تفسير سورة مريم للناشئين (الآيات 39 - 76)

تفسير سورة مريم للناشئين

( الآيات 39 - 76)

معاني مفردات الآيات الكريمة من (39) إلى (51) من سورة "الكهف":

﴿ أنذرهم ﴾: خوَّفهم.

﴿ الحسرة ﴾: الندامة الشديدة على ما فات.

﴿ صدِّيقًا ﴾: مستقيمًا في أحواله، كثير التصديق بغيوب الله وآياته وكتبه ورسله.

﴿ لا يغني عنك شيئًا ﴾: لا ينفعك، ولا يدفع عنك ضررًا.

﴿ صراطًا سويًّا ﴾: طريقًا مستقيمًا فيه النجاة من المهالك.

﴿ لا تعبد الشيطان ﴾: لا تطعه في عبادتك هذه الأصنام.

﴿ عصيًّا ﴾: مستكبرًا عن طاعة ربه، كثير العصيان لأوامره.

﴿ وليًّا ﴾: قرينًا تليه ويليك في النار.

﴿ أراغب أنت عن آلهتي ﴾: أترغب عن عبادتهما ولا ترضاها؟!.

﴿ لأرجمنَّك ﴾: لأقتلنَّك رجمًا بالحجارة.

﴿ اهجرني مليًّا ﴾: اجتنبني وفارقني زمنًا طويلاً.

﴿ سلام عليك ﴾: لا ينالك منِّي مكروه ولا يصيبك منِّي أذى.

﴿ سأستغفر لك ربِّي ﴾: سأسأل الله أن يهديك ويغفر ذنبك. ﴿ حفيًّا ﴾: لطيفًا، برًّا.

﴿ وأدعو ربِّي ﴾: وأعبد ربي وحده لا شريك له.

﴿ ووهبنا لهم من رحمتنا ﴾: وأعطى الله الجميع (إبراهيم وإسحاق ويعقوب) كل الخير الدِّيني والدنيوي من المال والولد والعلم والعمل، وجعل من نسلهم أنبياء بني إسرائيل.

﴿ لسان صدق عليَّا ﴾: الثناء الحسن، والذكر الجميل في جميع الملل والأديان.

﴿ مخلصًا ﴾: أخلصه الله واصطفاه.

1- يطلب الله سبحانه وتعالى من رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخوِّف الجاحدين يوم الحسرة والندامة حيث لا تنفع الحسرة ولا الندامة.

2- ثم تتناول قصة إبراهيم عليه السلام ودعوته التي انحرف أهل مكة عنها بعبادتهم الأصنام والأوثان، وكيف دعا أباه (الذي نرجح أنه عمَّه، وقد كان العرب يطلقون الأب على الوالد والعمِّ أيضًا) إلى الطريق المستقيم الموصل إلى الخير في الدنيا والآخرة، وحذَّره من طاعة الشيطان، ورفض الأب النصيحة، بل هدد "إبراهيم" إذا لم يكفَّ عن دعوته وعن شتم الأصنام بأن يقتله رميًا بالحجارة، وعندئذٍ قال إبراهيم عليه السلام لأبيه: لن يصلك منِّي مكروه، وسأطلب لك المغفرة من الله اللطيف الذي يكرمني دائمًا ويهديني، ثم اعتزلهم وأصنامهم، وأخلص لربِّه العبادة والدعاء فرزقه الله إسحاق، وجعله نبيًّا، ووهب له من إسحاق حفيدًا هو يعقوب عليه السلام وجعل من ذريتهما أنبياء بني إسرائيل، كما أنه سبحانه وتعالى جعل من ذرية إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيِّين وإمام المرسلين.

3- ثم انتقلت الآيات إلى ذكر موسى عليه السلام الذي اصطفاه ربه، وجمع له بين صفتي الرسالة والنبوَّة.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- التلطُّف في الدعوة واستخدام أحسن الأساليب وأرقَّها وأقربها إلى القلوب؛ لاستمالة المدعوين إلى الحق، وتحبيبهم فيه، وإعلان الحرص على مصلحتهم، والخوف عليهم من عذاب الله.

2- التأدب في مخاطبة الآباء، ومن يكون أكبر منَّا سنًّا، ومحاولة إقناعهم في هدوء ورفق وأدب.

3- الإعراض عن الجاهلين؛ حرصًا على السلامة والنجاة من الوقوع في المعاصي والذنوب.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (52) إلى (64) من سورة "الكهف":

﴿ وقربناه نجيًّا ﴾: قربه الله مناجيًا ربه بغير واسطة ملك.

﴿ صادق الوعد ﴾: وفيًّا بوعده مع ربِّه ومع الناس.

﴿ مرضيًّا ﴾: نال رضا الله.

﴿ إسرائيل ﴾: يعقوب عليه السلام .

﴿ واجتبينا ﴾: واصطفيناهم للرسالة واخترناهم للنبوَّة.

﴿ بكيًّا ﴾: باكين من خشية الله.

﴿ فخلف ﴾: فأتى وجاء بعد هؤلاء الأتقياء.

﴿ خَلْف ﴾: قوم أشقياء وأولاد سوء.

﴿ أضاعوا الصلاة ﴾: تركوا الصلاة المفروضة.

﴿ واتبعوا الشهوات ﴾: وأقبلوا على شهوات الدنيا وملاذِّها، ولم يعملوا للآخرة.

﴿ غيَّا ﴾: خسارًا يوم القيامة، أو واديًا في جهنم.

﴿ عدن ﴾: إقامة.

﴿ مأتيًّا ﴾: هم يأتونها، أو آتيًا، أو محققًا لابد منه.

﴿ لغوًا ﴾: كلامًا ساقطًا تافهًا لا معنى له، أو قبيحًا.

﴿ بكرةً وعشيًّا ﴾: مقادير الليل والنهار، والمقصود رزق دائم لا ينقطع.

﴿ تقيًّا ﴾: مطيعًا لله مراقبًا له.

﴿ نسيًّا ﴾: ما نسيك ربّك يا محمد، ولا تجوز على الله الغفلة ولا النسيان.

1- تواصل الآيات ذكر موسى عليه السلام وأن الله سبحانه وتعالى قد ناداه من جانب جبل طور سيناء، وقربه مكانة ومنزلة، ليناجيه من غير واسطة ملك، واستجاب شفاعته في أخيه هارون، فجعله نبيًّا، رحمة منه ونعمة.

2- ثم تنتقل إلى ذكر إسماعيل وإدريس - عليهما السلام - وتصفهما بالصدق والتصديق لأوامر الله، ووعوده، ثم تشير إلى النبيين جميعًا - من ذكروا في هذه السورة ومن لم يذكروا - من نسل آدم ونوح - عليهما السلام - ومن ذرية إبراهيم ويعقوب، وممن هدى الله إلى الإيمان، وممن اختار واصطفى من عباده، وهؤلاء جميعًا أتقياء لله، خاشعون له، يخرُّون ساجدين لله، تفيض عيونهم بالدموع؛ تأثرًا وخشية.

3- ثم توازن بين هؤلاء السابقين، وبين من جاؤوا بعدهم ممن تركوا الصلاة، واستغرقوا في الملذَّات.

4- ثم تفتح باب التوبة أمام التائبين، وتبيِّن ثوابهم العظيم، وما أعده الله لهم في جنَّات النعيم.

5- ثم تعلن الربوبية المطلقة لله، وتنفي عنه الشبيه والنظير، وتخفف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وجده من حزن ووحشة عندما تأخَّر عنه الوحي، مبيِّنة أنه ينزل بما تقتضيه حكمة الله، وأنه لا ينسى ولا يغفل.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- مسؤولية كل إنسان عن أهله، وضرورة البدء بهم في الدعوة إلى الخير، وإلى عبادة الله.

2- أهمية الصلاة والزكاة من بين العبادات، وأنهما من العبادات التي تجمع بين أصول العبادات البدنية والمالية.

3- من علامات الإيمان الصادق: التأثر بآيات الرحمن، والخشوع عند سماعها أو تلاوتها، والبكاء خشية الله.

4- ومن علامات الضلال، والبعد عن الله: ترك الصلوات المفروضة، أو التكاسل في أدائها، أو تضييعها.

5- من شروط قبول التوبة: الندم، والاستغفار، والإقلاع عن المعاصي، والعزم على عدم العودة، ورد المظالم إلى أهلها، والإكثار من الأعمال الصالحة.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (65) إلى (76) من سورة "الكهف":

﴿ فاعبده ﴾: فاثبت واستمر على عبادته.

﴿ سميًّا ﴾: شبيهًا وَمِثْلاً.

﴿ جِثِيًّا ﴾: باركين على ركبهم؛ لشدة الهول والفزع.

﴿ لننزعن ﴾: لنأخذن.

﴿ شيعة ﴾: فرقة وجماعة.

﴿ عتيّا ﴾: عصيانًا أو جراءة، أو فجورًا.

﴿ أولى بها ﴾: أحق بدخول النار.

﴿ صليّا ﴾: دخولاً، أو مقاساة لحرّها.

﴿ حتمًا مقضيًّا ﴾: قضاءً لازمًا.

﴿ ونذر ﴾: ونترك.

﴿ مقامًا ﴾: مسكنًا ومنزلاً وعيشًا.

﴿ نديًّا ﴾: مجلسًا ومجتمعًا.

﴿ قرن ﴾: أمَّة.

﴿ أثاثًا ﴾: متاعًا من الفرش والثياب وغيرها.

﴿ رئيا ﴾: منظرًا وهيئة.

﴿ فليمدد له ﴾: فليمهله، وليتركه في طغيانه (وفي ذلك تهديد للمشركين).

﴿ مكانًا ﴾: منزلاً.

﴿ وأضعف جندا ﴾: وأقل أعوانًا وأنصارًا.

﴿ الباقيات الصالحات ﴾: الأعمال الصالحة التي تبقى لصاحبها، وينال ثوابها في الآخرة.

﴿ وخير مردًّا ﴾: وخير مرجعًا وعاقبة.

1- تبيِّن الآيات أن الله سبحانه وتعالى رب السموات والأرض وما بينهما، وتطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه الثبات والاستمرار على عبادة الله وحده، والصبر على تكاليف تلك العبادة.

2- ثم تذكر اعتراض الإنسان الكافر في مختلف العصور على البعث بعد الموت، وإنكار ذلك مما يدل على غفلته عن نشأته الأولى، ويقسم سبحانه وتعالى أن الناس والشياطين سيحشرون جميعًا بعد البعث، وسوف يمر الناس جميعًا بجهنم وهي مشتعلة، فينجو منها المؤمنون المتقون، ويبقى فيها الظالمون المجرمون.

3- ثم تصور موقف الكافرين من المؤمنين في الدنيا حينما تقرأ عليهم آيات الله؛ فيسخر الكافرون معتزِّين بأموالهم وسلطانهم، بينما يتواضع المؤمنون معتزِّين بالله وحده.

4- وتلفت الأنظار إلى الأمم السابقة وما كانوا فيه من أموال وزينة، وما انتهوا إليه من الدمار بسبب تكذيبهم.

5- ثم تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو على الفريقين بأن من كان في الضلالة، فليزده الله مما هو فيه، وأن من كان على الهدى، فليزده الله اهتداء، حتى يأتي وعده في الدنيا، أو في الآخرة.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- الله القادر على خلق الناس من عدم... قادر على إعادتهم وإحيائهم بعد موتهم؛ ليحاسبهم ويجازيهم على ما عملوا في هذه الدنيا.

2- جميع الخلق سيمرون على جهنم، فالمؤمنون ينجون، والكافرون يبقون فيها للعذاب.

3- متاع الدنيا زائل، وثواب الله خير وأبقى، فعلينا أن نتخذ هذا المتاع وسيلة لإرضاء الله عز وجل .