• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فتنة الابتلاء بالرخاء
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحج ويوم عرفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    خطبة (المساجد والاحترازات)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لماذا قد نشعر بضيق الدين؟
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    حقوق الأم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الدرس الواحد والعشرون: غزوة بدر الكبرى
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    تفسير سورة المسد
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    خطبة مختصرة عن أيام التشريق
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    قالوا عن "صحيح البخاري"
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (12)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    عشر أيام = حياة جديدة
    محمد أبو عطية
  •  
    من مائدة الحديث: فضل التفقه في الدين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه)

تفسير: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه)
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/12/2015 ميلادي - 11/3/1437 هجري

الزيارات: 20906

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قول الله تعالى:

﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ﴾

 

قول الله تعالى ذكره: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ [البقرة: 75-78].


"الطمع" تعلق النفس وقوة رغبتها وشدة إرادتها ورجائها لأمر مطلوب. و "الفريق" الطائفة والجماعة. و"كلام الله" كتبه وشرائعه التي أوحى بها إلى أنبيائه، أو كلم بها موسى. "والتحريف" الإمالة والتغيير. وتحريف الكلام: الميل به عما يفهم من لفظه بأصل الوضع والاستعمال إلى معنى آخر يوافق الهوى ويطابق غرض الأمراء والحكام وذوي المصالح الذين يرشون الأحبار، يتخلصون به من شريعة الله التي أوجب العمل بها في هذا الكلام و﴿ عقلوه ﴾ فهموه وضبطوا معناه وعلموا حقيقة المراد منه بعقولهم. فتحريفهم له عن علم وقصد وإرادة لتغيير شريعة الله وتبديلها من الحلال إلى الحرام أو العكس، لا عن جهل وخطأ غير مقصود. و ﴿فتح الله عليكم﴾ أي علمكم إياه ووقفكم عليه من المعاني الحقة لما حرفتم من الكلام. ﴿ليحاجوكم به﴾ ليقيموا عليكم به الحجة ويخصموكم ويفضحوكم به. ﴿عند ربكم﴾ يوم فصل القضاء، فيحكم الله بين الذين أنعم عليهم وبين المغضوب عليهم فيما كانوا فيه يختلفون. و "الأميون" العوام الذين لا يقرأون ولا يكتبون، نسبوا إلى الأم، أي هم على الجهل والسذاجة التي ولجتهم أمهاتهم عليها ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا﴾. و "الأماني" الأكاذيب والتحريفات وآراء واستحسانات سمعوها من الأحباب والشيوخ المترئسين في الدين والمحتكرين له؛ أخذها الدهماء والعامة تقليداً أعمى بدون تعقل ولا تدبر ولا فقه ولا بحث عن أصلها من الين ولا عناية بصحتها أو كذبها؛ واعتقدوا بجهلهم وتقليدهم الأعمى أنها علم ودين على غير علم ولا هدى ولا بصيرة من أمرهم، بل على ظنون وأوهام أنها قول أهل العلم والدين والشيوخ؛ وواجب تقليدهم تقليداً أعمى واعتقاد أنهم لا يقولون إلا الدين، لأنهم أعلم بالكتاب وعلم الكتاب والشريعة وعلم الشريعة منا؛ فلا ينبغي البحث وراءهم ولا مطالبتهم بالدليل، وإلا كان ذلك اتهاماً لهم وتجريحاً قد يؤدي بهم إلى المروق من الدين والخروج على الشريعة واستحقاق غضب الله والعياذ بالله. وبتلك التهويلات تبقى العامة أبداً في جاهليتها ألعوبة في يد أولئك المحتكرين للدين الزاعمين أنه وقف عليهم وحدهم، وأنهم سدنته الذين اختارهم الله لرعي أولئك الأنعام من العامة واحتلابهم في قضاء أوطارهم ومآربهم، وفي محاربة الذين يأمرون بالقسط ويدعون إلى الحق ويحاولون إنقاذ الناس من براثن أولئك المتجرين بالدين الذين يأكلونه في بطونهم، ويلبسونه ثياباً فضفاضة على أجسامهم، ليعظموا في أعين العامة والغوغاء؛ ثم تقديم من يشاءون من أولئك الأنعام إلى الجنة ومن يشاءون إلى النار.

 

يقول أبو طاهر – عفا الله عنه وجعله من الذين أنعم عليهم-:-

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم حريصين أشد الحرص على هداية الناس واستضاءتهم بنور الإسلام، وانتفاع قلوبهم بغذائه ودوائه. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يسلكون لذلك كل سبيل يؤدي بالناس إلى هذا الإيمان ويتخذون كل سبب يظنونه بالغاً بهم إلى تلك الغاية التي يحبونها لأهل الكتاب والأميين، لذلك حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع من يهود المدينة والمشركين من الأوس والخزرج على التناصر والتعاون على دفع العدو الأجنبي لأهل المدينة ليطمئن الناس وتهدأ القلوب فتتفتح لآيات القرآن وهدايته في سكون وطمأنينة. وأخذ يترفق في تبليغ الإسلام على ألسنة قراء القرآن من أصحابه، يلجون على الزارع في حقله، وعلى التاجر في متجره، ويسمعونه من الذكر الحكيم ما فيه شفاء لما في الصدور. فسارع بذلك الأوس والخزرج ودخلوا في دين الله أفواجها. وأبى اليهود أشد الإباء – وهم الذين يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم، وهم الذين أخذ عليهم العهد في التوراة أن يؤمنوا به ويعزروه وينصروه، وهم الذين مع هذا عاندوه أشد المعاندة، وكفروا بالحق لما جاءهم أخبث الكفر وأفجره، بغياً وحسداً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع هذا يحرص على هدايتهم ويترفق بهم ويحاول بكل ما يستطيع أن يستل من نفوسهم تلك الضغائن للحق وللداعين إليه، ويجتهد أن يعالجهم من مرض الحسد الذي يأكل قلوبهم بغياً وعدواناً، لا خوفاً من شر يقدرون أن يصيبوه به أو أحداً من المؤمنين، ولا رجاء لخير تستطيع أيديهم أن تصل به إلى الرسول أو إلى أحد من المؤمنين؛ وإنما هي الشفقة والرحمة التي جبل الله عليها قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم والتي جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على هداية أولئك المغضوب عليهم لينجوا من غضب الله وعذابه ولتنالهم رحمته ورضوانه. ولكن تمكن الحسد من قلوبهم وتأصل الخبث في نفوسهم واسترخاء مقاودهم بيد الشيطان يؤزهم إلى الشر والفساد أزاً وتدعهم إلى غضب الله ومقته دعاً، كل ذلك غلب شفقة محمد صلى الله عليه وسلم ورحمته بهم، فركض بهم شيطانهم إلى من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل.

 

لذلك يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه: أي شيء يطمعكم في إيمان هؤلاء بما أنزل الله إليكم من الحق وتركهم للكفر والفساد؟ وهم على ما ترون وتسمعون، إما قارئون للتوراة يتأسون على الناس ويحتكرون الدين ثم يبيعونه بما يشاءون من الأثمان؛ فإن جاءهم مبطل بما يشبع نهمهم جعلوا باطله حقاً، وإذا طلب إليهم عابد شهوة أن يحلوا له ما حرم الله ودفع الثمن المرضي لهواهم لم يكن شيء أسهل عليهم من فتوى يصدرونها في تحليل ذلك الحرام. وكذلك إذا اشتهى آخر أن يحرموا ما أحل الله لما يعود عليه من النفع والمصلحة من ذلك التحريم ودفع المعلوم، سارعوا إلى ابتاع هواه. وهم في كل ذلك يسندون شنيع صنيعهم إلى قول الحبر فلان ورأي العالم علان، واجتهاد هذا واستحسان ذاك ما أسرعهم إلى مخالفة من قلدوا قوله بالأمس إذا جاءهم اليوم من المسائل ما أفتى فيه بخلاف ما تهوى أنفسهم؛ وإن سئلوا قالوا: نقل فلاناً اليوم، ثم نقلد فلاناً آخر غدا، ثم نقلد ثالثاً بعد غد، وفي الأمر سعة، ندور مع المصلحة حيث جاءهم به موسى وتقلدوا بدله ما شرعه لهم أحبارهم وفقهاؤهم يحرفون به نصوص التوراة خصوصاً في العهد الذي أخذ عليهم بالإيمان بعيسى بن مريم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، فإنهم حرفوا صفاتهما وزعموا أنها لا تنطبق عليهما: وقد كانوا في بعض الأوقات يذكرون في مدارستهم للعامة صفات النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعهم الناس ويقولون لهم هذه صفات محمد، فيلوون ألسنتهم ويقولون هذه صفات نبي بشر به داود يكون من بني إسرائيل. فيبلغ ذلك أمثال حيي بن أخطب من رءوس البغي فيقول: لا تحدثوا الناس بتلك المقالات من التوراة فتفتنوهم. وكذلك حرفوا آيات الرجم كما في البخاري في قصة اليهودي الذي زنى واروا به يشهرونه في طرقات المدينة، فمروا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سخموا وجهه، فلما جاءوا بالتوراة أخرج لهم منها حكم الرجم على الزاني المحسن. فهل هؤلاء وأمثالهم من المتلاعبين بالدين الذين ليس في قلوبهم ذرة من خشية الله وخوفه، وليس عندهم حبة خردل من الإيمان باليوم الآخر وحسابه وعقابه، مثل هؤلاء يرجى منهم إيمان بالله ورسوله وكتابه، واتباع للحق الذي يحبه الله وترك للباطل الذي تهواه القلوب القاسية المتحجرة، وتنقطع معه أطماع الدنيا وشهواتها في جمع المال واتخاذ الدور والعقار، والرياسة والنفخة الشيطانية، والعلو في الأرض بالظلم والفساد؟ الشاهد المحسوس قاطع بأنه لا علاج لهؤلاء إلا أمثال حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه في بني قريظة؛ وهو الذي حكم الله به من فوق سبع سموات ﴿ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ﴾ [الأحزاب: 26-27]، هذا فريق، وله خلف في كل زمان. طهر الله الأرض وأراح العباد والبلاد منهم.

 

وفريق آخر أميون: هم الدهماء والعامة، أتباع كل ناعق، لا بصيرة عندهم ولا عقل، باعوا عقولهم لمن قلدوهم، ونزلوا عن خير ما أنعم الله عليهم من التفكير لسادتهم ورؤسائهم، فكانوا معهم كالميت بين يدين غاسله، لا يقولون لهم: لِم؟ ولا كيف؟ أو كالأنعام التي ينعق بها راعيها فهي لا تسمع إلا دعاء ونداء، صمٌ بكم عمي فهم لا يعقلون. ملأ رؤساؤهم وسادتهم قلوبهم ورؤوسهم بالأوهام، حتى اعتقدوا أن شيخهم جاسوس قلوبهم يدخل فيها ويخرج من حيث لا يشعرون، فهم يخافونه كخيفتهم علام الغيوب بل أشد، وهم يستسلمون لهم كاستسلامهم لرب العالمين بل أعظم؛ فرؤوسهم بأيدي سادتهم ورؤسائهم يملؤونها بما يشاءون من التشنيع على أهل الحق والتحذير من حقهم بما يلبسونه من ثوب الباطل الذي يروج عند أولئك الطغام والدهماء. ورؤساؤهم وسادتهم يغرونهم بعداوة أهل الحق والدعاة إلى الله، فينقلبون عليهم كالذئاب الجائعة لقيت فريستها ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 21-22].

 

ثم هم قد نفخهم شيطان الغرور، وخدعهم شيخهم عن أنفسهم، فزعم لهم وزعموا معه أنهم بتلك الكليمات التي تلقونها، وتلك الخزعبلات من سقيم الآراء وحثالة الأفكار التي حفظوها، وتلك الترهات والأوهام التي شوهوا بها وجه الدين الحق ومسخوه. زعموا بكل ذلك أنهم علموا الدين؛ فإذا حاول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وورثتهم إرجاع هؤلاء إلى حظيرة الحق، وهدايتهم إلى الصراط السوي حاصوا حيصة حمر الوحش، وقالوا: ﴿ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ ﴾ [ص: 7] ما قال هذا القول شيوخنا وسادتنا، إنما هو الضلال والكفر المبين ﴿ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً * أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الفرقان: 42-44].

 

فهل لمثل هؤلاء – ما داموا مصرين على حالهم – ترجى هداية؛ ويطمع في إيمانهم بالحق الذي أنزله الله لإخراجه الناس من الظلمات إلى النور، وهم يأبون إلا أن يبقوا في ظلماتهم يعمهون، وفي أيدي سادتهم وشيوخهم كالأنعام يقادون؟ الشاهد والمحسوس قاطع بأن علاهم وأشباههم في كل زمان إنما يكون بما أوحاه الله إلى نبيه الرؤوف الرحيم ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [لأعراف: 167].

 

إنما ترجى الهداية، ويطمع في إيمان من تجرد قلبه من كل هوى وعصبية، وغسل نفسه من أوضار عبادة الإنسان واتخذاه رباً مع الله، وأيقن اليقين كله أن القلوب ميتة إل من أحياه الله بغيث القرآن، وأن الناس كلهم على جهل وضلال إلا من استضاء بنور الوحي ولم يرض عنه بديلاً.

 

اللهم املأ قلوبنا بنور القرآن والسنة، وعافنا برحمتك من مضلات الأهواء والفتن، واجعلنا هداة مهتدين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

مجلة الهدي النبوي - المجلد الرابع - العدد 55 - أول شوال سنة 1359هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله..)
  • تفسير قوله تعالى: ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم... )
  • تفسير: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
  • تفسير: (وله من في السماوات والأرض كل له قانتون)
  • تفسير: (وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا)
  • تفسير: (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن...)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: { أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون }(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب