أربعون حديثا بإسناد واحد عن مالك عن نافع عن ابن عمر للعلامة السيوطي

أربعون حديثًا بإسناد واحد

عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما

تخريج العلامة جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ) رحمه الله

(تنشر لأول مرة عن نسخة نادرة ولله الحمد) [1]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله إنابةً إليه وتضرعًا، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه معًا، وبعدُ:

فقد لهج المحدثون بتخريج الأربعين المتباينات، وقد خرجت تبعًا لهم أربعين كذلك، ثم بدا لي أن أخرج أربعين بإسناد واحد تكون كضد تلك الطريقة، وها هي هذه، والمسؤول من الله حسن المجاز إلى الحقيقة.

الحديث الأول:

قرأت على أبي الفضل محمد بن عمر بن عمر الوفائي أخبرك أبو العباس أحمد بن حسن السويداوي أخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن خالد الفارقي سماعًا أخبرنا أبو حامد محمد بن علي بن محمود الصابوني الحافظ أخبرنا أبو القاسم عبدالقاسم بن محمد الحرستاني سماعًا والمؤيد الطوسي إجازة قالا: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن سهل بن همر السيدي قال الأول: إجازة والثاني: سماعًا أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالصمد الهاشمي حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري حدثنا مالك عن نافع عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي تفُوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)).

الحديث الثاني:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس، ولا عند غروبها)).

الحديث الثالث:

وبه أن عبدالله بن عمر كان يقول: "الرجال والنساء كانوا يتوضؤون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد جميعًا".

الحديث الرابع:

وبه أن عبدالله بن عمر أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح فقال: ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة مطر يقول: ألا صلوا في الرحال.

الحديث الخامس:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((إنما مثَل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المُعقَّلةِ، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت)).

الحديث السادس:

وبه أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة توتر له ما قد صلى)).

الحديث السابع:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفَذِّ بسبع وعشرين درجة)).

الحديث الثامن:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل)).

الحديث التاسع:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقًا في القِبلة فحكه، ثم أقبل على الناس فقال: ((إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه؛ فإن الله قِبَلَه إذا صلى)).

الحديث العاشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته.

الحديث الحادي عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر في رمضان على الناس صاعًا من تمر، أو صاعًا من شَعير، على كل حرٍّ وعبد، ذَكَرٍ وأنثى من المسلمين.

الحديث الثاني عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تُفطروا حتى تروه؛ فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)).

الحديث الثالث عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟! فقال: ((إني لست كهيئتكم؛ إني أُطعَم وأُسقَى)).

الحديث الرابع عشر:

وبه أن رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان، فمن كان متحريها فليتحرَّها في السبع الأواخر.

الحديث الخامس عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)).

الحديث السادس عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء إلى ثنية الوداع، وكان أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق)).

الحديث السابع عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة، فأنكر ذلك، ونهى عن قتل النساء والصِّبيان.

الحديث الثامن عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قِبَل نجد، فغنموا إبلًا كثيرًا، وكانت سهمانهم اثني عشر بعيرًا، أو إحدى عشر بعيرًا، ونُفِّلوا بعيرًا بعيرًا.

الحديث التاسع عشر:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم إذا مات، عُرض عليه مقعده من الغداة والعَشِيِّ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة)).

الحديث العشرون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُسافَرَ بالقرآن إلى أرض العدو.

الحديث الحادي والعشرون:

وبه أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يلبَسُ المُحرِم من الثياب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تلبَسِ القميص ولا العمائم، ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف، إلا أحد لا يجد نعلين، فليلبَسِ الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبَسوا من الثياب شيئًا مسَّه زعفران أو وَرْسٌ)).

الحديث الثاني والعشرون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يُهِل أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل الشام من الجُحفة، وأهل نجد مِن قَرْن)).

قال عبدالله: وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ويُهِل أهل اليمن من يَلَمْلَم)).

الحديث الثالث والعشرون:

وبه أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

الحديث الرابع والعشرون:

وبه أن عبدالله بن عمر خرج إلى مكة في الفتنة يريد الحج، فقال:

إن صُدِدْتُ عن البيت، صنعنا كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهَلَّ بعمرة من أجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهَلَّ بعمرة عام الحديبية.

الحديث الخامس والعشرون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خمسٌ من الدواب ليس على المُحرِم في قتلهن جُناح: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العَقُور)).

الحديث السادس والعشرون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة الحجبي وبلال بن رباح، فأغلقها عليه ومكث فيها، فقال عبدالله بن عمر: فسألت بلالًا حين خرج: ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جعل عمودًا على يساره، وعمودًا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى.

الحديث السابع والعشرون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم ارحم المحلِّقين))، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله! قال: ((اللهم ارحم المحلِّقين))، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله! قال: ((والمقصِّرين)).

الحديث الثامن والعشرون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء الذي بذي الحليفة وصلى بها.

الحديث التاسع والعشرون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من حج أو عمرة أو غزوة يكبر على كل شَرَفٍ من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).

الحديث الثلاثون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يخطُبْ أحدكم على خِطبة أخيه)).

الحديث الحادي والثلاثون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشِّغارِ، والشِّغارُ أن يزوِّجَ الرجلُ ابنتَه على أن يزوجه الآخرُ ابنتَه وليس بينهما صداقٌ.

الحديث الثاني والثلاثون:

وبه أن رجلًا لاعَنَ امرأتَه في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتفى من ولدها، ففرَّق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وألحق الولدَ بالمرأة.

الحديث الثالث والثلاثون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن ابتاع طعامًا، فلا يَبِعْه حتى يستوفيه)).

الحديث الرابع والثلاثون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدوَ صلاحها؛ نهى البائعَ والمشتريَ.

الحديث الخامس والثلاثون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ثلاثة، فلا يتناجى اثنانِ دون واحد)).

الحديث السادس والثلاثون:

وبه أن رجلًا نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما ترى في ضبٍّ؟ فقال: ((لستُ بآكِلِه ولا محرِّمِه)).

الحديث السابع والثلاثون:

وبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن اقتنى كلبًا إلا كلبَ ماشية أو دارٍ، نقَص مِن عمله كلَّ يوم قيراطان)).

الحديث الثامن والثلاثون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَر بقتل الكلاب.

الحديث التاسع والثلاثون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يَبِعْ بعضُكم على بيعِ بعض)).

الحديث الأربعون:

وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المتبايِعان كلُّ واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرَّقا، إلا بيعَ الخيار)).

تمت الأربعون حديثًا بإسناد واحد عن نافع عن ابن عمر، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.