• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

أرجوزة غنيمة الأفاضل في آداب التواصل

محمد آل رحاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/11/2015 ميلادي - 9/2/1437 هجري

الزيارات: 8866

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أرجوزة غَنِيمَة الأفَاضِلِ في آدَاب التَّواصُلِ

وبحاشيتها تنوير الأصائل بالتعليق على غنيمة الأفاضل

 

الحمدُ لله على كلِّ النعَمْ
وحمْدُه غنيمةٌ للمُغتنِمْ
ثم الصلاةُ والسلام سرْمدا
على نبيّنا الرحيم أحمدا
مَن دلنا على الهدى وأرشدا
إلى التُّقى لكي نرى الفوزَ غدا
وآله وصحبه الأخيارِ
مَن نشروا النور لدى الأقطارِ
وبعدُ إن هذه أرجوزة
لطيفةُ في بابها وجيزة
سميتُها: غنيمةَ الأفاضلِ
في ذكر الاداب[1] لدى التواصُلِ
في "الفيسِ" و"الوَاتْسابِ" أو "تُوِيتَرِ"
أو "التِّلِيجْرامِ" بغير مُنْكَرِ
أو غيرِها من البرامج التي
أشْغلتِ الناسَ بغير مريةِ
فلْتنتبهْ لِمَا أقول ناصِحَا
يا فوزَ من وعى وسعدَ مَن صَحَا
فصل

احرصْ على إرضاء مَن سوَّاكا
واحذرْه -إن عصيتَ- أن يَراكا
وراقبنَّ اللهَ بالإجلالِ
في السر أو ضدٍّ وكلِّ حالِ
إياكَ أن تنشرَ شيئاً فاضحا
لمُسلمٍ وتُشهرَ القبائحا
فالسّتْر أولى دونما تشهيرِ
إلاّ إذا أعرض معْ نكيرِ
فحينها قد يجب التحذيرُ
وينبغي الإعلانُ والتنفيرُ
لكنْ بقدْر حاجةٍ ومصلحةْ
ثم أمور غيرها مُرجِّحَةْ

فصل

لا تنشرِ المقاطعَ الخليعةْ
والصورَ العاريةَ الشنيعةْ
فكلُّ مَن يسمعُها ومَن يرى
وكل مَن شاركها مِن الورى
يعودُ إثمُ ذاك دونَ ما مِرا
على الذي أعلنها وأظهرَا
يا ويحَ مَن يأتي الحسابَ مُفلسا
ويحملُ الأثقالَ مِما أسَّسا
يُعرَضُ والذنوبُ ملأَ البصرِ
مما جناهُ مِن ضلال البشرِ
فحاسبِ النفسَ وكُنْ مُباعدا
عن كل ما يضرّ أو يؤذي غدا

فصل

إياك أن تنشر صورة الولدْ
أو كلِّ مَن تحبُّ أو أيِّ أحَدْ
و كلِّ مَن أوتي حُسْنا في الجَسَدْ
واحذر من العينِ ومِن شر الحسدْ
وإنْ سلمتَ مِن أذي الحسَّاد
فكم وكم قطّعتَ مِن أكبادِ
فالناسُ كم فيهمْ من الحِرْمانِ
والنقصِ في الأموال والأبدانِ
وبعضُهم شُرِّدَ عن أوطانِ
ومنهمُ المحرومُ مِن وِلْدَانِ
واحرصْ على الأهلينَ والأولادِ
من عصبةِ الإغواء والإفسادِ

فصل

احرصْ على الأوقات لا تُضيِّعِ
نفيسَها في سَفْسَفٍ وارتدِعِ
فالوقتُ رأسُ المال وهْو سيْفُ
يقطعُ كلَّ غافلٍ ويَنْسِفُ
فاجعلْ لها وقتا يسيرا جِدَّا
وخفِّفْ المَزْحَ وكُنْ مُجِدَّا
فكثرةُ المُزاح[2] تُورِثُ العِدَا
وقسوةَ القلبِ ومِفتاحُ الرَّدَى

فصل

ولا تُعلِّق دونَمَا تفكيرِ
بدونِ أن تفهمَ كالحميرِ[3]
فَكِّرْ كثيرا قبلَ أن تُعَلِّقَا
كمْ مِن كلامٍ لذَوِيهِ أَغْرَقَا؟!
واحذرْ مِن الإشاعةِ البَطَّالةِ
وصُحبةِ الفاسق ذي البطالةِ[4]
ونَشْرِ الاخبارِ بلا تثبُّتِ
فإنه السبيلُ للتشتُّتِ
ولْتحفظِ اللسانَ مِن شتْم وسبْ
واللعنِ والذي يُخِلُّ بالأدَبْ

فصل

ولا تُضِفْ قطُّ بلا استئذانِ
أيَّ امريءٍ حتى ولا مِن جَانِ[5]
لأيِّ مجموعةٍ او[6]بمُلتقى
إلا إذا ارتضاه أو تَحقَّقا
فقد يكون عنده انْشغالُ
أوْ أنها لغيرهِ مجالُ
أو فيه مَن يكرهه ولا يُحب
جوارَه وقد يذُمُّ أو يسبْ
أو أنها مجموعةٌ مشبوهةُ
أصحابُها أفكارُهم مَسمومةُ

فصل

واحذرْ من الإزعاج بالرسائلِ
للعلماءِ السادة الأفاضلِ
تُرْسِلُها ثم تريدُ رَدَّها
في وقتِها لا تَسمحنْ مَدَّها
والشيخُ عندَه مِن الأشغالِ
ما يمنعُ الردَّ بتلكَ الحَالِ
فكم وكم يَحْملُ مِن همومِ
والفِكْرِ في الأبحاث والعلومِ
وحاجةَ الأهلين والأبناءِ
وحاجةَ النفس إلى ارتخاءِ
فهْو أُخَيَّ مِثْلُ سائر البشرْ
يحتاج للراحة يَغْشَاه الضررْ[7]
وحينَها يخرجُ ذاك القَزْمُ[8]
يلومُ شيخه وبِئس اللَّومُ
مُتَّهما له بلا توقيرِ
بالإثم والتضييع والتقصيرِ!
رحماك ربنا بما أصابَنا
واغفرْ لنا تكرما أوْصَابَنا[9]

فصل

إياك أن تُفْتِي دونَ مَعْرفةْ
أو تَشرحَ الوَحيين-يا ذا- بالسَّفَهْ
فالقولُ في الدين بغير علمِ
كبيرةٌ مُوْرثةٌ للندَمِ

فصل

وانْسِبْ لمَن أفادكَ الفوائدَا
ولا تكنْ مِن اللئام حاسدا
فتدَّعِي لنفسك الفَضائلا
ترجُو بها الثناءَ والمَنَازلا
وتُنْكِرُ الفضلَ لأهل الفضلْ
وليس ذا فعلَ الكرامِ النُّبْلِ

فصل

لا تُكثرنْ سوادَ أهْلِ الشرِّ
بالاتباع بلْ لأهلِ الخيرِ[10]
فكثرةُ الأَتباع كم تَغُرُّ[11]
المُبْطِلَ الفاسقَ وهْو غِرُّ
يَتْبعُه المِليونُ والمليونُ
وهْو لعَمْري[12] أحمقٌ مجنونُ

فصل

ولا تكن مجادلا بالباطلِ
ولا كثرْثار[13] غَفُول عاطِلِ
يحشُر نفسَه بغير حاجةِ
عندَ حديث القوم بالَّلجاجةِ[14]
فيُحْدث الصراع والمشاكلا
والبُغْضَ والفرقةَ في كل المَلا
يا ليته كفَّ اللسان وارعَوى
ولم يكن كالذئب حينما عَوى

فصل

وانشُرْ كلامَ الله بين الناسِ
فهْو الشِّفا من سائر الوَسواسِ
وانشرْ حديث المصطفى وسُنتهْ
ووصْفَه الجميلَ وانشر سيرتهْ
وسيرةَ الصحابة الأبرارِ
والصالحين السادة الأخيارِ
وذَكِّرْ الناس بوافرِ النعمْ
وحذِّرْ العباد من شر النقمْ
وادْعُ إلى الله بلا توانِ
حتى تنالَ مِن رضى الرحمنِ
وصحبةَ المُشَفَّع العَدناني
في جنة الفردوس والرِّضوانِ[15]

فصل

وها هنا قد تمت الغنيمة
وما بها من درر كريمةْ
بمكة الحرام لاحَ نظمُها
وفي جوار المصطفى تمامُها[16]
اختم لنا اللهم خيرَ مختتمْ
وما أردتُّه بفضل الله تمّْ


[1] بالنقل لأجل الوزن.

[2] بالضم والكسر لغتان

[3] قال العلامة ابن القيم في هداية الحياري في أجوبة اليهود والنصارى وهو يتكلم عن اليهود: "...أَنَّ الْحِمَارَ مِنْ أَبْلَدِ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْبَلَادَةِ". ص590 ج2.

[4] قال الرازي في مختار الصحاح (ب-ط-ل): وَ(بَطَلَ) الْأَجِيرُ (يَبْطُلُ) بِالضَّمِّ (بَطَالَةً) بِالْفَتْحِ أَيْ تَعَطَّلَ فَهُوَ (بَطَّالٌ). ص36، والبطالة بالفتح: الشجاعة أيضا فليتنبه.

[5] بنون واحدة لأجل الوزن، وهذا من باب المبالغة.

[6] بالنقل لأجل الوزن.

[7] ويصح أن نقول: الضجر بدل الضرر.

[8] قال العلامة البغدادي في خِزانة الأدب: وقزم بفتح القاف والزاي: رذال الناس وسفلتهم، يطلق على الواحد والجمع والذكر والأنثى؛ لأنه في الأصل مصدر بمعنى الدناءة والقماءة. ص193 ج2.

[9] قال ابن منظور في لسان العرب: الوصب: الوجع والمرض. والجمع: أوصاب.... الأَوْصابُ: الأَسْقامُ، الواحدُ وَصَبٌ. ورجلٌ وَصِبٌ مِنْ قَوْمٍ وَصَابَى ووِصابٍ. وأَوْصَبَه الداءُ وأَوْبَرَ عَلَيْهِ: ثَابَرَ. والوُصُوبُ: دَيمومةُ الشيءِ. ووَصَبَ يَصِبُ وُصُوباً، وأَوْصَبَ: دامَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً.

قَالَ أَبو إِسحاق قِيلَ فِي مَعْنَاهُ: دائِباً أَي طاعتُه دائمةٌ واجبةٌ أَبداً؛ قَالَ وَيَجُوزُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن يَكُونَ: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً. أَي لَهُ الدينُ وَالطَّاعَةُ؛ رَضِيَ العبدُ بِمَا يُؤْمر بِهِ أَو لَمْ يَرْضَ بِهِ، سَهُلَ عَلَيْهِ أَو لَمْ يَسْهُلْ، فَلَهُ الدينُ وإِن كَانَ فِيهِ الوَصَبُ. والوَصَبُ: شِدَّة التَّعَب. وفيه: عَذابٌ واصِبٌ. أَي دَائِمٍ ثَابِتٍ، وَقِيلَ: مُوجِعٌ؛ قَالَ مُلَيْحٌ: تَنَبَّهْ لِبرْقٍ، آخِرَ اللَّيْلِ، مُوصِبٍ... رَفيعِ السَّنا، يَبْدُو لَنا، ثُمَّ يَنْضُبُ أَي دَائِمٌ.ص797 ج1 .

[10] أي: بل اتبع أهل الخير وكثر سوادهم واعتصم بجماعتهم فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

[11] قال الرازي في مختار الصحاح(غ-ر-ر): وَرَجُلٌ (غِرٌّ) بِالْكَسْرِ وَ(غَرِيرٌ) أَيْ غَيْرُ مُجَرِّبٍ. وَجَارِيَةٌ (غِرَّةٌ) وَ(غَرِيرَةٌ) وَ(غِرٌّ) أَيْضًا بَيِّنَةُ (الْغَرَارَةِ) بِالْفَتْحِ. وَقَدْ (غَرَّ) يَغِرُّ بِالْكَسْرِ (غَرَارَةً) بِالْفَتْحِ، وَالِاسْمُ (الْغِرَّةُ) بِالْكَسْرِ. وَالْغِرَّةُ أَيْضًا الْغَفْلَةُ وَ(الْغَارُّ) بِالتَّشْدِيدِ الْغَافِلُ تَقُولُ مِنْهُ: (اغْتَرَّ) الرَّجُلُ. وَاغْتَرَّ بِالشَّيْءِ خُدِعَ بِهِ.


فائدة. وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم. قال صاحب عون المعبود: المؤمن غر ): بكسر الغين المعجمة وتشديد الراء( كريم ): أي موصوف بالوصفين أي له الاغترار لكرمه( والفاجر ): أي الفاسق ( خب ): بفتح خاء معجمة وتكسر وتشديد موحدة أي يسعى بين الناس بالفساد، والتخبب إفساد زوجة الغير أو عبده ( لئيم ): أي: بخيل لجوج سيئ الخلق وفي كل منهما الوصف الثاني سبب للأول وهو نتيجة الثاني، فكلاهما من باب التذييل والتكميل، قاله القاري. قال الخطابي في المعالم: معنى هذا الكلام أن المؤمن المحمود هو من كان طبعه وشيمته الغرارة وقلة الفطنة للشر وترك البحث عنه، وأن ذلك ليس منه جهلا لكنه كرم وحسن خلق، وأن الفاجر هو من كانت عادته الخب والدهاء والوغول في معرفة الشر، وليس ذلك منه عقلا ولكنه خب ولؤم. انتهى. وقال ابن الأثير: المؤمن غر كريم أي ليس بذي مكر فهو ينخدع لانقياده ولينه وهو ضد الخب، يقال فتى غر وفتاة غر. انتهى. قال السيوطي: هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني على المصابيح وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ ابن حجرفي رده عليه: قد أخرجه الحاكم من طريق عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير به موصولا. وقال: أسنده المتقدمون من أصحاب الثوري. وحجاج قال ابن معين لا بأس به، قال: ولم يحتج الشيخ ان ببشر ولا بحجاج. قال الحافظ: بلال حجاج ضعفه الجمهور، وبشر بن رافع أضعف منه ومع ذلك لا يتجه الحكم عليه بالوضع لفقد شرط الحاكم في ذلك. انتهى. وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: بشر بن رافع هذا ضعفه أحمد بن حنبل، وقال ابن معين:لا بأس به، وقالابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا، وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود الثانية، فقال عن حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به فتعين المبهم أنه يحيى بن أبي كثير، وحجاج هذا قال فيه ابن معين: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: هو شيخ صالح متعبد، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وتوثيق الأولين مقدم على هذا الكلام، وحصلت برواية حجاج هذا المتابعة لبشر بن رافع في الحديث وخرج به عن الغرابة، فالحديث بروايتهما لا ينزل عن درجة الحسن. انتهى كلام السيوطي ملخصا. قال المنذري: وأخرجه الترمذي وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. هذا آخر كلامه، وفي إسناده بشر بن رافع الحارثي اليمامي ولا يحتج بحديثه.

[12] فائدة: هذه اللفظة ليست من قبيل القسم، وإن كانت في الظاهر كذلك، غير أنها جرت على لسان العرب بغير قصد الحلف، ولهذا استثنيت من تحريم الحلف بغير الله تعالى، ولهذا وردت عن الصحابة، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم. رواه مسلم.

وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. رواه ابن ماجه.
وقالت عائشة رضي الله عنها: فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة. رواه مسلم
وأخرج ابن سعد في الطبقات، عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر قلتُ كلمةً من قول حاتــم:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ♦♦♦ إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال: لا تقولي هكذا يا بنية، ولكن قولي: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾
وقال شيخ مشايخنا العلامة حماد الأنصاري: إن أحسن الأجوبة عما ورد على ألسنة الصحابة، أنها مما جرى على السنة العرب ولايراد بها ظاهرها، كقولهم: ويل أمّك، تكلتك أمّك، عقرى حلقى.. ونحـو ذلك.
وقـال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (أما لعمري، فليس بها بأس أيضا، فقد جاءت في السنة، وجاءت في كلام الصحابة...فالذي يظهر أنها لا يُراد بها القَسَم، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها، وهذا معروف عند العرب، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و" ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك.
وانظر استعمال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لهذه اللفظة في صحيح البخاري حديث (4695) من كتاب التفسير، واستعملها ابن القيم في روضة المحبين 286، وزاد المعاد 3 / 353. وللعلامة حماد الأنصاري رسالة بعنوان: القول المبين في أن لعمري ليست نصا في اليمين. وانظر: المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة، و معجم المناهي اللفظية صــ 470، و تصويب المفاهيم صــ 41ـ58 لـ مصطفى الصياصنة.

[13] قال ابن منظور في لسان العرب: وَرَجُلٌ ثَرُّ وثَرثارٌ: مُتَشَدِّق كَثِيرُ الْكَلَامِ، والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ. والثَّرْثارُ أَيضاً: الصَّيَّاحُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. والثَّرْثَرَةُ فِي الْكَلَامِ: الكَثْرةُ وَالتَّرْدِيدُ، وَفِي الأَكل: الإِكثار فِي تَخْلِيطٍ. تَقُولُ: رَجُلٌ ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وَقَوْمٌ ثَرْثارُونَ؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ؛ هُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ الْكَلَامَ تَكَلُّفاً وَخُرُوجًا عَنِ الْحَقِّ.... والثَّرْثَرةُ: كَثْرَةُ الأَكل وَالْكَلَامِ فِي تَخْلِيطٍ وَتَرْدِيدٍ، وَقَدْ ثَرْثَر الرجُل، فَهُوَ ثَرْثارٌ مهْذارٌ. وثَرَّ الشيءَ مِنْ يَدِهِ يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً: بَدَّدَهُ. وَحَكَى ابنُ دُرَيْدٍ: ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه، وَلَمْ يَخُصَّ اليدَ..

[14] قال الزبيدي في تاج العروس: " اللَّجَاجُ واللَّجَاجَةُ " واللَّجَجُ محرَّكةً عن ابن سيده والزّمخشريّ والمُلاَجَّةُ: التَّمادِي في " الخُصُومة "، وقيل: هو الاستمرارُ على المُعارَضةِ في الخِصام، وفي التَّوشيح: اللَّجَاجُ: هو التَّمادِي في الأَمر ولو تَبيَّنَ الخَطَأَ، يقال: " لَجِجْت بالكسر تَلَجُّ " بالفتح " ولَجَجْت " بالفتح " تَلِجّ " بالكسر: إِذا تَمادَيْتَ على الأَمرِ وأَبَيْتَ أَن تَنصرِف عنه؛ كذا في المحكم، وقال الّليث: لَجَّ فُلانٌ يَلِجّ ويَلَجّ لغتانِ، وقال اللِّحيانيّ في قوله تعالى: " ويَمُدُّهُمْ في طُغْيَانهمْ يَعْمَهُونَ " أَي: يُلِجُّهم، قال ابن سيده: فلا أَدرِي أَمِن يُلِجُّهم، قال ابن سيده: فلا أَدرِي أَمِن اللِّحيانيّ وتَجاسُرٌ؟

قال: وإِنّما قلتُ هذا لأَني لم أَسمعْ أَلْجَجْتُه. " وهو لَجُوجٌ ولَجُوجَةٌ " الهاءُ للمُبالغةِ " ولُجَجَةٌ كهُمَزةٍ " نقله الجوهريّ عن الفرَّاءِ، والأُنثى لَجُوجٌ، وقرأْت في ديوان الهُذليّين قول أَبي ذؤيب:

فإِنّي صَبَرتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبسٍ ♦♦♦ وقَدْ لَجَّ مِن ماءِ الشُّؤُونِ لَجُوجُ

قال الشارح: لَجُوجٌ: اسمٌ مثلُ سَعُوطٍ ووَجُورٍ أَرادَ: وقد لَجَّ دَمْعٌ لَجوجٌ..

[15] بكسر الراء وضمها لغتان.

[16] فإني شرعت فيها بفضل الله تعالى صباح الأحد 24 محرم بمكة ثم سافرت إلى المدينة وأتممتها في نفس اليوم، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أرجوزة زينة الممالك في نصح ولدي مالك
  • أرجوزة مرشدة الحجاج لأقوم السبيل والمنهاج
  • أرجوزة الجنة في نظم أصول السنة للإمام الحميدي
  • أرجوزة في نظائر سور القرآن
  • أرجوزة منيحة الكرام في أسماء البلد الحرام
  • أرجوزة نصح الخلق في أسباب حصول الرزق
  • أرجوزة نصيحة الإخوان نظم العلامة السيد عبد الله العلوي الحضرمي

مختارات من الشبكة

  • التواصل في زمن شبكات التواصل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أرجوزة موجزة في آداب الدعاء وأسباب الإجابة للأستاذ حسن توفيق العدل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أرجوزة غنيمة المؤانس في نظم الأفراد القرآنية لابن فارس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أرجوزة غنيمة الأواه في الأسباب العشرة التي تنال بها محبة الله جل وعلا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب التلقي والإجازات عبر وسائل التواصل الإلكترونية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وسائل التواصل غير المباشر في الإجازات الحديثية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التواصل الاجتماعي الافتراضي تواصل وهمي أم انفصال حقيقي؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تنبيه المتواصل الغافل إلى حقيقة قرار الصلة على وسائل التواصل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أرجوزة في أركان الدعاء وآدابه وأسباب الإجابة لعمر الشناوي(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- أحسنت بارك الله لك
أحمد محمد سليمان المليجي - مصر 22-11-2015 01:40 PM

أرجوزة متقنة ورائعة.
بارك الله لك.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب