• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع السابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/1/2016 ميلادي - 26/3/1437 هجري

الزيارات: 15236

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ *

تفسير الربع السابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط


الآية 93: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ ﴾: يعني إنما الطريق إلى المعاقبة، (والمعنى: إنما الإثم والعقاب) ﴿ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ ﴾ في التخلف عن الجهاد ﴿ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ﴾ أيقادرون على الجهاد بأموالهم وأنفسهم، ومع ذلك فقد ﴿ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾ من النساء وأهل الأعذار، ﴿ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ بالنفاق فلا يَدخلها إيمان، لذلك ﴿ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ سُوءَ عاقبة تخلفهم عن الجهاد.


الآية 94: ﴿ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ ﴾ أي يعتذر لكم هؤلاء المتخلفون عن الجهاد بالأعذار الكاذبة ﴿ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ﴾ مِن غزوة "تَبُوك"، ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ ﴾ أي لن نُصَدِّقكم فيما تقولون، فـ ﴿ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ﴾: أي قد أخبَرَنا اللهُ مِن أمْركم ما أكَّدَ لنا كذبكم، ﴿ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ إن كنتم تتوبون مِن نفاقكم، أو تُصِرُّون عليه، وسيُظهِرُ سبحانه للناس أعمالكم في الدنيا ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ ﴾ بعد مماتكم ﴿ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾: أي إلى الذي لا تَخفى عليه بَواطن أموركم وظَواهرها ﴿ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ثم يُجازيكم على أعمالكم.


الآية 95: ﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ ﴾ كاذبينَ مُعتذرينَ ﴿ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ ﴾: أي إذا رجعتم إليهم مِن جهادكم، وسبب هذا الحَلِف الكاذب: ﴿ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ﴾: أي لِتتركوهم ولا تعاقبوهم، ﴿ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ﴾ احتقارًا لهم، ولا تهتموا بشأنهم، ولا تُعاتبوهم على تَخلفهم، ﴿ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ﴾: يعني إنهم خُبَثاء البَواطن ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ من الكُفر والنفاق.


الآية 96، والآية 97: ﴿ يَحْلِفُونَ لَكُمْ ﴾ كَذِبًا ﴿ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ﴾ ﴿ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ ﴾ - لأنكم لا تعلمون كَذِبَهم - ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾: أي فإنّ اللهَ لا يَرضى عن هؤلاء - ولا عن غيرهم - مِمّن استمروا على الخروج عن طاعة الله.


• ولَمَّا ذَكَرَ تعالى حال مُنافِقي المدينة، ذَكَرَ هنا حال مُنافِقي البادية (الصحراء) وذلك ليُعرَفَ المنافقون جميعاً، فقال: ﴿ الْأَعْرَابُ ﴾ أي مُنافِقوا الأعراب هم ﴿ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ﴾ مِن مُنافِقي أهل المُدُن، وذلك لِجَفاء الأعراب وغِلظتهم، ﴿ وَأَجْدَرُ ﴾: أي وهم أحَقّ وأقرَب ﴿ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﴾ من الأحكام والشرائع، فقد استحقوا ذلك الجَهل لِبُعدهم عن العلم والعلماء وعن مجالس الوعظ والذِكر (عِلماً بأنهم لا يُعذَرونَ بِجَهْلِهم في ذلك، لأنّ عليهم أن يَتركوا البادية ويَنتقلوا إلى الحَضَر)، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بحال المنافقين جميعًا، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في تشريعه وفي تدبير أمور عباده.


الآية 98: ﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا ﴾: يعني: مِن الأعراب مَن يَرى أنّ ما يَتصدق به أمام الناس يَعودُ عليه بالغَرامة والخُسارة، لأنه لا يرجو بصدقته ثوابًا، ولا يَدفع بها عن نفسه عقابًا، ﴿ وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ﴾: أي ويَنتظر نزول المَصائب والبَلايا بالمسلمين لِيَتخلص منهم ومن الإنفاق لهم، ﴿ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ﴾: يعني ولكنّ الهلاك والشقاء دائرٌ عليهم لا على المسلمين، ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾ لِمَا يقولون ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بنِيَّاتهم الفاسدة وبِبُغضهم للمسلمين.


الآية 99: ﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾ وما فيه من الثواب والعقاب ﴿ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ﴾: يعني ويَنوي بنفقته الوصول إلى رضا اللهِ تعالى، ويَجعل صدقته وسيلة للحصول على دعاء الرسول له، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه المؤمن بزكاته أو صدقته: يَدعو له بخير (واعلم أن القُرُبات: جمع قُرْبة، وهي المَنزلة المحمودة)، ﴿ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ ﴾: يعني ألاَ إنّ هذه الصدقات تُقرِّبهم إلى اللهِ تعالى، و﴿ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ﴾ أي في جنته ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ﴾ لِمَا فعلوا من السيئات، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم.


الآية 100: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ ﴾: يعني: والذين سَبَقوا الناسَ أولاً إلى الإيمان والنُصرة والجهاد ﴿ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ﴾ الذين هجروا قومهم الكُفار، وانتقلوا إلى دار الإسلام، ﴿ وَالْأَنْصَارِ ﴾ الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه، ﴿ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ﴾ - في العقيدة والأقوال والأعمال وفَهم الدين -، أولئك ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ﴾ بسبب طاعتهم لله ورسوله، ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ سبحانه لِمَا أعطاهم من الثواب العظيم، ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (ولعل نَزْع حرف الجر: (مِن) - وذلك في قوله تعالى: ﴿ تجري تَحْتَهَا ﴾ - خِلافاً لباقي مواضع القرآن الكريم: للدلالة على كثرة ماء هذه الأنهار، ولأنه سبحانه خَصَّ هذه الطائفة المذكورة في الآية بجنةٍ هي أعظم الجَنَّات ريَّاً وحُسنًا، واللهُ أعلم)، (وفي هذه الآية ثناءٌ على الصحابة رضي الله عنهم، وتَزكيةٌ لهم، ولهذا فإنّ توقيرهم من أصول الإيمان).


• فَيَا مَن تسُبُّون أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، باللهِ عليكم أخبرونا: (هل تزعمون كَذِباً أن الله تعالى لم يُحسِن اختيار أصحاب نَبِيِّهِ الخاتم صلى الله عليه وسلم، معَ عِلمهِ سبحانه أنّ هؤلاء الصحابة هم الذين سيَحملون دينه - الذي ارتضاهُ للناس - ويُوصلونه لجميع الخلق إلى قيام الساعة؟!)، وقد خالفتم إجماع المسلمين - واخترعتم ديناً جديداً ما أنزل اللهُ به من سلطان - وكل ذلك بسبب اتِّباعكم لأهوائكم، وبسبب إضلال اليهود لكم، كما أضلوا النَصارَى.


• ومِن لطيف ما يُذكَر أن أحد علماء المسلمين كان على مَوعد مع علماء الشيعة لِيُناظرهم، فجاء إلى المُناظرة وهو يضع حذائه تحت إبِطِه، فسألوه: (لماذا تدخل المُناظرة وأنت تحمل حذائك؟!)، فقال لهم: (لقد سمعتُ أن الشيعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يَسرقون الأحذية)، فقالوا له: (لم يكن هناك شيعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم)، فقال لهم: (إذَن انتهت المُناظرة، مِن أين أتيتم بدينكم ومَذهبكم؟!)، فهَدَمَ دينهم - الذي اخترعوه - بهذه الكلمة.


الآية 101: ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ﴾ ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ﴾ أيضاً منافقونَ ﴿ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ﴾: أي اعتادوا على النفاق، وتدرَّبوا عليه.


• وأنت أيها الرسول ﴿ لَا تَعْلَمُهُمْ ﴾ لأنهم تَفَنَّنوا في إخفاء نفاقهم حتى صَعُبَ عليك تمييزهم مِن بين المسلمين، ولكننا ﴿ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ﴾ و﴿ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ﴾ مرة بالقتل والأسر والفضيحة في الدنيا، ومرة بعذاب القبر بعد الموت، ﴿ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ في نار جهنم يوم القيامة.


الآية 102، والآية 103: ﴿ وَآَخَرُونَ ﴾ يعني وهناك أُناسٌ آخرون ﴿ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ﴾ ونَدِموا عليها، وهؤلاء قد ﴿ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا ﴾ - وهو توبتهم واعترافهم بالذنب وغير ذلك من الأعمال الصالحة - ﴿ وَآَخَرَ سَيِّئًا ﴾ - وهو تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الأعمال السيئة - ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾ (هذا إعلامٌ من الله تعالى بقبول توبتهم، لأنّ كلمة (عسى) إذا جاءت من اللهِ تعالى، فإنها تفيد التأكيد ووجوب الوقوع)، ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ﴾ لذنوب التائبين، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم، حيث وفقهم للتوبة وقَبِلَها منهم.


• ثم جاء هؤلاء التائبون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأموالهم وقالوا له: (هذه أموالنا التي تَخَلَّفنا بسببها صدقةً، فخُذها يا رسول الله)، فقال لهم: (إني لم أُؤْمَر بذلك)، فأنزلَ اللهُ تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾ مِن ذنوبهم ﴿ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾: أي وتَرفعهم عن منازل المنافقين إلى منازل المُخلِصين، ﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ﴾: أي وادعُ اللهَ أن يَغفر ذنوبهم ﴿ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ﴾: يعني إنّ دعاءك واستغفارك رحمةٌ وطمأنينةًٌ لهم، ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾ لكل دعاءٍ وقول، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بأحوال العباد ونِيَّاتهم، وسيُجازي كلَّ عاملٍ بعمله.


الآية 104: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا ﴾: يعني ألم يعلم هؤلاء التائبون ﴿ أَنَّ اللَّهَ هُوَ ﴾ وحده الذي ﴿ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ﴾ إذا صَدَقوا في توبتهم ﴿ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ﴾ منهم، فيَقبلها ويُضاعِف ثوابها لهم حتى تكون أعظم من الجبل (كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم)، ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ ﴾ أي كثير قَبول التوبة من التائبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.


الآية 105: ﴿ وَقُلِ ﴾ - أيها النبي - لهؤلاء التائبين: ﴿ اعْمَلُوا ﴾ الأعمال التي تُرضِي اللهَ تعالى من أداء الفرائض واجتناب المعاصي، تطهيراً لكم وتزكيةً لنفوسكم ﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ وسوف يُثنون عليكم بعملكم في الدنيا ﴿ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾: أي وستُرجَعون يوم القيامة إلى مَن يَعلمُ سِرَّكُم وجَهْرَكم ﴿ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ويُجازيكم على أعمالكم الصالحة أحسنَ الجزاء.


الآية 106: ﴿ وَآَخَرُونَ ﴾: يعني ومِن هؤلاء المتخلفين عن غزوة "تَبُوك" آخرونَ ﴿ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ ﴾: أي مُؤَخَّرون لِحُكم الله وقضائه فيهم: ﴿ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ﴾ ويَعفو عنهم.


• وهؤلاء هم الذين ندموا على ما فعلوا، وهم: (مُرارة بن الربيع، وكَعْب بن مالك، وهلال بن أُميَّة)، فهؤلاء الثلاثة قد تأخروا في توبتهم، فأمَرَ الرسول صلى الله عليه وسلم بهَجْرهم (أي بمقاطعتهم) حتى يَحكم اللهُ فيهم ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بمن يَستحق العقوبة أو العفو، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في قضائه وشرعه.


الآية 107: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ﴾: يعني وهناك منافقون قد بَنوا مَسجدًا مِن أجل الإضرار بالمسلمين وإيجاد عداوات بينهم، وتشكيكاً لهم في دينهم، ﴿ وَكُفْرًا ﴾ بالله ورسوله ﴿ وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ لِيُصلي فيه بعضهم ويَترك مسجد "قِباء" الذي يصلي فيه النبي والمسلمون، فحينئذٍ يَخْتلف المسلمون ويَتفرقوا، ﴿ وَإِرْصَادًا ﴾ أي وانتظاراً ﴿ لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ﴾ - وهو أبو عامر - ذلك الراهب الفاسق الذي ذهب إلى الروم لِيُحَرِّضهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانتظره المنافقون ليأتي إليهم في ذلك المسجد، ليكون مكانًا للكيد للمسلمين، ﴿ وَلَيَحْلِفُنَّ ﴾ هؤلاء المنافقون كذباً ويقولون: ﴿ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى ﴾ أي ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الخير للمسلمين، والرِّفق بالعاجزين عن السير إلى مسجد "قِباء"، ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ فيما يَحلفون عليه.


الآية 108: ﴿ لَا تَقُمْ فِيهِ ﴾: أي لا تقم - أيها النبي - للصلاة في ذلك المسجد ﴿ أَبَدًا ﴾، إذ إنّه ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ﴾ - وهو مسجد "قِباء" - ﴿ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ﴾ للصلاة، فإنّ مسجد "قِباء" ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾ بالماء من النجاسات والأقذار، كما يتطهرون من ذنوبهم بالتوبة والاستغفار، ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ أي المتطهرين، (ولكنْ أُدغِمَت التاء في الطاء فصارت: ﴿ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾)، (واعلم أن هذا المسجد الذي بناه المنافقون قد هَدَمَهُ المسلمون وأحرقوه، بأمْرٍ من النبي صلى الله عليه وسلم).


الآية 109: ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَه ﴾ أي مَسجده ﴿ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ﴾ أي على خوفٍ من اللهِ وطلباً لرضاه ﴿ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ ﴾ أي مسجده (عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ) أي على طرف حفرة قاربتْ على السقوط ﴿ فَانْهَارَ بِهِ ﴾ ذلك البُنيان الخبيث ﴿ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾ ليُعَذَبَ فيها؟ لا يستويان أبداً، ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ المتجاوزينَ لحدوده.


الآية 110: ﴿ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ والمعنى: أنّ المنافقين عندما بَنوا ذلك المسجد لغرضٍ فاسد، جعل اللهُ ذلك المسجد سبباً لبقاء النفاق في قلوبهم ﴿ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ﴾ يعني إلا أن تتقطع قلوبهم، وذلك بقتلهم أو موتهم، أو بندمهم غاية الندم، وخوفهم من ربهم غاية الخوف، حتى َيقبل اللهُ توبتهم، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بما في صدور هؤلاء المنافقين، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في تدبيره وقضائه، وفي فتح باب التوبةِ لعباده.



* وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الثالث من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الثاني من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن بالقرآن من أول سورة المائدة إلى آخر سورة التوبة جمعًا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير سورة التوبة كاملة بأسلوب سهل جدا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة التوبة كاملة بأسلوب سهل جدا (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التوبة.. التوبة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوحيد في سورة التوبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة التوبة (الحلقة الخامسة عشرة - الأخيرة) بالقرآن يتميز الصادق عن المنافق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة التوبة (الحلقة الرابعة عشرة) الجهاد جهادان، بالقرآن وبالسنان(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
16- جزاكم الله خيراً أستاذنا الحبيب على هذا المرور المبارك
رامي حنفي - مصر 12-01-2016 03:49 PM

حبيبي وأستاذي أبو عمر
جزاكم الله خيراً على مروركم العطر
ووالله إني لأتشرف بإضافة هذه المشاركة الجميلة في التفسير بإذن الله تعالى
وأحب أن أبشرك أخي الحبيب أن الله تعالى قد أكرمني بإكمال السور (من سورة البقرة إلى سورة الأنعام) في ملفات (وورد) و (بي دي إف) كاملة، وستجدها بإذن الله تعالى مُتَوَّجَة بنصائحكم الأمينة ومشاركاتكم الطيبة، وذلك بعدما تدخل على صفحة العبد الفقير إلى عفو ربه: (رامي حنفي محمود) وتضغط على (الكتب)، فأرجو ألاّ تحرمني من هذا الشرف
وجزاكم الله خيراً

15- صفة الرضى
أبو عمر الرياض 12-01-2016 02:50 AM

أخي الحبيب رامي جزاك الله خيراً على مرورك وأحبك الله الذي أحببتني له. فأقول وبالله التوفيق:
قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة:96]
وقال تعالى:{ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:100]
قال الشيخ ابن عثيمين في "شرح العقيدة الواسطية" (1/ 260):"الرضى صفة في الله عز وجل، وهي صفة حقيقية، متعلقة بمشيئته، فهي من الصفات الفعلية، يرضى عن المؤمنين وعن المتقين وعن المقسطين وعن الشاكرين ولا يرضى عن القوم الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يرضى عن المنافقين، فهو سبحانه وتعالى يرضى عن أناس ولا يرضى عن أناس، ويرضى أعمالاً ويكره أعمالاً".
فالرضا صفةٌ من صفاتِ الله (جلَّ وعلا) أَثْبَتَ لنفسه الاتصافَ بها ووصف بعض المخلوقين بالرضا أيضا فقال:{ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} والمخلوق يرضى، ولا مشابهة بين رضا المخلوق ورضا الخالق، رضا الله يليق به سبحانه، ورضا المخلوق يليق به كسائر الصفات (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: 11] ، ليس له مثل في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته، وإن كانت له أسماء وصفات، وللمخلوق أسماء وصفات، فلا تشابه.
ولا شك أن ما وصف به الخالق من هذا الوصف أنه حق لائق بكماله وجلاله لا يجوز أن ينفى خوفاً من التشبيه بالخلق. وأن ما وصف به الخلق من هذه الصفة حق مناسب لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.[مستفاد من كلام العلامة الشنقيطي، والعلامة ابن عثيمين رحمهما الله بتصرف]. والله أعلم.

14- أشكركم أستاذنا على نصيحتكم الأمينة
رامي حنفي - مصر 10-01-2016 09:15 PM

جزاكم الله خيرا أخي الحبيب ربيع على هذه النصيحة الغالية وهذه الكلمات الجميلة
وبإذن الله تعالى يكون ذلك مشروعا مستقبليّا كما تفضلتم باقتراحكم الجميل نذكر فيه الآيات مجموعة قبل الشرح وكذلك نوضح أسباب النزول ومناسبة الآية بما قبلها
لأن هذا التفسير قصدت فيه الاختصار والتبسيط قدر المستطاع بما لا يخل بالمعنى
أحبكم في الله وأتمنى ألا تحرمني من مروركم المشرق
كما أتقدم بالشكر لكل الإخوة الكرام على تعليقاتهم ومرورهم
فجزاكم الله عني خيرا

13- مجرد اقتراح
ربيع شملال - الجزائر 10-01-2016 08:03 PM

تفسير ماتع لا يسمح لك بالتّوقّف عن القراءة.


أستاذي رامي تمنّيت لو سبقت كلّ مجموعة من الآيات بفقرة صغيرة تقرّب موضوع الآيات مجتمعة، وتشرح النظرية المستخلصة منها، وتجعلها مفاتيح تعين القارئ على الفهم الجيّد، وتزيد أسلوبك الحسن حسنا.


فإن أبيتَ وكانت حجتك أنّ ذلك قد يشوّش على القارئ، فاجعله مشروعا مستقبليّا تُمَتِّعُنا به كما متّعتنَا بهذه الحلقات الرائعة.

12- - رد أعجبني ذكرتموه في تفسير سورة النساء
أبو إسراء - مصر 07-01-2016 02:08 PM

هناك رد قوي على الشيعة (الذين يخالفون إجماع المسلمين)ذكرتموه في تفسير سورة النساء حين قلتم:
(واعلم أنّ في قوله تعالى: ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ دليل على أن (إجماع المسلمين) هو مصدر من مصادر التشريع (بعد القرآن والسُنَّة)، بمعنى أنه إذا أجمعتْ أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم على شيء، فإنه يجب الأخْذ به وعدم مخالفته، فمَا شَهدَتْ له هذه الأمّة بالقبول، فهو مقبول، وما شَهدَت له بالرَدّ، فهو مَردود، وذلك في جميع علوم الدين (كإجماع أهل التفسير، وإجماع أهل الحديث وغيرهم).
♦ ونحن نقول لمن يخالفون الإجماع ولا يأخذون به: (عندما مات موسى عليه السلام: حَرَّفَ اليهود التوراة، فأرسل الله لهم عيسى عليه السلام ليوضح لهم ما حَرَّفوه، ثم لمَّا رُفِعَ عيسى عليه السلام: حَرَّفَ النصارى الإنجيل، فأرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم لِيُبَيِّن لهم ما حَرَّفوه، وعندما مات محمد صلى الله عليه وسلم: تطاوَلَ بعض الخلق على القرآن، وحاولوا أن يُحَرِّفوه (فأفشلهم الله تعالى، وأبطل مَكْرهم، وفضَحَ أمْرهم)، هنا نسأل: (هل كان الله سَيُرسِل نبياً بعد محمد صلى الله عليه وسلم لِيَرُدّ على هؤلاء المفترين؟) بالطبع لا، لأن الله قد أخبر أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتَم النبيين، إذن مَن سَيَرُدّ عليهم؟! لا يوجد غير إجماع المسلمين بأن هذا القرآن قد نُقِلَ إلينا مُتَواتِراً (أي من جماعات كثيرة تنقل بعضها عن بعض)، وذلك بحِفظ الله تعالى له، لأنه سبحانه قد تعَهَّدَ بحِفظه وجَمْعِه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ﴾، وذلك لأنه هو الدين الخاتَم، الذي ارتضاه الله لجميع الخلق إلى قيام الساعة، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

11- في سبب النزول
مصطفى - egypt 07-01-2016 02:03 PM

قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً} هؤلاء أُناس آخرون تخلفوا عن الجهاد بغير عذر وهم أبو لبابة ونفر معه ستة أو سبعة أنفار ربطوا أنفسهم في سواري المسجد لما سمعوا ما نزل في المتخلفين وقالوا لن نحل أنفسنا حتى يحلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خلطوا عملاً صالحاً وهو إيمانهم وجهادهم وإسلامهم وعملاً سيئاً وهو تخلفهم عن غزوة تَبُوك بغير عذر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فحل رباطهم وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذه أموالنا التي خلفتنا عنك خذها فتصدق بها واستغفر لنا فقال ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً.

10- من هم التابعون؟
معاذ - مصر 07-01-2016 01:59 PM

التابعون: جمع تابعي، وهم الذين صحبوا الصحابة، وأكبر التابعين: الفقهاء السبعة وهم: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وعبدالله بن عتبة بن مسعود، وسليمان بن يسار، وكلهم من المدينة النبوية وأفضل نساء التابعين حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبدالرحمن وأم الدرداء.

9- ائذن لي شيخنا بهذه المساهمة مع جهدكم المشكور
محمد اسماعيل - الإمارات 07-01-2016 01:55 PM

إن المراد من هؤلاء الذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً اثنا عشر رجلاً من أهل المدينة كانوا قد أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاخص إلى تَبُوك فقالوا يا رسول الله إنا قد بنينا مسجداً للعاجز منا والمريض واللّيلة المطيرة فَصَلِّ لنا فيه فقال لهم صلى الله عليه وسلم أنا الآن على جناح سفر وإن عدنا نصلي لكم فيه إن شاء الله أو كما قال. فلما عاد صلى الله عليه وسلم من تَبُوك ووصل إلى مكان قريب من المدينة يقال له ذواوان وهو بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار نزل عليه الوحي بشأن مسجد الضرار فبعث مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عدي أو أخاه عاصماً أخا بني العجلان فقال انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه فخرجا مسرعين حتى أتيا بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم فقال لمعن أنظرني حتى أخرج إليك بنار فخرج بسعف نخل قد أضرم فيه النار وأتيا المسجد وأهله فيه فأضرما فيه النار وهدماه وتفرق أهله ونزل فيهم قوله تعالى :{والذين اتخذوا مسجداً ضراراً} وقوله تعالى {لا تقم فيه أبداً}1 نهيٌ للرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلى لهم فيه كما واعدهم وهو ذاهب إلى تَبُوك.

8- مشاركة
حمدي عويس - مصر 07-01-2016 01:53 PM

{السابقون} هم الذين صلّوا إلى القبلتين وأفضلهم الخلفاء الأربعة ثم الستة الباقون من المبشرين بالجنة نم أهل بدر ثم أصحاب أُحُد، ثم أهل بيعة الرضوات بالحدييية، وأفضلهم أبو بكر على الإطلاق، و {الأنصار}: هم من أسلم من الأوس والخزرج بالمدينة ولم يُعرَفوا في الجاهلية بهذا الاسم وإنما سماهم الله تعالى به في الإسلام.

7- معنى كلمة مغرماً
habiba - مصر 07-01-2016 01:52 PM

مغرماً أي غرما وخسرانا، وأصله لزوم الشيء، ومنه {إن عذابها كان غراما} أي: لازما.

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب