• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم)

تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم)
محمد حسن نور الدين إسماعيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/12/2015 ميلادي - 8/3/1437 هجري

الزيارات: 260843

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قول الله تعالى

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ﴾

 

قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ[1] فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا[2] يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].

 

﴿ تَفسَّحُوا ﴾: الفسح والفسيح: الواسع من المكان، والتفسُّح: التوسيع، يقال: فسحت مجلسه فتفسح فيه، ومنه قيل: فسحت لفلان أن يفعل كذا، كقولك: وسعت له، وهو في فسحة من هذا الأمر[3].

 

﴿ انْشُزُوا ﴾: النشز المرتفع من الأرض، ونشز فلان إذا قصد نشزًا، ومنه نشز فلان عن مقره: نبا، وكل نابٍ ناشزٌ، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ﴾، ونشوز المرأة بغضُها لزوجها، ورفع نفسها عن طاعته، وعينها عنه إلى غيره[4].

 

قوله تعالى: ﴿ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا ﴾؛ أي: إذا قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره: توسَّعوا[5] في المجلس؛ ليجد غيركم مكانًا بينكم، فتوسَّعوا ولا تَضَنُّوا بالقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم، أو من العالم الذي يعلِّمكم، أو المذكِّر الذي يذكركم، وإن أنتم تفسحتم؛ أي: فإن الله تعالى يكافئكم فيوسع عليكم في الدنيا بسَعَة الرزق، وفي البرزخ وفي الآخرة في غرفات الجنان. وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ﴾؛ أي: قوموا من المجلس لعلة أو للصلاة أو للقتال أو لفعل برٍّ وخير، فانشزوا يثبكم الله؛ فيرفع الذين آمنوا منكم درجات بالنصر والذكر الحسن في الدنيا، وفي غرف الجنة في الآخرة.

 

﴿ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾؛ أي: ويرفع الذين أوتوا العلم منكم أيها المؤمنون درجات عالية؛ لجمعِهم بين العلم والعمل، فهو سبحانه عليم بهم في جميع أحوالهم؛ ليراقبوه ويكثروا من طاعته، ويحافظوا على تقواه[6].

 

قال مقاتل بن حيان: أنزلت هذه الآية يوم الجمعة، وكان رسول الله يومئذٍ في الصُّفَّة، وفي المكان ضيقٌ، وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فجاء الناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجالس، فقاموا حيال رسول الله، فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فردَّ النبي عليهم، ثم سلموا على القوم بعد ذلك، فردوا عليهم، فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يُوسَّع لهم، فعرف النبي ما يحملهم على القيام، فلم يُفسَح لهم، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر: ((قم يا فلان، وأنت يا فلان)) فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام بين يديه من ا لمهاجرين والأنصار أهل بدر، فشقَّ ذلك على مَن أقيم من مجلسه، وعرف النبي صلى الله عليه وسلم الكراهة في وجوههم، فقال المنافقون: ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس؟ والله ما رأيناه قبلُ عدل على هؤلاء، إن قومًا أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب من بينهم فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه، فبلغنا أن رسول الله قال: ((رحم الله رجلاً يفسح لأخيه))، فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعًا فيفسح القوم لإخوانهم، ونزلت هذه الآية يوم الجمعة[7].

 

وقد اختلف الفقهاء في جواز القيام للوارد إذا جاء، على أقوال:

فمنهم: من رخَّص في ذلك محتجًّا بحديث: ((قوموا إلى سيدكم))[8]؛ يعني: سعد بن معاذ رضي الله عنه، ومنهم: من منع من ذلك محتجًّا بحديث: ((من أحب أن يتمثَّل له الرجال قيامًا، فليتبَوَّأْ مقعدَه من النار))[9]، ومنهم: مَن فصَّل فقال: يجوز القيام عند القدوم من سفر، وللحاكم في محل ولايته؛ كما دلَّ عليه قصة سعد بن معاذ؛ فإنه لما استقدمه النبي حاكمًا في بني قريظة، فرآه مقبلاً قال للمسلمين: ((قوموا إلى سيدكم))، وما ذاك إلا ليكون أنفذ لحُكمه - والله أعلم - فأما اتخاذه ديدنًا، فإنه من شعار العجم، وقد جاء في السنن أنه لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله، وكان إذا جاء لا يقومون له؛ لما يعلمون من كراهته لذلك[10].

 

قال ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ... ﴾؛ أي: لا تعتقدوا أنه إذا أفسح أحد منكم لأخيه أن ذلك يكون نقصًا في حقه، بل هو رِفعة ورتبة عند الله، والله تعالى لا يضيع ذلك له؛ بل يجزيه بها في الدنيا والآخرة، فإن من تواضع لأمر الله رفع قدره، ونشر ذكره، فهو سبحانه خبير بمن يستحق ذلك وبمن لا يستحقه.

 

فصل في معنى العلم وفضله:

العلم: إدراك الشيء على حقيقته، وذلك ضربان: أحدهما: إدراك ذات الشيء، والثاني: الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفي عنه، فالأول هو المتعدي إلى مفعول واحد؛ نحو: ﴿ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال: 60]، والثاني: المتعدي إلى مفعولين نحو قوله: ﴿ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ ﴾ [الممتحنة: 10]، والعلم من وجهٍ ضربان: نظري وعملي؛ فالنظري: ما إذا علم فقد كمل؛ نحو العلم بموجودات العالم، والعملي: ما لا يتم إلا بأن يُعمَل، كالعلم بالعبادات، ومن وجه آخر ضربان: عقلي وسمعي، وأعلمته وعلمته في الأصل واحد إلا أن الإعلام اختصَّ بما كان بإخبار سريع، والتعلم اختص بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم، قال بعضهم: التعليم تنبيه النفس لتصور المعاني، والتعلم تنبيه النفس لتصور ذلك، وربما استعمل في معنى الإعلام إذا كان فيه تكرير نحو: ﴿ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ ﴾ [الحجرات: 16]، فمن التعلم قوله: (﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾ [الرحمن: 1، 2] - ﴿ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ [العلق: 4] - ﴿ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا ﴾ [الأنعام: 91] - ﴿ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ﴾ [النمل: 16])، ونحو ذلك، وقوله: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ [البقرة: 31]، فتعليمه الأسماء هو أن جعل له قوةً بها نطق، ووضع أسماء الأشياء، وذلك بإلقائه في روعه، وكتعليمه الحيوانات كل واحد منها فعلاً يتعاطاه، وصوتًا يتحرَّاه، قال: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف: 65]، ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ [الكهف: 66]، قيل: عنى العلم الخاص الخفي على البشر الذي يرونه ما لم يعرفهم الله منكرًا بدلالة ما رآه موسى لمَّا تَبِعه، فأنكره حتى عرَّفه سببه، قيل: وعلى هذا العلم في قوله: ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ﴾ [النمل: 40]، فتنبيه من الله تعالى على تفاوت منازل العلوم وتفاوت أربابها[11].

 

لذا اهتم الإسلام بطلب العلم من أجل معرفة التكاليف الشرعية، وما خلق الإنسان من أجله، قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19]، وقال سبحانه: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحر))[12].

 

وسئل الفُضيل بن عياض عن هذا الحديث ((طلب العلم فريضة))، فقال: (كل عمل كان عليك فرضًا، فطلب علمه فرض، وما لم يكن العمل به عليك فرضًا، فليس طلب علمه عليك بواجب) ا.هـ.

 

حقيقة العلم:

حقيقة العلم الشرعي أنه يبحث فيما يتعلق بمعرفة الله عز وجل، ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة؛ قال ابن حجر في فتح الباري: (والمراد بالعلم العلمُ الشرعي الذي يفيد معرفة ما يجب على المكلَّف في أمر دينه وعباداته ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته وما يجب له من القيام بأمره وتنزيهه عن النقائص، ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه) ا. هـ.

 

ولذلك يجب على كل مسلم أن يتعلم من علوم الشريعة ما تصح به عبادته؛ من توحيد، وطهارة، وصلاة، وزكاة، وصيام، وحج، وما تصح به معاملاته؛ من بيع وشراء، ونكاح وطلاق، وما يحل له من المأكل والمشرب والملبس واللهو والمال، وغير ذلك مما لا يسع الجهلُ به أحدًا من الناس، وأما علوم القضاء والمواريث والحدود والجنايات والجهاد، فهي فرض كفاية، إذا قام بها البعض سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركها الجميع أثموا.

 

فضل العلم والعلماء:

وفي الإشادة بالعلم ونفي تسوية أهله بغيرهم قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وفي فضل العلماء العاملين وردت نصوص شرعية تبين قدر العلم، والصفات والفضائل التي يتميز بها العلماء:

وأولها: الخشية: وهي الخوف من الله، وهذه من أعظم المنازل؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 

وثانيها: اقتران شهادتهم بشهادة الله والملائكة، وهذا نوع من التزكية؛ لأن الله لا يستشهد لمن خلقه إلا العدول؛ قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: 18].

 

وثالثها: كونه فضلاً من الله يستحق الدعاء لزيادته؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].

 

ورابعها: ارتفاع درجات أهله إذا بنوه على الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وفي فتح الباري: (ورفعتها تشمل المعنوية في الدنيا: بعلو المنزلة وحسن الصيت، والحسية في الآخرة: بعلو المنزلة في الجنة) ا.هـ.

 

وخامسها: أن العلم يسهل لهم الطريق إلى الجنة حيث يستغفر لهم من في السموات والأرض؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وحفَّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده))[13].

 

وسادسها: شفاعتهم يوم القيامة، مما يدل على علوِّ مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى، وإليك هذا الحديث من أحاديث الشفاعة، والدال على عموم الشفاعة في الأنبياء وغيرهم، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟... فذكر الحديث، حتى ذكر مرور المؤمنين على الصراط وشفاعتهم في إخوانهم الذين دخلوا النار، ولا شك أن العلماء من بينهم: ((يقولون: ربنا، إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا! فيقول الله تعالى: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان، فأخرِجوه))[14].


وسابعها: حصولهم على الأجر العظيم؛ لحديث: ((مَن علَّم علمًا فله أجر من عمل به، لا ينقص من أجر العامل))[15].

 

وثامنها: دلالة العلم على خيرية أهله، وشهادته لهم بالفضل، فعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم مَن خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل))[16].

 

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثُلِم في الإسلام ثُلمة[17].

 

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: عليك بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه موت رواته، فوالذي نفسي بيده، ليَودَّنَّ رجال قُتلوا في سبيل الله شهداء، أن يبعثهم الله علماء؛ لما يرون من كرامتهم، وإن أحدًا لم يولد عالمًا، وإنما العلم بالتعلم[18].

 

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب))[19].

 

وعن أبي أُمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله عز وجل وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جُحرها، وحتى الحوت، لَيُصَلُّونَ على معلِّم الناس الخير))[20].

 

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل العلم أحبُّ إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع))[21].

 

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))[22].

 

ولا بد لطالب العلم من إحضار نية تقوم على رفع الجهل عن نفسه وعن الناس، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: لا شيء يعدل العلم لمن حَسُنَتْ نيته، قيل: كيف ذلك؟ قال: ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن الناس؛ ا. هـ.

 

وعلى هذه النية مدار التقوى؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282]؛ ولأن طلب العلم عبادة، والإخلاص والعمل به هو سبيل الانتفاع به، وسبب التوفيق لبلوغ المراتب العليا في الدنيا والآخرة، وحينما يتعلم الإنسان العلم الذي يُبتغَى به وجه الله مما تُعرَف به الأحكام من حلال وحرام بقصد عرض دنيوي أو مادي يدفعه إلى ذلك، فهذا من القصد السيئ الذي يعاقب الله عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تعلَّم علمًا مما يُبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيبَ به عَرَضًا من الدنيا، لم يجد به عَرف الجنة يوم القيامة))[23].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تعلَّم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم))[24].

 

الطريقة المشروعة لاكتساب العلم:

ومما يجب التنويه عليه في هذا الموضوع أن لا ينبغي أخذُ العلم عن أهل الأهواء والبدع والمتساهلين، الذين عُرفوا بقلة الورع، ومخالفة السنة، لا سيما إن كانت مخالفتهم في أمر من أمور العقيدة؛ كمَن يؤولون صفات الله تعالى، ومن يحتجون بالضعيف والموضوع من الأحاديث، وأفضل طريقة لاكتساب العلم هي اختيار المعلم الثقة في دينه وحكمته وعلمه، وصحة عقيدته، واتباعه لمنهج السلف الصالح، والبدء بالمختصرات والمتون التي يتدرج بها الطالب، ويتخذ منها سُلمًا إلى المطولات، ثم العناية بمعرفة المسائل والدلائل الشرعية ومعرفة أصول العقيدة، والحديث، والتفسير، ودراسة أحكام القرآن الكريم، واختيار المراجع العلمية السهلة الميسرة، ثم إذا وجد من نفسه قدرة على التحصيل والفهم عمد إلى المطولات من أمهات الكتب، ففيها خير كثير.

 

وأما الإعراض عن العلم، فهو من أسوأ ما يصاب به الإنسان، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ﴾ [السجدة: 22]، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي: لا أحد أظلم ممن ذكَّره الله بآياته وبيَّنها له ووضَّحها، ثم بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها كأنه لا يعرفها. ا.هـ.

 

آداب العلم ومراتبه:

وأما آداب العلم، فقد أرشدنا إليها رسول الله بقوله: ((تعلموا العلم، وتعلموا له السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، ولا تكونوا جبابرة العلماء))[25].

 

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وللعلم ست مراتب: أولها: حسن السؤال، الثانية: حسن الإنصات والاستماع، والثالثة: حسن الفهم، والرابعة: الحفظ، والخامسة: التعليم، والسادسة - وهي ثمرته -: العمل به ومراعاة حدوده) ا.هـ.

 

ولا بد على طالب العلم والعالم أن ينشر العلم الشرعي الداعي إلى معرفة الله تعالى وتوحيده، وبيان شرعه ومحاسنه؛ حيث يكون فيه إنقاذٌ للأمة، وقيام الحجة على أهل الضلال.

 

ومن وسائل نشر العلم: التبليغ بالخطابة، والصحافة، والإذاعة، وتأليف الكتب، قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ... ﴾ [التوبة: 122]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بلغوا عني ولو آيةً، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومَن كذب علي متعمدًا فَليتبوَّأْ مقعده من النار)) [26]، ولا بد للداعية أن يحدد أهدافه وغايته من وراء دعوته، وأعظمها الدعوة إلى التوحيد، وتعظيم أمر الله، والشفقة على خلقه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والله، لأَنْ يُهدَى بهداك[27] واحد خيرٌ لك من حُمْر النَّعم))[28].

 

كما أن نشر العلم يبقى أثره حتى بعد الموت؛ لحديث ((إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[29].

 

أدب الدعوة إلى الله تعالى:

والدعوة إلى الله تعالى تبدأ بنشر العلم، وتبليغ ما نزل من الحق، مما يحصل به تذكير الغافل، وتعليم الجاهل، وإرشاد الضال؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

وللدعوة إلى الله تعالى بصفة عامة آدابٌ ينبغي الالتزام بها حتى تؤتي ثمارها، ومن أهمها:

1- العلم بالكتاب والسنة: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108].

 

2- الإيمان بما يدعو إليه، والعمل بمقتضاه.

 

3- الصبر على ما يلقاه الداعية من الأذى وتحمُّل ذلك.

 

4- استعمال الحكمة؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ... ﴾ [النحل: 125]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشروا ولا تنفروا))[30].

 

5- تخوُّل الناس بالموعظة ومجالس العلم وعدم إملالهم، وأما القول على الله بغير علم، فهو محرم، وهو قرين الشرك الذي هو أعظم المحرمات، بل عدَّه المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى أشدَّ من الشرك؛ لأن الشرك مقصور على صاحبه، والقول على الله بغير علم متعدٍّ ضرره إلى الناس.

 

6- الرفق وحسن الخلق، قال تعالى: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44].

 

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (وهذه الآية فيها عبرة عظيمة في أسلوب الدعوة في اللين والملاطفة؛ أي: ذكِّراه بأن له ربًّا وله معادًا، وهناك جنة ونارًا، كل ذلك يكون بكلام رفيق سهل ليِّن؛ ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع) ا.هـ[31].

 

فالعلم عِلمان: علم محمود وعلم مذموم؛ فالعلم المحمود هو العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم المتمثِّل في الكتاب والسنة وما يحتاج إليه لفهمهما، أما العلم المذموم، فهو كل ما يؤدي إلى مخالفة ما جاء به الله ورسوله، كالفلسفة وعلم الكلام والتصوف المخالف لهدي النبي والرأي المخالف للسنة.

العِلمُ قال اللهُ قالَ رَسولُهُ
قالَ الصَّحابَةُ ليس بالتمويهِ
ما العلمُ نصبَك للخلافِ سفاهةً
بينَ الرسولِ وبينَ رأيِ فقيهِ

 

وقد أطبق علماء السلف على التحذير من علم الكلام، ومن الرأي المذموم المخالف لما جاء عن الرسول، وعن النسك في غير هدي النبوة.

 

ومن آداب طالب العلم:

1- العقل والدين: قال الإمام الشعبي: إنما كان يطلب العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك.

 

2- الإخلاص: فإن كان فيه رياء، فلا بركة فيه ولا انتفاع.

 

3- حسن السمت والتزام الخلق الطيِّب: قال الإمام الذهبي: ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد؛ فإن أعجبه كلامه فليصمت، وإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه؛ فإنها تحب الظهور.

 

قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله تعالى: ومن علامة إخلاص طالب العلم أن يكون صموتًا عما لا يعنيه، متذللاً لربه، متواضعًا لعباده، متورعًا متأدِّبًا لا يبالي ظهر الحق على لسانه أو على لسان غيره، ولا ينتصر لنفسه ولا يفتخر، ولا يحقد ولا يحسد ولا يميل به الهوى، ولا يركن إلى زينة الدنيا؛ (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 4/ 406).

 

وعلى طالب العلم أن يتخلق بمكارم الأخلاق؛ فإنه ليس كأحد الناس؛ إذ كان من ورثة الأنبياء.

 

قال الإمام الآجري في كتابه "أخلاق حملة القرآن" عن حامل القرآن:

مقبلاً على شأنه، مهمومًا بإصلاح ما أفسد من أمره، حافظًا للسانه، مميزًا لكلامه، إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابًا، وإذا سكت سكت بعلم إذا رأى السكوت صوابًا، قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه، باسط الوجه، طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه؟ يحذر نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه، لا يغتاب أحدًا، ولا يحقر أحدًا، ولا يسبُّ أحدًا، ولا يشمت بمصيبة، ولا يبغي على أحد، ولا يحسده ولا يسيء الظن بأحد إلا لمن يستحق، ولا يجهل فإن جُهل عليه حلم، ولا يظلم وإن ظُلم عفا، لا يبغي فإن بُغي عليه صبر، يكظم غيظه ليُرضي ربه، ويغيظ عدوه، متواضع في نفسه، إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله لا من المخلوقين، ماقت للكبر، خائف على نفسه منه.

 

وإن أعظم سبب في تحصيل العلم هو التقوى، ثم الحرص والاجتهاد، وإصلاح النية وإرادة وجه الله والدار الآخرة؛ فإن النية عليها مدار الأعمال، ولا يتم أمر ولا تحصل له بركته إلا بصلاح القصد والنية.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وطيب ثراه: وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم إيعابًا، فمن نوَّر الله قلبه هداه بما يبلغه ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةً وضلالاً؛ (مجموع الفتاوى 10/ 665)[32].

 

وقد أورد العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه القيم (مفتاح السعادة) أربعين وجهًا لفضل العلم على المال، نذكر بعضها مختصرًا:

1- العلم ميراث الأنبياء، والمال ميراث الملوك والأغنياء.

 

2- العلم يحرس صاحبه، وصاحب المال يحرس ماله.

 

3- المال تذهبه النفقات، والعلم يزكو على النفقة.

 

4- صاحب المال إذا مات فارقه ماله، والعلم يدخل معه قبره.

 

5- العلم حاكم على المال، والمال لا يحكم على العلم.

 

6- العلم يحتاج إليه الملوك فمن دونهم، وصاحب المال يحتاج إليه أهل العدم والفاقة.

 

7- المال يحصل للمؤمن والكافر والبر والفاجر، والعلم النافع لا يحصل إلا للمؤمن.

 

8- النفس تزكو بجمع العلم وتشرف بتحصيله، والمال لا يزكيها ولا يكملها، بل تنقص وتشح وتبخل بجمعه والحرص عليه؛ فحرصها على العلم عين كمالها، وحرصها على المال عين نقصها.

 

9- المال يدعو إلى الطغيان والفخر والخيلاء، والعلم يدعو إلى التواضع والقيام بحق العبودية.

 

10- حب العلم وطلبه أصل كل طاعة، وحب المال وطلبه أصل كل سيئة.

 

11- ما أطاع اللهَ أحدٌ قط إلا بالعلم، وعامة من يعصيه إنما يعصيه بالمال.

 

12- المال يُمدَح صاحبه بتخليه عنه وإخراجه، والعلم يُمدح صاحبه بتحليه به واتصافه به.

 

13- لذة الغني بالمال لذة زائلة منقطعة يعقبها الألم، ولذة الغني بالعلم لذة دائمة لا يلحقها ألم.

 

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته)؛ أي: يُطاع في حياته؛ لأن الحاجة إلى العلم عامة لكل إنسان، للملوك فمن دونهم، فكل إنسان محتاج إلى طاعة العالم؛ فإنه يأمر بطاعة الله ورسوله؛ فيجب على الخلق طاعته، فإذا مات العالم أحيا الله ذكره، ونشر له في العالمين أحسن الثناء، فالعالم بعد وفاته ميت وهو حي بين الناس، والجاهل في حياته حي وهو ميت بين الناس، ومَن تأمل أحوال أئمة الإسلام كأئمة الحديث والفقه كيف هم تحت التراب وهم في العالمين كأنهم أحياء بينهم لم يفقدوا منهم إلا صورهم، وإلا فذكرهم وحديثهم والثناء عليهم غير منقطع، وهذه هي الحياة حقًّا.

 

قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: (أرفع الناس منزلةً عند الله من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء).

 

ما الفخرُ إلا لأهل العلم إنَّهُمُ
عَلَى الهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ
وقدرُ كلِّ امرئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ
والجاهلون لأهلِ العلمِ أعداءُ
ففز بعلمٍ تَعِشْ حيًّا به أبدًا
والناسُ مَوتى وأهلُ العلم أحياءُ

 

وقال آخر:

مَن لَمْ يَذُقْ طعمَ المَذَلَّةِ ساعةً ♦♦♦ قطَعَ الزَّمَانَ بأسرِه مَذْلُولاَ

 

قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ذَلَلْتُ طالبًا، فعَزَزْتُ مطلوبًا)[33].



[1] قرأ الجمهور (في المجلس) بالإفراد على إرادة معنى الجمع، وقرأ عاصم وقتادة: (المجالس) بالجمع.

[2] قرأ الجمهور: (انشُزوا فانشُزوا) بضم الشين فيهما، وقرأ حمزة والكسائي: (انشِزوا فانشِزوا) بكسر الشين فيهما.

[3] المفردات في غريب القرآن للراغب ص 381، 495.

[4] المفردات في غريب القرآن للراغب ص: 381، 495.

[5] قال قتادة: كانوا يتنافسون في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فأُمروا أن يفسح بعضهم لبعض، وروي عن ابن عباس أن هذا في صفوف القتال؛ إذ كانوا يتشاحون على الصف الأول، فأُمروا بالفسح لبعضهم؛ حتى يتمكنوا من الوقوف في الصف الأول مع رسول الله.

واللفظ عام يشمل هذا وذلك، قال القرطبي: والصحيح في الآية: أنها عامة في كل مجلس اجتمع فيه المسلمون للخير والأجر، سواء كان مجلس حرب، أو علم، أو ذكر، أو مجلس صلاة كيوم الجمعة، وفي الصحيح: ((لا يقم الرجل الرجلَ من مجلسه فيجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسَّعوا))؛ متفق عليه. (أيسر التفاسير - الجزائري ج2ص: 1597).

[6] أيسر التفاسير - الجزائري ج2ص: 1598.

[7] مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى - الصابوني ج3ص464.

[8] رواه أبو داود رحمه الله تعالى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - ص . ج رقم 4427.

[9] رواه أحمد وأبو داود والترمذي رحمهم الله تعالى عن معاوية رضي الله عنه.

[10] مختصر تفسير ابن كثير - الصابوني ج3 ص: 465.

[11] المفردات في غريب القرآن - الراغب الأصفهاني.

[12] رواه ابن عبدالبر رحمه الله تعالى في (العلم) عن أنس رضي الله عنه. ج رقم 3914.

[13] رواه مسلم وأبو داود والترمذي رحمهم الله تعالى.

[14] رواه البخاري رحمه الله تعالى.

[15] رواه ابن ماجه عن معاذ بن أنس - ص . ج رقم 6396.

[16] رواه أحمد والبخاري ومسلم رحمهم الله تعالى.

[17] الثلمة: الخلل في الحائط وغيره (مختار الصحاح ص: 250).

[18] أصول المنهج الإسلامي - العبيد ص: 119، 122.

[19] رواه أبو نعيم في الحلية - ص . ج رقم 4212.

[20] رواه الترمذي رحمه الله تعالى - ص . ج رقم 4213.

[21] رواه البزار والحاكم - ص . ج رقم 4214.

[22] رواه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان رحمهم الله تعالى - ص . ج رقم 6297.

[23] رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم رحمهم الله تعالى - ص . ج رقم 6159.

[24] رواه ابن ماجه رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه - ص . ج رقم 6158.

[25] أخرجه البخاري رحمه الله تعالى في الأدب المفرد.

[26] رواه البخاري رحمه الله تعالى.

[27] الهداية هنا هداية إرشاد وبيان، لا هداية توفيق؛ إذ إن هداية التوفيق من الله تعالى وحده.

[28] رواه أبو داود رحمه الله تعالى عن سهل بن سعد رضي الله عنه - ص.ج رقم 7094.

[29] رواه مسلم رحمه الله تعالى وغيره.

[30] رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.

[31] أصول المنهج الإسلامي ص: 132.

[32] الصراط - الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق اليوسف حفظه الله تعالى ص 177، 178.

[33] البحر الرائق في الزهد والرقائق - الشيخ د / أحمد فريد حفظه الله تعالى ص: 35.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)
  • تفسير: (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما)
  • تفسير: (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده)
  • تفسير: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
  • تفسير: (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب