• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)

توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)
أحمد عماري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/1/2016 ميلادي - 12/4/1437 هجري

الزيارات: 67367

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً. وبعد:

مرة أخرى مع خُلق الوقار؛ ذلكم الخلق الكريم الذي يحتاجه المسلم في علاقته بربه ونبيه والناس أجمعين. وحديثنا اليوم عن الوقار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فمِنْ حَقّ النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يُهاب ويُعظم ويُوَقّر ويُجَل أكثرَ مِما يُجِلّ الوَلدُ والِدَه، والعبدُ سيدَه، قال تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]. ﴿ وعزّروه ﴾ [الأعراف: 157]: أي وَقَّرُوه وعَظّمُوه.

 

كيف لا نوقّره ونجِله؛ وهو صاحب المهابة والوقار، وصاحب القيم والأخلاق؟. هو الذي علمنا الوقار، ودعانا إلى الوقار.

 

فلقد كان عليه الصلاة والسلام نموذجًا يقتدى به في خلق الوقار، وَصَفتْه أمُّ معبد حين مرّ بخيمتها في طريقه مهاجرا إلى المدينة المنورة، فقالت: (إنْ صَمَتَ فعليه الوَقَار، وإن تكلَّم سَمَاه وعلاه البهاء، أجملُ النَّاس وأبْهَاه من بعيد، وأحسنُه وأجمله من قريب).

 

كيف لا نُوقّرُه؛ وهو صاحب الخلق العظيم، الذي زكاه ربه فقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

 

كيف لا نُوقّرُه؛ وهو نِعمةُ ربّ العالمين على الناس أجمعين. قال ربنا سبحانه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]. وقال عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

 

كيف لا نُوقّرُه؛ وهو سيد المرسَلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين؟. هو الذي اصطفاه ربه واجتباه فختم به الرسالة، وهدى به من الضلالة، بعثه الله ليكون مبشرا بالخير، محذرا من الشر، سراجا ينير الطريق للسالكين. قال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46]

 

كيف لا نُوَقره؛ وبه هُدِينا إلى الطريق المستقيم؟. قال ربنا سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 52، 53].

 

كيف لا نُوَقّرُه؛ وهو الحريص على هداية أمته؟ تعب من أجل هداية أمته، وأوذي فصبر من أجل هداية أمته، ما مِن خير إلا ودل الأمة عليه، وما من شر إلا وحذر الأمة منه، قال ربنا سبحانه: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]. كان عليه الصلاة والسلام يتألم لآلام قومه، ويصبر على أذاهم، ويفرح بهدايتهم، ويخشى عذابَ الله عليهم، كان يدعو لهم ولا يدعو عليهم؛ روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [إبراهيم: 36]، وقال عيسى عليه السلام: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118] فرفع يديه وقال: «اللهم أمتي أمتي» وبكى صلى الله عليه وسلم، فقال الله: «يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسَله ما يبكيه»، فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: «إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوؤك».

 

وها هو عليه الصلاة والسلام يجَسّدُ لنا حِرصَه على إنقاذ أمته من الهلاك والضلال فيقول: «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا، فجعل الجنادِب والفراش يقعْنَ فيها، وهو يَذُبُّهن عنها؛ وأنا آخِذٌ بحُجَزِكم عن النار، وأنتم تفَلَّتُون مِن يَدِي». رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه.

 

ولكل نبي من الأنبياء عليهم السلام دعوة مستجابة، دعوا ربهم فاستجاب الله تعالى دعواتهم، وأعطاهم مسائلهم، إلا رسولنا صلى الله عليه وسلم فإنه ادّخر دعوته شفاعة لأمته في موقفٍ هُمْ أحوجُ ما يكونون إلى شفاعتِه، فصلوات ربي وسلامه عليه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجّلَ كل نبي دعوَته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله مَنْ ماتَ مِنْ أمّتي لا يشركُ بالله شيئا».

 

وإنّ نبيا بلغ حِرصُه علينا ورحمتُه بنا هذا المبلغَ العظيم لحَرِيٌّ بنا أن نؤمن به ونصَدّقه، وأن نعزّره ونوقره، وأن نتّبعه ونُطيعه، وأن نحبه أشدّ مِن محبتنا لأنفسنا وآبائنا، وأمهاتنا وأزواجنا، وأولادنا وأموالنا، فهو بفضل الله تعالى هدايتنا ونجاتنا، وهو حياتنا وسعادتنا، فما بُعِثَ به كان غيثَ قلوبنا وحياتَها، وزكاءَ نفوسنا وصفاءَها، وأعظمُ خير بلغنا-وهو الإيمان- إنما بلغنا عن طريقه، وأعظم شرّ تركناه -وهو الكفر- إنما تركناه لأنه صلى الله عليه وسلم قد حذرَنا منه، ومَن مات منا على الإيمان، ونال الجنة والرضوان، فما نال ذلك إلا بسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته؛ فهل تروْن لأحدٍ حقا عليكم -بعد حَقّ الله عز وجل- أعظمَ مِن حَقّ أبي القاسم صلى الله عليه وسلم؟. فكونوا من أحبابه، وكونوا من أتباعِه وأنصاره.

 

توقير السلف الصالح للنبي صلى الله عليه وسلم:

لقد عرف سَلفنا الصالحُ فضلَ النبي صلى الله عليه وسلم وقدْرَه، فأنزلوه المنزلة التي يستحقها، آمنوا به وأحَبّوه، وصدّقوه وأطاعوه، وَوَقروه وعَزّروه.

 

بايعوه فنالوا بذلك رضا الله سبحانه: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 18، 19].

 

لا يقطعون أمرا دون مَشُورته، ولا يقومون من مجلسه إلا بعد استئذانه؛ قال تعالى عنهم: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 62].

 

إذا حضروا في مجلسه جلسوا في سكينة ووقار، كأن على رؤوسهم الطير؛ فعن البراء بن عازب رضِي الله عنه قال: خرجنا مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في جِنازَة رجلٍ من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولمَّا يُلحَدُ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلسنا حوله، كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر». مرتين أو ثلاثا.. أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

 

لا يَحِدّون النظر إليه، ولا يرفعون أصواتهم عنده، ولا يتأخّرون في الاستجابة لأمره؛ فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: كنا إذا قعدنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم نرفعْ رؤوسنا إليه إعظاما له. أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

 

وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: "..وما كان أحدٌ أحبَّ إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلّ في عيني منه، وما كنتُ أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سُئِلتُ أن أصِفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه". رواه مسلم.

 

وفي صحيح البخاري عن الِمسْوَرِ بن مَخرَمة ومروانَ بنِ الحكم في قصَّة الحديبية، قالا: ثم إن عُرْوَة بن مسعود جعل يَرمُق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كفّ رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يَحِدّون إليه النظر تعظيما له. فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أيْ قوم، والله لقد وفَدتُ على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إنْ رأيتُ ملكا قط يُعظمه أصحابه ما يُعَظمُ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا.

 

سئل علي رضي الله عنه: كيف كان حبّكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ".

 

وعن أبي رَزِينٍ قال: قيل للعباس رضي الله عنه: أنت أكبرُ أم النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «هو أكبر مني، وأنا وُلِدْتُ قبله». أخرجه ابن عساكر، وابن أبي شيبة.

 

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيَهُ في بعض طريق المدينة وهو جُنُب، فانخنستُ منه، فذهبَ فاغتسل ثم جاء، فقال: «أين كنت يا أبا هريرة» قال: كنت جنبا، فكرهْتُ أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: «سبحان الله، إن المسلم لا يَنجُس».

 

إخوتي الكرام؛ من كان يوقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجله ويحترمه؛ فلْيُوَقّرْ سنته، وَلْيتأدّبْ مع حديثه وسيرته، وليَستجِبْ لأمْره، وليَلتزمْ بدِينه وشريعته.

 

وجوب توقير النبي صلى الله عليه وسلم واحترامه في حياته وبعد مماته:

أما في حياته فقد أمر الله تعالى بطاعتِه صلى الله عليه وسلم وحُسْنِ الأدَب معه في مخاطبته، ونهى عن أذيته ومخالفته، فقال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1 - 5].

 

روى البخاري ومسلم عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال: كاد الخيّران أن يَهلكا: أبو بكر وعمر؛ لمّا قدِم عَلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفدُ بني تميم، أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2] إلى قوله ﴿ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3]، قال ابن أبي مليكة، قال ابن الزبير، فكان عمر بعدُ إذا حدّثَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بحديث حَدّثه كأخي السّرار، لم يُسْمِعْه حتى يَسْتَفهِمَه.

 

وقال عز وجل: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63]. أي لا تخاطبوه باسمه المجرد كما يخاطب بعضكم بعضا. ولكن احترموه ووقروه، واختاروا في مخاطبته ما يدل على تشريفه وتوقيره.

 

قال ابن عباس رضي الله عنهما: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك، إعظامًا لنبيه صلوات الله وسلامه عليه، قال: فقالوا: يا رسول الله، يا نبي الله.

 

وقال قتادة: أمَر الله أنْ يُهابَ نبيُّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنْ يُبَجَّلَ وأنْ يُعظَّمَ وأنْ يُسوَّدَ.

 

وقال مُقاتِل بن حيَّان: لا تُسمُّوه إذا دعَوْتموه: "يا محمد"، ولا تقولوا: "يا ابن عبد الله"، ولكن شَرِّفُوه، فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله.

 

وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الأحزاب: 53]

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 53].

 

وتوقيرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه واحترامه بعد وفاته لازم كما كان حالَ حياته، وذلك عند ذِكره وذكر حديثه وسنته، وسماع اسمه وسيرته، وتوقيرُ أهل بيته وصحابته.

 

عن السائب بن يزيد قال: كنتُ قائمًا في المسجد فحصَبَنِي رجلٌ، فنظرت فإذا عمرُ بن الخطاب، فقال: اذهَبْ فائتني بهذين، فجئتُه بهما، فقال: مَن أنتما؟ أو مِن أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتُما من أهل البلد لأوجعتُكما؛ تَرفعان أصواتَكما في مسجدِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

وقد كان من توقير أهل العلم للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يحدثون بحديثه إلا وهم على أحسن حال وهيئة، ويربون أتباعهم على ذلك، قال أبو سلمة الخزاعي رحمه الله تعالى: (كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج ليُحدّث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ولبس قلنسوة، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم).

 

وكان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحاضرين بالسكوت وقال: ﴿ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2] ويتأول أنه يجب له من الإنصات عند قراءة حديثه ما يجب له عند سماع قوله.

 

وهذا الحسن البصري رحمه الله تعالى كان يبكي إذا حدّث بحديث الجذع الذي بكى لما فارقه النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: يا عباد الله، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ شوقا إليه لمكانه من الله، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.

 

من توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم: كثرة الصلاة والسلام عليه:

فالمحِب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي لا يمل من كثرة الصلاة والسلام عليه، هو الذي لا يبخل بالصلاة عليه عند سماع اسمه وقراءة حديثه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: « البخيل مَن ذُكِرتُ عنده ثم لم يُصَلّ عَليّ ». أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والنسائي والحاكم وصححه.

 

ومن توقيره عليه الصلاة والسلام: تعظيمُ شرعِه وحُكمِه وسُنّتِه:

فما عظّمَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ولا وقَّرَه من يعترض على شرعه وحُكمه؛ فعن أبي رافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم مُتّكِئا على أريكتِه، يأتيه الأمرُ من أمري مما أمَرْتُ به أو نهيْت عنه، فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه». أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

 

وقال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]. أي: إذا حَكَّموك في أمر من الأمور فعليهم أن يطيعوك في بَواطنهم، فلا يجدُون في أنفسهم حرَجًا ممَّا حكمت به، وينقادون له في الظاهر فيُسلِّمون لذلك تسليمًا كليًّا من غير مُمانَعة ولا مُدافَعة ولا مُنازَعة.

 

وعن سفيان بن عيينة قال: قال رجلٌ لمالك رحمه الله: مِنْ أينَ أُحْرِم؟ قال: مِن حيثُ أمَر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأعاد عليه مِرارًا، قال: فإنْ زدتُ على ذلك؟ قال: فلا تفعل، فإنِّي أخاف عليك الفتنة، قال: وما في هذا مِن الفتنة؟! إنما هي أميال أزيدُها، قال: إنَّ الله يقول: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]. قال: وأيُّ فتنة في هذا؟ قال: وأيّ فتنة أعظمُ مِن أنْ ترى أنَّك أصبتَ فضلاً قصُرَ عنه رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ أوْ تَرى أنَّ اختيارَك لنفسِك خيرٌ مِن اختيار الله؟.

 

ومن توقيره عليه الصلاة والسلام: محبته أكثر من غيره من الخلق:

قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]

 

وروى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه مِن والِده ووَلَده، والناسِ أجمعين».

 

وفي بيان قدر النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب نصرته يقول ربنا عز وجل: ﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ﴾ [التوبة: 120]

 

ويقول سبحانه: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]

 

وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخِذٌ بيَدِ عمرَ بن الخطاب، فقال له عمرُ: يا رسول الله، لأنتَ أحَبّ إليّ مِن كل شيء إلا مِن نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبّ إليك من نفسك» فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحبّ إليّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر».

 

ومن توقيره عليه الصلاة والسلام: طاعتُه واتباعه:

فطاعته طاعة لله، كما أن مخالفته مخالفة لأمر الله، قال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]. أي: مهما أمرَكُم به فافعَلُوه، ومهما نَهاكم عنه فاجتَنِبوه، فإنَّه إنَّما يأمُر بخيرٍ وإنَّما ينهى عن شرٍّ.

 

ومن خالف أمره عليه الصلاة والسلام فقد ضل عن سواء السبيل، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50]

 

وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه علامة على صدق محبة العبد لربه سبحانه، لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾[آل عمران: 31، 32].

 

ولا سبيل إلى الجنة إلا بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ أمتي يدخلون الجنة إلا مَن أبى»، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: «مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى».

 

فأين نحن من توقير النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره واحترامه؟.

أين نحن من توقيره؛ ونحن نخالف أمره ونترك سنته؟.

أين نحن من توقيره؛ ونحن نتلاعب بدينه وشرعه؟.

 

فهل وقرَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَن غيّرَ دينَ الله تعالى، وأولّ النصوص المحكمة الواضحة، ليوافقَ أهواء البشر ورغباتهم؛ لجاهٍ يبتغيه، أو مالٍ يطلبه، أو دُنيا يريدها، والنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه سيتبرأ يوم القيامة ممن بدّل وغيّر مِن بَعْدِه. ففي الصحيحين عن سهل بن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني فرَطُكم على الحوض، مَن مَرّ علي شَرب، ومَن شرب لم يظمأ أبدا، لَيَرِدَنّ عليّ أقوام أعْرِفُهم ويَعْرِفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مِني، فيُقال: إنك لا تدري ما أحْدثوا بعدَك، فأقول: سُحقا سُحقا لمن غيّرَ بَعدي».

 

وهل وقرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَن يَسْخَرون مِن سُنتِه، ويطالبون باطراح دينه، ويسعون في صرف الناس عنه واستبداله بمناهج الشرق والغرب؟.

 

وهل وقرّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم من يريد القضاء على أخلاقه التي ربى عليها أمته، ووعد المتخلقين بها بجواره في مجالس الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون»، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون». أخرجه الترمذي عن جابر رضي الله عنه، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

 

فاتقوا الله عباد الله، وتمسكوا بدينكم، واعْرِفوا لنبيكم صلى الله عليه وسلم حَقّه وقدْرَه، ووقروه وعزروه، وعظموا سنته، واحفظوا له مكانته، وأنزلوه منزلته التي أنزله الله تعالى إياها بلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو وتقصير، واقرؤوا سيرته، وتزودوا من حديثه، وأطيعوا أوامره، واجتنبوا زواجره؛ فذلكم هو طريق النجاة والنجاح، وسبيل الفوز والفلاح، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71].

 

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الفائزين، وأن يجعلنا من المفلحين، وأن يجعلنا من أتباع نبيه الأمين.

اللهم اجعلنا من المتمسكين بسنته، المتبعين لهديه، الفائزين بشفاعته.

اللهم أوردنا حوضه، واحشرنا في زمرته، ومُنّ علينا بمرافقته في جنات النعيم، يا رب العالمين.

وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا وقدوتنا وقرة أعيننا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقنى العرنين
  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين
  • مسألة: اختلاف العلماء في يوم ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهرها
  • كيف تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مليون مرة؟
  • عبادة الصالحين (خطبة)
  • الخطبة بين المباح والمحظور (خطبة)
  • حاجة العالم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الماضي والحاضر
  • شغف الصحابة بحب وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • توقير الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل بدر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • توقير الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه ووصيته بهم(مقالة - ملفات خاصة)
  • دواعي اختيار مدينة رسول الله عاصمة لدولة رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبارة: "إلا رسول الله"(مقالة - ملفات خاصة)
  • تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • شغف الصحابة بحب وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • حديث: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا لميقاتها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • حتى يذكر اسمك عند رسولك محمد مصليا عليه صلى الله عليه وآله وسلم (بطاقة دعوية)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الضوابط الأخلاقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب توقير الجناب النبوي الشريف والرد على تجاوز وزير العدل المصري وغيره من المؤذين لله ورسوله(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب