حدث لك بعدي شيب شعرك وحوله من أسود إلى أبيض؟ فأجاب على البديهة قائلًا:

نظرت مبيض فودَيّ فبكت
ثم قالت: ما الذي بعدي عراه
قُلتُ: هَذي صِبغة ُ الله، وَمَن
يصبغ الأسود مبيضا سواه[4]

 

فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلاّ والله سبحانه خالقه، فلا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله، ونهاهم عن معصيته، والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم، ولهم إرادة؛ والله خالقهم، وخالق قدرتهم وإرادتهم، كما قال تعالى: ﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ، وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير:28-29].

 

فهذه - أحبتي - أربع مراتبٌ:

الأولى: العلم.

الثانية: الكتابة.

الثالثة: المشيئة.

الرابعة: الخلق والتكوين.

 

فأما مرتبة العلم فهي كما قال تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ اله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾ [الحشر:22].

 

فهو سبحانه عالم بالسرّ والعلانية في الدنيا والآخرة، وعالم بكل الأشياء المعدوم منها والموجود".

 

وأما مرتبة الكتابة فهي كما قال تعالى: ﴿ لَّوْلاَ كِتَابٌ مّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال:68].

 

قال العلامة ابن سعدي: "﴿ لَّوْلاَ كِتَابٌ مّنَ اللَّهِ سَبَقَ ﴾ به القضاء والقدر، أنه أحلّ لكم الغنائم، وأن الله رفع عنكم أيتها الأمة العذاب، ﴿ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾".

 

فكل شيء عنده سبحانه مسطور في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض وكل شيء.

 

روى البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة))، قال: ((وكان عرشه على الماء)).[5].


قال النووي: "قال العلماء: المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير فإن ذلك أزلي لا أول له، وقوله ((وعرشه على الماء))أي: قبل خلقه السموات والأرض".

 

أما مرتبة المشيئة فهى كما قال الله تعالى: ﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير:28، 29].

 

قال الإمام القرطبي: "فبين بهذا أنه لا يعمل العبد خيرًا إلا بتوفيق الله، ولا شرًا إلا بخذلانه، وقال الحسن: والله، ما شاءت العرب الإسلام حتى شاءه الله لها، وقال وهب بن منبه: قرأت في سبعة وثمانين كتابا مما أنزل الله على الأنبياء: من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر.قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْء قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ ﴾ [الأنعام:111]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [يونس: 100].

 

قال الحافظ ابن كثير: "أي: ليست المشيئة موكولةً إليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل، بل ذلك كله تابع لمشيئة الله تعالى رب العالمين، قال سفيان الثوري عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى: لما نزلت هذه الآية: ﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴾ قال أبو جهل: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾".

 

وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء، ولا يقولن أحدكم: إن شئت فأعطني، فإن الله لا مستكره له)) [6].


قال الحافظ ابن حجر: "قوله: ((لا مستكره له))أي: لأن التعليق يوهم إمكان إعطائه على غير المشيئة، وليس بعد المشيئة إلا الإكراه، والله لا مكره له".

 

هذا وقد بوّب الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد"باب: في المشيئة والإرادة"، قال ابن بطال: "معنى هذا الباب: إثبات المشيئة والإرادة لله تعالى".

 

وأما مرتبة الخلق فهى كما قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات:95-96].

 

وعن حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الله بن قيس، ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنة؟))فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((قل: لا حول ولا وقوة إلا بالله)) [7].


قال النووي في بيان سبب كون هذه الكلمة كنزا من كنوز الجنة: "قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا رادّ لأمره، وإن العبد لا يملك شيئاً من الأمر" [8].


تلك أربعة كاملة -أيها الإخوة- العلم والكتابة والمشيئة والخلق فمن آمن بهذه المراتب فقد آمن بالقدر، ومن كذب بشيء منها فقد كذب بالقدر. وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول كما في حديث ابن عباس الذي قال فيه: "كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ «يَا غُلاَمُ إِنِّى أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» [9].


وهذا الإيمان -أيها الإخوة- - كما قدمنا- واجب فلا يتم توحيد العبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره فإنكار القدر كفر بالله تعالى وينافي أصل توحيد الله -عز وجل- كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وآمن بالقدر فهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده.

 

فقد ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أن الإيمان بالقدر أحد أركانه وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ الله لم يكن فمن لم يؤمن بهذا فإنه ما آمن بالله حقيقة.

 

قال الله تعالى: ﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾. وقال تعالى: ﴿ وخلق كل شيء فقدره تقديراً ﴾.

وقال صلى الله عليه وسلم: كما في البخاري قال قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابن مسعود: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا، فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِىٌّ أَوْ سَعِيدٌ. ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»[10].


ثم إن الأمة بأسرها من مئات بل آلاف الملايين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من علماء وحكماء وصالحين وغيرهم مؤمنين بقضاء الله تعالى وقدره وحكمته ومشيئته وبأن كل سبق به علمه وجرى به قدره وقلمه يكون كما قدر وأنه لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأن القلم جرى بمقادير كل شيء إلى قيام الساعة كما في الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره وصححه العلامة الألباني من حديث عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فقال: رب وماذا أكتب ؟ قال: اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة. يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات على غير هذا فليس مني» [11].


وفي رواية لأحمد: «إن أول ما خلق الله تعالى القلم. فقال له: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة» [12].


بل إن النار -أيها الإخوة- واجبة لمن لم يؤمن بالقدر ففي رواية لابن وهب في هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله بالنار بل في المسند والسنن عن ابن الديلمي والحديث صححه الألباني عن ابن الديلمي قال: "أتيت أبي بن كعب فقلت: في نفسي شئ من القدر فحدثني بشئ لعل الله يذهبه من قلبي، فقال: لو أنفقت مثل أحد ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار. قال: فأتيت عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم "[13].


فمن لم يؤمن بالقدر عمله حابط ذاهب لا يثاب عليه ولا يؤجر بل ومع ذلك يدخل النار، لأنه كذب الله ورسوله والنبي صلى الله عليه وسلم منه براء وأستطرد فأقول: تأمل أخي هذه النكتة اللطيفة في حال هذا التابعي الجليل: كيف جالت الشبهة في صدره فأسرع من فوره إلى العلماء يسألهم ليزيلها، فزالت بعلم عن الله ورسوله، وهذا من بركة العلم وأهله والجد في طلب الحق فوا أسفاه على الكسالى.

 

الشاهد -أيها الإخوة- أن الإيمان بالقدر من واجبات أصل التوحيد الذي لا يتم الإيمان إلا به والقدر بعد هذا كله له ثمرات يانعة وقطوف مثمرة وحصاد حلو شهي من حقق القدر كان في جنة في الدنيا قبل الآخرة، ومن ثمرات الإيمان بالقدر نحيط بهذه النقاط على وجه السرعة نسأل الله أن يذيقنا حلاوة الإيمان به.

 

فمن ثمرات الإيمان بالقدر -أيها الإخوة-: أن يعرف الإنسان قدر نفسه فلا يتكبَّر ولا يتبطر ولا يتعالى أبدًا؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدور، ومستقبل ما هو حادث، ومن ثمّ يقر الإنسان بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائمًا. وهذا من أسرار خفاء المقدور.[14].


ومن ثمرات الإيمان بالقدر: أنه يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات وتزرع الأحقاد بين المؤمنين، وذلك مثل رذيلة الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لأنه سبحانه هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره إنما يعترض على المقدور. وهكذا فالمؤمن يسعى لعمل الخير، ويحب للناس ما يحب لنفسه، فإن وصل إلى ما يصبو إليه حمد الله وشكره على نعمه، وإن لم يصل إلى شيء من ذلك صبر ولم يجزع، ولم يحقد على غيره ممن نال من الفضل مالم ينله؛ لأن الله هو الذي يقسم الأرزاق فيعطي ويمنع، وكل ذلك ابتلاء وامتحان منه – سبحانه وتعالى– لخلقه. [15].


ومن هذه الأمراض التى يقضى عليها الإيمان بالقدر -أيها الإخوة- الأمراض التي تفتك الآن بالأعصاب- وأمراض الأعصاب- كما نعلم- أخطر بكثير من الأمراض العضوية- فمن آمن بالقدر لم يتنغص عيشه أبداً ومن أحسن ما قاله إبراهيم الحربي: من لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيشة وهذا صحيح فما تعاظمت المصائب في القلوب وضاقت بها الأنفس وحرجت بها الصدور إلا من ضعف الإيمان بالقدر.

 

ومن ثمرات الإيمان بالقدر: الثبات والشجاعة والجرأة، ومن ثم لما ثبتت هذه العقيدة ورسخت في قلوب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالحين ثبتوا في ساحات القتال وميادين البطولة، لأنهم حين اعتقدوها ما عادوا يخافون الموت، لأنهم يوقنون أن الآجال محدودة لا تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة حتى حق لخالد بن الوليد يومًا أن يقول في بعض من هؤلاء المؤمنين بالقدر لأعدائه: "لقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة "فالإيمان بالقدر يملأ قلب صاحبه شجاعةً وإقدامًا، ويُفْزِغُه من كل خور وجبن؛ لأن المؤمن بالقدر يعلم أنه لن يموت قبل يومه، ولن يصيبه إلا ما كُتب له، وأن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروه فلن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله له.

 

يقول الشاعر يصف أصحاب النبي:

بدو من الصحراء أذوى عودهم
فقر وأوهنهم حياة الجلمدِ
يطؤون كسرى بالنعال وقيصراً
ويقوضون دعائم المتمردِ
طاحوا بملك الروم في جذوته
وبملك كسرى في ثناه المطرد
راعوا الملوك فطأطؤوا هاماتهم
ودهوا الشعوب فلم تقف أو تصمد
يا دهر إنهم جنود محمد
وهم ضرام فؤاده المتفرد
وهمُ يد الإسلام تصفع من جنى
وتدك عرش الظالم المستعبد
ساروا على نهج الرسول ونوره
فهم سجود الليل فرسان الغد
لو أننا سرنا على آثارهم
ما روع الأوطان عصف المعتدي[16]

 

ومن ثمرات الإيمان بالقدر: رضا العبد وقناعته بما آتاه الله، ومما يُنسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب – -رضي الله عنه- – قوله:

رأيت القناعة كنز الغنى
فصرت بأذيالها مُمْتَسك
فلا ذا يراني على بابه
ولا ذا يراني به منهمك
وصرت غنيًّا بلا درهمٍ
أمْرُّ على الناس شبه الملك[17]

 

وقال الثعالبي: «ومن أحسن ما سمعت في القناعة قول ابن طباطبا:

كن بما أوتيته مقتنعاً
تَسْتَدِم عسر القنوع المكتفي
إن في نيل المنى وشْكَ الردى
وهلاك المرء في ذا السرف

 

ومن ثمرات الإيمان بالقدر أنه يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة، فهو دائم الاستعانة بالله، يعتمد على الله ويتوكل عليه مع فعل الأسباب، وهو أيضًا دائم الافتقار إلى ربه – تعالى – يستمد منه العون على الثبات، ويطلب منه المزيد، وهو أيضًا كريم يحب الإحسان إلى الآخرين، فتجده يعطف عليهم.

 

والإيمان بالقدر يغرس في نفس المؤمن أيضًا الانكسار والاعتراف لله – تعالى – حين يقع منه الذنب، ومن ثم يطلب من الله العفو والمغفرة، ولا يحتج بالقدر على ذنوبه، وإن كانت مقدرة عليه؛ لأنه يعلم أن الاحتجاج باطل ومنهي عنه ومخالف لمقتضى الشرع.[18].


فلسان حال المؤمن بالقدر:

الهديُ في دربي وفي هدفي
وأظل أمضي غير مضطرب
ما كنت من نفسي على خور
وما كنت من ربي على ريب
ما في المنايا ما أحاذره
الله ملء القصد والأرب

 

ومن ثمرات الإيمان بالقدر: الإخلاص فالإيمان بالقدر يحمل صاحبه على الإخلاص، فيكون الباعث له في جميع أعماله امتثال أمر الله؛ ذلك أن المؤمن بالقدر يعلم أن الأمر أمر الله، وأن الملك ملكه، وأن ما شاءه الله كان، وما لم يشأه لم يكن، لا راد لفضله، ولا معقب لحكمه، فيقوده ذلك إلى إخلاص العمل لله، وتصفيته من كل شائبة تشوبه؛ لأن الحامل على عدم الإخلاص أو قِلَّته مراءاةُ الناس، أو طلب التزيُّن في قلوبهم، أو طلب مدحهم والهرب من ذمهم، أو طلب أموالهم أو خدمتهم أو محبتهم، أو نحو ذلك من الشوائب والعلل التي يجمعها إرادة ما سوى الله في العمل. [19].


فإذا أيقن العبد أن هذه الأمور لا تُنال إلا بتقدير الله – -عز وجل- – وأن الناس ليس لهم من الأمر شيء في أنفسهم ولا في غيرهم – لم يعد يبالي بالناس، ولم يَسْعَ إلى إرضائهم بسخط الله، فينقاد إلى إيثار الحق على الخلق، وإلى الإخلاص والتفريد، بعيدًا عن كل رياء وتنديد.

 

ومن هنا ينال فضيلة الإخلاص وأكرم بها من فضيلة؛ فالإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقيَ للفلاح، وهو الذي يحمل الإنسان على مواصلة عمل الخير، وهو الذي يجعل في عزم الرجل متانة، ويربط على قلبه، فيمضي حتى يبلغ الغاية.

 

ومن ثمرات الإيمان بالقدر سكون القلب وطمأنينة النفس، وراحة البال: فهذه الأمور من ثمرات الإيمان بالقدر، وهي داخلة في كثير مما مضى ذكره من الثمرات، وهي مطلب مُلِحٌّ، وهدف منشود، وغاية مُبْتَغاةٌ؛ فكل من في الأرض يبتغيها، ويبحث عنها، ويسعى لها سعيها، ولكن كما قيل:

كل من في الوجود يطلب صيدًا *** غير أن الشباك مختلفاتِ

 

فلا يدرك هذه الأمور، ولا يجد حلاوتها، ولا يعلم ثمراتها – إلا من آمن بالله وقضائه وقدره؛ فالمؤمن بالقدر ساكن القلب، مطمئن النفس، مرتاح البال، لايفكر كثيرًا في احتمال الشر، ثم إن وقع لم يَطِرْ له قلبه شعاعًا، بل يتحمل ذلك بثبات وصبر؛ إن مرض لم يضاعف مرضه بوهمه، وإن نزل به مكروه قابله بجأش رابط فخفف حدته؛ فمن الحكمة ألا يجمع الإنسان على نفسه بين الألم بتوقع الشر، والألم بحصول الشر. بل يسعد ما دامت أسباب الحزن بعيدة عنه، فإذا حدثت قابلها بشجاعة واعتدال.

 

وإنك لتجد عند خواصِّ المسلمين من العلماء العاملين، والعباد القانتين المتبعين من سكون القلب وطمأنينة النفس مالا يخطر ببال، ولا يدور حول ما يشبهه خيال؛ فلهم في ذلك الشأن القِدْحُ المعلى، والنصيب الأوفى.

 

فهذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز – رحمه الله ورضي الله عنه– يقول: "أصبحت ومالي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر" [20].


وهذا شيخ الإسلام أبو العباس أحمد ابن تيمية – رحمه الله تعالى – يقول: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة".[21]، ويقول مقولته المشهورة عندما زُجَّ به في غياهب السجن: "ما يصنع أعدائي بي؛ أنا جنتي وبستاني في صدري؛ أين رُحْت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة"[22].


وللحديث صلة بعد جلسة الاستراحة وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.

 

أما بعد، فالزم أيها الموحد حصن الإيمان بالقضاء والقدر؛ فالله - جل وعلا – لطيف بعباده يريد بهم اليسر، وإنه حكيم خبير يدِّخر لأهل التوحيد في الآخرة أجرهم وافيا بغير حساب. ومن امتلأ قلبه بهذه الحقيقة ينقلب حزن المصيبة وكمدها إلى سرور وسعادة.

 

ورحم الله القائل:

كنز القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الحراس والدول[23].

 

لكن كثيراً من المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله قد أضاعوا هذه العقيدة الثمينة الغالية ومواقفهم ليل نهار تناقض هذه العقيدة الواجبة والفريضة الحتمية اللازمة.

 

فمن المسلمين من يبيع دينه لأجل رزقه ومادته ووظيفته ودوامه ظناً منه أن هذا كله بيد عبد أو مخلوق ولا يدري المسكين أنه والمادة والمخلوق جميعاً بيد الله تعالى.

 

ومن المسلمين من يسخط على الله لأجل أن الله قدر عليه مصيبة من المصائب في الأنفس أو الأموال أو الثمرات فلا ترى إلا كلمات السخط والكراهية.

 

ومن المسلمين من يقع به الشيء من الأشياء مما يحمده أو لا يحمده فإذا هو فيما يحمد يود لو كان زيادة وما لا يحمد يتسخطه وفي كلّ: "يقول: لو أنى فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا مع أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن استعمال هذه الكلمة.

 

لكنك ترى المريض إذا عولج عند طبيب ثم مات يقول أهله لو ذهبنا به إلى طبيب آخر أو سافرنا لعلاجه بالخارج ما مات، مع أن الواجب عليهم أن يقولوا: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا يعترضوا بهذه الكلمة.

 

وترى التاجر يصاب في تجارته فيقول: لو كنت فعلت كذا لما كانت هذه الخسارة فى حين أن الواجب عليه الصبر على المصيبة وأن يرضى بفعل الله ولا يتسخط.

 

ذلك لأن استعمال كلمة "لو" ونحوها يضعف القلب ويجعله متعلقاً بالأسباب موقناً بها لا بالمسبب ولو علق قلبه بالله لرضى وأرضاه الله. [24].


ورحم الله من قال:

كن عن همومك معرضا
وكل الأمور إلى القضا
وانعم بطول سلامة
تسليك عما قد مضى
فلربما اتسع المضيق
وربما ضاق الفضا
الله يفعل ما يشاء
فلا تكن متعرضا

 

روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شئ فلا تقل: لو أنني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».[25]


أيها الإخوة! إن التحسر على الماضي وكلما حدث أمر قال العبد لو كان كذا وكذا يضعف قلبه وعزمه ويجعله متعلقًا بالأسباب موقنًا بها لا بمسبب الأسباب جل جلاله وهذه همة المنافقين وهذا من خصالهم التي حكاها القرآن الكريم عنهم كما قال -عز وجل-: يقولون لو كان لنا من الأمر شيئ.

 

وقال تعالى: "﴿ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾  [آل عمران: 168].

 

ويكفي هذا دلالة على حرمة هذه الكلمة أو على الأقل استحباب الابتعاد عنها حتى لا يشابه المسلم المنافقين في بعض صفاتهم لكنها حرام ولذا أمر صلى الله عليه وسلم بالحرص على ما ينفع المسلم مستعينًا بالله تعالى ثم نهاه عما يفتح عمل الشيطان ويؤثر في سلامة التوحيد وإخلاصه لله -عز وجل-.

 

وقد يقول قائل فطن لقن: إن الشرع قد استعمل هذه الكلمة" لو" في مواضع ووردت عن بعض الصحابة فكيف تقول بحرمتها يقصد هذا الأخ الكريم النابه والمستمع المدقق أن النبي صلى الله عليه وسلم وقعت هذه الكلمة منه في بعض المواطن منها قوله صلى الله عليه وسلم: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدى ولأحللت معكم"[26]وهذا في حجة الوداع كما في حديث جابر الذي أخرجه مسلم.

 

وكما قالت عائشة رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله إلا نساؤه. [27].


ومنه أيضاً الحديث الذي أخرجه الترمذي من حديث أبي كبشة الأنماري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ""إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِى مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِى مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِى مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ».[28].


وفي رحلة الهجرة قال الصديق للحبيب صلى الله عليه وسلم وهما في الغار: "لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه".[29].


وهذا صحيح كله -أيها الإخوة- لكنه لا يلغى حكم الحرمة عما نبهنا عليه من السخط على القدر فقد قال العلماء: إن استعمال كلمة لو في الكلام إذا كان على غير سبيل التحسر والندم والعتاب على النفس دون التفات إلى القدر يعنى إذا كان في إخبار وليس في معارضة القدر فهذا جائز وكذلك في تمني الخير كما في حديث أبي كبشة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: فهو بنيته فهما في الوزر سواء أي جوزي على قدر هذه النية.

 

فاستعمال "لو" تفصيلاً يكون بحسب الحامل عليها فتجوز إذا كانت للإخبار عن أمر وتستحب إن كانت لتمني الخير وتحرم إذا كانت اعتراضًا على أمر شرعى أو على القدر جزعًا وتسخطا على أمر الله فليصبر المرء على ما أصابه فإن ذلك من عزم الأمور وموجبات مغفرة العزيز الغفور وليتب الى الله مما عساه يكون وقع فيه من الذنوب فإنه سبحانه تواب ستير نسأل الله تعالى أن يجعل ما قلناه زادًا إلى حسن المسير اليه وعتادًا ليمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

فاللهم قدر لنا الخير ورضنا بقضائك حتى لا نحب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت، اللهم ألق في قلوبنا يقينًا لا يزول ورسخ فى نفوسنا إيمانًا لا يحول، اللهم إنا نسألك إيمانا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمد فى أعلى جنان الخلد... الدعاء.



[1] أخرجه مسلم 102.

[2] تيسير العزيز الحميد (ص 595).

[3]جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس - (ص / 46).

[4]( الفود ) جانب الرأس مما يلي الأذن والشعر النابت فوقه وهما فودان ويقال حل الشيب بفوديه ولفلان فودان إذا كان له ضفيرتان والجمع أفواد، عراه الداء والأمر عروا ألم به وأصابه.

[5] أخرجه مسلم (2653).

[6] أخرجه البخاري (7464)، ومسلم (6987).

[7] أخرجه البخاري (6610) ومسلم (2704).

[8] الإيمان بالقضاء والقدر.

[9] أخرجه أحمد (2669) والترمذي (2326)، وصححه الألباني في المشكاة (5302)، ظلال الجنة (316 - 318).

[10] أخرجه البخاري (3208)، ومسلم 6893.

[11] أخرجه أبو داود 4700، وصححه الألباني في الطحاوية (232) // (271) //، المشكاة (94)، وظلال الجنة (102 - 107). وجاء من حديث ابن عباس: أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 378).

[12] أخرجه أحمد 5 / 317، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

[13] أخرجه أحمد 5 / 182 و 185 و 189، وأبو داود (4699)، وابن ماجه (77) وصححه الألباني في الظلال (145)، المشكاة (115)، شرح الطحاوية (629).

[14] انظر: لمحات في وسائل التربية الإسلامية وغايتها: د. محمد أمين المصري ص 186 – الطبعة الثالثة 1974م – دار الفكر – وانظر: مجموعة بحوث فقهية ص 241.

[15] انظر: لمحات في وسائل التربية الإسلامية: محمد أمين المصري ص 178، وانظر: الإيمان باليوم الآخر وبالقضاء والقدر: للشيخ أحمد عزالدين البيانوني ص 144 – 145 مكتبة الهدى، الطبعة الأولى 1395ه.

[16] من قصيدة للشاعر محمد طلبة من الشعراء المعاصرين المجيدين وانظر شيئا من شعره في كتابي: خفقات قلب - السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ محمد عبد السميع صقر وصاحب السيرة من خيرة من أنجبتهم محافظة الغربية بمصر أذوى حياته في خدمة المسلمين ابتغاء رضوان الله فكانت حياته مثالا تطبيقيا للمسلم الحق في خدمة مجتمعه وبلده، حفلت بكافة أعمال الخير وشتى صنوف المعروف مما تعجز الكلمات عن تتبع آثاره وتقدير فضل أفيائه وظلاله، ولد في 22/6/ 1927م، وتوفي فجر يوم الثلاثاء 17 من ذي الحجة 1426 ه الموافق 17/ 1/ 2006 م بقرية نشيل مركز قطور محافظة الغربية.

[17] ديوان الإمام الشافعي، ص 27.

[18] انظر: مجموعة بحوث فقهية: بحث: الإيمان بالقضاء والقدر وأثره في سلوك الإنسان للدكتور عبد الكريم زيدان ص 240 – 244.

[19] انظر مدارج السالكين لابن القيم 2/93.

[20] جامع العلوم والحكم لابن رجب: 1/287.

[21] الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم: ص 69.

[22] ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/402.

[23] عنصر ثمرات الإيمان بالقدر مأخوذ عن "الإيمان بالقضاء والقدر" محمد بن إبراهيم الحمد نقلًا من عون العلي الحميد (شرح باب ما جاء في منكري القدر)، ثم إني تصرفت فيها ملخصًا ومنقصًا ومقدمًا ومؤخرًا ومزيدًا ومفردًا.

[24] عون العلي الحميد (2/ 380)، بتصرف.

[25] أخرجه مسلم (2664).

[26] أخرجه البخاري (1651) ومسلم (1218).

[27] أخرجه أبو داود (2 / 60) وابن الجارود في"المنتقى"(257)، وصححه الألباني في أحكام الجنائز ص 49.

[28] أخرجه الترمذي 2325، وابن ماجه (4228)، وصححه الألباني ، انظر حديث: 3024 في صحيح الجامع.

[29] أخرجه البخاري 2810 ومسلم 1904.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حكم الإيمان بالقدر
  • حكم الإيمان بالقدر وكيفيته أيضا
  • الإيمان بالقدر
  • الإيمان بالقدر خيره وشره
  • الإيمان بالقدر والقضاء.. وجوبه وثمرته
  • عبادة الصالحين (خطبة)
  • آخر رجل يدخل الجنة (خطبة)
  • جنة الدنيا
  • أثر الإيمان بالقدر
  • توجيهات نبوية في القدر في حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا صفر

مختارات من الشبكة

  • المرض بقدر والصحة بقدر والعلاج بقدر والدواء من القدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان بالقدر وآثاره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • 20 آية قرآنية تدل على إثبات القضاء والقدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان بالقدر من أركان الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سمو القدر في إحياء ليلة القدر (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإيمان بالقدر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جنة الرضا والتسليم لما قدر الله وقضى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب