• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (21)

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (21)
الشيخ محمد طه شعبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/11/2015 ميلادي - 27/1/1437 هجري

الزيارات: 5670

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (21)

 

قوله:

.................... وَبَنَى ♦♦♦ فِيهَا بِرَيْحَانَةَ هَذَا بُيِّنَا

 

أي: وفي السنة السادسة بنى النبي صلى الله عليه وسلم بريحانة رضي الله عنها.

 

وقد تقدم الكلام عنها رضي الله عنها، وذكرنا أن الراجح أنها كانت أمَةً له صلى الله عليه وسلم، وليست زوجةً.

 

قوله:

وَفُرِضَ الْحَجُّ بِخُلْفٍ فَاسْمَعَهْ ♦♦♦ ...............................

 

أي: وفي السنة السادسة كان فرض الحج، (بخُلفٍ)؛ أي: وفي وقته خلافٌ بين المؤرخين.

 

قال ابن كثيرٍ رحمه الله:

"وكان فرض الحج في السنة السادسة في قول بعض العلماء، وفي التاسعة في قول آخرين منهم، وقيل: سنة عشرٍ، وهو غريبٌ، وأغرب منه ما حكاه إمام الحرمين في "النهاية"[1] وجهًا لبعض الأصحاب: أن فرض الحج كان قبل الهجرة"[2].

 

قوله:

................................... ♦♦♦ وَكَانَ فَتْحُ خَيْبَرٍ فِي السَّابِعَهْ

 

قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في حديثه السابق عن غزوة ذي قردٍ: فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليالٍ حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم[3].

 

وخيبر: واحةٌ زراعيةٌ تقع شمال المدينة المنورة، وتبعد عنها بحوالي 165كم[4]، وترتفع عن سطح البحر 850م، وهي من أعظم حرار العرب بعد حرة بني سليمٍ، وامتازت خيبر بخصوبة أرضها ووفرة مياهها، فاشتهرت بكثرة نخيلها، هذا سوى ما تنتجه من الحبوب والفواكه؛ لذلك كانت توصف بأنها قرية الحجاز ريفًا ومنعةً ورجالًا، وكان بها سوقٌ يعرف بسوق النطاة، تحميه قبيلة غطفان التي تعتبر خيبر ضمن أراضيها.

 

ونظرًا لمكانتها الاقتصادية، فقد سكنها العديد من التجار وأصحاب الحرف، وكان فيها نشاطٌ واسعٌ للصيرفة.

 

وكان يسكنها قبل الفتح أخلاطٌ من العرب واليهود، وزاد عدد اليهود فيها بعد إجلاء يهود المدينة[5]؛ حيث ذهب يهود المدينة الذين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فأقاموا فيها.

 

سبب الغزوة:

تقدم أن قبائل اليهود الثلاثة - بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة - نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقتل النبي صلى الله عليه وسلم بني قريظة، وأجلى بني قينقاع وبني النضير عن المدينة، فذهب بعضهم إلى خيبر، وأصبحوا يشكلون خطرًا على المسلمين، وكان لبعضهم يد في تأليب قريشٍ وجمعهم الأحزاب لمحاربة المسلمين.

 

فأراد النبي صلى الله عليه وسلم - بعدما عاهد قريشًا - أن يعالج الموقف؛ حيث صارت خيبر مصدر خطرٍ كبيرٍ على الإسلام والمسلمين.

 

خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر:

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر بقريبٍ من ألفٍ وخمسمائة مقاتلٍ، معهم مائتا فرسٍ.

 

فعن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه، قال: قسمت خيبر على أهل الحديبية، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهمًا، وكان الجيش ألفًا وخمسمائةٍ، فيهم ثلاثمائة فارسٍ[6]، فسار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ليلًا[7]، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة[8].

 

وكان الله تعالى قد وعد المؤمنين مغانم خيبر في قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [الفتح: 18 - 20].

 

فأراد المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية أن يخرجوا معه إلى خيبر، لما علموا ما بها من مغانم وأموالٍ كثيرةٍ، فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ ﴾ عن الحديبية ﴿ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ﴾؛ أي: إلى خيبر، ﴿ ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ﴾؛ أي: يريدون أن يبدلوا كلام الله؛ حيث وعدهم بأن المغانم ستكون لمن شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الفتح: 15]؛ أي: قال بأن المغانم ستكون لأهل الحديبية، ﴿ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ﴾ [الفتح: 15]؛ أي: أن نشرككم في المغانم، ﴿ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الفتح: 15]؛ أي: ليس الأمر كما زعموا، ولكنهم لا فهم لهم[9].

 

ومضى جيش المسلمين حتى نزل بالرجيع.

 

فعن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة، قالا: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، فنزلت عليه سورة الفتح بين مكة والمدينة، فقدم المدينة في ذي الحجة، فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم، فنزل بالرجيع - وادٍ بين خيبر وغطفان - فتخوف أن تمدهم غطفان، فبات حتى أصبح، فغدا إليهم[10].

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى قومًا بليلٍ لم يغر بهم حتى يصبح[11].

 

فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح قريبًا من خيبر بغلسٍ[12].

 

يقول أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلسٍ، فركب النبي صلى الله عليه وسلم، وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، وانحسر الإزار عن فخذ نبي الله، وإني لأرى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم.

 

يقول أنسٌ: فأتيناهم حين بزغت الشمس، وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم، ومكاتلهم[13]، ومرورهم[14]، فقالوا: محمدٌ والخميس[15]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذَرين)) قالها ثلاث مراتٍ[16].

 

فلما رأى أهل خيبر جيش المسلمين، هربوا إلى حصونهم، فتحصنوا بها.

 

وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ﴾ [الحشر: 14].

 

وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين، شطر فيه خمسة حصون، وهم:

1- حصن ناعمٍ.

2- حصن الصعب بن معاذٍ.

3- حصن قلعة الزبير.

4- حصن أبي.

5- حصن نزارٍ.

 

فأما الحصون الثلاثة الأولى منها فتقع في منطقةٍ يقال لها: (النطاة)، وأما الحصنان الآخران فيقعان في منطقةٍ تسمى بالشق.

 

أما الشطر الثاني، ويعرف بالكتيبة، ففيه ثلاثة حصون فقط:

1- حصن القموص، (وكان حصن بني أبي الحقيق من بني النضير).

2- حصن الوطيح.

3- حصن السلالم.

 

وفي خيبر حصونٌ وقلاعٌ غير هذه الثمانية، إلا أنها كانت صغيرةً لا تبلغ إلى درجة هذه القلاع في مناعتها وقوتها[17].

 

فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أول الحصون افتتح حصن ناعمٍ، وعنده قتل محمود بن مسلمة، ألقيت عليه منه رحًى فقتلته[18].

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطى اللواء أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه، فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد، فخرج ولم يفتح له، وأصاب الناسَ يومئذٍ شدةٌ وجهدٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني دافعٌ اللواء غدًا إلى رجلٍ يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له))، فبات الصحابة وأنفسهم طيبةٌ أن الفتح غدًا، فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة، ثم قام قائمًا، فدعا باللواء والناس على مصافهم، فدعا عليًّا وهو أرمد[19]، فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء، وفتح له[20].

 

وكان علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر؛ لمرض عينه، فقال: أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فلحق به[21].

 

وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله))، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: ((أين علي بن أبي طالبٍ؟))، فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: ((فأرسلوا إليه))، فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجعٌ، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: ((انفُذْ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْر النَّعَم))[22].

 

وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل عمي عامرٌ يرتجز بالقوم:

تاللهِ لولا اللهُ ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
فثبِّتِ الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينةً علينا

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من هذا؟))، قال: أنا عامرٌ، قال: ((غفر لك ربك))، قال: وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسانٍ يخصه إلا استشهد، قال: فنادى عمر بن الخطاب وهو على جملٍ له: يا نبي الله، لولا ما متعتنا بعامرٍ، قال: فلما قدمنا خيبر، قال: خرج ملكهم مرحبٌ يخطر بسيفه، ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطلٌ مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب

 

قال: وبرز له عمي عامرٌ، فقال:

قد علمت خيبر أني عامرُ ♦♦♦ شاكي السلاح بطلٌ مغامرُ

 

قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحبٍ في ترس عامرٍ، وذهب عامرٌ يسفل له[23]، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه[24].

 

قال سلمة: فخرجت فإذا نفرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامرٍ؛ قتل نفسه، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامرٍ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال ذلك؟))، قال: قلت: ناسٌ من أصحابك، قال: ((كذب من قال ذلك؛ بل له أجره مرتين))، ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد، فقال: ((لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله))، قال: فأتيت عليًّا، فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبسق في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية، وخرج مرحبٌ، فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطلٌ مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب

 

فقال علي:

أنا الذي سمتني أمي حيدره
كليثِ غاباتٍ كريه المنظره
أوفيهمُ بالصاع كيل السندره

 

قال: فضرب رأس مرحبٍ فقتله، ثم كان الفتح على يديه[25].

 

وهكذا تم فتح حصن ناعمٍ.

 

وكانت غطفان قد سمعت بمنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فجمعوا له، ثم خرجوا ليظاهروا يهودَ عليه، حتى إذا ساروا منقلةً[26] سمعوا خلفهم في أموالهم حسًّا، فظنوا أن القوم قد خالفوا إليهم، فرجعوا على أعقابهم، فأقاموا في أهلهم وأموالهم، وخلوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين خيبر[27].

 

وفتح النبي صلى الله عليه وسلم حصن القموص، حصن بني أبي الحقيق، وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سبايا، منهن صفية بنت حيي بن أخطب - وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق - وبنتي عم لها، فاصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه[28].

 

ثم فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الصعب بن معاذٍ، وما بخيبر حصنٌ كان أكثر طعامًا وودكًا منه[29].

 

ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم ما افتتح، وحاز من الأموال ما حاز، انتهوا إلى حصنيهم الوطيح والسلالم، وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحًا[30].

 

تصالح النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل خيبر:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر، أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين، فأراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوا عملها، ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نقركم بها على ذلك ما شئنا))[31].

 

فكان الصلح مع يهود خيبر مشروطًا بإخراجهم إذا شاء المسلمون ذلك.

 

ولذلك أخرجهم عمر رضي الله عنه في إمارته، وقال: أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا، ومن كان له مالٌ فليلحق به، وإني مخرجٌ يهود، فأخرجهم[32].

 

وكان سبب إخراجهم أنهم اعتدوا على عبدالله بن عمر رضي الله عنه عندما ذهب إلى ماله هناك ليلًا، فقام عمر رضي الله عنه خطيبًا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر على أموالهم، وقال: "نقركم ما أقركم الله"، وإن عبدالله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعدي عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه[33]، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك، أتاه أحد بني أبي الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلةً بعد ليلةٍ))[34]، فقال: كانت هذه هُزَيلةً من أبي القاسم[35]، فقال: كذبتَ يا عدو الله، فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالًا وإبلًا وعروضًا من أقتابٍ وحبالٍ وغير ذلك[36].

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد صالح أهل خيبر على ألا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مَسكًا لحيي بن أخطب، وقد كان قتل قبل خيبر، كان احتمله معه يوم بني النضير حين أجليت النضير، فيه حليهم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعية[37]: ((أين مَسك حيي بن أخطب؟))، قال: أذهبته الحروب والنفقات، فوجدوا المَسك، فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي الحقيق، وسبى نساءهم وذراريهم[38].

 

تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر:

لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أموال خيبر، قسمها النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة آلافٍ وستمائة سهمًا، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النصف من ذلك، وهو ألفٌ وثمانمائة سهمٍ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم سهمٌ كسهم أحد المسلمين، وهو ما غنمه المسلمون من منطقتي الشق والنطاة وما أحيز معهما، وعزل رسول الله صلى الله عليه وسلم النصف الآخر، وهو ألفٌ وثمانمائة سهمٍ لنوائبه وما ينزل من أمور المسلمين، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا القسم ما حازه المسلمون من حصون: الوطيح، والكتيبة، والسلالم وتوابعها[39].

 

فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم للفارس ثلاثة أسهمٍ؛ سهمٌ له، وسهمان لفرسه، وللراجل[40] سهمًا واحدًا[41].

 

وقد أسهم النبي صلى الله عليه وسلم لأهل السفينة من مهاجرة الحبشة الذين حضروا بعد الفتح؛ جعفر بن أبي طالبٍ وأصحابه، ولم يقسم لأحدٍ لم يشهد الغزوة غيرهم[42].

 

وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشمٍ وبني المطلب من سهم ذي القربى، ولم يقسم لبني عبدشمسٍ ولا لبني نوفلٍ من ذلك السهم[43].

 

فعن جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه قال: فلما كان يوم خيبر، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القربى في بني هاشمٍ وبني المطلب، وترك بني نوفلٍ وبني عبدشمسٍ، فانطلقت أنا وعثمان بن عفان حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشمٍ لا ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم، فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتنا وقرابتنا واحدةٌ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهليةٍ ولا إسلامٍ، وإنما نحن وهم شيءٌ واحدٌ))، وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم[44].

 

قال ابن كثيرٍ رحمه الله:

"وأما سهم ذوي القربى، فإنه يصرف إلى بني هاشمٍ وبني المطلب؛ لأن بني المطلب وازروا بني هاشمٍ في الجاهلية وفي أول الإسلام، ودخلوا معهم في الشِّعب غضبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحمايةً له؛ مسلمهم طاعةً لله ولرسوله، وكافرهم حميةً للعشيرة، وأنفةً وطاعةً لأبي طالبٍ عم رسول الله، وأما بنو عبدشمسٍ وبنو نوفلٍ - وإن كانوا أبناء عمهم - فلم يوافقوهم على ذلك، بل حاربوهم ونابذوهم، ومالؤوا بطون قريشٍ على حرب الرسول"؛ اهـ[45].

 

وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عبدًا يقال له: عمير، من الغنيمة، ولم يسهم له[46].

 

يقول عميرٌ مولى آبي اللحم[47]: شهدت خيبر مع سادتي، فكلموا فيَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم[48]، فأمر بي، فقلدت سيفًا، فإذا أنا أجره[49]، فأخبر أني مملوكٌ، فأمر لي بشيءٍ من خرثي[50] المتاع[51].

 

ويروي أبو هريرة قصةً حدثت له مع أبان بن سعيد بن العاص، فيقول رضي الله عنه: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سريةٍ من المدينة قِبَل نجدٍ، فقدم أبان بن سعيدٍ وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد أن فتحها، وإن حزم[52] خيلهم ليفٌ، فقال أبان: اقسم لنا يا رسول الله، فقال أبو هريرة: فقلت: لا تَقسم لهم يا رسول الله، فقال أبان: أنت بها يا وبر تحدر علينا من رأس ضال![53]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجلس يا أبان))، ولم يقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم[54].

 

وكانت ثمار خيبر كثيرة جدًّا، حتى إن عبدالله بن رواحة رضي الله عنه قدرها بأربعين ألف وسقٍ.

 

فقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم صالح أهل خيبر على نصف ما يخرج من ثمارها، فلما كان حين يصرم النخل[55]، بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن رواحة، فحزر عليهم النخل[56]، فقال: في ذه كذا وكذا، فقالوا: أكثرت علينا يا ابن رواحة، فقال ابن رواحة: فأنا ألي حزر النخل وأعطيكم نصف الذي قلت[57]، قالوا: هذا الحق، وبه تقوم السماء والأرض، قد رضينا أن نأخذَه بالذي قلت[58].

 

فلما قال لهم ابن رواحة ذلك، أخذوا الثمر وعليهم عشرون ألف وسقٍ[59].

 

ولكثرة ثمار خيبر، وما أخذه المسلمون منها، كان في ذلك توسعةٌ على المسلمين، وإغناءٌ لهم، حتى إن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يقول: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر[60].

 

وقالت عائشة رضي الله عنها: لما فتحت خيبر، قلنا: الآن نشبع من التمر[61].

 

ولما وسع الله على المهاجرين وأخذوا من غنائم خيبر، رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم إياها حين هاجروا من مكة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رد عذاقًا[62] على أم سليمٍ كانت قد أعطتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها لأم أيمن، فرد على أم سليمٍ عذاقها، وأعطى أم أيمن مكانهن من حائطه[63].

 

النبي صلى الله عليه وسلم يؤمِّر سواد بن غزية على خيبر:

عن أبي سعيدٍ الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أخا بني عدي من الأنصار إلى خيبر فأمَّره عليها[64].

 

وعنهما أيضًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلًا على خيبر، فجاءه بتمرٍ جنيبٍ[65]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل تمر خيبر هكذا؟))، فقال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، فقال: ((لا تفعل، بِعِ الجمع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبًا))[66].

 

وهذا الرجل - الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر - هو سواد بن غزية[67].

 

حدث في خيبر:

• عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، أو قال: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشرف الناس على وادٍ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ارْبَعُوا على أنفسكم؛ إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم))، وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال لي: ((يا عبدالله بن قيسٍ))، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((ألا أدلك على كلمةٍ من كنزٍ من كنوز الجنة؟))، قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))[68].

 

• وفي غزوة خيبر أصيب سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في ساقه، فنفث فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث نفثاتٍ، يقول سلمة: فما اشتكيتها حتى الساعة[69].

 

• وفي خيبر نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الثُّوم[70].

 

• وعن سويد بن النعمان: أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء - وهي أدنى خيبر - فصلى العصر، ثم دعا بالأزواد[71]، فلم يؤتَ إلا بالسويق، فأمر به فثري[72]، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ[73].

 

• وعن عبدالله بن مغفلٍ رضي الله عنه قال: رمي إلينا جرابٌ فيه طعامٌ وشحمٌ[74] يوم خيبر، فوثبت لآخذه، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستحييت منه.

 

وفي روايةٍ: فقلت: لا أعطي اليوم أحدًا من هذا شيئًا، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسمًا[75].



[1] "نهاية المطلب في دراية المذهب" في الفقه الشافعي، لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني.

[2] "الفصول في سيرة الرسول" 227.

[3] سبق تخريجه.

[4] قال الدكتور/ العمري: هذا بالنسبة للطريق المسفلت، وهو يختلف عن الطريق التي سلكها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خيبر؛ اه. "السيرة النبوية الصحيحة" هامش 1/ 318.

[5] "السيرة النبوية الصحيحة" 1/ 318.

[6] روى هذا الحديث أبو داود 3015، وحسنه الشيخ الألباني، ولكن ضعفه في موضع آخر برقم 2736، قال أبو داود: وأرى الوهم في حديث مجمع أنه قال: ثلاثمائة فارس، وكانوا مائتي فارس.

[7] متفق عليه: أخرجه البخاري 4196، ومسلم 1802.

[8] أخرجه أحمد 8552، والطيالسي 2713، وابن حبان 7156، والبيهقي في "الكبرى" 4020، والحاكم في "المستدرك" 4337، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في "الصحيحة" 2965.

[9] انظر: "مختصر تفسير ابن كثير" 3/ 296. الشيخ/ أحمد شاكر.

[10] إسناده حسن: أخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 196، 197، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق "زاد المعاد": رجاله ثقات.

[11] متفق عليه: أخرجه البخاري 4197، ومسلم 1365، واللفظ للبخاري.

[12] الغلس: اختلاط ظلمة الليل بضوء النهار.

[13] المكاتل: جمع مِكْتَل - بكسر الميم - وهو القفة.

[14] المرور: جمع مَر - بفتح الميم - وهي المساحي.

[15] الخميس: هو الجيش، وسمي خميسًا؛ لأنه خمسة أقسام: ميمنة وميسرة، ومقدمة ومؤخرة، وقلب.

[16] متفق عليه: انظر التخريج السابق.

[17] "الرحيق المختوم" 318، 319، وقد ذكر هذه الحصون ابن إسحاق، والواقدي؛ انظر: "سيرة ابن هشام"، "الطبقات الكبرى" غزوة خيبر.

[18] "تهذيب سيرة ابن هشام" 184.

[19] الرَّمَد: مرض العين.

[20] أخرجه أحمد 22889، والحاكم 3/ 37، الهيثمي في "الزوائد" 6/ 150، صححه الحاكم، ووافقه الذهبي والهيثمي، وذكر الواقدي في "مغازيه" 2/ 657 أن حصن ناعم فتح بعد عشرة أيام، ولكن هذه الرواية تبين أنه فتح بعد ثلاثة أيام فقط.

[21] متفق عليه: أخرجه البخاري 4209، ومسلم 1807، واللفظ للبخاري.

[22] متفق عليه: أخرجه البخاري 4210، ومسلم 2406.

وحُمْرُ النَّعَم: هي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء.

[23] يسفل له: أي يضربه من أسفل.

[24] أي: قتل.

[25] أخرجه مسلم 1807.

[26] منقلة: أي مرحلة.

[27] "تهذيب سيرة ابن هشام" 184.

[28] "سيرة ابن هشام" 3/ 195.

[29] "سيرة ابن هشام" 3/ 196، والودَك: اللحم السمين.

[30] السابق.

[31] متفق عليه: أخرجه البخاري 3152، ومسلم 1551.

[32] أخرجه أبو داود 3007، وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود": حسن صحيح.

[33] الفدع: هو زوال المفصل، وأخرج البخاري حديثًا معلقًا: أنهم ألقوه من فوق بيت ففدعوا يديه.

[34] القَلوص - بفتح القاف -: الناقة الصابرة على السير، وقيل: الشابة، وفي ذلك إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى إخراجهم من خيبر، وكان ذلك من إخباره بالغيبيات قبل وقوعها.

[35] هُزَيلة: تصغير هزل، وهو ضد الجد.

[36] أخرجه البخاري 2730.

[37] عم حيي بن أخطب.

[38] حسن: أخرجه أبو داود 3006، وحسنه الألباني.

[39] ورد هذا التقسيم في عدة أحاديث صحيحة، صححها العلامة محمد ناصر الدين الألباني، أخرجها أبو داود في سننه؛ انظر: "سنن أبي داود"، كتاب: الخراج والإمارة والفيء، باب: ما جاء في حكم أرض خيبر.

وقد قيل: إن خيبر فتح نصفها عَنوةً، ونصفها صلحًا، وقيل: فتحت كلها عنوةً؛ وقد رجح ابن القيم كونها فتحت عَنوةً؛ حيث قال رحمه الله تعالى: "فالصواب الذي لا شك فيه أنها فتحت عَنوةً، والإمام مخيرٌ في أرض العنوة بين قسمها ووقفها، أو قسم بعضها ووقف البعض، وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنواع الثلاثة؛ فقسم قريظة والنضير، ولم يقسم مكة، وقسم شطر خيبر، وترك شطرها، وقد تقدم تقرير كون مكة فتحت عَنوةً بما لا مدفع له"؛ اهـ.

قلت: والأدلة ترجح كلام ابن القيم رحمه الله تعالى؛ وذلك لما في "الصحيحين" عن أنسٍ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فأصبناها عَنوةً.

وقد وردت روايات تفيد بأن بعضها فتح عَنوة، وبعضها فتح صلحًا، وهي ضعيفة؛ ضعفها الشيخ الألباني.

[40] الراجل: الذي يقاتل على رِجله بلا فرس.

[41] متفق عليه: أخرجه البخاري 4228، ومسلم 1762.

[42] متفق عليه: وسيأتي تخريجه، وذكر ابن إسحاق أنه أسهم لجابر بن عبدالله ولم يشهد الغزوة، وليس له إسناد.

[43] تقسم غنيمة المسلمين إلى خمسة أخماس: أربعة منها توزع على المقاتلين، وخُمس لله ورسوله، ويقسم خمسة أسهم، توزع على مَن ذكرهم الله في هذه الآية: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41].

[44] أخرجه البخاري 3140، وأبو داود 2980، واللفظ له.

[45] "تفسير ابن كثير" 4/ 63.

[46] لم يسهم له: أي لم يعطه سهمًا معلومًا كبقية الجيش، وإنما أعطاه شيئًا من الغنيمة ترضيةً له، وهذا هو حكم العبد المملوك في الشريعة الإسلامية؛ أنه إذا قاتل مع المسلمين لا يسهم له كبقية الجنود، وإنما يعطى من الغنيمة ما يراه الأمير.

[47] قال وكيع: كان لا يأكل اللحم؛ اهـ فلذلك سمي: آبي اللحم.

[48] أي: في شأني وحقي بما هو مدح لي؛ "عون المعبود" 5/ 170.

[49] فإذا أنا أجره؛ أي: أسحب السيف على الأرض من صغر سني؛ "عون المعبود" 5/ 170.

[50] خرثي المتاع؛ أي: أثاث البيت؛ كالقِدْر وغيره؛ "عون المعبود" 5/ 170.

[51] أخرجه أبو داود 2730، والترمذي 1557، وأحمد 27914، وصححه الألباني "صحيح سنن أبي داود" 2440.

[52] حزم: جمع حزام، وهو ما يشد به الوسط.

[53] فقال أبان: أنت بها؛ أي: أنت تقول بهذا، يا وبر؛ عن أبي حاتم: أن العرب تسمي كل دابة من حشرات الجبال وبرًا، وقيل: هي دابة صغيرة كالهرة وحشية، تحدر علينا: أي تهجم علينا بغتة، من رأس ضال: قال ابن دقيق العيد: الضال هو السدر البري؛ اهـ والمعنى: تنزل علينا من رأس شجر السدر.

[54] أخرجه البخاري 4238، وأبو داود 2723، واللفظ له.

[55] يصرم النخل: أي يقطع.

[56] الحزر: التقدير.

[57] المعنى: أنهم لما قالوا له: أكثرت علينا، واتهموه بالظلم، وأن الثمار أقل من ذلك، فلو أعطوه عشرين ألف وسق، وهو نصف ما قدره ابن رواحة، سيتبقى لهم أقل من ذلك، فقال لهم ابن رواحة: إذن أعطيكم أنا عشرين ألف وسق وآخذ ما تبقى.

[58] أخرجه أبو داود 3410، وابن ماجه 1820، وصححه الألباني.

[59] أخرجه أبو داود 3415، وصححه الألباني.

[60] أخرجه البخاري 4243.

[61] أخرجه البخاري 4242.

[62] العذاق: جمع عذق، وهو عرجون النخل.

[63] متفق عليه: أخرجه البخاري 2630، ومسلم 1771.

[64] أخرجه البخاري 4246، 4247.

[65] قال ابن حجر: بتمر جنيب: قال مالك: هو الكبيس، وقال الطحاوي: هو الطيب، وقيل: هو الصلب، وقيل: الذي أخرج منه حشفه ورديئه، وقال غيرهم: هو الذي لا يخلط بغيره؛ اهـ "فتح الباري" 4/ 467.

[66] أخرجه البخاري 4244، 4245.

[67] "فتح الباري" من رواية أبي عوانة والدارقطني.

[68] متفق عليه: أخرجه البخاري 4205، ومسلم 2704.

[69] أخرجه البخاري 4206.

[70] متفق عليه: أخرجه البخاري 4215، ومسلم 561.

[71] الأزواد: جمع زاد، وهو الطعام.

[72] ثري: أي بل بالماء؛ لِما لحقه من يبس.

[73] أخرجه البخاري 209.

[74] الشحم: الدهن.

[75] متفق عليه: أخرجه البخاري 4214، ومسلم 1772.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (17)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (18)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (19)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (20)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (22)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (23)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (24)

مختارات من الشبكة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (36)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (35)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (34)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (33)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (31)(مقالة - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (30)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (29)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب