• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ذكر الله عز وجل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عناية الأمة بروايات ونسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وحي الله تعالى للأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    عاشوراء بين مهدي متبع وغوي مبتدع (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطبة: كيف نجعل أبناءنا قادة المستقبل؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الدرس الثلاثون: العيد آدابه وأحكامه
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحكمة من أمر الله تعالى بالاستعاذة به من
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    حسن المعاملة (خطبة)
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    زكاة الفطر تطهير للصائم مما ارتكبه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    مجالس من أمالي الحافظ أبي بكر النجاد: أربعة مجالس ...
    عبدالله بن علي الفايز
  •  
    لماذا لا نتوب؟
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    وكن من الشاكرين (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حكم صيام يوم السبت منفردا في صيام التطوع مثل صيام ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وما الصقور؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    آيات عن مكارم الأخلاق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة)

تفسير: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة)
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/12/2015 ميلادي - 19/3/1437 هجري

الزيارات: 14287

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله تعالى

﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً ﴾


بسم الله الرحمن الرحيم

قول الله تعالى ذكره: ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 80-81].

 

يصور ربنا تبارك وتعالى في هذه الآيات حالاً ذميمة من أحوال اليهود؛ ويكشف عن وصف قبيح شنيع ينتهي بصاحبه إلى شر الفسوق والعصيان، وإلى أقبح الاجتراء على الله، ينتهك حرماته ويتعدى حدوده، بدون مبالاة ولا خوف من سطوته وشديد عقوبته وسوط عذابه. ذلك أنهم خدعتهم أمانيهم الكاذبة، وأحبارهم المفترون على الله: أن الله عفا عن كل خطيئة تكون منهم، وغفر كل جريمة وسيئة يجترحونها، وتجاوز عن خطاياهم التي أحاطت بهم واقترفوها بكل جوارحهم الظاهرة والباطنة حتى لاحقتهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وفي ليلهم ونهارهم وفي كل أوقاتهم، وهي أحب شيء إلى نفوسهم، وكل ذلك يوهمهم شيوخهم أنه مغفور، لأنهم شعب الله المختار، ولأنهم أبناء الله وأحباؤه؛ ولأنهم ذرية يعقوب ونسل إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم، ولأنهم أبناء الذين أنقذهم الله مع موسى من فرعون وآله الطاغين الجبارين، وأبناء الذين ظلل الله عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى. ولأن عندهم التوراة يعظمون جلدها وورقها باتخاذ القماطر المزخرفة، ولفها في أجمل أنواع الحرير وأبدعه في النقوش والزركشة ولا يلمسونها إلا بكل إجلال واحترام يبلغ إلى حد التبرك بذلك الجلد والورق وتقبيله. ويعظمون ألفاظها بالتقعر والفيهقة والتكلف الذي يكاد يقطع العروق ويخرج القلوب من الصدور عند النطق بها وتلاوتها. ويعظمون كذلك التعظيم كل من كان يحفظ شيئاً من هذه التوراة بتقبيل يديه والتمسح بثيابه التماساً للبركة منها؛ ولا يضرهم بعد هذا أن يحرموا ما أحل الله في التوراة أو يحلوا ما حرم، ولا يضيرهم بعد هذا أن يأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة. ولا يضيرهم مع هذا أن يصفوا الله - سبحانه وتعالى عن قولهم علواً كبيراً – بأنه قد طال عليه النوم وأهمل شعب إسرائيل وتغافل عنه؛ ويتخذون تلك الألفاظ الشنيعة في الكفر صلاة وعبادة يناجون بها رب العالمين. ولا يضرهم مع هذا أن يكونوا أقسى الناس قلوباً؛ وأجرأهم على حرمات الله انتهاكا، وأشدهم لله محاربة؛ وألدهم لأنبيائه وأوليائه عداوة يقتلونهم قتلاً ذريعاً، ولا تشتفي نفوسهم إلا بإراقة تلك الدماء التي هي أطهر الدماء وأبرها، ولا يضرهم مع هذا أن يكونوا أشد الناس فساداً في الأرض؛ وأشهدهم بغضاً للصلاح ومحاربة له ولكل مصلح ولكل قائم لله بالقسط من الناس.

 

كل هذا وأكثر من هذا يأتونه من أشد ما يكون من الاطمئنان والهدوء بحيث يستحيل على ضمائرهم أن تدب فليها ذرة من الحياة فتختلج لشيء من ذلك وتستنكره وتغضب له فتؤنب أو توبخ، ما داموا تزعم لهم أمانيهم وشيوخهم وسادتهم ورؤساؤهم أنهم أحباب الله وشعبه المختار الذي أكرمه الله وفضله على العالمين، وجعل...... إبراهيم وإسحاق ويعقوب؛ وجعل منه موسى وهارون، ويوشع بن نون وعزرا وأمثالهم من أولئك الأنبياء والصالحين، فالله مكرم ذلك الشعب ومفضله، وجاعل من هؤلاء شفعاء له ينجونه من النار ويحفظونه من غضب الجبار، وبمنعونه من أن يناله جزاء الله العدل، وحسابه الذي لا يترك مثقال ذرة إلا وفاها حقها من الجزاء وهم في هذا أشد الناس محادة لأنبياء الله الذين وصفهم الله في سورة الأنبياء بعد ذكر قصصهم وما أنعم عليهم فقال ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الانبياء: 90].

 

وتلك الحال التي وصف الله من اليهود في هذه الآيات من الاطمئنان وعدم المبالاة بحساب الله وعدله وعقابه، اتكالاً على الأنساب والشفعاء وماضي الأجداد والآباء. هي التي جرأت في الماضي وتجرئ كل من اتصف بها، على انتهاك الحرمات الإفساد في الأرض بالشرك والفسوق والعصيان، والإعراض عن شرائع الله وأنبيائه؛ والإيغال في طاعة شهوات النفوس الأمارة بكل سوء واتباع الهوى وخطوات الشيطان الذي يأمر بالسوء والفحشاء والقول على الله بغير علم.

 

ويوضح ذلك ويبينه أشد البيان قول الله تعالى في سورة آل عمران ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ * فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 23-25]، وقد اختلف في الأيام المعدودات: فقيل أربعين، مدة عبادتهم العجل. وقيل سبعة. لأن عندهم أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، فيعذبون عن كل سنة يوما.

 

وهذا الوصف الذميم الشنيع الذي هو أشد ما يدس الإنسان في غضب الله و مقته وهو يحسب نفسه من المفلحين الناجين، ليس قاصراً على اليهود، بل خلعه الشيطان أيضاً على النصارى وعلى المشركين من العرب، ولا يزال الشيطان يخلعه على كل من يلقى بمقود قلبه إليه فيفرغه من العلم ويطفئ منه نور القرآن والحكمة؛ ويسبغ عليه ثوب التواكل والاستنامة إلى الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى طائفة معينة أو إلى بلد مقدس كمكة والمدينة مثلاً. وما إلى ذلك مما علم الله أنه سلاح قوي لعدوه وعدو الإنسان. فحذر منه أشد التحذير، وساقه في القرآن الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم على ألوان شتى بأساليب مختلفة لئلا يكون للناس على الله حجة بعد هذا البيان والإيضاح. وأن يوم القيامة ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37] وأن كل الأسباب عند الله منقطعة إلا سبب الإيمان والعمل الصالح الذي يحبه ويرتضيه فشرعه، في ذلة وخشية لله ورجاء لرحمته، وخوف من عذابه كما تقدم في وصف الأنبياء – لا الذي يبتدعونه ويحدثونه بأهوائهم.

 

اقرأ قول الله تعالى في أول الحديث عن بني إسرائيل ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48]، وقوله في ختام تذكيره لبني إسرائيل في هذه السورة بنعمه العظيمة عليهم والتي لم يقابلوها إلا بالكفران والنكران والطغيان ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 123]، وقوله في هذه السورة ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 111-112]، وقال في سورة النساء ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ [النساء: 123-124]، وقال في سورة الأعراف ﴿ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [لأعراف: 147]، وفي سورة يونس ﴿ ِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 52]، وفي سورة طه ﴿ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ﴾ [طـه: 15]، وفي سورة الأنبياء ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الانبياء: 47]، وفي سورة لقمان ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33]، وفي سورة النجم ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [لنجم: 39-41]، وفي سورة المدثر ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38].

 

وهذا المعنى في القرآن كثير جداً لا يكاد يحصى. بل هو أساس القرآن وكل الشرائع السابقة والكتب المنزلة من عند الله، لأنه حقيقة الإيمان باليوم الآخر والعدل في جزائه وحسابه.

 

وفي السنة: روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس بن عبدالمطلب لا أغني عنك من الله شيئا. ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي. لا أغني عنك من الله شيئا".

 

وهذا كذلك في السنة كثير يبرأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يدعي أنه بالانتساب إليه وأنه من ذريته لا يضره ما هو فيه من الفجور وا لفسوق والعصيان؛ بل وزعموا وزعم لهم شيطانهم أنهم كسفينة نوح سيأخذون بيد كل من انتسب إليهم وأحبهم على باطلهم وبدعهم وخرافاتهم الوثنية التي أماتوا بها دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحيوا بها دين أبي لهب وأبي جهل وإخوانهما من أعداء الله ورسوله. والله تعالى يقول ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، يعني أن أبوته البشرية لا قيمة لها عند الله فإنها تلاشت في أبوة الرسالة. فمن اتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب الرسالة فهو أولى الناس برسول الله وإن انتهى نسبه إلى ألد أعداء رسول الله. ومن انقطع عنه سبب الرسالة فلا ينفعه بمثقال ذرة سبب النسب؛ والله يقول ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101].

 

هذا وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "لما فُتحت خيبر أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان ههنا من اليهود فجمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقوني عنه؟ فقالوا نعم يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا أبونا فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل أبوكم فلان. فقالوا صدقت وبررت. فقال أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفت في أبينا. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيراً ثم تخلفوننا فيها، فقال لهم صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبداً. ثم قال لهم: هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا نعم يا أبا القاسم فقال هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟ فقالوا نعم. فقال ما حملكم على ذلك؟ فقالوا أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك" والله يعلم إنهم كاذبون، وإنهم كانوا على يقين من أنه رسول الله وإنما هي العداوة في صدورهم لكل الأنبياء خصوصاً نبينا صلى الله عليه وسلم وورثته. حفظهم الله من كيد أعدائهم، وجعلنا بمنه وفضله منهم، ورزقنا الصبر واليقين والثبات.

 

مجلة الهدي النبوي

المجلد الرابع - العدد 57 - أول ذو القعدة سنة 1359هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا)
  • تفسير: { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)
  • تفسير: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا)
  • تفسير: (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين)
  • تفسير: (رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين)
  • تفسير: (إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم)
  • تفسير: (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون)
  • تفسير: (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال)
  • تفسير: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم)
  • { وقالوا لن تمسنا النار ... }
  • تفسير: (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن...)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح جامع الترمذي في (السنن) - الوضوء مما غيرت النار، وترك الوضوء مما غيرت النار(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • مشروع النجاة من النار في رمضان: 30 سببا لنجاتك من النار (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العتق من النار في رمضان وقول الله تعالى: فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • العتق من النار في رمضان وقول الله تعالى: فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • العتق من النار في رمضان وقول الله تعالى: ( فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز )(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/1/1447هـ - الساعة: 14:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب