• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الزركشي لآيات من سورة السجدة

تفسير الزركشي لآيات من سورة السجدة
د. جمال بن فرحان الريمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/9/2015 ميلادي - 21/11/1436 هجري

الزيارات: 9104

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير الزركشي لآيات من سورة السجدة


﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [السجدة: 3] قوله تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ﴾ [السجدة: 3]، تقديره" بل أيقولون؟ كذا جعلها سيبويه منقطعة؛ لأنها بعد الخبر[1]ثم وجه اعتراضا: كيف يستفهم الله عن قولهم هذا؟ وأجيب بأنه جاء في كلام العرب؛ يريد أن في كلامهم يكون المستفهم محققًا للشيء لكن يورده بالنظر إلى المخاطب، كقوله: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [2] وقد علم الله أنه لا يتذكر ولا يخشى؛ لكنه أراد "لعله يفعل ذلك في رجائكما"[3].


﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7].

قال رحمه الله: جعل سيبويه[4] من المصدر المؤكِّد لنفسه قوله تعالى: ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7]؛ لأنه إذا أحسن كل شيء فقد خلقه خلقًا حسنًا، فيكون ﴿ خَلَقَهُ ﴾ [السجدة: 7] على معنى: خلقه خلقًا، والضمير هو "الله تعالى"، ويجوز أن يكون بدل اشتمال؛ أي: أحسن خلق كل شيء.


قال الصفار: والذي قاله سيبويه أولى لأمرين: أن في هذا إضافة المصدر إلى المفعول وإضافته إلى الفاعل أكثر، وأن المعنى الذي صار إليه أبلغ في الامتنان، وذلك أنه إذا قال: ﴿ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [السجدة: 7] فهو أبلغ من قولك: "أحسن خلق كل شيء"؛ لأنه قد يحسن الخلق وهو المحاولة، ولا يكون الشيء في نفسه حسنًا، وإذا قال: أحسن كل شيء، اقتضى أن كلَّ شيء خَلَقه حَسَن، بمعنى أنه وضع كل شيء موضعه، فهو أبلغ في الامتنان[5].


﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 12].

قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [السجدة: 12]، فقيل: إنه من باب خطاب الخاص والمراد به العموم، ومنعه قوم وقال: الخطاب للنبي ع و"لو" للتمني لرسول الله ع، كالترجي في ﴿ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [6]؛ لأنه تجرع من عداوتهم الغصص، فجعله الله كأنه تمنى أن يراهم على تلك الحالة الفظيعة، من نكس الرؤوس صمًّا عميًا ليشمت بهم.


ويجوز أن تكون: "لو" امتناعية وجوابها محذوف؛ أي لرأيت أسوأ حال يرى[7].


وقوله: ﴿ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا ﴾ [السجدة: 12] أي: يقولون ربنا[8].


﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [السجدة: 13].

قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾ [السجدة: 13]، التقدير: لو شاء الله أن يفعل ذلك لفعل[9].

قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾ [السجدة: 13] فإن التقدير كما قاله عبد القاهر الجرجاني: ولو شئنا أن نؤتي كلَّ نفس هداها لآتيناها[10].


﴿ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 14].

وقوله: ﴿ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾ [السجدة: 14] أي: فذوقوا العذاب[11].


﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]

قال رحمه الله: حين ذكر ما أعد الله تعالى لأوليائه في الجنة فقال: « مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ بَلْهَ مَا أَطْلَعَكُمْ الله عليه، ثم قال: "اقرءوا إن شئتم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17]![12].


﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة: 20].

قوله تعالى: ﴿ عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة: 20] بلفظ ﴿ الَّذِي ﴾ [السجدة: 20] على وصف العذاب، وفي سبأ ﴿ عَذَابَ النَّارِ الَّتِي ﴾ [سبأ: 42] [13] بلفظ "التي" على وصف النار، وفيه أربعة أوجه:

أحدها: أنه وصف العذاب في السجدة لوقوع "النار" موقع الضمير الذي لا يوصف، وإنما وقعت موقع الضمير لتقدم إضمارها مع قوله: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا ﴾ [السجدة: 20] [14] فحق الكلام: "وقيل لهم ذوقوا عذابها"، فلما وضعها موضع المضمر الذي لا يقبل الوصف عدل إلى وصف العذاب، وأما في سبأ فوصَفَها لعدم المانع من وصفها.


الثاني: أن الذي في السجدة وصف النار أيضًا، وذُكِّر حملاً على معنى الجحيم والحريق.


الثالث: أن الذي في السجدة في حق من يقر بالنار ويجحد العذاب، وفي سبأ في حق من يجحد أصل النار.


الرابع: أنه إنما وصف العذابَ في السجدة لأنه لما تقدم ذكر النار مضمرًا ومظهرًا عَدَل إلى وصف العذاب، ليكون تلوينًا للخطاب، فيكون أنشطَ للسامع بمنزلة العدول من الغيبة إلى الخطاب[15].


﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22].

قاعدة في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [16]، ونحوها قد يكون نحو هذا اللفظ في القرآن كقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [17] ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ ﴾ [18] ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ﴾ [19] ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ ﴾ [20] إلى غير ذلك..


والمفسرون[21] على أن هذا الاستفهام معناه النفي فحينئذ فهو خبر، وإذا كان خبر فتوهّم بعض الناس أنه إذا أخذت هذه الآيات على ظواهرها أدى إلى التناقض، لأنه يقال: لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله، ولا أحد أظلم ممن افترى عل الله كذبًا، ولا أحد أظلم ممن ذكر بآيات الله فأعرض عنها.


واختلف المفسرون في الجواب عن هذا السؤال على طرق:

أحدها: تخصيص كل واحد في هذه المواضع بمعنى صلته، فكأنه قال: لا أحد من المانعين أظلم ممن منع مساجد الله، ولا أحد من المفترين أظلم ممن افترى على كذبا، وكذلك باقيها، وإذا تخصص بالصِّلات زال عنه التناقض.


الثاني: أن التخصيص بالنسبة إلى السبق لما لم يَسْبِقْ أحدٌ إلى مثله، حُكْمٌ عليهم بأنهم أظلم ممن جاء بعدهم سالكًا طريقتهم، وهذا يؤول معناه إلى السبق في المانعية والافترائية[22].


الثالث: - وادعى الشيخ أبو حيان[23] الصواب - ونفى الأظلمية لا يستدعي نفي الظالمية؛ لأن نفيَ المقيَّد لا يدلُّ على نفي المطلق، فلو قلت: ما في الدار رجل ظريف، لم يدل ذلك على نفي مطلق رجل، وإذا لم يدل على نفي الظالمية لم يلزم التناقض لأن فيها إثبات التسوية في الأظلمية، وإذا ثبتت التسوية في الأظلمية لم يكن أحد ممن وصف بذلك يزيد على الآخر، لأنهم يتساوون في الأظلمية، وصار المعنى: لا أحد أظلمُ ممن افترى وممن كذب ونحوها، ولا إشكال في تساوي هؤلاء في الأظلمية، ولا يدل على أن أحد هؤلاء أظلم من الآخر، كما أنك إذا قلت: لا أحد أفقه من زيد وعمر وخالد، لا يدل على أن أحدهم أفقه من الآخر، بل نفي أن يكون أحدهم أفقه منهم.


لا يقال: إن مَن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ولم يفتر على الله كذبًا أقلُّ ظلمًا ممن جمع بينهما، فلا يكون مساويا في الأظلمية! لأنا نقول: هذه الآيات كلها إنما هي في الكفار، فهم متساوون في الأظلمية، وإن اختلفت طرق الأظلمية، فهي كلها صائرة إلى الكفر، وهو شيء واحد، لا يمكن فيه الزيادة بالنسبة لإفراد من اتصف به، وإنما تكمن الزيادة في الظلم بالنسبة لهم، وللعصاة المؤمنين، بجامع ما اشتركوا فيه من المخالفة، فتقول: الكافر أظلمُ من المؤمن، ونقول: لا أحد أظلم من الكافر؛ ومعناه أن ظلم الكافر يزيد على ظلم غيره. انتهى.


وقال بعضُ مشايخنا: لم يَدَّعِ القائل نفي الظالمية، فيقيمَ الشيخُ الدليلَ على ثبوتها، وإنما دعواه أن "ومن أظلم ممن منع مثلاً"، والغرضُ أن الأظلمية ثابتة لغير ما اتصف بهذا الوصف، وإذا كان كذلك حصل التعارض، ولا بد من الجمع بينهما، وطريقه التخصيص، فيتعين القول به.


وقول الشيخ: إن المعنى "لا أحد أظلم ممن منع وممن ذكر" صحيح، ولكن لم يستفد ذلك إلا من جهة التخصيص؛ لأن الأفراد المنفي عنها الأظلمية في آية، وأثبتت لبعضها الأظلمية - أيضًا - في آية أخرى، وهكذا بالنسبة إلى بقية الآيات الوارد فيها ذلك.


وكلام الشيخ يقتضي أن ذلك استفيد لا بطريق التخصيص، بل بطريق أن الآيات المتضمنة لهذا الحكم في آية واحدة، وإذا تقرر ذلك، علمت أن كل آية خُصّت بأخرى، ولا حاجة إلى القول بالتخصيص بالصِّلات ولا بالسبق.


الرابع: طريقة بعض المتأخرين، فقال: متى قدّرنا: "لا أحد أظلم"، لزِم أحد الأمرين: إما استواءُ الكلِّ في الظلم، وأن المقصود نفي الأظلمية من غير المذكور، لا إثبات الأظلمية له، وهو خلاف المتبادر إلى الذهن، وإما أن كل واحد أظلم في ذلك النوع، وكلا الأمرين إنما لزِم من جعل مدلولها إثبات الأظلمية للمذكور حقيقة، أو نفيها من غيره.


وهنا معنى ثالث، وهو أمْكنُ في المعنى وسالم عن الاعتراض، وهو الوقوف مع مدلول اللفظ من الاستفهام، والمقصود به أن هذا الأمر عظيم فظيع، قصدنا بالاستفهام عنه تخييل أنه لا شيء فوقه، لامتلاء قلب المستفهم عنه بِعظمته امتلاءً يمنعه من ترجيح غيره، فكأنه مضطر إلى أن يقول: لا أحد أظلم؛ وتكون دلالته على ذلك استعارة لا حقيقة، فلا يردُ كون غيره أظلم منه إن فرض، وكثيرًا ما يستعمل هذا في الكلام إذا قصد به التهويل، فيقال: أي شيء أعظم من هذا إذا قصد إفراط عظمته؟ ولو قيل للمتكلم بذلك: أنت قلت: إنه أعظم الأشياء، لأبى ذلك، فليفهم هذا المعنى، فإن الكلام ينتظم معه والمعنى عليه[24].

 

﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ﴾ [السجدة: 26، 27].

قوله تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ﴾ [السجدة: 26، 27].

[25]، فانظر إلى قوله في صدر الآية التي الموعظة فيها سمعية: ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ﴾ [السجدة: 26] ولم يقل: "أولم يروا"، وقال بعد ذكر الموعظة: ﴿ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ﴾ [السجدة: 26]؛ لأنه تقدم ذكر الكتاب وهو مسموع أو أخبار القرون وهو كما يُسْمَع، وكيف قال في صدر الآية التي موعظتها مرئية: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا ﴾ [السجدة: 27] [26]، وقال بعدها: ﴿ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ﴾ [السجدة: 27] [27]؛ لأن سوق الماء إلى الأرض الجرز مرئي[28].


﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [السجدة: 28]

قوله تعالى: ﴿ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [السجدة: 28] يعني: متى هذا القضاء[29].

 


[1] الكتاب لسيبويه 3/ 172 - 173.

[2] سورة طه: 44.

[3] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - أم 4/ 116.

[4] الكتاب لسيبويه 1/ 381.

[5] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ما يلتحق بالتأكيد الصناعي 2/ 247.

[6] سورة الأنبياء: 31.

[7] البرهان: وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن - خطاب الخاص والمراد به العموم 2/ 138.

[8] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف القول 3/ 127.

[9] المصدر السابق: حذف المفعول 3/ 109.

[10] المصدر السابق: 3/ 110.

[11] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف المفعول 3/ 107.

[12] رواه البخاري من حديث أبي هريرة، كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة، ص/ 801 رقم الحديث (3244)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، ص/ 1298 رقم الحديث (2824)، معاضدة السنة للقرآن 2/ 86.

[13] سورة سبأ: 42.

[14] سورة السجدة: 20.

[15] البرهان: معرفة موهم المختلف - الأسباب الموهمة الاختلاف 2/ 41 - 42.

[16] سورة الأنعام: 144.

[17] سورة الأنعام: 93.

[18] سورة الزمر: 32.

[19] سورة السجدة: 22.

[20] سورة البقرة: 114.

[21] انظر: تفسير البحر المحيط لأبي حيان 1/ 375، مع تصرف في العبارة.

[22] قال أبو حيان بعد أن أورد هذين الوجهين: وهذا كله بعد عن مدلول الكلام ووضعه العربي، وعجمة في اللسان يتبعها استعجام المعنى.

[23] هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الإمام أثير الدين أبو حيان الأندلسي الغرناطي النفزي، نسبة إلى قبيلة من البربر، نحوي عصره ولغويه، ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه، ولد في آخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة، وأخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع والعربية عن أبي الحسن الأبذي وأبي جعفر بن الزبير وابن أبي الأحوص وجماعة، وتقدم في النحو، وأقرأ في حياة شيوخه بالمغرب، وسمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخًا؛ وأكب على طلب الحديث وأتقنه وبرع فيه، وفي التفسير، والعربية، والقراءات، والأدب، والتاريخ؛ واشتهر اسمه، وطار صيته، وأخذ عنه أكابر عصره، وتقدموا في حياته كالشيخ تقي الدين السبكي، وولديه، والجمال الإسنوي، وابن قاسم، وابن عقيل، والسمين وناظر الجيش، والسفاقسي، وابن مكتوم، وخلائق، وله من التصانيف: "البحر المحيط في التفسير"، "إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب"، "التذييل والتكميل في شرح التسهيل" وغير ذلك كثير، مات في ثامن عشرين صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة. (بغية الوعاة 1/ 280 رقم الترجمة (516).

[24] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة في قوله تعالى:: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [الأنعام: 144] 4/ 49 - 50.

[25] سورة السجدة:26 - 27.

[26] سورة السجدة: 27.

[27] سورة السجدة:27.

[28] البرهان: معرفة الفواصل ورؤوس الآي - ائتلاف الفواصل مع ما يدل عليه الكلام 1/ 70.

[29] المصدر السابق: معرفة غريبه 1/ 205.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الشعراء
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة القصص
  • آيات من سورة العنكبوت بتفسير الزركشي
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الروم
  • آيات من سورة لقمان مع تفسير الزركشي
  • تفسير آيات من سورة فاطر للإمام الزركشي
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة ص
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الزمر
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة فصلت
  • مقاصد سورة السجدة

مختارات من الشبكة

  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الزلزلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة العلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سور الضحى والشرح والتين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سور البلد والشمس والليل(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب